عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

المعالم الاجتماعية في حكومة الامام المهدي (عج) / التآلف والاتحاد وانتهاء الخلافات

..التآلف والاتحاد ورص الصفوف سر انتصار الاسلام واستمرار وجوده ودوره في قيادة البشرية، وقد أرسی رسول الله (ص) دعائم الوحدة وكذلك الامام علي (ع) وبقية ائمة أهل البيت (ع)، وستتحقق الوحدة الحقيقية في عهد حكومة الامام المهدي (عج) لتحقق الأسباب والعوامل المهيئة لها والواقعة في طريقها..
المعالم الاجتماعية في حكومة الامام المهدي (عج) / التآلف والاتحاد وانتهاء الخلافات

    ..التآلف والاتحاد ورص الصفوف سر انتصار الاسلام واستمرار وجوده ودوره في قيادة البشرية، وقد أرسی رسول الله (ص) دعائم الوحدة وكذلك الامام علي (ع) وبقية ائمة أهل البيت (ع)، وستتحقق الوحدة الحقيقية في عهد حكومة الامام المهدي (عج) لتحقق الأسباب والعوامل المهيئة لها والواقعة في طريقها..

التآلف والاتحاد ورص الصفوف من أهم مقومات البناء الحضاري للامة الاسلامية وهي ضرورة شرعية وعقلية اكدّ عليها القرآن الكريم والسنة الشريفة، وحكم بها العقل السليم، واثبت لنا التاريخ ضرورتها في تتبعه لسير الحضارات التي نمت وترعرعت وازدهرت بالتآلف والاتحاد ورص الصفوف، وتدهورت واضمحلت بالتدابر والاختلاف والتمزق.

والتآلف والاتحاد ورص الصفوف سر انتصار الاسلام واستمرار وجوده ودوره في قيادة البشرية، وقد أرسی رسول الله (ص) دعائم الوحدة وكذلك الامام علي (ع) وبقية ائمة أهل البيت (ع)، وستتحقق الوحدة الحقيقية في عهد حكومة الامام المهدي (عج) لتحقق الأسباب والعوامل المهيئة لها والواقعة في طريقها، وهذا هو الظاهر من الروايات الشريفة.

عن الامام علي (ع) قال: يا رسول الله المهدي منّا أئمة الهدی أم من غيرنا؟

قال: «بل منّا، بنا يختم الدين كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك».

وفي رواية اخری وردت اضافة علی ما تقدم: «... وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما اصبحوا بعد عداوةت الشرك اخواناً في دينهم».

وروي عن الامام الحسن (ع) انّه قال: «لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتی يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكمت بعضاً، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتی يشهد بعضكم بالكفر علی بعض» فقیل له: ما في ذلك خير، قال: «الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كلّه».

وفي ظل حكومة الامام المهدي (عج) وفي ظل امامته وقيادته تنتهي الخلافات الموروثة والمكتسبة، وتنتهي جميع مظاهر الصراع العقائدي والسياسي والاجتماعي؛ لانتهاء وانتفاء الأسباب والعوامل المهيئة له؛ حيث تتوحد الصفوف تحت قيادته، ويستسلم الجميع لا وامره ونواهيه وارشاداته وتوجيهاته، وهو (ع) سيوضح لهم جذور وعوامل وحقيقة الخلافات الموروثة من جيل إلی آخر، وستنكشف الحقائقت كما هي فلا يبقی مجال لأن يتمسك الفرد أو الكيان المعين بمتبنيات موروثة تخالف توضيحات الامام المهدي (عج).

وإذا كانت بوادر الاختلاف والفرقة والتمزق انطلقت بعد إقصاء الامام علي (ع) عن منصبه، أو بعد اجتماع السقيفة باختیار أبي بكر خليفة دون مشورة بني هاشم وعلی راسهم عليّ (ع)، فان الامام (ع) سيوضح الحقيقة التي اختلفت المسلمون فيها، وبهذا التوضيح سيكون المجتمع علی بينة من متبنياته وولاءاته؛ وسيكون علی رأي واحد وتوجه واحد وولاء واحد.

والامام (ع) سيحسم الخلافات الناجمة عن الاراء والولاءات المختلفة في مسألة الامامة، وكما قال الشهرستاني: (واعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة؛ إذ ماسلّت سيف في الاسلام علی قاعدة دينية مثل ما سلَّ علی الامامةت في كل زمان).

وإذا تدخلت السياسة سابقاً في إختلاق الأحاديث وتزوير الحقائق، فانّ تدخلها سيتضح بعد الظهور، وحينهات فلا لبس ولا خلط، وستنكشف الحقائق المتعلقة بالتراث الواسع من المناقب والفضائل لهذا أو ذاك، وفي التجريح والتعديل، وبالتالي سيتوحد الولاء للماضين من الأئمة والخلفاء.ومن جهة اخری سيتوحد الجميعت لوجود قيادة واحدة وهي قيادة الامام المهدي (عج)، فإذا كانوا مختلفين بسبب اختلاف مصادر التوجيه والارشاد ومصادر إصدار الأوامر والنواهي، فان هذه المصادر ستتوحد في الامام المهدي (عج) وتنطلق منه وحده بلا منازع ولا منافس.

إنتهاء اسباب الفرقة

من خلال متابعة الأحاديث الشريفة، ومن خلال النظرة الموضوعية للواقع يمكن تحديد أسباب الفرقة بجملة من النقاط، نذكرها اختصاراًت ونكتفي بذكر الأحاديث دون تعليقت في كثير من الأحيان.

أولاً: الأسباب الفكرية للفرقة

1. الاختلاف

قال رسول الله (ص): «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم».

وقال الامام علي (ع): «سبب الفرقة الاختلاف».

2. الجهل

قال الامام علي (ع): «لو سكت الجاهل ما اختلف الناس».

3. اتباع أصحاب البدع

قال الامام علي (ع): «انما بدءُ وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، ويتولّی عليها رجالت رجالاً علی غير دين الله».

4. اتّباع الشكوك والظنون والشبهات

قال الامام علي (ع): «واحذروا الشبهة فانها وضعت للفتنة».

وقال الامام علي بن الحسين (ع): «... فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن».

ثانياً: الأسباب النفسية للفرقة

1. حب الدنيا

قال الامام علي (ع): «إياكم وحب الدنيا فانّها رأس كل خطيئة وباب كل بلية وقرآن كلّ فتنة وداعي كل رزية».

وقال (ع): «حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن».

2. التعصب

قال الامام علي (ع): «... فالله الله في كبر الحميّة وفخر الجاهلية، فانه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان».

3. الأمراض النفسية

أ‌. خبث السرائر

قال الامام علي (ع): «إنما أنتم اخوان علی دين الله، ما فرّق بينكم إلّا خبث السرائر وسوء الضمائر؛ فلا توازرون ولا تناصحون ولا تباذلون ولا توادّون...».

ب‌. الهوی

قال الامام (ع): «الهوی مطية الفتن».

وقال (ع): «اياكم وتمكن الهوی منكم فانّ اولّه فتنة وآخرهت محنة».

ج. الحقد والبغض والجفاء

قال الامام علي (ع): «سبب الفتن الحقد».

وقال (ع): «لا تباغضوا فانها الحالقة».

وقال (ع): «إياك والجفاء فإنه يفسد الاخاءت ويمقت إلی الله والناس».

ثالثاً: الأسباب العملية للفرقة

1. الاستئثار

قال الامام علي (ع) «الاستئثار يوجب الحسد، والحسد يوجب البغضة، والبغضة توجب الاختلاف، والاختلاف يوجب الفرقة، والفرقة توجب الضعف، والضعف يوجب الذل، والذل يوجب زوال الدولة وذهاب النعمة».

2. تعداد الولاءات

قال الامام علي (ع): «ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة على ربهم، وجاحدوا الله على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، ومغالبة لآلائه، فإنهم قواعد اساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة...».

3. ضعف العلاقة بين الوالي والرعية

قال الامام علي (ع): «وإذا غلبت الرعية واليها، أو أجحف الوالي برعيته، اختلف هنالك الكلمة...».

4. المراء والخصوصة

قال رسول الله (ص): «ذروا المراء لقلة خيره، ذروا المراء فان نفعه قليل وأنه يهيج العداوة بين الإخوان».

قال الامام علي (ع): «ثمرة المراء الشحناء»، «سبب الشحناء كثرة المراء»، «اللجاج ينتج الحروب ويوغر القلوب».

وقال الامام جعفر الصادق (ع): «إياكم والخصومة، فانها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن».

رابعاً: الأسباب الخارجية للفرقة

1. أعداء الاسلام.

2. المنافقون.

3. الحكام المنحرفون.

وهذه الأسباب سينحسر تأثيرها في عصر ظهور الامام (عج) لمجيء نظام متكامل يتجاوز الواقع الفاسد ويستبدله بواقع صالح يتوجه فيه الانسان والمجتمع نحو السمو والكمال، ويتكاتف ويتآزر الجميع من أجل البناء والاعمار في جميع جوانب الحياة الانسانية، وبوجود الامام المهدي (عج) ستتوحد الرؤي والمواقف والممارسات، ولا يبقى موضوع أو مورد للخلاف والنزاع والصراع مادامت القيادة واحدة ومادام الجميع يؤمنون بامامته.

المعالجة الموضوعية لجذور الفرقة

ان التربية الشاملة لها دورها في معالجة جذور الفرقة، وإعادة المجتمع الانساني إلى الأصل وهو التآلف والتآخي والتآزر ضمن عقيدة واحدة ومصالح واحدة ومصير واحد.

وفيما يلي نستعرض هذه المعالجة باختصار وعلى شكل نقاط:

1. الاعتصام بالله تعالى.

2. التآخي في الله.

3. الحب في الله والبغض في الله أساس العلاقات.

4. عدم اتباع السبل المخالفة لسبيل الله تعالى.

5. رفض البدع.

6. تقوى الله.

7. الرجوع إلى الله تعالى وإلى رسوله (ص) وإلى الامام المهدي (عج).

8. ترك الممارسات غير الصالحة.

*. التدابر والتباغض والتقاطع.

*. التخاذل والتنابز.

*. البهتان والاشاعات والنميمة.

*. الظلم والخيانة والغش.

*. التعصب.9. الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

10. اصلاح ذات البين.

11. الدفع بالتي هي أحسن.

12. نسيان مساوىء الماضي.

13. الالتزام بالأخلاق الاسلامية في العلاقات.

*. اللين والعفو والتسامح.

*. الاستشارة.

*. التناصح والتناصر والتعاون.

*. حسن العشرة.

*. المدراة.

*. الانصاف.

*. الايثار.

*.الالتزام بمكارم الأخلاق.

14. الاقتداء بالسلف الصالح.


source : abna
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

رسالة الإمام المهدي (عج) إلی الشیخ المفید(ره)
الى كل شيعي يامن اشتغلتم بالدنيا العجوز الفانية
الظهور المبارك والشرائط الموضوعية
دعاء معرفة الإمام المهدي ( عليه السلام )
تساؤلات مهدوية
الشيعة والإمام المهدي عليه السلام
أحاديث.. في الإمام المهديّ 1
الحياة في عصرالامام المهدي عليه السلام
كرامات الإمام المهدي ( عليه السلام ) في مسجد ...
اللقاء بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف

 
user comment