عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

ما یوجب الفلاح

ما یوجب الفلاح

 قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ شَغَلَتْهُ عِبَادَةُ اللَّهِ عَنْ مَسْأَلَتِهِ أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي السَّائِلِينَ
 وَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ أَجَلَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِهِ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ
 وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً و إن تحسنوا بهما إحسانا مكافاة عن إنعامهما عليهم و إحسانهما إليهم و احتمال المكروه الغليظ فيهم لترفيههم و
 قَالَ الْإِمَامُ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَفْضَلُ وَالِدَيْكُمْ وَ أَحَقُّهُمَا بِشُكْرِكُمْ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ
 وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَحَقُّنَا عَلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ حَقِّ أَبَوَيْ وِلَادَتِهِمْ فَإِنَّا نُنْقِذُهُمْ إِنْ أَطَاعُونَا مِنَ النَّارِ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ وَ نُلْحِقُهُمْ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ بِخِيَارِ الْأَحْرَارِ
أقول و هذا أحد وجوه كون المؤمنين إخوة. وَ ذِي الْقُرْبى‌ أي و أن تحسنوا بقراباتهما لكرامتهما و قال أيضا هم‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 344
قراباتك من أبيك و أمك قيل لك اعرف حقهم كما أخذ العهد به على بني إسرائيل و أخذ عليكم معاشر أمة محمد معرفة حق قرابات محمد الذين هم الأئمة بعده و من يليهم بعد من خيار أهل دينهم
 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ رَعَى حَقَّ قَرَابَاتِ أَبَوَيْهِ أُعْطِيَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ
ثم فسر الدرجات ثم قال و من رعى حق قربى محمد و علي أوتي من فضائل الدرجات و زيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد و علي على أبوي نسبه. وَ الْيَتامى‌ الذين فقدوا آباءهم الكافين لهم أمورهم السائقين إليهم قوتهم و غذائهم المصلحين لهم معاشهم قال ع و أشد من يتم هذا اليتيم يتيم عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه و لا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا و هذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه و أرشده و علمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى حدثني بذلك أبي عن آبائه عن رسول الله ص. وَ الْمَساكِينِ قال الإمام ع هو من سكن الضر و الفقر حركته قال ألا فمن واساهم بحواشي ماله وسع الله عليه جنانه و أناله غفرانه و رضوانه ثم قال ع إن من محبي محمد مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقر و هم الذين سكنت جوارحهم و ضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم و يسفهون أحلامهم ألا فمن قواهم بفقهه و علمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الأعداء الظاهرين من النواصب و على الأعداء الباطنين إبليس و مردته حتى يهزموهم عن دين الله و يذودوهم عن أولياء آل رسول الله حول الله تلك المسكنة إلى شياطينهم و أعجزهم عن إضلالهم قضى الله بذلك قضاء حقا على لسان رسول الله. وَ قُولُوا لِلنَّاسِ الذين لا مئونة لهم عليكم حُسْناً عاملوهم بخلق جميل أقول و سيأتي الكلام في تفسيرها إن شاء الله وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ قال الإمام ع بإتمام ركوعها و سجودها و حفظ مواقيتها و أداء حقوقها التي إذا لم تؤد لم‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 345
يتقبلها رب الخلائق أ تدرون ما تلك الحقوق هو اتباعها بالصلاة على محمد و علي و آلهما منطويا على الاعتقاد بأنهم أفضل خيرة الله و القوام بحقوق الله و النصار لدين الله قال ع وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ على محمد و آله عند أحوال غضبكم و رضاكم و شدتكم و رخائكم و همومكم المعلقة بقلوبكم وَ آتُوا الزَّكاةَ من المال و الجاه و قوة البدن ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ أيها اليهود عن الوفاء بالعهد الذي أداه إليكم أسلافكم إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ عن ذلك العهد تاركين له غافلين عنه لَيْسَ الْبِرَّ قال الإمام ع يعني يا محمد قل ليس البر أي الطاعة التي تنالون بها الجنان و تستحقون بها الغفران و الرضوان أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ بصلاتكم قِبَلَ الْمَشْرِقِ يا أيها النصارى وَ قبل الْمَغْرِبِ يا أيها اليهود و أنتم لأمر الله مخالفون و على ولي الله مغتاظون وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ قيل يعني البر الذي ينبغي أن يهتم به بر من آمن بالله إلى قوله وَ آتَى الْمالَ عَلى‌ حُبِّهِ أي أعطى في الله تعالى المستحقين من المؤمنين على حبه للمال و شدة حاجته إليه يأمل الحياة و يخشى الفقر لأنه صحيح شحيح ذَوِي الْقُرْبى‌ أعطى قرابة النبي ص الفقراء هدية و برا لا صدقة لأن الله أجلهم عن الصدقة و أعطى قرابة نفسه صدقة و برا وَ الْيَتامى‌ من بني هاشم الفقراء برا لا صدقة و يتامى غيرهم صدقة و صلة وَ الْمَساكِينَ مساكين الناس وَ ابْنَ السَّبِيلِ المجتاز المنقطع به لا نفقة معه وَ السَّائِلِينَ الذين يتكففون وَ فِي الرِّقابِ و في تخليصها يعني المكاتبين يعينهم ليؤدوا حقوقهم فيعتقوا وَ أَقامَ الصَّلاةَ بحدودها وَ آتَى الزَّكاةَ الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا قيل عطف على من آمن يشمل عهد الله و الناس وَ الصَّابِرِينَ نصبه على المدح لفضل الصبر على سائر الأعمال فِي الْبَأْساءِ يعني في محاربة الأعداء و لا عدو يحاربه أعدى من إبليس و مردته يهتف به و يدفعه و إياهم بالصلاة على محمد و آله الطيبين وَ الضَّرَّاءِ

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 346
الفقر و الشدة وَ حِينَ الْبَأْسِ عند شدة القتال يذكر الله و يصلي على رسول الله و على علي ولي الله يوالي بقلبه و لسانه أولياء الله و يعادي كذلك أعداءه أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا في إيمانهم و صدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لما أمروا باتقائه. قيل الآية كما ترى جامعة للكلمات الإنسانية بأسرها دالة عليها صريحا أو ضمنا فإنها بكثرتها و تشعبها منحصرة في ثلاثة أشياء صحته الاعتقاد و حسن المعاشرة و تهذيب النفس و قد أشير إلى الأول بقوله مَنْ آمَنَ إلى وَ النَّبِيِّينَ و إلى الثاني بقوله وَ آتَى الْمالَ إلى وَ فِي الرِّقابِ و إلى الثالث بقوله وَ أَقامَ الصَّلاةَ إلى آخرها و لذلك وصف المستجمع لها بالصدق نظرا إلى إيمانه و اعتقاده و بالتقوى اعتبارا بمعاشرته للخلق و معاملته مع الحق و إليه أشار النبي ص بقوله من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان. و أقول ما لم ننسب إلى تفسير مخصوص و لم نصدر بقيل فهو من تفسير الإمام ع. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هاجَرُوا قيل نزلت في قصة ابن جحش و أصحابه و قتلهم ابن الحضرمي في رجب حين ظن قوم أنهم إن سلموا من الإثم فليس لهم أجر. وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ قيل عطفهما على ما يعمهما لا نافتهما على سائر الأعمال الصالحة وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ من آت وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ على فائت. الَّذِينَ يَقُولُونَ إلى قوله بِالْأَسْحارِ قيل حصر لمقامات السالك على أحسن ترتيب فإن معاملته مع الله إما توسل و إما طلب و التوسل إما بالنفس و هو منعها عن الرذائل و حبسها على الفضائل و الصبر يشملهما و إما بالبدن و هو إما قولي‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 347
و هو الصدق و إما فعلي و هو القنوت الذي هو ملازمة الطاعة و أما بالمال و هو الإنفاق في سبيل الخير و أما الطلب فالاستغفار لأن المغفرة أعظم المطالب بل الجامع لها و توسيط الواو بينها للدلالة على استقلال كل واحدة و كمالهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها و تخصيص الأسحار لأن الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة لأن العبادة حينئذ أشق و النفس أصفى و الروع أجمع سيما للمتهجدين قيل إنهم كانوا يصلون إلى السحر ثم يستغفرون و يدعون و في المجمع عن الصادق ع هم المصلون وقت السحر و قال من استغفر سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية و ستأتي الأخبار في ذلك في محله إن شاء الله. أُمَّةٌ قائِمَةٌ أي على الحق و هم الذين أسلموا منهم يَتْلُونَ إلخ أي يتلونها في تهجدهم يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وصفهم بصفات ليست في اليهود فإنهم منحرفون عن الحق غير متعبدين بالليل مشركون بالله ملحدون في صفاته واصفون اليوم الآخر بخلاف صفته مداهنون في الاحتساب متباطئون عن الخيرات فَلَنْ يُكْفَرُوهُ أي فلن يضيع و لا ينقص ثوابه و لا ينافي ذلك ما سيأتي في الخبر أن المؤمن مكفر فإن المراد به أنه لا يشكره الناس وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ قيل بشارة لهم و إشعار بأن التقوى مبدأ الخير و حسن العمل. وَ سارِعُوا أي بادروا إِلى‌ مَغْفِرَةٍ أي إلى أسباب المغفرة و في المجمع عن أمير المؤمنين ع إلى أداء الفرائض وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ عن الصادق ع إذا وضعوهما كذا و بسط يديه إحداهما مع الأخرى أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ في الخصال عن أمير المؤمنين ع فإنكم لن تنالوها إلا بالتقوى الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ أي في حالتي الرخاء و الشدة يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من قليل أو كثير وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ الممسكين عليه الكافين عن إمضائه

                        ارالأنوار ج : 66 ص : 348
مع القدرة وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ التاركين عقوبة من استحق مؤاخذته وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قيل يحتمل الجنس و يدخل تحته هؤلاء و العهد فتكون الإشارة إليهم في المجمع روي أن جارية لعلي بن الحسين ع جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله يقول وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ فقال لها كظمت غيظي قالت وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ قال عفى الله عنك قالت وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله. وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أي سيئة بالغة في القبح كالزنا أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ قيل بأن أذنبوا أي ذنب كان و قيل الفاحشة الكبيرة و ظلم النفس الصغيرة و قيل الفاحشة ما يتعدى و ظلم النفس ما ليس كذلك و قيل أَوْ ظَلَمُوا أي أذنبوا ذنبا أعظم من الزنا فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ بالندم و التوبة وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ استفهام بمعنى النفي معترض بين المعطوفين و المراد به وصفه تعالى بسعة الرحمة و عموم المغفرة و الحث على الاستغفار و الوعد بقبول التوبة وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلى‌ ما فَعَلُوا أي و لم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين و سيأتي معنى الإصرار في بابه إن شاء الله وَ هُمْ يَعْلَمُونَ أي و لم يصروا على قبيح فعلهم عالمين به وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ أي المغفرة و الجنات و في المجالس عن الصادق ع قال لما نزلت هذه الآية صعد إبليس جبلا فصرخ بأعلا صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لما دعوتنا قال نزلت هذه الآية فمن لها فقام عفريت من الشياطين فقال أنا لها بكذا و كذا قال لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال لست لها فقال الوسواس الخناس أنا لها قال بما ذا قال أعدهم و أمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة و سيأتي قصة بهلول النباش في ذلك عند ذكر قصص الخائفين لَآياتٍ لِأُولِي‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 349
الْأَلْبابِ أي لدلائل واضحة على التوحيد و كمال علمه سبحانه و حكمته و نفاذ قدرته و مشيته لذوي العقول الخالصة عن شوائب الحس و الوهم الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ في جميع الأحوال و على جميع الهيئات
 وَ عَنِ الصَّادِقِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ
 وَ عَنِ الْبَاقِرِ ع قِياماً الصَّحِيحُ يُصَلِّي قَائِماً وَ قُعُوداً الْمَرِيضُ يُصَلِّي جَالِساً و عَلى‌ جُنُوبِهِمْ الَّذِي يَكُونُ أَضْعَفَ مِنَ الْمَرِيضِ الَّذِي يُصَلِّي جَالِساً
 وَ عَنْهُ ع لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ قَائِماً أَوْ جَالِساً أَوْ مُضْطَجِعاً إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‌ جُنُوبِهِمْ‌
 
 وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و يعتبرون بهما و ستأتي الأخبار في فضل التفكر رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا الخلق باطِلًا عبثا ضائعا من غير حكمة يعني يقولون ذلك سُبْحانَكَ تنزيها لك من العبث و خلق الباطل و هو اعتراض فَقِنا عَذابَ النَّارِ للإخلال بالنظر فيه و القيام بما يقتضيه وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ وضع المظهر موضع المضمر للدلالة على أن ظلمهم صار سببا لإدخالهم النار و انقطاع النصرة عنهم في الخلاص و روى العياشي عن الباقر ع ما لهم من أئمة يسمونهم بأسمائهم رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً هو الرسول ص و قيل القرآن فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا قيل أي كبائرنا فإنها ذات تبعات و أذناب وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا فإنها مستقبحة و لكنها مكفرة عن مجتنب الكبائر وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ مخصوصين بصحبتهم معدودين في زمرتهم عَلى‌ رُسُلِكَ أي على ألسنتهم و إنما سألوا ما وعدوا مع أنه لا يخلف الله وعده تعبدا و استكانة و مخافة أن يكونوا مقصرين في الأمثال وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ بأن تعصمنا عما يقتضي الخزي إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ بإثابة المؤمن و إجابة الداعي و تكرير ربنا للمبالغة

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 350
في الابتهال و الدلالة على استقلال المطالب و علو شأنها و في المجمع عن النبي ص لما نزلت هذه الآية قال ويل لمن لاكها بين فكيه و لم يتأمل ما فيها. فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ إلى طلبتهم أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ إلى قوله بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ لأن الذكر من الأنثى و الأنثى من الذكر أو لأنهما من أصل واحد أو لفرط الاتصال و الاتحاد و لاتفاقهم في الدين و الطاعة و هو اعتراض فَالَّذِينَ هاجَرُوا الأوطان و العشائر في الدين وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي بسبب إيمانهم بالله و من أجله وَ قاتَلُوا الكفار وَ قُتِلُوا في الجهاد. في مجالس الصدوق أن أمير المؤمنين ع لما هاجر من مكة إلى المدينة ليلحق بالنبي و قد قارع الفرسان من قريش و معه فاطمة بنت أسد و فاطمة بنت رسول الله ص و فاطمة بنت الزبير فسار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلزم بها يوما و ليلة و لحق به نفر من ضعفاء المؤمنين و فيهم أم أيمن مولاة رسول الله ص و كان يصلي ليلته تلك هو و الفواطم و يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى ع بهم صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل و هن يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون الله و يرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة و قد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ الآيات قوله مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‌ الذكر علي و الأنثى الفواطم بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ يعني علي من فاطمة أو قال الفواطم و هن من علي و أقول ظاهر الآية يشمل كل من اتصف بهذه الصفات. إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أي تظهروه أَوْ تَعْفُوا عن سوء مع قدرتكم على‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 351
الانتقام و هو المقصود ذكره و ما قبله تمهيد له و لذا رتب عليه قوله فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً لم يزل يكثر العفو عن العصاة مع كمال قدرته على الانتقام. لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ قالوا أي من اليهود كعبد الله بن سلام و أصحابه وَ الْمُؤْمِنُونَ أي منهم أو من المهاجرين و الأنصار يُؤْمِنُونَ خبر المبتدإ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ قيل نصب على المدح أو عطف على بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ و المراد بهم الأنبياء و قرئ بالرفع عطفا على الراسخون أو الضمير في يُؤْمِنُونَ أو على أنه مبتدأ و الخبر أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً لجمعهم بين الإيمان الصحيح و العمل الصالح. وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بالإسلام ليذكركم المنعم و يرغبكم في شكره وَ مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ قيل يعني عند إسلامكم بأن تطيعوا الله فيما يفرضه عليكم سركم أو ساءكم
 وَ فِي الْمَجْمَعِ عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمِيثَاقِ مَا بَيَّنَ لَهُمْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ تَحْرِيمِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ كَيْفِيَّةِ الطَّهَارَةِ وَ فَرْضِ الْوَلَايَةِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ
أقول و هذا داخل في ذاك إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَ أَطَعْنا قال علي بن إبراهيم لما أخذ رسول الله ص الميثاق عليهم بالولاية قالوا سمعنا و أطعنا ثم نقضوا ميثاقه وَ اتَّقُوا اللَّهَ في إنساء نعمته و نقض ميثاقه إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ بخفياتها فضلا عن جليات أعمالكم قَوَّامِينَ أي بالحق لِلَّهِ خالصا له شُهَداءَ بِالْقِسْطِ أي العدل وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ أي و لا يحملنكم شَنَآنُ قَوْمٍ أي شدة عداوتهم و بغضهم عَلى‌ أَلَّا تَعْدِلُوا فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل كمثلة و قذف و قتل نساء و صبية و نقض عهد تشفيا مما في قلوبكم اعْدِلُوا في أوليائكم و أعدائكم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فمجازيكم. أَنْ يَبْسُطُوا أي يبطشوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بالقتل و الإهلاك فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 352
عَنْكُمْ منعها أن تمد إليكم و رد مضرتها عنكم قال علي بن إبراهيم يعني أهل مكة من قبل فتحها فكف أيديهم بالصلح يوم الحديبية وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فإنه الكافي لإيصال الخير و دفع الشر اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً كفيلا أمينا شاهدا من كل سبط ينقب عن أحوال قومه و يفتش عنها و يعرف مناقبهم إِنِّي مَعَكُمْ بالنصرة وَ آمَنْتُمْ بِرُسُلِي أي صدقتموهم وَ عَزَّرْتُمُوهُمْ أي نصرتموهم و قويتموهم وَ أَقْرَضْتُمُ اللَّهَ بالإنفاق في سبيله لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ لأغطينها. مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ جوابه محذوف يعني فلن يضر دين الله شيئا فإن الله لا يخلي دينه من أنصار يحمونه و قال علي بن إبراهيم هو مخاطبة لأصحاب رسول الله ص الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين الله يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ يحبهم الله و يحبون الله أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ رحماء عليهم من الذل بالكسر الذي هو اللين لا من الذل بالضم الذي هو الهوان أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ غلاظ شداد عليهم من عزه إذا غلبه يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بالقتال لإعلاء كلمة الله و إعزاز دينه وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ فيما يأتون من الجهاد و الطاعة في المجمع عن الباقر و الصادق ع هم أمير المؤمنين ع و أصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين و القاسطين و المارقين ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ أي محبتهم لله سبحانه و لين جانبهم للمؤمنين و شدتهم على الكافرين تفضل من الله و توفيق و لطف منه و منة من جهته يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ يعطيه من يعلم أنه محل له وَ اللَّهُ واسِعٌ جواد لا يخاف نفاد ما عنده عَلِيمٌ بموضع جوده و عطائه و لا ريب في نزول آية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ في أمير المؤمنين ع و قد مرت الأخبار في ذلك في المجلد التاسع. فِيما طَعِمُوا أي من المستلذات أكلا كان أو شربا فإن الطعم يعمهما

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 353

و في المجمع في تفسير أهل البيت ع فيما طعموا من الحلال إِذا مَا اتَّقَوْا إلى الْمُحْسِنِينَ قال علي بن إبراهيم لما نزل تحريم الخمر و الميسر و التشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين و الأنصار يا رسول الله قتل أصحابنا و هم يشربون الخمر و قد سماه الله رجسا و جعلها من عمل الشيطان و قد قلت ما قلت أ فيضر أصحابنا ذلك شيئا بعد ما ماتوا فأنزل الله هذه الآية فهذا لمن مات أو قتل قبل تحريم الخمر و الجناح هو الإثم و هو على من شربها بعد التحريم و قيل فِيما طَعِمُوا أي مما لم يحرم عليهم إِذا مَا اتَّقَوْا أي المحرم وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي ثبتوا على الإيمان و الأعمال الصالحة ثُمَّ اتَّقَوْا أي ما حرم عليهم بعد كالخمر وَ آمَنُوا بتحريمه ثُمَّ اتَّقَوْا أي استمروا و ثبتوا على اتقاء المعاصي وَ أَحْسَنُوا أي و تحروا الأعمال الجميلة فاشتغلوا بها. قيل لما كان لكل من الإيمان و التقوى درجات و منازل كما ورد عنهم ع لم يبعد أن يكون تكريرهما في الآية إشارة إلى تلك الدرجات و المنازل فإن أوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشبه و الشكوك على اختلاف مراتبها و يمكن معها الشرك كما قال سبحانه وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ و يعبر عنها بالإسلام كما قال الله عز و جل قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى العام و أواسطها تصديقات لا يشوبها شك و لا شبهة كما قال الله عز و جل الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا و أكثر إطلاق الإيمان عليها خاصة كما قال إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى‌ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 354
الخاص و أواخرها تصديقات كذلك مع شهود و عيان و محبة كاملة لله عز و جل كما قال يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و يعبر عنها تارة بالإحسان كما ورد في الحديث النبوي ص الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه و أخرى بالإيقان كما قال وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ و التقوى المتقدمة عليها هي تقوى خاص الخاص و إنما قدمت التقوى على الإيمان لأن الإيمان إنما يتحصل و يتقوى بالتقوى لأنها كلما ازدادت ازداد الإيمان بحسب ازديادها و هذا لا ينافي تقدم أصل الإيمان على التقوى بل ازديادها بحسب ازدياده أيضا لأن الدرجة المتقدمة لكل منها غير الدرجة المتأخرة و مثل ذلك مثل من يمشي بسراج في ظلمة فكلما أضاء له من الطريق قطعة مشى فيها فيصير ذلك المشي سببا لإضاءة قطعة أخرى منه و هكذا. وَ اصْبِرُوا أي على أذية فرعون و تهديده إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ الآية وعد لهم منه بالنصرة و تذكير لما كان وعدهم من إهلاك القبط و توريثهم ديارهم و في الأخبار أن الآية في الأئمة ع يورثهم الله الأرض في زمن القائم ع و هم المتقون و العاقبة لهم و تدل الآية على فضل الاستعانة بالله و الصبر و التقوى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ قيل أي في الدنيا المؤمن و الكافر بل المكلف و غيره أو في الدنيا و الآخرة إلا أن قوما لم يدخلوها لضلالهم. فَسَأَكْتُبُها فسأثبتها و أوجبها في الآخرة لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الشرك و المعاصي وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ فلا يكفرون بشي‌ء منها يَهْدُونَ بِالْحَقِّ أي بكلمة الحق وَ بِهِ أي و بالحق يَعْدِلُونَ بينهم في الحكم. خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ محارم الله مما يأخذ هؤلاء أَ فَلا تَعْقِلُونَ‌
                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 355
فيعلمون ذلك وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ إلى قوله أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ إما عطف على الذين يتقون و ما بينهما اعتراض و إما استئناف و وضع الظاهر موضع المضمر لأنه في معناه و للتنبيه على أن الإصلاح مانع من الإضاعة و عن الباقر ع نزلت في آل محمد و أشياعهم. فَاتَّقُوا اللَّهَ قيل أي في الاختلاف و المشاجرة وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ أي الحال التي بينكم بالمواساة و المساعدة فيما رزقكم الله و تسليم أمره إلى الله و الرسول وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فيه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فإن الإيمان يقتضي ذلك. إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ قيل أي إنما يستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلمية و العملية وَ لَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ يعني في أبواب الدين بأن لا يختار على رضا الله رضا غيره فَعَسى‌ ذكره بصيغة التوقع قطعا لأطماع المشركين في الاهتداء و الانتفاع بأعمالهم أَعْظَمُ دَرَجَةً أي ممن لم يستجمع هذه الصفات وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ المختصون بالفوز و نيل الحسنى عند الله مُقِيمٌ أي دائم. التَّائِبُونَ رفع على المدح و في قراءة أهل البيت التائبين إلى قوله و الحافظين و في الكافي عن الصادق ع لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قام رجل إلى النبي ص فقال يا نبي الله أ رأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا أنه يقترف من هذه المحارم أ شهيد هو فأنزل الله على رسوله التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الآية فبشر النبي ص المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم و حليتهم بالشهادة و الجنة و قال التَّائِبُونَ من الذنوب الْعابِدُونَ الذين لا يعبدون إلا الله و لا يشركون به شيئا الْحامِدُونَ الذين

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 356
يحمدون الله على كل حال في الشدة و الرخاء السَّائِحُونَ الصائمون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الذين يواظبون على الصلوات الخمس الحافظون لها و المحافظون عليها بركوعها و سجودها و الخشوع فيها و في أوقاتها الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ بعد ذلك و العاملون به وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ و المنتهون عنه قال فبشر من قتل و هو قائم بهذه الشروط بالشهادة و الجنة الخبر. و أقول إنما فسر السياحة بالصيام لقول النبي ص سياحة أمتي الصيام شبه بها لأنه يعوق عن الشهوات أو لأنه رياضة نفسانية يتوصل بها إلى الاطلاع على خفايا الملك و الملكوت و قيل السائحون للجهاد أو لطلب العلم و قيل في قوله وَ النَّاهُونَ العاطف فيه للدلالة على أنه بما عطف عليه في حكم خصلة واحدة كأنه قال الجامعون بين الوصفين و في قوله وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ أي فيما بينه و عينه من الحقائق و الشرائع للتنبيه على أن ما قبله مفصل الفضائل و هذا مجملها و قيل إنه للإيذان بأن التعداد قد تم بالسابع من حيث إن السبعة هو العدد التام و الثامن ابتداء تعداد آخر معطوف عليه و لذلك سمي واو الثمانية. وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ قيل يعني به هؤلاء الموصوفين بتلك الفضائل و وضع المؤمنين موضع ضميرهم للتنبيه على أن إيمانهم دعاهم إلى ذلك و أن المؤمن الكامل من كان كذلك و حذف المبشر به للتعظيم كأنه قيل و بشرهم بما يجل عن إحاطة الأفهام و تعبير الكلام إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا أي في الشدة على الضراء إيمانا بالله و استسلاما لقضائه وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ في الرخاء شكرا لآلائه سابقها و لاحقها وَ أَخْبَتُوا إِلى‌ رَبِّهِمْ أي اطمأنوا إليه و خشعوا له مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ أي الكافر و المؤمن‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 357

كَالْأَعْمى‌ وَ الْأَصَمِّ وَ الْبَصِيرِ وَ السَّمِيعِ قيل يجوز أن يراد به تشبيه الكافر بالأعمى لتعاميه عن آيات الله و بالأصم لتعاميه عن استماع كلام الله و تأبيه عن تدبر معانيه و شبه المؤمن بالسميع و البصير لأن الأمر بالضد فيكون كل منهما مشبها باثنين باعتبار وصفين أو تشبيه الكافر بالجامع بين العمى و الصمم و المؤمن بالجامع بين ضديهما و العاطف لعطف الصفة على الصفة مَثَلًا أي تمثيلا أو صفة أو حالا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ بضرب الأمثال و التفكر فيها. بِعَهْدِ اللَّهِ أي بما عقدوه على أنفسهم لله وَ لا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ ما وثقوه من المواثيق بينهم و بين الله و بين العباد و عن الكاظم ع أنه ميثاق الولاية في الذر ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من الرحم و لا سيما رحم آل محمد كما في الأخبار وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ خصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا و
 عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ الِاسْتِقْصَاءُ و الْمُدَاقَّةُ وَ قَالَ ع الِاسْتِقْصَاءُ أَنْ تُحْسَبَ عَلَيْهِمُ السَّيِّئَاتُ وَ لَهُمُ الْحَسَنَاتُ
 وَ الَّذِينَ صَبَرُوا على القيام بأوامر الله و مشاق التكاليف و عن المصائب في النفوس و الأموال و عن معاصي الله ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ أي طلبا لرضاه وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي يدفعونها بها فيجازون الإساءة بالإحسان و يتبعون الحسنة السيئة فتمحوها
 وَ رَوَى عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ مَا مِنْ دَارٍ فِيهَا فَرْحَةٌ إِلَّا تَبِعَهَا مَرْحَةٌ وَ مَا مِنْ هَمٍّ إِلَّا وَ لَهُ فَرَجٌ إِلَّا هَمُّ أَهْلِ النَّارِ إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَاتَّبِعْهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُهَا سَرِيعاً وَ عَلَيْكَ بِصَنَائِعِ الْخَيْرِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ
أقول الخطاب إليه ع لتعليم غيره عُقْبَى الدَّارِ أي عاقبة الدنيا و ما ينبغي أن يكون مال أهلها و هي الجنة و العدن الإقامة أي جنات يقيمون فيها وَ مَنْ صَلَحَ أي يلحق بهم من صلح منهم و من لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم و تعظيما لشأنهم و ليكونوا مسرورين بهم آنسين‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 358
بصحبتهم مِنْ كُلِّ بابٍ من أبواب غرفهم و قصورهم بِما صَبَرْتُمْ أي هذا بسبب صبركم و قال علي بن إبراهيم نزلت في الأئمة ع و شيعتهم الذين صبروا. مَنْ أَنابَ أي أقبل إلى الحق و رجع عن الفساد وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أي تسكن أنسا به و اعتمادا عليه و رجاء منه و روى العياشي عن الصادق ع بمحمد تطمئن و هو ذكر الله و حجابه و قال علي بن إبراهيم الَّذِينَ آمَنُوا الشيعة و ذكر الله أمير المؤمنين ع و الأئمة ع و قيل طوبى كبشرى و زلفى مصدر من الطيب و في الأخبار أنه اسم شجرة في الجنة كما مر و سيأتي و المآب المرجع قانِتاً عن الباقر ع القانت المطيع و الحنيف المسلم شاكِراً لِأَنْعُمِهِ أي لأنعم الله معترفا بها روي أنه كان لا يتغدى إلا مع ضيفه وَ لا يُظْلَمُونَ شَيْئاً أي و لا ينقصون شيئا من جزاء أعمالهم و يجوز أن ينتصب شيئا على المصدر لِمَنْ تابَ أي من الشرك وَ آمَنَ بما يجب الإيمان به ثُمَّ اهْتَدى‌ إلى ولاية أهل البيت ع كما ورد في الأخبار الكثيرة. وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يقتدى بهم يَهْدُونَ الناس إلى الحق بِأَمْرِنا وَ إِقامَ الصَّلاةِ من عطف الخاص على العام وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ موحدين مخلصين في العبادة و لذا قدم الصلة إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي يبادرون إلى أبواب الخير وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً قال علي بن إبراهيم راغبين راهبين و قيل‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 359
لعل المراد الرغبة في الطاعة لا في الثواب و الرهبة من المعصية لا من العقاب لارتفاع مقام الأنبياء عن ذلك و قد يقال إن أولياء الله قد يعملون بعض الأعمال للجنة و صرف النار لأن حبيبهم يحب ذلك أو يقال إن جنة الأولياء لقاء الله و قربه و نارهم فراقه و بعده
 وَ فِي الْكَافِي عَنِ الصَّادِقِ ع الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ بِبَطْنِ كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ الرَّهْبَةُ أَنْ تَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْكَ إِلَى السَّمَاءِ
 وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ أي مخبتين أو دائمين الوجل. وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ قال علي بن إبراهيم أي العابدين وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ هيبة منه لإشراق أشعة جلاله عليها عَلى‌ ما أَصابَهُمْ من المصائب وَ الْمُقِيمِي الصَّلاةِ في أوقاتها يُنْفِقُونَ في وجوه الخير وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ بسائر ما تعبدكم به وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ أي و تحروا ما هو خير و أصلح فيما تأتون و تذرون كنوافل الطاعات و صلة الأرحام و مكارم الأخلاق وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ الأعداء الظاهرة و الباطنة هُوَ اجْتَباكُمْ أي اختاركم لدينه و لنصرته و عن الباقر ع إيانا عنى و نحن المجتبون مِنْ قَبْلُ أي في الكتب التي مضت وَ فِي هذا أي القرآن وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ أي وثقوا به في مجامع أموركم هُوَ مَوْلاكُمْ أي ناصركم و متولي أموركم فَنِعْمَ الْمَوْلى‌ وَ نِعْمَ النَّصِيرُ هو إذ لا مثل له في الولاية و النصرة بل لا مولى و لا نصير سواه في الحقيقة. وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فيما يأمرانه أو في الفرائض و السنن وَ يَخْشَ اللَّهَ فيما صدر عنه من الذنوب وَ يَتَّقْهِ فيما بقي من عمره و قرأ حفص بسكون القاف فشبه تقه بكتف فخفف فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ بالنعيم المقيم فَأُوْلئِكَ‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 360

يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قد ورد في أخبار كثيرة مضى بعضها و سيأتي بعضها أن تبديل السيئات حسنات في ديوان أعمالهم يوم القيامة و قال الباقر ع هي في المذنبين من شيعتنا خاصة فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ أي يرجع إلى الله وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا قيل هي استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله و يكون أكثر أشعارهم في التوحيد و الثناء على الله تعالى و الحث على طاعته و لو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم من الكفار و مكافاة هجاة المسلمين كحسان و أضرابه و سيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. هذِهِ الْبَلْدَةِ قال علي بن إبراهيم يعني مكة شرفها الله وَ لَهُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ أي خلقا و ملكا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أي المنقادين وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ قيل أي و أن أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئا فشيئا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ أي لننزلنهم الَّذِينَ صَبَرُوا على المحن و المشاق و لا يتوكلون إلا على الله الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ بيان لإحسانهم أو تخصيص لهذه الثلاثة من شعبه لفضل اعتداد بها وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ لاستجماعهم العقيدة الحقة و العمل الصالح أَقِمِ الصَّلاةَ تكميلا لنفسك وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ تكميلا لغيرك وَ اصْبِرْ عَلى‌ ما أَصابَكَ من الشدائد و في المجمع عن علي ع من المشقة و الأذى في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إِنَّ ذلِكَ إشارة إلى الصبر أو إلى كل ما أمره مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب و إلزام و منه الحديث أن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه وَ لا تُصَعِّرْ

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 361
خَدَّكَ لِلنَّاسِ أي لا تمله عنهم و لا تولهم صفحة خدك كما يفعله المتكبرون و قال علي بن إبراهيم أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً أي فرحا مصدر وقع موقع الحال أو تمرح مرحا أو لأجل المرح و هو البطر و روى علي بن إبراهيم عن الباقر ع يقول بالعظمة إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ قال الطبرسي أي كل متكبر فخور على الناس و أقول يطلق الاختيال غالبا على التكبر في المشي
 وَ رُوِيَ فِي الْفَقِيهِ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَخْتَالَ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِهِ وَ قَالَ مَنْ لَبِسَ ثَوْباً فَاخْتَالَ فِيهِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ وَ كَانَ قَرِينَ قَارُونَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنِ اخْتَالَ فَخُسِفَ بِهِ وَ بِدَارِهِ الْأَرْضَ وَ مَنِ اخْتَالَ فَقَدْ نَازَعَ اللَّهَ فِي جَبَرُوتِهِ
 وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ أي توسط فيه بين الدبيب و الإسراع و قال علي بن إبراهيم أي لا تعجل وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ أي اقصر منه و قال علي بن إبراهيم أي لا ترفعه إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ أي أوحشها و في الكافي عن الصادق ع أنه سئل عنه فقال العطسة القبيحة و في المجمع عنه ع قال هي العطسة المرتفعة القبيحة و الرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا إلا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن. وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ بأن فوض أمره إليه و أقبل بشراشره عليه وَ هُوَ مُحْسِنٌ في عمله فَقَدِ اسْتَمْسَكَ أي تعلق بأوثق ما يتعلق به و قال علي بن إبراهيم بالولاية وَ إِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ إذ الكل صائر إليه. إِنَّ الْمُسْلِمِينَ أي الداخلين في السلم المنقادين لحكم الله وَ الْمُؤْمِنِينَ أي المصدقين بما يجب أن يصدق به وَ الْقانِتِينَ أي المداومين على الطاعة وَ الصَّادِقِينَ في القول و العمل وَ الصَّابِرِينَ على الطاعات و المعاصي و البلايا

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 362
 وَ الْخاشِعِينَ أي المتواضعين لله بقلوبهم و جوارحهم وَ الْمُتَصَدِّقِينَ من أموالهم ابتغاء مرضاة الله وَ الصَّائِمِينَ لله بنية صادقة وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ عن الحرام وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً بقلوبهم و ألسنتهم مَغْفِرَةً لذنوبهم وَ أَجْراً عَظِيماً على طاعتهم. إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ قيل أي يداومون قراءته أو متابعة ما فيه حتى صارت سمة لهم و عنوانا سِرًّا وَ عَلانِيَةً كيف اتفق من غير قصد إليهما و قيل السر في المسنونة و العلانية في المفروضة يَرْجُونَ تِجارَةً تحصيل ثواب بالطاعة و هو خبر إن لَنْ تَبُورَ لن تكسد و لن تهلك بالخسران صفة للتجارة لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ علة لمدلوله أو لمدلول ما عد من امتثالهم أو عاقبة ليرجون وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ على ما يقابل أعمالهم إِنَّهُ غَفُورٌ لفرطاتهم شَكُورٌ لطاعاتهم أي مجازيهم عليها و هو علة للتوفية و الزيادة أو خبر إن و يَرْجُونَ حال من واو وَ أَنْفَقُوا. اتَّقُوا رَبَّكُمْ أي بلزوم طاعته لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ الظرف إما متعلق بأحسنوا أو بحسنة و على الأول تشمل الحسنة حسنة الدارين و على الثاني لا ينافي نيل حسنة الآخرة أيضا و الحسنة في الدنيا كالصحة و العافية
 وَ فِي مَجَالِسِ الصَّدُوقِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْمَلُ لِثَلَاثٍ مِنَ الثَّوَابِ إِمَّا لِخَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يُثِيبُهُ بِعَمَلِهِ فِي دُنْيَاهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ قَالَ فَمَنْ أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يُحَاسِبْهُمْ فِي الْآخِرَةِ
 وَ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ فمن تعسر عليه التوفر على الإحسان في وطنه فليهاجر إلى حيث يتمكن منه إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ على مشاق الطاعة من احتمال البلاء و مهاجرة الأوطان لها أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ
 وَ فِي الْكَافِي عَنِ الصَّادِقِ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ فَيَضْرِبُونَهُ فَيُقَالُ لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ فَيَقُولُونَ نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ فَيُقَالُ لَهُمْ عَلَى مَا صَبَرْتُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 363
عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقُوا أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ‌
 
 وَ أُزْلِفَتِ أي قربت غَيْرَ بَعِيدٍ أي مكانا غير بعيد و قال علي بن إبراهيم أُزْلِفَتِ أي زينت غَيْرَ بَعِيدٍ قال بسرعة هذا ما تُوعَدُونَ على إضمار القول لِكُلِّ أَوَّابٍ أي رجاع إلى الله بدل من المتقين بإعادة الجار حَفِيظٍ حافظ لحدوده مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ قيل بدل بعد بدل أو بدل من موصوف أواب أو مبتدأ خبره ادْخُلُوها على تأويل يقال لهم ادْخُلُوها فإن من بمعنى الجمع و بِالْغَيْبِ حال من الفاعل أو المفعول أو صفة لمصدر أي خشية متلبسة بالغيب حيث خشي عقابه و هو غائب أو العقاب بعد غيب أو هو غائب عن الأعين لا يراه أحد و تخصيص الرحمن به للإشعار بأنهم رجوا رحمته و خافوا عذابه أو بأنهم يخشون مع علمهم بسعة رحمته و وصف القلب بالإنابة إذ الاعتبار برجوعه إلى الله فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي فلم يشكر تلك الأيادي باقتحام العقبة و هو الدخول في أمر شديد قيل العقبة الطريق في الجبل استعارها لما فسرها به من الفك و الإطعام ذِي مَسْغَبَةٍ أي مجاعة ذا مَقْرَبَةٍ أي قرابة ذا مَتْرَبَةٍ أي ذا فقر و قال علي بن إبراهيم لا يقيه من التراب شي‌ء
 وَ فِي الْكَافِي عَنِ الرِّضَا ع كَانَ إِذَا أَكَلَ أُتِيَ بِصَحْفَةٍ فَتُوضَعُ قُرْبَ مَائِدَتِهِ فَيَعْمِدُ إِلَى أَطْيَبِ الطَّعَامِ مِمَّا يُؤْتَى بِهِ فَيَأْخُذُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَيْئاً فَيَضَعُ فِي تِلْكَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهَا لِلْمَسَاكِينِ ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ فَلَا اقْتَحَمَ ثُمَّ يَقُولُ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ إِنْسَانٍ يَقْدِرُ عَلَى عِتْقِ رَقَبَةٍ فَجَعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ
و ستأتي الأخبار في ذلك
 وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِوَلَايَتِنَا فَقَدْ جَازَ

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 364
الْعَقَبَةَ وَ نَحْنُ تِلْكَ الْعَقَبَةُ الَّتِي مَنِ اقْتَحَمَهَا نَجَا ثُمَّ قَالَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِيدُ النَّارِ غَيْرَكَ وَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّ اللَّهَ فَكَّ رِقَابَكُمْ مِنَ النَّارِ بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ قَالَ ع بِنَا تُفَكُّ الرِّقَابُ وَ بِمَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْمُطْعِمُونَ فِي يَوْمِ الْجُوعِ وَ هُوَ الْمَسْغَبَةُ
 وَ تَواصَوْا أي أوصى بعضهم بعضا بِالصَّبْرِ على طاعة الله بِالْمَرْحَمَةِ أي بالرحمة على عباده أو بموجبات رحمة الله أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ أي اليمين أو اليمن وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قيل أي بما نصبناه دليلا على الحق من كتاب و حجة أو بالقرآن هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ أي الشمال أو الشؤم عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أي مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته و أغلقته و قال علي بن إبراهيم أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ أصحاب أمير المؤمنين ع وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قال الذين خالفوا أمير المؤمنين ع هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ قال المشأمة أعداء آل محمد ع نارٌ مُؤْصَدَةٌ قال أي مطبقة
1-  كا، [الكافي‌] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا صِدْقَ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ وَ وَفَاءً بِالْعَهْدِ وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ وَ رَحْمَةَ الضُّعَفَاءِ وَ قِلَّةَ الْمُرَاقَبَةِ لِلنِّسَاءِ أَوْ قَالَ قِلَّةَ الْمُؤَاتَاةِ لِلنِّسَاءِ وَ بَذْلَ الْمَعْرُوفِ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ سَعَةَ الْخُلُقِ وَ اتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَ مَا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ زُلْفَى طُوبَى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ وَ طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ص وَ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا لَا يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَتَاهُ بِهِ ذَلِكَ وَ لَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ مِنْهُ وَ لَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرِماً أَلَا فَفِي هَذَا فَارْغَبُوا إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ افْتَرَشَ وَجْهَهُ وَ سَجَدَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ يُنَاجِي الَّذِي‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 365

خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ أَلَا فَهَكَذَا كُونُوا
 بيان أن لأهل الدين أي الذين اختاروا دين الإيمان و عملوا بشرائطه و لوازمه و قلة المراقبة للنساء أي الميل إليهن و الاعتماد عليهن أو الاهتمام بشأنهن و الخوف من مخالفتهن و قيل النظر إليهن و إلى أدبارهن و هو بعيد أو قال أي الصادق ع و الترديد من أبي بصير و المؤاتاة الموافقة و المطاوعة و في المصباح رقبته أرقبه من باب قتل حفظته فأنا رقيب و رقبته و ترقبته و ارتقبته انتظرته فأنا رقيب أيضا و راقبت الله خفت عذابه و قال آتيته على الأمر بمعنى وافقته و في لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واوا فيقال واتيته على الأمر مواتاة و هي المشهور على ألسنة الناس و في النهاية في الحديث خير النساء المؤاتية لزوجها المواتاة حسن المطاوعة و الموافقة و أصله الهمز فخفف و كثر حتى صار يقال بالواو الخالصة و ليس بالوجه. و بذل المعروف أي الخير و هو الإحسان بالفضل من المال إلى الغير و الظاهر أن المراد هنا المال و إن كان المعروف بحسب اللغة أعم و حسن الخلق و سعة الخلق الظاهر أن الخلق بالضم في الموضعين و المراد أن حسن خلقه عام وسع كل أحد في جميع الأحوال فإن بعض الناس مع حسن الخلق قد يقع منهم الطيش العظيم كما يقال نعوذ بالله من غضب الحليم و ربما يقرأ الأول بالفتح فإن الظاهر عنوان الباطن لكن هذا ليس كليا فإن حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين كما قال عز و جل في وصف المنافقين وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ و قيل المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة فإنه من علامات أهل الدين و اتباع العلم أي العمل به و قيل أي عدم اتباع الظن. و ما يقربهم إلى الله زلفى أي قربة مفعول مطلق من غير لفظ الفعل قال الجوهري الزلفة و الزلفى القربة و المنزلة و منه قوله تعالى وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 366
أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى‌ و هي اسم المصدر كأنه قال بالتي تقربكم عندنا ازدلافا. طوبى لهم و حسن مآب إشارة إلى قوله سبحانه الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى‌ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و قال البيضاوي طوبى فعلى من الطيب قلبت ياؤه واوا لضمة ما قبلها و يجوز فيه الرفع و النصب و لذلك قرئ و حسن مآب بالنصب أي حسن مرجع و هو الجنة و قال في النهاية طوبى اسم الجنة و قيل هي شجرة فيها و أصلها فعلى من الطيب فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا و قد تكررت في الحديث و فيه طوبى للشام لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها المراد بها هاهنا فعلى من الطيب لا الجنة و لا الشجرة. و قال الراغب في الآية قيل هو اسم شجرة في الجنة و قيل بل إشارة إلى كل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناء و عز بلا ذل و غنى بلا فقر و طوبى شجرة هذا من كلام الصادق ع أو من كلام أمير المؤمنين ع و ليس من مؤمن كأنه مثال شجرة ولاية أمير المؤمنين تشعبت في صدور المؤمنين إلا أتاه به ذلك أي يتدلى و يقربه منه ليأخذه و قيل أي ينبت منه مجدا أي مسرعا صاحب جد و اهتمام في ظلها أي ما يحاذي أغصانها فإنه لا ظل في الجنة. قال في النهاية و قد يكنى بالظل عن الكنف و الناحية و منه الحديث أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام أي في ذراها و ناحيتها انتهى و قد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها و في أخرى يسير الراكب في ظلها مائة سنة قال عياض ظلها كنفها و هو ما تستره أغصانها و قد يكون ظلها نعيمها و راحتها من قولهم عيش ظليل و احتيج إلى تأويل الظل بما ذكر هربا عن الظل في العرف لأنه ما يقي حر الشمس و لا شمس

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 367
 في الجنة و لا برد و إنما نور يتلألأ انتهى. و قال المازري المضمر بفتح الضاد و شد الميم و رواه بعضهم بكسر الميم الثانية صفة للراكب المضمر فرسه. حتى يسقط هرما إنما خص الغراب بالذكر لأنه أطول الطيور عمرا ففي هذا فارغبوا الفاء الثانية تأكيد للفاء الأولى من نفسه في شغل من بكسر الميم و قد يقرأ بالفتح اسم موصول أي مشغول بإصلاح نفسه لا يلتفت إلى عيوب غيره و لا إلى التعرض لضررهم و لذا الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل في مجمع البيان فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ أي أظلم و ستر بظلامه كل ضياء و قال جن عليه الليل و جنه الليل و أجنه الليل إذا أظل حتى يستره بظلمته انتهى. و المكارم جمع مكرمة أي أعضاؤه الكريمة الشريفة كالوجه و الجبهة و الخدين و اليدين و الركبتين و الإبهامين في فكاك في للتعليل
2-  كا، [الكافي‌] عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ فَقَالَ وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ وَ سَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَاةٍ وَ تَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا
 بيان وقار بلا مهابة الوقار الرزانة و المهابة أن يخاف الناس من سطوته و ظلمه و قيل أي من غير تكبر و في القاموس الهيبة المخافة و التقية كالمهابة و قال سمح ككرم سماحا و سماحة و سماحا ككتاب جاد بلا طلب مكافاة من عوض أو ثناء و شكر و أصله مهموز و قد يقلب ألفا بغير متاع الدنيا من ذكر الله و ما يقرب العبد إليه تعالى
3-  الشِّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعِلْمُ خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ وَ الْحِلْمُ وَزِيرُهُ وَ الْعَقْلُ دَلِيلُهُ وَ الْعَمَلُ قَائِدُهُ وَ الرِّفْقُ وَالِدُهُ وَ الْبِرُّ أَخُوهُ وَ الصَّبْرُ

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 368
أَمِيرُ جُنُودِهِ

4-  لي، [الأمالي للصدوق‌] أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الصَّادِقِ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَى النَّاسِ وَ ارْضَ بِقِسْمِ اللَّهِ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَ كُفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ أَوْرَعَ النَّاسِ وَ أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَ أَحْسِنْ مُصَاحَبَةَ مَنْ صَاحَبَكَ تَكُنْ مُسْلِماً
 جا، [المجالس للمفيد] ما، [الأمالي للشيخ الطوسي‌] المفيد عن المظفر بن محمد البلخي عن محمد بن همام عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن عبيد بن حنان عن الربيع بن سلمان عن السكوني مثله
5-  مع، [معاني الأخبار] ل، [الخصال‌] لي، [الأمالي للصدوق‌] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَصَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الزِّيَادَةِ مِنْهَا فَذَكَرَهَا عَشَرَةً الْيَقِينَ وَ الْقَنَاعَةَ وَ الصَّبْرَ وَ الشُّكْرَ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ السَّخَاءَ وَ الْغَيْرَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْمُرُوءَةَ
6-  مع، [معاني الأخبار] لي، [الأمالي للصدوق‌] أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَقَالَ الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَ صِلَةُ مَنْ قَطَعَكَ وَ إِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ وَ قَوْلُ الْحَقِّ وَ لَوْ عَلَى نَفْسِكَ

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 369
7-  لي، [الأمالي للصدوق‌] ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ النَّهْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ قَالَ وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ وَ سَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَاةٍ وَ تَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا
 ل، [الخصال‌] العطار عن سعد عن النهدي مثله محص، [التمحيص‌] عن الحلبي عن أبي عبد الله ع مثله ضا، [فقه الرضا عليه السلام‌] أروي عن العالم ع و ذكر مثله
8-  لي، [الأمالي للصدوق‌] ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّ بِالْعَيْشِ الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَ الْغِنَى وَ الْقَنَاعَةُ وَ الْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ
9-  مع، [معاني الأخبار] لي، [الأمالي للصدوق‌] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا يَسْكُنُهَا مِنْ أُمَّتِي مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ أَفْشَى السَّلَامَ وَ صَلَّى بِاللَّيْلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ يُطِيقُ هَذَا مِنْ أُمَّتِكَ فَقَالَ يَا عَلِيُّ أَ وَ مَا تَدْرِي مَا إِطَابَةُ الْكَلَامِ مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَ أَمْسَى سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى عِيَالِهِ وَ أَمَّا الصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَ النَّاسُ نِيَامٌ فَمَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي الْمَسْجِدِ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 370
وَ إِفْشَاءُ السَّلَامِ أَنْ لَا يَبْخَلَ بِالسَّلَامِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
10-  لي، [الأمالي للصدوق‌] أَبِي عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ هُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ رَجُلٌ لَمْ يَدْعُهُ قُدْرَتُهُ فِي حَالِ غَضَبِهِ إِلَى أَنْ يَحِيفَ عَلَى مَنْ تَحْتَ يَدَيْهِ وَ رَجُلٌ مَشَى بَيْنَ اثْنَيْنِ فَلَمْ يَمِلْ مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ بِشَعِيرَةٍ وَ رَجُلٌ قَالَ الْحَقَّ فِيمَا عَلَيْهِ وَ لَهُ
11-  لي، [الأمالي للصدوق‌] مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ عَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّهَا وَ إِيَّاكُمْ وَ مَذَامَّ الْأَفْعَالِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُهَا وَ عَلَيْكُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فَإِنَّ دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ عَلَى عَدَدِ آيَاتِ الْقُرْآنِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَ ارْقَ فَكُلَّمَا قَرَأَ آيَةً رَقِيَ دَرَجَةً وَ عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَ عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْجِوَارِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِذَلِكَ وَ عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ فَإِنَّهَا مَطْهَرَةٌ وَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَ عَلَيْكُمْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ فَأَدُّوهَا وَ عَلَيْكُمْ بِمَحَارِمِ اللَّهِ فَاجْتَنِبُوهَا
12-  لي، [الأمالي للصدوق‌] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي رَحْمَتِهِ وَ يُسْكِنَهُ جَنَّتَهُ فَلْيُحْسِنْ خُلُقَهُ وَ لْيُعْطِ النَّصَفَةَ مِنْ نَفْسِهِ وَ لْيَرْحَمِ الْيَتِيمَ وَ لْيُعِنِ الضَّعِيفَ وَ لْيَتَوَاضَعْ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُ
 ما، [الأمالي للشيخ الطوسي‌] الغضائري عن الصدوق مثله
13-  ل، [الخصال‌] أَبِي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ إِلَى‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 371

أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً ع يَا عَلِيُّ أَنْهَاكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ عِظَامٍ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الْكَذِبِ يَا عَلِيُّ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنْصَافُكَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِكْرُكَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ فَرَحَاتٌ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لُقِيُّ الْإِخْوَانِ وَ الْإِفْطَارُ مِنَ الصِّيَامِ وَ التَّهَجُّدُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَا عَلِيُّ ثَلَاثَةٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ لَمْ يَقُمْ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ وَ حِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ يَا عَلِيُّ ثَلَاثٌ مِنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ الْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ وَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ بَذْلُ الْعِلْمِ لِلْمُتَعَلِّمِ يَا عَلِيُّ ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وَ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَ تَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ
14-  ل، [الخصال‌] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ فِي نُورِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مَنْ كَانَتْ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَيْراً قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ خَطِيئَةً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ
 سن، [المحاسن‌] أبي عن يونس عن عمرو بن جميع مثله ثو، [ثواب الأعمال‌] أبي عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد الله بن علي عن علي بن علي اللهبي عن الصادق‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 372
عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم مثله
15-  ل، [الخصال‌] ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ الْعِبَادِ أَقَلُّ مِنْ خَمْسٍ الْيَقِينِ وَ الْقُنُوعِ وَ الصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ وَ الَّذِي يَكْمُلُ لَهُ بِهِ هَذَا كُلُّهُ الْعَقْلُ
16-  لي، [الأمالي للصدوق‌] ل، [الخصال‌] الطَّالَقَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص تُقْبِلُوا إِلَيَّ بِسِتِّ خِصَالٍ أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا وَ إِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا وَ إِذَا ائْتُمِنْتُمْ فَلَا تَخُونُوا وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَلْسِنَتَكُمْ
17-  ل، [الخصال‌] أَبِي عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْمَكَارِمُ عَشْرٌ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ فَلْتَكُنْ فَإِنَّهَا تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَ تَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَ لَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ وَ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَ لَا تَكُونُ فِي الْحُرِّ قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا [ابْنَ‌] رَسُولِ اللَّهِ قَالَ صِدْقُ الْبَأْسِ وَ صِدْقُ اللِّسَانِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ إِقْرَاءُ الضَّيْفِ وَ إِطْعَامُ السَّائِلِ وَ الْمُكَافَاةُ عَلَى الصَّنَائِعِ وَ التَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَ التَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ وَ رَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ جا، [المجالس للمفيد] ما، [الأمالي للشيخ الطوسي‌] الْمُفِيدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ النَّهْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ مِثْلَهُ
18-  مع، [معاني الأخبار] أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَكَارِمِ‌

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 373

الْأَخْلَاقِ الصَّفْحُ عَنِ النَّاسِ وَ مُوَاسَاةُ الرَّجُلِ أَخَاهُ فِي مَالِهِ وَ ذِكْرُ اللَّهِ كَثِيراً

                         بحارالأنوار ج : 66 ص : 373

 


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القضية الفلسطينية في كلمات الإمام الخميني ( قدس ...
لا توفيق مع الغشّ
تحرير المدينة المنورة والحجاز
من شهد واقعة الطف
آداب المعلّم والمتعلّم في درسهما
الألفاظ الدخيلة والمولَّدة
الحجّ في نهج البلاغة -4
مكانة الشهيد
المجالس والبعد السياسي
المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ...

 
user comment