عربي
Saturday 11th of May 2024
0
نفر 0

الدعاء في الايام المباركة

الدعاء في الايام المباركة
إعتنى الامام الصادق عليه‌السلام ، عناية بالغة ، بالايام المباركة ، في الاسلام فكان يحييها بالعبادة ، وبالابتهال ، والدعاء ، إلى الله تعالى ، وقد اثرت عنه فيها مجموعة من الادعية ، كان من بينها ما يلي :

١ ـ دعاؤه في يوم الجمعة

أما يوم الجمعة ، فهو من أفضل الايام ، وأجلها شأنا ، ففيه تقام صلاة الجمعة ، التي هي من أهم العبادات في الاسلام ، وذلك لما لها من الاثر الايجابي في يقظة المسلمين ، وتنمية وعيهم ، وتطوير حياتهم السياسية ، والاجتماعية ، وذلك لما يلقيه إمام الجمعة ، من الخطب قبل الصلاة ، وهو ملزم بأن يوصي الناس بتقوى الله وطاعته ، ويعرض لما أهمهم من الاحداث ، والشؤون الاجتماعية.
وعلى أي حال ، فإن الامام الصادق عليه‌السلام ، كان يستقبل يوم الجمعة بذكر الله تعالى ، وبالدعاء ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء الجليل ، وكان يسقبل القبلة قائما في حال دعائه ، وهذا نصه :
يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ العِبَادُ ، وَيا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ البِلادُ ، وَيا مَنْ لا يَحتَقِرُ أَهْلَ الحَاجَةِ إليْهِ ، ويا مَنْ لا يُخِيبُ المُلِحِّينَ عَلَيْهِ ، ويا مَنْ لا يَجُبَهُ بِالرَدِّ ، أَهْلَ الدَّالَةِ عَلَيْهِ ، وَيا مَنْ يَجْتَبي صَغِيرَ ما يُتْحَفُ بِهِ وَيْشكُر يسير ما يُعمل له ، ويا من يُشْكَرُ بالقليل ، ويجازي بالجليل ، ويا من يُدْنِي مَنْ دَنَا مِنْهُ ، وَيا مَنْ يَدْعُو إلى نَفسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنهْ ُ، وَيا مَنْ لا يُغَيَّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقْمَةِ ، وَيا مَنْ يُثْمِرُ الحَسَنةَ حَتىَّ يُنْمِيَها ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَيِّئَةِ حَتى يُعْفِيهَا ، إنْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ ، وَامْتَلَأتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوُعِيَةُ الطَّلَبَاتِ ، وَتَفَتَّحَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِفَاتُ ، فَلَكَ العُلُوُّ الَأعْلَى ، فَوْقَ كُلِّ عَالٍ ، وَالجَلالُ الأمْجَدُ ، فَوْقَ كُلِّ جَلالٍ ، كُلُّ جَلالٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، وَكُلُّ شَرِيفٍ في جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ ، خَابَ الوَافِدُونَ على غَيْرِكَ ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلاَّ بِكَ ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ ، وَجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلينَ ، وَإغَاثَتُكَ قَرِيبَةُ مِنَ المُسْتَغِيثِينَ ، لا يَخِيبُ مِنْكَ الآمِلُونَ ، ولا يَيَأسُ مِنْ عَطَائِكَ المُتَعَرِّضُونَ ، ولا يَشْقى بِنَقْمَتِكَ المُسْتَغْفِروٌنَ ، رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ نَاوَأكَ ، عَادَتُكَ الإحْسَانُ إلى المُسْيئِينَ وَسُنَّتُكَ الإِبْقَاءُ على المُعْتَدِينَ ، حَتىَّ لَقْد غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَنِ النُّزُوعِ ، وَإنَّما تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيئوا إلى أَمْرِكَ ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلَ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَمَنْ كَانَ مِنَ أَهْلَ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ بِهَا ، كُلُّهُمْ صَائِروُنَ إلى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُم آيلِةٌ إلى أَمْرِكَ ، لَمْ يَهُنْ على طُولِ مُدتِهِمْ سُلْطَانُكَ ، وَلَمْ يُدْحَضْ لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لا تُدْحَضُ ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ، وَالخَيْبَةُ الخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، وَالشَّقَاءُ الَأشْقَى لِمَنْ اغْتَرَّ بِكَ ، ما أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذَابِكَ ، وما أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقَابِكَ ، وَما أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ ، وما اقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ المَخْرَجِ ، عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لا تَجوُرُ فِيِهِ ، وَإنصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لا تَحِيفُ عَلَيهِ ، فَقَد ظَاهَرْتَ الحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ اَلإِعْذَارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمْتَ بِالوَعِيدِ ، وَتَلَطَّفْتَ في التَّرْغِيبِ ، وَضَرَبْتَ الأمْثَالَ ، وَأَطَلْتَ اَلإمْهَالَ ، وَأَخرْتَ ، وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ بِالمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالمُبَادَرَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ أناتُكَ عَجْزاً ، ولا إمْهَالُكَ وَهْناً ، وَلا إمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، وَلا انْتِظَارُكَ مَدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ حُجَتُكَ أبْلَغَ ، وَكَرَمُكَ اَكْمَلَ ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ أَتَمَ ، كُلُّ ذلِكَ ، كَاَنَ ؛ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كَائِنٌ ، وَلا تَزَالُ ، وَحُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا ، وَمَجْدُكَ أَرفَعُ مِنْ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِها ، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ ، مِنْ أَنْ تُشْكَرَ على أَقَلِهِ ، وَقَدْ قَصُرَ بي السُّكُوتُ ، عَنْ تَحْمِيدِكَ ، وَفَهَهَني الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ ، وَقُصَارَى الأقْرَارِ بِالحُسُورِ ، لا رَغْبَةَ يا إلهي ، بَلْ عَجْزاً ، فَهَا أَنا ذَا أَرومُكَ بِالوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِفَادَةِ ، فَصَلِّ على مُحَمَدً وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاسْمَعْ نَجْوَايَ وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَلا تَخْتُمْ يَوْمي بِخَيْبَتِي ، وَلا تَجْبَهْني بالرَدِّ في مَسْأَلَتَي ، وَأَكْرِمْ مِنْ عِنْدَكَ مُنْصَرَفي ، وَإلَيْكَ مُنْقَلَبي ، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ ، وَلا عَاجِزٌ عَمَّا تُسْأَلُ ، وَأَنْتَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ... » (١).
لقد أخلص الامام الصادق عليه‌السلام ، في دعائه لله تعالى ، كأعظم ما يكون الاخلاص ، فقد دعاه بقلب متفتح بنور التوحيد ، وناجاه بعقل مشرق بنور الايمان ، وقد حفل دعاؤه ، بجميع آداب الدعاء ، من الخضوع والتذلل ، والانقياد إلى الله تعالى.
لقد أشاع الامام الادق عليه‌السلام ، بأدعيته روح التقوى والطاعة لله بين المسلمين ، فقد أرشدهم إلى الاعتصام بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث والامور.

٢ ـ دعاؤه في يوم المباهلة

من الايام الخالدة في دنيا الاسلام ، يوم المباهلة ، وهو اليوم الذي خفت فيه الطلائع العلمية والدينية ، من النصارى ، إلى الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لتباهله أمام الله تعالى ، على أن ينصر المحق ، ويهلك المبطل منهما :
وتطلعت النصارى ، والجماهير الحاشدة من المسلمين ، إلى من يخرج مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للمباهلة ، وباتفاق المؤرخين أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخرج معه خيرة أهل الارض ، وأعزهم عند الله ، وهم : وصيه ، وبابا مدينة علمه ، وبضعته الطاهرة سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وسيدا شباب أهل الجنة ، الامامان : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، ولم يخرج معه صنو أبيه العباس بن عبدالمطلب ، ولا إحدى السيدات من نسائه ، ولا أحد من خيرة أصحابه ، من المهاجرين والانصار ، فقد اقتصر على أهل بيت العصمة ، ومعدن الفضل والكرامة ،
واضطرب المسيحيون ، حينما رأوا تلك الوجوه المشرقة ، وأيقنوا بالهلاك ، والدمار ، إن باهلوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاح بعضهم : « إني أرى مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وجوها ، لو سئل الله بها أن يزيل جبلا عن محله لازاله ... »
وانسحبوا عن المباهلة ، واستجابوا لما أملاه عليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من شروط ، ولهذا اليوم العظيم ، شأن كبير ، في الاسلام فيستحب الغسل فيه وإحياؤه بالعبادة والدعاء ، وكان الامام الصادق عليه‌السلام يدعو فيه بهذا الدعاء الجليل :
الّلهُمَّ ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ بَهَائِكَ بِأَبْهَاهُ ، وَكُلِّ بَهَائِكَ بَهيُّ ، الّلُهّم ، إني أَسْأَلُكَ بِبَهَائِكَ كُلِّهْ ، الّلهُمّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ ، وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهْ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِهِ ، وَكُلُّ جَمَالِكَ جَمِيلٌ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ بِجَمَالِكَ كُلِّهْ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِهَا ، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا ، وَكُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ برَحْمَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أدْعُوكَ كَمَا أمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ كَمَالِكَ بِأَكْمَلِهِ ، وَكُلُّ كَمَالِكَ كَامِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكَمَالِكَ كُلَّهِ ، اللّهُمَّ إني أسْأَلُكَ مِنْ كَلِمَاتِكَ بِأَتَمِّهَا وَكُلُّ كَلِمَاتِكَ تَامَّةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكَلِمَاتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ أسْمَائِكَ بِأَكْبَرِها ، وَكُلٌّ أَسْمَائِكَ كَبِيرَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِأَسْمَاِئَك كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاْسَتِجْب لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأعَزَّهَا وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَشيئَتِكَ بِأَمْضَاهَا وَكُلُّ مَشِيئَتِكَ مَاضِيَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمْشيِئَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ التي اسْتَطَلْت بِها على كُلِّ شَيءٍ ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطيلَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجبْ لي كِمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نَافِذٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضَاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِقُوْلِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَسَائِلِكَ بِأحَبِّهَا وَكُلُّهَا إلَيْكَ حَبِيبَةٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَسَائِلِكَ كُلِّهَا ، اللّهُمَّ إني أَدْعوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكْلُّ شَرَفِكَ شَرِيفٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطَانِكَ دَائِمٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِسُلْطَانِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مِلْكُكَ بِأَفْخَرِهِ ، وَكُلُّ مُلْكِكَ فَاخِرٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمُلْكِِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَلَائِكَ بِأَعلَاهُ ، وَكُلِّ عَلائِكَ عَالٍ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ آيَاتِكَ بِأعْجَبِهَا وَكُلِّ آياتِكَ عَجِيبَةٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بآيَاتِكَ كُلِّها ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مِنِّكَ قَدِيمٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَأْنِ وَالجَبَروُتِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأنٍ وكلِ جَبَروُتٍ.
اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِمَا تُجِيبُني حِينَ أَسْأَلُكَ ، يا اللهُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَسْأَلُكَ بِبَهَاءِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، يالا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِجَلَالِ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَسْأَلُكَ ، بِلا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني ، فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عَامِ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلَّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ عَطَائِكَ بِأَهْنَئِهِ
وَكُلُّ عَطَائِكَ هَنِيئٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَطَائِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأعْجَلِهِ ، وَكُلُّ خَيْرِكَ عَاجِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ ، وَكُلُّ فَضْلِكَ فَاضِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني.
اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدْ ، وَابْعَثْني على الإيمَانِ بِكَ ، وَالتَصْدِيقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ السَّلامُ ، وَالوِلَايَةِ لِعَليٍّ بنُ أَبي طَالِب ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَالإِئتِمَامِ بِالَأئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمٍَّد ، عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، فَإني قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبُّ.
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحّمَّدٍ ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ في الَأوَّلينَ ، وَصَلِّ على مُحّمَّدٍ في الآخِرينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في المَلَاءِ الَأعْلَى إلى يَوْمِ الدِّينِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في المُرْسَلِينَ ، اللّهُمَّ إعْطِ مُحَمَداً صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الوَسِيلَةَ ، وَالشَّرَفَ ، وَالدَّرَجَةَ اَلكَبِيرَةَ ، اللّهُمَّ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْنِعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي في ما أَعْطَيْتَني ، وَاحْفَظْني في غَيْبَتِي ، وَفي كُلِّ غَائِب هُوَ لي ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الخَيْرِ رِضْوَانَكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَرِّ ، سُخْطِكَ وَالنَّارِ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْني مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِنْ كُلِّ شَرِّ ، وَمِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَمِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ آفَةٍ نَزَلَتْ ، أوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ ، في هَذِهِ السَّاعَةِ ، وَفي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا الشَّهْرِ ، وَفي هذِهِ السَّنَةِ.
اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْسِمْ لي مِنْ كُلِّ سَرُورٍ ، وَمِن كُلِّ بَهْجَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ اسْتِقَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فَرَحٍ ، وِمِنْ كُلِّ عَافِيَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَلَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ طَيِّبٍ ، وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ ، ومِنْ كُلِّ سِعَةٍ ، نَزَلَتْ أوْ تَنْزِلُ مِنْْ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ في هذِهِ السَّاعَةِ ، وَفي هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا الشَّهْرِ وَفي هذِهِ السَّنَةِ.
اللّهُمَّ إنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي ، وَحَالَتْ بَيني وبَيْنَكَ ، وَغَيَّرْتَ حَالِي عِنْدَكَ ، فَإني أسْأَلُكَ بِنْوُرِ وَجْهِكَ ، الذي لا يُطْفَأُ ، وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حَبِيبِكَ المُصْطَفَى ، وَبِوَجْهِ وَليِّكَ عَلِيٍّ المُرْتَضَى ، وَبِحَقِّ أَوْلِيَائِكَ ، الذِينَ أنْتَجَبْتَهُمْ ، أنْ تُصَليَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي ، وَأَنْ تَعْصِمَني فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي ، وَأَعُوذُ بِكَ من كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيكَ أَبَداً ، ما أَبْقَيْتَني حَتَّى تَتَوَفَّاني ، وَأنَا لَكَ مُطِيعٌ ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي عَمَلي بِأَحْسَنِهِ ، وَتَجْعَلَ لي ثَوَابَهُ الجَّنَةِ ، وَأَنْ تَفَعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَهْلَ التَّقْوىَ والمَغْفِرَةِ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِنَ .. » (2).
ولقد احتوى ، هذا الدعاء ، على أسمى صور التعظيم والتبجيل لله تعالى ، الذي ما عرفه حقا ، سوى أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، سدنة علوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وخزنة حكمه وآدابه.

٣ ـ دعاؤه في عيد الغدير

أما عيد الغدير فهو من أهم الاعياد شأنا ، ومن أسماها منزلة ، فقد كمل فيه الدين ، وتمت النعمة الكبرى على المسلمين ، فقد قلدت السماء الامام ، أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قيادة ، روحية وزمنية ، ونصبته خليفة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من بعده ، وجعلته ، رائدا للعدالة الاجتماعية في الاسلام ، يقيم إعوجاج الدين ، ويصلح ما فسد من أمور المسلمين.
وحيث كان هذا اليوم المبارك ، من أعظم الاعياد في الاسلام ، فقد ندب الامام الصادق عليه‌السلام ، إحياءه بذكر الله ، من الصلاة والصوم ، والتصدق على الفقراء والمساكين ، كما حض على استحباب مصافحة المسلمين ، بعضهم لبعض ، وان يقول كل منهما لصاحبه ،
« الحَمْدُ للهِ الذي أَكْرَمَنا بِهَذَا اليَوْمِ ، وَجَعَلنا مِنَ المُؤْمِنِينَ بِعَهْدِهِ ، الذي عَهِدَهُ إلَيْنَا ، وَمِيثَاقِهِ الذي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ ، وَالقِيَامِ بِقِسْطِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجَاحِدِينَ ، وَالمُكَذِبِينَ بِيَوْمِ الدّين .. » (3).
وكان الامام الصادق عليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء ، وحث شيعته على تلاوته وهذا نصه :
« رَبَّنَا ، إنَّنَا سَمعْنا مُنادياً ، يُنَادِي للإيمان ، أن آمِنُوا بِرَبِّكم ، فَآمنَّا ، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ رَبَّنا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ ، إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ.
اللّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ ، وَكَفى بِكَ شَهِيداً ، وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَسُكَّانَ سَموَاتِكَ ، وَأَرْضِكَ ، بِأَنَّكَ اللهُ ، الذي لا إلهِ إلاَّ أَنْتَ ، المَعْبُودُ الذي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ ، إلى قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ سِوَاكَ إلاَّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلُّ غَيْرَ وَجْهِكَ الكَرِيمِ ، لا إلهَ ألاَّ أَنْتَ المَعْبُودُ ، لا مَعْبُودَ سِوَاكَ ، تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَالِمونَ عُلُواً كَبيراً ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبْدُكَ
وَرَسُولُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، وَلِيُّهُمْ وَمَوْلاهُمْ وَمَوْلايَ ، رَبَّنا ، إنَّننا سَمعْنَا ، النِّدَاءَ ، وَصَدَّقْنَا المُنَادِي ، رَسُولَكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذْ نَادَى نِدَاءً عَنْكَ بِالذي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ ، ما أنزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ مُوَالَاةِ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ ، وَحَذَّرْتَهُ ، وَأَنْذَرْتَهُ إنْ لَمْ يُبَلِّغْ ، أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ إذَا بَلَّغَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ ، فَنَادَى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالَاتِكَ : أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُه ، رَبَّنَا قَدْ أَجَبْنَا دَاعِيَاكَ النَّذِيرَ ، المُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الذي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعْلَتَهُ مَثَلاً لِبَني إسْرَائيلَ.
رَبَّنَا ، آمَنَّا وَاتّبَعْنَا مَوْلانَا ، وَهَادِيَنَا ، وَدَاعِيَنَا ، وَدَاعيَ الَأنَامِ ، وَصِراطَكَ السَّويَّ المُسْتَقِيمَ ، وَمَحَجَّتَكَ البَيْضَاءَ ، وَسَبِيلَكَ الدَّاعِي إلَيْكَ ، على بَصِرَيِتٍه هُوَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ ، وَسُْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوِلَايَتِهِ وَبِأمْرِ رَبِّهِمْ ، وَبِاِتّخَاذِ الوَلَايجِ مِنْ دُونِهِ .. فَاشْهَدْ يا إلهي أَن الإمَامَ الهَادِيَ ، المُرْشِدَ ، الرَّشِيدَ عَلِيَّا بنَ أبي طَاَلِبٍ ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، أميرُ المُؤْمِنِينَ الذي ذَكَرْتَهُ في كِتَابِكَ ، فَقُلْتَ : « وَإنَّهُ في أُمِّ الكِتَابِ لَعَلِيٍّ حَكيمٌ » اللّهُمَّ فَإنَّا نَشهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ ، الهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، النَذِيرُ المُنْذِرُ ، وَالصِرَاطُ المُسْتَقِيمُ ، وَإمَامُ المُؤْمِنِينَ ، وَقَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وَحُجَّتُكَ البَالِغَةُ ، وَلِسَانُكَ المُعَبِّرُ عَنْكَ في خَلْقِكَ ، وَالقَائِمُ بِالقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ ، وَعَيْبَةُ وَحْيِكَ وَعَبْدُكَ ، وَأَمِيِنُكَ المَأمُوُنُ ، المَأْخُوذُ مِيَثَاقُهُ مَعَ مِيثَاقِكَ ، وَمِيثَاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ ، بِالشَّهَادَةِ وَالإخْلاصِ بِالوِحْدَانِيَّةِ ، أِنَّكَ أَنْتَ الله لا إلهَ أِلا أَنْتَ ، وَمُحَمَدٌ ، عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَعَليٌّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ، وَجَعَلْتَ الإقْرَارَ بِولايَتِهِ تَمَامَ تَوْحِيدِكَ ، وَالإِخلاصَ لَكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ ، وَإكْمَال دِينِكَ ، وَتَمَامِ نِعْمَتِكَ على جَمِيعِ خَلْقِكَ ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ : « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً » فَلَكَ الحَمْدُ ، على مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا ، مِنَ الإِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدانِيًّتِكَ ، وَجُدْتَ عَلَيْنَا بِمُوالاةِ وَلِيِّكَ الهَادِي ، مِنْ بَعْدِ نَبِيَّكَ النَّذِيرِ المُنْذِرِ ، وَرَضَيتَ لَنَا الإسْلامَ دِيناً ، بِمَوْلَانَا ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، بِالذي جَدَّدْتَ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ، وَذَكَّرْتَنَا ذلِكَ ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أَهْل الإِخْلاصِ ، وَالتَصَدِيقِ لِعَهْدِكَ ، وَمِيثَاقِكَ ، وَمِنْ أهْل الوَفَاءِ بِذلِكِ َ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ النَاكِثِينَ ، وَالمُكَذِّبِينَ ، الذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ المُغِيِّرِينَ ، والمُبَدِّلِينَ ، والمُحَرِّفِينَ ، وَالمُبتِّكِينَ آذانَ الأنعامِ ، وَالمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللهِ ، الذينَ اسْتَخْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ ، وَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَالصِراطَ المُسْتَقِيم. اللّهُمَّ الْعَنِ الجَاحِدينَ وَالنَّاكِثِينَ ، وَالمُغَيِّرِينَ ، وَالمُبَدِّلِينَ ، وَالمُكَذِّبينَ بيوم الدين من الاولين والآخرين.
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ على نِعْمَتِكَ عَلَيْنَا ، بِالذِي هَدَيْتَنَا إلى مُوَالآةِ وُلَاةِ أمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، وَالأئِمَّةِ الهَادِينَ ، الذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِكَ ، وَأعْلامَ الهُدَى ، وَمَنَارَ التَّقُوَى ، وَالعُرْوَةَ الوُثْقَى ، وَكَمَالَ دِينِكَ ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ ، وَمَنْ بِهِمُ ، وَبِمُوَالَاتِهِمْ ، رَضَيِتَ لَنَا الإِسلامَ دِيناً ، رَبَّنا فَلَكَ الحَمْدُ ، آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقُنَا نَبِيَّكَ الرَسُولَ النَذِيرَ المُنْذِرَ ، وَأتَّبَعْنَا الهَادِيَ مِنْ بَعْدِ النَّذِيِرِ المُنْذِرِ ، وَالَيْنَا وَلِيَّهمْ ، وَعَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ ، وَبَرِئْنَا مِنَ الجَاحِدِينَ وَالنَاكِثِينَ وَالمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَن مِنْ شَأنِكَ يا صَادِقَ الوَعْدِ ، يا مَنْ لا يُخَلِفُ المِيعَادَ ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأَنٍ ، أنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ ، المَسْؤولِ عَنْهُم عِبَادُكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : « وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » ، وَقُلْتَ : « وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤلُونَ » وَمَنَنْتَ بِشَهَادَةِ الإِخْلاصِ لَكَ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ، الهُدَاةِ ، مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ المُنِيرِ ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا الدّيِنَ ، بِمُوالَاتِهِم ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوهِمْ ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِعَمَ ، بِالذي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ ، وَذَكَرْتَنَا مِيثَاقَكَ ، المَأخُوذَ مِنَّا في أبْتِدَاءِ خَلْقِكَ إيَّانَا ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أهْلِ الإِجَابَةِ ، وَذَكَّرْتَنَا العَهْدَ وَالميثَاقَ ، وَلَمْ تُنسْنِاَ ذكْرَكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : « وَإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَذُرِّيَّتَهُمْ » وَأَشهَدَهُمْ على أَنْفُسِهمْ قَالُوا : بَلى ، شَهِدْنَا « بمَنّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُّنَا ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ نبِيُنا ، وَأنَّ عَلياً أميرَ المُؤْمِنِينَ ولِيّنا ، وَمَوْلَانَا ، وَشَهِدْنَا بِالوِلَايَةِ لِوَلِيِّنَا ، وَمَولانَا مِنْ ذُرِيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَليِّنا عَلِيٍّ بنِ أبي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ ، الذي أنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعَلْتَهُ آيةً لِنَبِّيكَ ، وَآيَةً مِنْ آيَاتِكَ الكُبْرَى ، وَالنَّبَأَ العَظِيمَ ، الذي هُكْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ، وَعَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مسؤولون ، اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَنَ مِن شَأْنِكَ ، مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالهِدَايَة إلى مَعْرِفَتِهِمْ ، فَليَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمنَا هَذَا الذي ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ، وَأَكْمَلْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، وجعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الإِجَابَةِ وَالإخْلَاصِ بِوِحْدَانِيَتِكَ ، وَمِنْ أَهْلَ الإيمَانِ وَالتَصْدِيقِ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ، وَالبَرَاءَةِ مِن أعْدَائِكَ وَأعَدَاءِ أوْلِيَائِكَ ، الجَاحِدِينَ ، المُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّين ، فأَسْأَلُكَ يا رَبُّ تَمَامَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا ، وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ المُعَانِدِينَ ، ولَا تُلْحِقْنَا بِالمُكَذِبِّينَ بِيَوْمِ الدِّين ، وَاجْعَلْ لَنَا قَدَمِ صِدْقٍ مَعَ المُتَّقِينَ ، وَاجْعَل لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ المُتَّقِينَ إمَاماً يَوُمَ يُدْعَى كُلِّ أنَاسٍ بِإمَامِهِمْ ، وَاجْعَلْنَا في ظِلِّ القَوْمِ المُتَّقِينَ الهُدَاةِ ، بَعْدِ النَذِيرِ المُنْذِرِ وَالبَشِيرِ وَالأئمَّةِ ، الدُّعَاةِ إلى الهُدَى ، وَلا تَجْعَلَنَاَ مِنْ المُكْذِّبِينَ ، الدُّعَاةِ إلى النارِ ، وَالَّذين هُمْ يَوْمَ القِيَامَةٍ وَأوْلِيَاؤهُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ. رَبَّنا فَاحْشُرْنا في زَمْرَةِ الهَادِي المهْدِي وَأَحْيِنَا ما أَحْييْتَنَا على الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ ، المأخُوذِ مِنَّا على مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ المُكَذِّبِينَ بِيَوّمِ الدِّينِ ، وَالنَّاكِثِينَ لِميثَاقِكَ ، وَتَوَفَّنَا على ذَلِكَ.
وَاجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، وَثَبِّتَ لَنا قَدَمَ صِدقٍ في الهِجْرَةِ إلَيْهِمْ ، وَاجْعَلْ مَحْيَانَا خَيْرَ المَحْيَا ، وَمَمَاتَنَا خَيْرَ المَمَاتِ ، وَمُنْقَلَبَنَا خَيْرَ المُنْقَلَبِ ، على مولاةِ أوْلِيَائِكَ ، والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ اللّهُمَّ حَتَّى تَتَوَفَّانَا ، وَأَنْت عَنَّا رَاضٍ ، قَدْ أوْجَبْتَ لَنا الخُلُودَ في جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَالمَثْوَى في جِواركَ ، وَالإنَابَةَ إلى دَارِ المقَامَة ، مِنْ فَضَلِكَ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ، رَبَّنا إنَكَ أمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلاةِ أَمرِكَ ، وَأَمْرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ ، فَقُلْتَ : « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأوُلِي الأمْرِ مِنْكُمْ » وقلت : « يَا أَيَّها الذينَ آمَنوُ اتَّقُوا اللهَ وَكُونوا مَعَ الصَّادِقِينَ ، رَبَّنَا سَمِعْنا وَأطَعْنَا ، رَبَّنَا ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الَأبْرَارِ ، مُسْلِمينَ ، مُصَدِّقينَ لَأوْلِيَائِكَ ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَصَدَّقْنَا نَبِيَّكَ ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّكَ ، وَاَلَأوْلِيَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيَِّكَ ، وَوَلِيُّكَ مَوْلَى المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ ، وَالإِمَامُ الهَادِي مِنْ بَعْدَ الرَّسُولِ ، النَذِيرِ المُنِذرِ ، السِّرَاجِ المُنِيرِ ، رَبَّنَا فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأنِكَ ، أَنْ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ ، وَبِمِّنكَ عَلَيْنَا ، وَلُطْفِكَ بِنَا ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ ، أنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَتُكَفِّرَ عَنَّا سَيِّئاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا على رُسُلِكَ ، وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ ، إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ ، رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَوَفَّينَا بِعَهْدِكَ ، وَصَدَّقْنَا رُسُلَكَ ، وَاتَّبَعْنَا وُلاةَ الَأمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ ، وَوَالَيْنَا أوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَيْنَا أعْدَاءَكَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، وَاحْشُرْنا مَعَ الَأئِمَّةِ الهُدَاةِ ، مِنْ آلِ مُحَمّدٍ (صلی الله عليهن وآله وسلم) البَشِيرِ النَّذِيرِ ، آمَنَّا يا ربُّ بِسِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ .. وَرَضِينَا بِهِمْ أَئِمَّةً ، وَسَادَةً ، وَقَادَةً لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً ، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً ، رَبَّنَا فأَحْيِنَا ما أَحْيَيْتَنَا على مُوالاتِهِمْ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أعْدَائِهِمْ ، وَالتَسْلِيمِ لَهُمْ ، وَالرَدِّ إلَيْهِمْ ، وَتَوَفَّنَا ، إذَا تَوَفَيْتَنَا على الوَفَاءِ لَكَ ، وَلَهُمْ ، بِالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ ، والمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَصْْدِيقِ ، والتَسْلِيمِ لَهُمْ غَيْرَ جَاحِدِينَ ولا نَاكِثينَ ولا مُكَذِّبينَ.
اللّهُمَّ ، إني أَسألُكَ بِالحَقِّ ، الذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِالذِي فَضَّلْتُهُمْ بِهِ على العَالَمينَ جَمِيعاً ، أنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمِنَا هَذَا الذي كَرَّمْتَنَا فِيهِ بِالوَفَاءِ لِعَهْدِكَ ، الذي عَهِدْتَ إلَيْنَا ، وَالمِيثَاقِ الذي وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالَاةِ أوْلِيَائِكَ والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ ، وَتَمُنَّ عَلَيْنَا بِنِعْمَتِكَ ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً ، ولا تَسْلُبْنَاهُ أَبَداً ، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً فَإنَّكَ قُلْتَ : « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ » فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتَاً ، وَارْزَقُنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ ولِي هَادٍ مِنَ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، قَائِماً ، رَشِيداً ، هَادِياً ، مَهْدِياً مِنَ الضَّلالَةِ إلى الهُدَى ، تَحْتَ رَايَتِهِ ، وَفي زُمْرَتِهِ ، شُهَدَاءَ ، صَادِقينَ ، مُقْتُولينَ في سَبيلِكَ وعلى نُصْرَةِ دِينِكَ .. »
وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وكان الامام بعد الفراغ يسأل من الله قضاء حوائجه ، ثم يزور جده ، الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام بالزيارة التالية :
« اللّهُمَّ صَلِّ على وَلِيِّكَ ، وَأَخي نَبِيِّكَ ، وَوَزيرِهِ وَحَبِيبِهِ ، وَخَلِيلِهِ وَمَوضِعِ سِرِّهِ ، وَخِيرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَخَالِصَتِهِ ، وَأَمِينِهِ ، وَوَلِيِّهِ ، وَأَشَرَفِ عِترَتِهِ ، الذينَ آمَنوُا بِهِ ، وَأَبَي ذُرِيَّتِهِ وَبَابِ حِكْمَتِهِ ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَتِهِ ، وَالدَّاعِي إلى شَرِيعَتِهِ ، وَالمَاضِي على سُنَّتِهِ ، وَخَلِيفَتِهِ على أُمَّتِهِ ، سَيّدِ المُسْلِمينَ ، وَأمِير المُؤمِنينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجِّلِينَ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَصْفِيَائِكَ ، وَأَوْصيَاءِ نَبِيِّكَ.
اللّهُمَّ إني أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله مَا حَمَلَ ، وَرَعَى مَا اْسُتْحِفَظ ، وَحَفِظَ مَا اسْتُوْدِعَ ، وَحَلَّل حَلالَكَ ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ ، وَدَعَا إلى سَبِيلِكَ ، وَوَاليَ أوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَي أَعْدَاءَكَ ، وَجَاهَد النَّاكِثِينَ في سَبِيلِكَ ، وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً ، غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لا تَأْخُذُهُ في اللهِ لِوْمَةُ لائِمٍ ، حَتىَّ بَلَغَ في ذلِكَ الرِّضَا ، وَسَلَّمَ إلَيْكَ القَضَاءَ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً ، وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً ، حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينَ ، فَقَبَضْتَهُ إلَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً ، وَعلِيَّاً تَقِيَّاً ، وَصِيَّاً زَكِيّاً ، هَادِياً ، مَهْدِيّاً ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ أنْبِيائِكَ وَأصْفِيَائِكَ يا رَبَّ العَالَمِينَ .. » (4).
لقد ألمت هذه الزيارة ، ببعض الصفات الماثلة ، في الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام عملاق الفكر الاسلامي ، ورائد العدالة الاجتماعية في الارض ، الذي جمع جميع الصفات الخيرة في الدنيا ، والذي فاق بمواهبه وعبقرياته ، جميع عظماء البشر ، على امتداد التاريخ ، نظراً لما يتمتع به من سمو الذات ، والتفوق الكامل في الفضل والعلم والعدالة ونكران الذات ، والتزامه بحرفية الاسلام ، فقد رشحته السماء لقيادة المسلمين بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحتمت عليه بأن يأخذ له البيعة من عموم من كان معه من الحجاج في « غدير خم » فأخذ له البيعة حتى من نسائه ، وبذلك فقد كان هذا اليوم الخالد من أهم الاعياد ، ومن أكثرها قدسية في الاسلام.
المصادر :
1- المصباح ( ص ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ).
2- المصباح ( ص ٦٩٢ ـ ٦٥٩ ) الاقبال ( ص ٥١٧ ).
3- الاقبال ( ص ٤٧٧ ).
4- الاقبال ( ص ٤٧٦ ـ ٤٨١ ـ و ٤٩٤ ).

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السيد علي اليثربي الكاشاني
وصية أخرى إلى أمير المؤمنين ع مختصرة
أوصاف جهنم في القرآن الكريم
عصمة الأنبياء عليهم السلام
دروس في فن التلاوة وعلم المقامات والنغم القرآنية
لا يجاوز جهنَّم إلا من كان معه براءة بولاية علي ( ...
العدل أساس الملك
آثار التوفيق ومعناه
من رجع بعد الموت
الأقليّات الدينيّة في الحكومة الإسلاميّة

 
user comment