عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

شخصية أهل البيت

ضرورة معرفة أهل البيت^ إنّ آية المودة تقضي(1) بضرورة معرفة أهل البيت^ وأتباعهم وكان سيدنا محمد’ يوصي بطاعتهم^ ذلك أن طاعتهم هي طاعة للرسول وطاعة الرسول’ طاعة لله عز وجل وقد تضافرت الآيات الكريمة والروايات المعتبرة على أن حب أهل البيت^ وموالاتهم وإتباع أمرهم موجب للسعادة في الدارين الدنيا والآخرة وأن الانحراف عنهم وعدم إتباعهم ونصب العداوة لهم يقود إلى الشقاء الأبدي لأنه لا تنفع طاعة عبد ما لم يوالي أهل بيت النبي’، قال الإمام الصادق× لأحد أصحابه: >يا معلى! لو أن عبداً عبد الله مائة عام بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه، وتلتقي تراقيه هرماً جاهلاً لحقنا لم يكن له ثواب<(2). وبمعرفة أهل البيت^ المعرفة التي تستند إلى آيات القرآن الكريم وترتكز إلى الروايات المعتبرة وبهذه المعرفة تنزاح الحجب والستائر الباطلة التي هي السبب في ابتعادنا عن أهل البيت^ وحينئذ تتجلى آثارهم الوجودية والسلوكية والثقافية لهؤلاء الكرام في صفحات الحياة الإنسانية. إن المعرفة الحقيقية والصحيحة هي التي تمكن الجميع من إدراك موقعهم ؟؟ الفريد؟؟ في ساحة الوجود وكذا في ساحة الوجود البشري وتجعلنا ندرك أهمية وضرورة أتباعهم في كل شؤون الحياة باعتبارهم الدليل والمرشد والطريق المضيء . إننا عندما ندرك الحقيقة ونعرفها وهي أنهم^ هم المصاديق الحقيقية والواقعية التامّة والكاملة لما ورد في القرآن الكريم من مفردات وعناوين وما ورد في الروايات والمعارف الإسلامية الثابتة، إننا عندما ندرك أن أولئك الكرام هم أهل الذكر وهم الصادقون والمحسنون والمتقون والمجاهدون والمؤمنون والصابرون وهم أولو الألباب والصراط المستقيم والسبيل إلى الله وأنهم وجه الله وعين الله وجنب الله وأذن الله وكلام الله وأنهم أولياء الله وأنهم أهل البيت عندما ندرك كل ذلك نكون قد اكتشفنا الطريق وعرفنا كيفية الارتباط بهم والانتهال من علمهم وحكمتهم، فهم نبع السعادة الإنسانية وهم سفينة النجاة وهم الأئمة بالحق الذين يتوجب انتخابهم وهم حصننا الحصين في مواجهة مشكلات الحياة في هذه الدنيا وهم الصراط الذي نجوز عليه في الآخرة إلى دار الخلود في ظلال رحمة الله عز وجل. إنهم عليهم أفضل الصلاة والسلام عمادنا إذا هاجمتنا الوساوس وهم سندنا الذي نستند إليه إذا تحدتنا الإغراءات أو واجهنا الإغواء والشبهات في ديننا ودنيانا أليسوا هم الراسخون في العلم(3) الذين نرجع إليهم، أليسوا هم النبع الفياض الذي يروي ظمأ العقل والقلب والروح من شراب طهور تتدفق به معارفهم فترتوي منها؟ أليست هذه هي الحقيقة وقد قال عز من قائل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}(4). أجل أنهم^ هم طريقنا إلى حب الله عز وجل وهم ملاذنا وكهفنا إذا أردنا أن نكون محبوبين من لدن الله سبحانه، أجل أنهم مدار حب الله تعالى لعباده. إنّ معرفة أهل البيت^ التي هي السبب في معرفة الله والقرآن الكريم ومعرفة الوجود وهي السبب في إضاءة القلب بنور الإيمان والحقيقة وهم الوسيلة في المكاشفة وشهود الحق وهم عامل التزكية للنفس الإنسانية وتربية الأعماق وانكشاف الآفاق وهم الطريق في نمو الأخلاق. وهم بلا ريب السبيل الوحيد للإنعتاق من النار وبئس القرار والنجاة من الجحيم والعذاب المقيم. أجل أن حب أهل البيت^ ومودتهم وعشقهم هو الجواز في العبور على الصراط وأن تولّيهم والالتزام بولائهم هو الذي يحمي الإنسان من السقوط في هاوية النار وهم الوسيلة للخلاص من عذاب يوم القيامة. نعم أن إعلان الولاء لهم، وقبول قيادتهم والإيمان بإمامتهم هو طريق الخلاص. جاء عن الرسول الأكرم’ في رواية هامة يذكر ها الشيخ سليمان القندوزني الحنفي لذي نستند إليه إذا تحدّتنا الإغراءات أو واجهنا الإغراء والشبهات في ديننا ودنيانا، أليس هم الراسخون في العلم(5) الذين نرجع إليهم، أليس النبع الفياض الذي يروي ظمأ العقل والقلب والروح من شراب طهور تتوفق به معارفهم فترتوي منها؟ أليست هذه هي الحقيقة وقد قال عزّ من قائل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(6) . أجل أنهم^ هم طريقنا إلى حب الله عزّ وجل وهم ملاذنا وكهفنا إذا أردنا أن نكون محبوبين من لدن الله سبحانه، أجل أنهم مدار حب الله تعالى لعباده. إن معرفة أهل البيت التي هي السبب في معرفة الله والقرآن الكريم ومعرفة الوجود وهي السبب في إضاءة القلب بنور الإيمان للنفس الإنسانية وتربية الأعماق وانكشاف الآفاق وهم الطريق في نمر الأخلاق. وهم بلا ريب السبيل الوحيد للإنعتاق من النار وبئس القرار، والنجاة من الجحيم والعذاب المقيم، أجل أن حب أهل^ ومودتهم وعشقهم هو الجواز في العبور على الصراط وأن تولّيهم والالتزام بولائهم هو الذي يحمي الإنسان من السقوط في هاوية النار وهم الوسيلة للخلاص من عذاب يوم القيامة. نعم أن إعلان الولاء لهم^ وقبول قيادتهم والإيمان بإمامتهم هو طريق الخلاص. جاء عن الرسول الأكرم’ في برواية هامة يذكرها الشيخ سليمان القندوزي الحنفي. بسند معتبر أنه’، قال: «معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب»(7). أجل إذا ما عرفنا أهل البيت من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فأن الطريق إلى سعادة الدارين تتفتح أمامنا وتنسد طريق الشقاء الأبدي فلا تهوي في هاوية العذاب ولا نسقط في ظلمات المصير الذي ينتظر الأشقياء وها هو سليمان القندوزي وإبراهيم بن محمد الجويني وكلاهما من علماء أهل السنة المنصفين والأعلام البارزين ينقلان هذه الرواية عن رسول الله’ في مسألة معرفة أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من بعده: «يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك وشقي من عصاك وربح من تولاّك وخسر من عاداك، وفاز من لزمك وهلك من فارقك مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومثلكم كمثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة»(8) . أن التمسك بحبل الله يستلزم معرفته أولاً وقد قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(9). جاء عن الإمام محمد الباقر×: >آل محمد صلوات الله عليهم، هم حبل الله المتين الذي أمر بالاعتصام به فقال عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(10). أجل أن هؤلاء العظماء هم البحر الواسع الوسيع الذي يموج بالمعرفة والعلوم والذي يزخر بالفضائل والكمالات والأعمال الصالحة، فهم فرائد الوجود الإنساني، لا تجد لهم نظيراً في تاريخ البشر. وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن ينصبهم للإمامة ويجعل لهم القيادة في الناس فيعيشوا إلى ضوئهم فريق من الخلق يسلكون طريق الحق والفوز بالجنة ورضوان من الله، وينجو بهم من يخاف النار يوم النشور، ويلج جنات الله بهم من كان أهلاً أن يدخل الجنة ويتبوأ مكان صدق راضياً مرضياً متنعماً بمقام القرب الإلهي وهؤلاء هم من بلغوا درجة اليقين ومقام العليين. إن المعرفة الحقّة بالمبدأ والمعاد وبالإدراك الحقيقي للمفاهيم المعنوية واكتشاف ومعرفة معاني القرآن، وفهم السنة النبوية وتحصيل الكمالات الإنسانية والفضائل الربانية وبلوغ السعادة في الدارين والأمان من الشقاء الأبدي والضياع، والتحلي بالحسنات والخصال الطيبة، والنجاة من السيئات وبلوغ مقام القرب الإلهي ولقاء المحبوب وأن استحقاق الجنة والنعيم والخلاص من النار والجحيم وأن طريق المواجهة والصمود أمام الإغواء والإغراء والوساوس الشيطانية وأن التلذذ بعبادة الله وطاعته سبحانه واجتناب المعاصي والآثام، والتنعم بأردية التقوى وارتداء ألبسة الورع والعفة والعفاف والتزام الاستقامة وعدم السقوط في مهاوي الانحراف وأن الصدق والوقار أن كل هذا وذاك إنما يتحقق بمعرفة أهل البيت وإتباع أمرهم والاستجابة لهم وتطبيق أحكامهم. أجل أن آيات الله عز وجل في كتابه الحكيم وما ورد في الروايات وفي أحاديث رسوله الكريم تؤكد البركات المادية والمعنوية والروحية وأن الإنسان الجاهل بحقهم والمحروم من التمسك بهم سيعيش الحرمان من جميع البركات الإلهية والنعم الربانية العلوية. يروي الشيخ سليمان القندوزي وإبراهيم بن محمد الجويني عن علي× عن رسول الله’ قوله: >يا علي أكتب ما أملي عليك. قلت: يا رسول الله أتخاف عليَّ النسيان؟ قال: لا، وقد دعوت الله عز وجل أن يجعلك حافظاً، ولكن أكتب لشركائك . قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك: بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عن الناس البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأشار إلى الحسن. ثم قال: وهذا ثانيهم وأشار إلى الحسين× قال: والأئمة من ولده(11). ------------------------- (1) سورة الشورى: الآية 23 {ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}. (2) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 455؛ المحاسن 1/90 ب16 حديث 40، بحار الأنوار: 27/177 باب 7 حديث 24. (3) آل عمران: الآية 73. (4) آل عمران: الآية 31. (5) آل عمران: الآية 73.رل (6) آل عمران: الآية 31. (7) ينابيع المودة: 1/78، باب 3، حديث 16؛ فرائد السبطين: 2/256، باب 49 حديث 525. (8) ينابيع المودة : 1/95، باب 4، حديث 6؛ فرائد السمطين: 2/423 حديث 517؛ جامع الأخبار: 14، الفصل الخامس وجاء في الأمالي للصدوق: 269، المجلس الخامس والأربعون، حديث 18، ولكن مدينة العلم جاء بدلها مدينة الحكمة. (9) سورة آل عمران: الآية 103. (10) تفسير العياشي: 1/194، حديث 123؛ تفسير الصافي 1/365؛ بحار الأنوار: 65/233 باب 24. (11) ينابيع المودة: 1/73 باب 3 حديث 8، فرائد السمطين: 2/259 باب 50 حديث 527.
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الخلفاء بالحق واسطة الفيض‏
مناظرات الامام الصادق علیه السلام
علمية وأخلاقية المبلغ
حرم السیدة فاطمة المعصومة
من فضائل الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم
المعرفة التاريخية لها عليها السلام
أهل البيت^ وأمور المعاش والمعاد
مقام الإمام المهدي عليه السلام في محافظة ...
شجاعة الإمام الحسين عليه السلام
خطبة السيدة زينب في الكوفة

 
user comment