عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

المحور الرابع: قواعد التمهيد في فكر الثورة الإسلامية في ايران

من ضمن علامات التمهيد الموجودة في الدولة الإسلامية الإيرانية، هو الاستعداد للعدو الصهيوني والقوی الاستكبارية، وذلك من خلال التقدم العلمي الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء، أي القدرة الاقتصادية، هذا بالإضافة للقدرة الإستراتيجية، أي أن الدولة التي قادها رجال الدين، كانت وما زالت حافزا علی التقدم العلمي والنهضة المبشرة، هذا طبعا بالإضافة إلی الاستقرار والعدل السائدين، وكذلك النهج الثوري، وذلك هو ما يشكل الخطر الأكبر علی الكيان الصهيوني
المحور الرابع: قواعد التمهيد في فكر الثورة الإسلامية في ايران

من ضمن علامات التمهيد الموجودة في الدولة الإسلامية الإيرانية، هو الاستعداد للعدو الصهيوني والقوی الاستكبارية، وذلك من خلال التقدم العلمي الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء، أي القدرة الاقتصادية، هذا بالإضافة للقدرة الإستراتيجية، أي أن الدولة التي قادها رجال الدين، كانت وما زالت حافزا علی التقدم العلمي والنهضة المبشرة، هذا طبعا بالإضافة إلی الاستقرار والعدل السائدين، وكذلك النهج الثوري، وذلك هو ما يشكل الخطر الأكبر علی الكيان الصهيوني.

إن مصدر التهديد الإيراني علی الكيان الصهيوني – كما يراه قادة الكيان الصهيوني – لا يعود في حقيقة الأمر إلی التسلح النووي الإيراني الراهن في حد ذاته، بل يعود إلی اجتماع عدة عناصر أخری، تراها إسرائيل في غاية الأهمية، وهي:

- القاعدة الثورية

- القدرة الاقتصادية

- القدرة العلمية

1. القاعدة الثورية

إن أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني والقوی الوالية له، هي تلك العقيدة الثورية لدولة التمهيد، وهي العقيدة التي تمثلها الجمهورية الإسلامية بصورة فريدة، حيث ما زالت العقيدة الثورية تمثل الخط الأساس الذي يوجه حركة الجمهورية الإسلامية، وهي عقيدة الانتظار الثوري أيضا، حيث إن العقيدة الثورية في الثورة الإسلامية تشكل رافدا مهما من روافد التصدي للمشروع الأمريكي، أي تشهد حالة من التمهيد الثوري ضد الظلم انتظارا للموعود، وتمثل الحالة الإيرانية تمازج بين الانتظار والثورة، والتمهيد والبعث في آن واحد، ويبدو للوهلة الأولی أنه هناك ثمة تنافر بين مفهومي الثورة والانتظار علی المستوی اللغة والفعل، فالثورة تعني الحركة والاندفاع والتفاعل الشديد بين الموجودات، مما سيسمح بظهور نتائج آنية سريعة، وأخری تحتل مساحات زمنية تتباعد أو تتقارب، حسب قوة الاندفاع الخارجي لمادة الحدث، فالثورة في مفهوم البعض بركان يلقي بمادته للخارج باندفاعات غير مترابطة وقد تبدو عشوائية.

والانتظار بالمقابل مفهوم عام يوحي بالارتخاء والكسل، وقد يكون مبعثا للملل، وسيظن البعض أن نتائج الانتظار غير مجدية، لأنها غير معلومة للأفكار، وغير مدركة بالأبصار، هذا التصور الخارجي لمفهومي الثورة والانتظار يمثل الكثير من القصور الإدراكي لهذين المفهومين لأنه يطرح فكر سلبي محدد يغلب عليه الاتجاه المادي، فعندما يتم تفسير الثورة وفق الأطر المادية ستكون هذه الثورة محدودة الإمكانات والنتائج، بل إنها ستفقد أية قيمة مستقبلية، لأنها ستركز في مساحة الزمن الآني، وهي بالتالي ستصبك كرصاصة انطلقت في الفراغ دون هدف، وبالتالي يمكن أن تقتل بريئا، في حين أن الثورة ذات الأصول الرسالية، تتوخی تحقيق غايات عادلة باعتبارها تقيم علاقة مع المستقبل والآتي، فالآني بالنسبة لها كالجذر الأولی للنبتة وهي تتطلع نحو الثمار بشكل دائم لتحقق الاستمرارية في الوجود.

إن الانتظار كمفهوم يحقق الغايات الرسالية عبر رؤيا مستقبلية تعني عدم الستسلام للواقع الآني والخضوع له، فالانتظار في الفكر الإسلامي هو الاستعداد الدائم لمواجهة الحدث، باعتبار أن الإنسان جزء أصيل ومؤسس لحركة التاريخ، فالإسلام ينفي عن الانتظار الفكرة الطوباوية أو المثالية المجردة، كما إنه ليس هروبا من ظلم الواقع الحالي، فهو ليس حلم أو فكرة استقرت في ذهن المظلومين عبر تراكمات حركة التاريخ، بل حقيقة تستند إلی مرجعية إلهية، فمرجعية الانتظار هو وجود زمن آتي تتحقق فيه الغايات، وقد تمر أجيال عديدة دون أن تشهد هذا الزمن، لكن ذلك لا يعني انتفاء وجوده أو عدم حدوثه في المستقبل.

إن الانتظار انتظار للثأر كما هو انتظار لتحقيق الغايات الإلهية، انتظار للدولة الإلهية التيت لم تتحقق حتی في ظل الإسلام الرسالية الأول، فقيمة الفكر الإسلامي بشكله النهائي تتحقق في المستقبل، باعتبار أن الفكر الإسلامي فكر مستقبلي، وهو الفكر الخاتم، فلا مستقبل خارج الإسلام، ومن خلال هذا الطرح نجد أن الاستعداد الثوري في الحالة الإيرانية يؤكد أنها دولة تمهيد، خاصة إذا علمنا أن من ضمن أعمال القائم عليه السلام مقارعة الصهيونية الظالمة، وهو ما يخشاه زعماء الصهيونية والاستكبار العالمي ومعهما بعض النظم الموالية لهم في دول المنطقة.

2. القدرة الاقتصادية

بالإضافة إلی مصدر الخطر الثوري الذي تمثل الجمهورية الإسلامية علی قوی الشر الصهيونية العالمية ومعها الاستكبار العالمي، هناك مصدر خطر آخر لإسرائيل، وهي القوة الاقتصادية الإيرانية، وما توصلت إليه من اكتفاء ذاتي حقق لها استقلال سياسي غير مسبوق في تاريخها أو تاريخ دول العالم، ذلك أن إيران لديها من الموارد الاقتصادية الكبيرة والمتنوعة: النفط، الفحم، الغاز الطبيعي، خام الحديد، الرصاص، النحاس، المنجنيز، الزنك، الكبريت، وبالتالي، فإيران تجد الكثير من مصادر القوة، لتعبر عن نفسها من خلالها.

فهناك القدرة المالية العالية بوصفها عاملا اقتصاديا قويا ناشئا، ليس ذلك فحسب، فإيران تقبع فوق احتياطات نفطية ضخمة، ناهيك عن ارتفاع أسعار النفط الهائلة رغم عودة انخفاضها، وهو أمر يتيح لإيران إمكان توظيف تلك العائدات والإمكانات الاقتصادية الضخمة لبناء قوة عسكرية جبارة، وتمويل جماعات المقاومة ضد المشروع الصهيوني. وبالتالي تصبح تلك الأموال معززة للايدولوجيا الثورية، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية تكتفي ذاتيا، رغم الحصار الشديد المستمر منذ نجاح الثورة وحتی اليوم، وبالتالي تزيد من حدتها وعنفوانها، وبالتالي استخدامها ضد الكيان الصهيوني.

3. القدرة الإستراتيجية العلمية

منذ الثورة قامت إيران الثورية بالسعي نحو التقدم العلمي، والاكتفاء الذاتي علميا وتكنولوجيا، وهو اعتبره سماحة آية الله السيد علي الخامنئي أبرز معالم اقتدار إيران الإسلامية، حيث قال: إن اليوم الذي يشهد فيه الشعب الإيراني إغلاق آبار النفط سيكون يوما سعيدا، وأعرب سماحته عن أمله بأن تبلغ الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرحلة من التطور يجعلها تستغني عن عائدات النفط من خلال الحصول علی الثروة عبر التطور العلمي. واعتبر آية الله الخامنئي الحصول علی العلم إحدی الوسائل التي يمكن من خلالها بلوغ مرحلة الاقتدار الوطني، مؤكدا أن تقدم العلم والتقنية يعتبر اليوم من أهم العوامل الأساسية لقوة إيران.

وتطرق آية الله الخامنئي إلی الحركة العلمية والنهضة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال إنتاج العلوم، وقال: إن شعبنا حقق تقدما كبيرا للغاية، إلا أن عليه عدم القناعة بما هو عليه الآن.

وشدد علی إن كل هذه الانجازات العظيمة التي حققتها إيران الإسلامية، إنما تعود إلی الإفادة من الطاقات الداخلية، ودون الحصول علی مساعدة أجنبية، وأضاف قائلا: إن الشبان الأذكياء الستطاعوا إلی جانب مظلوميتهم ووحدتهم إرواء شجرة العلم، عبر الاتكاء علی الذات والقيم الوطنية.

علامات دولة التمهيد في الجمهورية الإسلامية

بعد أن ذكرنا الأدلة العلمية عن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل دولة التمهيد للإمام الغائب سلام الله عليه، نورد هنا بعض الأدلة الدينية المستقاة من علم النبي الأعظم وأهل بيته عليهم السلام، وهي كما أوردها الشيخ علي الكوراني، ولكننا نقصر الحديث علی دلالات تخص الجمهورية الإسلامية في علامات الساعة، لأن مساحة الدراسة لا تتسع بأكثر منها، فنقول: إن من العلامات الكبری ما يتفق  مع الأحداث التي تمر بها الجمهورية الإسلامية، ومنها ما يلي:

1. اجتماع اليهود في أرض فلسطين

من يراقب الأحداث السياسية، يجد أن اليهود فزعين مما تقوم به الجمهورية الإسلامية، وكما قلنا في هذا البحث إن الفزع الصهيوني ناتج عن التقدم العلمي والروحي العرفاني، والمسلمون متيقنون من أن حربا ضروسا سوف يخوضونها ضد الصهيونية، ويكون القائم المهدي هو القائد، ودولة التمهيد تساعد علی سرعة الظهور، وهو ما نراه جليا في الأحداث المتتالية، وفي الإطار الديني نجد مصاديق ذلك، يقول الله تعالی: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً}.

ويقول أيضا: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ  فِي الْكِتَـبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْس شَدِيد فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ  أَكْثَرَ نَفِيراً، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}.

وتشير الآيات إلی أن وقت ظهور الإمام يكون فيه اليهود مجتمعين ومسيطرين علی المسجد الأقصی، لأن عملية الدخول سوف تكون بالقوة، إلی المسجد دخول الفاتحين.

أن قبل الظهور مباشرة توجه ضربات للصهانية في فلسطين "ليسوؤوا وجوهكم" أي أن هناك ضربات مؤلمة ومذلة سوف يتعرض لها الإسرائيليون قبل الظهور من قبل العمليات الناجحة للمقاومة في لبنان وفلسطين.

ومن المعروف في الروايات الإسلامية والمتفق عليها عند الطرفين أن المسلمين سينتصرون في المعركة الأخيرة، وسيكونون بقيادة المهدي (عج).

إذاً هناك أربع إشارات تشير إليها الآيات:

1. اجتماع اليهود في فلسطين المحتلة "جئنا بكم لفيفا" وقد تحققت.

2. احتلالهم للمسجد الأقصی والقدس "وليدخلوا المسجد" وقد تحققت.

3. "وليسوؤوا وجوهكم" ضربات موجهة من المقاومة قبل التحرير وقد تمت هذه الضربات وهي مستمرة حتی الآن.

4. قيادة الإمام المهدي للمسلمين في هذه الحرب... وهذا ما ينتظره الآن المسلمون: ظهور الإمام المهدي لقيادة الجيش الإسلامي.


source : abna
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
الى كل شيعي يامن اشتغلتم بالدنيا العجوز الفانية
الظهور المبارك والشرائط الموضوعية
دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
تساؤلات مهدوية
الشيعة والإمام المهدي عليه السلام
أحاديث.. في الإمام المهديّ 1
الحياة في عصرالامام المهدي عليه السلام
كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام ) في مسجد ...
اللقاء بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف

 
user comment