عربي
Thursday 2nd of May 2024
0
نفر 0

وجاء في روايات أخرى بعض الإضافات، منها أنه يقول:

وجاء في روايات أخرى بعض الإضافات، منها أنه يقول:

(يا أيها الناس: إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس، وإنا أهل بيت نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم   ونحن أولى الناس بمحمد، فأنا بقية من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد.

ألا ومن حاجني من سنة رسول الله، فأنا أولى الناس بسنة رسول الله. فيجمع الله عليه أصحابه، ثلاثمائة وثلاثة عشر، ويجمعهم على غير ميعاد. فيبايعونه بين الركن والمقام. ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قد توارثته الأبناء عن الآباء). (البحار:52/238).

وتذكر بعض الروايات أن رجلاً من أصحابه عليه السلام  يقف أولاً في المسجد الحرام فيعرفه الناس، ويدعوهم إلى الإستماع إليه وإجابته، ثم يقف هو عليه السلام   ويلقي خطبته، فعن الإمام زين العابدين عليه السلام  قال: ( فيقوم رجل منه فينادي: يا أيها الناس، هذا طلبتكم قد جاء كم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال فيقومون فيقوم هو بنفسه فيقول: أيها الناس، أنا فلان بن فلان ابن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله، فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم ثلاث مئة ونيف فيمنعونه). ( البحار:52/306).

ومعنى رجل منه: أي من نسبه. ومعنى فيقومون: فيقفون ليروا المهدي عليه السلام  الذي يهلج الناس بذكره وينتظرونه.ويحتمل أن يكون معناه فيقفون ويأخذون بالإنصراف خوفاً من السلطة. والذين يقومون إليه ليقتلوه لابد أنهم من سلطة الحجاز. والرواية بدقتها تصور حالة المسلمين في التشوق إلى الإمام المهدي عليه السلام وطلبهم له وبحثهم عنه، وخوفهم من الإرهاب والبطش في نفس الوقت.

وينبغي الإلفات إلى أنه من المستبعد أن يكفي أصحابه الخاصون عليه السلام   لتحرير الحرم ومكة في مثل ذلك الجو الشديد الذي تذكره الأحاديث الشريفة، والذي يكفي أن نعرف منه حادثة قتل النفس الزكية قبل الظهور بأسبوعين بنحو وحشي لمجرد أنه قال أنا رسول المهدي وبلغهم عنه كلمات لذلك لابد أن يكون الإمام المهدي عليه السلام  مضافاً إلى ما أعطاه الله تعالى من أسباب غيبية، قد أعد العدة بالأسباب الطبيعية لكي يتمكن من إلقاء خطبته كاملة، ثم ليسيطر أصحابه على الحرم الشريف ثم على مكة، وذلك بواسطة المئات أو الألوف من أنصاره اليمانيين والإيرانيين والحجازيين، بل من المكيين أنفسهم الذين ذكرت الروايات أنه يبايعه عدد منهم.

فهؤلاء هم القوة البشرية والعسكرية الذين يقومون بالأعمال والمهام المتعددة الضرورية لإنجاح حركته المقدسة، والإمساك بزمام الأمر في مكة وتحويل التيار الشعبي المؤيد له إلى حالة حركة متكاملة.

ويكون دور أصحابه الخاصين الثلاث مئة وثلاثة عشر دور القادة والموجهين لفعاليات الأنصار.

ولا يعني ذلك أن حركة ظهوره عليه السلام  تكون حركة دموية، فإن الروايات لا تذكر حدوث أي معركة أو قتل في المسجد الحرام، ولا في مكة.

وقد كنت سمعت من بعض العلماء أن أصحاب المهدي عليه السلام  يقتلون إمام المسجد الحرام في تلك الليلة، لكني لم أجد رواية فيه، وغاية ما وجدته ما نقله صاحب الزام الناصب(ره) في:2/166، نقلاً عن بعض العلماء قال: ( وفي اليوم العاشر من المحرم يخرج الحجة، يدخل المسجد الحرام يسوق أمامه عنيزات ثمان عجاف (ثماني عجافاً)  ويقتل خطيبهم، فإذا قتل الخطيب غاب عن الناس في الكعبة، فإذا جنة الليل ليلة السبت صعد سطح الكعبة ونادى أصحابه الثلاثة مائة وثلاثة عشر، فيجتمعون عنده من مشرق الأرض ومغربها، فيصبح يوم السبت ويدعو الناس إلى بيعته).

ولكن هذا النص ليس رواية، مضافاً إلى ضعف متنه كما أشرنا.

لهذا، فإن المرجح أن حركة ظهوره عليه السلام  تكون حركة بيضاء لاتسفك فيها دماء، بسبب الإمداد الغيبي وإلقاء الرعب في قلوب أعدائه، وبسبب التيار الشعبي الباحث عنه والمتشوق لظهوره. ثم بسبب الخطة المتقنة للسيطرة على الحرم وعلى مراكز السلطة والمواقع الهامة في مكة بدون سفك دماء.

ولا يبعد أن يكون ذلك مقصوداً بعناية منه عليه السلام، لكي يحفظ حرمة المسجد الحرام ومكة المكرمة وقدسيتها.

في تلك الليلة المباركة تتنفس مكة الصعداء، وترف عليها راية الإمام المهدي الموعود عليه السلام وتشع منها أنواره.

بينما يبذل الأعداء وإعلامهم العالمي جهدهم لكي يعتموا على نجاح حركته المقدسة، أو يصوروها إذا تسرب خبرها بأنها حركة واحد من المتطرفين المدعين للمهدية، الذي سبق أن قضي على عدد منهم في مكة وغيرها.

وينشطون في تحريك عناصرهم داخل مكة، لجمع المعلومات عن قائد الحركة وقواته، واكتشاف نقاط الضعف المناسبة، وتقديمها إلى قوات السفياني، التي يصدر إليها الأمر بالتحرك إلى مكة بأسرع وقت ممكن.

وفي اليوم التالي لظهور عليه السلام  يوم عاشوراء، ويكون يوم سبت كما تذكر بعض الروايات، يدخل الإمام المهدي عليه السلام  المسجد الحرام ليؤكد عالمية حركته ويخاطب شعوب المسلمين كلها وشعوب العالم بلغاتها، ويطلب منهم النصرة على الكافرين والظالمين.

فعن الإمام الباقر عليه السلام  قال: (يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء، اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام  ). (البحار:52/285).

وقد تقدمت الرواية بأنه يخرج يوم الجمعة بعد صلاة العشاء، ووجه الجمع بينهما ما رجحناه من أن ظهوره عليه السلام  يكون على مرحلتين، وأن سيطرته على الحرم ومكة ليلة العاشر من محرم تكون مقدمة لإعلان ظهوره للعالم يوم السبت يوم عاشوراء.

ولابد أن يكون لذلك وقع على دول العالم، ودوي كبير في الشعوب الإسلامية، خاصة عندما يخبرهم عليه السلام  بأن المعجزة الموعودة على لسان جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم سوف تقع ويخسف بالجيش السوري السفياني الذي يتوجه إلى مكة للقضاء على حركته.

والروايات عن مدة بقائه في مكة وأعماله فيها قليلة، تقول إحداها: (فيقيم في مكة ما شاء الله أن يقيم)  (البحار:52/334)، وتذكر أخرى أنه يقيم الحد على سراق الكعبة الشريفة، وقد يكون المقصود بهم حكام الحجاز قبله، ولا بد أن يكون من أعماله عليه السلام مخاطباته للشعوب الإسلامية، وإعلان خطه السياسي العالمي.

وتذكر الروايات أنه يخرج من مكة إلا بعد أن تحصل معجزة الخسف بجيش السفياني، ولكن هذا الجيش على ما يبدو سرعان ما يتوجه إلى مكة بعد إعلان الإمام حركته، لكي يقضون عليها، فيخسف الله بهم قبل أن يصلوا إلى مكة.

نعم تذكر الروايات ردة الفعل الشديدة عند أئمة الكفر الغربيين والشرقيين على نجاح حركته عليه السلام، وأن ذلك سوف يغيظهم كثيراً ويفقدهم أعصابهم!!

فعن الإمام الصادق عليه السلام  قال: ( إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب. قلت له: مم ذلك؟ قال: مما يلقون من بني هاشم)  (البحار:52/363)،

وفي رواية:(مما يلقونه من أهل بيته قبله)، وهذا يشير الى الحركة الممهدة قبله عليه السلام  وأنه يقودها في الغالب سادات من بني هاشم، وأن الكفر العالمي يلاقي منها ومن تيارها الإسلامي متاعب كثيرة.

ثم يتوجه الإمام المهدي عليه السلام  من مكة إلى المدينة بجيشه المؤلف من عشرة آلاف أو بضعة عشر ألفاً كما تذكر الروايات، بعد أن يعين والياً على مكة.

فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يبايع القائم بمكة على كتاب الله وسنة رسوله. ويستعمل على مكة، ثم يسير نحو المدينة، فيبلغه أن عامله قتل. فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك)  (البحار:52/308).

وعن الإمام الصادق عليه السلام  قال: ( يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة (أي أهل مكة)  فيطيعونه، ويستخلف عليهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة، فإذا سار منها وثبوا عليه فيرجع إليهم، فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم، يبكون ويتضرعون ويقولون: يا مهدي آل محمد التوبة التوبة! فيعظهم وينذرهم ويحذرهم، ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير). (البحار:53/11)، وهذه الرواية لا تشير إلى وجود حركة مقاتلة في وجهه في مكة، وقد يكون المقصود بأنه يقتل مقاتلتهم في الرواية الأولى الأفراد الذين قتلوا واليه على مكة.

وفي طريقه إلى المدينة، يمر على مكان الخسف بجيش السفياني كما تذكر رواية تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه السلام: (فإذا خرج رجل منهم (من آل محمد) معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  عامداً إلى المدينة، فيقول هذا مكان القوم الدين خسف الله بهم، وهي الآية التي قال الله عز وجل: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ. أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ). انتهى.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

لغة الحكومة المصرية في دواوينها
عبدالله بن سبأ
لماذا لم يستلم مسلم بن عقيل الكوفة
نقش الخواتيم لدى الأئمة (عليهم السلام)
عصر ظهور المذاهب الاسلامية
خلاصة تاريخ اليهود
اذا اردنا ان نرتفع بمستوى دراستنا الى مصاف ...
مناظرة الإمام الرضا(ع) مع سليمان المروزي في ...
المذهب الحنبلي
ابراهيم بن محمد، ابن الرسول محمد بن عبد الله صلى ...

 
user comment