عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

سماحة العلامة انصاریان : أهل البيت (ع) ومقام العصمة

سماحة العلامة انصاریان : أهل البيت (ع) ومقام العصمة

أهل البيت (ع) ومقام العصمة «2» ما هى العصمة؟ العصمة حالة خاصّة وشهود وملكة تمنع الإنسان من ارتكاب الذنب، وتصونه من الوقوع فى الخطيئة وتسدّ عليه جميع دروب الوسوسة، وعلى هذا الأساس يمكن أن نعدّ العصمة أمراً معرفياً ووجودياً، وهذه المعرفة يجب أن تصل مستوى الشهود والأمر الوجودى من الكمال الرفيع الذى يحققه الإنسان فى حركته الجوهرية التكاملية بتوفيق من الله وتسديد. إن العصمة من أبرز مدارج الكمال المعرفى والوجودى والعلمى والعملى والتى تترك آثاراً هامّة فى جميع أبعاد حياة المعصوم وشؤونه ومسيرته. العصمة العلمية والعملية إنّ بعض أوجه الكمال مرتبط بمرحلة علمية وبعضها الآخر هى‌ أمر سلوكى وعملى، ومثالًا على ذلك العدالة، فهى ملكة سلوكية عملية فى الإنسان والتى لا علاقة لها بالبعد الشهودى والعملى فى الإنسان.
إن هذه الملكة الهامّة تصون الإنسان من ارتكاب الذنب عمداً أو سهواً، ولكن ملكة العصمة تحفظ الإنسان وتمنعه من الوقوع فى الخطأ والخطيئة والجهل والنسيان والمغالطة فى التفكير، وإذن فإن المعصوم مصون من الوقوع فى الخطأ سواء على صعيد العلم أو على صعيد العمل.
فالمعصوم لا يقع فى الخطأ والخطيئة ولا يرتكب الذنوب هذا على صعيد السلوك، أما على صعيد إبلاغ الشريعة فهو أيضاً مصون من الوقوع فى الخطأ فى عملية التبليغ.
إن حقيقة الشهود ترتبط بالعقل النظرى؛ والورع عن ارتكاب الذنوب، مرتبط بالعقل العملى، بالرغم من أن منشأ عصمة العقل العملى، هى المعرفة والعقل النظرى والشهود، فليس العصمة العملية غير مرتكزة على العصمة العملية، إذ ليس من المعقول أن يكون الإنسان معصوماً فى عمله وغير معصوم فى علمه، ذلك أنه إذا لم يدرك الحلال والحرام والقبيح والجميل والطاهر والنجس، فإنه عاجز عن أن يكون معصوماً فى مقام العمل. عصمة أهل البيت (ع)
إنّ أهل البيت واستناداً إلى مفاد الآيات القرآنية والروايات معصومون فى مرحلتى العقل النظرى والعقل العملى، يعنى أنهم يعلمون الحقائق نقية من الشوائب ويدركونها بشكل صحيح وصائب، وهم أيضاً يجسدونها بشكل صحيح فى حياتهم وسيرتهم وسلوكهم، كما أنّهم يبلغونها إلى الناس بشكل صحيح، ونقى كما هى فى إدراكاتهم الصافية ونفوسهم المشرقة، وإذن فليس فى الحرم الآمن‌ لفهمهم ثمة مكان لجهل قصورى أو جهل تقصيرى أو سهو وخطأ ليتسلل إلى سلوكهم، وليس فى الحرم الآمن لعقلهم العملى مجال للخطيئة والعصيان سهواً ونسياناً أو عمداً وعن قصد سابق وإرادة.
وهذه هى إرادة الحق أن يُذهب عن أهل بيت نبيه (ص) الرجس ويطهر علمهم ومعرفتهم، وكذا عملهم وسيرتهم ويعصمهم عن الخطيئة والخطأ فى عملهم وعلمهم.


source : اهل البيت (ع) ملائكه الارض‏
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الیوم .. تظاهرات 'جمعة الانتصار' فی مختلف انحاء ...
لأول مرة.. إعداد معاییر الأکل الحلال في فرنسا
محاور مؤتمر "البحوث" الذي سيقام ضمن مهرجان ...
سأتوجه إلى كربلاء لألقي بحثا عن الإمام السجاد (ع) ...
إقامة معرض "إبداع على طريق الحسين(ع)" ...
الاعتداء بالضرب على الشيخ "علي الجدحفصي" من قبل ...
روایة قصة "النجاشي" القرآنیة في کنیسة ...
سماحة العلامة انصاریان:ان البهرجة والاسراف في ...
الإثنین القادم.. إفتتاح معرض القرآن الدولي في ...
موكب يضم 60 جنسية عالمية يشارك باربعينية الامام ...

 
user comment