عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

السؤال : ورد في كتاب مفاتيح الجنان وضياء الصالحين ـ على سبيل المثال ـ : إنّ الزيارة تعادل ستين حجّة ، أو من قرأ الدعاء المذكور ، غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ما المقصود بذلك ؟

كيفية قياسها بالحجّ والعمرة :

السؤال : ورد في كتاب مفاتيح الجنان وضياء الصالحين ـ على سبيل المثال ـ : إنّ الزيارة تعادل ستين حجّة ، أو من قرأ الدعاء المذكور ، غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ما المقصود بذلك ؟

الجواب : إنّ ما ورد في كتاب مفاتيح الجنان من الأجر العظيم ، لبعض الزيارات فهو شيء معقول ، لأنّ قضية الأجر والثواب قضية شرعيّة ـ أي بيد الشارع تحديد الأجر والثواب ـ وهذا لا يعني أنّ الزيارة أفضل أو مساوية للحجّ والعمرة أبداً ، ولكن المقصود هو : أنّ الزيارة حيث كانت لغرض مقدّس ـ الذي هو إحياء أمر الحسين (عليه السلام) ، وبالتالي إحياء لأمر الإسلام ، وتعظيم لشعائر الله تعالى ـ فحينئذ يدخل في باب الشعائر التي أهتمّ بها الشارع المقدّس ، وتعبيراً منه لهذا الاهتمام ، يقرّر مثلاً أنّ الزيارة الفلانية تعادل كذا حجّة وعمرة في الثواب والأجر ، وهذا ناظر إلى الحجّ والعمرة المستحبّتين دون

____________

1- ثواب الأعمال : 98 .

2- عيون أخبار الرضا 1 / 290 .  

 


 

 


 

الواجبتين .

ونظير هذا ورد حتّى في كتب إخواننا السنّة : حيث ورد في بعض المستحبّات أنّها تعادل حجّة أو مائة حجّة ، مثلاً : الترمذيّ يروي حديث الرسول (صلى الله عليه وآله) : ( من سبّح الله مائة بالغداة ومائة بالعشي ، كان كمن حجّ مائة حجّة ... ) (1) ، فهذا ليس معناه أنّ التسبيح هو أفضل من الحجّ مطلقاً ، وإنّما لبيان عظمة التسبيح وأهمّيته ، وأنّ له ثواب كذا حجّة ، والمقصود هو الحجّات المستحبّة ، مضافاً إلى أنّ التسبيح لا يغني عن الحجّ .

وكذا ما رواه أحمد بن حنبل من حديث الرسول (صلى الله عليه وآله) : ( من مشى إلى صلاة مكتوبة ، وهو متطهّر ، كان له كأجر الحاج المحرم ... ) (2) .

فزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) باعتبارها من المستحبّات الأكيدة ، تدخل ضمن شعائر الله ، ولهذا تعادل بأجر الحجّة أو العمرة المستحبّتان .

( البحرانيّ . البحرين . 20 سنة . طالب حوزة )

الأدلّة على جوازها :

السؤال : ما الدليل على جواز زيارة القبور ؟

الجواب : الأدلّة على جواز زيارة القبور هي :

أوّلاً : الكتاب الكريم ، قال تعالى : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } (3) .

نهت الآية عن الصلاة والقيام على قبر المنافق ، ومفهومها مطلوبية هذين الأمرين بالنسبة لغيره ـ أي للمؤمن ـ .

____________

1- الجامع الكبير 5 / 176 .

2- مسند أحمد 5 / 268 .

3- التوبة : 84 .


 

   


 

ثانياً : السنّة النبويّة ، فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) جسّد بعمله مشروعية زيارة القبور ـ مضافاً إلى أنّه أمر بها ـ وعلّم كيفيّتها ، وكيف يتكلّم الإنسان مع الموتى ، فقد ورد أنّه (صلى الله عليه وآله) زار البقيع ، واليك بعض النصوص :

1ـ روى مسلم عن عائشة أنّها قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلّما كان ليلتها منه ، يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، فيقول : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجّلون ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللّهم أغفر لأهل بقيع الغرقد ) (1) .

2ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( نهيتكم عن ثلاث ، وأنا آمركم بهنّ : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنّ في زيارتها تذكرة ) (2) .

ثالثاً : الفطرة ، فالنفوس السليمة تشتاق إلى زيارة من له بها صلة روحية أو مادّية ، والإسلام دين الفطرة .

رابعاً : سيرة المسلمين ، فإنّها جرت على زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) منذ وفاته ، وإلى يومنا هذا .

خامساً : تصريح أكابر الأُمّة الإسلاميّة وفقهائها على زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فقد خصّ الإمام السبكيّ الشافعيّ في كتابه ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام ) باباً لنقل نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وقد بيّن أنّ الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين .

كما نقل العلاّمة الأميني في ( الغدير ) كلمات أعلام المذاهب الأربعة بما يتجاوز الأربعين كلمة حول الزيارة (3) .

هذا ، وقد تضافرت الأحاديث عن أهل البيت (عليهم السلام) حول زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله)، منها مثلاً :

____________

1- صحيح مسلم 3 / 63 .

2- سنن أبي داود 2 / 189 ، السنن الكبرى للبيهقيّ 9 / 292 ، كنز العمال 15 / 648 .

3- الغدير 5 / 109 .


 

 


 

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( من زارني في حياتي وبعد موتي ، فقد زار الله تعالى ... ) (1) .

2ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ) (2) .

ثمّ بالإضافة إلى هذه الأدلّة ، هناك آثار تربوية وأخلاقية واجتماعيّة تنطوي عند زيارة القبور ، ومن يشكّك في استحباب زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، في الواقع يشكّك في الأُمور المسلّمة ، والمتّفق عليها عند المسلمين .

( محمّد . ... . ... )

لا تنافي لا تتخذوا القبور مساجد :

السؤال : ما هو الردّ ـ من الكتاب أو السنّة ـ عند الشيعة على حديث : ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) (3) .

وعلى حديث : ( ألا وإن من كان قبلكم ، كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم مساجد وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتّخذوا القبور مساجد ، إنّي أنهاكم عن ذلك ) (4) .

ما هو الردّ على هذين الحديثين ، ومدى صحّتهما .

الجواب : إنّ احترام العظماء والصلحاء ، وعلى رأسهم الأنبياء والأولياء ، نشأت عليها جميع الشعوب والأُمم على مدى التاريخ ، فهل من المعقول أن يقابله الدين الحنيف مع ما فيه من تعظيم ، وتركيز للأُسس والمفاهيم الدينية ؟

فهذا القرآن الكريم في نقله لقصّة أصحاب الكهف ، يذكر بناء مسجد على قبورهم ، مع تأييده لهذا العمل ، لعدم ردعهم عنه { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى

____________

1- عيون أخبار الرضا 2 / 106 .

2- كامل الزيارات : 41 .

3- صحيح البخاريّ 1 / 110 .

4- صحيح مسلم 2 / 68 .


 

 


 

أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا } (1) فهل هذا حرام ؟ أو على العكس فهو إحياء لذكرى هؤلاء ، وإشارة واضحة لتأييد عملهم ؟

وأيضاً قوله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } (2) ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأنّ هذه البيوت بيوت الأنبياء ، وحتّى بيت علي وفاطمة (3) .

ومن المعلوم : أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) دفن في بيته ، فزيارته والصلاة والدعاء عند قبره ، يعتبر مشمولاً للنصّ القرآنيّ .

وأمّا الروايتان التي أشرتم إليها ، فمع غضّ النظر عن سندها ، فهما محمولتان على صورة عبادة القبر أو صاحبه ؛ فيا ترى هل يوجد شخص مسلم ـ حتّى مع الوعي القليل ـ ينوي العبادة للقبور ؟!

مضافاً إلى أنّه توجد هناك روايات كثيرة بألفاظ متقاربة ، تحثّ على زيارة القبور .

( أبو احمد الأمين . الدانمارك . 53 سنة . بكالوريوس )

تعقيب على الجواب السابق :

الإنسان مخلوق من الطين ، وكذا جميع المخلوقات على البسيطة ، ولما يموت الحيوان ـ ناطقاً كان أو غير ناطق ـ يدفن أو يذرى على البسيطة ، وعلى رأي المخالفين إن صحّ عندهم عدم جواز الصلاة على القبور أو عند القبور ، فأين إذن نذهب لنصلّي ، هل على القمر ؟

إذ الخليقة ـ أي الكرة الأرضية ـ منذ أن خلق الله تعالى عليها كلّ دابة هي مكان لقبور هذه الحيوانات ، فلا أرض إلاّ وفيها قبور ، فكلّ الديار قبور منذ

____________

1- الكهف : 21 .

2- النور : 36 .

3- روح المعاني 9 / 367 ، الدرّ المنثور 5 / 50 .


 

 


 

أن خلق الإنسان والحياة على الأرض ، إذاً معناه يجب أن نبطل الصلاة ولا نصلّي ، لأنّ الأرض كلّ بقعة فيها ، أمّا قبراً أو تراباً لجسد .

( محسن . كندا . 25 سنة . طالب )

زيارة عاشوراء مشهورة السند :

السؤال : أحد الخطباء قال : زيارة عاشوراء مجعولة ، وليست من كلام المعصوم ، بل هي من كلام أحد العلماء ، ولذلك لا يجوز قراءة هذه الزيارة ، هذه القضية أثارت الشكّ في قلوب شباب الشيعة هنا في كندا .

فأرجو تزويدنا بإسناد هذه الزيارة ومعلومات حولها ، حتّى نزيل الشكّ من قلوب الشباب ، أفيدونا مأجورين .

الجواب : زيارة عاشوراء من الزيارات التي وردت نسبتها إلى الإمام المعصوم (عليه السلام) ، وليست هي من تأليف أحد العلماء ـ كما يدّعي ذلك الخطيب ـ وكان بإمكانكم الرجوع إلى مفاتيح الجنان وملاحظة سند الرواية ، ونسبتها إلى الإمام الباقر (عليه السلام) مرّة ، وأُخرى إلى عمل الإمام الصادق (عليه السلام) بها .

وإن كان البعض يرى ضعف سند الرواية ، إلاّ أنّ عمل المشهور جابر لضعف السند ، أي أنّ كلّ خبر عمل به المشهور فهو حجّة ، سواء كان الراوي ثقة أو غير ثقة .

( محمّد حسين . مصر . 32 سنة )

زيارة الناحية إحدى زيارات الإمام الحسين :

السؤال : ما حكم زيارة الناحية المقدّسة الواردة عن الإمام المهديّ (عليه السلام) ؟ هل هي صحيحة ؟ مع العلم أنّها تحتوي على بعض الأُمور التي نفاها علماؤنا ، كخروج الهاشميّات من خيامهن ، وهن ناشرات الشعور ، لاطمات الخدود ... !!


 

  


 

الجواب : قد ذكر زيارة الناحية الشيخ محمّد بن المشهديّ ، ونسبها إلى الناحية المقدّسة (عليه السلام) عن طريق أحد الأبواب (1) ، ولهذا وبملاحظة عدم وجود سند واضح يعتمد عليه ، لا يمكن البتّ القاطع بصحّتها ، ولكن لا يضرّ هذا في صحّة العمل بها ، وهي ـ أي الزيارة ـ من الأُمور المستحبّة ، كما وقد عمل بزيارة الناحية مجموعة كبيرة من العلماء والصلحاء .

أمّا ما يرد عن بعض العلماء من نفي بعض الأُمور ، فهو نفي للأُمور المحرّمة ، التي تحتملها مضامين تلك الفقرات ، ولكن إذا أمكن تأويل المراد من تلك الفقرات ـ وهو ممكن ـ بما يصحّح تلك الأفعال ، فليس هناك ما يقدح بدلالة تلك الزيارة .

( محمّد إسماعيل قاسم . الكويت . 16 سنة . طالب )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما معنى « كلمة اللّه‏ » في قوله تعالى : « ...
هل يشترط اتّحاد الاُفق؟
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...
السؤال : يقول مخالفوا أهل البيت : بأنّ الشيعة ...
السؤال : سادتي الأفاضل كيف يمكننا الجمع بين ما ...
السؤال: ما الفرق بين الأُصول والعقيدة والشريعة
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
قال الله تعالى في محكم كتابه وإن منكم إلا واردها ...
العموم في الدعاء
السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟

 
user comment