عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

ولو شاء ربک

ولو شاء ربک

فصل
فإن قيل فقد قال تعالى لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ثم قال وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا

                         فقه‌ القرآن ج : 1 ص : 345
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فأي إكراه أعظم من أن يؤمر بالقتال حتى يسلم. قلنا لكل واحد من الآيتين وجها حسنا و معنى لا يناقض معنى الآخر فإن معنى قوله لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ أي لم يجز الله أمر الإيمان على القسر و الإجبار و لكن على التمكن و الاختيار و نحوه قوله تعالى وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ و هذه المشية أيضا مشية القسر و الإلجاء و حرف الاستفهام إنما أورده إعلاما بأن الإكراه ممكن و إنما الشأن في المكره من هو و ما هو إلا هو تعالى وحده لأنه هو القادر على أن يفعل في قلوبهم ما يضطرون عنده إلى الإيمان. و أما قوله وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ أي شرك و يكون الدين لله خالصا أمر تعالى لعزة الإسلام بإذلال أهل الكفر حتى تجري الشريعة على ما يرضاها الله ظاهرة و أفعال الجوارح لا مدخل لها في أن تكون من حدود الدين و الإيمان و إنما هي رتبة و حلية للمؤمن المتدين على أن الكفار لا يرضون رأسا برأس فإنهم لما عجزوا عن الغلبة بالحجة طلبوا بوار الإسلام و المسلمين بالقهر و الغلبة بالقوة فأمر الله بمجاهدتهم ليذعنوا للإسلام فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ و المعنى إن امتنعوا من الكفر و انقادوا فلا قتل إلا على الكافرين المقيمين على الكفر. و سمي القتل عدوانا مجازا من حيث كان عقوبة على العدوان و الظلم و سمي جزاء الظالمين ظلما للمشاكلة أي إن تعرضتم لهم بعد الانتهاء كنتم ظالمين فيسلط عليكم من يعدو عليكم و قال في موضع آخر إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ.

                         فقه ‌القرآن ج : 1 ص : 346
و شرائط الذمة خمسة قبول الجزية و أن لا يتظاهروا بأكل لحم الخنزير و شرب الخمر و نكاح الزناء و نكاح المحرمات فإن خالفوا شيئا من ذلك خرجوا من الذمة قال تعالى وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ أي فقاتلوهم فوضع المظهر موضع المضمر إشعارا بأنهم إذا نكثوا فهم ذوو الرئاسة في الكفر. و في الآية دلالة على أن الذمي إذا أظهر الطعن في الإسلام فإنه يجب قتله لأن عهده معقود على أن لا يطعن في الإسلام فإذا طعن فقد نقض عهده. و من وجبت عليه الدية فأسلم قبل أن يعطيها سقطت منه قال تعالى فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ.


تفسيرالعياشي     2     137    (10) من سورة يونس .....  ص : 119
ذروا الناس فإن الناس أخذوا من الناس، و إنكم أخذتم من رسول الله و علي و لا سواء، إني سمعت أبي ع و هو يقول إن الله إذا كتب إلى عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره

وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعا

قال الله لنبيه ص وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ يعني لو شاء الله أن يجبر الناس كلهم على الإيمان لفعل.

 

     فقه ‌القرآن للراوندی


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فيما نذكره عند المسير من القول و حسن التدبير
الحرية بين النخبة والأمة
المکاره في الاسلام
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
حب علي (ع) و بغضه
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
زيارة أم البنين عليها السلام
ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)

 
user comment