عربي
Tuesday 19th of March 2024
0
نفر 0

مفاتيح الجنان(1_200)

مفاتيح الجنان(1_200)

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة التحقيق

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته، والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين الأئمّة الهداة المهديين. وبعد: فإنّ الله سبحانه وتعالي من وفور كرمه علّم الدعاء وندب إليه، وألهم السؤال وحثّ عليه، ورغّب في معاملته والإقدام عليه، وجعل في مناجاته سبب النجاة، وفي سؤال مقاليد العطايا ومفاتيح الهبات، وجعل لإجابة الدعاء أسبابباً من خصوصيّات الدعوات، وأصناف الداعين والحالات، والأمكنة والأوقات.

تعريف الدعاء

الدعاء لغة: النداء والاستدعاء، تقول: دعوت فلاناً إذا ناديته وصحت به.

واصطلاحاً: طلب الأدني للفعل من الأعلي علي جهة الخضوع والإستكانة.

في الحثّ علي الدعاء

ويبعث عليه العقل والنقل؛ أمّا العقل:

فلأنّ دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكّن منه واجب، وحصول الضرر ضروريّ الوقوع لكلّ إنسان في دار الدنيا، كيف لا وهي في دار الجوادث التي لا تستقرّ علي حال، فضررها إمّا حاصل واقع أو متوقّع الحصول، وكلاهما يجب إزالته مع القدرة عليه، والدعاء محصّل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه.

وقد نبّه أمير المؤمنين عليه‌السلام علي هذا المعني حيث قال: « ما مِن أحدٍ ابتلي وإن عظمت بلواه بأحقِّ بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء » (١) .

فكلّ إنسان يحتاج إلي الدعاء معافيِّ ومبتليِّ، وفائدته دفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل، أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود، ودوامه ومنعه من الزوال، لأنهم عليهم‌السلام وصفوه بكونه سلاحاً، والسلاح ممّا يستجلب به لانفع ويستدفع به الضرر، وسمّوه أيضاً تُرساً، والترس جُنّة يتوقّي بها المكاره.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا أدلّكم علي سلاحٍ ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلي، قال:

_________________

١ - من لا يحضره الفقيه ٤/٣٩٩ ح ٥٨٥٧؛ وعدّة الداعي: ٢٣.
٥

تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء » (١) .

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « الدعاء تُرس المؤمن، ومتي تُكثر قرع الباب يُفتح لك » (٢) .

وقال الصادق عليه‌السلام : « الدعاء أنفذ من السنان الحديد » (٣) .

وقال الكاظم عليه‌السلام : « إنّ الدعاء يردّ ما قدّر ومالم يقدّر، قال: قلت: ما قدّر عرفته، فما لم يقدّر؟ قال: حتّي لا يكون » (٤) .

وقال عيله السلام « عليكم بالدعاء فأنّ الدّعا والطلب إلي الله تعالي يردّ البلاء، وقد قُدَّر وقضي فلم يبق إلّا إمضاؤه، فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صَرَفَه » (٥) .

وعن الباقر عليه‌السلام : « الدّعا يدفع البلاء النازل وما لم ينزل » (٦) .

وأمّا انقل: فمن الكتاب:

قوله تعالي: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) (٧) .

وقوله تعالي: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٨) .

فجعل الدعاء عبادة والمستكبر عنه بمنزلة الكافر.

وقوله تعالي: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (٩) .

ومن السنّة:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الدعاءُ مخّ العبادة » (١٠) .

وروي حنّان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أيّ العبادة أفضل؟ فقال: « ما من شيء أفضل عند الله عزّوجلّ من أن يسأل ويطلب ما عنده، وما أحد أبغض إلى الله ممّن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده » (١١) .

قال الصادق عليه‌السلام : « عليكم بالدعاء، فإنّه شفاء من كلّ داء، وإذا دعوت فَظنَّ حاجتك بالباب » (١٢) .

وقال عليه‌السلام : « من تمنّي شيئاً وهو لله عزّوجلّ رضاً لم يخرج من الدنيا حتّى يُطاه » (١٣) .

__________________

١ - الكافي ٢ / ٤٦٨ ح ٣؛ ثواب الأعمال: ٤٥؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٢ - الكافي ٢ / ٤٦٨ ح ٤؛ عدّة الداعي: ٢٤. ٣ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٤ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح ٢؛ عدّة الداعي: ٢٤. ٥ - الكافي ٢ / ٤٧٠ ح ٨؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٦ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح ٥؛ عدّة الداعي: ٢٥. ٧ - الفرقان: ٢٥ / ٧٧.

٨ - غافر: ٤٠ / ٦٠.

٩ - البقرة: ٢ / ١٨٦.

١٠ - بحار الأنوار ٩٣ / ٣٠٢ ح ٩٣.

١١ - الكافي ٢ / ٤٦٦ ح ٢.

١٢ - الدعوات للرواندي: ١٨، ح ٣.

١٣ - الخصال للصدوق: ٤، ح ٧.
٦

وقال الباقر عليه‌السلام : « ولا تملَّ من الدعاء فإنّه من الله بمكان » (١) .

وقال الصادق عيه السلام لميسّر بن عبد العزيز: «يا ميسّر ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه، إنّ عندالله عزّوجلّ منزلةً لا تُنال إلاّ بمسألته، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يُعط شيئاً فسل تُعطَ.

يا ميسّر إنّه ليس من باب يُقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه» (٢) .

وقال عليه‌السلام لعمرو بن جميع: « من لم يسأل الله عزّوجلّ من فضله افتقر » (٣) .

وقال عليّ عليه‌السلام : « ما كان الله ليفتح باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة » (٤) .

وقال عليه‌السلام : « من أُعطي الدعاء لم يحرم الإجابة » (٥) .

وروي ابن القدّاح عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه‌السلام « أحبّ الله الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف». قال: وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلاً دعّاءً (٦) .

وروي هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « الدعاء كهف الإجابة كما أنّ السحاب كهف المطر » (٧) .

وروي أبو ولّاد قال: قال الحسن عليه‌السلام : « ما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمنٍ فيلهمه الله الدعاء إلّا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً، وما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمن فيمسك عن الدعاء إلّا كان ذلك البلاء طويلاً فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّوجلّ » (٨) .

التعريف بالكتاب

لقد ألّف حول الدعاء العشرات من الكتب والطوامير قديماً وحديثاً من قبل الرواة والمحدّثين والفقهاء والمجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين.

أمّا كتابة « مفاتيح الجنان » فقد حوي علي أهمّ الصلوات ولأدعية والزيارت الواردة حسب اختلاف المناسبات ما يفي بالحاجات العامّة، بعيداً عن الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ، وجهد مؤلّفنا المحدّث الخبير لمجانبة شوائب الدسّ والتحريف، ولأخذ عن أهمّ المصادر والأصول المعتمدة عليها، والمقابلة والتطبيق بين مختلف نسخ تلك الأصول، فأصبح سفراً جليلاً، وكتاباً متقناً معتمداً تقرّ به عيون العارفين، وتطفأ به عطش الظامئين، ولذلك تجده في أكثر بيوت المؤمنين من محبّي محمّد وآل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

والمصادر التي اعتمد عليها المصنّف هي في الغالب من الكتب لدي شيعة أهل البيت عليهم‌السلام أمثال كتب الشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، والشيخ المفيد، والسيد ابن طاووس، والشيخ

__________________

١ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧. ٢ - الكافي ٢ / ٤٦٦ ح ٣.

٣ - الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٤. ٤ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧.

٥ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٨ ح ٨٦١٩. ٦ - الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٨.

٧ - الكافي ٢ / ٤٧١ ح ١. ٨ - الكافي ٢ / ٤٧١ ح ٢.
٧

الكليني، والشيخ الكفعمي، وابن فهد الحلّي، والراوندي، والطبرسي، والمجلسي، وغيرهم من أساطين العلم والفضل والكمال .

ترجمة المؤلف

هو الشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي، عالم محدّث ومؤرّخ فاضل.

ولد في قم في نيف وتسعين ومئتين وألف، ونشأ علي حبّ العلم وأهله.

وتوفّي رحمة الله في النجف الأشرف بعد منتصف ليلة الثلاثاء ٢٣ ذي الحجة سنة ١٣٥٩ ودفن في الصحن الشريف.

وترك رحمة الله مجموعة متنوّعة قيّمة من الآثار في مختلف المواضيع والعلوم، منها هذا الكتاب «مفاتيح الجنان» الذي طبع عشرات المرّات (١) .

عملنا في التحقيق

اعتمدنا في تحقيق الكتاب علي أصحّ نسخ مفاتيح الجنان وهي النسخة المكتوبة بخطّ المرحوم طاهر خوشنويس التي كتبت في زمان حياة المؤلف في شوّال سنة ١٣٥٩ أي قبل وفاة المؤلّف بشهرين، وقابلنا نصوص الأدعية والزيارات والأذكار مع تلك النسخة، وذكرنا في التعليقة النسخ المغايرة للنصّ الموجود فوق الكلمة المغايرة لها أو في هامش المفاتيح مع الإشارة الموجودة في النسخة المعتمد عليها مثل: - خ - أو نسخة أو كتب المجلسي أو نسخة المجلسي، كما قابلناه أيضاً مع مصادر الأدعية والزيارات والأذكار، والإشارة في التعليقات إلى محلّ الاختلاف أحياناً لو وجد. وأمّا الأحاديث وفضائل الأدعية والزيارات والأذكار والأحاديث الواردة في فضائل الأيّام والشهور ولأيّام المباركة فاعتمدنا علي مفاتيح الجنان المعرّب بتعريب سماحة السيّد محمّد رضا النوري وعلي المصادر التي اعتمد عليها المؤلّف وصرّح بها في المتن وقابلنا بينهما وأصلحنا ما كان مغايراً للمصدر وفقاً لذلك المصدر، وفي المصادر التي لم يصّرح بها في المتن وقابلنا بينهما وأصلحنا ما كان مغايراً للمصدر وفقاً لذلك المصدر، وفي المصادر التي لم يصرّح المؤلّف بها في الأحاديث، ذكرنا أصل الحديث في المتن، وإن كان الاختلاف كثيراً أشرنا إليه أو أرجعناه إلى المصدر بقولنا: «مع مغايرة» أو «مع إضافات».

وفي الختام لا يسعني إلّا أن أقدّم جزيل شكري إلى الأخ الوجيه الحاج محمّد تقي أنصاريان حفظه الله مدير مؤسّسة أنصاريان للنشر علي بذله لنا القرص الكومبيوتري من نسخة مفاتيح الجنان واستقدنا منه كثيراً فجزاه الله خير الجزاء.

علي آل كوثر

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة نقباء للبشر ٢ / ٩٩٨.أأأ
٨

(سورة يَّس)

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَّس (١) وَالقُرآنِ الحَكِيمِ (٢) إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنزيلَ العَزيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنذِرَ قَوماً ما أُنذِرَ آباؤُهُم فَهُمْ غافِلونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ القَولُ عَلى أكثَرِهِمْ فَهُمْ لايُؤْمِنوُنَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغلالاً فَهِي إلى الاَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحوُنَ (٨) وَجَعلْنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَداً وَمِنْ خَلْفِهِم سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ (٩) وَسَواءٌ عَليهمْ أَنْذَرْتهمْ امْ لَم تُنْذِرُهْمْ لايُؤْمِنونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالغَيبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأجرٍ كَريمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شيٍ أَحصيناهُ في إِمامٍ مبينٍ (١٢) وَاضْربْ لَهُم مثلاً أصحابَ الْقَرْيةِ إذْ جائَها المُرْسَلُونَ (١٣) إذْ أرسَلنا إِليهِمُ اثْنَينِ فَكذَّبُوهُما فَعزَّزنا بثالثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيكُم مُرسَلونَ (١٤) قالُواْ ما أَنتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مثِلُنا وَما أَنزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شيٍ إنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعلَمُ إنّا
٩

إليكمْ لَمُرسَلُونَ (١٦) وَما عَلَينا إِلاّ البَلاغُ المُبينُ (١٧) قالوا إنّا تَطَيَّرنَا بِكُمْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهُواْ لَنَرجُمَنَّكمْ وَلَيمَسنَّكُم مِنّا عذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالوا طائِرُكُمُ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بلْ أنتُمْ قَومٌ مُسرِفُونَ (١٩) وَجَاءَ مِنْ أقصا المَدينةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَومِ اتَّبِعُوا المُرْسَلين (٢٠) اتَّبِعُواْ مَنَ لايَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدوُن (٢١) وَماليَ لا أَعبُدُ الَّذي فَطَرَني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍ لاتُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقَذُون (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ (٢٧) وَما أَنْزَلْنا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماء وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩) يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ
١٠

يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ القُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لايَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلُّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الاَرْضُ المَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبّاً فَمِنهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ مِن نَخيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ العُيُونِ (٣٤) لِيأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَماعَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحانَ الَّذي خَلَقَ الاَزْواجَ كُلَّها مِمّا تُنْبِتُ الاَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِم وَمِما لايَعْلَمُونَ (٣٦) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نُسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لَمُسْتَقَرٍ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ (٣٨) وَالقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ (٣٩) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) وَآيَةٌ لَهُمُ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مايَرْكَبُونَ (٤٢) وَإنْ نَشَاءْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَريُخَ لَهُم وَلا هُم يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاّ رَحْمَةً مِنّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤) وَإِذا
١١

قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مابَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَماخَلْفَكُم لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبِهِمْ إِلاّ كانُواْ عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذا قِيلَ لَهُم أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقُكُمُ الله قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَّو يَشاء الله أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُم صادِقِينَ (٤٨) مايَنْظُرونَ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُم وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلايَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُم مِنَ الاَجْداثِ إِلى رَبِهِمْ يَنسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كَانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَومَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤) إِنَّ أَصْحابَ الجَنَّةِ اليَومَ فِي شُغْلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلى الاَرائِكِ مُتَّكِئونَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَولا مِن رَبٍ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُواْ اليَوْمَ

أَيُّها المُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُم يا بَنِي آدَمَ أَنْ لاتَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُم جِبِلاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُم تُوعَدُون (٦٣) اصْلَوْها اليَومَ بِما كُنْتُم تَكْفُرُونَ (٦٤) اليَومَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِم وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَو نَشأُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِم فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَو نَشأُ لَمَسَخْناهُمْ عَلَى مَكانَتِهِم فَما اسْتَطاعُوا مُضِياً وَلايَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسَهُ فِي الخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَن كانَ حَيَّاً وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلى الكافِرِينَ (٧٠) أَوَلَمْ يَروا أَنا خَلَقْنا لَهُم مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُم لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُم فَمِنها رَكُوبُهُم وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُم فِيها مَنافِعُ وَمشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا
١٣

مِن دُونِ الله آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُم وَهُم لَهُم جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يُحْزُنكَ قَوْلُهُم إِنّا نَعْلَمُ مايُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَم يَرَ الاِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي العِظامَ وَهيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيها الَّذِي أنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأخضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُم مِنْهُ تُوقِدونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الخَلا قُ العَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣) .

فضل سورة يس نقلاً عن مفاتيح الجنان: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قرأ سورة يس يريد بها وجه الله عزّوجلّ غفر الله له وأُعطي من الأجر كأنّما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة، وأيّما مريضٍ قرئت عنده سوورة يس نزل عليه بعدد كلّ حرفٍ منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً ويستغفرون له، ويشهدون قبضه، ويتبعون جنازته ويصلّون عليه، ويشهدون دفنه وأيّما مريضٍ قرأها وهو في سكرات الموت أو قرئت عنده جاء رضوان خازن الجنّة بشربةٍ من شراب الجنة فسقاه إياها وهو علي فراشه فيشرب فيموت ريّان،
١٤

ويبعث ريّان، ولا يحتاج إلى حوضٍ من حياض الأنبياء حتّيت يدخل الجنة وهو ريّان (١) .

وروي أنّ سورة يس تعمّ صاحبها خير الدنيا ولاأخرة، وتكابد عنه بلوي الدنيا، وتدفع عنه أهاويل الأخرة، وتدعي المدافعة القاضية تدفع عن صاحبها كلّ شرّ ن وتقضي له كلّ حاجة، ومَن قرأها عدلت له عشرين حجّة، وَمَنْ سمعها كان له (٢) ألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة، ونَزعت عنه كلّ داء وعلة (٣) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفّف عنهم يومئذ وكان له بعددهم حسنات (٤) .

وعن الصادق عليه‌السلام قال: إنّ لكلّ شيء قلباً وقلب القرآن يس فمن قرأ سورة يس في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّي يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكلّ به ألف ملكٍ يحفظونه من شرّ كلّ شيطانٍ رجيمٍ، ومن كلّ آفة، وإن مات في نومه أدخله الله الجنّة... الخبر (٥) .

* (سورة العنكبوت) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرحْيم

الَّمَّ (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُترَكُوا أَن يَقُولُواْ آمَنّا وَهُم لايُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ مايَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاء الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لاتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٥) وَمَنْ

__________________

(١) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل سورة يس.

(٢) في مجمع البيان: «عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثمّ شربها أدخلت جوفه ألف دواء و».

(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل سورة يس.

(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل يس.

(٥) مجمع البيان ٨ / ٦٤٧ في أوّل سورة يس.
١٥

جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ الله لَغَنِيُّ عَنِ العالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧) وَوَصَّيْنا الاِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي مالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إلى مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِالله فَإِذا اُوذِيَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ الله وَلَئِنْ جاء نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنّا كُنّا مَعَكُمْ أَوَلَيْس الله بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ (١٠) وَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ المُنافِقِينَ (١١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلَنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ القِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتُرُونَ (١٣) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحا إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ
١٦

إِلاّ خَمْسِينَ عاما فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥) وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا الله وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله أَوْثانا وَتَخْلُقُونَ إِفْكا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ الله الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ اُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلى الرَّسُولِ إِلاّ البَلاغُ المُبِينُ (١٨) أَوَلَمْ يَرُوا كَيْفَ يُبْدِيُ الله الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلى الله يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الاَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ ثُمَّ الله يُنْشِيُ النَّشْأَةَ الآخرَةَ إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاء وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الاَرْضِ وَلا فِي السَّماء وَمالَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ الله وَلِقائِهِ
١٧

أُوْلئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَّحْمَتِي وَأُوْلئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ الله مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَومٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّما اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ الله أَوْثانا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ القِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبِعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضا وَمَأْواكُمُ النَّار وَمالَكُم مِنْ ناصِرِينَ (٢٥) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢٦) وَوَهَبْنا لَهُ اسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الآخرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ الله إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
١٨

(٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلى القَوْمِ المُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ القَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغابِرِينَ (٣٢) وَلَمّا أن جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لاتَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنْ الغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ القَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماء بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبا فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا الله وَارْجُوا اليَوْمَ الآخرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الاَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧) وَعاداً وَثَمُوداً وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ
١٩

أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جائَهُمْ مُوسى بِالبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الاَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (٣٩) فَكُلاً أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الاَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَماكانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله أَوْلِياء كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتا وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ الله يَعْلَمُ مايَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهَوُ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الاَمْثالُ نَضْرِبُها لِلْنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاّ العالِمُونَ (٤٣) خَلَقَ الله السَّماواتِ وَالاَرْضِ بِالحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لايَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الكِتابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ
٢٠

وَالمُنْكَرِ وَلِذِكْرِ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ ماتَصْنَعُونَ (٤٥) وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ الكافِرُونَ (٤٧) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذا لارْتابَ المُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ الظَّلِمُونَ (٤٩) وَقالوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّما الاياتُ عِنْدَ الله وَإِنَّما أَنا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُوْمِنُونَ (٥١) قُلْ كَفى بِالله بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مافِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا
٢١

بِالباطِلِ وَكَفَرُوا بِالله أُولِئَك هُمُ الخاسِرُونَ (٥٢) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمّىً لَجائَهُمُ العَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لايَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ (٥٤) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العَذابَ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ماكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فِايَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلْ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبوَِّنَّهُمْ مِنَ الجَنَّةِ غُرَفا تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الاَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ العامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩) وَكَأَيِّنَ مِنْ دابَّةٍ لاتَحْمِلُ رِزْقَها الله يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٦٠) وَلِئَنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُوْفَكُونَ (٦١) الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماء ماء فَأَحْيا بِهِ الاَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها
٢٢

لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لايَعْقِلُونَ (٦٣) وَما هذِهِ الحياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤) فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّيهُمْ إِلى البَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦) أَوَلَمْ يَرُوا أَنَّا جَعَلْنا حَرَما آمِنا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفِبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ الله يَكْفُرُونَ (٦٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلى الله كَذِبا أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لَمّا جائَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ (٦٩) .

فضل سورة العنكبوت: أُبيّ بن كعب، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ المؤمنين والمنافقين (١) .

وروى أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال: «من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو - والله يا أبا محمد - من أهل الجنة، لا أستثني فيه أبدا، ولا أخاف أن يكتب علي في يميني إثما، وإن لهاتين السورتين عند الله مكاناً» (٢) .

__________________

(١) رواه الطبرسي في مجمع البيان: ج ٨ / ٤٢٥ في أوّل سورة العنكبوت.

(٢) رواه الصدوق في ثواب الأعمال: ١٠٩ في ثواب من قرأ سورة العنكبوت والروم.
٢٣

* (سورة الروم) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الَّمَّ (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنى الاَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الاَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُوْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشاء وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعَدَ الله لايُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآخرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ماخَلَقَ الله السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ وَأَجَلٍ مُسَمَّى وَإِنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بِلِقاء رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الاَرْضَ وَعَمَّرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَّرُوها وَجائَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَّيِّناتِ فَما كانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءوُا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ الله وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِئُونَ (١٠) الله
٢٤

يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَبْلِسُ المُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاؤُا وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاء الآخرَةِ فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦) فَسُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَعَشِيّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْشَرِوُنَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آياتِهِ خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَاخْتِلافُ إِلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ
٢٥

فِي ذلِكَ لاياتٍ لِلْعالَمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمْ البَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماء ماء فَيُحْي بِهِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماء وَالاَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الاَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ كُلُّ لَهُ قانِتُونَ (٢٦) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الاَعْلى فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢٧) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مّا مَلَكَتْ أَيْمانِكُمْ مِنْ شُرَكاء فِي مارَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخَيْفَتِكُمْ أَنْفُسَكِمْ كذلِكَ نُفَصِّلُ الاياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوائَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله وَمالَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٩) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلْدِينِ
٢٦

حَنِيفا فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذلِكَ الدِّينِ القَيِّم وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ (٣٠) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاتَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ (٣١) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢) وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرُّ دَعُوا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطانا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِيبُهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرُوا أَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَؤْمِنُونَ (٣٧) فَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ وَالمُسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ الله وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (٣٨) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ الله وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ
٢٧

تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُوْلئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ (٣٩) الله الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (٤٠) ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَّحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الاَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقَمْ وَجْهَكَ لِلْدِّينِ القَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لامَرَدَّ لَهُ مِنَ الله يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحا فَلاَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لايُحِبُّ الكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيَذِيَقُكْم مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجائُوهُمْ بِالبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ (٤٧) الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتَثِيرُ سَحابا فَيَبْسُطُهُ
٢٨

فِي السَّماء كَيْفَ يَشاء وَيَجْعَلُهُ كَسْفا فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمةِ الله كَيْفَ يُحْي الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْي المَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠) وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لاتُسْمِعُ المُوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاء إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَما أَنْتَ بِهادِ العُمْىِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مايَشاء وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مالَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالاِيْمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ الله إِلى يَوْمِ البَّعْثِ فَهذا يَوْمُ البَّعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لايَنْفَعُ الَّذِينَ
٢٩

ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذا القُرآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ (٥٨) كذلِكَ يَطْبَعُ الله عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لايَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقُّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لايُوقِنُونَ (٦٠) .

فضل سورة الروم: أُبيّ بن كعب، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله ما بين السماء والأرض وأدراك ما ضيع في يومه وليلته (١) .

* (سورة الدخان) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حَّم (١) وَالكِتابِ المُبِينِ (٢) إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفَرَّقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدَنا إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ

__________________

١ - رواه الطبرسي في مجمع البيان: ج ٨ / ٤٥٩ في أوّل سورة الروم.
٣٠

وَرَبُّ آبائِكُمُ الأوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِيَ السَّماء بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنا اكْشِفْ عَنّا العَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ (١٢) إِنّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جائَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إِنّا مُنْتَقِمُونَ (١٦) وَلَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجائَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلى عِبادَ الله إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلى الله إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِيَ لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ البَحْرَ رَهْوا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كذلِكَ وَأَوْرَثناها قَوْما آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماء وَالاَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩) وَلَقَدْ
٣١

نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ العَذابِ المُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِيا مِنَ المُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدْ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلى العالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الاياتِ ما فِيهِ بَلاٌء مُبِينٌ (٣٣) إِنَّ هؤلاءِ لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنا الأوّلى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتمْ صادِقِينَ (٣٦) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧) وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ماخَلَقْناهُما إِلاّ بِالحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لايَعَلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لايُغْنِي مَولىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاهُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاّ مِنْ رَحِمَ الله إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُومِ (٤٣) طَعامُ الاَثِيمِ (٤٤) كَالمُهْلِ يَغْلِي فِي البُطُونِ (٤٥) كَغَلْي الحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواء الجَّحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ
٣٢

(٥٠) إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لا يَذُوقُونَ فِيها المَوْتَ إِلاّ المَوْتَةَ الأوّلى وَوَقاهُمْ عَذابَ الجَحِيمِ (٥٦) فَضَلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩) .

فضل سورة الدخان: أُبيّ بن كعب، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها في ليلة الجمعة غفر له (١) .

وأبو هريرة، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك (٢) .

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة (٣) .

وروى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال: من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظله تحت عرشه وحاسبه حسابا يسيرا وأعطي كتابه بيمينه (٤) .

* (سورة الرَّحْمن) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ القُرْآنَ (٢) خَلَقَ الاِنْسانَ (٣)

__________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل سورة الدخان.

(٢) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل السورة.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل سورة.

(٤) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل السورة.
٣٣

عَلَّمَهُ البَيانَ (٤) الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦) وَالسَّماء رَفَعَها وَوَضَعَ المِيزانَ (٧) أَلاّ تَطْغَوا فِي المِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الوَزْنَ بِالقِسْطِ وَلا تُخْسِرواْ المِيزانَ (٩) وَالاَرْضَ وَضَعَها لِلاَنَامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الاَكْمامِ (١١) وَالحَبُّ ذُو العَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣) خَلَقَ الاِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الجانَّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦) رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٨) مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخُّ لايَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَئاتُ في البَحْرِ كَالاَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥) كُلُّ مَن عَلَيْها فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٨) يَسْئَلُهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ
٣٤

آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠) سَنَفْرُغُ لَكُم أَيُّهَ الثَّقَلانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٢) يا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالاِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُواْ مِن أَقْطارِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ فَانْفُذُواْ لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نَّارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٦) فإِذا انْشَقَّتِ السَّماء فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (٣٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٨) فَيَوْمَئِذٍ لايُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جانُّ (٣٩) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٠) يُعْرَفُ الُمْجرِمُونَ بِسِيْماهُم فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالاَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِها المُجْرِمُونَ (٤٣) يُطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٥) وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٩) فِيهُما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥١) فِيهُما مِن كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ
٣٥

بَطائِنُها مِن إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الجَنَّتَينِ دَانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٥) فِيهُنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ انْسٌ قَبْلَهُم وَلاجانُّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٩) هَلْ جَزاُء الاِحْسانِ إِلاّ الاِحْسانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦١) وَمِن دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَّقْصُوراتٌ فِي الخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جانُّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٧٨) .

فضل سورة الرحمن: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها فإنها لا تقر في قلوب المنافقين ويأتي بها ربها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن
٣٦

صورة وأطيب ريح حتى يقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها فيقول لها من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا يدمن قراءتك فتقول يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم فيقول لهم اشفعوا فيمن أحببتهم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له فيقول لهم ادخلوا الجنة وأسكنوا فيها حيث شئتم (١) .

عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل فبأي آلاء ربكما تكذبان لا بشئ من آلائك رب أكذب فان قرأها ليلا ثم مات، مات شهيدا وإن قرأها نهارا ثم مات، مات شهيدا (٢) .

* (سورة الواقعة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الاَرْضُ رَجّاً (٤) وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسّاً (٥) فَكانَتْ هَباّءً مُنْبَثّاً (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ المَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الَمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ المَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ المُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِن مَعِينٍ

__________________

(١) ثواب الأعمال: ١١٦ في ثواب سورة الرحمن؛ مجمع البيان ٩ / ٢٩٦ في أوّل سورة.

(٢) ثواب الأعمال: ١١٦ في ثواب سورة الرحمن.
٣٧

(١٨) لايُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤْ المَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إلاّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦) وَأَصْحابُ اليَمِينِ ما أَصْحابُ اليَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماء مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنا أَنْشَأْناهُنَّ إِنشاءاً (٣٥) فَجَعْلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لاَصْحابِ اليَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِن الأوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِن الآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُم كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلى الحِنْثِ العَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَئِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنا الأوّلونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَومٍ مَعْلومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّها الضَّالُونَ المُكَذِّبُونَ (٥١) لاكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢)
٣٨

فَمالِئُونَ مِنْها البُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ (٥٥) هذا نُزُلُهُم يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ماتُمْنونَ (٥٨) أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نَبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِيما لاتَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأوّلى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرأَيْتُمْ ماتَحْرُثُونَ (٦٣) أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ أَلزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشأُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمْ الماء الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنْزِلونَ (٦٩) لَوْ نَشأُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرونَ (٧٠) أَفَرأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ المُنْشِئُونَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاّ
٣٩

المُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُم حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُم وَلكِنْ لاتُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلا إِن كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِن كُنْتُم صادِقِينَ (٨٧) فَأَمّا إِنْ كانَ مِن المُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَما إِنْ كانَ مِنَ أَصْحابِ اليَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِن أَصْحابِ اليَمِينِ (٩١) وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليَّقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ (٩٦) .

فضل سورة الواقعة: حكي أن عثمان بن عفان عاد عبد الله بن مسعود في مرضه الذي توفي فيه فقال له: ماذا تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فيم ترغب؟ قال: في رحمة ربي، قال: ألا ألتمس لك طبيبا؟ قال: أمرضني الطبيب؟ قال: ألا آمر لك بعطية؟ قال: لم تأمر لي بها إذ كنت أحوج إليها، وتأمر لي الآن وأنا مستغن عنها، قال: فلتكن هي لبناتك، قال: لا حاجة لهن بها فإني قد أمرتهن بقراءة سورة الواقعة، وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاقة يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه الفاقة أبدا» (١) .

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال: من قرأ الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر (١) .

وعن الصادق (ع) قال: من اشتاق إلى الجنة وإلى صفتها فليقرأ الواقعة (٣) .

___________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٣٢١ في أوّل سورة الواقعة.

(٢) ثواب الأعمال: ١١٧ في ثواب سورة الواقعة.

(٣) ثواب الأعمال: ١١٧ في ثواب سورة الواقعة.
٤٠

* (سورة الجمعة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسبِّحُ للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الاَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُم لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ الله وَالله لايَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يا أيُّها الَّذِينَ هادُواْ إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياء للهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلايَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداًبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنَ يَوْمِ الجُمُعَةِ
٤١

فَاسْعَوا إِلى ذِكْرِ الله وَذَرُوا البَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِروا فِي الاَرْضِ وَابْتَغُواْ مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رأَوا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِما قُلْ ما عِنْدَ الله خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَالله خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١) .

فضل سورة الجمعة: عن الصادق (ع) قال: من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في صلاة الليل من ليلة الجمعة، سورة الجمعة وسبح اسم ربك الأعلى، وفي صلاة الظهر يوم الجمعة، سورة الجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله (ص) وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة (١) .

* (سورة الملك) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ماتَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماء

_________________

(١) ثواب الأعمال: ١١٨ في ثواب سورة الجمعة.
٤٢

الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلْشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥) وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المَصِيرُ (٦) إِذا اُلْقُواْ فِيها سَمِعُواْ لَها شَهِيقاً وَهِي تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يأَتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جائَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا مانَزَّلَ الله مِن شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لاَصْحابِ السَّعِيرِ (١١) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبُّهُمْ بِالغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُم أَوْ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلاَ يَعْلَمُ مَنَ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ (١٤) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَمِنْتُمْ مَن فِي السَّماء أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ أَلاَرْضَ فَإِذا هِي تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُم مَنَ فِي السَّماء أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُم حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرُواْ إِلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما
٤٣

يُمْسِكُهُنَّ إِلاّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُم يَنْصُرْكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنَّ الكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّن هذا الَّذِي يَرْزُقُكُم إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّن يَمْشي سَوِياً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُم وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاَبْصارَ وَالاَفْئِدَةَ قَلِيلا ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُم فِي الاَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُم صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّما العِلْمُ عِنْدَ الله وَإِنَّما أَنا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلفَةً سِيئَتْ وَُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي الله وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنَ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُم إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُم بِماء مَعِين (٣٠) .

فضل سورة الملك: عن أبي عبد الله عليه‌السلام : من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك، في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصب، وفي أمانة يوم القيامة حتى يدخل الجنة (١) .

________________

(١) ثواب الأعمال: ١١٩ ثواب سورة تبارك.
٤٤

وروى القطب الرواندي عن ابن عباس أن رجلا ضرب خباءه على قبر، فقرأ تبارك الذي بيده الملك فسمح صائحا يقول: هي المنجية، فذكر ذلك لرسول الله (ص) فقال: هي المنجية من عذاب القبر (١) .

* (سورة النبأ) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ يَتَسأَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الاَرْضَ مهاداً (٦) وَالجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُم سُباتاً (٩) وَجَعَلْنا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُم سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ ماء ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَباتاً (١٥) وَجَناتٍ أَلفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماء فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَسُيِّرَتِ الجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطّاغِينَ مَآباً (٢٢) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤) إِلاّ حَمِيماً وَغَسّاقاً (٢٥) جَزاءً وَِفاقاً (٢٦) إِنَّهُم كانُوا

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٢ / ٣١٣ و ١٠٢ / ٢٩٦ عن دعوات الراوندي.
٤٥

لايَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُواْ فَلَنْ نَزِيدَكُم إِلاّ عَذاباً (٣٠) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً (٣٢) وَكَواعِبَ أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤) لايَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (٣٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما الرَّحْمنِ لايَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (٣٧) يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفّاً لايَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ اليَوْمَُ الحَقُّ فَمَنْ شاء ا٪َّخَذَ إِلى رَبِهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُم عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ المَرُْ ماقَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الكافِرُ يا لَيتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠) .

فضل سورة النبأ: روي الصدوق عن الصادق (ع) قال: من قرأ سورة عم يتسائلون، لم يخرج سنته، إذا كان يدمنها في كل يوم، حتى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله (١) .

وروى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن أبي بن كعب قال، قال رسول الله (ص): من قرأ سورة عم يتسائلون، رواه الله برد الشراب في القيامة (٢) .

واعلم أنه قد ورد في الروايات أن النبأ العظيم هو الولاية، وورد أنه أمير المؤمنين (ع) (٣) .

هو النبأ العظيم وفلك نوح
    

    

وباب الله وانقطع الخطاب

__________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢١ في ثواب سورة عمّ يتساءلون.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٦٣٧ في فضل سورة عمّ يتساءلون.

(٣) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي ١٤ / ٩٤ ذيل سورة النبأ.

(٤) الشاعر هو أبو الحسن عليّ بن عبدالله الوصيف الناشي الصغير متوفي ٣٦٥ كما في الغدير ٤ / ٢٧.
٤٦

* (سورة الاعلى) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الاَعْلى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخرَجَ المَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاّ ما شاء الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَّفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتجَنَّبُها الاَشْقى (١١) الَّذِي يَصْلى النَّارَ الكُبْرى (١٢) ثُمَّ لايَمُوتُ فِيها وَلايَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالآخرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأوّلى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩).

فضل سورة الأعلى: روى الصدوق عن الصادق (ع) قال: من قرأ سبح اسم ربك الأعلى في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة، أدخل من أي أبواب الجنة شئت إن شاء الله (١) .

* (سورة الشمس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالشّمْسِ وَضُحاها (١) وَالقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاّ ها (٣)

__________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢٢ في ثواب سورة الأعلي.
٤٧

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماء وَما بَناها (٥) وَالاَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ الله ناقَةَ الله وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها (١٤) وَلايَخافُ عُقْباها (١٥) .

فضل سورة الشمس: وفي مجمع البيان عن أبي بن كعب عن النبي (ص) قال: من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بما أشرقت عليه الشمس والقمر (١) .

* (سورة القدر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيّلَةُ القَدْرِ (٢) لَيلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِي حَتَّى مَطْلَع الفَجْرِ (٥).

فضل سورة القدر: عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: من قرأ سورة إنا أنزلناه في الفريضة ناداه مناد يا عبد الله غفر الله ما مضى فاستأنف العمل (٢) .

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٥٢ في فضل سورة الشمس.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٤ في ثواب قراءة إنّا أنزلناه.
٤٨

* (سورة الزلزلة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا زُلْزِلَتِ الاَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقَالَ الاِنْسانُ مَالَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُم (٦) فَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (٨) .

فضل سورة الزلزلة: وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ سورة إذا زلزلت أربع مرات فكأنما قرأ القرآن كله (١) .

* (سورة العاديات) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الاِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي القُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١).

_________________

(١) انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٩٦ في فضل سورة الزلزلة.
٤٩

فضل سورة العاديات: في الحديث، إن من واظب على قراءتها حشر مع أمير المؤمنين (ع) (١) .

* (سورة الكافرون) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ماتَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ مّا عَبَدْتُّم (٤) وَلا أَنْتُم عابِدُونَ ماأَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦).

* (سورة النصر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا جاء نَصْرُ الله وَالفَتْحُ (١) وَرَأيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا (٣).

* (سورة التوحيد) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ الله أَحدٌ (١) الله الصّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤).

_________________

(١) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: من قرأ سورة «والعاديات» وأدمن قراءتها بعثه الله عزّوجّل مع أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم القيامة خاصّة، وكان في حجره ورفقائه. ثواب الأعمال: ١٢٥ في ثواب قراءة سورة العاديات.
٥٠

* (سورة الفلق) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي العُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥) .

* (سورة الناس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النّاسِ (١) مَلِكِ النّاسِ (٢) إِلهِ النّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَناسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (٥) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) .

فضل سورة الكافرون والنصر والتوحيد والمعوذتين: قد ورد في أاديث كثيرة فضل قراءة سورة ( قل يا أيها الكافرون ) في الفرائض والنوافل وأنها تعدل ربع القرآن، وأن سورة التوحيد تعدل ثلث القرآن، وأن قراءة سورة النصر في الفرائض والنوافل توجب النصر على الأعداء، وأنه من قرأ المعوذتين حين يخرج من داره لم يضره العين وأن من يخاف في المنام فليقرأ عند النوم هاتين السورتين وآية الكرسي إن شاء الله تعالى (١) .

_________________

(١) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي المشهدي في فضل كلّ سورة قبل تفسيرها.
٥١

مقدمة المؤلف

الحَمدُ للهِ الذي جَعلَ الحَمدَ مِفتاحاً لِذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاَشْياء ناطِقَةً بِحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ المُشْتَقِّ اسْمُهُ مِن اسْمِهِ المَحْمُودِ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ أُولِي المَكارِمِ وَالجُودِ.

وَبعد: يقول البائس الفقير المُتمسِّك بأحاديث أهل البيت عليه‌السلام ، عبّاس بن محمّد رضا القمّي ختم الله لَهُما بالحسنى والسعادة: قد سَألني بَعض الآخوان مِنَ المؤمنين أن أراجع كتاب مفتاح الجنان المُتداول بين النّاس فَأُؤلّف كتاباً على غراره خلوّا ممّا احتواه ممّا لم أعثر على سَنده مقتطفاً منهُ ما كانَ لَهُ سَند يَدعَمهُ مضيفاً إلى ذلك أدعية وَزيارات معتبرة لَم تَرد في ذلك الكتاب، فأجبتهم إلى سؤلهم، فكان هذا الكتاب وسَميته «مفاتيح الجنان» وَرَتّبتَه على ثلاثةِ أبواب:

البابُ الأوّل: في تَعقيبِ الصّلوات، ودعوات أيّام الأسبوع، وأعمال لَيلَة الجُمعة وَنهارَها وعدّة أدعية مَشهورة والمناجيات الخمس عشرة وَغيرها.

البابُ الثاني: في أعمال أشهر السّنة، وفضل عيد النيروز وأعمالهُ وأعمال الاَشهر الرومية.

الباب الثّالث: في الزّيارات وما ناسبها، راجياً أن يجري عليه الاخوان المؤمنون وأن لاينسوا الدعاء والزّيارة والاستغفار لي وأنا العاصي الذي سوّدت وجهه الذّنوب.
٥٢

في تعقيب الصلوات ودعوات أيام الأسبوع

وأعمال ليلة الجمعة ونهارها وعدة أدعية مشهورة،

والمناجيات الخمس عشرة وغيرها ويحتوي على عدة فصول:

الفصل الأول

في التعقيبات العامّة عَن كتاب (مصباح المُتهجّد) وغيره

فإذا سَلّمت وفرغت من الصلاة فَقُل: الله أَكبرُ ثلاث مَرّات رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك إلى حيال أُذنيك ثُمَّ قل:

لا إِلهَ إِلاّ الله إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَلا نَعبُدُ إِلاّ إِياهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله ربُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأوّلِينَ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ.

ثُمَّ قُل: أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .

ثُمَّ قُل: اللّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً، فَإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَمِيعاً إِلاّ أَنْتَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الآخرَةِ، وَأَعُوذُ بِوَجْهكَ الكَرِيمْ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لاتُرامُ وَقَدْرَتِك

__________________

(١) من قوله: «يُحيي ويميت - بيده الخير» من نسخة.
٥٣

الَّتِي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخرَةِ، وَمِنْ (١) شَرِّ الاَوْجاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيتها، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الَّذِي لايَمُوتُ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيْكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (٢) .

ثُمَّ سبِّحْ تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقُل عشر مَرات قَبلَ أَن تتحرك مِنْ موضعك:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ إِلها واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣) .

أقول: روي لهذا التهليل فضل كبير سيَّما إِذا عقب بعده صلاة الصبح والعشاء وإِذا قري عند طلوع الشَمس وغروبها.

ثُمَّ تقول: سُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، والحَمْدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا إِلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلَّلَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَالله أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبرُ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ (٤) ما لا أَحْذَرُ (٥) .

__________________

(١) من: خ.

(٢) رواه الطوسي في مصباح المتهجّد: ٥٠.

(٣) مصباح المتهجّد: ٥٩.

(٤) من شرّ: خ.

(٥) مصباح المتهجّد: ٥٢.
٥٤

ثُمَّ تقرأ سورة الحَمد، وآية الكرسي، وآيه: ( شَهِدَ الله ) (١) ، وآية: ( قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ ) (٢) ، وآية السَخرة وهي آيات ثلاث مِنْ سورة الاَعْراف أوّلها: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ) ، وآخرها: ( مِنَ المُحْسِنِينَ ) (٣) .

ثُمَّ تقول ثلاثاً: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ .

ثُمَّ تقول ثلاث مَرات: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ (٤) . وهذا دعاء عَلَّمَهُ جبرائيل يوسف عليه‌السلام في السجن (٥) .

ثُمَّ خذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرات: يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ (٦) . وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال: يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ (٧) .

ثُمَّ تقرأ اثنتي عشرة مرّة سورة ( قُل هوَ الله أحد ) . وَتَقول: اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الاُسارى، وَيافَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِما وَتُدْخِلَنِي (٨) الجَنَّةَ آمِنا، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً،

__________________

(١) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٢) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٣) انظر الباقيات الصالحات ص ٨٠٧.

(٤) مصباح المتهجّد: ٥٢.

(٥) رواه الصدوق في الفقيه ١ / ٣٢٤ ح ٩٥٠ باب التعقيب.

(٦) مصباح المتهجّد: ٥٢.

(٧) مصباح المتهجّد: ٥٤.

(٨) وأن تدخلني - خ -.
٥٥

إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الغُيُوبِ (١) .

وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض: يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيا مَنْ لايُغَلِّطَهُ السَّائِلُونَ، وَيا مَنْ لايُبْرِمُهُ (٢) إِلحاحُ المُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ .

وَتَقول أيضاً: إِلهِي، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ (٣) .

وَتَدعو أيضاً عقيب الصلوات بهذا الدعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أميرَ المؤمنين عليه‌السلام للذّاكرة: سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايَأْخُذُ أَهْلَ الاَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْما وَعِلْماً. إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ (٤) .

وَقالَ الكفعمي في ( المصباح ): قُل ثلاث مَرات عقيب الصلوات: أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِالله الواحِدِ (٥) الاَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) .

__________________

(١) مصباح المتهجّد: ٥٧.

(٢) لا يبرمه: أي لا يُتعبد.

(٣) الصحيفة العلوية: ٣٦٦، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٤) الصحيفة العلوية: ٣٦٦، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٥) الوَاحِدِ: خ.

(٦) مصباح المتهجّد للطوسي: ٥٦؛ المصباح للكفعمي: ٢٢ في الفصل الخامس فيما يقال عقيب كلّ فريضة وفيه: أعيذ نفسي ومالي وولدي وديني وأهلي وإخواني في ديني...
٥٦

وعن خطّ الشيخ الشهيد: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: مَن أراد أن لايطلعه الله يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيئاته فليقل بَعدَ كُل صلاة:

اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي؛ لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

وعَن ابن بابويه رض قالَ: إِذا فرغت مِن تسبيح الزهراء (صَلَواتُ الله عَلَيهاِ) فَقُل:

اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، واَلحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ . وتدعو بما أحببت (٢) .

وَقالَ الكفعمي تقول بَعدَ الصلوات: رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالاِسْلامِ دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله نَبِيّاً، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عليهم‌السلام أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ

__________________

(١) بحار الأنوار ٨٦ / ٣٧ ح ٤٤ عن جنّة الأمان واختيار ابن الباقي والبلد الأمين.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٢.
٥٧

أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَأ (١) .

ثُمَّ تقول ثلاثاً: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ (٢) .

الفصل الثاني

في التعقيبات الخاصة

قُل في تعقيب صلاة الظهر كَما في المُتهجد :

لا إِلهَ إِلاّ الله العَظِيمِ الحَلِيمِ، لا إِلهَ إِلاّ الله رَبِّ العَرْشِ الكَرِيمِ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ. وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها؛ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

وَتَقول عشر مَرات: بِالله اعْتَصَمْتُ وَبِالله أَثِقُ وَعَلى الله أَتَوَكَّلُ .

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي (٣) عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ، وَكَثِيرِ (٤) تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٥) .

__________________

(١) البلد الأمين للكفعمي: ١٣.

(٢) المصباح للكفعمي: ٢٥.

(٣) لي: خ.

(٤) وكثرة - خ -.

(٥) مصباح المتهجّد: ٦١ - ٦٣.
٥٨

تعقيب صلاة العصر - نقلا عَن المُتهجد -:

أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ، لايَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً .

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لاتُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ، بَعْدَ العُسْرِ وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ وَالرَّخاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ. اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (١) .

وعَن الصادق عليه‌السلام قالَ: مَن اَستَغفِرُ الله تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفر الله لَهُ سبعمائة ذنب.

وروي عَن الإمام محمد التقي قالَ: مَن قرأ ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) بَعدَ العصر عشر مَرات، مرت لَهُ على مثل اعمال الخلائق في ذلك اليوم (٢) .

وَيُستحب دعاء العشرات في كُل صباحٍ ومَساء، وأفضل أوقاته بعد العصر يوم الجمعة (٣) . وسيأتي الدعاء فيما بعد (٤) .

تعقيب صلاة المغرب - عن مصباح المُتهجد -:

تقول بَعدَ تسبيح الزهراء عليها‌السلام : إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ، يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ . ثُمَّ تقول سَبع مَرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَول وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . وثلاثاً: الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه . ثُمَّ قُل: سُبْحانَكَ لا إِلهَ

_________________

(١) مصباح المتهجّد: ٧٥.

(٢) مصباح المتهجّد: ٧٣.

(٣) مصباح المتهجّد: ٨٤.

(٤) سيأتي بعد دعاء كميل مباشرة.
٥٩

إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً، فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَى (١) .

ثم تصلي نافلة المَغرب وهي أربع ركعات بسلامين ولا تتكلم بينهما بشي.

وَقالَ الشيخ روي أنّه يقرأ في الركعة الأولى: سورة: ( قُلْ يا ايُّها الكافِرُونَ ) ، وفي الثانية: ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) . وَيَقرأ في الآخريين ما شاء. وروي أنّ الإمام عَليّ النقي عليه‌السلام كانَ يقرأ في الركعة الثالثة سورة الحَمد وأوّل سورة الحديد إلى: ( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) ، وفي الرابعة الحَمد، وآخر سورة الحشر أي مِن: ( لَوْ أَنْزَلْنا هذا القُرْآنَ ) إلى آخر السورة. وَيُستحب ان تقول في السجدة الآخيره مِن النوافل في كُل ليلة سيما لَيلَة الجمعة سَبع مَرات:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيْمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيْمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي العَظِيْمَ، إِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيْمُ (٢) . فإذا فرغت مِنَ النافلة فعقب بما شئتَ، وَتَقول عشرا: ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله اسْتَغْفِرُ الله (٣) . ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةِ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٤) .

وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ الحَمد في الأولى: ( وَذا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ ) . وفي الثانية: ( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَماتَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) . ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لايَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ،

________________

(١) مصباح المتهجّد: ٩٨.

(٢) مصباح المتهجّد: ٩٨ - ٩٩.

(٣) مصباح المتهجّد: ١٠٢.

(٤) مصباح المتهجّد: ١٠٢.
٦٠

وَأَنْ تَفْعَلِ بِي كَذا وَكَذا ، وتذكر حاجتك عوض هذه الكلمة . ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي . وَتَسْأَل حاجتك، فقد روي أَن مَن أتى بهذه الصلاة وسأل الله حاجته اعطاهُ الله ما سَأل (١) .

تعقيب صلاة العشاء - نقلا عن المتهجد -:

اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ، أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ، أَمْ فِي سَّماء، أَمْ فِي بَرٍّ (٢) أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي (٣) وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (٤) .

أقول: هذا مِن أدعية الرزق، وَيُستحب أيضاً أن يقرأ عقيب العشاء سورة: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) سَبع مَرات (٥) ، وأن يقرأ في الوتيرة وهي ركعتان جالسا بَعدَ العشاء مائة آية من القرآن، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية سورة: ( إِذا وَقَعَتِ الواقِعَة ) في ركعة، وسورة: ( قُلْ هُوَ الله أحَد ) في الركعة الأخرى (٦) .

_________________

(١) مصباح المتهجّد: ١٠٦ - ١٠٧. والحديث عن أبي عبد الله عليه‌السلام .

(٢) أَمْ في برٍّ: خ.

(٣) عَنَائِي - خ -.

(٤) مصباح المتهجّد: ١٠٩.

(٥) مصباح المتهجّد: ١٠٩.

(٦) مصباح المتهجّد: ١١٤.
٦١

تعقيب صلاة الصبح - عن مصباح المتهجد -:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١) . وَتَقول عشر مَرات: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٢) . وهذهِ الصلاة واردة يَومَ الجمعة أيضاً عصراً بفضل عظيم (٣) .

وقُل أيضاً: اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عليه‌السلام (٤) .

وقُل مئة مرة: اسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ . ومئة مرة: أَسْأَلُ الله العافِيَةَ . ومائة مرة: أَسْتَجِيرُ بِالله مِنَ النَّارِ . ومائة مرة: وَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ . ومائة مرة: أَسْأَلُ الله الحُوْرَ العِينَ . ومائة مرة: لا إِلهَ إِلاّ الله المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ . ومائة مرة: التوحيد. ومائة مرة: صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . ومائة مرة: سُبْحانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ، وَالله أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . ومائة مرة: ماشاءَ الله كانَ، وَ (٥) لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيْمِ (٦) .

ثُمَّ قُل: أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ المَنِيعِ (٧) الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَ (٨) ما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتْ وَالنّاطِقِ فِي جَنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحْتَجِبا مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى

__________________

(١) مصباح المتهجّد: ٢٠٠.

(٢) مصباح المتهجّد: ٢٠٧.

(٣) مصباح المتهجّد: ٣٨٦ و ٣٩٤ بدون ذكر الفضل.

(٤) مصباح المتهجّد: ٢٠٧.

(٥) وَ: خ.

(٦) مصباح المتهجّد: ٢٠٨ و ٢٠٩.

(٧) أي المُحْكَمْ.

(٨) مَن خلقتَ وَ: نسخة.
٦٢

أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاخْلاصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ أَوالِي مَنْ وَالَوا وَأَجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اتَّقِيهِ يا عَظِيْمُ حَجَزْتُ أَلاَعادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَأَلاَرْضِ إِنّا (١) جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ (٢) .

وهذا دعاء يدعى به في كُل صباحٍ ومَساء (٣) وهوَ دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام لَيلَة المبيت (٤) .

وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرات: سُبْحانَ الله العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، عافَاه الله تعالى مِن العمى والجنون والجذام والفقر والهدم (انهدام الدار) أو الهرم (الخرافة عند الهرم) (٥) .

وروى الكليني عَن الصادق عليه‌السلام أنّ من قال بعد فريضة الصبح وفريضة المَغرب سَبع مَرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . دفع الله عنهُ سَبعين نوعاً مِن أنواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون، وإن كانَ شقيا مُحي مِن الاَشقياء، وكتب مِنَ السعداء (٦) .

وروي عنهُ عليه‌السلام أيضاً للدنيا والآخرة، ولوجع العين هذا الدعاء بَعدَ فريضتي الصبح والمَغرب: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالاِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسّعَةَ فِي رِزْقِي، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي (٧) .

__________________

(١) وَإِنّا: نسخة.

(٢) مصباح المتهجّد: ٢١٢.

(٣) إلى هنا في مكارم الأخلاق للطبرسي ٢ / ٢٥ في ذيل حديث طويل.

(٤) البلد الأمين: ٢٧.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ / ١٠٦ ح ٤٠٤. ذيل حديث طويل عن أبي جعفر عليه‌السلام وفيه: والفقر والهرم.

(٦) الكافي ٢ / ٥٣١ كتاب الدعاء باب القول عند الإصباح والإمساء، ح ٢٥.

(٧) الكافي ٢ / ٥٥٠ كتاب الدعاء، باب الدعاء في أدبار الصلوات، ح ١١.
٦٣

أقول: روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا عليه‌السلام أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصبح هذا القول ما سَأل الله حاجة إِلاّ تيسرت لَهُ وكفاهُ الله ما أهمه:

بِسْمِ الله وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاُفَوِّضُ أَمْرِي إِلى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ، فَوَقاهُ الله سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ. ما شاءَ الله لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، ماشاءَ الله لا ما شاء النَّاسُ، ما شاءَ الله وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ الله رَبُّ العالَمِينَ، حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ (١) حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ (٢) .

أقول: حكى شيخنا ثقة الاسلام النوري نوّر الله مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الرباني الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رض)، أن الآخوند المَولى محمد صادق العراقي كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً إلى أَن رأى لَيلَة في المَنام كأنه في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة فسأل عَن صاحبها فقيل فيه الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر عجّل الله تعالى فرجه فَأسرع الذهاب إليها فلّما وافاهُ (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) شكى عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه فأحاله عليه‌السلام إلى سيّد من ولْده وإلى خيمته فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الاَمجد المؤيد جناب السَيد محمد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولا بدعائه وقراءته فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما أحال عليه حجّة الملك العّلام فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت جناب السيد وكانَ قَبلَ تلك‌الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لايذكرهُ فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاه ذاكراً

________________

(١) لَمْ يَزَلْ: خ.

(٢) عُدّة الداعي: ٣٠٧ في ذكر دعوات مختصّة بأوقات، ح ٥.
٦٤

ربّه مستغفراً ذنبه فلما سلّم عليه اجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي رض يثني على السَيد ثناءً بليغا وقد ادركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور:

الأول: أَن يذكر عقيب الفَجر سَبعين مرّة واضعاً يدهُ على صدره: يا فتّاح.

الثاني: أَن يواظب على هذا الدعاء المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسقم والفقر فما لبث أَن ذهَب عنهُ السقم والفقر:

لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١) .

الثالث: أَن يدعو دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي رواهُ ابن فهد. وَيَنبغي أن يغتنم هذهِ الاَوراد ويداوم عَلَيها ولا يغفل عَن آثارها (٣) .

واعلَم انه يستحب سجدة الشكر عقيب الصلوات استحبابا أكيداً، والدعوات والاَذكار المأثورة فيها كثيرة. وَقَد روَي عَن الرضا عليه‌السلام قالَ: إن شئتَ فَقُل فيها مائة مرة: شُكْراً شُكْراً ، وإن شئتَ فَقُل مائة مرة: عَفواً عَفْواً (٤) .

وَعَنهُ عليه‌السلام قالَ: أدنى ما يجزي في سَجدة الشُكر أن يقول ثلاثاً: شُكْراً للهِ (٥) .

واعلَم أيضاً أنَّ لنا ادعيةً وأذكاراً كثيرةً واردة عند طلوع الشَمس وعند غروبها مأثورة عَن النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الطاهرين عليه‌السلام ، وَقَد حرَّضت الآيات والاَخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين الساعتين وَنَحنُ نقتصر هنا على ذكر عدة من الأدعية المُعتبرة.

الأول: روى مشايخ الحديث باسناد معتبره عَن الصادق عليه‌السلام أنه قال: فريضة على كل مسلم أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس عشراً وقَبلَ غروبها عشراً:

لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ

_________________

(١) الكافي ٢ / ٥٥١ كتاب الدعاء، باب الدعاء للرزق، ح ٣.

(٢) انظر الصفحة السابقة.

(٣) دار السلام للنوري ٢ / ٢٦٦ مع اختلاف لفظيّة.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ١١ ح ٤١٧.

(٥) الصدوق من علل الشرايع ص ٣٦٠ باب ٧٩، باب علّة سجدة الشكر، ح ١.
٦٥

وَيُحْيِي (١) ، وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيْرٌ .

وورد في بعض الروايات أنّ ذلك يُقضى قضاءً إِذا تركَ فَإنه لازم (٢) .

الثاني: وروي بطرقٍ معتبرة عنه عليه‌السلام أيضاً قُل قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشر مَرات: أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِالله أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ الله هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ (٣) .

الثالث: أيضاً عنهُ عليه‌السلام قالَ: ما يمنعكم أن تقولوا في كُل صباحٍ ومَساءٍ ثلاث مرّات:

اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَِتكَ. اللّهُمَّ امْدِدْ لِي فِي عُمْرِي وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَإنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي اُمِّ الكِتابِ شَقِيّا فَاجْعَلْنِي سَعِيداً، فَإنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ (٤) .

الرابع: أيضاً عنهُ عليه‌السلام قُل في كُل صباح ومساء: الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ الحَمْدُ للهِ كَما يُحِبُّ الله أَنَّ يُحْمَدَ، الحَمْدُ للهِ كَما هُوَ أَهْلُهُ. اللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآل مُحَمَّدٍ (٥) صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ (٦) .

الخامس: قل كل صباح ومساء عشر مرات:

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ (٧) .

ومن دعوات الصباح والمساء دعاء العشرات (٨) وسيأتي ذكره ص ١٢١.

_________________

(١) وَيُميتُ وَيُحيي: خ.

(٢) الكافي ٢ / ٥٣٢ و ٥٣٣، ح ٣١ - ٣٣.

(٣) الكافي ٢ / ٥٣٢ و ٥٣٣، ح ٣١ - ٣٣.

(٤) البلد الأمين للكفعمي ك ٢٣ في ما يقال صباحاً ومساءً، وفيه: اللهّم يا مقلّب...

(٥) في الكافي: «وصلّي الله...».

(٦) الكافي ٢ / ٥٢٩ باب القول عند الإصباح والإمساء، ح ٢٢.

(٧) انظر ثواب الأعمال: ١١.

(٨) البلد الأمين للكفعمي: ٢٤.
٦٦

الفصل الثالث

في دعوات أيام الأسبوع - نقلاً عن ملحقات الصحيفة السجادية -

((دُعاء يوم الأحد))

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله الَّذِي لا أَرجو إِلاّ فَضْلَهُ، وَلا أَخْشى إِلاّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلاّ قَوْلَهُ، وَلا اُمْسِكُ (١) إِلاّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنْ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتواتِرُ الاَحْزانِ، وَطوارِقِ الحَدَثانِ، وَمِنْ إِنْقضاء المُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُبِ وَالعُدَّةِ (٢) . وَإِياكَ أَسْتَرْشِدُ لِما فِيهِ الصَّلاحُ وَالاِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالاِنْجاحُ، وَإِيّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ العافِيَةِ وَتَمامِها وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِها، وأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ. فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ ساعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ الله خَيْرٌ حافِظاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَبْرَُ إِلَيكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الاحادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالاِلْحادِ، وَاُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلاِجابَةِ، وَاُقِيمُ عَلى طاعَتِكَ رَجاءً لِلاِثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لايُضامُ (٣) ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاتَنامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي وَبِالمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤) .

________________

(١) في الصحيفة: «ولا أتمسّك».

(٢) العدّة: الاستعداد.

(٣) لا يُضام: لا يذل.

(٤) الصحيفة السجادية: ٥٤ برقم ٢٣٦.
٦٧

دُعاء يوم الاثنين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ (١) السَّماواتِ وَالاَرْضَ، وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ (٢) . لَمْ يُشارَكْ فِي الاِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظاهَرْ (٣) فِي الوِحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ وَالعُقُولُ (٤) عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ (٥) ، وَتَواضَعَتِ الجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ (٦) الوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً (٧) ومُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً (٨) وَصَلَواتُهُ عَلى رَسُولِهِ أَبَداً وَسَلامُهُ دائِماً سَرْمَداً (٩) . اللّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذا صَلاحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلَهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ وَآخِرُهُ وَجَعٌ. اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ وَكُلِّ (١٠) وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ (١١) عَهْدٍ عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ (١٢) ، وَأَسأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَو أَمَةٍ مِنْ إِمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلِي (١٣) مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها إِيّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، أَوْ تَحامِلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوَىً أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِياءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً أَوْ حَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً،`فَقَصُرَتْ يَدِي وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إِلَيْهِ والتَحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الحاجاتِ وَهِي مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلى إِرادَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

__________________

(١) فطر: أنشأ.

(٢) برأ النّسمات: خلق الأنفس.

(٣) لم يظاهر: لم يعاون.

(٤) في المصدر: «وانحسرت العقول».

(٥) كنه معرفته: جوهره وحقيقته.

(٦) عنت: خضعت.

(٧) متّسقاً: منتظماً.

(٨) مُسْتَوْثِقاً - خ - مستوسقاً: مجتمعاً.

(٩) سرمداً: أبداً.

(١٠) في المصدر: «ولكلّ».

(١١) في المصدر: «ولكلّ».

(١٢) في المصدر: «لك بِه».

(١٣) قِبَلي: عندي.
٦٨

مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إِنَّهُ لاتَنْقُصُكَ المَغْفِرَةُ ولاتَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنِينِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةَ فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يا مَنْ هُوَ الاِلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ (١) .

دُعاء يوم الثلاثاء

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ وَالحَمْدُ حَقُهُ كَما يَسْتِحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي؛ إِنَّ النَّفْسَ لاَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ مارَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلى ذَنْبِي، وَاحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبّارٍ فاجِرٍ، وَسُلْطانٍ جائِرٍ، وَعَدُوٍ قاهِرٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أوْلِيائِكَ فَإِنَّ أَوْلِياَئكَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُون. اللّهُمَّ اصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَاصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّها دارُ مَقَرِّي وَإِلَيْها مِن مُجاوَرَةِ اللئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلْ الحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالوَفاةَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمامِ عِدَّةِ المُرْسَلِينَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأَصْحابِهِ المُنْتَجَبِينَ، وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثاءِ ثَلاثا: لاتَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلاّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلاّ دَفَعْتَهُ. بِبِسْمِ الله خَيْرِ الاَسَّماء، بِسْمِ الله رَبِّ الاَرْضِ وَالسَّماء اسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضاهُ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرانِ يا وَلِيَّ الاِحْسانِ (٢) .

_________________

(١) الصحيفة السجادية: ٥٤٤ برقم ٢٣٨.

(٢) الصحيفة السجادية: ٥٤٧ برقم ٢٤٠.
٦٩

دُعاء يوم الأربعاء

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً (١) ، حَمْداً دائِماً لايَنْقَطِعُ أَبَداً وَلايُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلاتَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الاَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ (٢) .

دُعاء يوم الخميس

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِما بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِيائَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ

_________________

١ - سرمداً: مستمرّاً، دائماً.

٢ - الصحيفة السجادية: ٥٥٠ برقم ٢٤٢.
٧٠

وَآلِهِ، وَلاتَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالاَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ مابَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ مافِيهِ وَشَرَّ مابَعْدَهُ . اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الاِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى صلى‌الله‌عليه‌وآله اسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قضاء حاجَتِي، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً: لايَتَّسِعُ لَها إِلاّ كَرَمُكَ، وَلايُطِيقُها إِلاّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً اسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسِعَةً فِي الحالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ (١) عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٢) .

دُعاء يوم الجمعة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الأول قَبْلَ الاِنْشاءِ وَالاِحْياءِ وَالآخرِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْياءِ، العَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ وَلا يَخِيبُ (٣) مَنْ دَعاهُ وَلا يَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ. اللّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَاُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَنْشَأتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدّى ماحَمَّلْتَهُ إِلى العِبادِ

_________________

١ - في المصدر: «صل ّ ».

٢ - الصحيفة السجادية: ٥٥٣ برقم ٢٤٤.

٣ - ف ي المصدر: « ولا يخيّب ».
٧١

وَجاهَدَ فِي الله عَزَّ وَجلَّ حَقَّ الجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ العِقابِ. اللّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلاتُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى (١) آل مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الجُمُعاتِ وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنْ الطّاعاتِ وَقَسَمْتَ لاهْلِها مِنَ العَطاءِ فِي يَوْمِ الجَزاءِ. إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢) .

دُعاء يوم السبت

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله كَلِمَةِ المُعْتَصِمِينَ وَمَقالَةِ المُتَحَرِّزِينَ (٣) ، وَأَعُوذُ بِالله تَعالى مِنْ جَوْرِ الجائِرِينَ، وَكَيْدِ الحاسِدِينَ وَبَغْي الظّالِمينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الحامِدِينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ الواحِدُ بِلا شَرِيكٍ، وَالمَلِكُ بِلا تَمْلِيْكٍ، لاتُضادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوْزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ماتَبْلُغُ بِي غايَةَ رِضاكَ، وَأَنْ تُعِيْنَنِي عَلى طاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبادَتِكَ وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي (٤) عَنْ مَعاصِيكَ ماأَحْيَيْتَِني، وَتُوَفِّقَنِي لِما يَنْفَعَُِني ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتَلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلاتُوحِشَ بِي أَهْلَ اُنْسِي، وَتُتِمَّ إِحْسانَكَ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضى مِنْهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٥) .

_________________

١ - على: خ.

٢ - الصحيفة السجادية: ٥٥٦ برقم ٢٤٦.

٣ - المتحرّزين: المتحفّظين.

٤ - وَصُدَّني - خ -. بصدّي: بمعني.

٥ - الصحيفة السجادية: ٥٨٨ برقم ٢٥٣.
٧٢

الفصل الرابع

في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها

إعلم أنّ ليلة الجُمعة وَنهارها يمتازان على ساير الليالي وَالايام سمّواً وَشرفاً وَنباهة.

روي عَن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ ليلة الجُمعة وَنهارها أربع وعشرون ساعة لله عزّ وَجلّ في كُلِّ ساعة ستمائة الف عتيق من النّار (١) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: من مات ما بَينَ زوال الشمّس من يَوم الخميس إلى زوال الشمس من يَوم الجُمعة اعاذه الله من ضغطة القبر (٢) .

وَعنه عليه‌السلام أيضاً قالَ: انّ للجمعةِ حقّاً فايّاكَ ان تضيّع حرمته أو تقصّر في شيٍ من عبادةِ الله تَعالى والتقرّب إلَيهِ بالعمل الصّالحِ وَترك المحارم كُلَّها فانّ الله تَعالى يُضاعِف فيهِ الحَسنات وَيَمحو السّيّئات وَيَرفَع فيهِ الدّرجات، وَيومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاءِ وَالصّلاةِ فَافعل فإن الله تَعالى يَرسل فيها الملائِكة إلى السَّماء الدّنيا لتضاعف فيها الحسَنات وَتَمحو فيها السيّئات، وَانّ الله واسِعٌ كريم (٣) .

وأيضاً في حديث معتبر عنه عليه‌السلام قالَ: انّ المؤمِنَ ليدعو في الحاجة فَيُؤخر الله حاجَتَهُ التي سَأل إلى يَوم الجُمعة ليخصّه بفضله (أي ليضاعف له بِسَبب فَضل يَوم الجُمعة) (٤) . وَقالَ: لمّا سَأل إخوة يوسُفَ يَعقوب أنْ يَسْتَغِفرَ لَهُم قَال: سَوفَ أستَغفِرُ لَكمْ رَبّي ثمّ أخّر الاستغفار إلى السّحر من لَيلة الجُمعة كَي يُستجاب لَهُ (٥) .

وَعَنه أيضاً قالَ: إذا كانت ليلة الجُمعة رَفَعت حِيتَان البَحر رؤوسَها وَدَوابّ البَراري، ثمّ نادت بِصوتٍ طَلق ربّنا لاتُعَذِّبْنا بِذنوب الادميّين (٦) .

وَعَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: إنّ الله تعالى لَيأمر مَلَكا فَيُنادي كُلّ لَيلة جُمعة مِن فَوقِ عَرشِه مِن أوّل اللّيل إلى آخرهِ: إِلاّ عبد مُؤمِن يَدعوني لاخِرَتهِ وَدُنياه قَبلَ طُلوع الفَجر فَأجيبه، ألا عبد مُؤمن

_________________

١ - بحارالأنوار ٨٩ / ٢٦٨ باب فضل يوم الجمعة وليلتها عن خصال الصدوق.

٢ - ثواب الأعمال للصدوق: ١٩٤.

٣ - مصباح التهجّد: ٢٨٣ وفيه: فإنّ الله تعالى يضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات.

٤ - المحاسن للبرقي: ص ٥٨ باب ٧٤ ح ٩٤.

٥ - بحارالانوار ٨٩ / ٢٧١ عن المقنعة: ٢٥ والصدوق في الفقيه ١ / ٢٧٢.

٦ - بحارالانوار ٨٩ / ٢٨١ عن كتاب العروس.
٧٣

يَتوب إلى مِن ذنوبهِ قَبلَ طُلوع الفَجر فَأتوب عَليه، ألا عبد مُؤمن قَد قَترتُ عَليه رِزقه فيسألني الزّيادة في رِزقه قَبلَ طُلوع الفَجر فأزيده وَأوسع عَليه، ألا عبد مُؤمن سقيم فَيسألني أنْ أشفيه قَبلَ طُلوع الفَجر فأعافيه، أَلا عبد مُؤمن مَغموم مَحبوس يَسألني أنْ أطلقهُ مِن حَبسِه وَأفرج عَنهُ قَبلَ طُلوع الفَجر فأطلقهُ وَأخلّي سَبيلهُ، ألا عبد مَظلوم يَسألني أنْ آخذ لَهُ بِظلامَته قَبلَ طُلوع الفَجر فأنتَصِر لَهُ وَآخذ بِظلامَتِهِ . قالَ: فلا يزال ينادي حتّى يَطلع الفَجر (١) .

وَعَن أمير ألمُؤمنين عليه‌السلام قالَ: إنّ الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها. وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلا استَجيب لَهُ، وَإنِ استحق قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ وَلَمْ يبقَ شيٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة. فَليلة الجُمعة أفضل اللّيالي وَيَومها أفضل الاَيّام (٢) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: إجتَنِبوا المعاصي لَيلة الجُمعة، فإنّ السّيّئة مُضاعَفة وَالحَسَنة مُضاعَفة، وَمَنْ تَرك مَعصية الله لَيلة الجُمعة غَفَرَ الله لَهُ كُلّ ماسَلف، وَمَنْ بَارزَ الله لَيلة الجُمعة بِمعصية أخذهُ الله بكلّ ما عمل في عُمرهِ وَضاعفَ عَليه العَذاب بِهذهِ المَعصية (٣) .

وَبِسَنَد مُعْتَبَر عَنْ الرّضا عليه‌السلام قالَ: قالَ رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ يَوم الجُمعة سَيّد الاَيّام يُضاعِفُ الله عزّ وَجلّ فيهِ الحَسَنات وَيَمحو فيهِ السيئات وَيَرفع فيهِ الدّرجات وَيَستَجيب فيهِ الدّعوات وَيَكشِفُ فيهِ الكُربات وَيَقضي فيهِ الحوائِج العِظام، وَهُوَ يَوم المزيد للهِ فيه عُتقاء وَطلقاء من النّار ما دعا فيه أحد من النّاس وَعرف حقّه وَحرمته إلاّ كانَ حقّا على الله عزّ وَجلّ أَن يجعله من عتقائِه وَطُلقائه من النّار، فإنْ مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وَبعث آمنا. وَما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقّه إلاّ كانَ حقاً على الله عَزّ وَجلّ أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب (٤) .

وَبأسناد معتبرة عَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: ما طلعت الشّمس بِيوم أفضل من يوم الجُمعة، وَإنّ كلام الطّير إِذا لَقى بعضها بعضاً: سلام سلام يَوم صالح (٥) .

وَبسند معتبر عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: من وَافق منكم يَوم الجُمعة فلا يشتغلن بشي غَير العبادة

_________________

١ - بحار الانوار ٨٩ / ٢٨٢ عن كتاب العروس لأبي محمد جعفر بن احمد بن علي القمي.

٢ - عن كتاب العروس: ١٥٣ وعنه البحار ٨٩ / ٢٨٢.

٣ - عن كتاب العروس للقمي: ١٥٣ وعنه البحار ٨٩ / ٢٨٣.

٤ - بحار الانوار ٨٩ / ٢٧٤ عن البزنطي.

٥ - عدّة الداعي: ٥٧ في اسباب الإجابة عن الصادق عليه‌السلام .
٧٤

فإنّ فيه يغفر للعباد وتنزل عَلَيهم الرّحمة (١) . وَفضْل ليلة الجُمعة وَنهارها أكثر من أَن يورد في هذه الوجيزة .
امّا أعمال ليلة الجُمعة فكثيرة وهنا نقتصر على عدّة منها:

الأول: الاكثار من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله (٢) . وَالاكثار من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله. فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر فأكثروا من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله. وَأكثروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام . وَفي رواية أخرى: أنّ أقّل الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة وَما زدت فهو أفضل (٣) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام : أن الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في ليلة الجُمعة تعدل ألف حسنة وَتمحو ألف سيّئة وَترفع ألف درجة (٤) وَيستحبّ الاستكثار فيها من الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (صَلَواتُ الله عَلَيهمِ) من بعد صلاة العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة (٥) .

وَروي بسند صحيح عَن الصّادق عليه‌السلام قال: إِذا كانَ عصر الخميس نزل من السّماء ملائكة في أيديهم أقلام الذّهب وَقراطيس الفضّة، لا يكتبون إلى ليلة السّبت إِلاّ الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (٦) .

وقالَ الشّيخ الطّوسي: وَيستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة كانَ لَهُ فَضل كثير (٧) .

وَقالَ الشّيخ أيضاً: وَيستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهارك يَوم الخميس فتَقول:

_________________

١ - بحار الانوار ٨٩ / ٢٧٥ عن مصباح التهجّد: ٢٨٣ ما جاء في فضل يوم الجمعة.

٢ - بحارالانوار ٨٩ / ٣١٣ ح ٢١ عن المقنعة.

٣ - الظاهر أنّ هذا مضمون روايات متعدّدة، روى قسماً منها البحار ٨٩ / ٣١٣ ح ٢٠ عن رسالة الشهيد رحمه‌الله وثواب الاعمال للصدوق ١٥٨.

٤ - رواه البحار ٨٩ / ٣١٣ ح ٢١ عن المقنعة مع اختلاف لفظي.

٥ - مصباح التهجّد: ٢٦٥ في اعمال الاسبوع.

٦ - جمال الاسبوع لابن طاووس في الفصل العاشر ص ١٨٣.

٧ - مصباح المتهجّد: ص ٢٥٧ وفي أعمال الاسبوع: ص ٢٦٥.
٧٥

أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه‌ِتَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لايَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفا وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّا وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلانُشُوراً. وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الاَخْيارِ الاَبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً (١) .

الثاني: أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة بني إسرائيل والكهف وَالسّور الثّلاث المبدؤة بطسَّ وسورة الَّم السّجدة ويَّس وصَّ وَالاحقاف والواقعة وحَّم السّجدة وحَّم الدّخان وَالطُّور وَاقتربت وَالجُمعة (٢) ، فإنْ لَمْ تسنحْ لَهُ الفرصة فليختار من هذه السّور الواقعة وَما قبلها. فقد روي عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: مَنْ قَرَأَ بني إسرائيل في كُلِّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ حتّى يدرك القائِم عليه‌السلام فيكون من أصحابهِ (٣) . وقالَ عليه‌السلام : مَنْ قَرأ سُورَة الكهف كُلّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ إِلاّ شهيداً أو بَعثهُ الله مع الشّهداء ووقف يَوم القيّامة مع الشّهداء (٤) .

وقالَ عليه‌السلام : مَنْ قرأ الطّواسين الثّلاثة في ليلة الجُمعة كانَ مِنْ أولياء الله وَفي جوار الله وَفي كنفه وَلم يصبه في الدّنيا بُؤس أبداً، وَأُعطي في الآخرة مِنَ الجنّة حتّى يرضى وَفوق رضاه وَزوّجه الله مائة زوجة مِنَ الحور العين (٥) .

وَقالَ عليه‌السلام : مَنْ قرأ سُورَة السّجدة في كُلِّ ليلة جُمعة أعطاه الله كتابه بِيمينه وَلَمْ يُحاسِبْهُ بِما كانَ منه وَكانَ مِنْ رُفقاءِ مُحَمَّد وَأهل بيته عليهم‌السلام (٦) .

وَبسند معتبر عَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: مَنْ قرأ سُورَة صَّ في ليلة الجُمعة أُعطي من خير الدّنيا وَالآخرة مالَمْ يُعط أحَداً مِنَ النّاس إِلاّ نَبيّاً مُرسلاً أو مَلَكاً مُقَرّباً، وَأدخله الله ألجنّة وَكُلُّ مَنْ أحبَّ مِنْ أهل بَيته حتّى خادمه الَّذي يخدمه وَإنْ لَمْ يكن في حدِّ عياله وَلا في حدِّ مَنْ يَشفع لَهُ (٧) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: مَنْ قرأ في لَيلة الجُمعة أو يَوم الجُمعة سُورَة الاَحقاف لَمْ يُصبهُ الله بِرَوعة في الحياة الدنيّا وَأمّنه من فزع يَوم القيّامة إن شاء الله (٨) .

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٢٥٧ في اعمال الاسبوع.

٢ - عن مصباح المتهجّد: ٢٦٥ وجمال الاسبوع. ص ١٩٠ فصل ١٤ وعنهما البحار ٨٩ / ٢٨٩.

٣ - ثواب الاعمال للصدوق: ١٠٧ في ثواب من قرأ سورة بني اسرائيل.

٤ - ثواب الاعمال: ١٠٧، وتفسير العياشي ٢ / ٣٢١.

٥ - ثواب الاعمال: ١٠٩.

٦ - ثواب الاعمال: ١١٠.

٧ - ثواب الاعمال: ١١٢.

٨ - ثواب الاعمال: ١١٤.
٧٦

وَقال عليه‌السلام : من قرأ الواقعة كُلَّ ليلة جُمعة أحبّهُ الله تَعالى وأحبّه إلى النّاس أجمعين وَلَمْ يَرَ في الدنيّا بُؤساً أبداً وَلافقراً وَلا فاقة وَلا آفة من آفات الدّنيّا، وَكانَ من رُفقاءِ أمير المُؤمنين عليه‌السلام . وَهذهِ السّورة سُورَة أمير المُؤمنين عليه‌السلام خاصة لا يشركه فيها أحد (١) . وروي أنّ من قرأ سُورَة الجُمعة كُلّ ليلة جُمعة كانت كفارة لَهُ ما بَين الجُمعة إلى الجُمعة (٢) .

وَروي مِثلُهُ فِيمَنْ قرأ سُورَة الكهف في كُلِّ ليلة جُمعة، وفي مَنْ قرأها بعد فريضتي الظّهر والعصر يَوم الجُمعة (٣) .

واعلم أنّ الصّلوات المأثورة في ليلة الجُمعة عديدة منها: صلاة أمير المُؤمنِين عليه‌السلام (٤) .

ومنها الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة الحَمد وسُورَة إِذا زُلزِلَت خَمس عَشرة مَرَّة، فقد روي أنّ من صلاّ ها أمّنه الله تَعالى من عذاب القبر وأهوَال يَوم القيامة (٥) .

الثالث: أن يقرأ سُورَة الجُمعة في الرّكعة الأولى من فريضتي المغرب والعشاء، ويقرأ التوّحيد في الثّانية من المغرب والأعلى في الثّانية من العشاء (٦) .

الرابع: ترك إنشاد الشّعر ففي الصّحيح عن الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنّه يكره رواية الشّعر للصّائم والمحرم وفي الحرم وفي يوم الجُمعة وفي اللّيالي. قال الرّاوي: وإن كانَ شِعراً حقّا؟ (٧) فأجاب عليه‌السلام : وإِن كانَ حقّا. وفي حديث معتبر عَن الصّادق عليه‌السلام : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: من أنشد بيتاً من الشّعر في ليلة الجُمعة أَو نهارها (٨) لَمْ يكن لَهُ سواه نصيب من الثّواب في تلك اللّيلة ونهارها، وعلى رواية أخرى: لَمْ تقبل صلاته في تلك اللّيلة ونهارها (٩) .

الخامِس: أن يُكثر من الدّعاءِ لاخوانه المؤمنين كما كانت تصنع الزّهراءِ عليه‌السلام ، وإذا دعا لعشر من الاَموات منهم فقد وجبت لَهُ الجّنة كما في الحديث.

السّادس: أن يدعو بالمأثور من أدعيتها وهي كثيرة ونحن نقتصر على ذكر نبذ يسيرةٍ منها: بسند صحيح عَن الصّادق عليه‌السلام : انّ من دعا بهذا الدّعاء ليلة الجُمعة في السّجدة الاَخيرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً لَهُ، والأفضل أن يكرّر العمل في كُلِّ ليلة:

_________________

١ - ثواب الاعمال: ١١٧.

٢ - بحارالانوار ٨٩ / ٣٦٢ عن المقنعة.

٣ - الكافي ٣ / ٤٢٩ ح ٧ من باب نوادر الجمعة.

٤ - سيأتي مع دعائه عليه‌السلام ص ٨٧.

٥ - مصباح المتهجّد ٢٦٠ في اعمال الاسبوع.

٦ - التهذيب ٣ / ٦ ح ١٣.

٧ - وسائل الشيعة ٧ / ١٢١ باب ١٣ من أبواب آداب الصائم.

٨ - الفقيه ١ / ٤٢٣ ح ١٢٤٩ مع اختلاف لفظي.

٩ - رواه القمي في كتاب العروس باب ١١ ص ١٥٤ المطبوع ضمن جامع الاحاديث مع اختلاف لفظي.

١٠ - علل الشرايع ١ / ١٨١ ب ١٤٥ ح ١ و ٢.
٧٧

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَإِسْمِكَ العَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ (١) .

وَعَن النّبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجُمعة فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة:

اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ وَناصِيَتِي بِيَدِكَ أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُؤُ بِنِعْمَتِكَ (٢) وَأَبُوُُ بِذَنْبِي (٣) فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لايَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ .

وقالَ الشّيخ الطّوسي والسّيّد والكفعمي والسّيّد ابن باقي: يستحبّ أن يدعى بهذا الدّعاء في ليلة الجُمعة ونهارها وَفي ليلة عرفة ونهارها ونحن نروي الدعاء عَن كتاب (المصباح) للشّيخ وهُوَ:

اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَاَدَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ (٥) وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ عَفْوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يا مَنْ لايَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ (٦) وَلايَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتَهُ؛ أَتَيْتُكَ مُقِرّا عَلى نَفْسِي بِالاِسأَةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفَا بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلاعُذْرَ أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِك‌َالَّذِي عَفَوْتَ (٧) بِهِ عَنِ الخاطِئِينَ. فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوِفِهمْ عَلى عَظِيمِ الجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، لايَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاّ حِلْمُكَ وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ البِلادِ، وَلاتُهلِكْنِي غَمّا حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الاِجابَةَ في دُعائِي، وَأَذِقْنِي طَعْمَ

_________________

١ - تهذيب الاحكام ٣ / ٨ ح ٢٤ مع اختلاف.

٢ - بعملي - خ -.

٣ - بذنوبي - خ -.

٤ - مصباح المتهجّد: ٢٧٠.

٥ - رفده: أي عطائه.

٦ - السّائل - خ -.

٧ - علوت به على الخطّائين - خ -.
٧٨

العافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلاتُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطَهُ عَلَيَّ، وَلاتُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي . اللّهُمَّ (١) إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي؟ وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَإِنِّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلهِي عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، وَأَسْتْرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي (٢) فَانْصُرْنِي، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُكَ يا إِلهِي فَاغْفِرْ لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ (٣) .

السابع: أن يدعو بدعاء كميل، وسيذكر في الفصل الآتي إن شاء الله تَعالى ص ١١٥.

الثامن: أن يقرأ الدعاء: اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى . ويدعى بهِ ليلة عرفة أيضاً وسيأتي إن شاء الله تَعالى ص ٣٣٦.

التاسع: أن يقول عشر مرات: يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العَلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ . وهذا الذكر الشريف وارد في ليلة عيد الفطر أيضاً.

العاشر: أن يأكُل الرمان كما كانَ يعمل الصادق عليه‌السلام في كل ليلة جُمعة، ولعل الاَحسن أَن يجعل الاَكُل عند النوم، فقد روي أنّ من أكلَ الرمان عند النوم أمن في نفسهِ إلى الصباح (٧) .

وَيَنبَغي أن يبسط لاكلِ الرمان منديلاً يحتفظ بِما يتساقط من حَبِّهِ فيجمعهُ ويأكلهُ وكما

_________________

١ - الهي - خ -.

٢ - عدوك: خ.

٣ - مصباح المتهجّد: ٢٦٩، البلد الأمين للكفعمي: ٦٩، وجمال الاسبوع: ١٩٧.

٤ - مصباح الكفعمي: ٦٤٧ فصل ٤٦، خلاصة الاذكار للفيض الكاشاني: ٧٦ فصل ٥.

٥ - خلاصة الاذكار للفيض الكاشاني: ٩٨ فصل ١٠.

٦ - رواه البرقي في المحاسن باب ١١١ ج ٢ / ٣٥٢ ح ٢٢١٦.

٧ - رواه في البحار ٦٦ / ١٦٤ ح ٤٩ عن كتاب طب الائمة عن ابي عبدالله عليه‌السلام .
٧٩

ينبغي أَن لا يشرك أحداً في رمانتهِ (١) .

روى الشيخ جعفر بن أحمد القمّي في كتاب (العروس) عَن الصادق عليه‌السلام : أنّ من قال بَينَ نافلة الصبح وفريضته مائة مَرَّة: سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، اسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ . بنى الله لَهُ بيتاً في الجنة (٢) .

وهذا الدعاء رواه الشيخ والسَّيِّد وغيرهما وقالوا: يستحبّ أن يدعى بهِ في السَّحر ليلة الجُمعة، وهذا هو الدعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي الغَداةَ رِضاكَ وَأَسْكِنْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا أَرْجُوَ وَلا أَخافَ إِلاّ إِيّاكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي ثَباتَ اليَقِينِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَوْحِيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقامَةِ وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ وَالرِّضا بِالقَضاء وَالقَدْرِ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِي (٣) ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاغْفِرْْ ذَنْبِي وَأَوْسِعْ رِزْقِي وَاقْضِ حَوائِجِي فِي نَفْسِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَأَهْلِي.

إِلهِي، طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إِلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إِلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ العُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاّ إِلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإِلَيْكَ المُلْتَجاءُ، يا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مَسْؤولٍ، هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي، يا مَلْجَأَ الهارِبِينَ بِأَثْقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها عَلى ظَهْرِي، لا أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطَّالِبُونَ وَأَمّلَ مالَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يا مَنْ فَتَقَ العُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فِي كِفاءٍ لِتَأْدِيَةِ حَقِّهِ (٤) ، صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وَآلِهِ، وَلاتَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ عَلى عَقْلِي

_________________

١ - انظر المحاسن للبرقي باب ١١١ ج ٢ / ٣٥٤ - ٣٥٥ ح ٢٢٢٧ - ٢٢٢٩.

٢ - كتاب العروس لأبي محمد جعفر بن احمد القمي الرازي: ١٥٤ باب ١٣، المطبوع ذيل جامع الاحاديث وفيه: بين ركعتي الفجر الى الغداة يوم الجمعة...

٣ - مَا في: خ.

٤ - أنال به حقّه - خ -.
٨٠

سَبِيلاً وَلا لِلْباطِلِ عَلى عَمَلِي دَليلاً (١) .

فإذا طلع الفجر يَوم الجُمعة فليقُل: أَصْبَحْتُ فِي ذِمَّةِ الله وَ (٢) ذِمَّةِ مَلائِكَتِهِ وَذِمَمِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ عليهم‌السلام وَذِمَّةِ مُحَمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَذِمَمِ الأَوْصِياء مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام ، آمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام وَعَلانِيَتِهِمْ وظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ فِي عِلْمِ الله وَطاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

وَروي أنّ من قالَ يَوم الجُمعة قَبلَ صلاة الصبح ثلاث مرّات: أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر (٤) .
واما اعمال نهار الجُمعة فكثيرة ونحن هنا نقتصر على عدةٍ منها:

الأول: أن يقرأ في‌الركعة الأولى من صلاة الفجر سُورَة الجُمعة وَفي الثانية سُورَة التَوحيد (٥) .

الثاني: أن يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الغداة قَبلَ أنْ يتكلم ليكون ذلكَ كفارة ذنوبه من جمعةٍ إلى جمعة: اللّهُمَّ ما قُلْتُ فِي جُمُعَتِي هذهِ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ حَلَفْتُ فِيها مِنْ حَلْفٍ، أَوْ نَذَرْتُ فِيها مِنْ نَذْرٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كانَ، وَمالَمْ تَشَاءْ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، اللّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتِي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتِي عَلَيْهِ. وليؤدّ هذا العمل لا أقلّ من مَرَّة في كُلِّ شهر (٦) .

وروي أنّ من جَلسَ يَوم الجُمعة يعقب إلى طلوع الشمس رفع لهُ سبعون درجة في الفردوس الاَعلى (٧) .

وروى الشَّيخ الطوسي أنّ من المسنون هذا الدعاء في تعقيب فَريضَة الفجر يَوم الجُمعة: اللّهُمَّ إِنِّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي، وَأَنْزَلْتُ إِلَيْكَ اليَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي وَمَسْكَنَتِي، فَأَنا

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٢٧٩، جمال الاسبوع: ٢١٩ فصل ١٨.

٢ - في المصباح: «وف ي ذمّة ».

٣ - جمال الاسبوع: ٢٢٠ فصل ١٩، مصباح المتهج ّد: ٢٨٠.

٤ - رواه المجلسي في البحار ٨٩ / ٣٥٩ ذيل رقم ٣٦ عن رسالة الشهيد الثاني باسناده عن أنس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ - تهذيب الاحكام ٣ / ٦ ح ١٣ و ١٤.

٦ - رواه السيد ابن طاووس في جمال الاسبوع: ٢٢٧.

٧ - جمال الاسبوع: ١٥٨ فصل ٤ مع اختلاف لفظي.
٨١

لِمَغْفِرَتِكَ أَرْجى مِنِّي لِعَمَلِي، وَلِمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، فَتَوَلَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَةٍ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيْسِير (١) ذلِكَ عَلَيْكَ، وَلِفَقْرِي إِلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاّ مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ سِواكَ، وَلَسْتُ (٢) أَرْجُو لاخِرَتِي وَدُنْيايَ وَلا لِيَوْمِ فَقْرِي يَوْم يُفْرِدُنِي النَّاسُ فِي حُفْرَتِي وَأَفْضِي إِلَيْكَ بِذَنْبِي سِواكَ (٣) .

الثّالث: روي أنَّ مَن قالَ بعد فَريضَة الظّهر وفريضة الفجر في يَوم الجُمعة وغيره من الاَيّام: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ . لَمْ يَمُتْ حتّى يدرك القائم عليه‌السلام (٤) وان قالَهُ مائة مَرَّة قضى الله لَهُ ستِّين حاجة ثلاثين من حاجات الدّنيا وثلاثين مِن حاجات الآخرة (٥) .

الرّابع: أنْ يقرأ سُورَة الرّحمن بعد فَريضَة الصبح فيقول بعد: ( فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : لا بِشَيْءٍ مِنْ آلائِكَ رَبِّ أُكَذِّبُ (٦) .

الخامس: قالَ الشيخ الطّوسي رض: من المسنون بعد فَريضَة الصبح يَوم الجُمعة أنْ يقرأ التَّوحيد مائة مَرَّة ويُصلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مائة مَرَّة ويستغفر مائة مَرَّة ويقرأ سُورَة النّساء وهُود والكهف والصّافات والرّحمن (٧) .

السّادس: أَنْ يقرأ سُورَة الاَحقاف والمؤمنون. فَعَنْ الصّادق عليه‌السلام قالَ: مَنْ قرأ كُلّ لَيلة مِنْ لَيالي الجُمعة أو كُلّ يَوم من أيَّامها سُورَة الاَحقاف لَمْ يَصبْهُ الله بروعة في الحياة الدُنيا وآمنهُ مِنْ فَزَع يَومِ القيّامة إن شاء الله (٨) . وقالَ أيضاً: مَنْ قرأ سُورَة المؤمنون خَتَم الله لَهُ بِالسّعادة إِذا كانَ يُدمِن قِراءتَها في كُلِّ جُمعة، وَكانَ مَنزلهُ في‌الفِردوس الاَعلى مع النّبيّينَ والمرسلينَ (٩) .

السّابع: أَن يقرأ سُورَة ( قُلْ يا ايُّها الكافِرُونَ ) قَبلَ طلوع الشّمس عشرة مرّات ثمّ يَدعو لِيستجابَ دعاؤهُ (١٠) .

وروي أنَّ الإمام زَينُ العابِدينُ عليه‌السلام كانَ إِذا أصبحَ الصّباح يَوم الجُمعة أخذ في قِراءة آية

_________________

١ - وتيسّر - خ -.

٢ - وليس - خ -.

٣ - مصباح المتهجّد: ٢٨٥.

٤ - مصباح المتهجّد: ٢٦٨.

٥ - رواه الكفعمي في هامش المصباح: ٤٢١ وعنه البحار ٨٩ / ٣٦٤.

٦ - تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي ٣ / ٨ ح ٢٥.

٧ - مصباح المتهجّد: ٢٨٤.

٨ - ثواب الاعمال: ١١٤.

٩ - ثواب الاعمال: ١٠٨.

١٠ - عدة الداعي: ٣٤١ باب ٦ القسم الثالث. وعنه البحار ٨٩ / ٣٦١ ح ٤٢ مع اختلاف لفظي. وفي ص ٣٣٣ عن البلد.
٨٢

الكُرسي إلى الظّهر، ثُم إِذا فرغَ مِنَ الصلاة أخذَ في قِراءة سُورَة ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) (١) .

واعلم أنّ لِقراءة آية الكرسي على التّنزيل (٢) في يَوم الجُمعة فضلاً كَثِيراً (٣) .

الثّامن: أَنْ يغتسلَ وَذلكَ مِنْ وَكيد السّنن. وروي عَن النّبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهُ قالَ لِعليّ عليه‌السلام : يا عليّ إغتسل في كُلِّ جُمعة وَلو انّك تشتري الماء بِقوت يَومِكَ وَتطويهِ، فانّه لَيسَ شي مَنَ التطوّع أعظم مِنهُ (٤) .

وَعَن الصّادق (صَلواتُ الله وسلامهُ عَليهِ) قالَ: مَنْ اغتسلَ يَوم الجُمعة فَقال: أَشْهَدُ أَنْ لاإِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ . كانَ طهراً من الجُمعة إلى الجُمعة (٥) ، أي طهراً مِنْ ذُنوبهِ أو أنَّ أعمالَهُ وقعت على طهر معنوي وقبلت، والاَحوط ان لا يدع غُسل الجُمعة ماتمكّن مِنهُ، ووقتِه من بعد طلوع الفجر إلى زوال الشّمس، وكلّما قرب الوقت إلى الزّوال كانَ أفضل.

التّاسع: أَن يغسل الرأس بالخطميِّ فإنّه أمان من البرص والجنون (٦) .

العاشر: أَن يقصَّ شاربَهُ ويُقلّم أظفاره فَلذلكَ فضل كثير يزيد في الرّزق ويَمحو الذّنوب إلى الجُمعة القادمة ويوجب الاَمن من الجنون والجذام والبرص وَلْيَقُل حينئِذ: بِسْمِ الله وَبِاللهِ، وَعَلى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . وَليَبْدَأ في تقليم الاَظفار بِالخنصر من اليد اليسرى، ويَختم

_________________

١ - رواه القمي في كتاب العروس: ١٥٨ باب ٢٣ عن جعفر بن محمد عليه‌السلام .

٢ - قال العلّامة المجلسي: آية الكرسي على التنزيل على رواية علي بن ابراهيم والكليني هي كما يلي: الله لا اله إلا هو الحيّ القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي - إلى - هم فيها خالدون. وبعده: والحمد لله رب العالمين. البحار ٨٩ / ٣٥٦ عن كتاب العروس لأبي جعفر بن احمد بن عليّ القمي المطبوع مع جامع الاحاديث: ١٥٩، باب ٢٣.

ليس في البحار: «آية الكرسي على التنزيل على رواية علي بن ابراهيم والكليني هي كما يلي»، بل فيه:

وقال الصادق عليه‌السلام : كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام يحلف مجتهداً أنّ من قرأها قبل زوال الشمس سبعين مرّة فوافق تكملة سبعين زوالها غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فإن مات في عامه ذلك مات مغفوراً غير محاسب.

الله لا إله... وليس في آخره: «وبعده: والحمد لله ربّ العالمين».

٣ - انظر كتاب العروس للقمي: ١٥٩، باب ٢٣، المطبوع ذيل جامع الاحاديث.

٤ - رواه بن طاووس في جمال الاسبوع كما عنه البحار ٨٩ / ٣٥٢ ح ٢٩.

٥ - رواه الطوسي في تهذيب الاحكام ٣ / ١٠ ح ٣١.

٦ - رواه الطوسي في تهذيب الاحكام ٣ / ٢٣٦ ح ٦٢٤ عن الصادق عليه‌السلام .
٨٣

بِالخنصر من اليد اليمنى، وكذا في تقليم أظفار الرِّجل ثمَّ لِيدفنَ فضُول الأظافير (١) .

الحادي عشر: أَن يتطيَّب، ويلبس صالح ثيابهِ (٢) .

الثّاني عشر: أَن يتصدَّق، فالصَّدقة تُضاعف على بعض الروايات في لَيلة الجُمعة ونهارها ألف ضعفها في سائر الاَوقات (٣) .

الثّالث عشر: أَن يطرف أهله في كلِ جمعة بشي من الفاكهة واللّحم حتّى يفرحوا بالجمعة (٤) .

الرّابع عشر: أكُل الرّمّان على الرّيق وأكُل سبعة أوراق من الهندباءِ قَبلَ الزّوال.

وَعَن مُوسى بن جعفر عليه‌السلام قالَ: من أكل رُمّانة يَوم الجُمعة على الرّيق نوّرت قلبه أربعين صباحا فإن أكل رُمّانتين فثمانين يوما فإن أكلَ ثلاثاً فَمائة وعشرين يوماً وطردت عنه وسْوَسَة الشّيطان وَمَن طُردت عنه وسوسة الشّيطان لَمْ يعصِ الله وَمَن لَمْ يعصِ الله أدخله الله الجنّة (٥) .

وقالَ الشّيخ في (المصباح): وروي في أكلِ الرمان في يوم الجُمعة ولَيلتها فضلٌ كثير (٦) .

الخامس عشر: أَن يتفرّغ فيه لتعلّم أحكام دينِهِ لا أَن ينفق يَومه هذا في التجوال في بساتين النّاس ومزارعهم ومصاحبة الاَراذل والأوباش والتّهكم والتحدّث عَن عيوب النّاس والاَستغراق في الضّحك والقَهْقَهَة وإنشاد القَريض والخوض في‌الباطِل وأمثال ذلكَ، فانّ ما يترتبّ على ذلكَ من المَفاسد أكثر مِن أَن يذكر (٧) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: أُفٍّ للرجل المسلم أن لا يفرغ نفسه في الأسبوع يوم الجمعة لأمر دينه فيسأل عنه (٨) .

وَعَن النبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهُ قالَ: إِذا رأيتم يَوم الجُمعة شَيخاً يقصّ على النّاس تاريخ الكُفر والجاهليّة فأرموا رأسَهُ بِالحصى (٩) .

_________________

١ - الكافي ٣ / ٤١٧ و ٤١٨، باب التزيّن يوم الجمعة.

٢ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٢٥ ذيل حديث ١٢٥٧.

٣ - رواه القمّي في كتاب العروس: ١٥٣، باب ١٠ عن الصادق عليه‌السلام .

٤ - رواه الصدوق في كتاب الخصال ٢ / ٣٩١ ح ٨٥ باب ما جاء في يوم الجمعة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ - فروع الكافي ٦ / ٣٥٥ ح ١٦، من كتاب الاطعمه، باب الرمان، المحاسن للبرقي ٢ / ٣٥٨ ح ٢٢٤٤، باب ١١١.

٦ - مصباح المتهجّد: ٢٨٤.

٧ - رواه الطوسي في تهذيب الاحكام ٣ / ٢٤٧ ح ٦٧٤ مع اختلاف قليل لفظي.

٨ - رواه الصدوق في الخصال ٢ / ٣٩٣ في آخر ح ٩٦.

٩ - رواه الطوسي في تهذيب الاحكام ٣ / ٢٤٧ ح ٦٧٤ مع اختلاف قليل لفظي.
٨٤

السّادس عشر: أَن يصلّي على النبّي وآلهِ ألف مَرَّة (١) .

وَعَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: ما مِن شيٍ مِنَ العبادة يَوم الجُمعة أحبُّ إلى مِن الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآلِهِ الاَطهار وصلَّى الله عَليهم أجمعين. (٢) أقول: فَأن لَمْ تَسنَح لَهُ الفرصة بالصّلاة ألف مَرَّة فلا أقلّ من المائة مَرَّة لِيَكون وجهَهُ يَوم الحساب مشرقاً.

وروي أنَّ مَنْ صلّى على مُحَمَّدٍ وآلِهِ يَوم الجُمعة مائة مَرَّة وقالَ مائة مَرَّة: أَسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأتُوبُ إِلَيْهِ ، وقرأ التَّوحيد مائة مَرَّة غُفِرَ لَهُ ألبتّه (٣) .

وروي أيضاً أنَّ الصلاة على مُحَمَّدٍ وآلِهِ بَينَ الظّهر والعصر تَعدل سبعين حجَّة (٤) .

السّابع عشر: أَن يزوُر النبّي والائمّة الطّاهرين سلام الله عَلَيهم أجمعين (٥) ، وستأتي كيفيّة الزّيارة في باب الزّيارات ص ٣٩٦.

الثّامن عشر: أَن يزور الاَموات، ويزور قَبر أبويه أَو أحدهما (٦) .

وَعَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: زوروا الموتى يَوم الجُمعة فأنّهم يعلمون بمَن أتاهم ويفرحون (٧) .

التّاسع عشر: أَن يقرأ دُعاء النُّدبة وهُوَ مِن أعمال الاَعياد الاَربعة وسيأتي في محلَّه إِن شاء الله تعالى ص ٦٣٧.

العشرون: اعلم أنّهُ قد ذكر لِيوم الجُمعة صلوات كثيرة سوى نافلة الجُمعة التّي هي عشرون ركعة، وصفتها على المشهور أَن يصلِّي ست ركعات منها عند إنبساط الشّمس، وستّاً عند ارتفاعها، وستّا قَبلَ الزّوال، وركعتين بعد الزّوال قَبلَ الفريضة، أو أَن يصلِّي السِّت ركعات الأولى بعد صلاة الجُمعة أَو الظّهر على ما هُوَ مذكور في كتب الفقهاء وَفي (المصابيح) (٨) .

وَيَنبَغي هنا إيراد عدَّة من تلك الصلوات المذكورة لِيوم الجُمعة وإن كانَ أكثرها لايخصُّ يَوم الجُمعة ولكنَّها في يَوم الجُمعة أفضل من تلك الصَّلوات الصلاة الكاملة التّي رواها الشَّيخ

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٢٨٤.

٢ - رواه الصدوق في الخصال ٢ / ٣٩٤ ح ١٠١ عن الصادق عليه‌السلام كع اختلاف لفظي.

٣ - رواه القميّ في العروس: ١٥٨، باب ٢٢ عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٤ - وسائل الشيعة ٧ / ٤٠٠ عن مستطرقات السرائر: ٦٠ ح ٣٠.

٥ - مصباح المتهجّد: ٢٨٨.

٦ - رواه المجلسي في البحار ٨٩ / ٣٥٩ ضمن حديث ٣٦ عن رسالة الشهيد الثاني.

٧ - رواه الطوسي في اماليه ص ٦٨٨ في المجلس ٣٩ ح ٥ مع اختلاف لفظي.

٨ - مصباح المتهجّد: ٣٤٧.
٨٥

والسّيّد والشّهيد والعلاّمة وغيرهم بأسانيد عديده معتبرة عَن الإمام جعفر بن مُحَمَّد الصّادق (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهماِ) عَن آبائه الكرام عَن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: مَن صلَّى يَوم الجُمعة قَبلَ الزَّوال أربع ركعات يقرأ في كُلِّ ركعة الحَمد عشر مرَّات وكلا من: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ) ، و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ) ، و ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) ، و ( قُل يا ايُّها الكافِرُونَ ) ومثلها آية الكرسي، وَفي رواية أخرى: يقرأ أيضاً عشر مرَّات: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) ، وعشر مرَّات آية: شَهِدَ اللّهُ، وبعد فراغه من الصلاة يستغفر الله مائة مَرَّة ويقول: سُبْحانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِي العَظِيمِ ، مائة مَرَّة وَيصلِّي على مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد مائة مَرَّة، مَن صلَّى هذه الصلاة دفع الله عنهُ شَرِّ أهل السّماء وَأهل الاَرض وَشَرِّ الشّيطان وَشَرِّ كُلِّ سلطان جائر (١) .

صلاة أخرى: روى الحارث الهمداني عَن أمير المؤمنين عليه‌السلام انَّه قالَ: إن استطعت أَن تصلِّي يَوم الجُمعة عشر ركعات تَتّم سجودهنّ وركوعهنَّ وتَقول فيما بَين كُلِّ ركعتين: سُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ مائة مَرَّة فافعل فإنَّ لهما فضلاً عظيماً (٢) .

صلاة أخرى: بسند معتبر عَن الصّادق عليه‌السلام قال: من قرأ سُورَة إبراهيم وسُورَة الحجر في ركعتين جميعاً في يَوم الجُمعة لَمْ يَصبهُ فقر أبداً ولا جنون ولا بلوى (٣) .

ومنها: صلاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : روى السيّد ابن طاووس رض بسند معتبر عَن الرِّضا (صلوات الله عَليِهِ) أنَّهُ سُئل عَن صلاة جعفر الطَّيّار (رض) فقال: اين أَنتَ عَن صلاة النبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله فَعسى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لَمْ يُصلِّ صلاة جعفر قطّ، ولعل جعفراً لَمْ يُصلِّ صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قطّ. فَقُلت: علِّمنيها، قالَ: تصلِّي ركعتين تقرأ في كلِّ ركعة فاتِحَةُ الكتاب و ( إنَّا أنزَلناهُ في لَيلة القدر ) خمس عشر مَرَّة ثم تركع فَتقرأها خمس عشرة مَرَّة وخمس عشرة مَرَّة إِذا إستَويتَ قائماً، وخمس عشرة مَرَّة إِذا سَجَدتَ وخمس عشرة مَرَّة إِذا رفعت رأسك من السّجود، وخمس عشرة مَرَّة في السّجدة الثّانية، وخمس عشرة مَرَّة إِذا رفعتَ رأسك مِنَ الثّانية، ثمَّ تنصرف ولَيسَ بَينكَ وَبَينَ الله تَعالى ذنب إِلاّ وقد غفر لك

_________________

١ - جمال الاسبوع: فصل ٣١، ص ٣٠٠ - ٣٠١ مع اضافات، مصباح المتهجّد: ٣١٦ مع اختلاف في الالفاظ.

٢ - مصباح المتهجّد: ٣٢٠. وليس فيه: فإنّ لها فضلاً عظيماً.

٣ - مصباح المتهجّد: ٣١٩.
٨٦

وتُعطى جميع ما سألت والدُّعاء بعدها:

لا إِلهَ إِلاّ الله رَبُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأولينَ لا إِلهَ إِلاّ الله إِلها وَاحِداً، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله لا نَعْبُدُ إِلاّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ (١) أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ أَنْتَ نُورُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، فَلَكَ الحَمْدُ (٢) وَأَنْتَ قَيَّامُ السَّماواتِ وَالاَرْض وَمَنْ فِيهِنَّ، فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ الحَقُّ وَوَعْدُكَ الحَقُّ (٣) وَقَوْلُكَ حَقُّ، وَإِنْجازُكَ حَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقُّ، وَالنَّارُ حَقُّ (٤) . اللّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَبِكَ خاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حاكَمْتُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ إِغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وأَسْرَرْتُ (٥) وَأَعْلَنْتُ. أَنْتَ إِلهِي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ (٦) (٧) .

قال المجلسي رض: ان هذه الصلاة من الصلوات المشهورة، وقد رواها العّامة والخّاصة، وعدَّها بَعضهم من صلواتِ يَوم الجُمعة وَلم يظهر مَنِ الرّواية اختصاص به ويجزي على الظّاهر أَن يُؤتى بها في سائِر الاَيَّام (٨) .

ومنها: صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام : روى الشَّيخ والسَّيِّد عَن الصّادق عليه‌السلام أنَّه قالَ: من صَلَّى منكم أربَع ركعات صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج مِن ذُنوبهِ كيَوم وَلَدتهُ أمّهُ، وقضيت حوائجه. يقرأ في كُلِّ ركعة الحَمد مَرَّة وخمسين مَرَّة الاخلاص: ( قُلْ هُوَ الله أحَدٌ ) ، فإذا فرغ منها دعا بهذا الدعاء وهُوَ تسبيحَهُ عليه‌السلام : سُبْحانَ مَنْ لاتَبِيدُ مَعالِمُهُ، سُبْحانَ مَنْ لاتَنْقُصُ

_________________

١ - في جمال الاسبوع وفي مصباح المتهجّد: وحده وحده، وفي البحار: وحده وحده وحده.

٢ - ولله الملك والحمد.

٣ - حق - خ -.

٤ - وأنت الحق - خ -.

٥ - في جمال الاسبوع: وما أخّرت وما أسررت.

٦ - في المتهجّد: كريمٌ رؤوف رحيم.

٧ - جمال الاسبوع: ٢٤٦، ومصباح المتهجّد: ٢٩٠ - ٢٩١.

٨ - بحارالانوار ٩١ / ١٧٠ مع اختلاف في الالفاظ.
٨٧

خَزائِنُهُ، سُبْحانَ مَنْ لا إِضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايَنْفَدُ ما عِنْدَهُ، سُبْحانَ مَنْ لا إِنْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايُشارِكُ أَحَداً فِي أَمْرِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ . فَليدعو بَعد ذلك ويَقولُ: يا مَنْ عَفا عَنِ السَّيِّئاتِ وَلَمْ يُجازِ بِها، إِرْحَمْ عَبْدَكَ يا اللهُ، نَفْسِي نَفْسِي أَنَا عَبْدُكَ يا سَيِّداهُ، أَنا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ يا رَبَّاهُ. إِلهِي بِكَيْنُونَتِكَ يا امَلاهُ يا رَحْماناهُ يا غِياثاهُ عَبْدُكَ عَبْدُكَ لاحِيلَةَ لَهُ، يا مُنْتَهى رَغْبَتاهُ، يا مُجْرِيَ الدَّمِ فِي عُرُوقِ، عَبْدِكَ يا سَيِّداهُ يا مالِكاهُ، أَيا هُوَ أَيا هُوَ يا رَبَّاهُ، عَبْدُكَ عَبْدُكَ لاحِيلَةَ لِي وَلا غِنىً (١) بِي عَنْ نَفْسِي وَلا أَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَلا أَجِدُ مَنْ اُصانِعُهُ. تَقَطَّعَتْ أَسْبابُ الخَدائِعِ عَنِّي، وَاضْمَحَلَّ كُلُّ مَظْنُونٍ عَنِّي، أَفْرَدَنِي الدَّهْرُ إِلَيْكَ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْك هذا المَقامَ يا إِلهِي بِعِلْمِكَ كانَ هذا كُلُّهُ، فَكَيْفَ أَنْتَ صانِعٌ بِي؟! وَلَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ تَقُولُ لِدُعائِي؟! أَتَقُولُ: نَعَمْ، أَمْ تَقُولُ: لا؟! فَإِنْ قُلْتَ: لا، فَياوَيْلِي يا وَيْلِي يا وَيْلِي، يا عَوْلِي يا عَوْلِي يا عَوْلِي، يا شِقْوَتِي يا شِقْوَتِي يا شِقْوَتِي، يا ذُلِّي يا ذُلِّي يا ذُلِّي! إِلى مَنْ؟ وَمِمَّنْ؟ أَوْ عِندَ مَنْ؟ أَوْ كَيْفَ؟ أَوْماذا؟ أَوْ إِلى أَيِّ شَيْءٍ ألْجَأُ؟ وَمَنْ أَرْجُو؟ وَمَنْ يَجُودُ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ حِينَ تَرْفُضُنِي، يا واسِعَ المَغْفِرَةِ؟ وَإِنْ قُلْتَ: نَعَمْ، كَما هُوَ الظَّنُّ بِكَ، وَالرَّجاءُ لَكَ، فَطُوبى لِي أَنَا السَّعِيدُ وَأَنا المَسْعُودُ، فَطُوبى لِي وَأَنَا المَرْحُومُ يا مُتَرَحِّمُ يا مُترَئِّفُ يا مُتَعَطِّفُ يا مُتَجَبِّرُ (٢) يا مُتَمَلِّكُ يا مُقْسِطُ، لاعَمَلَ لِي أَبْلُغُ بِهِ نَجاحَ حاجَتِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ فِي مَكْنُونِ غَيْبِكَ وَاسْتَقَرَّ عِنْدَكَ، فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى شَيْءٍ سِواكَ. أَسْأَلُكَ بِهِ وَبِكَ وَبِهِ، فَإِنَّهُ أَجَلُّ وَأَشْرَفُ أَسمائِكَ، لا شَيَْ لِي غَيْرُ هذا وَلا أحَدَ أَعْوَدُ عَلَيَّ مِنْكَ، يا كَيْنُونُ يا مُكَوِّنُ، يا مَنْ عَرَّفَنِي نَفْسَهُ، يا مَنْ أَمَرَنِي بِطاعَتِهِ، يا مَنْ نَهانِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَيامَدْعُوُّ يا مَسْؤُولُ، يا مَطْلُوبا إِلَيْهِ، رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ الَّتِي أَوْصَيْتَنِي وَلَمْ اُطِعْكَ (٣) ، وَلَوْ

_________________

١ - في المصباح: ولا غناء عن نفسي.

٢ - يا متحنِّن - خ -.

٣ - في المصباح: ولم أطعك فيها.
٨٨

أَطَعْتُكَ فِيما أَمَرْتَنِي لَكَفَيْتَنِي ماقُمْتُ إِلَيْكَ فِيهِ وَأَنَا مَعَ مَعْصِيَتِي لَكَ راجٍ، فَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ مارَجَوْتُ يا مُتَرَحِّما لِي، أَعِذْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي، وَمِنْ كُلِّ جِهاتِ الاِحاطَةِ بِي . اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ سَيِّدِي، وَبِعَلِيٍّ وَلِيِّي، وَبِالاَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ عليهم‌السلام إِجْعَلْ عَلَيْنا صَلَواتِكَ وَرَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنا مِنْ رِزْقِكَ وَاقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَجَمِيعَ حَوائِجِنا، يا الله يا الله يا الله إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ثُمَّ قالَ عليه‌السلام : من صَلَّى هذه الصلاة ودَعا بِهذا الدُّعاءِ انفتَل ولَمْ يَبق بَينه وبين الله تعالى ذَنب إِلاّ غُفِرَ لهُ.

أقول: ورَدتنا أحاديث كثيرة في فَضلِ هذه الاَربع ركعات في يَوم الجُمعة، وإِذا قالَ المُصَلِّي بعد ما فَرغ منها: اللّهُمَّ صَلِّ على النَّبِيِّ العَرَبِيِّ وَآلِهِ . ففي الحديث انهُ يُغفَر لَهُ ما تَقدَّم مِن ذنبِهِ وَما تَأخَّر، وكانَ كمَن خَتمَ القُرآن اثنتَي عشرة ختمة، ورفع الله عنه عطش يَوم القيَّامة.

ومنها: صلاة فاطمة (صَلَواتُ الله عَلَيهاِ) رُوي انَّهُ كانت لفاطمة عليها‌السلام ركعتان تُصلَّيهما عَلَّمها جبرائيل عليه‌السلام . تَقرأ في‌الرّكعة الأولى بعد الفاتحة سُورَة القدر مائة مَرَّة، وَفي الثّانية بعد الحَمد تَقرأ سُورَة التَوّحيد، وإِذا سَلَّمتْ قالتْ: سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي المُلْك‌ِالفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ البَهْجَةَ وَالجَمالَ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي‌الهَواءِ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكذا لا هكذا غَيْرُهُ .

قال السَّيِّد: ورُوِيَ أَنَّهُ يُسبِّح بعد الصلاة تسبيحها المنقول عقيب كُلّ فَريضَة ثمَّ يُصلِّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد مائة مَرَّة (٣) .

وقالَ الشَّيخ في كتاب مصباح المتهجد : أنَّ صلاة فاطمة عليها‌السلام ركعتان، تقرأ في الأولى الحَمد وسُورَة القدر مائة مَرَّة، وَفي الثّانية بعد الحَمد سُورَة التَوحيد مائة مَرَّة، فاِذا سَلَّمَتْ سَبَّحَتْ تَسبيحُ الزهراءِ عليها‌السلام ، ثمَّ تقول: سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ ... إلى آخر ما مَرَّ من التَسبيح. ثمَّ قالَ: وَيَنبَغي لِمَن صَلَّى هذهِ الصَّلاة وفَرغَ مِن التَّسبيح أَن يَكشف رُكبتيه وذراعَيه ويُباشر بجميع مَساجِده الاَرض

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٢٩٢، وجمال الاسبوع: ٢٤٨ وما بين المعقوقات من جمال الاسبوع.

٢ - جمال الاسبوع: ١٤٨ مع اختلاف واضافات.

٣ - جمال الاسبوع: ٢٦٣ و ٢٦٤ و ٢٦٧ عن الصادق عليه‌السلام .
٨٩

بِغير حاجز يَحجز بَينه وبَينهما، ويَدعو ويَسأل حاجته وما شاءَ مِنَ الدّعاء ويَقول وهُوَ ساجِد: يا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ رَبُّ يُدْعى، يا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ إِلهٌ يُخْشى، يا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ مَلِكٌ يُتَّقى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ حاجِبٌ يُرْشى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُغْشى، يا مَنْ لايَزْدادُ عَلى كَثْرَةِ السُّؤالِ إِلاّ كَرَما وَجُوداً وَعَلى كَثْرَةِ الذُّنُوبِ إِلاّ عَفْوا وَصَفْحا، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا، ويَسأل حاجَتَه (١) .

صلاة اُخرى لَها عليها‌السلام روى الشَّيخ والسَيِّد عَن صفوان قالَ: دَخَل مُحَمَّد بن عليّ الحلبي على الصّادق عليه‌السلام في يَوم الجُمعة فقال لَهُ: تُعلِّمني أفضل ما أصنع في هذا اليوم؟ فقال: يا مُحَمَّد، ما أعلم انَّ اَحَداً كانَ أكبر عِنْدَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطِمة ولا أفضل ممّا عَلَّمها اَبوها مُحَمَّد بن عَبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: مَن أصبح يَوم الجُمعة فاغتسل وصفَّ قَدَمَيه وصَلَّى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أوَّل ركعة فاتحة الكتاب و ( قُل هُوَ الله أحد ) خمسين مَرَّة وَفي الثّانية فاتِحَةُ الكتاب والعاديات خمسين مَرَّة، وَفي الثّالثة فاتِحَةُ الكتاب وإِذا زلزلت خمسين مَرَّة وَفي الرّابعة فاتِحَةُ الكتاب وإِذا جاءَ نَصرُ الله خمسين مَرَّة، وَهذهِ سُورَة النَّصر وهِيَ آخر سُورَة نزلت فإذا فرغ منْها دعا فقال: إِلهِي وَسَيِّدي، مَنْ تَهَيّأَ وَتَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ أوْ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَاء رِفْدِهِ وَفَوائِدِهِ وَنائِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَجَوائِزِهِ، فَإِلَيْكَ يا إِلهِي كانَتْ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِيَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي، رَجاءَ (٢) فَوائِدِكَ وَمَعْرُفِكَ وَنائِلِكَ وَجوائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبَنِي مِنْ ذلِكَ، يا مَنْ لاتَخِيبُ عَلَيْهِ مسأَلَةُ السّائِلٌ، وَلاتَنْقُصُهُ عَطِيَّةُ نائِلٌ، فَإنِّي (٣) لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتَهُ، أتَقرَّبُ إِلَيْكَ بِشَفاعَتِهِ إِلاّ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عُدْتَ بِهِ عَلى الخطَّائِينَ عِنْدَ عُكُوفِهِمْ عَلى الَمَحارِمِ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى المَحارِمِ أَنْ جُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالمَغْفِرَةِ، وَأَنْتَ سَيِّدِي العَوَّادُ بِالنَّعْماءِ، وَأَنا العَوّادُ بِالخَطاءِ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٣٠١.

٢ - في المصباح: رفدك و.

٣ - فإنّي: خ.
٩٠

الطّاهِرِينَ، أَنْ تَغْفِر لِي ذَنْبِي العَظِيمَ، فَأِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ (١) .

أقول قد روى السَّيِّد ابن طاووس رض في كتاب (جمال الأسبوع) لكلَّ من الاَئمة عليهم‌السلام صلاة خاصّة ودُعاء، وَيَنبَغي لنا ذِكرها هُنا قالَ:

صلاة لمولانا الحسن عليه‌السلام في يَوم الجُمعة وهي أربَع ركعات، كُل ركعة بالحمد مَرَّة، والاخلاص خمساً وعشرين مَرَّة.

دُعاء الحسَن عليه‌السلام : اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ، وأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، وأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقِيلَنِي عَثْرَتِي، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ ذُنُوبِي وَتَغْفِرَها لِي، وَتَقْضِيَ لِي حَوائِجِي، وَلا تُعَذِّبَنِي بِقَبِيحٍ كانَ مِنِّي، فَإِنَّ عَفْوَكَ وَجُودَك يَسَعُنِي، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) .

صلاة الحُسين عليه‌السلام أربَع ركعات، تقرأ في كُلِّ ركعة كلاً مِنَ الفاتحة والتَّوحيد خمسين مَرَّة وإِذا ركعت في كُلِّ ركعة تقرأ الفاتحة عشراً والاخلاص عشراً وكذلك إذا رَفعتَ رأسَكَ مِنَ الرُّكوع وكذلك في كُلِّ سجدة وبَينَ كُلِّ سَجدَتَين، فإذا سَلَّمت فَادعُ بِهذا الدُّعاءِ: اللّهُمَّ أَنْتَ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لادَمَ وَحَوَّاءَ (٣) (٤) .

صلاة الإمام زين العابدين عليه‌السلام أربَع ركعات كُلّ ركعة بالفاتحة مَرَّة والاخلاص مائة مَرَّة.

دعاؤه عليه‌السلام : يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِك السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّنا وَسَيِّدَنا وَمَوْلانا، يا غايَةَ رَغْبَتِنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ

_________________

١ - مصباح المتهجّد : ٣١٨، وجمال الاسبوع: ٢٦٤.

٢ - جمال الاسبوع لابن طاووس: ٢٧٠.

٣ - ويأتي هذا الدعاء كاملاً في أوّل ملحقات الثاني ص ٧٠٥.

٤ - جمال الاسبوع لابن طاووس: ٢٧٠.
٩١

عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (١) .

صلاة الباقِر عليه‌السلام ركعتان كُلّ ركعة بالحمد مَرَّة و سُبْحانَ الله والحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أكْبَرُ مائة مَرَّة.

دُعاءُ الباقِر عليه‌السلام : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا حَلِيمُ ذُو أَناةٍ غَفُورٌ وَدُودٌ أَنْ تَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي بِحُسْنِ ماعِنْدَكَ، وَأَنْ تُعْطِيَنىٍِّ مِنْ عَطائِكَ ما يَسَعُنِي، وَتُلْهِمَنِي فِيما أَعْطَيْتَنِي العَمَلَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ، وَأَنْ تُعْطِيَنِي مِنْ عَفْوِكَ ما أَسْتَوْجِبُ بِهِ كَرامَتَكَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلاتَفْعَلَ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، فَإِنَّما أَنا بِكَ وَلَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاّ مِنْكَ، يا أبْصَرَ الاَبْصَرِينَ، وَيا أسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيا أحْكَمَ الحاكِمِينَ، وَياجارَ المُسْتَجِيرِينَ، وَيامُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٢) .

صلاة الصّادق عليه‌السلام : ركعتان، كُلّ ركعةٍ بالفاتِحة مَرَّة وآية ( شَهِدَ الله ) مائة مَرَّة.

دُعاء الصّادق عليه‌السلام : اصانِعَ كُلِّ مَصْنوعٍ، يا جابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ (٣) ، وَياحاضِرَ كُلِّ مَلاً، وَياشاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَياشاهِدُ غَيْرَ غائِبٍ، وَغالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَياقَرِيبُ غَيرَ بَعِيدٍ، ويامُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، وَياحَيُّ مُحْيِيَ المَوْتى، وَمُمِيتَ الاَحْياءِ، القائِمُ (٥) عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَيا حَيَّا حِينَ لا حَيَّ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٦) .

صلاة الكاظِم عليه‌السلام ركعتان تقرأ في كُلِّ ركعة الحَمدُ مَرَّة والتَّوحيد اثنتي عشرة مَرَّة.

دُعاؤه عليه‌السلام : إِلهِي خَشَعَتِ الاَصْواتُ لَكَ، وَضَلَّتِ الاَحْلامُ فِيكَ، وَوَجِلَ كُلُّ شَيٍ مِنْكَ، وَهَرَبَ كُلُّ شيٍ إِلَيْكَ، وَضاقَتِ الاَشياءُ دُونَكَ، وَمَلأَ كُلَّ شيٍ نُورُكَ، فَأنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وأَنْتَ البَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ العَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وأَنْتَ الَّذِي لا

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٢٧٤.

٢ - جمال الاسبوع: ٢٧٥.

٣ - كسر - خ -.

٤ - يا شاهد غير غائب، وغالب غير مغلوب، ويا قريب غير بعيد - خ -.

٥ - القائم - خ -.

٦ - جمال الاسبوع: ٢٦٧.
٩٢

يَؤُودُكَ شَيٌ، يا مُنْزِلَ نِعْمَتِي، يا مُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَياقاضِيَ حاجَتِي، أَعْطِنِي مَسْألَتِي بِلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ . آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصا لَكَ دِينِي، أَصْبَحْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مااسْتَطَعْتُ، أَبُؤُ لكَ بِالنِّعْمَةِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي لايَغْفِرُها غَيْرُكَ، يا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دانٍ، وَفِي دُنُوِّهِ عالٍ، وَفِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَفِي سُلْطانِهِ قَويُّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ (١) .

صلاة الرِّضا عليه‌السلام : ستّ ركعات كُلّ ركعة بالفاتحة مَرَّة و ( هَلْ أَتى عَلى الاِنْسانِ ) عشر مرَّات.

دُعاؤه عليه‌السلام : يا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَياوَلِيِّيَ فِي نِعْمَتِي، وَيا إِلهِي وَإِلهَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، يا رَبَّ كَّهيعَّصَّ وَيسَّ وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ، أَسْأَلُكَ يا أحْسَنَ مَنْ سُئِلَ، وَياخَيْرَ مَنْ دُعِيَ وَيا أجْوَدَ مَنْ أَعْطى، وَيا خَيْرَ مُرْتَجى، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٢) .

صلاة الجواد عليه‌السلام ركعتان كُلّ ركعة بِالفاتحة مَرَّة والاخلاص سبعين مَرَّة.

دُعاؤُه عليه‌السلام : اللّهُمَّ رَبَّ الاَرْواحِ الفانِيَةِ، وَالاَجسادِ البالِيَةِ، أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الاَرْواحِ الرَّاجِعَةِ إِلى أَجْسادِها (٣) ، وبِطاعَةِ الاَجْسادِ المُلْتَئِمَةِ بِعُروقِها، وَبِكَلِمَتِكَ النَّافِذَةِ بَيْنَهُمْ وَأَخْذِكَ الحَقَّ مِنْهُمْ وَالخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضائِكَ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخافُون عِقابَكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي، وَعَمَلاً صَالِحاً فَارْزُقْنِي (٤) .

صلاة الهادي عليه‌السلام ركعتان تقرأ في الأولى الفاتحة ويَّس وفي الثّانية الحَمدُ والرَّحْمنُ.

دُعاؤُهُ عليه‌السلام : يا بارُّ يا وَصُولُ يا شاهِدَ كُلِّ غائِبٍ، وَياقريبُ غَيرَ بَعِيدٍ، وياغالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لاتُبْلَغُ قُدْرَتُهُ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِاسْمِكَ

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٢٧٦ وفيه وآل محمد.

٢ - جمال الاسبوع: ٢٧٧.

٣ - أحبّائها - خ -.

٤ - جمال الاسبوع: ٢٧٨.
٩٣

المَكْنُونِ الَمَخْزُونِ المَكْتومِ عَمَّنْ شِئْتَ الطَّاهِرِ المُطَهَّرِ المُقَدَّسِ النُّورِ التّامِّ الحَيِّ القَيُّومِ العَظِيمِ، نُورِ السَّماوات وَنُورِ الاَرَضِينَ، عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الكَبِيرِ المُتَعالِ العَظِيمِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

صلاة الحسَن العَسكري عليه‌السلام أربَع ركعات الرّكعتان الأوليان بالحمد مَرَّة و ( إِذا زُلْزِلَتِ ) خمس عشرة مَرَّة، والأخيرتان كُلّ ركعة بالحمد مَرَّة والاخلاص خمس عشرة مَرَّة.

دُعاؤُهُ عليه‌السلام : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِانَّ لَكَ الحَمْدَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ البَدِيُ قَبْلَ كُلِّ شَيٍ، وَأَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الَّذِي لايُذِلُّكَ شَيٌ، وَأَنْتَ كُلِّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ مايُرى وَما لايُرى، العالِمُ بِكُلِّ شَيٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، أَسْأَلُكَ بِآلائِكَ وَنَعمائِكَ بِأَنَّكَ الله الرَّبُّ الواحِدُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الوِتْرُ الفَرْدُ، الاَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ القائِمُ على كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ الرَّقِيبُ الحَفِيظُ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ الله الأول قَبْلَ كُلِّ شيٍ، وَالآخر بَعْدَ كُلِّ شيٍ، وَالباطِنُ دُونَ كُلِّ شيٍ الضَّارُّ النَّافِعُ الحَكِيمُ العَلِيمُ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ الباعِثُ الوارِثُ الحَنَّانُ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ وَذُو الطَّوْلِ وَذُو العِزَّةِ وَذُو السُّلْطانِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. أَحَطْتَ بِكُلِّ شَيٍ عِلْما، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شيٍ عَدَداً، صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٢) .

صلاة الحُجّة القائِم عجَّلَ الله تعالى فَرجَهُ الشريف ودعاؤه: ركعتان تقرأ في كُلِّ ركعة فاتحة الكتاب إلى ( إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، ثم تُكرِّر هذه الآية مائة مَرَّة ثمَّ تتّم قراءة الفاتحة وتقرأ بعدها الاخلاص ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) مَرَّة واحِدة، وَتَدعو عقيبهما فتقول:

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاُء، وَبَرِحَ الخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الغِطاءُ، وَضاقَتِ الاَرْضُ بِما وَسِعَتِ

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٢٧٨.

٢ - جمال الاسبوع: ٢٧٩.
٩٤

السَّماء، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ المُشْتَكى، وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَمَرْتَنا بِطاعَتِهِمْ، وَعَجِّلِ اللّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقائِمِهِمْ، وَأَظْهِرْ إِعزازَهُ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِيانِي فَإِنَّكُما كافِيانَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، انْصُرانِي فَإِنَّكُما ناصِرانَ، يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ إِحْفَظانِي فَإِنَّكُما حافِظانَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، الاَمانَ الاَمانَ الاَمانَ (١) .

صلاة جَعفر الطّيّار عليه‌السلام : وهي الإكسير الأَعْظَمِ والكبريت الأحمر وهي مرويّة بِما لَها من الفَضل العَظيم باسناد معتبرة غايَة الاعتبار وأَهم مالَها من الفَضل غفران الذّنوب العظام وأفضل أوقاتها صدر النّهار يَوم الجُمعة (٢) وهي أربَع ركعات بتشهّدتين وَتَسليمين يقرأ في الركعة الأولى سُورَة الحَمدُ و ( اِذا زلزلت الأرض ) ، وَفي الركعة الثّانية سُورَة الحَمدُ والعاديات، وَفي الثّالثة الحَمدُ و ( إِذا جاءَ نَصرُ الله ) ، وَفي الرّابعة الحَمدُ و ( قُل هُوَ الله أَحَدٌ ) فإذا فرغ من القراءة في كُلِّ ركعة فَليَقُل قَبلَ الرُكوع خمس عشرة مَرَّة: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ . ويقولَها في ركوعه عشراً وإِذا استوى من الرُّكوع قائِما قالَها عشراً، فإذا سجد قالها عشراً، فإذا جَلَسَ بين السّجدتين قالَها عشراً، فإذا سَجَدَ الثّانية قالَها عشراً، فإذا جَلَسَ ليَقوم قالَها قبل أَن يقومُ عشراً يفعل ذلكَ في الأربع ركعات فتكون ثلاثمائة تسبيحة (٣) .

روى الكُلَيني عَن أَبي سَعيد المَدائني قالَ: قالَ الصّادق (ع): إِلاّاعلِّمُك شَيْئاً تقولَهُ في صلاة جَعفَر عليه‌السلام قُلت: بلى. قالَ: قُلْ: إذا فَرغت مِنَ التَّسبيحات في السَّجدة الثّانية مِنَ الرُّكعة الرَّابعة: سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ، سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ، سُبْحانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيٍ عِلْمُهُ، سُبْحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِي القُدْرَةِ وَالكَرَمِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٢٨٠.

٢ - كما في الاحتجاج للطبرسي: ٤٩١ في توقيعات الناحية المقدّسة.

٣ - جمال الاسبوع: ٢٨١.
٩٥

مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ الَّتِي تَمَّتْ صِدْقا وَعَدْلاً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكذَا (١) ، وتطلب حاجتك عوض كلمة كذا وكذا .

رَوَى الشَّيخ والسَّيِّد عَن المفضل بن عمر قالَ: رأيت الصّادق عليه‌السلام صَلّى صلاة جَعفَر بن أبي طالِب عليه‌السلام ، ورَفعَ يَديهِ ودعا بِهذا الدُّعاء: يا رَبِّ يا رَبِّ حَتَّى انقطع النفس يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ حَتَّى انقطع النَّفس، رَبِّ رَبِّ حَتَّى انقطع النِّفس، يا الله يا أللّه حَتَّى انقَطع النَّفس، يا حَيُّ يا حَيُّ حَتَّى انقطع النَّفس، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ حتَّى انقطع النَّفس، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ سبع مرَّات، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ سبع مرَّات، ثُمَّ قالَ: اللّهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ القَوْلَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيْكَ، وَاُمَجِّدُكَ وَلا غايَةَ لِمَدْحِكَ، وَاُثْنِي عَلَيْكَ وَمَنْ يَبْلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ وَأَمَدَ مَجْدِكَ، وَأَنّى لِخَلِيقَتِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ، وَأَيَّ زَمَنٍ لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحا بِفَضْلِكَ مَوْصُوفا بِمَجْدِكَ عَوَّاداً عَلى المُذْنِبِينَ بِحِلْمِكَ. تَخَلَّفَ سكَّانُ أَرْضِكَ عَنْ طاعَتِكَ فَكُنْتَ عَلَيْهِمْ عَطُوفا بِجُودِكَ جَوّاداً بِفَضْلِكَ، عَوَّاداً بِكَرَمِكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ المَنَّانُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ.

وقالَ لي: يا مفضّل إذا كانت لك حاجة مُهمَّة فصَلِّ هذهِ الصلاة وادع بهذا الدُّعاء وسل حاجتك يقضي الله لك إن شاء الله تعالى (٣) .

أقول: رَوى الطوسي لقَضاءِ الحوائِج عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: صُم يَوم الاَربِعاء والخَميس والجُمعة فإذا كان عشية يَوم الخَميس تصدَّقت على عشرة مساكين مداً مداً من الطّعام، فإذا كان يَوم الجُمعة اغتسلت وبرزت إلى الصّحراء فصلِّ صلاة جَعفَر بن أبي طالب واكشف عَن ركبتيك وألصقهما بالأرض، وقُلْ:

يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ (٤) ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ وَيا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، وَمُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا مُقِيلَ العَثَراتِ، يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ إِسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ عَشراً، يا الله يا الله يا الله عَشراً، يا

_________________

١ - الكافي ٣ / ٤٦٧ ح ٦ من باب صلاة التسبيح.

٢ - في المصباح: « يا رحمن يا رحمن حتى انقطع النفس » .

٣ - مصباح المتهج ّد: ٣١١، جمال الاسبوع: ٢٩٤.

٤ - وستر على القبيح - خ -.
٩٦

سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ عَشراً، يا مَوْلاياهُ يا مَوْلاياهُ (١) عَشراً، يا رَجاءاهُ عشراً، يا غِياثاهُ عَشراً، يا غايَةَ رَغْبَتاهُ عَشراً، يا رَحْمنُ عَشراً، يا رَحِيمُ عَشراً، يا مُعْطِيَ الخَيْراتِ عَشراً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَثِيراً طَيِّبا كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَشراً، واطلُب حاجتك (٢) . أقول: في روايات كثيرة انَّه لقَضاءِ الحوائِج تصام هذهِ الاَيَّام الثَّلاثة ثُمَّ تصَلِّي رُكعتان عِندَ زوال الجُمعة (٣) .

الحادي والعشرون: مِنْ أعمال يوم الجمعة ان يدعو إذا زالت الشّمس بما رواه مُحَمَّد بن مُسلم عَن الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ وَهُوَ على ما أورده الشَّيخ في (المصباح) أن يقول:

لا إِلهَ إِلاّ اللهُ، وَالله أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ الله وَالحَمدُ للهِ، الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شِرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً . ثُمَّ يَقول: يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا بارِيَ النَّسَمِ، يا عَلِيَّ الهِمَمِ يا مُغْشِيَ الظُّلَمِ، يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالاَلَمِ، يا مُؤْنِسَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِما لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطاعَتُهُ غَناءٌ (٤) ، ارْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ البُكاءُ. سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٥) .

الثَّاني والعشرون: أَن يُصَلِّي فريضة الظّهر يَوم الجُمعة بسورة الجُمعة والمنافقين والعصر بالجُمعة والتَّوحيد. رَوى الشَّيخ الصَّدوق عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: مِنَ الواجب على كُلِّ مؤمن إذا كان لَنا شيعة أَن يقرأ في ليلة الجُمعة بالجُمعة وسبِّح اسمَ رَبِّكَ الاعلى وفي صلاة الظّهر بالجُمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك كانَّما يعمل بعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنَّة (٦) .

ورَوَى الكُلَينِي بسند كالصَّحيح عَن الحَلبي قالَ: سألت الصّادق عليه‌السلام عَن القراءة في الجُمعة إذا صلَّيت وحدي (أي لم أصل الجُمعة وصلَّيت صلاة الظّهر) أَربعاً أَجهر بالقراءة. فقال: نعم،

_________________

١ - يا مولاه يا مولاه - خ -.

٢ - مصباح المتهجّد: ٣٣٠.

٣ - انظر مصباح المتهجّد: ٣٣٨.

٤ - غنىً - خ -.

٥ - مصباح المتهجّد: ٣٦٠.

٦ - ثواب الاعمال: ١١٨.
٩٧

وقال: اقرأ بسورة الجُمعة والمنافقين في يَوم الجُمعة (١) .

الثَّالث والعشرون: روى الشَّيخ الطّوسي رض عِندَ ذِكر تعقيب صلاة الظّهر يَوم الجُمعة، عَن الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قالَ: من قرأ يَوم الجُمعة حين يسلِّم الحَمد سبع مرَّات و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ ) سبع مرَّات، و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ) سبع مرَّات، و ( قُلْ هُوَ الله أَحدٌ ) سَبع مرَّات، و ( قُلْ يا أَيُّها الكافِرُونَ ) سَبع مرَّات، وآخرالبراءة وَهُوَ آية ( لَقَدْ جائكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) ، وآخر سورة الحشر ( لَوْ أَنْزَلْنا هذا القُرآنَ ) ... إلى آخر السّورة، والخمس مِنْ آل عمران إِنَّ فِي خَلق السَّماوات وَالاَرْضِ... إلى... إِنَّكَ لاتُخْلِفُ المِيعادَ كُفي ما بين الجُمعة إلى الجُمعة.

الرَّابع والعِشرون: ورَوَى عنهُ عليه‌السلام قالَ: من قالَ بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظّهر: اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَكَ وَصَلاةَ مَلائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ لَمْ يكتب عَلَيهِ ذنب سنة.

وقالَ أيضاً مَن قالَ بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة الظّهر: ا للّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ، لَمْ يمت حَتَّى يدرك القائِم عليه‌السلام .

أقول: الدُّعاء الأول مِنْ هذين [ وَهُوَ: اللّهُمَّ اجعل ... الخ]، يورث الأمن من البَلاءِ إلى الجُمعة القادمة إذا دُعي بهِ ثلاث مرَّات بعد فريضة الظّهر يَوم الجُمعة (٦) . ورَوَى أيضاً مَنْ صَلَّى على النبيِّ وآلِهِ عليهم‌السلام بين فريضتي يوم الجُمعة كان لَهُ من الاجر مثل الصلاة سبعين ركعة (٧) .

الخامس والعِشرون: أَن يقرأ الدُّعاء: يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا تَرحَمُهُ العِبادُ ...، والدُّعاء: اللّهُمَّ هذا يَوْمٌ مُبارَكٌ ...، وهذان من أدعية الصَّحيفة الكامِلة (٨) .

السَّادس والعِشرون: قالَ الشَّيخ في (المصباح): روي عَن الائِمَّة عليهم‌السلام ، أَنَّ مَنْ صَلَّى الظّهر يَوم الجُمعة وصَلّى بعدها ركعتين يقرأ في الأولى الحَمد و ( قُلْ هُوَ الله أَحدٌ ) سَبع مرَّات وفي الثّانية مِثل ذلك، وبعد فراغهِ: اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ الَّتِي حَشْوُها البَرَكَةُ وَعُمَّارُها

_________________

١ - الكافي ٣ / ٤٢٥ ح ٥ من باب القراءة يوم الجمعة وليلتها في الصلوات.

٢ - آل عمران: ٣ / ١٩٠ - ١٩٤.

٣ - مصباح المتهجّد: ٣٦٨.

٤ - مصباح المتهجّد: ٣٦٨.

٥ - مصباح المتهجّد: ٣٦٨.

٦ - رواه المجلسي في البحار ٩٠ / ٦٥ ح ٨ عن اعلام الدين عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، مع اختلاف في الالفاظ.

٧ - بحارالانوار ٩٠ / ٦٦ ح ١٠ عن جامع البزنطي عن الصادق عليه‌السلام ، وفيه: من صلّى على محمّد وآله فيما بين الظهرين عدل سبعين ركعة.

٨ - مصباح المتهجّد: ٣٦٩ و ٣٧١، الصحيفة الكاملة السجادية: الدعاء ٤٦ و ٤٨ ص ٣٩١ و ٤٢٠.
٩٨

المَلائِكَةُ، مَعَ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَبِينا إِبْراهِيمَ عليه‌السلام ، لَمْ تضره بليّة ولَمْ تصبه فتنة إلى الجُمعة الأخرى، وجمع الله بينه وبين مُحَمَّد وبين إبراهيمَ عليه‌السلام (١) . قالَ العلاّمة المجلِسي رض: إذا دعا بهذا الدُّعاء من لَمْ يكن من سلالة النَبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فليقل عوض وابينا وأبيه .

السّابع والعِشرون: روي أنَّ أفضل ساعات يَوم الجُمعة بعد العصر وتقول مائة مرة: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ .

وقالَ الشَّيخ يستحبّ أن يقول مائة مرَّة: صَلَواتُ الله وَمَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٣) .

ورَوَى الشَّيخ الجليل ابن إدريس في السّرائِر عَن جامع البزنطي عَن أبي بصير قالَ: سَمعت جَعفَراً الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ يقول الصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فيما بين الظّهر والعَصر تعدل سبعين حجَّة ومَنْ قالَ بعد العَصر يَوم الجُمعة: اللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، كان لَهُ مثل ثواب عمل الثَّقلَين في ذلك اليَوم.

أقول: هذهِ صلاة مرويَّة بما لها من الفضل الكثير في كتب مشايخ الحديث باسناد معتبرة جداً، والأفضل ان يكرِّرها سَبع مرَّات، وأفضل منه عشر مرَّات. فعن الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قالَ: مَنْ صَلَّى بهذه الصلاة حين يصَلِّي العصر يَوم الجُمعة قَبلَ ان ينفتل من صَلاته عشر مرَّات صلَّت عَلَيهِ الملائِكَة مِنْ تلك الجُمعة إلى الجُمعة المقبلة في تلك السّاعة (٥) . وعنه عليه‌السلام أيضاً قال: إذا صلّيت العصر يَوم الجُمعة فصلِّ بهذه الصلاة سَبع مرَّات (٦) .

وروى الكُلَينِي في الكافي أنَّه إذا صلّيت العصر يَوم الجُمعة، فَقُل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، فانَّ مَن قالها بعد العَصر كتب الله عزَّ وجلّ لَهُ مائة الف حَسَنة، ومحا عنه مائة الف سيّئة، وقضى لَهُ بها مائة أَلف حاجة،

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٣٧٧.

٢ - مصباح المتهجّد: ٣٨٧.

٣ - مصباح المتهجّد: ٣٨٧.

٤ - بحارالانوار: ٩٠ / ٩٤ ح ٨ عن السرائر.

٥ - جمال الاسبوع: ٤٤٥.

٦ - جمال الاسبوع: ٤٤٦ ومصباح المتهجّد: ٣٨٦.
٩٩

ورفع لَهُ بها مائة ألف درجة (١) .

وقال أيضاً: رُوي انَّ مَنْ صَلَّى بهذه الصلاة سبع مرَّات ردَّ الله اليه بعدد كُلّ عبد من العباد حسنة، وتقبل منه عَمله في ذلك اليَوم وجاء يَوم القيّامة وبين عينيه النّور (٢) .

وَسيأتي في خلال أَعمال يَوم عرفة صَلَواتُ مَنْ صَلَّى بها عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِم سرَّهم.

الثَّامِن والعِشرون: أَن يَقول بعد العَصر سبعين مرَّة: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ليغفر الله ذُنوبه (٣) .

التَّاسِع والعِشرون: قراءة إِنّا أَنزلنْاهُ مائة مرَّة، روي عَن الإمام مُوسى الكاظم عليه‌السلام قالَ: إن لله يَوم الجُمعة الف نفحة من رحمته يعطي كُلّ عبد منها ما شاء فمن قرأ بعد العصر يَوم الجُمعة إِنّا أَنزَلنْاهُ مائة مرَّة وَهب الله لَهُ تلك الألف ومثلها.

الثَّلاثون: قراءة دُعاء العشرات الآتي ص ١٢١.

الحادي والثَّلاثون: قال الشَّيخ الطوسي رض: آخر ساعة يَوم الجُمعة إلى غروب الشّمس هي السّاعة الَّتي يستجاب فيها الدُّعاء فينبغي ان يستكثر من الدُّعاءِ في تلك الساعة. وروي أنَّ تلك السّاعة هي إذا غاب نصف القرص وبقي نصفه. وكانت فاطمة عليها‌السلام تدعُو في ذلك الوقت، فيستحب الدُّعاء فيها.

ويستحبّ ان يدعو بالدُّعاءِ المروي عَن النَبِّيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في ساعة الاستجابة: سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ يا ذَا الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٨) .

ويستحبّ دُعاء السّمات في آخر ساعة من نهار الجُمعة (٩) ، وسيأتي إن شاء الله تَعالى ص ١٢٥.

واعلم انّ ليَوم الجُمعة نسبة وانتماء إلى إمام العصر عجَّل الله تَعالى فرجه من نواحي عديدة، ففيه كانت ولادته السّعيدة، وفيه يفيض السّرور بظهُورهِ وترقب الفَرَج وانتظاره فيه اشدّ ممّا سواه من الايّام، وستجد فيما سنُورده منْ زيارته الخاصّة في يَوم الجُمعة هذهِ الكلمة: هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدِكَ .

_________________

١ - الكافي ٣ / ٤٢٩ ح ٤ من باب نوادر الجمعة.

٢ - الكافي ٣ / ٤٢٩ ح ٥.

٣ - مصباح المتهجّد: ٣٩٤.

٤ - مصباح المتهجّد: ٣٨٦.

٥ - جمال الاسبوع: ٤٥٢.

٦ - مصباح المتهجّد: ٣٩٥، جمال الاسبوع: ٤٥٣.

٧ - مصباح المتهجّد: ٣٩٩.

٨ - مصباح المتهجّد: ٤١٦.

٩ - مصباح المتهجّد: ٤١٦.
١٠٠

والواقِع انّ الجُمعة انَّما عُدّت عيداً من الأعياد الأربعة لما سيتفق فيها مِن ظهور الحجّة عليه‌السلام وتطهيره الاَرض من أدران الشّرك والكفر واقذار المعاصي والذنوب ومن الجبابرة والملحدين والكفّار والمنافقين، فتقر عيُون الخاصّة مِن المؤمنين وتسرّ أفئدتهم باظهاره كلمة الحق، واعلاِ الدِّين وشرائع الايمان، وأَشرَقَت الاَرض بِنورِ رَبِّها.

وينبغي في هذا اليَوم ان يدعى بالصلاة الكبيرة، ويدعى أيضاً بما أمر الرِّضا عليه‌السلام بان يدعى به لصاحب الامر عليه‌السلام : اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ . الدُّعاء (١) . وسيأتي هذا الدُّعاء في باب الزّيارات في نهاية أعمال السرداب. وأن يدعى أيضاً بما أملاه الشَّيخ أبو عمرو والعمروي (قدّس الله رُوحه) على أبي علي بن همام، وقال: ليُدعى به في غيبة القائم من آل مُحَمَّد عَلَيهِ وعَلَيهم السَّلام، هو دعاء طويل كتلك الصلاة، ووجيزتنا هذه لا تسعها (٢) ، فاطلبهما من مصباح المتهجد وجمال الأسبوع (٣) .

وينبغي ان لانهمل ذِكر الصلاة المنسوبة إلى أبي الحَسَنِ الضرّاب الأصبهاني وقد رواها الشَّيخ والسّيد في أعمال عصر يَوم الجُمعة. وقالَ السَّيِّد: هذهِ الصلاة مروية عَن مَولانا المهدي صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ، وإن تركت تعقيب العصر يَوم الجُمعة لعُذر من الاعذار فلا تترك هذهِ الصلاة ابداً لامر أطلعنا الله جلَّ جلاله عليه، ثُمَّ ذكر الصلاة بسندها (٤) .

وقالَ الشَّيخ في المصباح هذهِ صلاة مرويّة عَن صاحِب الزّمان عليه‌السلام خرجت إلى أبى الحَسَنِ الضّرّاب الأصبهاني بمكّة ونحن لَمْ نذكر سندها رعاية للاختصار وهي:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ المُصْطَفى فِي الضِّلالِ المُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، البَريِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللهِ.

اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِيْ نُورَهُ،

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٤٠٩.

٢ - لا يخفى أنّ هذا الدعاء سيأتي في ملحقات الكتاب هذا ص ٦٩٨ وأوّله: اللّهمّ عرّفني نفسك.

٣ - مصباح المتهجّد: ٤١١.

٤ - جمال الاسبوع للسيد ابن طاووس: ٤٩٤.
١٠١

وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ، وَالمَنْزِلَةَ وَالوَسِيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأولونَ وَالآخرونَ، وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ المُرْسَلِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسى بنِ جَعفَرٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُوسى إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الخَلَفِ الهادي المهديِّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الاَئِمَّةِ الهادِينَ، العُلَماءِ الصَّادِقِينَ الاَبْرارِ المُتَّقِينَ، دَعائِمِ دِينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَتراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِملائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
١٠٢

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً (١) كَثِيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً، لايُحِيطُ بِها إِلاّ أَنْتَ وَلايَسَعُها إِلاّ عِلْمُكَ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحْيِي سُنَّتَكَ، القائِمِ بِأَمْرِكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ، الدَّلِيلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ.

اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الاَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الكائِدِينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظّالِمِينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبّارِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ، وَعَدُوِّهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ الدُّنْيا ماتُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ماأَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى (٢) مِنْ دِيْنِكَ وَأَحْيِ بِهِ مابُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ماغُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاُ جَدِيداً خالِصاُ مُخْلَصاُ، لاشَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ. اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلَّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ. اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلِّ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى فِي إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلِيٍّ المُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَيْنِ المُصَفَّى، وَجَمِيعِ الأَوْصِياء مَصابِيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى، وَالحَبْلِ المَتِينِ والصِّراطِ المُسْتَقِيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ

_________________

١ - زاكية نامية: نسخة.

٢ - محي - خ -.
١٠٣

عَهْدِكَ، وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فِي أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ فِي آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصى آمالِهِمْ دِينا وَدُنْيا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (١) .

واعلم أنّ ليلة السّبت هي كليلة الجمعة على بعض الروايات، فينبغي أن يُقرأ فيها ما يقرأ في ليلة الجمعة.

الفصل الخامس

في تعيين أسماء النَبِّي والائِمَّة المَعصُومين عليهم‌السلام باَيّام الاسبُوع

والزّيارات لهُم في كُلِّ يَوم

قالَ السَّيِّد ابن طاووس في جمال الاسبُوع : رَوى ابن بابويه مُسنداً عَن الصّقر بن أبي دلف قالَ: لما حمل المتوكّل سَيِّدَنا عليّ بن مُحَمَّد النَّقي إلى سُرّ مَنْ رأى جِئت أسأل عَن خبره، وكانَ سجينا عِندَ الزراقي حاجب المتوكّل، فأدخلت عَلَيه فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خَير. فقال: اقعد. قال: فأخذنا فيما تقدّم وماتأخّر إلى أن زجر النّاس عَنْه، ثُمَّ قالَ لي: ما شأنك وفيمَ جئت؟ قلت: لِخَيرٍ ما، قالَ: لعلّك جِئت تسأل عَن خَبَر مَولاك؟ فقلت لَهُ: مَولاي أَمير المُؤمِنين. قال: اسكت مَولاكَ هُوَ الحَقّ لاتحتشمني فانِّي على مذهَبِكَ، فقلت: الحَمد لله. فقال أَتُحِبُّ أَن تراه؟ قُلت: نَعَم. قال: اِجلس حَتَّى يخرج صاحِب البريد من عِندِه، قالَ: فَجَلَسْت فَلَمّا خَرَج قالَ لغُلام لَهُ: خذ بيد الصَّقر وأَدْخلهُ إلى الحُجرة، وأومأ إلى بَيْت فَدَخلت فإذا هُوَ جالِس على صَدر حصير وَبحذائِه قَبر مَحفُور. وَقالَ فسلمت عَلَيهِ فَرَدَّ علي، ثُمَّ أَمَرَني بِالجُلوس، ثُمَّ قالَ لي: يا صقر، ما أتى بِكَ؟ قُلْت جِئْتُ أتعرَّف خَبَرك. قالَ: ثُمَّ نَظَرت إلى القَبْر فبَكَيت، فَنَظَر إلى فقال: يا صقر لا عَلَيكَ لَنْ يَصلُوا إِلينا بِسُوءٍ. فقلت: الحَمد للهُ، ثُمَّ قلت: يا سَيِّدي حديث يروى عَن النَبِّي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا أَعرف مَعناهُ. قالَ: وَما هُوَ؟ قُلت: قوله لاتعادُوا الاَيَّام فتُعاديكُم ما مَعناهُ؟ فَقال: نَعَم، الاَيَّام نَحنُ ماقامَتِ السَّماوات وَالاَرض، فَالسَّبْتُ اسْم رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والاَحَّد أَميرالمُؤمِنينَ عليه‌السلام ، والاثنانُ الحَسَنِ والحُسَين عليهما‌السلام ، والثَّلاثاء عَلِيّ بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِي وجَعفَر بن مُحَمَّد عليهم‌السلام ، والاَربِعاء مُوسى بن جَعفَر وعَلِي بن مُوسى ومُحَمَّد بن عَلِي وانا،

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٤٠٦ - ٤٠٩.
١٠٤

والخَميس ابني الحَسَنِ عليهم‌السلام ، والجُمعة ابن ابني واليه تجتمع عصابة الحَقّ . فهذا معنى الاَيَّام فلا تُعادوهم في الدُّنيا فيُعادوكُم في الآخرة . ثُمَّ قالَ: وَدِّعْ واخرُج . ثُمَّ رَوى السَّيِّد هذا الحديث بسند آخر عَن القطب الراوندي، ثُمَّ قالَ (١) :

ذكر زيارةِ النَّبِّي صلى‌الله‌عليه‌وآله

في يومه وَهُوَ يَوم السَّبت

أَشهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ، وَغَلَظْتَ عَلى الكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَبَلَغ الله بِكَ أَشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَأَنْبيائِكَ وَالمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالاَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبِّ العالَمِينَ منَ الأولينَ وَالآخِرِينَ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ، وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ، وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وأَعْطِهِ الفَضْلَ وَالفَضِيلَةَ وَالوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخرونَ. اللّهمَّ إِنَّكَ قُلتَ: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنَفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً ) (٢) ، إِلهي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبأَهْلِ بَيْتِكَ إِلى

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٢٥، فصل ٣. مع اختلاف قليل من بعض الالفاظ.

٢ - النساء: ٤ / ٦٤.
١٠٥

الله تَعالى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي .

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ . ثُمَّ قُلْ: اُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أعْظَمَ المُصِيبَةَ بِكَ؟! حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الوَحْيُ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ، فإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللهِ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ (١) ، هذا يَومُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمأْمُورٌ بِالاِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتِي، وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا، بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَك وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ، وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، فَإِنَّه أَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ (٢) .

يقولُ مؤلّف الكتاب عبّاس القُمِّي عفي عنهُ: إِنِّي كلّما زرته صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الزّيارة بَدَأت بزيارته على نحو ما علّمه الإمام الرِّضا عليه‌السلام البزنطي، ثُمَّ قرأت هذهِ الزّيارة. فَقَد رُوي بسند صحيح أنَّ ابن أبي بصير سأل الرِّضا عليه‌السلام كَيفَ يصَلِّى علىالنَّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويسلِّم عَلَيهِ بعد الصلاة فاجابَ عليه‌السلام : تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُوُلُ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَجَزاكَ الله يا رَسُولَ الله أَفْضَلَ ماجَزى نَبِيّا عَنْ أُمَّتِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٣) .

_________________

١ - الطيبين - خ -.

٢ - رواه السيّد ابن طاووس في جمال الاسبوع: ٢٩، فصل ٣.

٣ - رواه ابن قولويه في كامل الزيارات: ٥٨، باب ٣، وفيه: قال: قلت: كيف السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبره؟ فقال: تقول: السلام على رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا محمّد بن عبدالله...
١٠٦

زيارة أَميرِ المُؤمِنين عليه‌السلام

بروايةِ مَنْ شاهد صاحِب الزّمان عليه‌السلام وَهُوَ يزُوره بها في اليقظة لا في النّوم، يَوم الاَحَّد وَهُوَ يَومُه:

السَّلامُ عَلى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالدَّوْحَةِ الهاشِمِيَّةِ، المُضِيئَةِ المُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ المُونِقَةِ (١) بِالإمامةِ، وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عليهما‌السلام .

السّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى المَلائِكَةِ المُحْدِقِينَ بِكَ وَالحافِّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هذا يَومُ الاَحَّدِ، وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِإِسْمِكَ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ، وَأَجِرْنِي فإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالاِجارَةِ فَافْعَلْ مارَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَرَجَوْتُهٌ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ، وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) وسلّم وعَلَيْهِمْ (٣) أَجْمَعِينَ (٤) .

زِيارة الزَّهراءِ (سَلامُ الله عَليها):

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، إِمْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، أَنا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ الله عَلَيْهِما، وَأَنا أَسْألُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلاّ أَلْحَقْتِيِني بِتَصْدِيقِي لَهُما، لِتُسِرَّ نَفْسِي، فَاشْهَدِي أَنِّي طاهِرٌ (٥) بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ (٦) .

_________________

١ - المونعة - خ -.

٢ - وآله: خ .

٣ - وعليكم - خ -.

٤ - جمال الاسبوع: ٣٠، فصل ٣ .

٥ - ظاهر - خ -.

٦ - جمال الاسبوع: ٣٢، فصل ٣ .
١٠٧

أيضاً زِيارتُها عليها‌السلام بِرواية اُخرى

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، إِمْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، وَكُنْتِ لِما امْتَحَنَكِ بِهِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياء مُصَدِّقُونَ، وَلِكُّلِ ما أَتى بِهِ أَبُوكِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَتى بِهِ وَصِيُّهُ عليه‌السلام مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسأَلُكَ اللّهُمَّ إِذْ كُنّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عليهم‌السلام (١) .

يَوم الاثنَين

وَهُوَ بِاِسِم الحَسَنِ والحُسَين عليهما‌السلام

زِيارة الحَسَنِ عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَليْكَ يا أبْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ، السَّلامُ عَليْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ الوَفيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها القائِمُ الاَمِينُ، السَّلامُ عَليْكَ أَيُّها العالِمُ بِالتَّأْوِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الهادِي المَهديُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطّاهِرُ الزَّكيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّقيُّ النَّقيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحَقُّ الحَقِيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٢) .

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٣٢، فصل ٣.

٢ - جمال الاسبوع: ٣٢، فصل ٣.
١٠٨

زِيارَة الحُسَين عليه‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ اللهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا، وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنِّي مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ، وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، أَنا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلآلِ بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ. لَعَنَ الله أَعْدائَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَنا أَبْرَأُ إِلى الله تَعالى مِنْهُمْ. يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ، يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ الله هذا يَوْمُ الاثْنَيْنِ، وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكُما فَأَضيفانِي وَأَحسِنا ضِيافَتِي، فَنِعْمَ مَنْ اُسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما، وَأَنا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي، فَإِنَّكُما مَأمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالاِجارَةِ، فَصَلَّى الله عَلَيْكُما وَآلِكُما الطَّيِّبِينَ (١) .

يَوم الثِّلاثاء

وَهُوَ باسم عَلِي بن الحُسَين ومُحَمَّد بن عَلِيّ الباقِر وجَعفَر

بن مُحَمَّد الصّادق صَلَواتُ الله عَلَيهِم أَجمعين

زيارتهم عليهم‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللهِ، السَّلامُ عَليْكُمْ يا أئِمَّةَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُم يا أعْلامَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلادَ رَسُولِ اللهِ، أَنا عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ مُعادٍ لاَعْدائِكُمْ مُوالٍ لاَوْلِيائِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُم وَاُمِّي،

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٣٣، فصل ٣.
١٠٩

صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ . اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوالى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ وَأَكْفُرُ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزَّى، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ العابِدِينَ، وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صادِقا مُصَدَّقا فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ، يا مَوالِيَّ هذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ الله عِنْدَكُمْ، وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

يَوم الاَربِعاء

وَهُوَ باسم موسى بن جعفر وعلي بن موسى الرِّضا

ومُحَمَّد التَّقي وعَلِيّ النَّقي

زيارتهم عليه‌السلام

السَّلامُ عَلَيْكُم يا أوْلِياء اللهِ، السَّلاُمُ عَلَيْكُم يا حُجَجَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَاُمِّي، لَقَدْ عَبَدْتُمْ الله مُخْلِصِينَ، وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكُمْ اليَقِينُ، فَلَعَنَ الله أَعْدائكُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنا أَبْرَُ إِلى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ. يا مَوْلايَ يا أبا إِبْراهِيمَ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ، يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُوسى، يا مَولايَ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَنا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَومُ الاَرْبِعاءِ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ . (٢)

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٣٤، فصل ٣.

٢ - جمال الاسبوع: ٣٥، فصل ٣.
١١٠

يَومُ الخَميس

وَهُوَ يَومُ الحَسَنِ بن عَلِي العسكَري (صَلَواتُ الله عَلَيهِما)

فَقُل في زيارته عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثَ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ العالَمِينَ. صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ، أَنا مَولىً لَكَ وَلالِ بَيْتِكَ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الخَمِيسِ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ (١) .

يَومُ الجُمعة

وَهُوَ يَومُ صاحِب الزَّمان (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) وباسمهِ وَهُوَ اليَوم

الذي يظهر فيه عجَّلَ الله فرجَهُ، فَقُل في زيارته عليه‌السلام :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الله فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ المُهتَدونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الخائِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَليُّ النّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، عَجَّلَ الله لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الاَمْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ أَنا مَوْلاكَ عَارِفٌ بِاُولاكَ واُخْراكَ. أَتَقَرَّبُ إِلى الله تَعالى بِكَ وَبِآلِ

_________________

١ - جمال الاسبوع: ٣٦، فصل ٣.
١١١

بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الحَقِّ عَلى يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ الله أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ المُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلى أَعْدائِكَ، وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلى يَدَيْكَ (١) ، وَقَتْلُ الكافِرِينَ بِسَيْفِكَ، وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَولايَ كَرِيمٌ مِنْ أَوْلادِ الكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالاِجارَةِ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ (٢) .

قالَ السَّيِّد ابن طاووس: وأَنا اتمثَّل بعد هذهِ الزيارة بهذا الشِعر وأشير اليهِ عليه‌السلام وأقول:

نَزيلُكَ حَيْثُ مااتَّجَهْتُ رِكابي
    

    

وَضَيْفُكَ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ البِلادِ (٣)

الفَصلُ السَّادِس

في ذِكر نبذ مِنَ الدَّعَواتِ المَشهُورة

مِن تِلكَ الدَّعوات..

دُعاءُ الصَّباح لأمير المؤمنين عليه‌السلام

وَهُوَ هذا الدُّعاء:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ المُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ

_________________

١ - في جمال الاسبوع: « يَدك ».

٢ - جمال الاسبوع: ٣٧، فصل ٣.

٣ - جمال الاسبوع: ٣٨، فصل ٣.
١١٢

كَيْفِيّاتِهِ. يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ العُيُونِ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، يا مَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ، وَأَيْقَضَنِي إِلى ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الاَلْيَلِ، وَالماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَطْوَلِ، والنَّاصِعِ الحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الكاهِلِ الاَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ القَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ وَعَلى آلِهِ الاَخْيارِ المُصْطَفِينَ الاَبْرارِ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصارِيعَ الصَّباحِ بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالفَلاحِ، وَأَلْبِسْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَأَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنانِي يَنابِيعَ الخُشُوعِ، وَأَجْرِ اللّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آماقِي زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ القُنُوعِ، إِلهِي إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ؟ وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَناتُكَ لِقائِدِ الامَلِ وَالمُنى فَمَنِ المُقِيلُ عَثَراتِي مِنْ كَبَواةِ الهَوى؟ وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلى حَيْثُ النَّصَبِ وَالحِرْمانِ . إِلهِي أَتَرانِي ماأَتَيْتُكَ إِلاّ مِنْ حَيْثُ الامالِ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلاّ حِيْنَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ (١) الوِصالِ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتُ نَفْسِي مِنْ هَواها، فَواها لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها! وَتَبَّا لَها لِجُرأَتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْلاها! إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي، فَاصْفَحِ اللّهُمَّ عمَّا كُنتُ (٢) أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطائِي، وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ رِدائِي (٣) ، فإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلاي وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي، وَأَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبِي، وَمُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ. إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِينا إِلْتَجأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِبا؟ أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلى جَنابِكَ

_________________

١ - عن ضربة: نسخة.

٢ - كان - خ -.

٣ - في خ وفي البحار: « دآئي » .
١١٣

ساعِيا (١) ؟ أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآنا وَرَدَ إِلى حِياضِكَ شارِبا؟! كَلا، وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ المُحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلْطَّلَبِ وَالوُغُولِ، وَأَنْتَ غايَةُ المَسؤُولِ (٢) ونِهايَةُ المَأْمُولِ! إِلهِي هذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ، وَهذِهِ أَعْباء ذُنُوبِي دَرَأْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ أَهْوائِي المُضِلَّةُ وَكَلْتُها إِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحِي هذا نازِلا عَلَيَّ بِضِياءِ الهُدى وَبِالسَّلامَةِ (٣) فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ العِدى (٤) وَوِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الهَوى، إِنَّكَ قادِرٌ عَلى ماتَشاءُ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ، اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَنْ ذا يَعْلَمُ ما أَنْتَ فَلا يَهابُكَ. أَلَّفْتَ بِقُدْرَتِكَ الفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِلُطْفِكَ الفَلَقَ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجيَ الغَسَقِ، وَأَنْهَرْتَ المِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخِيدِ عَذْباً وَاُجاجاً، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً، مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمارِسَ فِيما ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِياءِ، وَاسْمَعْ نِدائِي، وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجائِي، يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِ، وَالمَأْمُولِ لِكُلِ (٥) عُسْرٍ وَيُسْرٍ، بِكَ أَنْزَلْتُ حاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ (٦) مَواهِبِكَ خائِباً، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ (٧) ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ، وَصَلَّى الله عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ اسجد وَقُلْ:

_________________

١ - في البحار وخ: «صاقبا ً ».

٢ - السُّؤل - خ -.

٣ - والسّلامة: خ.

٤ - الاعداء: خ.

٥ - في كلِّ - خ -.

٦ - باب - خ -.

٧ - في نسخة من البحار: « يا كريم لا حولَ ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم ».
١١٤

ِ إلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ، وَنَفْسِي مَعْيُوبٌ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ، وَهُوَائِي غالِبٌ، وَطاعَتِي قَلِيلٌ، وَمَعْصِيَتِي كَثِيرٌ، وَلِسانِي مُقِرُّ بِالذُّنُوبِ، فَكَيْفَ حِيلَتِي يا سَتَّارَ العُيُوبِ، وَيا عَلامَ الغُيُوبِ، وَياكاشِفَ الكُرُوبِ، إِغْفِر ذُنُوبِي كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، يا غَفّارُ يا غَفّارُ يا غَفّارُ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ (١) .

أقول: قد أورد العلامة المجلسي رض هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصلاة من (البحار) وذيله في كتاب الصلاة بشرح وتوضيح، وقالَ: إنّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة، ولَمْ أَجده في المعتبرة إلّا في المصباح السيد ابن باقي رحمة الله عليه. وقالَ أيضاً: والمشهور قراءته بعد فريضة الفجر، وابن الباقي رواه بعد النافلة والكلّ حسن.

دُعاء كميل بن زياد (رض)

وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسي (رض): إنّه أفضل الأدعية، وَهُوَ دعاء الخضر عليه‌السلام وقد علّمه أمير المؤمنين عليه‌السلام كميلاً، وَهُوَ من خواص أصحابه، ويدعى به في ليلة النصف من شعبان، وليلة الجُمعة، ويجدي في كفاية شرّ الأعداء، وفي فتح باب الرزق، وفي غفران الذُّنوب. وقد رواه الشَّيخ والسَّيِّد كلاهما، وانا أرويه عَن كتاب ( مصباح المتهجِّد ) وَهُوَ هذا الدُّعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ يَقُومُ لَهَا شَيْ‌ءٌ وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلاَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَبِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ (٢) أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ‌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ

_________________

١ - رواه البحار ٨٧ / ٣٣٩ ح ١٩ وفي ج ٩٤ / ٢٤٣ ح ١١، عن كتاب الاختيار للسيّد ابن الباقي.

٢ - غلبت - خ -.
١١٥

الْعِصَمَ (١) .‌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ‌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ‌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاَءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ‌ وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ‌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ‌ أَنْ تُسَامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجْعَلَنِي بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَوَاضِعاً. اللهم وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظم فيما عندك رغبته. اللهم عظم سلطانك. وعلا مكانك، وخفي مكرك، وظهر أمرك، وغلب

_________________

١ - في معاني الاخبار للشيخ الصدوق: ٢٧٠ باب ١٢٧ ح ٢ عن ابي خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام يقول: الذنوب التي تغيّر النعم: البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر قال الله عز وجلّ: (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم) (الرعد: ١٢) والذنوب التي تورّث الندم: قتل النفس التي حرّم الله. قال الله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله) (المائدة: ٣٤). وقال عزّ وجلّ في قصّة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسوّلت له نفسه قتل أخيه فقتله (فأصبح من النادمين) (الإسراء: ٣٢) وترك صلة القرابة حتّى يستغنوا، وترك الصلاة حتّى يخرج وقتها، وترك الوصيّة وردّ المظالم، ومنع الزكاة حتّى يحضر الموت وينغلق اللّسان. والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس، والاستهزاء بهم والسخرية منهم. والذنوب التي تدفع القسم: اظهار الافتقار، والنوم عن العتمة، وعن صلاة الغداة واستحقار النعم، وشكوى المعبود عزّ وجلّ، والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر والعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب. والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور، وإباحة المحظور، وعصيان الأخيار، والانطباع للأشرار. والذنوب التي تُعجّل الفناء: قطيعة الرحم، واليمين الفاجرة، والأقوال الكاذبة، والزنا، وسدّ طريق المسلمين، وادّعاء الإمامة بغير حق. والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله عزّ وجلّ. والذنوب التي تظلم الهواء: السحر والكهانة، والإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين. والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين. والذنوب التي تردّ الدعاء: سوء النية، وخُبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالبرِّ والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول. والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكّام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل وردّه بالليل.
١١٦

قهرك، وجرت قدرتك، ولا يمكن الفرار من حكومتك . اللهم لا أجد لذنوبي غافراًوَ لاَ لِقَبَائِحِي سَاتِراً وَلاَ لِشَيْ‌ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ‌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي‌ وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَ‌ اللَّهُمَّ مَوْلاَيَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ‌ وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلاَءِ أَقَلْتَهُ (١) وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ‌ وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ‌ اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلاَئِي وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حَالِي وَقَصُرَتْ (٢) بِي أَعْمَالِي‌ وَقَعَدَتْ بِي أَغْلاَلِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي (٣) وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِغُرُورِهَا وَنَفْسِي بِجِنَايَتِهَا (٤) وَمِطَالِي‌ يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لاَ يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعَالِي‌ وَلاَ تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي وَلاَ تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلَى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَوَاتِي‌ مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِسَاءَتِي وَدَوَامِ تَفْرِيطِي وَجَهَالَتِي وَكَثْرَةِ شَهَوَاتِي وَغَفْلَتِي‌ وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ (٥) رَءُوفاً وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً إِلَهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي‌ إِلَهِي وَمَوْلاَيَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي‌ وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ (٦) مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ الْقَضَاءُ فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ بَعْضَ (٧) حُدُودِكَ وَخَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ‌ فَلَكَ الْحُجَّةُ (٨) عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَلاَ حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاَؤُكَ‌ وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لاَ أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلاَ مَفْزَعاً

_________________

١ - أملته - خ -.

٢ - وقصّرت: خ.

٣ - آمالي - خ -.

٤ - بخيانتها - خ -.

٥ - في الاحوال كلّها - خ -.

٦ - فيه: خ.

٧ - من نقض - خ -.

٨ - الحمد - خ -.
١١٧

أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي‌ غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي وَإِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ (١) ‌. اللَّهُمَّ (٢) فَاقْبَلْ عُذْرِي وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثَاقِي‌ يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي‌ يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي هَبْنِي لاِبْتِدَاءِ كَرَمِكَ وَسَالِفِ بِرِّكَ بِي‌ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ‌ وَبَعْدَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ‌ وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ‌ وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ‌ هَيْهَاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أَوْ تُبْعِدَ (٣) مَنْ أَدْنَيْتَهُ‌ أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاَءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ‌ وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَإِلَهِي وَمَوْلاَيَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلَهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً وَعَلَى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً وَأَشَارَتْ بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ وَلاَ أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ يَا رَبِ‌ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاَءِ الدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلاَءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ قَصِيرٌ مُدَّتُهُ‌ فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلاَءِ الْآخِرَةِ وَجَلِيلِ (٤) وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا وَهُوَ بَلاَءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقَامُهُ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ‌ لِأَنَّهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقَامِكَ وَسَخَطِكَ‌ وَهَذَا مَا لاَ تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ‌ يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي (٥) وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ‌ يَا إِلَهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو وَلِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَأَبْكِي‌ لِأَلِيمِ

_________________

١ - في سعة رحمتك - خ -.

٢ - الهي - خ -.

٣ - تبعد - خ -.

٤ - وحلول - خ -.

٥ - بي - خ -.
١١٨

الْعَذَابِ وَشِدَّ٪ِهِ أَمْ لِطُولِ الْبَلاَءِ وَمُدَّتِهِ‌ فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدَائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلاَئِكَ وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ‌ فَهَبْنِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ (١) وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِكَ‌ وَهَبْنِي (٢) صَبَرْتُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَتِكَ‌ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجَائِي عَفْوُكَ‌ فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ أُقْسِمُ صَادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الْآمِلِينَ (٣) وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُرَاخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ‌ وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ وَلَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ‌ يَا غَايَةَ آمَالِ الْعَارِفِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ‌ يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ وَيَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ‌ أَفَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلَهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ (٤) فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ‌ وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ‌ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ وَيُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ‌ يَا مَوْلاَيَ فَكَيْفَ يَبْقَى فِي الْعَذَابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ‌ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ‌ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرَى مَكَانَهُ‌ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ‌ أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ‌ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَهُوَ يُنَادِيكَ يَا رَبَّهْ‌ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكُهُ (٥) فِيهَا (٦) هَيْهَاتَ مَا ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ‌ وَلاَ مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسَانِكَ‌ فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ لَوْ لاَ مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلاَدِ مُعَانِدِيكَ‌ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَسَلاَماً وَمَا كَانَ (٧) لِأَحَدٍ فِيهَا

_________________

١ - ومولاي: خ.

٢ - وهبني يا الهي - خ -.

٣ - الآلمين - خـ.

٤ - يسبحن - خ -.

٥ - فتتركه: نسخه.

٦ - فيها: خ.

٧ - كانت - خ -.
١١٩

مَقَرّاً وَلاَ مُقَاماً (١) لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ‌ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ‌ وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً: اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ اِلهى وَسَيِّدى فَاَسْئَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتى حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفى هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ اَجْرَمْتُهُ وَكُلَّ ذَنْبٍ اَذْنَبْتُهُ وَكُلَّ قَبِيحٍ اَسْرَرْتُهُ وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ وَكُلَّ سَيِّئَةٍ اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّى وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَىَّ مَعَ جَوارِحى وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ عَلَىَّ مِنْ وَراَّئِهِمْ وَالشّاهِدَ لِما خَفِىَ عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّى مِنْ كُلِّ خَيْرٍ اَنْزَلْتَهُ (٢) اَوْ اِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ اَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ اَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ اَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ اَوْ خَطَاءٍ تَسْتُرُهُ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ وَمالِكَ رِقّى يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى يا عَليماً بِضُرّى (٣) وَمَسْكَنَتى يا خَبيراً بِفَقْرى وَفاقَتى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ اَسْئَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْماَّئِكَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتى مِنَ (٤) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتّى تَكُونَ اَعْمالى وَاَوْرادى (٥) كُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالى فى خِدْمَتِكَ سَرْمَداً يا سَيِّدى يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلى يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ اَحْوالى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحى وَهَبْ لِىَ الْجِدَّ فى خَشْيَتِكَ وَالدَّوامَ فِى الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتّى اَسْرَحَ اِلَيْكَ فى مَيادينِ السّابِقينَ،

_________________

١ - مقاماً: نسخة.

٢ - من كلّ خير تنزله أو احسان تفضله أو برٍّ تنشره أو رزقٍ تبسطه: - خ -.

٣ - بفقري - خ -.

٤ - في - خ -.

٥ - وارادتي - خ -.
١٢٠

وَاُسْرِعَ اِلَيْكَ فِى الْبارِزينَ (١) وَاَشْتاقَ اِلى قُرْبِكَ فِى الْمُشْتاقينَ وَاَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ وَاَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ وَاَجْتَمِعَ فى جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ اَللّهُمَّ وَمَنْ اَرادَنى بِسُوَّءٍ فَاَرِدْهُ وَمَنْ كادَنى فَكِدْهُ وَاجْعَلْنى مِنْ اَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ وَاَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ وَاَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فَاِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ اِلاّ بِفَضْلِكَ وَجُدْلى بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَىَّ بِمَجْدِكَ وَاحْفَظْنى بِرَحْمَتِكَ وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجاً وَقَلْبى بِحُبِّكَ مُتَيَّماً (٢) وَمُنَّ عَلَىَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ وَاَقِلْنى عَثْرَتى وَاغْفِرْ زَلَّتى فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعاَّئِكَ وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ فَاِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهى وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدى فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لى دُعاَّئى وَبَلِّغْنى مُناىَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجاَّئى وَاكْفِنى شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ اَعْدآئى، يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ اِلا الدُّعاَّءَ فَاِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاَّءُ يا مَنِ اسْمُهُ دَوآءٌ وَذِكْرُهُ شِفاَّءٌ وَطاعَتُهُ غِنىً اِرْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاَّءُ وَسِلاحُهُ الْبُكاَّءُ يا سابِغَ النِّعَمِ يا دافِعَ النِّقَمِ يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِى الظُّلَمِ يا عالِماً لا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بى ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَصَلَّى اللّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاْئِمَّةِ الْمَيامينَ مِنْ الِهِ (٣) وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً (٤) .

دُعاء العشرات

وهو دعاء في غاية الاعتبار، وفي نسخ رواياته اختلاف. وانا ارويه عن مصباح الشيخ، ويستحب الدعاء به في كل صباح ومساء، وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ

_________________

١ - المبادرين - خ -.

٢ - تيّمه الحب: عبّده وذلّله، فهو متيم (منه رحمه‌الله ).

٣ - أهله - خ -.

٤ - مصباح المتهجّد: ٨٤٤، جمال الاسبوع: ٥٤٢ - ٥٥٣.
١٢١

العَظِيمِ، سُبْحانَ الله آناءَ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ، سُبْحانَ الله بِالغُدُوِّ وَالاصالِ، سُبْحانَ الله بِالعَشِيِّ وَالاَبْكارِ، سُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَعَشِيّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَيُحْيِي الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، سُبْحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، سُبْحانَ ذِي الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ المَلِكِ الحَقِّ المُهَيْمِنِ (١) القُدُّوسِ، سُبْحانَ الله المَلِكِ الحَيِّ الَّذِي لايَمُوتُ، سُبْحانَ الله المَلِكِ الحَيِّ القُدُّوسِ، سُبْحانَ القائِمِ الدَّائِمِ، سُبْحانَ الدَّائِمِ القائِمِ، سُبْحانَ رَبِّي العَظِيمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ الاَعْلى، سُبْحانَ الحَيِّ القَيُّومِ، سُبْحانَ العَلِيِّ الاَعْلى، سُبْحانَهُ وَتَعالى، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا وَرَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحانَ الدائِمِ غَيْرِ الغافِلِ، سُبْحانَ العالِمِ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، سُبْحانَ خالِقِ مايُرى وَمالايُرى، سُبْحانَ الَّذِي يُدْرِكُ الاَبْصارَ وَلا تُدْرِكُهُ الاَبْصارُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبِيرُ. اللَّهُمَّ إِنِّي اَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ وَبَرَكَةٍ وَعافِيَةٍ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَخَيْرَكَ وَبَرَكاتِكَ وَعافِيَتِكَ بِنَجاةٍ مِنَ النَّارِ، وَأَرْزِقْنِي شُكْرَكَ وَعافِيَتِكَ وَفَضْلَكَ وَكَرامَتَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي . اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شِهِيداً، وَاُشْهِدُ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائَكَ وَرُسُلَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ (٢) وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَىٍٍّْ قَدِيرٌ، تُحْيِي وَتُمِيتُ، وَتُمِيتُ وَتُحْيي،

_________________

١ - المبين - خ -.

٢ - وأرضيك - خ -.

٣ - صلى‌الله‌عليه‌وآله : نسخه.
١٢٢

وَأَشْهَدُ أَنَّ الجَنَّةَ حَقٌ، وَأَنَّ النّارَ حَقٌ وَالنُشُورَ (١) حَقُّ، وَالسّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرُ المُوْمِنِينَ حَقّا حَقّا، وَأَنَّ الاَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الاَئِمَّةُ الهُداةُ المَهْدِيُّونَ، غَيْرُ الضّالِّينَ وَلا المُضِلِّينَ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِياؤُكَ المُصْطَفَونَ، وَحِزْبُكَ الغالِبُونَ، وَصَفْوَتُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَنُجَباؤُكَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِينِكَ، وَاخْتَصَصَتُهْم مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلى العالَمِينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ حَتَّى تُلَقِّنَنِيَها يَوْمَ القِيامَةِ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ إِنَّكَ عَلى ماتَشاءُ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّماء كَنَفَيْها (٢) ، وَتُسَبِّحُ لَكَ الاَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً أَبَداً لا إِنْقِطاعَ لَهُ وَلانَفادَ وَلَكَ يَنْبَغِي وإِلَيْكَ يَنْتَهِي، في وَعَلَيَّ وَلَدَيَّ وَمَعِي وَقَبْلِي وَبَعْدِي وَأَمامِي وَفَوْقِي وَتَحْتِي، وَإِذا مِتُّ وَبَقِيْتُ فَرْداً وَحِيداً ثُمَّ فَنِيتُ، وَلَكَ الحَمْدُ إذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ، يا مَوْلايَ. اللَّهُمَّ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ (٣) الشُّكْرُ بِجَمِيعِ مَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها حَتَّى يَنْتَهِي الحَمْدُ إِلى ماتُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ وَبَطْشَةٍ وَقَبْضَةٍ وبَسْطَةٍ، وَفِي كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لامُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِئَتِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَجْرَ لِقائِلِهِ إِلاّ رِضاكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ باعِثُ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَارِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ بَدِيعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُنْتَهى الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُبْتَدِعَ الحَمْدِ،

_________________

١ - وأنّ النشور - خ -.

٢ - كتفيها - خ -.

٣ - لك: خ.
١٢٣

وَلَكَ الحَمْدُ مُشْتَرِي الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَلِيَّ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ قِدِيمَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ صادِقَ الوَعْدِ، وَفِيَّ العَهْدِ، عَزِيزَ الجُنْدِ، قائِمَ المَجْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجاتِ مُجِيبَ الدَّعَواتِ، مُنْزِلَ (١) الآياتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ عَظِيمَ البَرَكاتِ، مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخْرِجَ مَنْ فِي الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ وَجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ، شَدِيدَ العِقابِ ذا الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَالأَوَّلى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَمَلَكٍ فِي السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الثَّرى وَالحَصى وَالنَّوى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوِّ السَّماء (٢) ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوْفِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْزانِ مِياهِ البِحارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْراقِ الاَشْجارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الاِنْسِ وَالجِنِّ، وَالهَوامِّ وَالطَّيْرِ وَالبَهائِمِ والسِّباعِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّبا مُبارِكاً فِيهِ كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ». ثم تقول عشراً: «لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ اللَطِيفُ الخَبِيرُ». وعشراً: «لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». وعشراً: «اسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ». وعشراً: «ياالله ياالله». وعشراً: «يارَحْمنُ يارَحْمنُ». وعشراً: «يارَحِيمُ يارَحِيمُ». وعشراً: «يابَدِيعَ السَّماواتِ وَالاَرْضِ». وعشراً: «ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ». وعشراً: «ياحَنّانُ يامَنَّانُ». وعشراً: «ياحَيُّ ياقَيُّومُ». وعشراً: «ياحَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ». وعشراً: «ياالله يا

_________________

١ - منزّل - خ -.

٢ - ولك الحمد عدد ما في جو السماء: نسخة.
١٢٤

لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ» . وعشراً: «بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». وعشراً: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ». وعشراً: «اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ». وعشراً: «آمِينَ آمِينَ». وعشراً: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ».

ثم تقول: «اللَّهُمَّ اصْنَعْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَصْنَعْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، وَأَنا أَهْلُ الذُّنُوبِ وَالخَطايا، فَارْحَمْنِي يامْوْلايَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ». وأيضاً تقول عشراً: «لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً» (١) .

دعاء السمات

المَعروف بدُعاء الشّبور، ويُستحبّ الدّعاء بِه في آخر ساعة مِنْ نَهار الجُمعة وَلا يخفى انّه منَ الادعية المشهورة وقد واظب عليه اكثر العلماء السّلف وهو مَرويّ في مصباحِ الشّيخ الطّوسي ، وفي جمال الاسبوع للسيّد ابن طاووس و كتب الكفعمي باسناد مُعتبرة عن مُحمّد بن عثمان العُمري رضوان الله عليه وهُو من نوّاب الحجّة الغائب عليه‌السلام وقد رُوِي الدعاء أيضاً عن الباقِر والصّادق عليهما‌السلام وَرواه المجلسي رحمه‌الله ، في البحار فشرحه، وهذا هو الدّعاء على رواية المِصباح للّشيخ:

اَللّهُمَّ اِنّى اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ (٢) الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْكْرَمِ الَّذى اِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ اَبْوابِ السَّمآءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضآئِقِ اَبْوابِ الاَْرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الاَْمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَاِذا دُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأسآءِ وَالضَّرّاءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ اَكْرَمِ الْوُجُوهِ وَاَعَزِّ الْوُجُوهِ الَّذى عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَخَضَعَتْ لَهُ

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٨٤، المصباح للكفعمي: ٨٧.

٢ - الأعظم الأعظم: خ.
١٢٥

الرِّقابُ وَخَشَعَتْ لَهُ الاَْصْواتُ وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتى بِها (١) تُمْسِكُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الاَْرْضِ إلاّ بِاِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالاَْرْضَ اَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتى دانَ (٢) لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتى خَلَقْتَ بِهَا السَّماواتِ وَالاَْرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً (٣) وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيآءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِىَ، وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ وَقَدَّرْتَها فِى السَّمآءِ مَنازِلَ فَاَحْسَنْتَ تَقْديرَها، وَصَوَّرْتَها واَحْسَنْتَ (٤) تَصْويرَها وَاَحْصَيْتَها بِاَسْمآئِكَ اِحْصآءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فأحْسَنْتَ تَدْبيرَها وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسّاعاتِ وَعَدَدَ (٥) السِّنينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النّاسِ مَرْئً واحِداً وَاَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذى كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عليه‌السلام فِى الْمُقَدَّسينَ فَوْقَ اِحْساسِ الْكَرُّوبينَ (٦) فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فى عَمُودِ النّارِ وَفى (٧) طُورِ سَيْنآءَ وَفى جَبَلِ حُوريثَ فِى الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَفى اَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ ايات بَيِّنات، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنى اِسْرآئيلَ الْبَحْرَ وَفِى الْمُنْبَجِساتِ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فى بَحْرِ سُوف، وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ فى قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنى اِسْرائيلَ الْبَحْرَ

_________________

١ - بها: خ.

٢ - كان - خ -.

٣ - مسكناً - خ -.

٤ - فأحسنت: خ.

٥ - وعرّفت بها عدد...: خ.

٦ - أحساس الكروبين: خ.

٧ - وإلى: خ.
١٢٦

وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَاَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الاَْرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتى بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِى الْيَمِّ، وبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ (١) الاَْعَزِّ الاَْجَلِّ الاَْكْرَمِ وَبِمَجْدِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عليه‌السلام فى طُورِ سَيْناءَ، وَلاِِبْراهيمَ عليه‌السلام خَليلِكَ مِنْ قَبْلُ فى مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلاِِسْحقَ صَفِيِّكَ عليه‌السلام فى بِئْرِ شِيع (٢) وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عليه‌السلام فى بَيْتِ ايل، وَاَوْفَيْتَ لاِِبْراهيمَ عليه‌السلام بِميثاقِكَ وَلاِِسْحقَ بِحَلْفِكَ وَلِيَعْقُوبَ بِشَهادَتِكَ وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ وَلِلدّاعينَ بِاَسْمائِكَ فَاَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذى ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عليه‌السلام عَلى قُبَّةِ الرُّمّانِ (٣) وَبِاياتِكَ الَّتى وَقَعَتْ عَلى اَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ بِايات عَزيزَة وَبِسُلْطانِ الْقُوَّةِ وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التّآمَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتى تَفَضَّلْتَ بِها عَلى اَهْلِ (٤) السَّماواتِ وَالاَْرْضِ وَاَهْلِ الدُّنْيا وَاَهْلِ الاْخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتى مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتى اَقَمْتَ بِها عَلَى (٥) الْعالَمينَ، وَبِنُورِكَ الَّذى قَدْ خَرَّمِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنآءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ وَكِبْرِيآئِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتى لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الاَْرْضُ وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الاَْكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالاَْنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ وَسَكَنَتْ لَهَا الاَْرْضُ بِمَناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها (٦) ، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّياحُ فى جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا النّيرانُ فى اَوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذى عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ وَحُمِدْتَ بِهِ فِى السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتى سَبَقَتْ لاَِبينا ادَمَ عليه‌السلام وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ وَاَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتى غَلَبَتْ كُلَّ شَىْء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذى تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ

_________________

١ - الأعظم الأعظم: خ.

٢ - سبعٍ - خ -.

٣ - الزّمان - خ -، الهرمان - خ -.

٤ - أهل: خ.

٥ - على: خ.

٦ - كُلّها: خ.
١٢٧

فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذى ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْنآءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فى ساعيرَ وَظُهُورِكَ فى جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسينَ وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصّافّينَ وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتى بارَكْتَ فيها عَلى اِبْراهيمَ خَليلِكَ عليه‌السلام فى اُمَّةِ مُحَمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَبارَكْتَ لاِِسْحقَ صَفِيِّكَ فى اُمَّةِ عيسى عليهما‌السلام ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ اِسْرآئيلِكَ فى اُمَّةِ مُوسى عليهما‌السلام ، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فى عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ (١) ، اَللّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى اِبْراهيمَ وَآلِ اِبْراهيمَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ فَعّالٌ لِما تُريدُ وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ (٢) .

ثم تذكر حاجتك وتقول:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَسَّماء الَّتِي لايَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ وَوَسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ وَجارِ سَوءٍ وَقَرِينِ سَوءٍ وَسُلْطانِ سوءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

أقول: في بعض النسخ بعد: وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ثم اذكر حاجتك وقل:

يا الله يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، يا

_________________

١ - وأمّته: خ.

٢ - شهيد - خ -.
١٢٨

أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدِّعاءِ . .. إلى آخر الدعاء (١) .

وروى المجلسي عن مصباح السيد ابن باقي أنه قال: قل بعد دعاء السمات:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَسَّماء الَّتِي لايَعْلَمُ تَفْسِيرُها وَلا تَأْوِيلُها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ .

ثم اطلب حاجتك وقل:

وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، وَانْتَقِمْ لِي مِنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وسَمِّ عدوك، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ماتَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنِي مَؤُنَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارَ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ وَيَوْمَ سَوْءٍ، وَساعَةَ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لِي مِمّنْ يَكِيدُنىٍِّ، وَمِمّن يَبْغِي عَلَيَّ وَيُرِيدُ بِي وَبِأَهْلِي وَأَوْلادِي وَإِخْوانِي وَجِيرانِي وَقَراباتِي مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ظُلْما إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمْ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ .

ثم قل: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِنى وَالثَّرْوَةِ وَعَلى مَرْضى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتِمِ النَّبِيِّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً (٢) .

وقال الشيخ ابن فهد: يستحب ان تقول بعد دعاء السمات:

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٤١٦، جمال الاسبوع: ٥٣٣ فصل ٤٩.

٢ - البحار ٩٠ / ١٠٠.
١٢٩

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الدُّعاءِ وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنْ الاَسَّماء وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ التَّفْسِيرِ وَالتَّدْبِيرِ الَّذِي لايُحِيطُ بِهِ إِلاّ أَنْتَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا . وتذكر حاجتك عوض كذا وكذا (١) .

دعاء المشلول

الموسوم بدعاء الشاب المأخوذ بذنبه، المروي في كتب الكفعمي ، وفي كتاب مهج الدعوات ، وهو دعاء علمه أمير المؤمنين عليه‌السلام شابا مأخوذا بذنبه مشلولاً نتيجة ماعمله من الظلم والاثم في حق والده، فدعى بهذا الدعاء واضطجع فرأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وقد مسح يده عليه وقال: احتفظ باسم الله الأَعْظَمِ فان عملك يكون بخير، فانتبه معافى وهو هذا الدعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِسْمِكَ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، يا هُو يا مَنْ لايَعْلَمُ ماهُوَ وَلا كَيْفَ هُوَ وَلا أَيْنَ هُوَ وَلا حَيْثُ هُوَ إِلاّ هُوَ، يا ذا المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، يا ذا العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، يا مَلِكُ يا قُدُّوسُ، يا سَلامُ، يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ، يا عَزِيزُ، يا جَبّارُ، يا مُتَكَبِّرُ، يا خالِقُ، يا بارِيُ، يا مُصَوِّرُ، يا مُفِيدُ، يا مُدَبِّرُ، يا شَدِيدُ، يا مُبْدِيُ، يا مُعِيدُ، يا مُبِيدُ، يا وَدُودُ، يا مَحْمُودُ، يا مَعْبُودُ، يا بَعِيدُ، يا قَرِيبُ، يا مُجِيبُ، يا رَقِيبُ، يا حَسِيبُ، يا بَدِيعُ، يا رَفِيعُ، يا مَنِيعُ، يا سَمِيعُ، يا عَلِيمُ، يا حَلِيمُ، يا كَرِيمُ، يا قَدِيمُ، يا عَلِيُّ، يا عَظِيمُ، يا حَنّانُ، يا مَنّانُ، يا دَيّانُ، يا مُسْتَعانُ، يا جَلِيلُ، يا جَمِيلُ، يا وَكِيلُ، يا كَفِيلُ، يا مُقِيلُ، يا مُنِيلُ، يا نَبِيلُ يا دَلِيلُ، يا هادِي، يا بادِي، يا أوَّلُ، يا أخِرُ، يا ظاهِرُ، يا باطِنُ، يا قائِمُ، يا دائِمُ، يا عالِمُ يا حاكِمُ، يا قاضِي، يا عادِلُ، يا فاصِلُ، يا واصِلُ، يا طاهِرُ، يا مُطَهِّرُ، يا قادِرُ، يا مُقْتَدِرُ، يا كَبِيرُ، يا مُتَكَبِّرُ، يا واحِدُ، يا أحَدُ، يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَلا كانَ مَعَهُ وَزِيرٌ، وَلا اتَّخَذَ

_________________

١ - عدّة الداعي: ٧٦، القسم الرابع من اسباب الاجابة.
١٣٠

مَعَهُ مُشِيراً، وَلا احْتاجَ إِلى ظَهِيرٍ، وَلا كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، فَتَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّا كَبِيراً، يا عَلِيُّ، يا شامِخُ يا باذِخُ يا فَتّاحُ يا نَفّاحُ يا مُرْتاحُ يا مُفَرِّجُ يا ناصِرُ يا مُنْتَصِرُ يا مُدْرِكُ يا مُهْلِكُ يا مُنْتَقِمُ، يا باعِثُ يا وارِثُ يا طالِبُ يا غالِبُ، يا مَنْ لايَفُوتُهُ هارِبٌ، يا تَوّابُ يا أوّابُ يا وَهّابُ، يا مُسَبِّبَ الاَسْبابِ، يا مُفَتِّحَ الاَبْوابِ، يا مَنْ حَيْثُ مادُعِيَ أَجابَ، يا طَهُورُ يا شَكُورُ يا عَفُوُّ يا غَفُورُ، يا نُورَ النُّورِ يا مُدَبِّرَ الاُمُورِ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، يا مُجِيرُ يا مُنِيرُ يا بَصِيرُ يا ظَهِيرُ يا كَبِيرُ يا وِتْرُ يا فَرْدُ يا أبَدُ يا سَنَدُ يا صَمَدُ، يا كافِي يا شافِي يا وافِي يا مُعافِي، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفَضِّلُ يا مُتَكَرِّمُ يا مُتَفَرِّدُ يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ يا مَنْ بَطَنَ فخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عَصِيَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لاتَحْوِيهِ (١) الفِكرُ، وَلا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ، وَلا يَخْفى عَلَيْهِ أَثَرٌ، يا رازِقَ البَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ، يا عالِيَ المَكانِ يا شَدِيدَ الاَرْكانِ، يا مُبَدِّلَ الزَّمانِ، يا قابِلَ القُرْبانِ يا ذا المَنِّ وَالاِحْسانِ يا ذا العِزَّةِ وَالسُّلْطانِ يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ يا مَنْ لا يَشْغِلُهُ شَأنٌ عَنْ شَأْنٍ يا عَظِيمَ الشَّأْنِ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ مَكانٍ يا سامِعَ الاَصْواتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا مُنْجِحَ الطَّلَباتِ، يا قاضِيَ الحاجاتِ، يا مُنْزِلَ البَرَكاتِ يا راحِمَ العَبَراتِ، يا مُقِيلَ العَثَراتِ يا كاشِفَ الكُرُباتِ يا وَلِيَّ الحَسَناتِ يا رافِعَ الدَّرَجاتِ يا مُؤْتِيَ السُّؤْلاتِ يا مُحْيِيَ الاَمْواتِ، يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا مُطَّلِعاً عَلى النِّيّاتِ، يا رادَّ ماقَدْ فاتَ، يا مَنْ لاتَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاَصْواتُ، يا مَنْ لاتُضْجِرُهُ المَسْأَلاتُ، وَلا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ، يا نُورَ الأَرْضِ وَالسَّماواتِ، يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا بارِيَ النَّسَمِ، يا جامِعَ الالامَمِ يا شافِي السَّقَمِ يا خالِقَ النُّورِ وَالظُّلَمِ، يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ يا مَنْ لايَطَأُ عَرْشَهُ قَدَمٌ، يا أجوَدَ

_________________

١ - يحويه: خ.
١٣١

الاَجْوَدِينَ، يا أكْرَمَ الاَكْرَمِينَ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ، يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يا جارَ المُسْتَجِيرِينَ، يا أمانَ الخائِفِينَ، يا ظَهْرَ اللا جِينَ، يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا غايَةَ الطَّالِبينَ، يا صاحِبَ كُلِّ غَرِيبٍ، يا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، يا مُلْجَأَ كُلِّ طَرِيدٍ، يا مَأْوى كُلِّ شَرِيدٍ، يا حافِظَ كُلِّ ضالَّةٍ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يا جابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ، يا فَاكَّ كُلِّ أَسِيرِ، يا مُغْنِيَ البائِسِ الفَقِيرِ، يا عِصْمَةَ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، يا مَنْ لَهُ التَّدْبِيرُ وَالتَّقْدِيرُ، يا مَنِ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ، يا مَنْ لايَحْتاجُ إِلى تَفْسِيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ خَبِيرٌ، يا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الاِصْباحِ، يا باعِثَ الاَرْواحِ، يا ذا الجُودِ وَالسَّماِح، يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، يا سابِقَ كُلِّ فَوْتٍ يا مُحْيِيَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ المَوْتِ، يا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي، يا حافِظِي فِي غُرْبَتِي، يا مُوْنِسِي فِي وَحْدَتِي، يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، يا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ، وَتُسَلِّمُنِي الاَقارِبُ، وَيَخْذُلُنِي كُلُّ صاحِبٍ يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، احِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا كَهْفَ مَنْ لا كَهْفَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا رُكُنَ مَنْ لا رُكْنَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا جارَ مَنْ لا جارَ لَهُ، يا جارِىَ اللَّصيقَ، يا رُكْنِيَ اْلَوثيقَ، يا اِلهي بِالتَّحْقيقِ، يا رَبَّ الْبَيْتِ الْعَتيقِ، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فُكَّني مِنْ حَلَقِ الْمَضيقِ، وَاصْرِفْ عَنّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَضيق، وَاكْفِني شَرَّ ما لا اُطيقُ، وَاَعِنّي عَلى ما اُطيقُ، يا رآدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، يا كاشِفَ ضُرِّ اَيُّوبَ، يا غافِرَ ذَنْبِ داوُدَ، يا رافِعَ عيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَمُنْجِيَهُ مِنْ اَيْدِي الْيَهوُدِ، يا مُجيبَ نِدآءِ يُونٌسَ فِى الظُّلُماتِ، يا مُصْطَفِيَ مُوسى بِالْكَلِماتِ، يا مَنْ غَفَرَ لاِدَمَ خَطيئَتَهُ وَرَفَعَ اِدْريسَ مَكاناً عَلِيّاً بِرَحْمَتِهِ، يا مَنْ نَجّى نُوحاً مِنَ الْغَرَقِ، يا مَنْ اَهْلَكَ عاداً الاْوُلى وَثَمُودَ فَما اَبْقى وَقَوْمَ نوُح مِنْ قَبْلُ اِنَّهُمْ كانُوا هُمْ اَظْلَمَ وَاَطْغى،
١٣٢

وَالْمُؤْتَفِكَةَ اَهْوى، يا مَنْ دَمَّرَ عَلى قَوْمِ لوُط وَدَمْدَمَ عَلى قَوْمِ شُعَيْب، يا مَنِ اتَّخَذَ اِبْراهيمَ خَليلاً، يا مَنِ اتَّخَذَ مُوسى كَليماً وَاتَّخَذَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ حَبيباً، يا مُؤْتِيَ لُقْمانَ الْحِكْمَةَ وَالْواهِبَ لِسُلَيْمانَ مُلْكاً لا يَنْبَغي لأَحَد مِنْ بَعْدِهِ، يا مَنْ نَصَرَ ذَا الْقَرْنَيْنِ عَلَى الْمُلُوكِ الْجَبابِرَةِ، يا مَنْ اَعْطَى الْخِضْرَ الْحَيوةَ، وَرَدَّ لِيٌوشَعَ بْنِ نوُن الشَّمْسَ بَعْدَ غرُوُبِها يا مَنْ رَبَطَ عَلى قَلْبِ اُمِّ مُوسى وَاَحْصَنَ فَرْجَ مَرْيَمَ ابْنَتِ عِمْرانَ، يا مَنْ حَصَّنَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيّا مِنَ الذَّنْبِ وَسَكَّنَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبَ، يا مَنْ بَشَّرَ زَكَرِيّا بِيَحْيى، يا مَنْ فَدا اِسْماعيلَ مِنَ الذَّبْحِ بِذِبْح عَظيم، يا مَنْ قَبِلَ قُرْبانَ هابيلَ وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلى قابيلَ، يا هازِمَ الْاَحْزابِ لِمُحَمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدِ وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَاَهْلِ طاعَتِكَ اَجْمَعينَ، وَاَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَسْأَلَة سَأَلَكَ بِها اَحَدٌ مِمَّنْ رَضيتَ عَنْهُ، فَحَتَمْتَ لَهُ عَلَى الْاِجابَةِ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، يا رَحْمنُ يا رَحمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحيمُ يا رَحيمُ يا رَحيمُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْاِكُرامِ يا ذَا الْجَلالِ وَالْاِكْرامِ يا ذَا الْجَلالِ وَالْاِكْرامِ، بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ اَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْم سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ اَوْ اَنْزَلْتَهُ فى شَيْء مِنْ كُتُبِكَ اَوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَبِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِما ( لَوْ اَنَّ ما فِى الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَة اَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُر ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ اِنَّ اللهَ عَزيزٌ حَكيمٌ ) (١) وَاَسْأَلُكَ بِاَسْمآئِكَ الْحُسْنَى الَّتب نَعَتَّها فى كِتابِكَ فَقُلْتَ: ( وَللهِ الْاَسْمآءُ الْحُسْنى فَادْعوُهُ بِها ) (٢) ، وَقُلْتَ: ( اُدْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٣) ، وَقُلْتَ: ( وَاِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَانّي قَريبٌ اُجيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ اِذا دَعانِ ) (٤) ، وَقُلْتَ: ( يا عِبادِيَ الّذَينَ اَسْرَفوُا عَلى اَنْفُسِهِمْ لا

_________________

١ - لقمان: ٣١ / ٢٧.

٢ - الاعراف: ٧ / ١٨٠.

٣ - غافر: ٤٠ / ٦٠.

٤ - البقرة: ٢ / ١٨٦.
١٣٣

تَقْظَوُا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً اِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ ) (١) ، وَاَنَا اَسْاَلُكَ يا اِلهي وَاَدْعُوكَ يا رَبِّ وَاَرْجُوكَ يا سَيِّدي وَاَطْمَعُ فى اِجابَتي يا مَوْلايَ كَما وَعَدْتَني، وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَما اَمَرْتَني فَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا كَريمُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ.

ثُمّ سَلْ حاجتك فَاِنَّها تُقضى ان شاء الله تعالى، وفي الرّواية المروية في مهج الدّعوات لا تدعو بهذا الدّعاء الاّ متطهّراً (٢) .

الدعاء المعروف بـ يستشير

روى السيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، انه قال: علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الدعاء وامرني ان أدعو به لكل شدة ورخاء، وان أعلمه خليفتي من بعدي، وأمرني ان لا أفارق طول عمري حتى ألقى الله عزوجل، وقال لي: قل هذا الدعاء حين تُصبح وتُمسي فانه كنز من كنوز العرش، فالتمس اُبي بن كعب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يحدث بفضل هذا الدعاء فأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض ثوابه الجزيل، ومن اراد الاطلاع عليه فليطلبه من كتاب مهج الدعوات .

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ، المُدَبِّرُ بِلا وَزِيرٍ، وَلا خَلقٍ مِنْ عِبادِهِ يَسْتَشِيرُ، الأَوَّل غَيْرُ مَوْصُوفٍ (٣) ، وَالباقِي بَعْدَ فَناءِ الخَلْقِ، العَظِيمُ الرُّبُوبِيَّةِ، نُورُ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ (٤) وَفاطِرُهُما وَمُبْتَدِعُهُما، بِغَيْرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما وَفَتَقَهُما فَتْقا، فَقامَتِ السَّماواتِ طائِعاتٍ بِأَمْرِهِ، وَاسْتَقَرَّتِ الأَرَضُونَ بِأَوْتادِها فَوْقَ الماءِ، ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِي السَّماواتِ العُلى، الرَّحْمنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى، لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ، وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى، فَأَنا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لارافِعَ لِما وَضَعْتَ وَلا واضِعَ

_________________

١ - الزمر: ٣٩ / ٥٣.

٢ - المصباح للكفعمي: ٣٦٠، مهج الدعوات لابن طاووس: ١٥٣، وعنه الكفعمي في البلد الامين: ٣٣٧.

٣ - مصروفٍ - خ -.

٤ - والارض - خ -.
١٣٤

لِما رَفَعْتَ، وَلا مُعِزَّ لِمَنْ أَذْلَلْتَ، وَلا مُذِلَّ لِمَنْ أَعْزَزْتَ، وَلا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ كُنْتَ إِذْ لَمْ تَكُنْ سَّماء مَبْنِيَّةٌ، وَلا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ، وَلا شَمْسٌ مُضِيئَةٌ، وَلا لَيْلٌ مُظْلِمٌ، وَلا نَهارٌ مُضِيٌ، وَلا بَحْرٌ لُجِّيُّ، وَلا جَبَلٌ راسٍ، وَلا نَجْمٌ سارٍ، وَلا قَمَرٌ مُنِيرٌ، وَلا رِيحٌ تَهُبُّ، وَلا سَحابٌ يَسْكُبُ، وَلا بَرْقٌ يَلْمَعُ، وَلا رَعْدٌ يَسْبَحُ، وَلا رُوحٌ تَنَفَّسُ، وَلا طائِرْ يَطِيرُ، وَلا نارٌ تَتَوَقَّدُ، وَلا ماءٌ يَطَّرِدُ، كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَوَّنْتَ كُلَّ شَيْءٍ، وَقَدَرْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ، وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَغْنَيْتَ وَأَفْقَرْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ وَأَضْحَكْتَ وَأَبْكَيْتَ وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ فَتَبارَكْتَ ياالله وَتَعالَيْتَ، أَنْتَ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الخَلاقُ المُعِينُ (١) ، أَمْرُكَ غالِبٌ وَعِلْمُكَ نافِذٌ، وَكَيْدُكَ غَرِيبٌ وَوَعْدُكَ صادِقٌ وَقَوْلُكَ حَقُّ وَحُكْمُكَ عَدْلٌ، وَكَلامُكَ هُدىً، وَوَحْيُكَ نُورٌ، وَرَحْمَتُكَ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُكَ عَظِيمٌ وَفَضٌلُكَ كَثِيرٌ وَعَطاؤُكَ جَزِيلٌ، وَحَبْلُكَ مَتِينٌ وإِمْكانُكَ عَتِيدٌ وَجارُكَ عَزِيزٌ وَبَأْسُكَ شَدِيدٌ وَمَكْرُكَ مَكِيدٌ، أَنْتَ يارَبِّ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوى و (٢) حاضِرُ كُلِّ مَلأَ وَشاهِدُ كُلِّ نَجْوى، مُنْتَهى كُلِّ حاجَةٍ، مُفَرِّجُ كُلِّ حُزْنٍ (٣) ، غِنى كُلِّ مِسْكِينٍ، حِصْنُ كُلِّ هارِبٍ أَمانُ كُلِّ خائِفٍ، حِرْزُ الضُّعَفاءِ، كَنْزُ الفُقَراءِ، مُفَرِّجُ الغَمَّاءِ، مُعِينُ الصَّالِحِينَ، ذلِكَ الله رَبُّنا لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، تَكْفِي مِنْ عِبادِكَ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ، وأَنْتَ جارُ مَنْ لاذَ بِكَ وَتَضَرَّعَ إِلَيْكَ، عِصْمَةُ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ، ناصِرُ مَنِ انْتَصَرَ بِكَ، تَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَكَ، جَبّارُ الجَبابِرَةِ، عَظِيمُ العُظَماءِ، كَبِيرُ الكُبَراءِ، سَيِّدُ السَّاداتِ، مَوْلى المَوالِي، صَرِيخُ المُسْتَصْرِخِينَ، مُنَفِّسٌ عَنِ المَكْرُوبِينَ، مُجِيبُ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ، أَسْمَعُ السَّامِعِينَ، أَبْصَرُ النَّاظِرِينَ، أَحْكَمُ الحاكِمِينَ، أَسْرَعُ الحاسِبِينَ،

_________________

١ - العليم - خ -.

٢ - و: خ.

٣ - حزينٍ - خ -.
١٣٥

أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، خَيْرُ الغافِرِينَ، قاضِي حوائِجِ المُؤْمِنِينَ، مُغِيثُ الصَّالِحِينَ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، أَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ المالِكُ وَأَنا المَمْلُوكُ، وَأَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنا المَرْزُوقُ، وَأَنْتَ المُعْطِي وَأَنا السَّائِلُ، وَأَنْتَ الجَوادُ وَأَنا البَخِيلُ، وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنا الضَّعِيفُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ وَأَنا الذَّلِيلُ وَأَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ السَّيِّدُ وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ الغافِرُ وَأَنا المُسِييُ، وأَنْتَ العالِمُ وَأَنا الجاهِلُ، وَأَنْتَ الحَلِيمُ وَأَنا العَجُولُ، وَأَنْتَ الرَّحْمنُ وَأَنا المَرْحُومُ، وَأَنْتَ المُعافِي وَأَنا المُبْتَلى، وَأَنْتَ المُجِيبُ وَأَنا المُضْطَرُّ، وَأَنا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، المُعْطِي عِبادَكَ بِلا سُؤالٍ، وَأَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله الواحِدُ الاَحَدُ المُتَفَرِّدُ الصَّ مّدُ الفَرْدُ وَإِلَيْكَ المَصِيرُ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَاسْتُرْ عَلَيَّ عُيُوبِي، وَافْتَحْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَرِزْقاً وَاسِعاً ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ (١) .

دعاء المجير

وهو دعاء رفيع الشأن مروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نزل به جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يصلي في مقام إبراهيم عليه‌السلام ، ذكر الكفعمي هذا الدعاء في كتابيه البلد الأمين والمصباح ، وأشار في الهامش إلى ماله من الفضل، ومن جملتها ان من دعا به في الأيام البيض من شهر رمضان غفرت ذنوبه ولو كانت عدد قطر المطر، وورق الشجر، ورمل البر، ويجدي في شفاء المريض، وقضاء الدين، والغنى عن الفقر، ويفرج الغم، ويكشف الكرب، وهو هذا الدعاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

سُبْحانَكَ يا أللهُ، تَعالَيْتَ يا رَحْمنُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَحِيمُ،

_________________

١ - رواه ابن طاووس في مهج الدعوات: ١٢٤.

٢ - رواه الكفعمي في هامش المصباح: ٢٦٨، فصل ٢٨.
١٣٦

تَعالَيْتَ يا كَرِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مَلِكُ، تَعالَيْتَ يا مالِكُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قُدُّوسُ، تَعالَيْتَ يا سَلامُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُؤْمِنُ، تَعالَيْتَ يا مُهَيْمِنُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عَزِيزُ، تَعالَيْتَ يا جَبّارُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُتَجَبِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا خالِقُ، تَعالَيْتَ يا بارِيُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُصَوِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُقَدِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا هادِي، تَعالَيْتَ يا باقِي، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا وَهَّابُ، تَعالَيْتَ يا تَوّابُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا فَتّاحُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتاحُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا سَيِّدِي، تَعالَيْتَ يا مَوْلايَ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قَرِيبُ، تَعالَيْتَ يا رَقِيبُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُبْدِيُ، تَعالَيْتَ يا مُعِيدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا حَمِيدُ، تَعالَيْتَ يا مَجِيدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قَدِيمُ، تَعالَيْتَ يا عَظِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا غَفُورُ، تَعالَيْتَ يا شَكُورُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا شاهِدُ، تَعالَيْتَ يا شَهِيدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا حَنّانُ، تَعالَيْتَ يا مَنّانُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا باعِثُ، تَعالَيْتَ يا وارِثُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُحْيِي، تَعالَيْتَ يا مُمِيتُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا شَفِيقُ، تَعالَيْتَ يا رَفِيقُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا أنِيسُ، تَعالَيْتَ يا مُؤْنِسُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا جَلِيلُ، تَعالَيْتَ يا جَمِيلُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا خَبِيرُ، تَعالَيْتَ يا بَصِيرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا حَفِيُّ، تَعالَيْتَ يا مَلِيُّ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مَعْبُودُ، تَعالَيْتَ يا مَوْجُودُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا غَفّارُ، تَعالَيْتَ يا قَهّارُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مَذْكُورُ، تَعالَيْتَ يا مَشْكُورُ، أَجِرْنا
١٣٧

مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا جَوادُ، تَعالَيْتَ يا مَعاذُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا جَمالُ، تَعالَيْتَ يا جَلالُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا سابِقُ، تَعالَيْتَ يا رازِقُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا صادِقُ، تَعالَيْتَ يا فالِقُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا سَمِيعُ، تَعالَيْتَ يا سَرِيعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا رَفِيعُ، تَعالَيْتَ يا بَدِيعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا فَعّالُ، تَعالَيْتَ يا مُتَعالُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قاضِ، تَعالَيْتَ يا راضِ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قاهِرُ، تَعالَيْتَ يا طاهِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عالِمُ، تَعالَيْتَ يا حاكِمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا دائِمُ، تَعالَيْتَ يا قائِمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عاصِمُ، تَعالَيْتَ يا قاسِمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا غَنِيُّ، تَعالَيْتَ يا مُغْنِي، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا وَفِيُّ، تَعالَيْتَ يا قَوِيُّ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا كافِ، تَعالَيْتَ يا شافِ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُقَدِّمُ، تَعالَيْتَ يا مُؤَخِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا أوَّلُ، تَعالَيْتَ يا أخِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ظاهِرُ، تَعالَيْتَ يا باطِنُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا رَجاءُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتَجى، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ذا المَنِّ، تَعالَيْتَ يا ذا الطَّوْلِ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا حَيُّ، تَعالَيْتَ يا قَيُّومُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا واحِدُ، تَعالَيْتَ يا أحَدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا سَيِّدُ، تَعالَيْتَ يا صَمَدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قَدِيرُ، تَعالَيْتَ يا كَبِيرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا والِي، تَعالَيْتَ يا مَتَعالِي (١) ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عَلِيُّ، تَعالَيْتَ يا أعْلى، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا وَلِيُّ، تَعالَيْتَ يا مَوْلى،

_________________

١ - يا عالي: خ.
١٣٨

أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ذارِيُ، تَعالَيْتَ يا بارِيُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا خافِضُ، تَعالَيْتَ يا رافِعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُقْسِطُ، تَعالَيْتَ يا جامِعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُعِزُّ، تَعالَيْتَ يا مُذِلُّ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا قادِرُ، تَعالَيْتَ يا مُقْتَدِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عَلِيمُ، تَعالَيْتَ يا حَلِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُعْطِي، تَعالَيْتَ يا مانِعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ضارُّ، تَعالَيْتَ يا نافِعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُجِيبُ، تَعالَيْتَ يا حَسِيبُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عادِلُ، تَعالَيْتَ يا فاصِلُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا لَطِيفُ، تَعالَيْتَ يا شَرِيفُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا رَبُّ، تَعالَيْتَ يا حَقُّ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ماجِدُ، تَعالَيْتَ يا واحِدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا عَفُوُّ، تَعالَيْتَ يا مُنْتَقِمُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا واسِعُ، تَعالَيْتَ يا مُوَسِّعُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا رَؤُوفُ، تَعالَيْتَ يا عَطُوفُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا فَرْدُ، تَعالَيْتَ يا وِتْرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُقِيتُ، تَعالَيْتَ يا مُحِيطُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا وَكِيلُ، تَعالَيْتَ يا عَدْلُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُبِينُ، تَعالَيْتَ يا مَتِينُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا بَرُّ، تَعالَيْتَ يا وَدُودُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا رَشِيدُ، تَعالَيْتَ يا مُرْشِدُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا نُورُ، تَعالَيْتَ يا مُنَوِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا نَصِيرُ، تَعالَيْتَ يا ناصِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا صَبُورُ، تَعالَيْتَ يا صابِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُحْصِي، تَعالَيْتَ يا مُنْشِيُ، أَجِرْنا
١٣٩

مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا سُبْحانُ، تَعالَيْتَ يا دَيّانُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا مُغِيثُ، تَعالَيْتَ يا غِياثُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا فاطِرُ، تَعالَيْتَ يا حاضِرُ، أَجِرْنا مِنَ النّارِ يا مُجِيرُ . سُبْحانَكَ يا ذا العِزِّ وَالجَمالِ، تَبارَكْتَ يا ذا الجَبَرُوتِ وَالجَلالِ . سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِين، وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ (١) .

دعاء العديلة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ واُولُوا العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الاِسْلامُ وَأَنا العَبْدُ الضَّعِيفُ المُذْنِبُ العاصِي المُحْتاجُ الحَقِيرُ، أَشْهَدُ لِمُنْعِمِي وَخالِقِي وَرازِقِي وَمُكْرِمِي كَما شَهِدَ لِذاتِهِ، وَشَهِدَتْ لَهُ المَلائِكَةُ وَاُولُوا العِلْمِ مِنْ عِبادِهِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ ذُو النِّعَمِ وَالاِحْسانِ، وَالكَرَمِ وَالاِمْتِنانِ قادِرٌ أَزَلِيُّ، عالِمٌ أَبَدِيُّ، حَيُّ أَحَدِيُّ، مَوْجُودٌ سَرْمَدِيُّ، سَمِيعٌ بَصِيرٌ، مُرِيدْ كارِهٌ، مُدْرِكٌ صَمَدِيُّ، يَسْتَحِقُّ هذِهِ الصِّفاتِ وَهُوَ عَلى ماهُوَ عَلَيْهِ فِي عِزِّ صِفاتِهِ، كانَ قَوِيّا قَبْلَ وُجُودِ القُدْرَةِ وَالقُوَّةِ، وَكانَ عَلِيماً قَبْلَ إِيْجادِ العِلْمِ وَالعِلَّةِ، لَمْ يَزَلْ سُلْطانا إِذْ لامَمْلَكَهَ وَلا مالَ، وَلَمْ يَزَلْ سُبْحانا عَلى جَمِيعِ الاَحْوالِ، وُجُودُهُ قَبْلَ القَبْلِ فِي أَزَلِ الازالِ، وَبَقاؤُهُ بَعْدَ البَعْدِ مِنْ غَيْرِ انْتِقالِ وَلا زَوالِ، غَنِيُّ فِي الأوّل وَالآخر، مُسْتَغْنٍ فِي الباطِنِ وَالظّاهِرِ، لاجَوْرَ فِي قَضِيَّتِهِ، وَلا مَيْلَ فِي مَشِيئَتِهِ، وَلا ظُلْمَ فِي تَقْدِيرِهِ، وَلا مَهْرَبَ مِنْ حُكُوَمَتِهِ، وَلا مَلْجَأَ

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٨٤٤، ورواه الكفعمي في المصباح: ٢٦٨، فصل ٢٨ وفي البلد الأمين: ٣٦٢.
١٤٠

مِنْ سَطْوَاتِهِ، وَلا مَنْجىً مِنْ نَقَماتِهِ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ وَلا يَفُوتُهُ أَحَدٌ إِذا طَلَبَهُ، أَزاحَ العِلَلِ فِي التَّكْلِيفِ، وَسَوّى التَّوْفِيقَ بَيْنَ الضَّعِيفِ وَالشَّرِيفِ، مَكَّنَ أَداءِ المَأْمُورِ، وَسَهَّلَ سَبِيلَ اجْتِنابِ المَحْظُورِ، لَمْ يُكَلِّفِ الطَّاعَةَ إِلاّ دُونَ الوِسْعِ وَالطّاقَةِ، سُبْحانَهُ ما أَبْيَنَ كَرَمَهُ، وَأَعْلى شَأْنَهُ، سُبْحانَهُ ما أَجَلَّ نَيْلَهُ، وَأَعْظَمَ إِحْسانَهُ، بَعَثَ الأَنْبِياءَ لِيُبَيِّنَ عَدْلَهُ، وَنَصَبَ الأَوْصِياء لِيُظْهِرَ طَوْلَهُ وَفَضْلَهُ، وَجَعَلْنا مِنْ اُمَّةٍ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ، وَخَيْرِ الأَوْلِياء، وَأَفْضَلَ الأَصْفِياء، وَأَعْلى الأَزْكِياءِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، آمَنّا بِهِ وَبِما دَعانا إِلَيْهِ، وَبِالقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ، وَبِوَصِيِّهِ الَّذِي نَصَّبَهُ يَوْمَ الغَدِيرِ، وَأَشارَ بِقَوْلِهِ: هذا عَلِيُّ إِلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الاَئِمَّةَ الاَبْرارَ وَالخُلَفاء الاَخْيارَ بَعْدَ الرَّسُولِ المُخْتارِ: عَلِيُّ قامِعُ الكُفّارِ، وَمِنْ بَعْدِهِ سَيِّدُ أَوْلادِهِ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ أَخُوهُ السِّبْطُ التَّابِعُ لِمَرْضاتِ الله الحُسَيْنُ، ثُمَّ العابِدُ عَلِيُّ، ثُمَّ الباقِرُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ الصّادِقُ جَعْفَرٌ، ثُمَّ الكاظِمُ مُوسى، ثُمَّ الرِّضا عَلِيُّ، ثُمَّ التَّقِيُّ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ النَّقِيُ عَلِيٌ، ثُمَّ الزَّكِيُّ العَسْكَرِيُّ (١) الحَسَنُ، ثُمَّ الحُجَّةُ الخَلَفُ القائِمُ المُنْتَظَرُ المَهْدِيُّ (٢) المُرَجى الَّذِي بِبَقائِهِ بَقِيَتْ الدُّنْيا، وَبِيُمْنِهِ رُزِقَ الوَرى، وَبِوُجُودِهِ ثَبَتَتِ الأَرْضُ وَالسَّماء، وَبِهِ يَمْلأُ الله الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَأَشْهَدُ أَنَّ أَقْوالَهُمْ حُجَّةٌ، وَامْتِثالَهُمْ فَرِيضَةٌ، وَطاعَتَهُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَمَوَدَّتَهُمْ لازِمَةٌ مَقْضِيَّةٌ، وَالاِقْتِداً بِهِمْ مُنْجِيَةٌ، وَمُخالَفَتَهُمْ مُرْدِيَةٌ، وَهُمْ ساداتُ أَهْلِ الجَّنَّةِ أَجْمَعِينَ، وَشُفَعاء يَوْمِ الدِّينِ، وَأَئِمَّةُ أَهْلِ الاَرْضِ عَلى اليَقِينِ، وَأَفْضَلُ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ المَوْتَ حَقُّ، وَمُسأَلَةَ القَبْرِ حَقُّ، وَالبَعْثَ حَقُّ، وَالنُّشُورَ حَقُّ وَالصِّراطَ حَقُّ، وَالمِيزانَ حَقُّ، وَالحِسابَ حَقُّ، وَالكِتابَ حَقُّ، وَالجَنَّةَ حَقُّ، وَالنّارَ حَقُّ، وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها، وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ. اللّهُمَّ فَضْلُكَ رَجائِي،

_________________

١ - العسكري: خ.

٢ - المهديّ: خ.
١٤١

وَكَرَمُكَ وَرَحْمَتُكَ أَمَلِي، لا عَمَلَ لِي أَسْتَحِقُّ بِهِ الجَنَّةَ، وَلا طاعَةَ لِي أَسْتَوْجِبُ بِها الرِّضْوانَ، إِلاّ أَنِّي اعْتَقَدْتُ تَوْحِيدَكَ وَعَدْلََِكَ وَارْتَجَيْتُ إِحْسانَكَ وَفَضْلَكَ، وَتَشَفَّعْتُ إِلَيْكَ بِالنَّبِي وَآلِهِ مِنْ أَحِبَّتِكَ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ وَأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى الله عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً كَثِيراً، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . اللّهُمَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنِّي أَوْدَعْتُكَ يَقِينِي هذا وَثَباتَ دِينِي، وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَعٍ، وَقَدْ أَمَرْتَنا بِحِفْظِ الوَدائِعِ فَرُدَّهُ عَلَيَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

أقول: ورد في الأدعية المأثورة: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ (١) ، ومعنى العديلة عند الموت هو العدول إلى الباطل عن الحق وهو بان يحضر الشيطان عند المحتضر ويوسوس في صدره ويجعله يشك في دينه، فيستل الايمان من فؤاده، ولهذا قد وردت الاستعاذة منها في الدَّعوات، وقال فخر المحققين (رض): من أراد ان يسلم من العديلة فليستحضر الايمان بأدلّتها، والأصول الخمسة ببراهينها القطعية بخلوص وصفاء وليودعها الله تعالى ليردّها إلَيهِ في ساعة الاحتضار بأن يقول بعد استحضار عقائده الحقَّة:

اللّهُمَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنِّي قَدْ أَوْدَعْتُكَ يَقِينِي هذا وَثَباتَ دِينِي وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَعٍ وَقَدْ أَمَرْتَنا بِحِفْظِ الوَدائِعِ، فَرِدَّهُ عَلَيَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتِي .

فعلى رأيه (قدس الله سرّه): قراءة هذا الدعاء الشريف دُعاء العديلة واستحضار مضمونه في البال تمنح المر أماناً من خطر العديلة عند الموت.

وأما هذا الدعاء فهل هو عَن المعصوم عليه‌السلام أم هو انشاء من بعض العلماء؟ يقول في ذلك خرّيت صناعة الحديث، وجامع اخبار الأئمة عليهم‌السلام العالمْ المتبحر الخبير، والمحدث الناقد البصير، مولانا الحاج ميرزا حسين النوري نور الله مرقده: واما دعاء العديلة المعروفة فهو من مؤلفات بعض أهل العلم، ليس بمأثورٍ ولاموجودٍ في كتب حملة الأحاديث ونقّادها (٢) .

واعلم أنه روى الطوسي عَن محمد بن سليمان الدليمي أنه قال للصادق عليه‌السلام : ان شيعتك تقول

_________________

١ - رواه السيّد ابن طاووس في الاقبال ٣ / ١٨٧ فصل ١١ ضمن دعاء عن الكاظم عليه‌السلام .

٢ - مستدرك سفينة البحار ٧ / ١٢١.
١٤٢

ان الايمان قسمان: فمستقر ثابت، ومستودع يزول، فعلِّمني دعاءً يكمل به إيماني إذا دعوت به فلايزول، قال عليه‌السلام : قل عقيب كل صلاة مكتوبة:

رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله نَبِيّاً، وَبِالاِسْلامِ دِيناً، وَبِالقُرْآنِ كِتاباً وَبِالكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِعَلِيٍّ وَليّاً وإِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيِّ ابْنِ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَئِمَّةً. اللّهُمَّ إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً فَارْضِنِي لَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) .

دعاء الجوشن الكبير

المذكور في كتابي البلد الأمين والمصباح للكفعمي، وهو مروي عَن السجاد، عَن أبيه، عَن جدّه، عَن النبيّ صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وقد هبط به جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه، فقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام، ويقول لك: اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء، فهو أمان لك ولاُمتك، ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام. ومن جملة فضلها ان من كتبه على كفنه استحى الله أن يعذّبه بالنّار، ومن دعا به بنيّة خالصة في أول شهر رمضان رزقه الله تعالى ليلة القدر وخلق له سبعين الف ملك يسبحون الله ويقدسونه وجعل ثوابهم له. ومن دعا به في شهر رمضان ثلاث مرات حرم الله تعالى جسده على النّار، وأوجب له الجَّنة، ووكل الله تعالى به ملكين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان الله طول حياته، وفي آخر الخبر أنه قال الحسين عليه‌السلام : أوصاني أبي عليٌ بن أبي طالب عليه‌السلام بحفظ هذا الدعاء وتعظيمه، وأن أكتبه على كفنه، وأن أعلمه أهلي وأحثهم عليه، وهو ألف اسم وفيه الاسم الأَعْظَمِ (٢) .

أقول: يستفاد من هذا الحديث أمران:

الأَوَّل: استحباب كتابة هذا الدعاء على الأكفان كما أشار إلى ذلك العلاّمة بحر العلوم عطّر الله مرقده. في كتاب الدرّة:

وَسُنَّ أَنْ يُكْتَبَ بِالاَكْفانِ
    

    

شَهادَةُ الاِسلامِ وَالايْمانِ

_________________

١ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٩ ح ٤١٢.

٢ - رواه الكفعمي في هامش المصباح: ٢٤٦ فصل ٢٨.
١٤٣

وَهكذا كِتابَةُ القُرْآن
    

    

وَالجَوْشَنُ المَنْعُوتُ بِالاَمانِ (١)

الثاني: استحباب الدعاء به في أول شهر رمضان، وأما الدعاء به في خصوص ليالي القدر فلم يذكر في حديث، ولكن العلاّمة المجلسي قدّس الله تعالى روحة قال في كتاب (زاد المعاد) في ضمن أعمال ليالي القدر: إنّ في بعض الروايات أنّه يدعى بدعاء الجوشن الكبير في كلّ من هذه الثلاث ليالي، ويكفينا في المقام قوله الشريف، أحلّه الله دار السلام (٢) .

وبالاجمال فهذا الدعاء يحتوي على مائة فصل وكلّ فصل يحتوي على عشرة أسماء من أسماء الله تعالى، وتقول في آخر كل فصل:

سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ .

وقال في كتاب البلد الأمين: ابتدئ كل فصلٍ بالبسملة واختمه بقول: سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣) .

وهو هذا الدّعاء:

(١) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِسْمِكَ، يا أللهُ، يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ، يا كَرِيمُ، يا مُقِيمُ، يا عَظِيمُ، يا قَدِيمُ، يا عَلِيمُ، يا حَلِيمُ، يا حَكِيمُ، سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النّارِ، يا رَبِّ. (٢) يا سَيِّدَ السّاداتِ، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ، يا غافِرَ الخَطِيئاتِ، يا مُعْطِيَ المَسْأَلاتِ، يا قابِلَ التَّوْباتِ، يا سامِعَ الاَصْواتِ، يا عالِمَ الخَفِيّاتِ، يا دافِعَ البَلِيّاتِ. (٣) يا خَيْرَ الغافِرِينَ، يا خَيْرَ الفاتِحِينَ، يا خَيْرَ النّاصِرِينَ، يا خَيْرَ الحاكِمِينَ، يا خَيْرَ الرّازِقِينَ، يا خَيْرَ الوارِثِينَ، يا خَيْرَ الحامِدِينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرِينَ، يا خَيْرَ المُنْزِلِينَ، يا خَيْرَ المُحْسِنِينَ. (٤) يا مَنْ لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ، يا مَنْ لَهُ القُدْرَةُ وَالكَمالُ، يا مَنْ لَهُ المُلْكُ وَالجَلالُ، يا مَنْ هُوَ الكَبِيرُ المُتَعالِ، يا مُنْشِيَ

_________________

١ - الدرّة النجفيّة: ٧٣: وفيه: وسنّ أن يكتب في الاكفان.

٢ - زاد المعاد: ١٨٦.

٣ - البلد الامين للكفعمي: ٤٠٢.
١٤٤

السَّحابِ الثِّقالِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ، يا مَنْ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ العِقابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ اُمُّ الكِتابِ . (٥) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِسْمِكَ، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا دَيّانُ، يا بُرْهانُ، يا سُلْطانُ، يا رِضْوانُ، يا غُفْرانُ، يا سُبْحانُ، يا مُسْتَعانُ، يا ذا المَنِّ وَالبَيانِ . (٦) يا مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَنْ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِهَيْبَتِهِ، يا مَنْ انْقادَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَشْيَتِهِ، يا مَنْ تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ اسْتَقَرَّتِ الأرَضُونَ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ . (٧) يا غافِرَ الخَطايا، يا كاشِفَ البَلايا، يا مُنْتَهى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ العَطايا، يا واهِبَ الهَدايا، يا رازِقَ البَرايا، يا قاضِيَ المَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ البَرايا، يا مُطْلِقَ الاُسارى . (٨) يا ذا الحَمْدِ وَالثَّناءِ، يا ذا الفَخْرِ وَالبَهاءِ، يا ذا المَجْدِ وَالسَّناءِ، يا ذا العَهْدِ وَالوَفاءِ، يا ذا العَفْوِ وَالرِّضاءِ، يا ذا المَنِّ وَالعَطاءِ، يا ذا الفَصْلِ وَالقَضاءِ، يا ذا العِزِّ وَالبَقاءِ، يا ذا الجُودِ وَالسَّخاءِ، يا ذا الالاِء وَالنَّعْماءِ . (٩) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مانِعُ، يا دافِعُ، يا رافِعُ، يا صانِعُ، يا نافِعُ، يا سامِعُ، يا جامِعُ، يا شافِعُ، يا واسِعُ، يا مُوسِعُ . (١٠) يا صانِعُ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا خالِقُ كُلِّ مَخْلُوقٍ، يا رازِقُ كُلِّ مَرْزُوقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَمْلُوكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ، يا فارِجَ كُلِّ مَهْمُومٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعْيُوبٍ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ . (١١) يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي، يا رَجائِي عِنْدَ مُصِيبَتِي، يا مُوْنِسِي عِنْدَ وَحْشَتِي، يا صاحِبِي عِنْدَ غُرْبَتِي، يا وَلِيِّي عِنْدَ نِعْمَتِي، يا غِياثِي عِنْدَ كُرْبَتِي، يا دَلِيلِي عِنْدَ حَيْرَتِي، يا غِنائِي عِنْدَ افْتِقارِي، يا مَلْجَأي عِنْدَ اضْطِرارِي، يا مُعِينِي عِنْدَ مَفْزَعِي . (١٢) يا عَلا مَ الغُيُوبِ، يا غَفَّارَ الذُّنُوبِ، يا سَتَّارَ العُيُوبِ، يا كاشِفَ الكُرُوبِ، يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، يا
١٤٥

طَبِيبَ القُلُوبِ، يا مُنَوِّرَ القُلُوبِ، يا أَنِيسَ القُلُوبِ، يا مُفَرِّجَ الهُمُومِ، يا مُنَفِّسَ الغُمُومِ . (١٣) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا جَلِيلُ، يا جَمِيلُ، يا وَكِيلُ، يا كَفِيلُ، يا دَلِيلُ، يا قَبِيلُ (١) ، يا مُدِيلُ، يا مُنِيلُ، يا مُقِيلُ، يا مُحِيلُ (٢) . (١٤) يا دَلِيلِ المُتَحَيِّرِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، يا جارَ المُسْتَجِيرِينَ، يا أَمانَ الخائِفِينَ، يا عَوْنَ المُؤْمِنِينَ، يا راحِمَ المَساكِينَ، يا مَلْجأَ العاصِينَ، يا غافِرَ المُذْنِبِينَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ. (١٥) يا ذا الجُودِ وَالاِحْسانِ، يا ذا الفَضْلِ وَالاِمْتِنانِ، يا ذا الاَمْنِ وَالاَمانِ، يا ذا القُدْسِ وَالسُّبْحانِ، يا ذا الحِكْمَةِ وَالبَيانِ، يا ذا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، يا ذا الحُجَّةِ وَالبُرْهانِ، يا ذا العَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ، يا ذا الرَأْفَةِ وَالمُسْتَعانِ، يا ذا العَفْوِ وَالغُفْرانِ. (١٦) يا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ صانِعُ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بكُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ هُوَ يَبْقى وَيَفْنى كُلِّ شَيْءٍ. (١٧) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ، يا مُكَوِّنُ، يا مُلَقِّنُ، يا مُبِينُ، يا مُهَوِّنُ، يا مُمَكِّنُ، يا مُزَيِّنُ، يا مُعْلِنُ، يا مُقَسِّمُ. (١٨) يا مَنْ هُوَ فِي مُلْكِهِ مُقِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي سُلْطانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي جَلالِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي صُنْعِهِ حَكِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ قَدِيمٌ. (١٩) يا مَنْ لايُرْجى إِلاّ فَضْلَهُ، يا مَنْ لايُسْأَلُ إِلاّ عَفْوُهُ، يا مَنْ لايُنْظَرُ إِلاّ بِرُّهُ، يا مَنْ لا يُخافُ إِلاّ عَدْلُهُ، يا مَنْ لا يَدُومُ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لاسُلْطانَ إِلاّ سُلْطانُهُ، يا مَنْ وَسِعَتْ كُلِّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ. (٢٠) يا فارِجَ

_________________

١ - أي الكفيل.

٢ - مُحيل: أي معطي الحول، والحول: القوّة والاستطاعة. (الكفعمي).
١٤٦

الهَمِّ، يا كاشِفَ الغَمِّ، يا غافِرَ الذَّنْبِ، يا قابِلَ التَّوْبِ، يا خالِقَ الخَلْقِ، يا صادِقَ الوَعْدِ، يا مُوفِي العَهْدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الحَبِّ، يا رازِقَ الاَنامِ . (٢١) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَلِيُّ، يا وَفِيُّ، يا غَنِيُّ، يا مَلِيُّ، يا حَفِيُّ، يا رَضِيُّ، يا زَكِيُّ، يا بَدِيُّ، يا قَوِيُّ، يا وَلِيُّ . (٢٢) يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، يا مَنْ سَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى . (٢٣) يا ذا النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ، يا ذا الرَّحْمَةِ الواسِعَةِ، يا ذا المِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذا الحِكْمَةِ البالِغَةِ، يا ذا القُدْرَةِ الكامِلَةِ، يا ذا الحُجَّةِ القاطِعَهِ، يا ذا الكَرامَةِ الظاهِرَةِ، يا ذا العِزَّةِ الدَّائِمَةِ، يا ذا القُوَّةِ المَتِينَةِ، يا ذا العَظَمَةِ المَنِيعَةِ . (٢٤) يا بَدِيعَ السَّماواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِم العَبَراتِ، يا مُقِيلَ العَثَراتِ، يا ساتِرَ العَوراتِ، يا مُحْيِيَ الاَمْواتِ، يا مُنْزِلَ الاياتِ، يا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ، يا ماحِي السَّيِّئاتِ، يا شَدِيدَ النَّقَماتِ . (٢٥) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُصَوِّرُ، يا مُقَدِّرُ، يا مُدَبِّرُ، يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ، يا مُيَسِّرُ، يا مُبَشِّرُ، يا مُنْذِرُ، يا مُقَدِّمُ، يا مُؤَخِّرُ . (٢٦) يا رَبَّ البَيْتِ الحَرامِ، يا رَبَّ الشَّهْرِ الحَرامِ، يا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقامِ، يا رَبَّ المَشْعَرِ الحَرامِ، يا رَبَّ المَسْجِدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ، يا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، يا رَبَّ القُدْرَةِ فِي الأنامِ . (٢٧) يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ، يا أَعْدَلَ العادِلِينَ، يا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ، يا أَطْهَرَ الطَّاهِرِينَ، يا أَحْسَنَ الخالِقِينَ، يا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يا أَشْفَعَ الشَّافِعِينَ، يا أَكْرَمَ الاَكْرَمِينَ . (٢٨) يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَهُ، يا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا مُعِينَ مَنْ لا مُعِينَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا أَمانَ مَنْ لا أَمانَ لَهُ .
١٤٧

(٢٩) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عاصِمُ، يا قائِمُ، يا دائِمُ، يا راحِمُ، يا سالِمُ، يا حاكِمُ، يا عالِمُ، يا قاسِمُ، يا قابِضُ، يا باسِطُ . (٣٠) يا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ، يا راحِمَ مَنْ اسْتَرْحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ، يا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ، يا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ، يا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ، يا صِريخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ، يا مُعِينَ مَنِ اسْتَعانَهُ، يا مُغِيثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ . (٣١) يا عَزِيزاً لا يُضامُ، يا لَطِيفاً لا يُرامُ، يا قَيُّوماً لا يَنامُ، يا دائِماً لا يَفُوتُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ، يا مَلِكاً لا يَزُولُ، يا باقِياً لا يَفْنى، يا عالِماً لا يَجْهَلُ، يا صَمَداً لا يُطْعَمُ، يا قَوِيّاً لا يَضْعُفُ . (٣٢) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَحَدُ، يا واحِدُ، يا شاهِدُ، يا ماجِدُ، يا حامِدُ، يا راشِدُ، يا باعِثُ، يا وارِثُ، يا ضارُّ، يا نافِعُ . (٣٣) يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ، يا أَكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، يا أَرْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، يا أَعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَلِيمٍ، يا أَحْكَمَ مِنْ كُلِّ حَكِيمٍ، يا أَقْدَمَ مِنْ كُلِّ قَدِيمٍ، يا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ، يا أَلْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطِيفٍ، يا أَجَلَّ مِنْ كُلِّ جَلِيلٍ، يا أَعَزَّ مِنْ كُلِّ عَزِيزٍ . (٣٤) يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا كَثِيرَ الخَيْرِ، يا قَدِيمَ الفَضْلِ، يا دائِمَ اللُّطْفِ، يا لَطِيفَ الصُّنْعِ، يا مُنَفِّسَ الكَرْبِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ المُلْكِ، يا قاضِيَ الحَقِّ . (٣٥) يا مَنْ هُوَ فِي عَهْدِهِ وَفِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي وَفائِهِ قَوِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي قُوَّتِهِ عَلِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ فِي قُرْبِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ شَرِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي شَرَفِهِ عَزِيزٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عِزِّهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ مَجِيدٌ، يا مَنْ هُوَ فِي مَجْدِهِ حَمِيدٌ . (٣٤) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا كافِي، يا شافِي، يا وافِي، يا مُعافِي، يا هادِي، يا داعِي، يا قاضِي، يا راضِي، يا عالِي، يا باقِي . (٣٧) يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ خاضِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ خاشِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ كائِنٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ مُنِيبٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ خائِفٌ مِنْهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ قائِمٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيْءٍ صائِرٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ
١٤٨

شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ . (٣٨) يا مَنْ لامَفَرَّ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَقْصَدَ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لامَنْجى مِنْهُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لايُرْغَبُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لايُسْتَعانُ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لايُتَوَكَّلُ إِلاّ عَلَيْهِ، يا مَنْ لايُرْجى إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايُعْبَدُ إِلاّ هُوَ . (٣٩) يا خَيْرَ المَرْهُوبِينَ، يا خَيْرَ المَرْغُوبِينَ، يا خَيْرَ المَطْلُوبِينَ، يا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ، يا خَيْرَ المَقْصُودِينَ، يا خَيْرَ المَذْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَشْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَحْبُوبِينَ، يا خَيْرَ المَدْعُوِّينَ، يا خَيْرَ المُسْتَأْنِسِينَ . (٤٠) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا غافِرُ، يا ساتِرُ، يا قادِرُ، يا قاهِرُ، يا فاطِرُ، يا كاسِرُ، يا جابِرُ، يا ذاكِرُ، يا ناظِرُ، يا ناصِرُ . (٤١) يا مَنْ خَلَقَ فَسَوَّى، يا مَنْ قَدَّرَ فَهَدى، يا مَنْ يَكْشِفُ البَلْوى، يا مَنْ يَسْمَعُ النَّجْوى، يا مَنْ يُنْقِذُالغَرْقى، يا مَنْ يُنْجِي الهَلْكى، يا مَنْ يَشْفِي المَرْضى، يا مَنْ أَضْحَكَ وَأَبْكى، يا مَنْ أَماتَ وَأَحْيا، يا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالاُنْثى . (٤٢) يا مَنْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ سَبِيلُهُ، يا مَنْ فِي الافاقِ آياتُهُ، يا مَنْ فِي الاياتِ بُرْهانُهُ، يا مَنْ فِي المَماتِ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القُبُورِ عِبْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القِيامَةِ مُلْكُهُ، يا مَنْ فِي الحِسابِ هَيْبَتُهُ، يا مَنْ فِي المِيزانِ قَضاؤُهُ، يا مَنْ فِي الجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَنْ فِي النّارِ عِقابُهُ . (٤٣) يا مَنْ إِلَيْهِ يَهْرَبُ الخائِفُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَقْصِدُ المُنِيبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ المُتَحَيِّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ المُرِيدُونَ، يا مَنْ بِهِ يَفْتَخِرُ المُحِبُّونَ، يا مَنْ فِي عَفْوِهِ يَطْمَعُ الخاطِئُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَسْكُنُ المُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ . (٤٤) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حَبِيبُ، يا طَبِيبُ، يا قَرِيبُ، يا رَقِيبُ، يا حَسِيبُ، يا مِهِيبُ، يا مُثِيبُ، يا مُجِيبُ، يا خَبِيرُ، يا بَصِيرُ . (٤٥) يا أَقْرَبَ مِنْ كُلِّ قَرِيبٍ، يا أَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِيبٍ، يا أَبْصَرَ مِنْ كُلِّ بَصِيرٍ، يا أَخْبَرَ مِنْ كُلِّ خَبِيرٍ، يا أَشْرَفَ مِنْ كُلِّ شَرِيفٍ، يا أَرْفَعَ مِنْ كُلِّ رَفِيعٍ، يا أَقْوى مِنْ كُلِّ قَوِيٍّ، يا أَغْنى مِنْ كُلِّ غَنِيٍّ، يا
١٤٩

أَجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوادٍ، يا أَرْأَفَ مِنْ كُلِّ رَؤُوفٍ . (٤٦) يا غالِبا غَيْرَ مَغْلُوبٍ، يا صانِعاً غَيْرَ مَصْنُوعٍ، يا خالِقاً غَيْرَ مَخْلُوقٍ، يا مالِكاً غَيْرَ مَمْلُوكٍ، يا قاهِراً غَيْرَ مَقْهُورٍ، يا رافِعاً غَيْرَ مَرْفُوعٍ، يا حافِظا غَيْرَ مَحْفُوظٍ، يا ناصِراً غَيْرَ مَنْصُورٍ، يا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، يا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ . (٤٧) يا نُورَ النُّورِ، يا مُنَوِّرَ النُّورِ، يا خالِقَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ النُّورِ، يا مُقَدِّرَ النُّورِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً لَيْسَ كَمَثْلِهِ نُورٌ . (٤٨) يا مَنْ عَطاؤُهُ شَرِيفٌ، يا مَنْ فِعْلُهُ لَطِيفٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ مُقِيمٌ، يا مَنْ إِحْسانُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ قَوْلُهُ حَقُّ، يا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ، يا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ، يا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ، يا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ . (٤٩) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَهِّلُ، يا مُفَصِّلُ، يا مُبَدِّلُ، يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ، يا مُنَوِّلُ، يا مُفَضِّلُ، يا مُجْزِلُ، يا مُمْهِلُ، يا مُجْمِلُ . (٥٠) يا مَنْ يَرى وَلا يُرى، يا مَنْ يَخْلُقُ وَلايُخْلَقُ، يا مَنْ يَهْدِي وَلايُهْدى، يا مَنْ يُحْيِي وَلا يُحْيى، يا مَنْ يَسْأَلُ وَلايُسْأَلُ، يا مَنْ يُطْعِمُ وَلايُطْعَمُ، يا مَنْ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ، يا مَنْ يَقْضِي وَلا يُقْضى عَلَيْهِ، يا مَنْ يَحْكُمُ وَلا يُحْكَمُ عَلَيْهِ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ . (٥١) يا نِعْمَ الحَسِيبُ، يا نِعْمَ الطَّبِيبُ، يا نِعْمَ الرَّقِيبُ، يا نِعْمَ القَرِيبُ، يا نِعْمَ المُجِيبُ، يا نِعْمَ الحَبِيبُ، يا نِعْمَ الكَفِيلُ، يا نِعْمَ الوَكِيلُ، يا نِعْمَ المَوْلى، يا نِعْمَ النَّصِيرُ . (٥٢) يا سُرُورَ العارِفِينَ، يا مُنى المُحِبِّينَ، يا أَنِيسَ المُرِيدِينَ، يا حَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يا رازِقَ المُقِلِّينَ، يا رَجاءَ المُذْنِبِينَ، يا قُرَّةَ عَيْنِ العابِدِينَ، يا مُنَفِّسَ عَنِ المَكْرُوبِينَ، يا مُفَرِّجَ عَنِ المَغْمُومِينَ، يا إِلهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ . (٥٣) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا رَبَّنا، يا إِلهَنا، يا سَيِّدِنا، يا مَوْلانا، يا ناصِرَنا، يا حافِظَنا، يا دَلِيلَنا، يا مُعِينَنا، يا حَبِيبَنا، يا طَبِيبَنا . (٥٤) يا رَبَّ النَّبِيِّينَ وَالاَبْرارِ، يا رَبَّ الصِّدِّيقِينَ وَالاَخْيارِ، يا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنّارِ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالكِبارِ، يا رَبَّ الحُبلاوبِ وَالثِّمارِ، يا رَبَّ الاَنْهارِ
١٥٠

وَالاَشْجارِ، يا رَبَّ الصَّحارِي وَالقِفارِ، يا رَبَّ البَرارِي وَالبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الاِعْلانِ وَالاِسْرارِ . (٥٥) يا مَنْ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمْرُهُ، يا مَنْ لَحَقَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ بَلَغَتْ إِلى كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ لاتُحْصِي العِبادُ نِعَمَهُ، يا مَنْ لاتَبْلُغُ الخَلائِقُ شُكْرَهُ، يا مَنْ لاتُدْرِكُ الاَفْهامُ جَلالَهُ، يا مَنْ لاتَنالُ الاَوْهامُ كُنْهَهُ، يا مَنْ العَظَمَةُ وَالكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لا تَرُدُّ العِبادُ قَضائَهُ، يا مَنْ لا مُلْكَ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لا عَطاءَ إِلاّعَطاؤُهُ . (٥٦) يا مَنْ لَهُ المَثَلُ الاَعْلى، يا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ العُلْيا، يا مَنْ لَهُ الآخرةُ وَالأوّلى، يا مَنْ لَهُ الجَنَّةُ المَأْوى، يا مَنْ لَهُ الاياتُ الكُبْرى، يا مَنْ لَهُ الاَسَّماء الحُسْنى، يا مَنْ لَهُ الحُكْمُ وَالقَضاءُ، يا مَنْ لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ، يا مَنْ لَهُ العَرْشُ وَالثَّرى، يا مَنْ لَهُ السَّماواتِ العُلى . (٥٧) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَفُوُّ، يا غَفُورُ، يا صَبُورُ، يا شَكُورُ، يا رَؤُوفُ، يا عَطُوفُ، يا مَسْؤُولُ، يا وَدُودُ، يا سُبُّوحُ، يا قُدُّوسُ . (٥٨) يا مَنْ فِي السَّماء عَظَمَتُهُ، يا مَنْ فِي الأَرْضِ آياتُهُ، يا مَنْ فِي كُلِّ شَيْءٍ دَلائِلُهُ، يا مَنْ فِي البِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَنْ فِي الجِبالِ خَزائِنُهُ، يا مَنْ يُبْدُِ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْجِعُ الاَمْرُ كُلُّهُ، يا مَنْ أَظْهَرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ لُطْفَهُ، يا مَنْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ، يا مَنْ تَصَرَّفَ فِي الخَلائِقِ قُدْرَتُهُ . (٥٩) يا حَبِيبَ مَنْ لاحَبِيبَ لَهُ، يا طَبِيبَ مَنْ لا طَبِيبَ لَهُ، يا مُجِيبَ مَنْ لا مُجِيبَ لَهُ، يا شَفِيقَ مَنْ لا شَفِيقَ لَهُ، يا رَفِيقَ مَنْ لا رَفِيقَ لَهُ، يا مُغِيثَ مَنْ لا مُغِيثَ لَهُ، يا دَلِيلَ مَنْ لا دَلِيلَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَنْ لا راحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ . (٦٠) يا كافِيَ مَنْ اسْتَكْفاهُ، يا هادِيَ مَنْ اسْتَهْداهُ، يا كالِيَ مَنْ اسْتَكْلاهُ، يا راعِيَ مَنِ اسْتَرْعاهُ، يا شافِيَ مَنْ اسْتَشْفاهُ، يا قاضِيَ مَنِ اسْتَقْضاهُ، يا مُغْنِيَ مَنِ اسْتَغْناهُ، يا مُوفِيَ مَنِ اسْتَوْفاهُ، يا مُقَوِّيَ مَنِ اسْتَقْواهُ، يا وَلِيَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ . (٦١) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا خالِقُ، يا رازِقُ، يا ناطِقُ، يا صادِقُ، يا فالِقُ،
١٥١

يا فارِقُ، يا فاتِقُ، يا راتِقُ، يا سابِقُ (١) ، يا سامِقُ (٢) .(٦٢) يا مَنْ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ، يا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأنْوارَ، يا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرُورَ، يا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ، يا مَنْ قَدَّرَ الخَيْرَ وَالشَّرَّ، يا مَنْ خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ، يا مَنْ لَهُ الخَلْقُ وَالاَمْرُ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا (٣) وَلَداً، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، يا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ.(٦٣) يا مَنْ يَعْلَمُ مُرادَ المُرِيدِينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ أَنِينَ الواهِنِينَ، يا مَنْ يَرى بُكاءَ الخائِفِينَ، يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ، يا مَنْ يَقْبَلُ عُذْرَ التَّائِبِينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ، يا مَنْ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ لايَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ العارِفِينَ، يا أَجْوَدَ الاَجْوَدِينَ. (٦٤) يا دائِمَ البَقاءِ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا واسِعَ العَطاءِ، يا غافِرَ الخَطاءِ، يا بَدِيعَ السَّماء، يا حَسَنَ البَلاِء، يا جَمِيلَ الثَّناءِ، يا قَدِيمَ السَّناءِ، يا كَثِيرَ الوَفاءِ، يا شَرِيفَ الجَزاءِ. (٦٥) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَتَّارُ، يا غَفَّارُ، يا قَهَّارُ، يا جَبَّارُ، يا صَبَّارُ، يا بارُّ، يا مُخْتارُ، يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ، يا مُرْتاحُ. (٦٦) يا مَنْ خَلَقَنِي وَسَوَّانِي، يا مَنْ رَزَقَنِي وَرَبَّانِي، يا مَنْ أَطْعَمَنِي وَسَقانِي، يا مَنْ قَرَّبَنِي وَأَدْنانِي، يا مَنْ عَصَمَنِي وَكَفانِي، يا مَنْ حَفَظَنِي وَكَلانِي، يا مَنْ أَعَزَّنِي وَأَغْنانِي، يا مَنْ وَفَّقَنِي وَهَدانِي، يا مَنْ آنَسَنِي وَآوانِي، يا مَنْ أَماتَنِي وَأَحْيانِي. (٦٧) يا مَنْ يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ، يا مَنْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلبِهِ، يا مَنْ لاتَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاّ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ، يا مَنْ لامُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ، يا مَنْ انْقادَ كُلُّ شَيْءٍ لاَمْرِهِ، يا مَنْ السَّماوات مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ، يا مَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ. (٦٨) يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ مِهاداً، يا مَنْ جَعَلَ الجِبالَ أَوْتاداً، يا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجا، يا مَنْ جَعَلَ القَمَرَ نُوراً، يا مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، يا

_________________

١ - يا فائق - خ -.

٢ - سَمَقَ: أي علا وطال. (منه رحمه‌الله )

٣ - صاحبة ولا: خ.
١٥٢

مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشا، يا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتا، يا مَنْ جَعَلَ السَّماء بِناءً، يا مَنْ جَعَلَ الاَشْياءَ أَزْواجاً، يا مَنْ جَعَلَ النّارَ مِرْصاداً . (٦٩) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَمِيعُ، يا شَفِيعُ، يا رَفِيعُ، يا مَنِيعُ، يا سَرِيعُ، يا بَدِيعُ، يا كَبِيرُ، يا قَدِيرُ، يا خَبِيرُ (١) ، يا مُجِيرُ. (٧٠) يا حَيّاً قَبْلَّ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيّا بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يُشارِكُهُ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذِي لايَحْتاجُ إِلى حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يَرْزُقُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيّاً لَمْ يَرِثِ الحَياةَ مِنْ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يُحْيِي المَوْتى، يا حَيُّ يا قَيُّومُ لاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ. (٧١) يا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لايُنْسى، يا مَنْ لَهُ نُورٌ لا يُطْفى، يا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ، يا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لا يَزُولُ، يا مَنْ لَهُ ثَناءٌ لا يُحْصى، يا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَنْ لَهُ كَمالٌ لا يُدْرَكُ، يا مَنْ لَهُ قَضاءٌ لا يُرَدُّ، يا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ، يا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَيَّرُ. (٧٢) يا رَبَّ العالَمِينَ، يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، يا غايَةَ الطَّالِبِينَ، يا ظَهْرَ اللآجِئِينَ، يا مُدْرِكَ الهارِبِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ. (٧٣) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا شَفِيقُ، يا رَفِيقُ، يا حَفِيظُ، يا مُحِيطُ، يا مُقِيتُ، يا مُغِيثُ، يا مُعِزُّ، يا مُذِلُّ، يا مُبْدِيُ، يا مُعِيدُ.(٧٤) يا مَنْ هُوَ أَحَدٌ بِلا ضِدٍّ، يا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ، يا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيْبٍ، يا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلا كَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ قاضٍ بِلا حَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ رَبُّ بِلا وَزِيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَزِيزٌ بِلا ذُلٍّ، يا مَنْ هُوَ غَنِيُّ بِلا فَقْرٍ، يا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزْلٍ، يا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبِيهٍ. (٧٥) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفُ لِلذَّاكِرِينَ، يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلْشَّاكِرِينَ، يا مَنْ حَمْدُهُ عِزُّ لِلْحامِدِينَ، يا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ، يا مَنْ سَبِيلُهُ وَاضِحٌ لِلْمُنِيبِينَ، يا مَنْ آياتُهُ بُرْهانٌ لِلْنَّاظِرِينَ، يا مَنْ كِتابُهُ تَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، يا مَنْ رِزْقُهُ

_________________

١ - يا منير - خ -.
١٥٣

عُمُومْ لِلطَّائِعِينَ وَالعاصِينَ، يا مَنْ رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ . (٧٦) يا مَنْ تَبارَكَ اسْمُهُ، يا مَنْ تَعالى جَدُّهُ، يا مَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ، يا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ، يا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، يا مَنْ يَدُومُ بَقاؤُهُ، يا مَنْ العَظَمَةُ بَهاؤُهُ، يا مَنْ الكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لاتُحْصَى آلاؤُهُ، يا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْماؤُهُ . (٧٧) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُعِينُ، يا أَمِينُ، يا مُبِينُ، يا مَتِينُ، يا مَكِينُ، يا رَشِيدُ، يا حَمِيدُ، يا مَجِيدُ، يا شَدِيدُ، يا شَهِيدُ . (٧٨) يا ذا العَرْشِ المَجِيدِ، يا ذا القَوْلِ السَّدِيدِ، يا ذا الفِعْلِ الرَّشِيدِ، يا ذا البَطْشِ (١) الشَّدِيدِ، يا ذا الوَعْدِ وَالوَعِيدِ، يا مَنْ هُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ، يا مَنْ هُوَ قَرِيبٌ غَيْرُ بَعِيدٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، يا مَنْ هُوَ لَيْسَ بِظَلآمٍ لِلْعَبِيدِ. (٧٩) يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ، يا مَنْ لا شَبِيهَ (٢) لَهُ وَلا نَظِيرَ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ المُنِيرِ، يا مُغْنِيَ البائِسِ الفَقِيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ، يا جابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ، يا عِصْمَةَ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، يا مَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (٨٠) يا ذا الجُودِ وَالنِّعَمِ، يا ذا الفَضْلِ وَالكَرَمِ، يا خالِقَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ، يا بارِيَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ، يا ذا البَأْسِ وَالنِّقَمِ، يا مُلْهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالألَمِ، يا عالِمَ السِرِّ وَالهِمَمِ، يا رَبَّ البَيْتِ وَالحَرَمِ، يا مَنْ خَلَقَ الاَشْياءَ مِنَ العَدَمِ. (٨١) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا فاعِلُ، يا جاعِلُ، يا قابِلُ، يا كامِلُ، يا فاصِلُ، يا واصِلُ، يا عادِلُ، يا غالِبُ، يا طالِبُ، يا واهِبُ. (٨٢) يا مَنْ أَنْعَمَ بِطَوْلِهِ، يا مَنْ أَكْرَمَ بِجُودِهِ، يا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ، يا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ، يا مَنْ حَكَمَ بِتدْبِيرِهِ، يا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ، يا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ دَنا فِي عُلُوِّهِ، يا مَنْ عَلا فِي دُنُوِّهِ. (٨٣) يا مَنْ يَخْلُقُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ

_________________

١ - بطش: أخذ.

٢ - لا شبه - خ -.
١٥٤

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعِزُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُذِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُصَوِّرُ فِي الأَرْحامِ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ . (٨٤) يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً، يا مَنْ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً، يا مَنْ جَعَلَ المَلائِكَةِ رُسُلاً (١) ، يا مَنْ جَعَلَ فِي السَّماء بُرُوجاً، يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَراراً، يا مَنْ خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً. (٨٥) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَوَّلُ، يا آخِرُ، يا ظاهِرُ، يا بَرُّ، يا حَقُّ، يا فَرْدُ، يا وِتْرُ، يا صَمَدُ، يا سَرْمَدُ. (٨٦) يا خَيْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ، يا أَفْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ، يا أَجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ، يا أَعَزَّ مَذْكُورٍ ذُكِرَ، يا أَعْلى مَحْمُودٍ حُمِدَ، يا أَقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ، يا أَرْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ، يا أَكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ، يا أَكْرَمَ مَسْؤُولٍ سُئِلَ، يا أَشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ. (٨٧) يا حَبِيبَ الباكِينَ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلِينَ، يا هادِيَ المُضِلِّينَ، يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا أَنِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَفْزَعَ المَلْهُوفِينَ، يا مُنْجِيَ الصَّادِقِينَ، يا أَقْدَرَ القادِرِينَ، يا أَعْلَمَ العالِمِينَ، يا إِلهَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ. (٨٨) يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عُصِيَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لاتَحْوِيهِ الفِكَرُ، يا مَنْ لايُدْرِكُهُ بَصَرٌ، يا مَنْ لايَخْفى عَلَيْهِ أَثَرٌ، يا رازِقَ البَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ. (٨٩) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حافِظُ، يا بارِيُ، يا ذارِيُ، يا باذِخُ، يا فارِجُ، يا فاتِحُ، يا كاشِفُ، يا ضامِنُ، يا آمِرُ، يا ناهِي. (٩٠) يا مَنْ لايَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ يَصْرِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايَخْلُقُ الخَلْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايُتِمُّ النِّعْمَةَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايُنَزِّلُ الغَيْثَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايَبْسُطُ الرِّزْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لايُحْيِى المَوْتى إِلاّ هُوَ. (٩١) يا مُعِينَ الضُّعَفاءِ، يا صاحِبَ

_________________

١ - من الملائكة: خ.
١٥٥

الغُرَباءِ، يا ناصِرَ الأوْلِياء، يا قاهِرَ الأعْداءِ، يا رافِعَ السَّماء، يا أَنِيسَ الأصْفِياء، يا حَبِيبَ الأَتْقِياء، يا كَنْزَ الفُقَراءِ، يا إِلهَ الأغْنِياءِ، يا أَكْرَمَ الكُرَماءِ . (٩٢) يا كافَياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يا قائِماً عَلى كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ لا يَشْبِهُهُ شَيٌْ، يا مَنْ لايَزِيدُ فِي مُلْكِهِ شَيٌْ، يا مَنْ لايَخْفى عَلَيْهِ شَيٌْ، يا مَنْ لا يَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَيٌْ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ، يا مَنْ لايَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيٌْ، يا مَنْ هُوَ خَبِيرٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلِّ شَيْءٍ . (٩٣) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُكْرِمُ، يا مُطْعِمُ، يا مُنْعِمُ، يا مُعْطِي، يا مُغْنِي، يا مُقْنِي، يا مُفْنِي، يا مُحْيِي، يا مُرْضِي، يا مُنْجِي . (٩٤) يا أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرَهُ، يا إِلهَ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، يا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَصانِعَهُ، يا بارِيَ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقَهُ، يا قابِضَ كُلِّ شَيْءٍ وَباسِطَهِ، يا مُبْدِيَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُعِيدَهُ، يا مُنْشِيَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُقَدِّرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُحَوِّلَهُ، يا مُحْيِي كُلِّ شَيْءٍ وَمُمِيتَهُ، يا خالِقَ كُلِّ شَيْءٍ وَوارِثَهُ . (٩٥) يا خَيْرَ ذاكِرٍ وَمَذْكُورٍ، يا خَيْرَ شاكِرٍ وَمَشْكُورٍ، يا خَيْرَ حامِدٍ وَمَحْمُودٍ، يا خَيْرَ شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، يا خَيْرَ داع وَمَدْعُوٍّ، يا خَيْرَ مُجِيبٍ وَمُجابٍ، يا خَيْرَ مُؤْنِسٍ وَأَنِيسٍ، يا خَيْرَ صاحِبٍ وَجَلِيسٍ، يا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَمَطْلُوبٍ، يا خَيْرَ حَبِيبٍ وَمَحْبُوبٍ . (٩٦) يا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجِيبٌ، يا مَنْ هُوَ لِمَنْ أَطاعَهُ حَبِيبٌ، يا مَنْ هُوَ إِلى مَنْ أَحَبَّهُ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ اسْتَحْفَظَهُ رَقِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي إِحْسانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ أَرادَهُ عَلِيمٌ . (٩٧) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَبِّبُ، يا مُرَغِّبُ، يا مُقَلِّبُ، يا مُعَقِّبُ، يا مُرَتِّبُ، يا مُخَوِّفُ، يا مُحَذِّرُ، يا مُذَكِّرُ، يا مُسَخِّرُ، يا مُغَيِّرُ . (٩٨) يا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ، يا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ، يا مَنْ أَمْرُهُ غالِبٌ، يا مَنْ كِتابُهُ مُحْكَمٌ، يا مَنْ قَضاؤُهُ كائِنٌ، يا مَنْ قَرْآنَهُ مَجِيدٌ، يا مَنْ مُلْكُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ، يا مَنْ عَرْشُهُ عَظِيمْ . (٩٩) يا مَنْ لايَشْغَلُهُ
١٥٦

سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، يا مَنْ لايَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلٍ، يا مَنْ لا يُلْهِيهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلٍ، يا مَنْ لا يُغْلِطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤالٍ، يا مَنْ لايَحْجُبُهُ شَيٌْ عَنْ شَيْءٍ، يا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ، يا مَنْ هُوَ غايَةُ مُرادِ المُرِيدِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى هِمَمِ العارِفِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى طَلَبِ الطَّالِبِينَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ ذَرَّةٌ فِي العالَمِينَ . (١٠٠) يا حَلِيماً لا يعْجَلُ، يا جَواداً لا يَبْخَلُ، يا صادِقاً لا يُخْلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، يا قاهِراً لا يُغْلَبُ، يا عَظِيماً لا يُوصَفُ، يا عَدْلاً لا يَحِيفُ، يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ، يا كَبِيراً لا يَصْغَرُ، يا حافِظاً لا يَغْفَلُ سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الغَوْثَ الغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ (١) .

دعاء الجوشن الصغير

وقد ذُكِرَ لهذا الدعاء في الكتب المعتبرة شرح أطول، وفضل أكثر ممّا ذُكِرَ لدعاء الجوشن الكبير. وقال الكفعمي في هامش كتاب البلد الأمين: هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة، دعا به الكاظم عليه‌السلام وقد هم موسى الهادي العباسي بقتله فرأى عليه‌السلام جده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام فأخبره بان الله تعالى سيقضي على عدوه، وأورد السيد ابن طاووس هذا الدعاء في كتاب (مهج الدعوات) وتختلف نسختا الدعاء عَن بعضهما، ونحن نأتي به طبقاً لكتاب (البلد الأمين) للكفعمي قدس، وهو هذا الدعاء (٢) :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي كَمْ مِنْ عَدوٍّ انْتَضى عَلَيَّ سَيْفَ عَداوَتِهِ، وَشَحَذَ لِي ظُبَةَ مِدْيَتِهِ وَأَرْهَفَ لِي شَبا حَدِّهِ، وَدافَ لِي قَواتِلَ سُمُومِهِ، وَسَدَّدَ إلىَّ (٣) صَوائِبَ سِهامِهِ وَلَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِراسَتِهِ، وَأَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي المَكْرُوهُ، وَيُجَرِّعَنِي ذُعافَ (٤) مَرارَتِهِ نَظَرْتَ (٥) إِلى

_________________

١ - رواه الكفعمي في المصباح: ٢٤٧، فصل ٢٨.

٢ - لم أعثر على الحديث في كتاب البلد الامين للكفعمي ووجدته مفصّلاً في كتاب مهج الدعوات لابن طاووس: ٢١٩ قبل ذكره للدعاء.

٣ - وسَدّد نحوي: بحار.

٤ - ذعاف: السُّم والموت القاتل السريع.

٥ - فنظرت: بحار.
١٥٧

ضَعْفِي عَنْ احْتِمالِ الفَوادِحِ وعَجْزِي عَنِ الاِنْتِصارِ مِمَّنْ قَصَدَنِي بِمُحارَبَتِهِ، وَوَحْدَتِي فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ ناوانِي وَأَرْصَدَ لِي فِيما لَمْ أَعْمِلْ فِكْرِي فِي الارْصادِ لَهُمْ بِمِثْلِهِ فَأَيَّدْتَنِي بِقُوَّتِكَ وَشَدَدْتَ أَزْرِي بِنُصْرَتِكَ وَفَلَلْتَ لِي حَدَّهُ (١) ، وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَدِيدِهِ وَحَشْدِهِ وَأَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ، وَوَجَّهْتَ ماسَدَّدَ إلى مِنْ مَكائِدِهِ إِلَيْهِ، وَرَدَدْتَهُ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَشْفِ غَلِيلَهُ، وَلَمْ تَبْرُدُ حَزازاتُ (٢) غَيْظِهِ، وَقَدْ عَضَّ عَلى أَنامِلِهِ، وَأَدْبَرَ مُوَلِّيا قَدْ أَخْفَقَتْ سَراياهُ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَمْ مِنْ باغٍ بَغانِي بِمَكائِدِهِ، وَنَصَبَ لِي أَشْراكَ مَصائِدِهِ، وَوَكَّلَ بِي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ، وَأضْبَاءَ إلى إِضْباءَ السَّبْعِ لِطَرِيدَتِهِ، انْتِظاراً لانْتِهازِ فُرْصَتِهِ، وَهُوَ يُظْهِرُ بَشاشَةَ المَلَقِ، وَيُبْسُطُ (٣) وَجْها غَيْرَ طَلِقٍ فَلَمّا رَأَيْتَ دَغَلَ سَرِيرَتِهِ، وَقُبْحَ ماانْطَوى عَلَيْهِ لِشَرِيكِهِ فِي مِلَّتِهِ، وأَصْبَحَ مُجْلِباً لِي (٤) فِي بَغْيِهِ أَرْكَسْتَهُ لأمِّ رَأْسِهِ، وَأَتَيْتَ بُنْيانَهُ مِنْ أَساسِهِ، فَصَرَعْتَهُ فِي زُبْيَتِهِ وَرَدَّيْتَهُ (٥) فِي مَهْوى حُفْرَتِهِ، وَجَعَلْتَ خَدَّهُ طَبَقا لِتُرابِ رِجْلِهِ، وَشَغَلْتَهُ فِي بَدَنِهِ وَرِزْقِهِ، وَرَمَيْتَهُ بِحَجَرِهِ، وَخَنَقْتَهُ بِوَتَرِهِ، وَذَكَّيْتَهُ بِمَشاقِصِهِ، وَكَبَبْتَهُ لِمَنْخَرِهِ، وَرَدَدْتَ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَرَبَقْتَهُ (٦) بِنَدامَتِهِ، وَفَسَأْتَهُ (٧) بِحَسْرَتِهِ فاسْتَخْذَأَ (٨) وَتَضائَلَ بَعْدَ نَخْوَتِهِ واَنْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطالَتِهِ ذَلِيلاً مأسُوراً فِي رِبْقِ حِبالَتِهِ (٩) الَّتِي كانَ يُؤَمِّلُ أَنْ يَرانِي فِيها يَوْمَ سَطْوَتِهِ، وَقَدْ كِدْتُ يا رَبِّ لَوْلا رَحْمَتُكَ أَنْ يَحُلَّ بِي ماحَلَّ بِساحَتِهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لايَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ

_________________

١ - شبا حدّه: بحار.

٢ - حزازات: حرارة.

٣ - ويبسط لي: خ.

٤ - إلَيَّ: خ.

٥ - وأرديته: خ.

٦ - ووثقته: بحار.

٧ - وأفنيته: بحار.

٨ - فاستخذأ: تواضع.

٩ - حبائله: بحار.
١٥٨

الشَّاكِرِينَ وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلهِي وَكَمْ مِنْ حاسِدٍ شَرِقَ بِحَسْرَتِهِ (١) وَعَدُوٍّ شَجِيَ بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسانِهِ، وَوَخَزَنِي بِمُوقِ عَيْنِهِ، وَجَعَلَنِي غَرَضاً (٢) لِمَرامِيهِ وَقَلَّدَنِي خِلالاً لَمْ تَزَلْ فِيهِ، نادَيْتُكَ (٣) يا رَبِّ مُسْتَجِيراً بِكَ، واثِقاً بِسُرْعَةِ إِجابَتِكَ مُتَوَكِّلاً عَلى مالَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِكَ، عالِماً أَنَّهُ لا يُضْطَهَدُ مَنْ آوى إِلى ظِلِّ كَنَفِكَ، وَلَنْ تَقْرَعَ الحَوادِثُ (٤) مَنْ لَجَأَ إِلى مَعْقِلِ الاِنْتِصارِ بِكَ، فَحَصَّنْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ سَحائب مَكْرُوهٍ جَلَّيْتَها، وَسَّماء نِعْمَةٍ مَطَرْتَها (٥) ، وَجَداوِلَ كَرامَةٍ أَجْرَيْتَها، وَأَعْيُنِ أَحْداثٍ طَمَسْتَها، وَناشِئَةِ رَحْمَةٍ نَشَرْتَها، وَجُنَّةِ عافِيَةٍ أَلْبَسْتَها، وَغَوامِرِ كُرُباتٍ كَشَفْتَها، وَأُمُورٍ جارِيَةٍ قَدَّرْتَها، لَمْ تُعْجِزْكَ إِذْ طَلَبْتَها، وَلَمْ تَمْتَنِعْ مِنْكَ إِذْ أَرَدْتَها، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَنٍ حَقَّقْتَ، وَمِنْ كَسْرِ إِمْلاقٍ جَبَرْتَ، وَمِنْ مَسْكَنَةٍ فادِحَةٍ حَوَّلْتَ، وَمْن صَرْعَةٍ مُهْلِكَةٍ نَعَشْتَ (٦) ، وَمِنْ مَشَقَّةٍ أَرَحْتَ، لاتُسْأَلُ (٧) عَمّا تَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، وَلا يَنْقُصُكَ ماأَنْفَقْتَ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ، وَلَمْ تُسْأَلْ فَابْتَدَأْتَ، وَاسْتُمِيحَ بابُ فَضْلِكَ فَما أَكْدَيْتَ، أَبَيْتَ (٨) إِلاّ إِنْعاماً وَامْتِناناً، وَإِلاّ تَطَوُّلاً يا رَبِّ وَإِحْساناً، وَأَبَيْتُ إِلاّ انْتِهاكاً لِحُرُماتِكَ، وَاجْتِرأً عَلى مَعاصِيكَ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ وَطاعَةً لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ، وَلَمْ يَمْنَعْكَ يا إِلهِي وَناصِرِي إِخْلالِي

_________________

١ - بحسده: بحار.

٢ - وجعل عرضي: بحار ونسخة.

٣ - فناديت: خ.

٤ - الفوادح: بحار ونسخة.

٥ - أمطرتها: بحار ونسخة.

٦ - أنعشت: بحار ونسخة.

٧ - لا تُسأل يا سيّدي: بحار ونسخة.

٨ - وأبيت يا رب: بحار ونسخة.
١٥٩

بِالشَّكْرِ عَنْ إِتْمامِ إِحْسانِكَ، وَلا حَجَزَنِي ذلِكَ عَنْ إِرْتِكابِ مَساخِطِكَ . اللّهُمَّ وَهذا (١) مَقامُ عَبْدٍ ذَلِيلٍ اعْتَرَفَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَأَقَرَّ عَلى نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَداءِ حَقِّكَ وَشَهِدَ لَكَ بِسِبُوغِ نِعْمَتِكَ عَلَيْهِ، وَجَمِيلِ عادَتِكَ عِنْدَهُ، وَإِحْسانِكَ إِلَيْهِ، فَهَبْ لِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي مِنْ فَضْلِكَ مااُرِيدُهُ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ فِيهِ إِلى مَرْضاتِكَ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ سَخَطِكَ، بِعِزَّتِكَ وَطَوْلِكَ وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلالائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فِي كَرْبِ المَوْتِ، وَحَشْرَجَةِ الصَّدْرِ، وَالنَّظَرِ إِلى ماتَقْشَعِرُّ مِنْهُ الجُلُودُ، وَتَفْزَعُ لَهُ القُلُوبُ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ سَقِيماً مُوجِعاً (٢) فِي أَنَّةٍ وَعَوِيلٍ يَتَقَلَّبُ فِي غَمِّهِ لايَجِد لا مَحِيصاً وَلا يُسِيغُ طَعاماً وَلا شَراباً (٣) وَأَنا فِي صِحَّةٍ مِنَ البَدَنِ وَسَلامَةً مِنَ العَيْشِ كُلُّ ذلِكَ مِنْكَ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ خائِفاً مَرْعُوباً (٤) مُشْفِقا وَجِلاً هارِبا طَرِيداً مُنْجَحِراً فِي مَضِيقٍ وَمَخْبَأَةٍ مِنَ المَخابِيِ قَدْ ضاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِرُحْبِها، لايَجِدُ حِيلَةً وَلا مَنْجى، وَلا مَأْوى، وَأَنا فِي أَمْنٍ وَطَمْأَنِينَةٍ وَعافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَسَيِّدِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً فِي الحَدِيدِ بَأَيْدِي

_________________

١ - فهذا: بحار ونسخة.

٢ - مُدنقاً: خ ونسخة.

٣ - ولا يستعذب شراباً: بحار ونسخة.

٤ - مُسهّداً: بحار ونسخة.
١٦٠

العُداةِ لا يَرْحَمُونَهُ، فَقِيداً مِنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ اخْوانِهِ وَبَلَدِهِ يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيِّ قَتْلَةٍ يُقْتَلُ وَبِأَيِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ . إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ يُقاسِي الحَرْبَ وَمُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِيَتْهُ الأَعْداء مِنْ كُلِّ جانِبٍ بِالسُّيُوفِ وَالرِّماحِ وَآلَةِ الحَرْبِ، يَتَقَعْقَعُ فِي الحَدِيدِ قَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ لا يَعْرِفُ حِيلَةً، وَلا يَجِدُ مَهْرَباً قَدْ أُدْنِفَ بِالجِراحاتِ، وَمُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنابِكِ وَالأَرْجُلِ، يَتَمَنَّى شُرْبَةً مِنْ ماءٍ أَوْ نَظْرَةً إِلى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ لا (١) يَقْدِرُ عَلَيْها، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فِي ظُلُماتِ البِحارِ وَعَواصِفِ الرِّياحِ وَالأَهْوالِ وَالأمْواجِ، يَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاكَ، لا يَقْدِرُ عَلى حِيلَةٍ، أَوْ مُبْتَلى بِصاعِقَةٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ حَرْقٍ أَوْ شَرقٍ أَوْ خَسْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ قَذْفٍ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ مُسافِراً شاخِصا عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، مُتَحَيِّراً فِي المَفاوِزِ، تائِهاً مَعَ الوُحُوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ، وَحِيداً فَرِيداً لايَعْرِفُ حِيْلَةً وَلايَهْتَدِي سَبِيلاً، أَوْ مُتَأَذِّياً (٢) بِبَرْدٍ أَوْ حَرِّ أَوْ جُوعٍ أَوْ عُرْيٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الشَدائِدِ مِمَّا أَنا مِنْهُ خِلْوٌ فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَسَيِّدِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ

_________________

١ - ولا: خ ونسخة.

٢ - ومتأذياً: خ.
١٦١

أَمْسى وَأَصْبَحَ فَقِيراً عائِلاً عارِياً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً (١) جائِعاً ظَمْآنَ، يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ، أَوْ عَبْدٍ وَجِيهٍ عِنْدَكَ هُوَ أَوْجَهُ مِنِّي عِنْدَكَ وَأَشَدُّ عِبادَةً لَكَ، مَغْلُولاً مَقْهُوراً قَدْ حَمَلَ ثِقْلاً مِنْ تَعَبِ العَناءِ وَشِدَّةِ العُبُودِيَّةِ، وَكُلْفَةِ الرِّقِّ، وَثِقْلَ الضَّرِيبَةِ، أَوْ مُبْتَلىً بِبَلاٍ شَدِيدٍ لاقِبَلَ لَهُ (٢) إِلاّ بِمَنِّكَ عَلَيْهِ وَأَنا المَخْدُومُ المُنَعَّمُ المُعافى المُكَرَّمُ فِي عافِيَةٍ مِمّا هُوَ فِيهِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي (٣) وَسَيّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ عَلِيلاً مَرِيضا سَقِيما مُدْنِفا عَلى فُرُشِ العِلَّةِ وَفِي لِباسِها يَتَقَلَّبُ يَمِينا وَشِمالاً لا يَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرابِ، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَها ضُرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ العابِدِينَ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ وَقَدْ دَنا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ، وَأَحْدَقَ بِهِ مَلَكُ المَوْتِ فِي أَعْوانِهِ يُعالِجُ سَكَراتِ المَوْتِ وَحِياضَهُ، تَدُورُ عَيْناهُ يَمِينا وَشِمالاً يَنْظُرُ إِلى أَحِبّائِهِ وَأَوِدَّائِهِ وَأَخِلائِهِ قَدْ مُنِعَ مِنَ الكَلامِ، وَحُجِبَ عَنِ الخِطابِ، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِه حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فِي مَضائِقِ الحُبُوسِ وَالسُّجُونِ وَكُرّبِها وَذُلِّها وَحَدِيدِها يَتَداوَلُهُ أَعْوانُها وَزَبانِيَتُها فَلا يَدْرِي أَيُّ حالٍ يُفْعَلُ بِهِ، وَأَيُّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ، فَهُوَ فِي ضُرٍّ مِنَ العَيْشِ وَضَنْكٍ مِنَ الحَياةِ يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً، وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ

_________________

١ - خائفاً: بحار ونسخة.

٢ - به: خ.

٣ - الهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى وأصبح شريداً طريداً حيران متحيّراً جائعاً خائفاً خاسراً في الصحاري والبراري قد أحرقه الحر والبرد وهو في ضر من العيش، وضنك من الحياة، وذلّ من المقام، ينظر الى نفسه حسرةً لا يقدر لها على ضرّ ولا نفع وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك؟ فلا إله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا تعجل، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لأنعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين - نسخة المجلسي والبحار ٩٤ / ٣٢٤ -.
١٦٢

عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي َلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ في مضائق الحبوس والسجون وكربها وذلها وحديدها يتداوله أعوانها وزبانيتها فلا يدري أيّ حال يُفعل به، وأيّ مثلة يمثل به، فهو في ضرٍّ من العيش وضنك من الحياة ينظر الى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّاً ولا نفعاً وأنا خلو من ذلك كله بجودك وكرمك . فلا إله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناةٍ لا يعجل، صلّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لك من العابدين وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ قَدْ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ القَضاءُ، وَأَحْدَقَ بِهِ البَلاء وَفارَقَ أَوِدَّائهُ وَأَحِبَّائهُ وَأَخِلائهُ، وَأَمْسى أَسِيراً حَقِيراً ذَلِيلاً فِي أَيْدِي الكُفّارِ وَالأَعْداءِ يَتَداوَلُونَهُ يَمِيناً وَشِمالاً قَدْ حُصِرَ فِي المَطامِيرِ، وَثُقِّلَ بِالحَدِيدِ، لا يَرى شَيْئاً مِنْ ضِياءِ الدُّنْيا وَلا مِنْ رَوْحِها، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضُرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي َكَ مِنَ العابِدِينَ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) . وَعِزَّتِكَ يا كَرِيمُ لاَطْلُبَنَّ مِمّا لَدَيْكَ، وَلالِحَّنَّ عَلَيْكَ، وَلاَمُدَّنَ يَدَي نَحْوَكَ

_________________

١ - إلهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى واصبح قد اشتاق الى الدنيا للرغبة فيها الى أن خاطر بنفسه وماله حرصاً منه عليها قد ركب الفلك وكسرت به وهو في آفاق البحار وظلمها ينظر الى نفسه حسرةً لا يقدر لها على ضرٍّ ولا نفع، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك؟ فلا اله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناةٍ لا تعجل، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى وأصبح قد استمرّ عليه القضاء، وأحدق به البلاء والكفّار والاعداء وأخذته الرماح والسيوف والسهام، وجدّل سريعاً وقد شربت الارض من دمه، وأكلت السباع والطير من لحمه وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك لا باستحقاق منّي؟ يا لا اله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يُغلب وذي أناة لا تعجل، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لنعمائك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين - بحار -.

٢ - ولأُلجنّ إليك - نسخة المجلسي والبحار ٩٤ / ٣٢٦ -.
١٦٣

مَعَ جُرْمِها إِلَيْكَ يا رَبِّ فَبِمَنْ أَعُوذُ، وَبِمَنْ أَلُوذُ، لا أَحَدَ لِي إِلاّ أَنتَ، أَفَتَرُدَّنِي وَأَنْتَ مُعَوَّلِي وَعَلَيْكَ، مُتَّكَلِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى السَّماء فاسْتَقَلَّتْ وَعَلى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَعَلى الجِبالِ فَرَسَتْ وَعَلى اللَيْلِ فَأظْلَمَ، وَعَلى النَّهارِ فَاسْتَنارَ، أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي كُلَّها، وَتَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها صَغِيرَها وَكَبِيرَها، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ ماتُبَلِّغُنِي بِهِ شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ . مَوْلايَ بِكَ اسْتَعَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ فَأَجِرْنِي، وَأَغْنِنِي بِطاعَتِكَ عَنْ طاعَةِ عِبادِكَ، وَبِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ، وَانْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ الفَقْرِ إِلى عِزِّ الغِنى، وَمِنْ ذُلِّ المَعاصِي إِلى عِزِّ الطَّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنِي عَلى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً مِنْكَ وَكَرَماً، لا بِإِسْتِحْقاقٍ مِنِّي . إِلهِي فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلالائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ (١) .

ثم اسجد وقل:

سَجَدَ وَجْهِي الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ العَزِيزُ الجَلِيلِ، سَجَدَ وَجْهِي البالِي الفانِي لِوَجْهِكَ الدائِمِ الباقِي، سَجَدَ وَجْهِي الفَقِيرُ لِوَجْهِكَ الغَنِيِّ الكَبِيرِ، سَجَدَ وَجْهِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَجِلْدِي وَعَظْمِي وَما أَقَلَّتِ الأَرْضُ مِنّي للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ عُدْ عَلى جَهْلِي بِحِلْمِكَ، وَعَلى فَقْرِي بِغِناكَ، وَعَلى ذُلِّي بِعِزِّكَ وَسُلْطانِكَ، وَعَلى ضَعْفِي بِقُوَّتِكَ، وَعَلى خَوْفِي بِأَمْنِكَ وَعَلى ذُنُوبِي وَخَطايايَ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يا رَحمنُ يا رَحِيمُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَدْرَاءُ بِكَ فِي نَحْرِ فُلان بْنِ فُلان، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَاكْفِنِيهِ بِما كَفَيْتَ بِهِ أَنْبِيائَكَ وَأَوْلِيائَكَ مِنْ خَلْقِكَ وَصالِحِي عِبادِكَ مِنْ فَراعِنَةِ خَلْقِكَ، وَطُغاةِ عُداتِكَ، وَشَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ (٢) .

_________________

١ - وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين - نسخة -.

٢ - رواه الكفعمي في البلد الامين: ٢٢٦.
١٦٤

دعاء السيفي الصغير

المعروف بـ (دعاء القاموس القدّرة)

ذكره الشيخ الأجل ثقة الاسلام النوري عطر الله مرقده في الصحيفة الثانية العلوية وقال: إنّ لهذا الدعاء في كلمات أرباب الطّلسمات والتسخيرات شرح غريب، وقد ذكروا له آثاراً عجيبة، ولم أرو ما ذكروه لعدم اعتمادي عليه ولكن أورد أصل الدعاء تسامحا في أدلة السنن وتأسّيا بالعلماء الاعلام، وهو هذا الدعاء:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

رَبِّ أَدْخِلْنِي فِي لُجَّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَقَوِّنِي بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفِي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ القُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ مَهِيباً بِهَيْبَتِكَ عَزِيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْلِيمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ العِزَّةِ وَالقَبُولِ وَسَهِّلْ لِي مَناهِجَ الوُصْلَةِ وَالوُصُولِ وَتَوِّجْنِي بِتاجِ الكَرامَةِ وَالوَقارِ وَأَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّائِكَ فِي دارِ الدُّنْيا وَدارِ القَرارِ وَارْزُقْنِي مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ القُلُوبُ وَالأَرْواحُ وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالأشْباحُ، يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الاكاسِرَةِ لامَلْجَأً وَلامَنْجاً مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ وَلا إعانَةَ إِلاّ بِكَ وَلا اتِّكاءَ إِلاّ عَلَيْكَ، إدْفَعْ عَنِّي كَيْدَ الحاسِدِينَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدينَ وَارْحَمْنِي تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ يا أكْرَمَاء الاكْرَمِينَ. أَيِّدْ ظاهِري فِي تَحْصِيلِ مَراضِيكَ وَنَوِّرْ قَلْبِي وَسِرِّي بِالاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعِيكَ، إلهِي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ؟ وَكَيْفَ تُؤْيِسُنِي (١) مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَني بِدُعائِكَ؟ وَها أَنا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ مُلْتَجِيٌ إِلَيْكَ باعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ أعْدائِي كَما

_________________

١ - توئسني - خ -.
١٦٥

باعَدْتَ بَيْنَ أعْدائِي، إخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنِّي بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ إنَّكَ أَنْتَ الله المُعْطِي جَلائِلَ النِّعَمِ المُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجْمَعينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ (١) .

الفصل السابع

في ذكر نبذ من الدعوات النافعة المختصرة

التي اقتطفتها من الكتب المعتبرة

الأول: قال السيد الاجل السيد علي خان الشيرازي رضوان الله عليه في كتاب (الكلم الطيب): إنّ اسم الله الأعظم هو ما يفتتح بكلمة الله ويختتم بكلمة هو، وليس في حروفه حرف مَنقوط ولاتتغيّر قراءته أُعربَ أم لم يعربْ، ونظفر بذلك في القرآن المجيد في خمس آيات من خمس سور هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، وطه، والتغابن. قال الشيخ المغربي: من اتّخذ هذه الآيات ورداً وردّدها في كل يوم إحدى عشرة مرة تيسّر له ماأهمّه من الاُمور الكلية والجزئية عاجلاً إن شاء الله تعالى. والآيات الخمس هي:

١ - ( الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ) (٢) ... إلى آخر آية الكرسي.

٢ - ( الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالانْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الفُرْقانَ ) (٣) .

٣ - ( الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ لارَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثاً ) (٤) .

٤ - ( الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الاسَّماء الحُسْنى ) (٥) .

٥ - ( الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ ) (٦) .

الثاني: التوسل قال العلامة المجلسي (رض) عن بعض الكتب المعتبرة: إنه روى محمد بن

_________________

١ - الصحيفة العلويّة المباركة الثانية: ٢٢٤.

٢ - البقرة: ٢ / ٢٥٥ - ٢٥٧.

٣ - آل عمران: ٣ / ٢ - ٤.

٤ - النساء: ٤ / ٨٧.

٥ - طه: ٢٠ / ٨.

٦ - التغابن: ٦٤ / ١٣.
١٦٦

بابويه هذا التوسل عن الأئمة عليهم‌السلام ، وقال: ما توسلت لامر من الأمور إِلاّ وجدت أثر الإجابة سريعاً وهو (١) :

اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا أبا القاسِم يا رَسُولَ الله يا أمامَ الرَّحْمَةِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا أميرَ المُؤْمِنِينَ يا عَليّ بْنَ أَبِي طالِبٍ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ يا سَيِّدَتَنا وَمَوْلاتَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهةً عِنْدَ الله اشْفَعِي لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْن عَلِيٍّ أَيُّها المُجْتَبى يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا عَبْدِ الله يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّها الشَّهِيدُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا عَلِيّ بْنَ الحُسَيْنِ يا زَيْنَ العابِدِينَ يا بْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيها عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّها الباقِرُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا عَبْدِ الله يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَيُّها

_________________

١ - بحار الانوار ١٠٢ / ٢٤٧.
١٦٧

الصَّادِقُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا أبا الحَسَنِ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، أَيُّها الكاظِمُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا أبا الحَسَنِ يا عَلِي بْنَ مُوسَى، أَيُّها الرِّضا يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا أبا جَعْفِرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّها التَّقِيُّ الجَوادُ يا أبْنَ رَسُولِ اللهِ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا أَبا الحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَيُّها الهادِي النَّقِي يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا أبا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّها الزَّكِيُّ العَسْكَرِيُّ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ . يا وَصِيَّ الحَسَنِ وَالخَلَفَ الحُجَّةَ، أَيُّها القائِمُ المُنْتَظَرُ المَهْدِيُّ (١) يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

ثم سل حوائجك فإنها تقضى إن شاء الله تعالى. وعلى رواية أخرى قل بعد ذلك:

يا سادَتِي وَمَوالِيَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ أَئِمَّتِي لِيَوْمِ فَقْرِي وَحاجَتي إِلى الله،

_________________

١ - المهديَّ: خ.
١٦٨

وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلى الله وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ إِلى الله فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ الله وَاسْتَنْقِذُونِي مِنْ ذُنُوبي عِنْدَ الله فَإنَّكُمْ وَسِيلَتِي إِلى الله وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ أَرْجُو نَجاةً مِنَ اللهِ، فَكُونُوا عِنْدَ الله رَجائِي يا سادَتي يا أوْلِياء الله صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَلَعَنَ الله أعْداءَ الله ظالِمِيهِم مِنْ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ (١) .

أقول: أورد الشيخ الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) دعاءاً مبسوطاً موسوماً بدعاء الفرج (٢) ، وهو يحتوي في مطاويه على هذا التوسل، وأظنّ أنّ التوسل بالأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام المنسوب إلى الخواجة نصير الدين هو تركيب من هذا التوسل، ومن الصلاة على الحجج الطاهرين في خطبة بليغة أوردها الكفعمي في أواخر كتاب (المصباح) (٣) .

والسيد علي خان قد أورد في كتاب (الكلم الطيّب) نقلاً عن (قبس المصابيح) للشيخ الصهرشتي دعاءاً للتوسل ذا شرح لا يسعه المقام، والدعاء هو:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى ابْنَتِهِ وَعَلىْ ابْنَيْها، وَأَسْأَلُكَ بِهِمْ أَنْ تُعِينَنِي عَلى طاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَأَنْ تُبَلِّغَنِي بِهِمْ مابَلَّغْتَ أَحَداً مِنْ أَوْلِيائِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَميرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أبِي طالِبٍ عليه‌السلام إِلاّ انْتَقَمْتَ بِهِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي وَغَشَمَنِي وَآذانِي وَانْطَوى عَلى ذلِكَ وَكَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ أَحَدٍ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ عليه‌السلام إِلاّ كَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ وَسُلْطانٍ عَنِيدٍ يَتَقَوَّى عَلَيَّ بِبَطْشِهِ وَيَنْتَصِرُ عَلَيَّ بِجُنْدِهِ إنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ يا وَهَّابُ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِما عَلى أَمْرِ آخِرَتِي بِطاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَبَلَّغْتَنِي بِهِما مايُرْضِيكَ إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُرِيدُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُوسى بْنِ جَعْفَرَ عليه‌السلام إِلاّ عافَيْتَنِي بِهِ فِي جَمِيعِ جَوارِحِي ماظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ يا جَوادُ يا كَريمُ، اللّهُمَّ إنِّي

_________________

١ - بحارالانوار ١٠٢ / ٢٤٧.

٢ - البلد الامين: ٣٢٣.

٣ - مهج الدعوات: ٣٦٢، المصباح: ٧١٧، فصل ٤٩.
١٦٩

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ الرِّضا عَلِيِّ بْنِ مُوسى عليه‌السلام إِلاّ سَلَّمْتَنِي بِهِ فِي جَميعِ أَسْفارِي فِي البَرارِي وَالبِحارِ وَالجِبالِ وَالقِفارِ وَالاَوْدِيَةِ وَالغِياضِ مِنْ جَمِيعِ ماأَخافُهُ وَأَحْذَرُهُ إنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام إِلاّ جُدْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ وُسْعِكَ وَوَسَّعْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ وَأَغْنَيْتَنِي عَمَّنْ سِواكَ وَجَعَلْتَ حاجَتِي إِلَيْكَ وَقَضاها عَلَيْكَ إِنَّكَ لِما تَشاءُ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى تَأدِيَةِ فُرُوضِكَ وَبَرِّ إخْوانِيَ المُؤْمِنِينَ وَسَهِّلْ ذلِكَ لِي وَاقْرُنْهُ بِالخَيْرِ وَأَعِنِّي عَلى طاعَتِكَ بِفَضْلِكَ يا رَحيمُ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى أَمْرِ آخِرَتِي بِطاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَسَرَرْتَنِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ عليه‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى جَميعِ أَمُورِي وَكَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُؤْذٍ وَطاغٍ وَباغٍ وَأَعَنْتَنِي بِهِ فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودىٍِّ وَكَفَيْتَنِي بِهِ كُلَّ عَدُوٍّ وَهَمٍّ وَغَمٍّ ودَيْنٍ، وَعَنِّي وَعَنْ وُلْدِي (١) وَجَمِيعِ أَهْلِي وَإخْوانِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ وَخاصَّتِي آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ (٢) .

الثالث: روى الشيخ الكفعمي في (البلد الأمين) دعاءاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ما دعا به ملهوف أو مكروب أو حزين أو مبتلى أو خائف إِلاّ وفرّج الله تعالى عنه وهو:

يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ وَياذُخْرَ مَنْ لاذُخْرَ لَهُ وَياسَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ وَياحِرْزَ مَنْ لاحِرْزَ لَهُ وَياغِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ وياكَنْزَ مَنْ لاكَنْزَ لَهُ وَيا عِزَّ مَنْ لاعِزَّ لَهُ، يا كَريمَ العَفُو يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا عَوْنَ الضُّعَفاءِ يا كَنْز الفُقَراءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُفْضِلُ أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَؤُء القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَدَوِيُّ الماءِ. يا

_________________

١ - ولدي - خـ -.

٢ - البحار ٩٤ / ٣٢ - ٣٥ عن قبس المصابيح.
١٧٠

الله يا الله يا الله لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ يا رَبَّاهُ يا الله صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ . ثم سل حاجتك (١) .

أقول: يجدي أيضاً للفرج ورفع الغموم والبلايا المواظبة على هذا الذكر المروي عن الجواد عليه‌السلام : يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيٌْ اكْفِنِي ماأَهَمَّنِي (٢) .

الرابع: الدعاء للخلاص من السجن قال السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات): روي أن رجلاً اعتقل في الشام مدة طويلة، فرأى الزهراء عليها‌السلام في المنام تقول ادع بهذا الدعاء وعلمته إيّاه، فلما دعا به أُطلق سراحه وعاد إِلى بيته، وهو هذا الدعاء:

اللّهُمَّ بِحَقِّ العَرْشِ وَمَنْ عَلاهُ وَبِحَقِّ الوَحْيِ وَمَنْ أَوْحاهُ وَبِحَقِّ النَبِيِّ وَمَنْ نَبَّاهُ وَبِحَقِّ البَيْتِ وَمَنْ بَناهُ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ يا بارِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَآتِنا وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ بِشَهادَةِ أَنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطَيِّبِينَ الطاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً (٣) .

الخامس: حرز الزهراء (سلام الله عليها) روى السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) حديثاً عن سلمان، وقد ورد في آخر الحديث ما حاصله: أنّ فاطمة عليها‌السلام علّمتني كلاما كانت تعلّمته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت تقوله غدوة وعشية، وقالت: إنّ سرّك أن لايمسك أذى الحمّى ماعشت في دار الدنيا فواظب عليه وهو:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله النُّورِ بِسْمِ الله نُورِ النُّورِ بِسْمِ الله نُورٌ عَلى نُورٍ بِسْمِ الله الَّذِي هُوَ مُدَبِّرُ الاَمُورِ بِسْمِ الله الَّذِي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَأَنْزَلَ النُّورَ عَلى الطُّورِ فِي كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ عَلى نَبِيٍّ

_________________

١ - البلد الامين: ٣٣٢.

٢ - الدعوات للراوندي: ٥١ ح ١٢٦، والبحار ٩٥ / ٢٠٨ ضمن ح ٣٩ عن عدّة الداعي.

٣ - مهج الدعوات: ١٤٢.
١٧١

مَحْبُورٍ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي هُوَ بِالعِزِّ مَذْكُورٌ وَبِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ وَعَلى السَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ مَشْكُورٌ وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ .

قال سلمان: فتعلّمتهن وعلّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمّى فبرئوا من مرضهم بإذن الله تعالى (١) .

السادس: حرز الإمام زين العابدين عليه‌السلام روى السيد في موضعين من كتاب المهج هذا الحرز عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ يا أسْرَعَ الحاسِبِينَ يا أحْكَمَ الحاكِمِينَ يا خالِقَ المَخْلُوقِينَ يا رازِقَ المَرْزُوقِينَ يا ناصِرَ المَنْصُورِينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يا دَلِيلَ المُتَحَيِّرِينَ يا غِياثَ المُسْتَغِيِثِينَ، أَغِثْنِي يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ يا صَرِيخَ المَكْرُوبِينَ يا مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ، أَنْتَ الله رَبُّ العالَمينَ أَنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ الكِبْرِياءُ رِداؤُكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلى عَلِيٍّ المُرْتَضى وَفاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَخَدِيجَةَ الكُبْرى وَالحَسَنِ المُجْتَبى وَالحُسَيْنِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلاَء وَعَلِيّ (٢) بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقَ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضا وَمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ التَّقِيَّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ وَالحَسَنِ (٣) العَسْكَرِي وَالحُجَّةَ القائِمِ المَهْدِيِّ الإمام، صَلَواتُ الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. اللّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُمْ وَعادِ مَنْ عاداهُمْ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَالعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَانْصُرْ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ، (٤) وَارْزُقْنِي رُؤْيَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ

_________________

١ - مهج الدعوات: ٧.

٢ - وعلى علي - خ -.

٣ - بن عليّ: خ.

٤ - وأهلك أعداء آل محمّد: خ.
١٧٢

وَأَشْياعِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

السابع: دعاءً عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام روى الشيخ الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) دعاءً عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام وقال: روى عنه عليه‌السلام هذا الدعاء مقاتل بن سليمان، وقال: من دعا به مائة مرة فلم يُجب له فليلعن مقاتلاً. والدعاء هو:

إلهِي كَيْفَ أَدْعُوكَ وَأَنا أَنا وَكَيْفَ أَقْطَعُ رَجائِي مِنْكَ وَأَنْتَ أَنْتَ، إِلهِي إذا لَمْ أَسْأَلْكَ فَتُعْطِينِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي، إِلهِي إذا لَمْ أَدْعُوكَ (٢) فَتَسْتَجِيبَ لِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَدْعُوهُ فَيَسْتَجِيبُ لِي، إِلهِي إِذا لَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَيْكَ فَتَرْحَمُنِي فَمْنْ ذَا الَّذِي أَتَضَرَّعُ إلَيْهِ فَيَرْحَمُنِي، إِلهِي فَكَما فَلَقْتَ البَحْرَ لِمُوسى عليه‌السلام وَنَجَّيْتَهُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تُنْجِّيَنِي مِمَّا أَنا فِيهِ وَتُفَرِّجَ عَنِّي فَرَجاً عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣) .

الثامن: عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام روى السيد ابن طاووس رض في (المهج) عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام قال: أتى جبرائيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: يا نبيّ الله أعلم أنّي ما أحببت نبيّا من الأنبياء كحبّي لك فأكثر من قول: اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلاتُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى، وَأَنَّ إِلَيْكَ المُنْتَهى وَالرُّجْعَى وَأَنَّ لَكَ الآخِرَةَ وَالأُولى وَأَنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَرَبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُذَلَّ أَوْ أُخْزى (٤) .

التاسع: دعاءاً عن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام روى الكفعمي في (البلد الأمين) دعاءاً عن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام وقال: إنه دعاء عظيم الشأن سريع الإجابة وهو:

اللّهُمَّ إِنِّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الاَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ وَلَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الاَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الكُفْرُ فَاغْفِرْ لِي مابَيْنَهُما، يا مَنْ إِلَيْهِ مَفَرِّي آمِنِّي مِمَّا فَزِعْتُ مِنْهُ إلَيْكَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الكَثِيرَ مِنْ مَعاصِيكَ وَاقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ مِنْ طاعَتِكَ يا عُدَّتِي دُونَ العُدَدِ وَيارَجائِي وَالمُعْتَمَدِ وَياكَهْفِي وَالسَّنَدَ وَياواحِدُ يا أحَدُ يا قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ

_________________

١ - مهج الدعوات: ١٦ و ٢٣٢.

٢ - أدعك: خ.

٣ - الصحيفة السجادية الجامعة: ٣٩٨ برقم ١٧٩ عن الكفعمي.

٤ - مهج الدعوات: ١٧٢.
١٧٣

يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ؛ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَفْعَلَ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالوَحْدانِيَّةِ الكُبْرى وَالمُحَمَّدِيَّةِ البَيْضاءِ وَالعَلَوِيَّةِ العُلْيا (١) وَبِجَمِيعِ مااحْتَجَجْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ وَبِالاسْمِ الَّذِي حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لاأَحْتَسِبُ إِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ. ثم سل حاجتك (٢) .

العاشر: روى الكفعمي في المصباح دعاءاً (٣) ، وقال: قد أورد السيد ابن طاووس هذا الدعاء للأمن من السلطان والبلاء وظهور الأعداء ولخوف الفقر وضيق الصدر، وهو من أدعية الصحيفة السجادية فادع به إذا خفت أن يضرّك شي مما ذكر، وهو هذا الدعاء:

يا مَنْ تُحَلُّ به عُقَدُ المَكارِهِ وَيا مَنْ يُفْثَاءُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مُنْهُ المَخْرَجُ إِلى رَوْح الفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَسْبابُ وَجَرى بِقُدْرَتِكَ القَضاءُ وَمَضَتْ عَلى إِرادَتِكَ الاَشْياءُ، فَهِي بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ وَبِإرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ المَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ وَأَنْتَ المَفْزَعُ فِي المُلِمَّاتِ لايَنْدَفِعُ مِنْها إِلاّ مادَفَعْتَ وَلايَنْكَشِفُ مِنْها إِلاّ ماكَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ ماقَدْ تَكَأّدَنِي ثِقْلُهُ وَأَلَمَّ بِي ماقَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إلى فَلا مُصْدِرَ لِما أَوْرَدْتَ وَلاصارِفَ لِما وَجَّهْتَ ولافاتِحَ لِما أَغْلَقْتَ وَلامُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ وَلامُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ وَلاناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ؛ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي يا رَبِّ بابَ الفَرَجِ بِطَوْلِكَ وَاكْسِرْ عَنِّي سُلْطانَ الهَمِّ بِحَوْلِكَ وَأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيما شَكَوْتُ وَأَذِقْنِي حَلاوَةَ الصُّنْعِ فِيما سَأَلْتُ وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً وَاجْعَلْ لِي مِنْ

_________________

١ - العلياء - خ -.

٢ - مصباح الكفعمي: ٢٩١، فصل ٢٩.

٣ - قال في هامش المصباح: علّم الهادي عليه‌السلام هذا الدعاء اليسع بن حمزة القمّي، وقال: إنّه دعاء آل محمّد عليهم‌السلام عند إشراف البلاء، وظهور الاعداء، وخوف الفقر، وضيق الصدر. [منه رحمه‌الله ].
١٧٤

عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً (١) ، وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ (٢) فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بِي يا رَبِّ ذَرْعاً وَامْتَلاتُ بِحَمْلِ ماحَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً وَأَنْتَ القادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنِيتُ بِهِ وَدَفْعِ ماوَقَعْتُ فِيهِ، فَافْعَلْ بِي ذلِكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ يا ذا العَرْشِ العَظيمِ وَذا المَنِّ الكَرِيمِ فَأَنْتَ قادِرٌ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبِّ العالَمينَ (٣) .

الحادي عشر: دعاء صاحب الامر عليه‌السلام قال الكفعمي في (البلد الأمين): هذا دعاء صاحب الامر عليه‌السلام ، وقد علّمه سجيناً فأُطلق سراحه:

إِلهِي عَظُمَ البَلاءُ وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الأَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَأَنْتَ المُسْتَعانُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشَّدِّةِ وَالرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَولِي الأَمْرِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَرِيباً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ؛ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ إكْفِيانِي فَإنَّكُما كافِيانِ وَانْصُرانِي فَإنَّكُما ناصِرانِ يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ (٤) وَآلِهِ الطّاهِرِينَ (٥) .

الثاني عشر: دعاء المهدي (صلوات الله عليه): وقال الكفعمي أيضاً في المصباح : هذا دعاء المهدي (صلوات الله عليه):

اللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَبُعْدَ المَعْصِيَةِ وَصِدْقَ النِيَّةِ وَعِرْفانَ الحُرْمَةِ، وَأَكْرِمْنا بالْهُدى وَالاسْتِقامَةِ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِكْمَةِ، وَاملأ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالمَعْرفَةِ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ أَيْدِيَنا عَنْ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، وَاغْضُضْ أَبْصارَنا عَنْ الفُجُورِ وَالخيانَةِ، وَاسْدُدْ أَسْماعَنا عَنْ اللَّغْوِ وَالغِيْبَةِ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ

_________________

١ - يعني سريعاً.

٢ - سننك - خ -.

٣ - المصباح: ٢٣٣، فصل ٢٧.

٤ - في المصدر: «محمد».

٥ - المصباح للکفعمی: ١٧٦، فصل ٢٢.
١٧٥

وَالنَّصِيحَةِ وَعَلى المُتَعَلِّمِينَ بالجِهْدِ وَالرَّغْبَةِ وَعَلى المُسْتَمِعِينَ بِالاتِّباعِ وَالمَوْعِظَةِ، وَعَلى مَرْضى المُسْلِمِينَ بِالشِّفاءِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوِقارِ وَالسَّكِينَةِ، وَعَلى الشَّبابِ بِالاِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلى النِّساءِ بالحَياءِ وَالعِفَّةِ، وَعَلى الاَغْنِياءِ بِالتَّواضِعِ وَالسِّعَةِ، وَعَلى الُفَقراءِ بِالْصَبْرِ وَالقَناعَةِ وَعَلى الغُزاةِ بِالْنَصْرِ وَالغَلَبَةِ، وَعَلى الاُسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلى الاُمَراءِ بِالعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلى الرَّعِيَّةِ بِالإنْصافِ وَحُسْنِ السَّيرَةِ، وَبارِكْ لِلْحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِي الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ماأَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الثالث عشر: في المهج أنّ هذا دعاء الحجة عليه‌السلام :

إِلهِي بِحَقِّ مِنْ ناجاكَ وَبِحَقِّ مَنْ دَعاكَ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ صلّ على محمّد وآله و (٢) تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصَّحَةِ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرَمِ (٣) ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى غُرَباءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ (٤) .

الرابع عشر: قال السيد علي خان في الكلم الطيب : هذه استغاثة بالحجّة صاحب العصر (صلوات الله عليه): صَلِّ أينما كنت ركعتين بالحمد وماشئت من السور، ثم قف مستقبل القبلة تحت السماء وقل:

سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ العامُّ وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ القائِمَةُ التَّامَّةُ عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلادِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ وَسُلالَةِ النُّبوَّةِ وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ وَمُظْهِرِ الايْمانِ وَمُلَقِّنِ (٥) أَحْكامِ القُرْآنِ وَمُطَهِّرِ

_________________

١ - المصباح: ٢٨١، فصل ٢٩، البلد الامين للكفعمي: ٢٤٩.

٢ - صلّ على محمّد وآله و: خ.

٣ - والكرامة - خ -.

٤ - مهج الدعوات: ٢٩٥.

٥ - ومعلن - خ -.
١٧٦

الأَرْضِ وَناشِرِ العَدْلِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ، وَالحُجَّةِ القائِم المَهْدِيَّ الإمام المُنْتَظَرِ المَرْضِيِّ (١) وَابْنِ الاَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الوَصِيِّ بْنِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ الهادِي المَعْصُومِ ابْنِ الاَئِمَّةِ الهُداةِ المَعْصُومِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الكافِرِينَ المُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ الاَئِمَّةَ الحُجَجِ المَعْصُومِينَ وَالإمام (٢) عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الوِلايَةَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام المَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً وَأَنْتَ الَّذِي تَمْلاءُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً؛ فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ وَقَرَّبَ زَمانَكَ وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ وَأَنْجَزَ لَكَ ماوَعَدَكَ، فَهُوَ أَصْدَقُ القائِلِينَ: ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوارِثِينَ ) (٣) يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يا أبْنَ رَسُولِ الله حاجَتِي كَذا وَكَذا (واذكر حاجتك عوض كذا وكذا) فَاشْفَعْ لِي فِي نَجاحِها فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي لِعِلْمِي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً وَمَقاما مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنْ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَلِ الله تَعالى فِي نُجْحِ طَلِبَتِي وَإِجابَةِ دَعْوَتِي وَكَشْفِ كُرْبَتِي، وسل ما تريد فإنه يقضى إن شاء الله . أقول: الأحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى من هذه الصلاة سورة ( إنا فتحنا ) ، وفي الثانية: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) (٤) .

_________________

١ - المرتضى - خ -.

٢ - المعصومين والامام: خ.

٣ - القصص: ٢٨ / ٥.

٤ - ورواه الكفعمي في البلد الأمين: ١٥٨، والبحار ١٠٢ / ٢٤٦ عن قبس المصباح، والمزار للمشهدي: ٦٧١ وعنه البحار ١٠١ / ٣٧٣.
١٧٧

الفصل الثامن

من المناجاة الخامس عشرة لمولانا علي بن الحسين عليه‌السلام

قال العلامة المجلسي (رض) في البحار: وجدتها مروية عنه عليه‌السلام في كتب بعض الأصحاب (رضوان الله عليهم).

المناجاة الأولى: مناجاة التائبين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَلْبَسَتْنِي الخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي وَأَماتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي فَأَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا أمَلِي وَبُغْيَتِي وَياسُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَعِزَّتِكَ ماأَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غافِراً وَلا أَرى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جابِراً وَقَدْ خَضَعْتُ بِالإنابَةِ إِلَيْكَ وَعَنَوْتَ بِالاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَإِنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ وَإِنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أعُوذُ، فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضاحِي وَوالَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي، أَسْأَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الكَبِيرِ وَياجابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ أَنْ تَهَبْ لِي مُوبِقاتِ الجَرائِرِ وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ وَلاتُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ القِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، إِلهِي ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ، إِلهِي هَلْ يَرْجِعُ العَبْدُ الابِقُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ؟ أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ؟ إِلهِي إِنْ كانَ النَّدَمُ عَلى الذَّنْبِ تَوْبَةٌ فَإنِّي وَعَزَّتُكَ مِنْ النَّادِمِينَ! وَإِنْ كانَ الاسَتِغْفارُ مِنْ الخَطِيئَةِ حِطَّةً فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرِينَ! لَكَ العُتْبى حَتَّى تَرْضى، إِلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي وَبِعلْمِكَ بِي إرْفِقْ بِي، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً إِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ فَقُلْتَ: ( تُوبُوا إِلى الله تَوْبَةً
١٧٨

نَصُوحاً ) (١) فّما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ البابِ بَعْدَ فَتْحِهِ؟ إِلهِي إنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنُ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، إِلهِي ما أَنا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ المُضْطَرِّ يا كاشِفَ الضُّرِّ يا عَظِيمَ البِرِّ يا عَلِيماً بِما فِي السِّرِّ يا جَمِيلَ السِّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرمِكَ إِلَيْكَ وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ (٢) وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَلاتُخَيِّبْ فِيكَ رَجائِي وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطِيئَتِي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣) .

المناجاة الثانية: مناجاة الشاكين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً وَإِلى الخَطِيئَةِ مُبادِرَةً وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تَسْلُكُ بِي مَسالِكِ المَهالِكِ وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِكٍ كَثِيرَةَ العِلَلِ طَوِيلَةَ الاَملِ إنْ مَسَّها الشَرُّ تَجْزَعُ وَإنْ مَسَّها الخَيْرُ تَمْنَعُ مَيَّالَةً إِلى اللَّعِبِ وَاللَّهْ ومَمْلُوَّة‌ً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ تُسْرِعُ بِي إِلى الحَوْبَةِ وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ، إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوَّا يُضِلُّنِي وَشَيْطانا يُغْوِينِي قَدْ مَلأَ بالوِسْواسِ صَدْرِي وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيا وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى، إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الوَسْواسِ مُتَقَلَّباً وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَيْناً عَنْ البُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً وَإِلى مايَسُرُّها طامِحَةً، إِلهِي لاحَوْلَ لِي وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِقُدْرَتِكَ وَلانَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إِلاّ بِعِصْمَتِكَ؛ فأَسْأَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ وَنَفاذِ

_________________

١ - التحريم: ٦٦ / ٨.

٢ - بحنانك - خ -.

٣ - البحار ٩٤ / ١٤٢.
١٧٩

مَشِيَّتِكَ أَنْ لا تَجْعَلَنِي لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضا ولاتُصَيِّرَنِي لِلْفِتَنِ غَرَضا، وَكُنْ لِي عَلى الأَعْداءِ ناصِراً وَعَلى المَخازِي وَالعُيُوبِ ساتِراً وَمِنَ البَلاءِ (١) وَاقِياً وَعَنْ المعاصِي عاصِماً بِرأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢) .

المناجاة الثالثة: مناجاة الخائفين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَتُراكَ بَعْدَ الاِيمانِ بِكَ تُعَذِّبُنِي أَمْ بَعْدَ حُبِّي إِيَّاكَ تُبْعِّدُنِي أَمْ مَعَ رَجائِي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنِي أَمْ مَعَ اسْتِجارَتِي بِعَفْوِكَ تُسْلِمُنِي؟ حاشا لِوَجْهِكَ الكَرِيم أَنْ تُخَيِّبَنِي! لَيْتَ شِعْرِي أللْشَقاءِ وَلَدَتْنِي أُمِّي أَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْنِي؟ فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْنِي وَلَمْ تُرَبِّنِي وَلَيْتَنِي عَلِمْتُ أَمِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنِي وَبِقُرْبِكَ وَجِوارِكَ خَصَصْتَنِي، فَتَقَرَّ بِذلِكَ عَيْنِي وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِي. إِلهِي هَلْ تُسَوِّدُ وَجُوها خَرَّتْ ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ، أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ، أَوْ تَطْبَعُ عَلى قُلُوبٍ انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ، أَوْ تُصِمُّ أَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِكَ فِي إِرادَتِكَ، أَوْ تَغُلُّ أَكُفّاً رَفَعَتْها الآمالُ إِلَيْكَ رَجاءَ رَأْفَتِكَ، أَوْ تُعاقِبُ أَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتَّى نَحِلَتْ فِي مُجاهَدَتِكَ أَوْ تُعَذِّبُ أَرْجُلاً سَعَتْ فِي عِبادَتِكَ؟ إِلهِي لا تَغْلِقْ عَلى مُوَحِّدِيكَ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقِيكَ عَنِ النَّظَرِ إِلى جَمِيلِ رُؤْيَتِكَ، إِلهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَها بِتَوْحِيدِكَ كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِكَ، وَضَمِيرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نِيرانِكَ؟ إِلهِي أَجِرْنِي مِنْ أَلِيمِ غَضَبِكَ وَعَظِيمِ سَخَطِكَ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ

_________________

١ - البلايا - خ -.

٢ - البحار ٩٤ / ١٤٣.
١٨٠

يا غَفَّارُ يا سَتَّارُ نَجِّنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ وَفَضِيحَةَ العارِ إذا امْتازَ الأخْيارُ مِنَ الأَشْرارِ وَحالَتْ الأَحْوالِ وَهالَتِ الأَهْوالِ وَقَرُبَ المُحْسِنونَ وَبَعُدَ المُسِيئُونَ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ماكَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ .

الرابعة: مناجاة الراجين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا مَنْ إِذا سَأَلَهُ عَبْدٌ أَعْطاهُ وَإِذا أَمَّلَ ماعِنْدَهُ بَلَّغَهُ مُناهُ وَإذا أَقْبَلَ عَلَيْهِ قَرَّبَهُ وَأَدْناهُ وَإِذا جاهَرَهُ بِالعِصْيانِ سَتَرَ عَلى ذَنْبِهِ وَغَطَّاهُ وَإِذا تَوَكَّلَ عَلَيْهِ أَحْسَبَهُ وَكَفاهُ، إِلهِي مَنِ الَّذِي نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِراكَ فَما قَرَيْتَهُ وَمَنِ الَّذِي أَناخَ بِبابِكَ مُرْتَجِياً نَداكَ فَما أَوْلَيْتَهُ؟ أَيَحْسُنُ أَنْ أَرْجِعَ عَنْ بابِكَ بالْخَيْبَةِ مَصْرُوفاً وَلَسْتُ أَعْرِفُ سِواكَ مَوْلىً بِالاِحْسانِ مَوْصُوفاً؟ كَيْفَ أَرْجُو غَيْرَكَ وَالخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ وَكَيْفَ أُؤَمِّلُ سِواكَ وَالخَلْقُ وَالأَمْرُ لَكَ أَأَقْطَعُ رَجائِي مِنْكَ وَقَدْ أَوْلَيْتَنِي مالَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ، أَمْ تُفْقِرُنِي إِلى مِثْلِي وَأَنا أَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ؟! يا مَنْ سَعَدَ بِرَحْمَتِهِ القاصِدُونَ وَلَمْ يَشْقَ بِنِقْمَتِهِ المُسْتَغْفِرُونَ، كَيْفَ أَنْساكَ وَلَمْ تَزَلْ ذاكِرِي وَكَيْفَ أَلْهُو عَنْكَ وَأَنْتَ مُراقِبِي؟ إِلهِي بِذَيْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ يَدِي وَلِنَيْلِ عَطاياكَ بَسَطْتُ أَمَلِي، فَأَخْلِصْنِي بِخالِصَةِ تَوْحِيدِكَ وَاجْعَلْنِي مِنْ صَفْوَةِ عَبِيدِكَ، يا مَنْ كُلُّ هارِبٍ إِلَيْهَ يَلْتَجِيُ وَكُلُّ طالِبٍ إيَّاهُ يَرْتَجِي يا خَيْرَ مَرْجُوٍّ وَيا أكْرَمَ مَدْعُوٍّ وَيا مَنْ لا يُرَدُّ سائِلُهُ وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِداعِيهِ وَحِجابُهُ مَرْفُوعٌ لِراجِيهِ؛ أَسْأَلُكَ بِكَرَمِكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ مِنْ عَطائِكَ بِما تَقِرُّ بِهِ عَيْنِي وَمِنْ رَجائِكَ بِما

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٣.
١٨١

تَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسِي وَمِنَ اليَقِينِ بِما تُهَوِّنْ بِهِ عَلَيَّ مُصِيباتِ الدُّنْيا وَتَجْلُو بِهِ عَنْ بَصِيرَتِي غَشَواتِ العَمى بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الخامسة: مناجاة الراغبين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي إِنْ كانَ قَلَّ زادِي فِي المَسِيرِ إِلَيْكَ فَلَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ وَإِنْ كانَ جُرْمِي قَدْ أَخافَنِي مِنْ عُقُوبَتِكَ فَإنَّ رَجائِي قَدْ أَشْعَرَنِي بِالأَمْنِ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَإِنْ كانَ ذَنْبِي قَدْ عَرَضَنِي لِعِقابِكَ فَقَدْ آذَنَنِي حُسْنُ ثِقَتِي بِثَوابِكَ، وَإِنْ أَنامَتْنِي الغَفْلَةُ عَنْ الاِسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِي المَعْرِفَةُ بِكَرَمِكَ وَآلآئِكَ، وَإِنْ أَوْحَشَ مابَيْنِي وَبَيْنَكَ فَرْطُ العِصْيانِ وَالطُّغْيانِ فَقَدْ آنَسَنِي بُشْرَى الغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ، أَسْأَلُكَ بِسُبُحاتِ وَجْهِكَ وَبِأَنْوارِ قُدْسِكَ وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ بِعَواطِفِ رَحْمَتِكَ وَلَطائِفِ بِرِّكَ أَنْ تُحَقَّقَ ظَنِّي بِما أُؤَمِّلُهُ مِنْ جَزِيلِ إكْرامِكَ وَجَمِيلِ إنْعامِكَ فِي القُرْبى مِنْكَ والزُّلْفى لَدَيْكَ وَالتَّمَتُّعِ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ، وَها أَنا مُتَعَرِّضٌ لِنَفَحاتِ رَوْحِكَ وَعَطْفِكَ وَمُنْتَجِعٌ غَيْثَ جُودِكَ وَلُطْفِكَ فارُّ مِنْ سَخَطِكَ إِلى رِضاكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ راجٍ أحْسَنَ ما لَدَيْكَ مُعَوِّلٌ عَلى مَواهِبِكَ مُفْتَقِرٌ إِلى رِعايَتِكَ. إِلهِي مابَدَأْتَ بِهِ مِنْ فَضْلِكَ فَتَمَّمْهُ، وَما وَهَبْتَ لِي مِنْ كَرَمِكَ فَلا تَسْلُبْهُ، وَما سَتَرْتَهُ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ فَلا تَهْتِكْهُ، وَما عَلِمْتَهُ مِنْ قَبِيحِ فِعْلِي فَاغْفِرْهُ، إِلهِي اسْتَشْفَعْتُ بِكَ إِلَيْكَ وَاسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْكَ أَتَيْتُكَ طامِعاً فِي إحْسانِكَ راغِباً فِي امْتِنانِكَ مُسْتَسْقِياً وَابِلَ طَوْلِكَ مُسْتَمْطِراً غَمامَ فَضْلِكَ طالِباً مَرْضاتَكَ قاصِداً

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٤.
١٨٢

جَنابَكَ وَارِداً شَرِيعَةَ رِفْدِكَ مُلْتَمِساً سَنِيَّ الخَيْراتِ مِنْ عِنْدِكَ وَافِداً إِلى حَضْرَةِ جَمالِكَ مُرِيداً وَجْهَكَ طارِقاً بابَكَ مُسْتَكِيناً بِعظَمَتِكَ وَجَلالِكَ؛ فَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ مِنْ المَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَلاتَفْعَلْ بِي ماأَنا أهْلُهُ مِنْ العَذابِ وَالنِّقْمَةِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

السادسة: مناجاة الشاكرين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَذْهَلَنِي عَنْ إقامَةِ شُكْرِكَ تَتابُعُ طَوْلِكَ وَأَعْجَزَنِي عَنْ إحْصاءِ ثَنائِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ وَشَغَلَنِي عَنْ ذِكْرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوائِدِكَ وَأَعْيانِي عَنْ نَشْرِ عَوارِفِكَ تَوالِي أيادِيكَ، وَهذا مَقامُ مَنْ اعْتَرَفَ بَسِبُوغِ النَّعْماءِ وَقابَلَها بالتَّقْصِيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفْسِهِ بِالامالِ وَالتَّضْيِيعِ وَأنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمِ البَرُّ الكَرِيمُ الَّذِي لا يُخَيِّبُ قاصِدِيهِ وَلا يَطْرُدُ عَنْ فِنائِهِ آمِلِيهِ بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجِينَ وَبِعَرْصَتِكَ تَقِفُ آمالُ المُسْتَرْفِدِينَ فَلا تُقابِلْ آمالَنا بِالتَّخْيِيبِ وَالاياسِ ولا تُلْبِسْنا سِرْبالَ القُنُوطِ وَالابْلاسِ، إِلهِي تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرِي وَتَضأَلَ فِي جَنْبِ إكْرامِكَ إيَّايَ ثَنائِي وَنَشْرِي جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوارِ الإيمانِ حُلَلاً وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطائِفُ بِرِّكَ مِنَ العِزِّ كِلَلاً وَقَلَّدَتْنِي مِنَنُكَ قَلائِدَ لاتُحَلُّ وَطَوَّقَتْنِي أَطْواقا لاتُفَلُّ، فآلاؤكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها وَنَعْماؤكَ كَثِيرةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْراكِها فَضْلاً عَنْ اسْتِقْصائِها فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ وَشُكْرِي إِيَّاكَ يَفْتَقِرُ إِلى شُكْرٍ؟ فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الحَمْدُ وَجَبَ

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٥.
١٨٣

عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الحَمْدُ . إِلهِي فَكَما غَذَّيْتَنا بِلُطْفِكَ وَرَبَّيْتَنا بِصُنْعِكَ فَتَمِّمْ عَلَيْنا سَوابِغَ النِّعَمِ وَادْفَعْ عَنَّا مَكارِهَ النِّقَمِ وَآتِنا مِنْ حُظُوظِ الدَّارَيْنِ أَرْفَعَها وَأَجَلَّها عاجِلاً وَآجِلاً، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَسُبُوغِ نَعمائِكَ حَمْداً يُوافِقُ رِضاكَ وَيَمْتَرِي العَظِيمَ مِنْ بِرِّكَ وَنَداكَ يا عَظِيمُ يا كَرِيمُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

السابعة: مناجاة المطيعين للّه

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ أَلْهِمْنا طاعَتَكَ وَجَنِّبْنا مَعْصِيَتَكَ وَيَسِّرْ لَنا بُلُوغَ مانَتَمَنَّى مِنْ ابْتِغاءِ رِضْوانِكَ وَأَحْلِلْنا بُحْبُوحَةِ جِنانِكَ وَاقْشَعْ عَنْ بَصائِرِنا سَحابَ الارْتِيابِ وَاكْشِفْ عَنْ قُلُوبِنا أَغْشِيَةَ المِرْيَةِ وَالحِجابِ وَأَزْهِقْ الباطِلَ عَنْ ضَمائِرِنا وَأَثْبِتِ الحَقَّ فِي سَرائِرِنا، فَإنَّ الشُّكُوكَ وَالظُّنُونَ لَواقِحُ الفِتَنِ وَمُكَدِّرَةٌ لِصَفْوِ المَنائِحِ وَالمِنَنِ. اللّهُمَّ احْمِلْنا فِي سُفُنِ نَجاتِكَ وَمَتِّعْنا بِلَذِيذِ مُناجاتِكَ وَأَوْرِدْنا حِياضَ حُبِّكَ وَأَذِقْنا حَلاوَةَ وُدِّكَ وَقُرْبِكَ وَاجْعَلْ جِهادَنا فِيْكَ وَهَمَّنا فِي طاعَتِكَ وَأّخْلِصْ نِيَّاتِنا فِي مُعامَلَتِكَ، فَإنَّا بِكَ وَلَكَ وَلا وَسِيلَةَ لَنا إِلَيْكَ إِلاّ أَنْتَ. إِلهِي اجْعَلْنِي مِنَ المُصْطَفَيْنِ الاخْيارِ، وأَلْحِقْنِي بالصَّالِحِينَ الاَبْرارِ السَّابِقِينَ إِلى المَكْرُماتِ المُسارِعِينَ إِلى الخَيْراتِ العامِلِينَ لِلْباقِياتِ الصَّالِحاتِ الساعِينَ إِلى رَفِيعِ الدَّرَجاتِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَبِالاجابَةِ جَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢) .

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٦ .

٢ - البحار ٩٤ / ١٤٧ .
١٨٤

الثامنة: مناجاة المريدين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سُبْحانَكَ ما أَضْيَقَ الطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ وَما أَوْضَحَ الحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبِيلَهُ، إِلهِي فَاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الوُصُولِ إِلَيْكَ وَسَيِّرْنا فِي أقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ وَقَرِّبْ عَلَيْنا البَعِيدَ وَسَهِّلْ عَلَيْنا العَسِيرَ الشَّدِيدَ، وَأَلْحِقْنا بِعِبادِكَ الَّذِينَ هُمْ بِالبِدارِ إِلَيْكَ يُسارِعُونَ وَبابَكَ عَلى الدَّوامِ يَطْرِقُونَ وَإيَّاكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ يَعْبُدُونَ وَهُمْ مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ، الَّذِينَ صَفَّيْتَ لَهُمْ المَشارِبَ وَبَلَّغْتَهُمُ الرَّغائِبَ وَأَنْجَحْتَ لَهُمُ المَطالِبَ وَقَضَيْتَ لَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ المَآرِبَ وَمَلاتَ لَهُمْ ضَمائِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ وَرَوَّيْتَهُمْ مِنْ صافِي شِرْبِكَ؛ فَبِكَ إِلى لَذِيذِ مُناجاتِكَ وَصَلُوا وَمِنْكَ أَقْصى مَقاصِدِهِمْ حَصَلُوا. فَيا مَنْ هُوَ عَلى المُقْبِلِينَ عَلَيْهِ مُقْبِلٌ وَبِالعَطْفِ عَلَيْهِمْ عائِدٌ مُفْضِلٌ وَبالغافِلِينَ عَنْ ذِكْرِهِ رَحِيمٌ رَؤُوفٌ وَبِجَذْبِهِمْ إِلى بابِهِ وَدُودٌ عَطُوفٌ؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ أَوْفَرِهِمْ مِنْكَ حَظَّا وَأَعْلاهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلاً وأَجْزَلِهِمْ مِنْ وِدِّكَ قِسْما وَأَفْضَلِهِمْ فِي مَعْرِفَتِكَ نَصِيبا، فَقَدْ انْقَطَعَتْ إِلَيْكَ هِمَّتِي وَانْصَرَفَتْ نَحْوَكَ رَغْبَتِي فَأَنْتَ لا غَيْرُكَ مُرادِي وَلَكَ لا لِسِواكَ سَهَرِي وَسُهادِي وَلِقاؤُكَ قُرَّةُ عَيْنِي وَوَصْلُكَ مُنىْ نَفْسِي وَإِلَيْكَ شَوْقِي وَفِي مَحَبَّتِكَ وَلَهِي، وَإِلى هَواكَ صَبابَتِي وَرِضاكَ بُغْيَتِي وَرِؤْيَتُكَ حاجَتِي وَجِوارُكَ طَلَبِي وَقُرْبُكَ غايَةَ سُؤْلِي، وَفِي مُناجاتِكَ رَوْحِي وَراحَتِي وَعِنْدَكَ دَواءُ عِلَّتِي وَشِفاءُ غُلَّتِي وَبَرْدُ لَوْعَتِي وَكَشْفُ كُرْبَتِي، فَكُنْ أَنِيسِي فِي وَحَشْتَىٍِّ وَمُقِيلَ عَثْرَتِي وَغافِرَ زَلَّتِي وَقابِلَ تَوْبَتِي وَمُجِيبَ دَعْوَتِي وَوَلِيَّ عِصْمَتِي وَمُغْنِيَ فاقَتِي، وَلا تَقْطَعْنِي عَنْكَ ولا تُبْعِدْنِي مِنْكَ يا نَعيمِي وَجَنَّتِي وَيادُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٧ .
١٨٥

التاسعة: مناجاة المحبين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي مَنْ ذا الَّذِي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً وَمَنْ ذا الَّذِي أَنِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً، إِلهِي فَاجْعَلْنا مِمَّنِ اصْطْفَيْتَهُ لِقُرْبِكَ وَولايَتِكَ وَأَخْلَصْتَهُ لِوِدِّكّ وَمَحَبَّتِكَ وَشَوَّقْتَهُ إِلى لِقائِكَ وَرَضَّيْتَهُ بِقَضائِكَ وَمَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَحَبَوْتَهُ بِرِضاكَ، وَأَعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِكَ وَقَلاكَ وَبَوَّأْتَهُ مَقْعَدَ الصِّدْقِ فِي جِوارِكَ وَخَصَصْتَهُ بِمَعْرَفَتِكَ وأَهَّلْتَهُ لِعِبادَتِكَ، وَهَيَّمْتَ قَلْبَهُ لإرادَتِكَ وَاجْتَبَيْتَهُ لمُشاهَدَتِكَ وَاخْلَيْتَ وَجْهَهُ لَكَ وَفَرَّغْتَ فُؤادَهُ لِحُبِّكَ وَرَغَّبْتَهُ فِيما عِنْدَكَ وَأَلْهَمْتَهُ ذِكْرَكَ وَأَوْزَعْتَهُ شُكْرَكَ وَشَغَلْتَهُ بِطاعَتِكَ، وَصَيَّرْتَهُ مِنْ صالِحِي بَرِيَّتِكَ وَاخْتَرْتَهُ لِمُناجاتِكَ وَقَطَعْتَ عَنْهُ كُلَّ شَيْءٍ يَقْطَعُهُ عَنْكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الارْتِياحُ إِلَيْكَ وَالحَنِينُ وَدَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَالاَنِينُ جِباهُهُمْ ساجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ وَعُيُونُهُمْ ساهِرَةٌ فِي خِدْمَتِكَ وَدُمُوعُهُمْ سائِلَةٌ مِنْ خَشْيَتِكَ وَقُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ وَأَفْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهابَتِكَ يا مَنْ أَنْوارُ قُدْسِهِ لاَبْصارِ مُحِبِّيهِ رائِقَةٌ وَسُبْحاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عارِفِيهِ شائِفَةٌ يا مُنى قُلُوبِ المُشْتاقِينَ وَياغايَةَ آمالِ المُحِبِّينَ؛ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنِي إِلى قُرْبِكَ، وَأَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إلى مِمَّا سِواكَ وَأَنْ تَجْعَلَ حُبِّي إِيّاكَ قائِداً إِلى رِضْوانِكَ وَشَوْقِي إِلَيْكَ ذائِداً عَنْ عِصْيانِكَ، وَامْنُنُ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ عَلَيَّ وَانْظُرْ بِعَيْنِ الوُدِّ وَالعَطْفِ إلى وَلاتَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الإسْعادِ وَالحُظْوَةِ عِنْدَكَ يا مُجِيبُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٨ .
١٨٦

العاشرة: مناجاة المتوسلين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي لَيْسَ لِي وَسِيلَةٌ إِلَيْكَ إِلاّ عَواطِفُ رَأْفَتِكَ وَلا لِي ذَرِيعَةٌ إِلَيْكَ إِلاّ عَوارِفُ رَحْمَتِكَ وَشَفاعَةُ نَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَمُنْقِذِ الاُمَّةِ مِنَ الغُمَّةِ، فاجْعَلْهُما لِي سَبَبا إِلى نَيْلِ غُفْرانِكَ وَصَيِّرْهُما لِي وُصْلَةً إِلى الفَوْزِ بِرِضْوانِكَ، وَقَدْ حَلَّ رَجائِي بِحَرَمِ كَرَمِكَ وَحَطَّ طَمَعِي بِفَناءِ جُودِكَ فَحَقِّقْ فِيكَ أَمَلِي وَاخْتِمْ بِالخَيْرِ عَمَلِي وَاجْعَلْنِي مِنْ صَفْوَتِكَ الَّذِينَ أَحْلَلْتَهُمْ بُحْبُوحَةَ جَنَّتِكَ وَبَوَأْتَهُمْ دارَ كَرامَتِكَ وَأَقْرَرْتَ أَعْيُنَهُمْ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ يَوْمَ لِقائِكَ وَأَوْرَثْتَهُمْ مَنازِلَ الصِّدْقِ فِي جِوارِكَ؛ يا مَنْ لايَفِدُ الوافِدُونَ عَلى أَكْرَمَ مِنْهُ؛ وَلا يَجِدُ القاصِدُونَ أَرْحَمَ مِنْهُ يا خَيْرَ مَنْ خَلا بِهِ وَحِيدٌ وَيا أَعْطَفَ مَنْ آوى إِلَيْهِ طَرِيدٌ؛ إِلى سَعَةِ عَفْوِكَ مَدَدْتُ يَدِي وَبِذَيْلِ كَرَمِكَ أَعْلَقْتُ كَفِّي، فَلا تُولِنِي الحِرْمانَ وَلا تَبْلِنِي بِالخَيْبَةِ وَالخُسْرانِ يا سَمِيعَ الدُّعاءِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الحادية عشرة: مناجاة المفتقرين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي كَسْرِي لايَجْبُرُهُ إِلاّ لُطْفُكَ وَحَنانُكَ وَفَقْرِي لايُغْنِيهِ إِلاّ عَطْفُكَ وَإحْسانُكَ وَرَوْعَتِي لايُسَكِّنَها إِلاّ أَمانُكَ وَذِلَّتِي لايُعِزُّها إِلاّ سُلْطانُكَ وَأُمْنِيَّتِي لايُبَلِّغُنِيها إِلاّ فَضْلُكَ وَخَلَّتِي لايَسُدُّها إِلاّ طَوْلُكَ وَحاجَتِي لايَقْضِيها غَيْرُكَ وَكَرْبِي لايُفَرِّجُهُ سِوى رَحْمَتِكَ وَضُرِّي لايَكْشِفُهُ غَيْرُ رَأْفَتِكَ وَغُلَّتِي لايُبَرِّدُها إِلاّ وَصْلُكَ وَلَوْعَتِي لايُطْفِيها

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٤٩.
١٨٧

إِلاّ لِقاؤُكَ وَشَوْقِي إِلَيْكَ لايَبُلُّهُ إِلاّ النَّظَرُ إِلى وَجْهِكَ وَقَرارِي لايَقِرُّ دُونَ دُنُوّي مِنْكَ وَلَهْفَتِي لايَرُدُّها إِلاّ رَوْحُكَ وَسُقْمِي لايَشْفِيهِ إِلاّ طِبُّكَ وَغَمِّي لايُزِيلُهُ إِلاّ قُرْبُكَ وَجُرْحِي لايُبْرِئُهُ إِلاّ صَفْحُكَ وَرَيْنُ قَلْبِي لايَجْلُوهُ إِلاّ عَفْوُكَ وَوَسْواسُ صَدْرِي لايُزِيحُهُ إِلاّ أَمْرُكَ . فَيا مُنْتَهى أَمَلِ الآمِلِينَ وَياغايَةَ سُؤْلِ السَّائِلِينَ وَيا أقْصى طَلِبَةَ الطَّالِبينَ ويا أعْلى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَيا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ وَيا أَمانَ الخائِفِينَ وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ (١) المُضْطَرِّينَ وَيا ذُخْرَ المُعْدَمِينَ وَيا كَنْزَ البائِسِينَ وَيا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَيا قاضِيَ حَوائِجَ الفُقَراءِ وَالمَساكِينِ وَيا أَكْرَمَ الاَكْرَمِينَ وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، لَكَ تَخَضُّعِي وَسُؤالِي وَإِلَيْكَ تَضَرُّعِي وَإِبْتِهالِي؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُنِيلَنِي مِنْ رَوْحِ رِضْوانِكَ وَتُدِيمَ عَلَيَّ نِعَمَ امْتِنانِكَ، وَها أَنا بِبابِ كَرَمِكَ وَاقِفٌ وَلِنَفَحاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ وَبِحَبْلِكَ الشَّدِيدِ مُعْتَصِمُ وَبِعُرْوَتِك الوُثْقى مُتَمَسِّكٌ. إِلهِي ارْحَمْ عَبْدَكَ الذَّلِيلَ ذا اللِّسانِ الكَليلِ وَالعَمَلِ القَلِيلِ وَامْنُنْ عَلَيْهِ بِطَوْلِكَ الجَزِيلِ وَاكْنُفْهُ تَحْتَ ظِلِّكَ الظَّلِيلِ يا كَرِيمُ يا جَمِيلُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢) .

الثانية عشرة: مناجاة العارفين

بِسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي قَصُرَتِ الاَلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنائِكَ كَما يَلِيقُ بِجَلالِكَ وَعَجَزَتِ العُقُولُ عَنْ إدْراكِ كُنْهِ جَمالِكَ وَانْحَسَرَتِ الاَبْصارُ دُونَ النَّظَرِ إِلى سَبُحاتِ وَجْهِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَرِيقا إِلى مَعْرِفَتِكَ إِلاّ بِالعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، إِلهِي فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ (٣) أَشْجارُ

_________________

١ - دعوة: خ.

٢ - البحار ٩٤ / ١٤٩ .

٣ - توشّجت - خ -.
١٨٨

الشَّوْقِ إِلَيْكَ فِي حَدائِقِ صُدُورِهِمْ وَأَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ إِلى أَوْكارِ الاَفْكارِ يأْوُونَ وَفِي رِياضِ القُرْبِ وَالمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ وَمِنْ حِياضِ المَحَبَّةِ بِكَأْسِ المُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ وَشَرايِعَ المُصافاتِ يَردُونَ، قد كُشِفَ الغِطاءُ عَنْ أَبْصارِهِمْ وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقائِدِهِمْ وَضمائِرِهِمْ وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرائِرِهِمْ وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ المَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ وَعَذُبَ فِي مَعِينِ المُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَطابَ فِي مَجْلِسِ الاُنْسِ سِرُّهُمْ وَأَمِنَ فِي مَوْطِنِ المَخافَةِ سِرْبُهُمْ وَاطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوعِ إِلى رَبِّ الأَرْبابِ أَنْفُسُهُمْ وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالفَلاحِ أَرْواحُهُمْ وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إِلى محْبُوبِهْم أَعْيُنُهُمْ وَاسْتَقَرَّ بإدْراكِ الُّسؤْلِ وَنَيْلِ المَأْمُولِ قَرارُهُمْ وَرَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيا بِالآخرةِ تجارَتُهُمْ إِلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الاِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلى القُلُوبِ! وَما أَحْلى المَسِيرَ إِلَيْكَ بِالاَوْهامِ فِي مَسالِكِ الغُيُوبِ! وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ وَماأَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ! فَأعِذْنا مِنْ طَرْدِكَ وَابْعادِكَ وَاجْعَلْنا مِنْ أَخَصِّ عارِفِيكَ وَأَصْلَحِ عِبادِكَ وَأَصْدَقِ طائِعِيكَ وَأَخْلَصِ عُبَّاِدَك، يا عَظِيمُ يا جَلِيلُ يا كَرِيمُ يا مُنِيلُ بِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الثالثة عشرة: مناجاة الذاكرين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي لَوْلا الواجِبُ مِنْ قَبُولِ أَمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ عنْ (٢) ذِكْرِي إِيَّاكَ عَلى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي لابِقَدْرِكَ وَما عَسى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدارِي حَتّى أُجْعَلَ مَحَلاً لِتَقْدِيسِكَ وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنا جَرَيانُ ذِكْرِكَ عَلى أَلْسِنَتِنا وَإِذْنُكَ لَنا بِدُعائِكَ وَتَنْزِيهِكَ وَتَسْبِيحِكَ، إِلهِي

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٥٠.

٢ - من - خ -.
١٨٩

فَأَلْهِمْنا ذِكْرَكَ فِي الخَلاءِ وَالمَلاءِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالاِعْلانِ وَالاِسْرارِ وَفِي السَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ وَآنِسْنا بِالذِّكْرِ الخَفِيِّ وَاسْتَعْمِلْنا بِالعَمَلِ الزَّكِيِّ وَالسَّعْيِ المَرْضِيَ وَجازِنا بِالْمِيزانِ الوَفِيَّ، إِلهِي بِكَ هامَتْ القُلُوبُ الوالِهَةُ وَعَلى مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ العُقُولُ المُتَبايِنَةُ فَلا تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ إِلاّ بِذِكْرِكَ وَلا تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلاّ عِنْدَ رُؤْياكَ، أَنْتَ المُسَبَّحُ فِي كُلِّ مَكانٍ وَالمَعْبُودُ فِي كُلِّ زَمانٍ وَالمَوْجُودُ فِي كُلِّ أَوانٍ وَالمَدْعُوُّ بِكُلِّ لِسانٍ وَالمُعَظَّمُ فِي كُلِّ جَنانٍ، وَ (١) أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ راحَةٍ بِغَيْرِ أُنْسِكَ وَمِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ وَمِنْ كُلِّ شُغْلٍ بِغَيْرِ طاعَتِكَ. إِلهِي أَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ( يا أيَّها الَّذِينَ آمَنُو اذْكُرُوا الله ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) (٢) ، وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) (٣) ، فَأَمَرْتَنا بِذِكْرِكَ وَوَعَدْتَنا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنا تَشْرِيفاً لَنا وَتَفْخِيماً وَإعْظاماً؛ وَها نَحْنُ ذاكِرُوكَ كَما أَمَرْتَنا فَأَنْجِزْ لَنا ما وَعَدْتَنا يا ذاكِرَ الذَّاكِرِينَ وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٤) .

الرابعة عشرة: مناجاة المعتصمين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ يا مَلاذَ اللآئِذينَ وَيامَعاذَ العائِذِينَ وَيامُنْجِيَ الهالِكِينَ وَيا عاصِمَ البائِسِينَ وَياراحِمَ المَساكِينَ وَيا مُجِيبَ المُضْطَرِّينَ وَيا كَنْزَ المُفْتَقِرِينَ وَياجابِرَ (٥) المُنْكَسِرِينَ وَيامَأْوى المُنْقَطِعِينَ وَياناصِرَ المُسْتَضْعَفِينَ وَيامُجِيرَ الخائِفِينَ وَيامُغِيثَ المَكْرُوبِينَ وَياحِصْنَ اللا جِئِينَ، إِنْ لَمْ أَعُذْ بِعِزَّتِكَ فَبِمَنْ أَعوذُ وَإِنْ لَمْ أَلُذْ

_________________

١ - وَ: خ.

٢ - الاحزاب: ٣٣ / ٤١.

٣ - البقرة: ٢ / ١٥٢.

٤ - البحار ٩٤ / ١٥١.

٥ - ويا جابر البائس المستكين - خ -.
١٩٠

بِقُدْرَتِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ؟ وَقَدْ أَلْجَأَتْنِي الذُّنُوبُ إِلى التَّشَبُّثِ بِأَذْيالِ عَفْوِكَ وَأَحْوَجَتْنِي الخَطايا إِلى اسْتِفْتاحِ أَبْوابِ صَفْحِكَ وَدَعَتْنِي الاِسأَةُ إِلى الاِناخَةِ بِفَناءِ عِزِّكَ وَحَمَلَتْنِي المَخافَةُ مِنْ نِقْمَتِكَ عَلى التَّمَسُّكِ بِعُرْوَةِ عَطْفِكَ، وَما حَقُّ مَنْ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ أَنْ يُخْذَلَ وَلا يَلِيقُ بِمَنِ اسْتَجارَ بَعِزِّكَ أَنْ يُسْلَمَ أَوْ يُهْمَلَ؟ إِلهِي فَلا تُخْلِنا مِنْ حِمايَتِكَ وَلا تُعْرِنا مِنْ رِعايَتِكَ وَذُدْنا عَنْ مَوارِدِ الهَلَكَةِ فَإِنّا بِعَيْنِكِ وَفِي كَنَفِكَ وَلَكَ أَسْأَلُكَ بِأَهْلِ خاصَّتِكَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَالصَّالِحِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْنا وَاقِيَةً تُنْجِينا مِنْ الهَلَكاتِ وَتُجَنِّبُنا مِنَ الافاتِ وَتُكِنُّنا مِنْ دَواهِي المُصِيباتِ، وَأَنْ تُنْزِلَ عَلَيْنا مِنْ سَكِينَتِكَ وَأَنْ تُغَشِّيَ وَجُوهَنا بِأَنْوارِ مَحَبَّتِكَ، وَأَنْ تُؤْوِيَنا إِلى شَدِيدِ رُكْنِكَ وَأَنْ تَحْوِيَنا فِي أَكْنافِ عِصْمَتِكَ بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الخامسة عشرة: مناجاة الزاهدين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَسْكَنْتَنا داراً حَفَرَتْ لَنا حُفَرَ مَكْرِها وَعَلَّقَتْنا بِأَيْدِي المَنايا فِي حَبائِل غَدْرِها فَإِلَيْكَ نَلْتَجِيُ مِنْ مَكائِدِ خُدَعِها وَبِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الاِغْتِرارِ بِزَخارِفِ زِينَتِها فَإنَّها المُهْلِكَةُ طُلا بَها المُتْلِفَةُ حُلا لَها المَحْشُوَّةُ بِالآفاتِ المَشْحُونَةُ بِالنَّكَباتِ، إِلهِي فَزَهِّدْنا فِيها وَسَلِّمْنا مِنْها بِتَوْفِيقِكَ وَعِصْمَتِكَ وَانْزَعْ عَنَّا جَلابِيبَ مُخالَفَتِكَ وَتَوَلَّ أُمُورَنا بِحُسْنِ كِفايَتِكَ وَأَوْفِرْ مَزِيدَنا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَأَجْمِلْ صِلاتِنا مِنْ فَيْضِ مَواهِبِكَ وَاغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنا أَشْجارَ مَحَبَّتِكَ وَأَتْمِمْ لَنا أَنْوارَ مَعْرِفَتِكَ وَأَذِقْنا حَلاوَةَ عَفْوِكَ وَلَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ وَأَقْرِرْ أَعْيُنَنا يَوْمَ لِقائِكَ بِرُؤْيَتِكَ وَأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قُلُوبِنا كَما فَعَلْتَ

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٥٢.
١٩١

بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَالاَبْرارِ مِنْ خاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَيا أَكْرَمَ الاَكْرَمِينَ (١) .

المناجاة المنظومة

لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام

نقلاً عن الصحيفة العلوية:

بسم الله الرحمن الرحيم

لَك الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالمَجْد ِوَالعُلى
    

    

تَبارَكْتَ تُعْطِي مَنْ تَشاءُ وَتَمْنَعُ

إِلهِي وَخَلاّقِي وَحِرْزِي وَمَوْئِلي
    

    

إِلَيْكَ لَدى الاِعْسارِ وَاليُسْرِ أَفْزَعُ

إِلهِي لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطِيَئِتي
    

    

فَعَفْوُكَ عَنْ ذَنْبِي أَجَلُّ وَأَوْسَعُ

إِلهِي لَئِنْ أَعْطِيْتُ نَفْسِي سُؤْلَها
    

    

فَها أَنا فِي رَوْضِ النَّدامَةِ أَرْتَعُ

إِلهِي تَرى حالِي وَفَقْرِي وَفاقَتِي
    

    

وأَنْتَ مُناجاتِي الخَفِيَّةَ تَسْمَعُ

إِلهِي فَلا تَقْطَعْ رَجائِي وَلاتُزِغ
    

    

فُؤادِي فَلِي فِي سَيْبِ جُودِكَ مَطْمَعُ

إلهِي لَئِنْ خَيَّبْتَنِي أَوْ طَرَدْتَنِي
    

    

فَمَنْ ذا الَّذِي أَرْجُو وَمَنْ ذا أَشَفِّعُ

إلهِي أَجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ إِنَّنِي
    

    

أَسِيرٌ ذَلِيلٌ خائِفٌ لَكَ أَخْضَعُ

إلهِي فَآنِسْنِي بِتَلْقِينِ حُجَّتِي
    

    

إذا كانَ لِي فِي القَبْرِ مَثوىً وَمَضْجَعُ

إلهِي لَئِنْ عَذَّبْتَنِي أَلْفَ حِجَّةٍ
    

    

فَحَبْلُ رَجائِي مِنْكَ لا يَتَقَطَّعُ

إلهِي أَذِقْنِي طَعْمَ عَفْوِكَ يَوْمَ لا
    

    

بَنُونَ وَلا مالٌ هُنالِكَ يَنْفَعُ

إلهِي لَئِنْ لَمْ تَرْعَنِي كُنْتُ ضائِعاً
    

    

وَإِنْ كُنْتَ تَرْعانِي فَلَسْتُ أُضَيَّعُ

إلهِي إِذا لَمْ تَعْفُ عَنْ غَيْرِ مُحْسِنٍ
    

    

فَمَنْ لِمُسِيٍ بِالهَوى يَتَمَتَّعُ

إلهِي لَئِنْ فَرَّطْتُ فِي طَلَبِ التُّقى
    

    

فَها أَنا إِثْرَ العَفْوِ أَقْفُو وَأَتْبَعُ

إلهِي لَئِنْ أَخْطأْتُ جَهْلاً فَطالَما
    

    

رَجَوْتُكَ حَتّى قِيْلَ ماهُوَ يَجْزَعُ

_________________

١ - البحار ٩٤ / ١٥٢.
١٩٢

إلهِي ذُنُوبِي بَذَّتِ الطَّوْدَ وَاعْتَلَتْ
    

    

وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنْبِي أَجَلُّ وَأَرْفَعُ

إلهِي يُنْجِّي ذِكْرُ طَوْلِكَ لَوْعَتِي
    

    

وَذِكْرُ الخَطايا العَيْنَ مِنِّي يُدَمِّعُ

إلهِي أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَامْحُ حَوْبَتِي
    

    

فَإِنِّي مُقِرُّ خائِفٌ مُتَضَرِّعُ

إلهِي أَنِلْنِي مِنْكَ رَوْحاً وَراحَةً
    

    

فَلَسْتُ سِوى أَبْوابِ فَضْلِكَ أَقْرَعُ

إلهِي لَئِنْ أَقْصَيْتَنِي أَوْ أَهَنْتَنِي
    

    

فَما حِيلَتِي يا رَبِّ أَمْ كَيْفَ أَصْنَعُ

إلهِي حَلِيفُ الحُبِّ فِي اللَّيْلِ ساهِرٌ
    

    

يُناجِي وَيَدْعُو وَالمُغَفَّلُ يَهْجَعُ

إِلهِي وَهذا الخَلْقُ مابَيْنَ نائِم‌ٍ
    

    

ومُنْتَبِهٍ فِي لَيْلِهِ يَتَضَرَّعُ

وَكُلُّهُمْ يَرْجُو نَوالَكَ راجِياً
    

    

لِرَحْمَتِكَ العُظْمى وَفِي‌الخُلْدِ يَطْمَعُ

إلهِي يُمَنِّينِي رَجائِي سَلامَةً
    

    

وَقُبْحُ خَطِيئاتِي عَلَيَّ يُشَنِّعُ

إلهِي فَإِنْ تَعْفُو فَعَفْوُكَ مُنْقِذِي
    

    

وَإِلاّ فَبِالْذَنْبِ المُدَمِّرِ أُصْرَعُ

الهِي بِحَقِّ الهاشِمِيِّ مُحَمَّدٍ
    

    

وَحُرْمَةِ أَطْهارٍ هُمُ لَكَ خُضَّعُ

إلهِي بِحَقِّ المُصْطَفى وَابْنِ عَمِّهِ
    

    

وَحُرْمَةِ أَبْرارٍ هُمُ لَكَ خُشَّعُ

إلهِي فَأَنْشِرْنِي عَلى دِينِ أَحْمَدٍ
    

    

مُنِيباً تَقِيّاً قانِتاً لَكَ أَخْضَعُ

وَلاتَحْرِمْنِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي
    

    

شَفاعَتَهُ الكُبْرى فَذاكَ المُشَفَّعُ

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌ
    

    

وَناجاكَ أَخيارٌ بِبابِكَ رُكَّعُ

وقد روي في الصحيفة أيضاً عنه عليه‌السلام مناجاة منظومة أولها: يا سامع الدعاء ، وقد أعرضنا عن ذكره لما تحتويه من اللغات الصعبة الغريبة، ولما نبغيه من الاختصار (١) .

ثلاث كلمات

من مولانا علي عليه‌السلام في المناجاة

إِلهِي كَفى بِي عِزَّاً أَنْ أَكُونَ لَكَ عَبْداً، وَكَفى بِي فَخْراً أَنْ تَكُونَ لِي رَبَّاً، أَنْتَ كَما أُحِبُّ فَاجْعَلْنِي (٢) كَما تُحِبُّ (٣) .

_________________

١ - الصحيفة العلوية: ١٦٩ لعبدالله بن صالح السماهيجي.

٢ - في البحار: «فوفقن ي لما تحبّ ».

٣ - البحار ٩٤ / ٩٤ عن كنز الكراجكي ١ / ٣٨٦ مع اختلاف لفظي.
١٩٣

الباب الثاني

في اعمال اشهر السنة العربية وفضل يوم النيروز

واعماله واعمال الأشهر الرومية

وفيه عدة فصول:

الفصل الأوّل

في فضل شهر رجب وأعماله

إعلم أنّ هذا الشهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف، والأحاديث في فضلها كثيرة، بل رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: إنّ رجب شهر الله العظيم لايقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً، والقتال مع الكفار فيه حرام، ألا إنّ رجب شهر اللهُ، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي. ألا فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الأكبر، وابتعد عنه غضب الله وأُغلق عنه باب من أبواب النار (١) .

وعن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال: من صام يوما من رجب تباعدت عنه النار مسير سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة (٢) .

وقال أيضاً: رجب نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوما من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر (٣) .

وعن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رجب شهر الاستغفار لاُمَّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنه غفور رحيم. ويسمى رجب الاصبّ لانّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّا، فاستكثروا من قول: أَسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ (٤) .

وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم قال: دخلت على الصادق عليه‌السلام في أواخر شهر رجب

_________________

١ - رواه المجلسي في زاد المعاد: ٥.

٢ - زاد المعاد: ٥.

٣ - رواه الطوسي في التهذيب ٤ / ٣٠٦ ح ٩٢٤.

٤ - زاد المعاد: ٥.
١٩٤

وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إلى قال لي: يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شَيْئاً؟ قلت: لا والله يا بن رسول الله، فقال لي: فقد فاتك من الثواب مالم يعلم مبلغه إِلاّ الله عز وجل . إن هذا شهر قد فضّله الله وعظّم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته . قال: فقلت له: يا أبن رسول الله، فإن صمت مما بقي منه شَيْئاً هل أنا أفوز ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: يا سالم، مَنْ صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا من شدة سكرات الموت، وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن من يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأعطي براءة من النار (١) .

واعلم أنه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير، ورُوي أنّ من لم يقدر على ذلك يسبّح الله في كل يوم مائة مرة بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه:

سُبْحانَ الاِله الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لايَنْبَغِي التَّسْبِيحَ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الاَعَزِّ الاَكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزُّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ (٢) .

وأَمّا أعماله فقسمان:

القسم الأوّل: الأعمال العامة التي تؤدى في جميع الشهر ولاتخص أياماً معينة منه وهي أُمور:

الأول: أن يدعو في كل يوم من رجب بهذا الدعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ:

يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣) (٤) .

_________________

١ - زاد المعاد: ٥.

٢ - زاد المعاد: ٨.

٣ - إنّك على كلّ شيء قدير: نسخة.

٤ - رواه ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢٠٨ والمجلسي في زاد المعاد: ٨.
١٩٥

الثاني: أن يدعو بهذا الدعاء الذي كان يدعو به الصادق عليه‌السلام في كل يوم من رجب:

خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ وَضاعَ المُلِمُّونَ إِلاّ بِكَ وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلِينَ وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِحْسانُ إِلى المُسِيئِينَ وَسَبِيلُكَ الإِبْقاءُ عَلى المُعْتَدِينَ. اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدى المُهْتَدِينَ وَارْزُقْنِي اجْتِهادَ المُجْتَهِدِينَ وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الغافِلِينَ المُبْعَدِينَ وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ (١) .

الثالث: قال الشيخ في (المصباح): روى المعلى بن خُنيس عن الصادق عليه‌السلام أنَّه قال: قل في رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفِينَ مِنْكَ وَيَقِينَ العابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ وَأَنا عَبْدُكَ البائِسُ الفَقِيرُ أَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَأَنا العَبْدُ الذَّلِيلُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢) .

أقول: هذا دعاء رواه السيد أيضاً في (الاقبال)، ويظهر من تلك الرواية أنّ هذا الدعاء هو أجمع الدعوات ويصلح لان يدعى به في كل الأوقات (٣) .

الرابع: قال الشيخ أيضاً: يستحب أن يدعو بهذا الدعاء في كل يوم:

اللّهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالاَيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ

_________________

١ - رواه السيد ابن طاووس في الاقبال ٣ / ٢٠٩، زاد المعاد: ٨.

٢ - مصباح المتهجّد: ٨٠٢.

٣ - الاقبال ٣ / ٢١٠.
١٩٦

وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ (١) الاَبْصارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِعَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ (٢) مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً (٣) .

أقول: هذا دعاء يدعى به في مسجد صعصعة أيضاً (٤) .

الخامس: روى الشيخ: أنه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد قدس: أُدع في كل يوم من أيام رجب:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ مايَدْعُوكَ بِهِ وُلاةَ أَمْرِكَ المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ

_________________

١ - خواطر - خ -.

٢ - وجنّاتك - خ -.

٣ - مصباح المتهجّد: ٨٠٢.

٤ - كما في المزار الكبير للشمهدي: ١٤٣.
١٩٧

المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَرْكانا لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لاتَعْطِيلَ لَها فِي كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لافَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلاّ أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ فَبِهِمْ مَلأتَ سَمائَكَ وَأَرْضَكَ حَتّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ؛ فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَزِيدَنِي إِيْماناً وَتَثْبِيتاً، يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ وَظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ يا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالجُودِ، يا مَنْ لايُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلايُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَ (١) عَلى عِبادِكَ المُنْتَجَبِينَ وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ الصَّافِّينَ الحافِّينَ، وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَشْهُرِ الحُرُمِ وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ القَسَمَ بِإسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ماتَعْلَمُ مِنَّا وَما (٢) لا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الاَمانَ وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَيَّامِ وَالاَعْوامِ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٣) .

_________________

١ - صلّ على محمّد وآله و: نسخة.

٢ - ما: خ.

٣ - مصباح المتهجّد: ٨٠٣.
١٩٨

السادس: وروى الشيخ: أنه خرج من الناحية المقدسة على يد الشيخ أبي القاسم قدس هذا الدعاء في أيام رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودِينَ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلى الخَطايا دُؤُوبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطُوبُهُ؛ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَوْبَةِ وَالنُّزُوعَ عَنْ الحَوْبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ. اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَوَسائِلكَ المُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَنِعْمَةٍ وَازِعَهٍ وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ (١) .

السابع: وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح قدس النائب الخاص للحجة عليه‌السلام : أنه قال: زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ وَعَلى أَوْصِيائِهِ الحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ (٢) فَانْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِردٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَالخُلْدِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ؛ إِنِّي قد (٣) قَصْدُتُكْم وَاعْتَمَدْتُكُمْ بَمَسْأَلَتِي وَحاجَتِي وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّار وَالمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ القَرارِ مَعَ شِيعَتِكُمْ الاَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ أَنا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فِيما إِلَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَعَلَيْكُمْ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفى المَرِيضُ وَماتَزْدادُ الأَرْحامُ وَماتَغِيضُ. إِنِّي بِسِرِّكُمْ

_________________

١ - مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

٢ - مشاهدهم - خ -.

٣ - قد: نسخة.
١٩٩


١٢


source : الحسنين
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التفسيرالموضوعي
ثقافة الرجعة
توحيد العبودية للّه
فضائل أهل البیت علیهم السلام فی القرآن الکریم
القرآن الكريم ورأيه حول المرأة
إلى السيدة رقية عليها السلام
يا ليتَنا كنّا مَعكم
5شعبان ولادة الامام زين العابدين(ع)
الإمام المهدي (عج) في روايات أهل السنّة
آثار الغيبة على الفرد والمجتمع وإفرازاتها

 
user comment