المرأة وابعاد التطور فى كل المجالات
سلامة الاهداف ومشروعية الممارسة الرياضية
لاتزال الرياضة النسوية فى غالبية البلدان الاسلامية تواجه نمطين من التعامل السلبي، ففى حين تحرص العديد من هذه البلدان علي رعاية هذه الرياضة وتشجيعها وفقاً للنظرة الغربية فان بعض بلداننا وللا›سف ظل يتعامل مع هذه القضية بمنطق العاجزعن تقديم أية حلول بديلة سوي حجز المرأة وحجرها فى بيتها، وبين نظرة الانفلات للفريق الاول ونظرة التحجر والتزمت للفريق الثانى، بقيت المرأة المسلمة بانتظار تجربة جديدة وجريئة وسليمة تتجاوز سلبيات ومساوىء النمطين المذكورين إزاء مسألة الرياضة النسوية. وانطلقت هذه التجربة فى ايران بصورة منتظمة ومدروسة ومتأنية مع بداية التسعينيات. فبعد ان كانت قلة من النساء الايرانيات يمارسن هوايتهن الرياضية فى إطار التوجهات التغريبية والعلمانية للنظام الملكى الحاكم، وبعد ان كانت هذه الرياضة تمارس فى الحقيقة كوسيلة لافساد العقول من خلال حالة التهتک والاختلاط التى كانت تلازمها، بدأت الرياضة النسوية بعد انتصارالثورة الاسلامية تأخذ طريقها للممارسة الصحيحة والترشيد والنمو، وكانت الخطوة الاولي للثورة فى هذا المجال هو فصل الرياضة النسوية عن الرياضة الرجالية ومنع اي نوع من انواع الاختلاط واناطة مسؤولية رياضة السيدات بالسيدات انفسهن بالكامل مع توفير كافة الامكانيات المادية اللازمة لانجاح هذه التجربة، وبالفعل فقد وجدت التجربة طريقها للنجاح بشكل متسارع، وكانت الخطوة الثانية هي تدريب كوادر نسوية مؤمنة وذات كفاءة فى مختلف الالعاب الرياضية وبعد جهود استغرقت سنين عديدة أثمرت التجربة عن نتائج إيجابية كبيرة، فقد بلغ عدد المدربات لمختلف الالعاب الرياضية فى عام 1997 أكثر من تسعة آلاف مدربة، بينما أصبح لدي ايران نهاية العام الماضي أكثر من خمسة آلاف من المحكمات اللاتي يتمتعن بكافة مؤهلات التحكيم الجيد، ولاستيعاب الاعداد المتزايدة من النساء والبنات الراغبات فى ممارسة الالعاب الرياضية المفضلة لديهن فقد افتتح بين الاعوام (97-89) 26 فرع خاص لادارة رياضة السيدات فى المحافظات الايرانية، كذلک تم افتتاح 327 شعبة تابعة لهذه الفروع فى المدن التابعة للمحافظات، وحسب تصريح للسيدة طاهرة طاهريان مسؤولة الرياضة النسوية فى ايران فان رياضة السيدات فى ايران تضم 25 اتحاداً رياضياً نسوياً هى اتحادات كرة السلة والطائرة واليد والتنس والمنضدة والريشة والرماية وتسلق الجبال والتزلج علي الجليد والساحة والميدان والجمباز والجودو والكاراتيه والشطرنج وباقى الالعاب الاخري، وتضيف السيدة طاهريان فى سياق استعراضها للانجازات التي حققتها المرأة الايرانية فى مجال الرياضة بأن الحكومة فى السنوات الاخيرة اكملت بناء خمسة مجمعات رياضية نسوية ضخمة فى مدن طهران واصفهان وكيلان وكرمانشاه ورشت. وهذه المجمعات تتميز بكونها تضم مختلف القاعات والساحات المتعلقة بالاعلاب الرياضية فضلاً علي احتوائها علي المسابح الشتوية والاقسام الداخلية. وخلال العامين الماضيين تم افتتاح عشرات مجمعات رياضية أخري، وغير ذلک فقد تم توفير ألفى ناد وقاعة رياضية مختلفة المساحة.
والي جانب ذلک فقد شهدت الحركة الرياضية النسوية فى ايران تطوراً ملموساً علي صعيد المشاركة فى السباقات الدولية أو الآسيوية، وأستطعن اللاعبات الايرانيات خلال السنوات الثمان الماضية ان يحصلن علي عشرات الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فى العديد من السباقات التي جرت علي المستوي الآسيوي، لاسيما فى العاب الرماية والشطرنج وكذلک كان من نتيجة هذا التطور ان اصبحت للنسوة الايرانيات خبرة جيدة فى مجال تنظيم الدورات والمسابقات الخاصة بالسيدات وذلک باشراف كوادر نسوية وبشكل كامل وقد تم تنظيم دورات متعددة لالعاب السيدات للبلدان الاسلامية فى طهران وقد شاركت فى هذه الدورات آلاف اللاعبات من مختلف بلدان العالم .