عربي
Wednesday 8th of May 2024
0
نفر 0

إذا أردت الرحيل فصل ركعتين و ادع الله

 إذا أردت الرحيل فصل ركعتين و ادع الله

إذا أردت الرحيل فصل ركعتين و ادع الله

الفصل التاسع فيما نذكره مما يقوله و يفعله عند رحيله من المنزل الأول

 

قد قدمنا في أوائل هذا الكتاب عند وداعه لمنزله و عياله من دعائه و ابتهاله ما يغني عن تكراره و نحن نذكر ما يحضرنا من غير ذلك اللفظ لئلا نحوجه أن يرجع إلى تصفح الكتاب و اعتباره فنقول ذكر الطبرسي في كتاب الآداب الدينية ما رواه عن العترة النبوية من العمل عند الرحيل من منازل الأسفار فقال ما هذا لفظه

و إذا أردت الرحيل فصل ركعتين و ادع الله بالحفظ و الكلاءة و ودع الموضع و أهله فإن لكل موضع أهلا من الملائكة و قل السلام على ملائكة الله الحافظين السلام علينا و على عباد الله الصالحين و رحمة الله و بركاته

الفصل العاشر فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الإنشاء

السلام على من بهذا المنزل من أهله سلاما يزيدكم الله جل جلاله به من فضله و نستودعكم الله جل جلاله و الحفظة من ملائكته و خاصته و نسألكم أن تستودعونا الله جل جلاله و جميع حفظته و أن تذكرونا في خلواتكم و مناجاتكم بما يليق بمروءاتكم و عناياتكم و تشركونا في دعواتكم و أن تسألوا الله جل جلاله لنا تمام السلامة و دوام الاستقامة و إن كان قد وقع منا في هذا المنزل شي‌ء يقتضي سوء مجاورتكم أو إهمال لحق صحبتكم أو مخالفة لله جل جلاله في مراعاة أهل المنازل أو تضييع لبعض الآداب و الفضائل فنسألكم العفو عما يخصكم و طلب العفو عنا من الله جل جلاله فيما يختص بإهمال أمره و تعظيم قدره و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الفصل الحادي عشر فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله جل جلاله عند النزول عليها في المنزل الأول

فنقول اللهم إنا روينا في الأخبار النبوية و الآثار المرضية أن كل أرض تشهد يوم القيامة لمن قصد إليها و عبدك عليها اللهم فاجعل هذه الأرض من جملة شهودنا

 

                         الأمان ص : 142

يوم موعودنا إنك ارتضيتنا فيها لعبادتك و أهلتنا للتشريف بطاعتك و وفقتنا للشكر لنعمتك و أغننا في اليوم الموعود عن شهادة الشهود بما أنت أهله من الرحمة و الجود و اجعل العناية التي دلتنا على هذا التعريف و التشريف سببا لحفظنا في طريقنا و زيادة توفيقنا و زوال الأمور المقتضية لتعويقنا برحمتك يا أرحم الراحمين و أشرك في كل ما دعوناه و رجوناه من صحبنا من صديقنا و رفيقنا و من كان مسافرا من إخواننا الصالحين يا أكرم الأكرمين

الفصل الثاني عشر فيما نذكره من القول عند ركوب الدواب من المنزل الثاني عوضا عما ذكرناه في أوائل الكتاب

إذا ركبت الدابة من المنزل الثاني فإن شئت فقل ما قدمنا ذكره عند ركوب الدواب ففيه كفاية و هداية إلى الصواب و إن لم ترد تصفح الأوراق و كرهت الرجوع بنظرك له إلى ما قدمناه لسرعة التوجه و عجلة الرفاق فقل اللهم إنك خلقت لنا هذه الدواب و سخرتها لنا لنسير عليها إلى طلب المحاب و الظفر بسعادة يوم الحساب و نعيم دار الثواب و جعلت ما تحتاج إليه من العلف و الماء ناشئا عن قدرتك و سعة رحمتك و لم يكن ذلك عن سؤال منا و لا عمل صالح سابق صدر عنا فيا من ابتدأنا بالنوال قبل السؤال و سخر لنا المطايا قبل أن نتعرض للعطايا و لم يعاجلنا بالعقوبة عند الخطايا صل على محمد و آل محمد و عرفنا قدر رحمتك و نعمتك و أوزعنا شكرها بعنايتك و هبنا قوة ربانية للقيام بحقوق عطيتك و ذللها لنا تذليل العناية بنا و الرحمة لنا و ألهمنا أن يكون مسيرنا و تدبيرنا موافقا لإرادتك و تابعا لحكمتك في تدبير خليقتك و إذا غفلنا عن تصريفها في تسييرها بحسب سلامتنا و سعادتنا فألهمها أن تسير كما أنت أهله من حفظنا و حراستنا و ما يقتضي ظفرنا بسعادة دنيانا و آخرتنا برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا شرعت في المسير فقل اللهم تسلم منا ما وهبت لنا من الاختيار و اجعل اختيارنا في مسيرنا و ليلنا و نهارنا صادرا عن الإلهام الواقي من أخطارنا و أكدارنا و حل بيننا و بين من يمكن أن يؤذينا في طريقنا بما تمدنا به من حسن توفيقنا و صلاح رقيقنا و اجعل حولنا حجابا من أستارك و حصنا من كفايتك و مبارك و ألبسنا دروع حمايتك‌

 

                         الأمان ص : 143

و انتصارك و املأ قلوبنا من كنوز التوكل و التقوى الواقية من البلوى برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا أشرفت على قرية أو منزل تريد النزول فيه بعد المسير الثاني فقل اللهم قد أريتنا من حفظك و حياطتك و عوائد رحمتك و ظاهر إجابتك ما أطمعنا في زيادة الدعاء و الابتهال و الظفر بإجابة السؤال و بلوغ الآمال و قد وصلنا إلى المنزل الثالث من حيث خرجنا من منازل العيال فاجعله اللهم من منازل البشارات و مناهل العنايات و موارد السعادات و ضاعف لنا فيه عند نزوله و عند الإقامة به و عند الرحيل منه مواهب الكرامات و البركات و الخيرات و اصرف عنا فيه جميع المكروهات و المحذورات و احفظ علينا ما صحبناه و ما خلفناه و ما نحتاج إلى حفظه مما ذكرناه أو أهملناه و أصلح قلوب أهله لنا و ألهمهم العناية بنا و اجعل ما ننتفع منه من الغذاء و غيره من الأشياء في مقام الدواء و الشفاء و طهره من الأدناس و الأقذاء و سلمنا من كيد الأعداء و سائر أنواع البلاء و الابتلاء برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا نزلت في المنزل الثالث فقل اللهم اجعل نزولنا في هذا المنزل الثالث محروسا من خطر الحوادث و نزهه من الأكدار و أخطار الأسفار و املأه من المسار و أنوار الأسرار و اجعلنا فيه و من صحبنا ممن يعز علينا و جميع ما أحسنت به إلينا من المحفوظين بعينك التي لا تنام و المحروسين بركنك الذي لا يرام و المحميين بدرعك الذي لا يضام و وفقنا فيه لما تريد منا و ترضى به عنا على الكمال و التمام برحمتك يا أرحم الراحمين

و إن شئت فاسجد سجدة الشكر على السلامة و العافية و قل فيها اللهم إنك جعلت السجود محلا للقرب بمنطق قرآنك و أنا أسألك دوام ما أعطيتنا من إحسانك و أمانك و مكاشفتنا بجلالة سلطانك و ثبوتنا على مرادك إلى أن تكمل لنا ما أنت أهله من دوام رضوانك برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا أردت أكل الطعام في المنزل الثالث فقل اللهم قد كنت تضيفت على موائد رحمتك و توليت يا رب تسييره في أعضائي على جميل عادتك و لم تعاجلني بعقوبة

 

                         الأمان ص : 144

على إهمال لشكر نعمتك و لا تهوين بمراقبتك فأنا أحمدك كما تستحقه مني و ترضى به عني و قد جلست الآن على هذه المائدة الصادرة عن عواطفك و عوارفك متضيفا و مسترحما و مستعطفا فاجعلها ضيافة مقرونة بما أوصيت به من إكرام الضيوف و الأمان من كل أمر مخوف فقد رأينا في مناقب عبيدك الذين تعلموا الفضائل منك أن الضيف إذا أكل من طعامهم أمن منهم و صدر بالسلامة عنهم و أنت أحق بما علمتهم من صفات الكمال فنسألك أن تضيفنا بضيافة مائدتك أفضل ما بلغ إليه ضيف من الإقبال و الآمال برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا أردت النوم في المنزل الثالث فقل اللهم قد أريتنا من قدرتك و عنايتك في هذا السفر المقترن بحفظك و حياطتك ما بسط أكف سؤالنا و رجونا به بلوغ آمالنا اللهم فكما حفظتنا فيما مضى من حركتنا في نومنا و يقظتنا و لم تكلنا إلى ضعف قوتنا و لا عجز حيلتنا فصل على محمد و آل محمد و احفظنا في هذا المنزل الثالث عند المنام و اليقظة و اجعل لنا من لطفك و عطفك حفظة و أيقظنا فيه لعبادتك و شرفنا باتباع إرادتك و آداب شريعتك برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا استيقظت من النوم في هذا المنزل الثالث فقل بعد سجدة الشكر على سلامتك في نومك و يقظتك اللهم قد حفظت و وقيت و عفوت و عافيت و أريتنا في هذه المنازل من فضلك الكامل و ظلك الشامل ما يحمدك عليه بيان مقالي و لسان حالي و نسألك تمام ما عودتنا من رحمتك و جميل عائدتك و جليل معونتك و حفظك و حياطتك و نصرتك و تدبيرنا في مسيرنا بأفضل ما دبرت أحدا من أهل الأسفار من السلامة و المسار برحمتك يا أرحم الراحمين

و إذا أردت وداع الروحانيين في هذا المنزل الثالث فقل السلام عليكم أيها الروحانيون و الحافظون و المجاورون قد عزمنا على الرحيل من جهتكم و نحن شاكرون لحسن مجاورتكم و سائلون الله جل جلاله أن يجازيكم عنا بما يليق بفضله و سائلون لكم أن تسألوه أن يشملنا بظله و أن يصحبنا منكم فيما بقي من أسفارنا من يعيننا على‌

 

                         الأمان ص : 145

السلامة من أخطار ليلنا و نهارنا و أن تستودعونا الله جل جلاله حيث حللنا و رحلنا و يبلغنا ما أملنا و سألنا و نستودعكم الله جل جلاله و نقرأ عليكم تحية البركات و سلام أهل المودات و رحمة الله و بركاته عليكم

و إذا أردت وداع الأرض في المنزل الثالث فقل إنا عارفون أيتها الأرض أن ابتداء خلقنا منك و إنا صادرون عنك و إنك كالأم و الأب لنا و قد رجونا أنك تكوني شاهدة بلسان الحال يوم القيامة لنا بعناية الله جل جلاله بنا و عبادتنا له على ظهرك و نحن نقسم على لسان حالك بمالك أمرك أن تحسني بلسان الحال الشهادة فيما يكون لنا سعادة و زيادة و أن تستري بإذن الله جل جلاله حركات النقصان و العصيان و أن يجمل الله جل جلاله ذكرنا على كل لسان و بمنطق كل بيان برحمته إنه أرحم الراحمين

و إذا أردت النهوض من المنزل الثالث فصل ركعتين للوداع كما قدمناه و قل اللهم إن كل ما وفقتنا له من الطاعات و الصلوات و العبادات فلك المنة فيه و ما حصلنا فيه من الإضاعات و الغفلات فأنت المرجو للعفو عن كل ما يقتضيه فيا من من علينا بالإيمان من غير سؤال لا تمنعنا ما هو دونه من الآمال و الإقبال في الرحيل و الترحال و سائر الأحوال مع الابتهال و التعرض للنوال برحمتك يا أرحم الراحمين


source : دار العرفان/الامان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

جرير
القرآن الكريم في حديث أهل البيت(عليهم السلام)
الوليّ في المصادر المعتبرة
مناظرات محمد بن علي الباقر (ع)
الصهيونية وأميركا وراء الإساءة للنبي (ص)
على ضفاف الكوثر
عداء الوهابيّة للإمام علي عليه‌السلام
الحسين مستميت ومستميت من معه
الصيام في السفر والحضر
أقوال المعصومين في القرآن

 
user comment