عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

محاسبةالنفس

محاسبةالنفس

محاسبةالنفس

 

 

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين فإنه خير معين يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس العلوي الفاطمي قدس الله روحه و نور ضريحه أحمد الله جل جلاله الذي ابتدأني بالوجود و الوعود و رباني في ظهور الآباء و الجدود و بطون الأمهات و الجدات و ألهمني التشريف بمعرفته و ارتضاني لعبادته و دلني على طريق السلامة عن الندامة و الاستظهار ليوم القيامة و الظفر بالكرامة في دار المقام و عرفني أن معي ملائكة حافظين و أمرني بالمحاسبة و الاحتياط ليوم الدين و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة صدرت عما شرفني به من اليقين و عرفني من الأسرار عن السلف الطاهرين و أشهد أن جدي‌

                         محاسبةالنفس ص : 11
محمدا سيد المرسلين و خاتم النبيين شهد له بذلك رسله جل جلاله مالك الأولين و الآخرين بما كمل في ذاته و صفاته و معجزاته و آياته الباهرة في حياته و بعد وفاته و كشف على لسانه و قرآنه عن دلالته و هدايته و أسراره و غاياته و أشهد أنه جعل لأمته حافظين لأسراره و مهتدين بأنواره و من أصله و نجاره إتماما لحجته و دلالة على محجته و قطعا للإعذار في مخالفته جل جلاله به ربهم يوم قيام حسابه و مساءلته جعل ما علم جل جلاله من اختلاف خليقته و منازعتهم في شريعته و بعد فإني لما رأيت الآيات و الروايات شاهدة بما يقتضي محاسبة الإنسان لنفسه و استظهاره لتفريطه في يومه و أمسه صنفت في ذلك التصانيف أبوابا بحسب ما دلني عليه الجواد المالك اللطيف و قد رأيت بالله جل جلاله أن تلك المصنفات ربما لا تحصل عند ما يحتاج إلى المحاسبات و أن ذريتي قد جعلهم الله جل جلاله رعيتي و تلزمني هدايتهم بما تفضل الله من هدايتي فاقتصرت على تصنيف‌

                         محاسبةالنفس ص : 12
كتاب لطيف لتعريف المحاسبة للملائكة الحفظة الكرام و تطهير الصحائف من الآثام و جعلته عدة أبواب بحسب ما هداني واهب الألباب و فاتح طريقة الحساب الباب الأول فيما نذكره من الآيات التي تقتضي ذكر الاهتمام بالمحاسبة لحفظة الكرام الباب الثاني فيما نذكره من الروايات التي تقتضي الاحتياط بالمحاسبة في الليل و النهار للسلامة من الأخطار الباب الثالث فيما نذكره من أيام مسميات تحتاج إلى الاستظهار في المحاسبات و المراقبات الباب الرابع في أوقات و جهات معظمات نذكرها مجملات تقتضي زيادة التحفظ من السيئات الباب الخامس فيما نذكره في فضل المحاسبة على سبيل الاختصار مما يحتاج إليه المكلف للاحتياط و الاستظهار و فيه فصول تتضمن وقت ارتفاع الملكين بالأعمال و مكانهما من الإنسان ذكر تفصيل هذه الأبواب بحسب ما نرجوه من الصواب
الباب الأول فيما نذكره من الآيات التي تقتضي ذكر الاهتمام بمحاسبة النفس لحفظة الكرام

                         محاسبةالنفس ص : 13
قال الله جل جلاله وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ و قال الله جل جلاله في كتابه المجيد ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ و قال جل جلاله لقوم يعقلون إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فوجب الاهتمام بالتحفظ من الآثام و الأجرام و تطهير الصحائف التي تقتضي الاحتياط على يد الملائكة الكرام
الباب الثاني فيما نذكره من الروايات التي تقتضي الاحتياط بالمحاسبة في الليل و النهار للسلامة من الأخطار
 رويناها في الحديث النبوي المشهور حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا قبل أن توزنوا و تجهزوا للعرض الأكبر
فصل
 و رويت من كتاب محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الإيمان و الكفر بإسناده إلى أبي الحسن الماضي ص قال ع ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا ازداد الله شكرا و إن عمل سيئا استغفر الله و تاب إليه
فصل
 و روى يحيى بن الحسن بن هارون الحسيني في كتاب أماليه بإسناده‌

                         محاسبةالنفس ص : 14
إلى الحسن بن علي ع قال قال رسول الله ص لا يكون العبد مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه و السيد عبده و ذكر تمام الحديث
فصل
 و رويت بإسنادي إلى محمد بن علي بن محبوب من كتابه بإسناده إلى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه ع قال ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال ذلك اليوم يا ابن آدم أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد فافعل بي خيرا و اعمل في خيرا أسهل لك في يوم القيامة فإنك لن تراني بعدها أبدا
فصل
 و رأيت في كتاب مسعدة بن زياد الربعي من أصول الشيعة فيما رواه عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه ع قال إن الليل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلا الثقلين يا ابن آدم إني خلق جديد إني على ما في شهيد فخذ مني فإني لو قد طلعت الشمس لم أرجع إلى الدنيا ثم لم تزدد في حسنة و لم تستعتب في من سيئة و كذلك يقول النهار إذا أدبر الليل
فصل
 و رويت بإسنادي من كتاب أمالي الشيخ المفيد قدس سره‌

                         محاسبةالنفس ص : 15
بإسناده إلى مولانا علي بن الحسين ع قال إن الملك الموكل بالعبد يكتب في صحيفة أعماله فاعملوا بأولها و آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك
فصل
 و رويت من كتاب فضل الدعاء لمحمد بن الحسن الصفار بإسناده إلى الصادق ع قال قال رسول الله ص طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب أستغفر الله
فصل
 رأيت في حديث آخر من كتاب الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال إن النهار إذا جاء قال يا ابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا أشهد لك به عند ربك يوم القيامة فإني لم آتك فيما مضى و لا آتيك فيما بقي و إذا جاء الليل قال مثل ذلك
فصل
 و رويت حديث مولانا جعفر بن محمد الصادق ع عن مولانا أمير المؤمنين ع قال ع لا تقطعوا نهاركم بكذا و كذا و فعلنا كذا و كذا فإن معكم حفظة يحصون عليكم و علينا
فصل
 و رأيت في كتاب الكليني بإسناده إلى ابن أبي النعمان عن أبي جعفر ع قال يا أبا النعمان و لا يغرنك‌

                         محاسبةالنفس ص : 16
الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطع نهارك بكذا و كذا فإن معك من يحفظ عليك عملك سيئا أو حسنا فإني لا أرى شيئا أسرع دركا و لا أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم
الباب الثالث فيما أذكره من أيام مسميات يحتاج إلى الاستظهار في المحاسبات و المراقبات
اعلم أني رأيت و رويت في روايات و متفقات عن الثقات أن يوم الاثنين و يوم الخميس تعرض فيهما الأعمال على الله جل جلاله و روي عن أهل البيت ع أن في يوم الاثنين تعرض الأعمال على الله جل جلاله و على رسوله ص و على الأئمة ع فمن ذلك ما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب البيان في تفسير هذه الآية وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فقال ما هذا لفظه و روي في الخبر أن الأعمال تعرض على النبي ص في كل اثنين و خميس فيعلمها و كذلك تعرض على الأئمة ع‌

                         محاسبةالنفس ص : 17
فيعرفونها و هم المعنيون بقوله وَ الْمُؤْمِنُونَ و من ذلك ما رواه أبو الحسن الطوسي رضي الله عنه في كتاب تفسير القرآن في تفسير هذه الآية فقال ما هذا لفظه روى أصحابنا أن أعمال الأمة تعرض على النبي ص في كل اثنين و خميس فيعرفها و كذلك تعرض على الأئمة ع القائمين مقامه و هم المعنيون بقوله وَ الْمُؤْمِنُونَ و من ذلك ما رواه أبو العباس بن عقدة في تفسير القرآن في هذه الآية وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ

 بإسناده إلى يعقوب بن شعيب و رواه أبو عبد الله بن جعفر الحميري في كتاب الدلائل نقل كل منهما بإسناده إلى يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال ع هم الأئمة
 و من ذلك أيضا ما رواه أبو العباس بن عقدة في كتابه المذكور بإسناده إلى يزيد بن معاوية العجلي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ‌
                         محاسبةالنفس ص : 18
قال ع إيانا عنى
أقول و روى هذين الحديثين أيضا محمد بن العباس بن مروان في كتابه الذي صنفه فيما نزل من القرآن في النبي و الأئمة ع و من ذلك ما رواه محمد بن النعمان بن مروان المذكور بإسناده من طريق الجمهور ليكون أبلغ في الحجة للاتفاق على أبي سعيد الخدري
 أن عمارا قال لرسول الله ص وددت أنك عمرت فينا عمر نوح ع فقال ص يا عمار حياتي خير لكم و وفاتي ليس بشر لكم أما في حياتي فتحدثون و أستغفر الله لكم و أما بعد وفاتي فاتقوا الله و أحسنوا الصلاة علي و على أهل بيتي فإنكم تعرضون علي بأسمائكم و أسماء آبائكم و قبائلكم و إن يكن خيرا حمدت الله و إن يكن سوء أستغفر الله لذنوبكم فقال المنافقون و الشكاك و الذين في قلوبهم مرض يزعم أن الأعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال و أسماء آبائهم و أنسابهم إلى قبائلهم إن هذا لهو الإفك فأنزل‌

                         محاسبةالنفس ص : 19
الله جل جلاله وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فقيل له ع و من المؤمنون فقال عامة و خاصة أما الذين قال الله عز و جل وَ الْمُؤْمِنُونَ فهم آل محمد ص و الأئمة منهم ع ثم قال وَ سَتُرَدُّونَ إِلى‌ عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من طاعة و معصية
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس و روى محمد بن العباس بن مروان أخبار جماعة في ذلك و من ذلك أيضا ما رويته أيضا من طريق الجمهور و من صحيح مسلم في المطلب الثاني منه من النصف الثاني منه في عدة أحاديث يتضمن تفصيل يوم الاثنين و يوم الخميس و قال في بعضها
 قال رسول الله ص تعرض أعمال أمتي في كل جمعة مرتين يوم الاثنين و يوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبد بينه و بين أخيه شحناء فيقول اتركوا أو أرجعوا هذين حتى يقيئا
و من ذلك ما ذكره محمد بن عمران المرزباني في الجزء السابع من كتاب الأزمنة عند ذكره يوم الاثنين و الخميس‌

                         محاسبةالنفس ص : 20

 بإسناده قال كان رسول الله ص يصوم الاثنين و الخميس فقيل له لم ذلك فقال ص إن الأعمال ترفع في كل اثنين و خميس و أحب أن يرفع عملي و أنا صائم
 و من ذلك بإسناده أيضا عن أيوب قال قال رسول الله ص ما من يوم اثنين و لا خميس إلا ترفع فيهما الأعمال إلا عمل المقادير
و روى أيضا حديثين آخرين في أعمال يوم الاثنين و الخميس و ذلك كله ما يدل على تحقق ما رويناه و ذكرناه فينبغي أن يكون الإنسان في يوم الاثنين و الخميس متحفظا بكل طريق في طلب التوفيق و إياه أن يكون في هذين اليومين مهملا للاستظهار في الطاعة بغاية الإمكان فإن العقل و النقل يقتضيان أن زمان عرض العبد على السلطان يكون مستعدا و مستحفظا بخلاف غيره من الأزمان
فصل
 و إن أراد أن يقول في أول نهار الاثنين و أول نهار الخميس اللهم إن هذا يوم وجدنا الأخبار النبوية و الآثار الأحمدية تضمنت أن الأعمال‌

                         محاسبةالنفس ص : 21
تعرض فيه عليك و على من يقرأ عليك و نحن نسألك و نتوسل إليك بكل وسيلة لها قبول لديك أن توفقنا فيه لما تريد منا و لما ترضى عنا و تجعل حركاتنا و سكناتنا صادرة عن إلهامك لنا ما فيه زيادة السعادات بالعبادات و تصوننا عن موافق الغرامات و الخيانات و أن تتقدم من الملكين الحافظين أن لا يكتبا علينا فيه إلا ما يقربنا إليك و يزيدنا إقبالا منك علينا و إقبالا منا عليك و أن تتجاوز عما يقتضي معاتبة منا أو مجانبة أو مغابنة أو إخجالا أو نقصانا أو امتحانا أو تهينا ما بيننا و بينك و تعفو عما قصرنا فيه من الاستدراك و لا تفضحنا بين الروحانيين من الملائكة و أرواح المؤمنين و عند سيدنا خاتم النبيين و المرسلين و أن تدخلنا في حماه و حمى عترته الطاهرين و حمى الرحمة التي تفضلت بها علينا بالإنساء و البقاء على العلم بما يصدر عن سوء الآراء و غلط الأهواء و لا تخجل رسولك محمدا العزيز عليك‌

                         محاسبةالنفس ص : 22
و عترته المعظمين لديك إن عترتهم و رعيتهم لا تضيق عليهم سعة رحمتك و أن تستر على مخالفتك و عدم طاعتك برحمتك يا أرحم الراحمين
فصل فيما رويناه في فضل الصلاة على محمد ص بعد العصر من يوم الخميس
 روينا ذلك في كتاب التنزيل لمحمد بن النجار و ذكرناه في الجزء الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة محمد بن الحسن بن محمد العطار بإسناده إلى جعفر بن محمد ع قال إذا كان يوم الخميس عند العصر أهبط الله عز و جل ملائكة من السماء إلى الأرض معها صحائف من فضة بأيديهم أقلام من ذهب تكتب الصلاة على محمد ص عند غروب الشمس
فصل فيما يستحب فعله أواخر نهار الخميس أيضا
ذكرنا ذلك في كتاب جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع و نذكره في هذا المكان لئلا يحتاج من يعمل به إلى ذلك الكتاب و يتعذر عليه سبيل الإمكان
 فيقول روي أنه يستحب‌

                         محاسبةالنفس ص : 23
أن يستغفر بهذا الاستغفار آخر كل خميس يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه توبة عبد خاشع خاضع مسكين مستكين مستجير لا يستطيع لنفسه صرفا و لا عدلا و لا نفعا و لا ضرا و لا حياة و لا موتا و لا نشورا و صلى الله على محمد و عترته الطيبين الطاهرين الأبرار و سلم تسليما كثيرا
 و يستحب أن يدعو أواخر نهار الخميس فيقول اللهم يا خالق قبور النبيين و موضع قلوب العارفين و ديان حقائق يوم الدين المالك لحكم الأولين و الآخرين و المسبحين العالم بكل تكوين أشهد بعزتك في الأرض و السماء و حجابك المنيع على أهل الطغيان يا خالق روحي و مقدر قوتي و العالم بسري و جهري لك سجودي و عبودي و لعدوك عنودي يا معبودي أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك عليك توكلت و إليك أنيب حسبي الله و نعم الوكيل
فصل
في أن آخر خميس من كل شهر ترفع أعمال‌

                         محاسبةالنفس ص : 24

الشهر فيه
 فمن ذلك ما رويناه من كتاب العلل تأليف أبي جعفر محمد بن بابويه رضوان الله عليه بإسناده إلى عتبة بن نجار العابد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول آخر كل خميس في الشهر ترفع فيه الأعمال
فصل
 و رويت بإسنادي من كتاب العلل للقزويني بإسناده إلى عبد الصمد بن عبد الملك قال سمعت أبا عبد الله ع يقول آخر كل خميس في الشهر ترفع فيه أعمال الشهر
أقول أنا فأي عذر للإنسان المعدود من أهل الإيمان في إهماله للاستظهار لأجل عرض أعماله قبل يوم حسابه و سؤاله الأعمال
فصل
 و رويت بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه بإسناده إلى عتبة بن نجار العابد أيضا قال سمعت أبا عبد الله ع يقول آخر خميس في الشهر ترفع فيه أعمال الشهر
أقول أنا فأي عذر للإنسان المعدود من أهل الإيمان في إهمال الاستظهار لأجل عرض أعماله قبل حسابه و سؤاله

                         محاسبةالنفس ص : 25
الباب الرابع في أوقات و جهات معظمات نذكرها مجملات تقتضي زيادة التحفظ من السيئات
اعلم أن الأوقات المعظمات ورد بعض تعظيمها في الآيات و بعض آخر في الروايات مثل شهر رمضان و الأشهر الحرم و الأيام المعلومات و الأيام المعدودات و غيرها من الأوقات المحرمات و أما الجهات المكرمات مثل المسجد الحرام و الكعبة و مسجد النبي ص و بيت المقدس و المشاهد المشرفة و المساجد المباركات و كل موضع أتى بتعظيمه قرآن أو روايات فإنه ينبغي تعظيمه بحسب الأوامر الشرعيات و أن يكون الإنسان متحفظا فيها من السيئات بخلاف ما لا يجري مجراها من الأوقات و الجهات تعظيما لما أمر الله عز و جل جلاله بتعظيمه و امتثالا لأوامر رسوله ص في تكريمه
الباب الخامس فيما نذكره في فضل المحاسبة على سبيل الاختصار مما يحتاج إليه المكلف للاحتياط و الاستظهار و فيه عدة فصول
فصل في المحاسبة أواخر النهار
 رويت من كتاب الكليني بإسناده عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت‌

                         محاسبةالنفس ص : 26
أبا عبد الله ع يقول إذا تغيرت الشمس فاذكروا الله عز و جل و إن كنت مع قوم يشغلونك فقم و ادع
 أقول أنا فإذا أريد ذلك فيقول سلام الله جل جلاله و سلام خاصته و سلامي عليكما أيها الملكان الحافظان أستودعكما الله جل جلاله و أقرأ عليكما السلام و أسألكما بالله جل جلاله أن تستوهبا ما بيني و بين الله جل جلاله و ما بيني و بين عباده ما كتبتما و يقول يا أرحم الراحمين حتى تنقطع النفس أنا عبدك الذي خلقته من التراب و الطين و الماء المهين و قد سمعت في كتابك الكريم و إن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون و بلغني عن رسولك و آله ع أنهم قالوا ليس منا من لم يحاسب نفسه و قد حضرت بين يديك و ما معي عمل أرضى أن أعرض عليك لأن قبائح عملي يخجلني قصيره و فاسد عملي يفضحني يسيره و قد قدت نفسي إلى مجلس القود و العود و الاستسلام و أنا أتوب إليك من الذنوب و

                         محاسبةالنفس ص : 27
الآثام فإن قبلت توبتي و رضيت عني و إلا فأسألك أن تعفو عني فقد يعفو المولى عن عبده و هو غير راض عنه و قد جعلت الاستغفار طريقا إلى قبول التوبة و غفران الآثام فها أنا أقول أستغفرك و أسألك التوبة و يكرر ذلك مائة مرة ثم يقول و قد أمرت يا سيدي بالعفو و عفوت و دللت عبادك على العفو و مدحت الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و بذلت الثواب على العفو و جعلت العفو من صفات الكمال و عاتبت عبادك على ترك العفو من سوء الأعمال و أنت أحق ممن إذا أمر عمل و إذا قال فعل فها أنا أسألك العفو العفو و يكرر ذلك مائة مرة
أقول فهذا من أقل مراتب المحاسبات و التوسل في محو السيئات فما الذي يمنع العبد الضعيف منه و ما عذره في الإعراض عنه عنده و هو يعلم أنه إن لم يحاسب مختارا منصورا حوسب اضطرارا مقهورا نادما فاحما متحيرا ذليلا مكسورا

                         محاسبةالنفس ص : 28
فصل فيما يروى عن مولانا علي ع في وقت ارتفاع الملكين بالأعمال و في مكانهما من ابن آدم
 روينا من كتاب خطب مولانا علي ص و هو للسعيد عبد العزيز الجلودي رضي الله عنه و هو نسخة عتيقة نقلها بخطه و كانت وفاته ره ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة اثنتين و ثلاثمائة فيما يتضمن جواب مولانا علي ع لابن الكواء عن مسائله عنها فمنها ما هذا لفظه قال يا أمير المؤمنين فما البيت المعمور و السقف المرفوع قال ع ويلك ذلك الصراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤ جو فيدخل كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة بأقلام من نور و فيه كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود فإذا كان المقدار العشار ارتفع الملكان فيستنسخون منهم ما عمل الرجل فذلك قوله تعالى هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌
 
و أما موضع جلوس الملكين الحافظين فرواه ابن عمر الزاهد صاحب تغلب وجدته في‌

                         محاسبةالنفس ص : 29

نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته و قد كانت في خزانة الحافظ الخليفة بمصر فقال ما هذا لفظه
 قال ابن عمر أخبرني العطا عن الصباح بإسناد الإمامية عن الشيعة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه الطاهرين ع قالوا قال أمير المؤمنين ع و الناجدان الثابتان و الغران المشدغان و الصانعان و الصماعان و من قالهما بالغين فقد صحف أن الملكين يجلسان على ناجدي الرسل يكتبان خيره و شره [و يستمدان‌] و يشهدان عن غريه و ربما جلسا على الصماخين
 فسمعت تغلبا ره يقول الاختيار من هذا كله ما قال أمير المؤمنين ع و هما مجمعا الريق من الجانبين و هما اللذان يسميهما العامة الصوارين
و رويت في حديث آخر في هذا الكتاب ما هذا لفظه
 و سئل عن قول أمير المؤمنين ع نظفوا الصاغين فإنهما مقعد الملكين
فقال تغلب هما الموضع الذي يجتمع فيه الريق من الإنسان و هو الذي يسميه العامة الصوارين
فصل في دعوات رويت أنها تذكر أوقات المحاسبات
اعلم أننا ذكرنا في كتاب‌

                         محاسبةالنفس ص : 30
فلاح السائل و نجاح المسائل تفصيلا جليلا في المحاسبات و الدعوات و نذكر هاهنا ما يحتاج إليه أهل الضرورات
 فنقول من كتاب الربيع بن محمد المستكين بإسناده إلى أبي جعفر ع قال ع كان رسول الله ص إذا احمرت الشمس على قلة الجبل هملت عيناه دموعا و قال ص اللهم أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك و أمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك و أمسى خوفي مستجيرا بأمنك و أمسى ذلي مستجيرا بعزك و أمسى فقري مستجيرا بغناك و أمسى ضعفي مستجيرا بقوتك و أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي ألبسني عافيتك و غشني برحمتك و جللني كرامتك و قني شر خلقك من الجن و الإنس يا الله يا رحمان يا رحيم
فصل
 و رويت من كتاب الكليني بإسناده قال كان علي ع إذا أمسى قال مرحبا بالليل الجديد و الكاتب الشهيد اكتبا بسم الله ثم يذكر الله عز و جل
 و رويت بإسنادي عن ابن أبي عمير عن أمية بن علي قال قال أبو عبد الله ع من قال عند غروب الشمس في كل يوم يا من ختم النبوة بمحمد ص‌

                         محاسبةالنفس ص : 31
اختم لي في يومي هذا بخير و شهري بخير و سنتي بخير و عمري بخير فمات تلك الليلة أو في تلك الجمعة أو في ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنة أو في غيرها مات شهيدا و رويت الجمعة أو في غير ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنة
فصل في المحاسبة أواخر من كل ليلة
يستحب للإنسان إذا استيقظ من المنام أن يسجد شكرا لله عز و جل جلاله على ما تفضل عليه من الإنعام فقد روينا أن النبي ص أفضل الرسل كان يفعل ذلك و هو قدوة لأهل الإسلام أقول ثم يجلس بين يدي مولاه الذي أنشأه و رباه و مكنه من مساعدة دنياه و آخرته و لو ساعة واحدة أواخر كل ليلة و يحاسب ملكي الليل كما يحاسب ملكي النهار و يجتهد في تطهير صحيفته من الآثام و الآثار
 فإن شاء فليقل سلام الله جل جلاله و سلام خاصته و سلامي عليكما أيها الملكان الحافظان أستودعكما الله جل جلاله و أقرأ عليكما السلام و أتوجه إليكما بالله‌

                         محاسبةالنفس ص : 32
المنعم عليكما أن تشرفاني بجواب التسليم و تساعداني على سلوك السبيل المستقيم و تشفعا إلى مولاكما الحليم الرحيم الكريم جل جلاله أن يعفو عني و يرحمني و يرضى عني و لا يشمت بي عدوه و عدوي الشيطان الرجيم فها أنا قد سلمت نفسي إليه و استسلمت من يده بين يديه و أتوجه إليه بكل من يعز عليه و بجميع الوسائل إليه في الأمر لكما بمحو السيئات و تبديلها بما هو جل جلاله أهل من المراحم و الحسنات و ها أنا أقول ما قال المقبلون من النادمين ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا يا أرحم الراحمين ثلاث مرات ثم يقول يا إلهي قد مدحت المستغفرين بالأسحار و بلغنا أنك تغفر الذنوب بالاستغفار و أنا أستغفرك و أسألك التوبة و يكرر ذلك مائة مرة

                         محاسبةالنفس ص : 33
فصل في زيادة السعادات في المحاسبة و العبادة
 و إن كنت تريد زيادة التوصل بالظفر بالعفو و التفضل فقل اللهم إني سمعت من كرمك و رحمتك أنك تأمر مناديا ينادي عنك في أواخر كل ليلة و يدعو الناس إلى مساءلتك فيقول هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له فقد حضرت ممتثلا للنداء و متوسلا بالدعاء و أسأل من رحمتك الواسعة و مكارمك السابغة كلما أحتاج إليه و أتوب من كل ما أقدمت عليه و أستغفرك من كل ما تؤاخذني عليه و أطلب العفو الذي دعوت عبادك إليه و قد أنعمت علي بالإيمان من غير مسائلة فلا تحرمني ما هو دونه من النوال مع الدعاء و الابتهال يا الله يا الله عشر مرات
فصل فيما نذكره لمن له عذر عن الجلوس عن مرقده أو يكل من الجلوس بين يدي سيده
 و إن كان لك عذر عن الجلوس من فراش الرقادة أو كانت همتك خسيسة سخيفة و معرفتك‌

                         محاسبةالنفس ص : 34
ضعيفة عن طلب سعادة الدنيا و المعاد فقل و أنت على حالك يا راحم الضعيف الهالك يا واهب الممالك قد سمعت من حكمك الشامل لأهل الأبصار الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار و ها أنا أسألك على جنبي أن تعفو ذنبي و أن تجعلني ممن أغنيته بعلمك عن المقال و بكرمك عن السؤال

فصل فيما نذكر لمن لم يتفق له توفيق لهذا المقال و لا ظفر بهذه الآمال
 و إذا لم يسهل عليك الجلوس من فراش الغفلات و ما ذكرناه من جواب الملك المنادي لأهل الحاجات فمد يدك إلى من عودك إحسانه عليك و قل يا موضع آمالي حسبي حسبي من سؤالي علمك بحالي
فصل فيما نذكره من شرح بعض ما أجملناه مما رويناه
و رأيناه فذكرنا في هذا الكتاب أنه يقول يا أرحم الراحمين سبع مرات و إنما ذكرنا ذلك لأجل ما نذكره من الروايات‌

                         محاسبةالنفس ص : 35

 فنقول إني رويت بإسنادي إلى محمد بن الحسن الصفار من كتابه في فضل الدعاء عن أبي عبد الله الصادق ع قال ع كان أبي إذا ألحت به الحاجة سجد من غير صلاة و لا ركوع ثم يقول يا أرحم الراحمين سبع مرات ثم يسأل حاجته ثم قال ما قالها أحد سبعا إلا قال الله تعالى ها أنا أرحم الراحمين سل حاجتك
فصل
 و روينا من الكتاب المذكور بإسناده إلى الصادق ع أنه قال ع إن لله ملكا يقال له إسماعيل ساكن في السماء الدنيا إذا قال العبد يا أرحم الراحمين سبع مرات قال له إسماعيل قد سمع الله أرحم الراحمين صوتك فاسأل حاجتك
فصل
 و رويت من كتاب فضل الدعاء المذكور بإسناده إلى مولانا علي بن الحسين ع قال ع سمع النبي ص أن رجلا يقول يا أرحم الراحمين فأخذ بمنكب الرجل فقال هذا أرحم الراحمين قد استقبل بوجهه فسل حاجتك
فصل فيما نذكره من الروايات في سجود النبي ص عند انتباهه من منامه
قد كنا ذكرنا ذلك‌

                         محاسبةالنفس ص : 36
مجملا و نذكره الآن مفصلا
فصل
 و رويت بإسنادي إلى أبي جعفر ع أنه ع قال ما استيقظ رسول الله ص من نومه قط إلا خر لله ساجدا
فصل
 و رويت من تاريخ النيشابوري تأليف الحاكم في ترجمة حسين بن أحمد بن جعفر بن عبد الله بإسناده عن جابر قال كان رسول الله ص إذا قام من منامه خر لله ساجدا
 و رويت من تاريخ النيشابوري للحاكم بإسناده في ترجمة محمد البزفوري عبد الله بن مهدي العامري أن النبي ص ما قام من النوم إلا خر لله ساجدا شكرا لله عز و جل
فصل من سبب ما ذكرناه في هذا الكتاب من تكرار يا الله عشر مرات
 روينا من كتاب المشيخة تأليف الحسن بن محبوب قال اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر ع فقال له قل يا الله يا الله يا الله عشر مرات متتابعات‌

                         محاسبةالنفس ص : 37
فإنه لم يقلها مؤمن إلا قال له لبيك عبدي سل حاجتك
و إنما قلنا إنه يقول يا رب عشر مرات لما رواه محمد بن علي بن محبوب في كتاب الصلاة
فصل
و رويت في آخر كتاب مناسك الزيارات للمفيد ره على ورقة تعاليق فيها من كتاب البزنطي إلا أني لم أجد هذا الباب فيما اختبرته من كتاب البزنطي و هذا لفظ ما وجدناه
 حفص الأعور عن أبي عبد الله ع قال اشتكى أبو عبد الله إلى أبي جعفر الباقر أبيه ع فقال قل عشر مرات يا الله يا الله يا الله فإنها لم يقلها عبد إلا قال له ربه لبيك
أقول أنا و يمكن أن يكون قد قال أبو جعفر ع لبعض شيعته و قال له لولده أبي عبد الله ع
فصل فيما نذكره عمن يقول يا رب يا رب و يكررها
 رويت من كتاب محمد بن علي بن محبوب من كتاب الصلاة عن أحمد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أخي أدهم عن أبي عبد الله ع قال ع من قال عشر مرات يا رب يا رب قال له ربه لبيك سل حاجتك
فصل
و رويت في التعليقة التي أشرنا إليها في أواخر كتاب مناسك الزيارة و هو قد كتب في حياة

                         محاسبةالنفس ص : 38
المفيد ره ما هذا لفظه
 أبو جعفر ع قال كان أبي يلح في الدعاء يقول يا رب يا رب حتى ينقطع النفس ثم يعود ثم يعود
فصل
 و من التعليقة ما هذا لفظه أبو عبد الله ع قال إن العبد إذا قال أي رب ثلاثا صيح من فوقه لبيك سل تعطه
و هذا آخر ما أوردناه من ذكر هذه الأبواب مما يقتضي الاستظهار للسلامة من العقاب و العتاب في يوم الحساب فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على أشرف المرسلين محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين الأخيار الأنجبين و سلم تسليما كثيرا كثيرا


source : دار العرفان/محاسبة النفس
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السياسة عند الامام الحسن عليه السلام
اهمية البناء التبربوي للطفل في الاسلام
فيما نذكره عند المسير من القول و حسن التدبير
الحرية بين النخبة والأمة
المکاره في الاسلام
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
حب علي (ع) و بغضه
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)

 
user comment