عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

هل هذه من ألقاب الرضا (ع)؟

المسألة:

هل ان شمس الشموس وأنيس النفوس وغريب الغرباء والسلطان من ألقاب الإمام الرضا (ع)؟، فكثيراً ما يوصف الإمام (ع) بذلك عند الخطباء.

 

الجواب:

شمس الشموس وأنس النفوس وغريب الغرباء لم نجدها في ألقاب الإمام المأثورة كما لم نجدها في ألقابه التي ذكرها المؤرخون وكتاب السير والتراجم رغم أنَّهم ذكروا له ألقاباً عدة مثل الرضا والصابر والولي والزكي والفاضل وسراج الله والوفي والصدِّيق وغيرها.

 

فالظاهر انَّ هذه النعوت توصيفات جرت على ألسنة أهل الولاية في مقام المدح والثناء على المقام السامي للإمام الرضا (ع) وليست هي ألقاباً للإمام (ع).

 

نعم وجدنا في كتاب المصباح للكفعمي رحمه الله تعالى توصيفًا للإمام الرضا (ع) -في خطبة العيدين-: "بشمس الشموس وأنس النفوس"، حيث ذكر فيما ذكر من خطبة العيدين: "اللهم وصلِّ على الإمام المعصوم والسيد المظلوم والشهيد المسموم والبدر بين النجوم شمس الشموس وأُنس النفوس المدفون بأرض طوس الرضى المرتضى..".

 

وأما التوصيف (بغريب الغرباء) فلم نجد له ذكر أيضاً في الروايات ولا في الزيارات المخصَّصة للإمام الرضا (ع)، نعم وصفت بعض الزيارات الإمامَ الحسين (ع) بغريب الغرباء إلا انَّه لا مانع من نعت الإمام الرضا (ع) بغريب الغرباء نظرًا لكون استشهاده ومدفنه في كان دار الغربة فهو الإمام الوحيد الذي دُفن في غير بلاد العرب، ولذلك ورد في الروايات نعته بالغريب وبأنه بعيد الدار والمزار.

 

فمِّما ورد في ذلك ما رواه جعفر بن قولوية في كتابه كامل الزيارات بسنده عن إبراهيم النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضا (ع): "مَن زارني على بُعد داري وشطون مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أُخلِّصه من أهوالها، اذا تطايرت الكتب يمينًا وشمالاً وعند الصراط وعند الميزان".

 

ومنها: ما رواه الصدوق في عيون الأخبار بسنده عن الهروي قال (ع): ".. فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة ..".

 

ومنها: ما رواه الصدوق في الأمالي بسنده عن عبدالله بن الفضل قال:كنت عند أبي عبدالله (ع) فدخل عليه رجل من أهل طوس فقال له: يا ابن رسول الله ما لمَن زار قبر أبي عبدالله الحسين، فقال (ع): "يا طوسي.. غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر..."، قال: فدخل موسى بن جعفر (ع) فقال الإمام الصادق (ع): "يا طوسي إنَّه الإمامُ والخليفةُ والحجةُ بعدي وانَّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عزَّ وجل في سمائه ولعباده في أرضه يُقتل في أرضكم بالسُّم ظلمًأ وعدوانًا ويُدفن بها غريبًا ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم انَّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزَّ وجل كان كمن زار رسول الله (ص)".

 

والروايات في ذلك كثيرة.

 

وأما نعت الإمام بالسلطان فقد نعته بذلك بعض علمائنا رضوان الله عليهم، والمقصود من هذا النعت انَّه أمام مفترض الطاعة على الثقلين الأنس والجن كما هو الشأن في سائر أئمة أهل البيت (ع) فهم خلفاء الرسول الكريم (ص) وهو قد بُعث للثقلين الأنس والجن فخلفاؤه أئمةٌ للثقلين كما هو ثابت عندنا بالضرورة المذهبية. فالمراد من انَّ الإمام الرضا (ع) سلطان هو انَّه إمام الأنس والجن، افتَرضَ الله تعالى طاعته عليهم جميعًا وجعله طريقًا لهدايتهم، فهو سلطان الأنس والجن كما نعته بذلك علماؤنا رضوان الله تعالى عليهم.

 


source : الشيخ محمد صنقور
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

خصائص نظرية المجسمة ق(1)
المُناظرة التاسعة والاربعون /مناظرة السيد محمد ...
البداء والإرادة المُناظرة الخامسة -3
الحثّ على الجهاد
الکفارات في الاسلام
التقية في الاسلام
رسـالة الحـقوق
اثر التقوى في الحياة الزوجية
آل البيت عند الشيعة
رزية يوم الخميس ق (1)

 
user comment