عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

المذهب المالكي

المذهب المالكي



المذهب المالكي

 شبكـة رافــد

التعريف :

وهو من أوسع المذاهب الإسلامية انتشاراً في القديم ، ويتبني على الآراء الفقهية والعقائدية والسياسية للإمام مالك بن أنس. تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً في القرن الثاني الهجري. أهمّ أفكاره إغلاق باب الاجتهاد ، وعدم جواز الخروج على الحاكم الظالم الجائر.

عوامل الظهور:

ـ العامل السياسي المتمثل في تبني الحكم العباسي لكلّ الأفكار والاتجاهات التي تصبّ في خدمتهم ، وتبعد الناس عن المذهب الحقّ المتمثل في أهل البيت (عليهم السّلام).

ـ الدعم والمكانة اللتان حَظِيَ بهما مالك لدى النظام الحاكم ، مما ساعده على كسب عدد كبير من الطلاب والمؤيدين.

ـ انقسام مدرسة الصحابة إلى مدرسة الرأي، ومدرسة الحديث ، وكان من نتائج هذا الانقسام أن ظهرت شخصية مالك في الحجاز.

ـ محاولة العباسيين إثارة النزاعات العقائدية ، فقد فكروا في تحجيم آراء أبي حنيفة في حياته، عن طريق الترويج لعقائد مالك ، الأمر الذي أثار النزاع بين المدرستين.

ـ الظرف القاهر الذي يعيشه أئمة أهل البيت (عليه السّلام) في ظل الظلم والجور العباسي.

ـ محاولة العباسيين خلق قواعد شعبية تساندهم ، وذلك عن طريق اهتمامهم بأمثال هذه المذاهب.

النشأة والتطور:

 ـ تأسس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس، بعد اتصاله بالخليفة العباسي المنصور، وذلك في أوائل القرن الثاني الهجري ، وتطورت معالمه على يد تلاميذه من بعده.

ـ ارتفع شأنه وصار له صيت شائع نتيجة للدعم اللا محدود الذي أولاه إياه العباسيون، حتى أنّ المنصور قال له يوماً : ( أنت والله اعلم الناس وأعقلهم. لئن بقيت لأكتبنّ قولك كما تكتب المصاحف ، ولا بعثن به إلى الآفاق فأحملهم عليه ).

ـ توسعت قاعدة المذهب المالكي في الحجاز، والمدينة المنورة، بسبب دعم العباسيين لهم، وكان سبباً في كسب الناس.ـ وبناءاً على طلب المنصور والمهدي صنف مالك كتاب (الموطأ) ، وما إن فرغ منه حتى فرضه العباسيون على الناس بحدّ السيف.ـ منح مالك إضافة لسلطة القضاء، صلاحيات أخرى ، فكان يسجن ويجلد، وقد ذكرت كتب مناقب مالك كثيراً من ذلك.

ـ في عام (237 هـ) اخرج قاضي مصر أصحاب أبي حنيفة والشافعي من المسجد ، فلم يبق سوى أصحاب مالك ، وكان للقاضي الحارث بن سكين الأثر الفاعل في نشر المذهب هناك.

ـ أصدر المنصور أوامره إلى ولاته بأن يكونوا طوع إرادة مالك ، فأصبح مهاباً عند الولاة، والناس على السواء.

ـ وفي المغرب العربي كان لـ (يحيى بن يحيى) ، وهو من تلاميذ مالك ، الأثر الفعال في نشر المذهب هناك، وكسب المؤيدين له ، فقد كان مكيناً عند السلطان ، وقد استغل هذه المكانة فكان لا يوّلي القضاء إلاّ من كان على مذهبه.

ـ تبنت دولة المرابطين ومن بعدها دولة الموحدين في المغرب الأقصى مذهب مالك، ونشروا الكتب التي تحوي آراءه. ـ توسع المذهب ورسخت قواعده بسبب دعم السلطة له ، قال ابن حزم : ( مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان ، الحنفي في المشرق ، والمالكي بالأندلس ).

وفي عهد الرشيد حصر الإفتاء بيد مالك بن أنس.

الأفكار والمعتقدات:

ـ يعتقدون بصحة إيمان من وحّد الله واعترف بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وإن لم يصلّ ولم يصم.ـ يقولون بجواز الرؤية البصرية على الله تعالى في يوم القيامة ، مستدلين بقوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ).

ـ يقولون بأنّ الخلافة لا تصحّ في غير قريش.

ـ يعتقدون بعدالة الصحابة، وحجية أقوالهم جميعاً.

ـ لا يجوز في نظرهم الخروج على الحاكم الجائر.

ـ يرون طهارة الكلب، وطهارة ما ولغ فيه.

ـ يجيزون دخول المشرك إلى المساجد، عدا المسجد الحرام.

ـ يعتقدون بصحة الصلاة إلى جنب المرأة، وان كانت أجنبية.

ـ يعتقدون بأنّ الخليفة يصبح شرعياً إذا بايعه أهل الحرمين (مكّة والمدينة) ، ولا تصحّ حتى لو بايعته كُلّ الأقاليم إذا لم يبايعه أهل الحرمين.ـ أصول التشريع عندهم هي الكتاب ، والسنة ، وقول الصحابي ، والقياس ، والاستحسان، والعرف ، والعادة ، والإجماع ، والمصالح المرسلة، وقيل أكثر من ذلك .

ابرز الشخصيات:

 1 ـ مالك بن انس (93 ـ 179 هـ) :

2 ـ عبد الرحمن بن القاسم العتقي (132 ـ 191 هـ) :

3 ـ عبد الله بن وهب المصري (125 ـ 197 هـ) :

4 ـ أشهب بن عبد العزيز بن داود المصري ( 145 ـ 204 هـ) :

5 ـ عبد الله بن الحكم المصري (155 ـ 214 هـ) :

6 ـ اصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع (151 ـ 225 هـ) :

الانتشار ومواقع النفوذ:

ـ انتشر المذهب المالكي في الحجاز انتشاراً واسعاً ، لأنّها موطن مالك بن أنس.

ـ انتشر في بغداد بسبب دعم السلطة العباسية له ، وظهر في البصرة، بعد خمسة قرون من تاريخ انتشاره في الحجاز.

ـ ظهر في بلاد فارس ، وضعف فيها في عهد الدولة الصفوية.

ـ يعتبر المذهب المالكي هو الغالب في البحرين ، وقطر ، والكويت ، والسودان ، وبلاد المغرب العربي ، ويبلغ عدد أتباعه في العالم (45) مليوناً تقريباً.

ـ انتشر مذهب مالك في الأندلس، حتى كان أهلها يغالون في مالك وفقهه وقد التزموا فتواه نظراً لإلزام السلطة لهم.

من ذاكرة التاريخ:

 ـ سئل مالك في مجلس درسه : ( من خير الناس بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ ؟ فأجاب : أبو بكر ، فسئل : ثُمّ من ؟ قال : عمر ، فسئل : ثُمّ من ؟ قال : عثمان ، فسئل : ثُمّ من ؟ قال : هنا وقف الناس ، هؤلاء خيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمر أبا بكر على الصلاة ، واختار أبو بكر عمر ، وجعلها عمر إلى ستة فاختاروا عثمان ، ووقف الناس ها هنا ) !؟.

اجتمع المنصور في المدينة بمالك بن انس ، وكان عنده ابن أبي ذؤيب وابن سمعان احد القضاة ، فألقى عليهم سؤالاً :

( أمن أئمة العدل أنا أم من أئمة الجور ؟ ( فأمّا مالك فقد استعفاه من الجواب ، وصارحه ابن أبي ذؤيب بواقع حاله ـ أي إنّه من أئمة الجور ـ وأمّا ابن سمعان فقد أطراه ووصفه بصفات الصديقين الأبرار ، وانتحل له صفات النبيين ، وكان مالك قد فعل فعل ابن سمعان مع المنصور ، فحين قال المنصور لمالك : ( أنت والله اعلم من على وجه الأرض ) أجابه مالك قائلاً :

( المنصور ، أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله من سائر الناس ).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مناشدة الإمام علي (ع) يوم الشورى
أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من ...
من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ...
المدن الشيعيّة في شبه القارّة الهنديّة
قبسات من الكلام الفاطمي
التضحية وصناعة التاريخ .. ثورة الإمام الحسين ...
في تقدم الشيعة في علم الكلام ، وفيه صحائف
الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام
أهل الذمة في عصر الأمويين
أسرة آل بُوَيه في الريّ

 
user comment