عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

الإمام العسكري (ع) الإسلام ونظرية القيادة

من مؤلفات الاستاذ راشد الراشد، باحث اسلامي وقيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني.

الإمام العسكري (ع) الإسلام ونظرية القيادة

لم تتغير سياسة العباسيين تجاه الحركة الرسالية كثيراً بعد إستشهاد الإمام الهادي (ع)، بل ربما ازدادت خشونة في التعامل مع كوادرها ورجالها.

الإمام الحسن العسكري (ع) عاش ظروف المحنة التي عاشها والده الإمام الهادي (ع) وواكب لحظة بلحظة أخطر وأهم مراحلها. وتسلم مركز الإمامة في ظروف منتهية من جديد إلی قسوة وشراسة القمع والإضطهاد السياسي في الأمة خاصة علی الحركة الإسلامية ورجالها وأنصارها. لكنه (ع) في ذات الوقت عايش الأيام التي بدأ الضعف يذب في أوصال كيان الدولة العباسية. مما أتاح الفرصة بشكل جيد لأداء واحدة من أخطر المهام في عصور الإمامة وهي التمهيد لقيادة حي غائب.

لم تكن نظرية القيادة في الإسلام قد تكاملت في العهود السابقة بشكل واضح، حيث جابهتها عثرات وتحديات كثيرة في الطريق، كان يقف وراءها أصحاب السلطة والمال، ولم يتسنی لأحد من الائمة حسب الأوضاع المعاشة من أن يقوموا ببلورة نظرية القيادة كما يجب، حيث كانت تندرج قضايا أخری في سلم أولويات العمل الإسلامي الرسالي.

ولكن في عهد الإمام العسكري (ع) لم يكن هنالك خيار أخر غير بلورة الإستراتيجية القيادية في العمل الإسلامي بحيث تنتهي إلی وعي الأمة نظرية القيادة في الإسلام دون أن تكون هناك نواقص مبهمة وغامضة حول النظرية خاصة وإن إمامة العسكري (ع) هي الفترة الزمنية الأخيرة التي تسبق الإمام الحجة (عج)، وهذا يعني إن الأمة يجب أن تكون في مستوی لائق من الوعي بنظرية القيادة الإسلامية، وإلّا من المعتذر في غير هذه الصورة أن يحدث تفاعل ما من قبل جماهير الأمة مع قيادة الحجة (عج) بالذات في ظروف غيابه.

ولذلك كانت حياة الإمام العسكري (ع) تحتل أهمية خاصة لما لها من دور هام وخطير في حياة الأمة الإسلامية، إذ لاتزال تؤثر فيها لحد الآن رغم تطاول الزمن.

ولا غرو أن نجد في حياة الإمام العسكري (ع)، وفي طريقة حياته وإدارته للصراع وكذا توجيهاته المستمرة إنها تغطي هذا الجانب العام من الإسلام.

لقد باشر الإمام (ع) منذ اللحظة الأولی لتسلمه زمام الأمور بعد إستشهاد والده (ع) مهمة التصدي لبلورة نظرية القيادة في الإسلام من جهة، ولتعويد جماهير الأمة علی كيفية التعاطي مع قيادتهم الإسلامية الرسالية الشرعية من جهة ثانية.

وقبل أن نلج في ذكر بعض التفاصيل حول هذا الموضوع لابد من الإشارة إلی أن نشر ثقافة القيادة وبالتالي تعويد الناس علی تطبيق بنودها علی أرض الواقع بحاجة إلی مناخ سياسي واجتماعي مناسب.

فالأجواء البوليسية الحاكمة، وكذا الحياة الإجتماعية المتأثرة بالواقع السياسي المريض والفاسد كلها عقبات كأداء أمام تنفيذ هذه الإستراتيجية المهمة في خطة عمل الإمام العسكري (ع) فماذا كانت عليه الأوضاع حينها؟

في هذه الفترة الزمنية كانت الدولة العباسية تشكو من الضعف وهي مهددة بالإنهيار في أية لحظة بسبب ضعف الخليفة العباسي والسيطرة التامة للموالي والأتراك علی مقاليد الحكم. واشتدت أزمة الضعف تلك في عهد المعتمد وكان من المرجح والحال هذه أن تخف الإجراءات التعسفية والقمعية ضد الحركة الرسالية ويخف معه الضغط والارهاب، لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً إذ عاشت الحركة الرسالية في أجواء غاية في الدقة والحرج حيث أن العباسيين في الضغط علی الحركة الرسالية وإشاعة جو من الارهاب النفسي في صفوفها بعض شرائح المجتمع الإسلامي التي تأثرت بشكل كبير بأجواء الميوعة وشغلتها أجواء اللهو إلی حدٍ بعيد، وتمثل خطرها علی الحركة الرسالية في أنها أصبحت الأداة التي من خلالها ينفذ العباسيون خطط قمعهم وارهابهم ضد الحركة الرسالية.

ومن زاوية ثانية سعت السلطة العباسية بكل إرادتها وبشكل متزامن مع استراتيجية القمع والإرهاب في تنفيذ خطتها القديمة الجديدة وهي عزل الإمام (ع) عن الإتصال بجماهير الأمة، وجعله متواجداً في حاضرة الخلافة وهذا يعني بالضبط _وكما أشرنا إليه في فصول سابقة_ عزل اطروحته وقيادته عن المسرح الإجتماعي والسياسي، وهذه خطوة أكثر خطورة من كل الإجراءات القمعية مهما تمادت بإعتبار نتائجها الأولية التي يمكن إعتبار شل قنوات الإتصال بين الإمام (ع) وقاعدته واحدة منها. حيث أن خطورة ذلك تنبع من محدودية التفاعل بين القيادة كأطروحة للتصدي الميداني وبين جماهيرها المؤمنة.

هذه صورة موجزة عن الوضع بصورة عامة، وكان علی الإمام العسكري (ع)(1) أن يتجاوزه لتنفيذ مهمته الحاسمة في تاريخ الأمة ومهما كلف ذلك من تضحيات وعطاءات.

إستراتيجية التحرك:

كما يتضح من خلال سيرة الإمام العسكري (ع) إنه قام بالعمل علی محورين أساسيين لبلورة نظرية القيادة وتعويد جماهير الناس علی ممارستها وكيفية التعاطي معها كأحد أخطر المفردات التي ترسم ملامح مستقبل الأمة:

المحور الأول: بث مفهوم واطروحة القيادة عبر عدد ضخم من الروايات والأحاديث الشريفة، بعضها كان يركز علی جانب "القيادة" كمفهوم حضاري في عملية التحرك الإسلامي، وبعضها الآخر كان يركز في أُطروحة الولاء لأهل البيت (ع) باعتبارهم القيادة الشرعية. وضمن هذا الإطار لعب الرساليون العلماء دوراً بارزاً في تكريس مفهوم القيادة في نفوس الناس.

وننقل هنا بعضاً من فيض الروايات التي جاءت علی لسان الإمام العسكري (ع):

روی القاسم الهروي انه قال(1): خرج توقيع من أبي محمد (ع) إلی بعض بني أسباط قال: كتبت إليه أخبره عن إختلاف الموالي وأسأله إظهار دليل، فكتب لي: وإنما خاطب الله عزوجل العقل ليس يأتي بآية، أو يظهر دليلاً أكثر مما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين، فقالوا ساحر وكاهن وكذاب وهدی الله من اهتدی، غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس وذلك أن الله عزوجل يأذن لنا فتتكلم ويمنع فنصمت.

الناس طبقات والمستبصر علی سبيل نجاة ومتمسك بالحق متعلق بفرع أصيل، غير شاك ولا مرتاب لا يجد عنه ملجاً، وطبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الرد علی أهل الحق، ودفع الباطل، حسداً من عند أنفسهم، فدع من ذهب (يذهب) يميناً وشمالا ً فالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها فما أهون السعي.

ذكرت ما أختلف فيه الموالي فإذا كانت الوصية والكبر فلا ريب ومن جلس مجالس الحكم فهو أولی بالحكم، أحسن رعاية من إسترعيت وإياك والاذاعة وطلب الرئاسة، فإنهما يدعوان إلی الهلكة ذكرت شخوصك إلی فارس فأشخص الله لك، وتدخل مصر انشاء الله آمناً وأقریء من تثق بهم من مواليّ السلام ومرهم بتقوی الله العظيم، وأداء الأمانة وأعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا.

وعن أبي هاشم قال: كتب إليه بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء (يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أعز الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، يا أرحم الراحمين، صلي علی محمد وآل محمد وأسمع لي في رزفي ومد لي في عمري، وأمنن علي برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري).

قال أبو هاشم: فقلت في نفسي اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك فأقبل علي أبو محمد (ع) فقال: (أنت في حزبه وفي زمرته إذا كنت بالله مؤمناً ولرسوله مصدقاً ولأوليائه عارفاً ولهم تابعاً فأبشر ثم أبشر).

وعن محمد بن الحسن بن ميمون قال: (كتب إليه أشكوا الفقر قلت في نفسي وأليس قد قال أبو عبد الله: (الفقر معنا خير من الغنی مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، فرجع الجواب: (ان الله عز وجل يخص أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن الكثير منهم، كما حدثتك نفسك: الفقر معنا خير من الغنی مع عدونا، ونحن كهف من إلتجأ إلينا، ونور لمن إستبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلی ومن إنحرف عنا فإلی النار).

وهذه الروايات وأمثالها تكشف لنا جانباً مهماً من قضية التشريع في البعد النظري للقيادة، إضافة إلی أنها تمثل البعد التثقيفي والتوعوي العام في جماهير الأمة حول موضوع القيادة(2).

المحور الثاني: الممارسة الميدانية والتطبيق العملي لبعض الجوانب المهمة فيما يرتبط بالعلاقة والأتصال مع القائد. وقد ركز الإمام العسكري في هذا المحور علی أمرين أساسيين هما: المكاتبة، والوكلاء، بالذات وأنهما الطريقتان اللتان ستعتمدان بشكل أساسي في المرحلة المقبلة في التعامل مع القائد، أي في عهد الإمام الحجة (عج).

وأبرز برهان علی إعتماد الإمام العسكري (ع) هاتين الطريقتين في التعامل مع جماهير الأمة تميّز أغلب الروايات التي تم تدوينها عنه (ع) إنما جاءت عبر المكاتبة، واليك بعض النماذج غير التي ذكرناها قبل قليل:

عن أبي هاشم قال: كتب إليه بعض مواليه وعنه قال: كتب إليه أبو محمد (ع): فتنة تضلكم فكونوا علی أهبة فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم وكانت لهم هنة لها شأن فكتب إليه أهي هذه الرسالة قال: لا، ولكن غير هذه خاصة سوا فلما كان بعد أيام كان من أمر المعتز ما كان(3).

وعن جعفر بن محمد القلانس قال: كتب أخي محمد إلی أبي محمد (ع) وامرأته حامل مقرب أن يدعو الله أن يخلصها ويرزقه ذكراً، ويسميه فكتب يدعو الله بالصلاح(4).

وعن جعفر بن محمد القلانس _أيضاً_ قال: كتبت إلی أبي محمد مع محمد بن عبد الجبار وكان خادماً يسأله عن مسائل كثيرة، وسأله الدعاء لأخ خرج إلی أرمينية يجلب غنماً فورد الخبر بعد ذلك أن أخاه مات يوم كتب أبو محمد جواب المسائل، فعلمنا إنه لم يذكره لأنه علم بموته(5).

أمّا المحور الآخر فقد أعد الإمام العسكري (ع) مجموعة من الكوادر المؤهلة ليتحملوا أعباء الوكالة والانابة عنه أيام اختفاءه أو غيابه لأي مبرر كان.

وروی الشيخ الطوسي في غيبة الإمام (ع) أيضاً بسنده إلی الحسين بن أحمد الخصيبي أنه قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيان قال: دخلنا علی أبي محمد الحسن (ع) بسر من رأی وبين يديه حماته من أوليائه وشيعته فدخل عليه بدر خادمه وقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال له: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن فامض وأتنا بعثمان بن سعيد العمري، فقال: فما لبثنا إلّا يسيراً حتی دخل عثمان فقال له أبو محمد (ع): إمضي يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون علی مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. وجاء زدتنا علماً بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك علی مال الله تعالی، فقال: نعم واشهدوا علي أن عثمان بن سعيد وكيلي وإن ابنه وكيل ابني مهديكم.

أمّا من الناحية العلمية أو الفكرية فقد كان للإمام (ع) دور فعّال ومؤثر في مسيرة الأمة العلمية، فمن جهة كانت له حواراته ونقاشاته المطوّلة مع أرباب المدارس الفكرية الأخری، والذين كانوا يحاولون منذ بداية تطور الفكر الإسلامي مواجهته فكرياً، وكان الائمة (ع) يفندون كافة الأباطيل التي يأتون بها وأهداف غير عادلة، كما ويثبتوا للأمة سلامة الفكر الإسلامي وقوته أمام التيارات الفكرية المختلفة، ومن زواية أخری فإن هذه الحوارات أو الاحتجاجات أو بالصيغة الحديثة الجهاد علی جبهة الفكر والثقافة الذي يقوم به الائمة (ع) في شتی المراحل إنما هوالبعد الأساسي الذي يعطي للأمة مميزاتها وشخصيتها وعمقها الحضاري.

وكان من أبرز القضايا الفكرية التي أثارت ضجة غير اعتيادية في عند الإمام الحسن العسكري (ع) ما جاء به أبو يوسف يعقوب بن اسحاق المشهور بالكندي في كتابه حول متناقضات القرآن،‌حيث وقف الإمام (ع) ليملي أهم بياناته العلمية في مسألة خلق القرآن الكريم وكذلك في تفسيره مما علمه لأبي هشام الجعفري(6).

التمهيد للغيبة:

من الموضوعات الهامة في حياة الإمام العسكري (ع) التمهيد لغيبة ولده الإمام الحجة (عج).

ذكرنا أن استراتيجية التحرك عند الإمام العسكري (ع) كانت تعتمد أساساً‌من الناحية النظرية علي محور «القيادة» كمفهوم نظري وفلسفة عقائدية‌ وممارسة علمية. وقد غطی العمل من أجل تطبيق هذه الإستراتيجية مجمل حياة الإمام (ع)،‌ وأشرنا لأهميتها في ترشيد مسار العمل الرسالي في المرحلة التالية من عمر الصراع.

ويجدر بنا هنا أن نسلط الضوء علي الجانب المهم التي اكتسب استراتيجية التحرك عند الإمام العسكري (ع) أهميتها الفائقة وهي قضية التمهيد للغيبة وهي من المحاور المهمة التي لعب الإمام (ع) دوره فيها.

يقول الأديب (7):

لقد اتجه نشاط الإمام العسكري (ع) وتخطييه في تحقيق هذا الهدف الي عملين مهمين:

1/ حجب المهدي (عج) عن أعين الناس مع إضهاره لبعض خاصته.

2/ شن حملة توعية لفكرة الغيبة،‌ وإفهام الناس بضرورة تحملهم لسؤلياتهم الإسلامية‌تجاهها وتعويدهم عي متطلباتها.

وعادت الحركة الرسالية إل‍ی «الكتمان» و «التقية» في أشد مراحلها لخطورة الموقف، فإن أي خطر تتعرض له الحركة الرسالية في هذه الآونة من شأنه أن يحوّل مسارها التصاعدي إلی نقطة‌ نهاية‌ مؤسفة ومؤلمة.

جاء في الغيبة للطوسي إن عثمان بن سعيد العمري من وكلاء الإمام العسكري (ع) ويلقب بالسمان لأنه كان يتاجر بالسمن لتغطية أمره،‌ فإذا أراد الشيعة‌ أن يحملوا لأبي محمد ما يجب عليهم من الأموال أنفذوا إلی عمر وعثمان بن سعيد ودفعوا إليه، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلي أبي محمد تقية وخوفاُ من الحكام وأجهزتهم (8).

وهكذا تابعت الحركة الرسالية في عهد الإمام العسكري (ع) تنفيذ هذه الإستراتيجية الهامة في التحرك،‌ حتی تمكنت من ايصال جماهير الأمة إلی حالة متقدمة من الوعي والممارسة فيها يرتبط بموضوع «القيادة»،‌ وأعتادت الأمة علي نظامي الوكالة والمراسلة في حياتهم اليومية وطلب الإستيضاح والإستفتاء والتوجيهات الازمة في مختلف مناحي الحياة الإسلامية، مما ساهم بشكل فعّال ومؤثر في مسيرة العمل الرسالي في عهد الإمام المهدي (عج) كما سيتضح في الصفحات المقبلة.

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام حسن العسکری (ع)
مكانة الإمام العسكري ( عليه السلام ) في قلوب الناس
أدب الإمام العسكري (عليه السّلام)
رسالة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) حول ...
الإمام العسكري (ع) الإسلام ونظرية القيادة
علم الإمام العسكري ( عليه السلام ) و عبادته
الإمام العسكري ( عليه السلام ) يزيل الشك عن الناس
دوره السياسي
كلمات الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) القصار
تفسير الإمام العسكري ( ع)

 
user comment