عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

الإساءة للرَّسول (ص).. ظروفها ومنطلقاتها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
(اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم وافتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك)

قِيَم الإسلام وأدواتُه

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[1].
هكذا يُقدِّم الإسلام رسول الله (ص) فهو معروف في التوراة ومعروف في الإنجيل جاء ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
المعروف الذي هو كل القيم التي تتناغم وفطرة الإنسان، المعروف هو الخُلق الرفيع والسجايا الحميدة، المعروف هو المُثُل والنُبل والمشاعر الطيبة.
وجاء لينهى عن المنكر وهو كل ما يستبشعه الإنسان ويستفظعه أو يستقذره، فالمنكر هو البغي والظلم والاستبداد والاستئثار بمقدرات الناس وحقوقهم، والمنكر هو الفواحش والرذائل والسجايا الدنيئة.
قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[2].
الإسلام قدَّم رسول الله (ص) بوصفه الداعية للطيبات والتي تطيب بها النفوس وتنتعش بها المشاعر وتشيع بها الرحمة والألفة والسلام والإخاء ويعم في أرجائها العدل وينتظم بها المعاش، فالطيبات ليست حِكرًا لفئة ولا هي منحة لطبقة دون أخرى، هي للناس كلِّ الناس على اختلاف أعراقهم وأجناسهم ومواقعهم، هذا هو معنى أنَّ رسول الله يُحلُّ لهم الطيبات.
والرسول (ص) جاء ليحرِّم الخبائث التي تستقذرها النفوس وتمجُّها الطبائع القويمة، فهي الكيدُ والمكرُ والخديعة والفتن والإحنُ والضغائن والحسد والنميمة والقذف والفواحش ما ظهر منها وما بطن ومطلق الشرور.
والرسول (ص) جاء ليحرَّر البشرية من إصرها والأغلال التي كانت تكبِّلها جاء ليحررها من ظلم واستبداد الجبابرة والقياصرة والأكاسرة، وقد كان منه ذلك، فقد حرَّر الجزيرة من جبابرة العرب وطغاتها الذين كانوا يُسيمون المستضعفين أسوأ العذاب ويستحوذون على مقدَّراتهم ويستأثرون بخيراتهم، وهكذا كان منه حين تهاوت بين يديه عروش أكاسرة الفرس وقياصرة الرومان.
ثم أشاع في الدنيا العدل والفضيلة والسماحة والإلفة فأفاد كما في القرآن: {إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}[3].
وأفاد كما في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[4].
فلا تمايز بينكم فأنتم كأسنان المشط ليس لعربيٍّ فضلٌ على أعجميٍّ ولا لأعجميٍّ فضلٌ على عربيٍّ بل أنتم جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
وهكذا أسَّسَ رسول الله (ص) لمجتمع متماسك متناغم لا تنتقض بُناه إلا حين يتخلَّى عن القيم التي أنتجت تلاحمه وتماسكه.
هذه هي المضامين التي جاء بها رسول الله (ص) للبشرية، وأما الوسائل التي أعتمدها في تبليغ هذه المضامين وتأصيلها فتعبِّر عنها الآية الشريفة من سورة النّحل: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[5].
فكانت الحكمة والبرهان والإقناع هي الوسائل التي اعتمدها في تبليغ الدعوة، وكانت الموعظةُ المشوبةُ بالرفق والإشفاق هي السبيل الذي سلكه من أجل إيصال الهدى والرَّشاد، وكانت المجادلة والمحاورة التي تستبطن الاحترام للعقلاء والأديان هي وسيلته التي اتخذ منها معبرًا لتحرير العقول وتبديد الشبهات والضلالات التي راكمتها العهود والأزمان.
بهذا أُمر الرّسول (ص) وهكذا كان، لذلك جاء القرآن يصف لنا ما كان عليه الرسول (ص) من خُلُق رفيع وهو يبلِّغ رسالة ربه.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[6].
فكان خلقه الرحمة والرفق واللين والإشفاق والعفو والمشورة والتقدير للعقول.

منطلقات الإساءة للرسول الكريم (ص)

حينما يقف المنصف على القيم التي جاء بها الرسول (ص) والوسائل التي اعتمدها فإنَّه لن يجد إلا ما يدعو للتقدير والإكبار، فهو من وضع البشريّة على طريق التحضّر والتعقّل بعد أن بدَّد الظلم وأزاح عن كاهلها ظلمات الجاهليّة الأولى، فلماذا يصمه ساسةُ الغرب وبعض مثقَّفيه وبعض رجال الكنيسة بالإرهاب ويتذرعون في ذلك بممارسات سلكها بعض المنتسبين للإسلام.
فهم حينما لم يجدوا في القيم التي جاء بها الرسول (ص) ولا في تاريخه ما يُبرِّر وصفه بهذه السُبَّة زعموا أنَّه كذلك لكون بعض المنتسبين إليه يمتهنون الإرهاب والترويع للأبرياء.
والمُستَغرَب ليس هو ما يتذرَّع به هؤلاء فهم يعبِّرون عمَّا تنطوي عليه نفوسهم من ضغينة للإسلام وإنَّما المستغرب هو أن تجد مثل هذه الذريعةِ الواهيةِ مَن يقبلها أو يستسيغها ويروّج لها، فهم قد غفلوا أو تعمّدوا الغفلة عن أنّه لو كان البناء هو الحكم على الإسلام بما يفعله بعضُ منتسبيه لكان الأولى بهذا الوصف هو السيّد المسيح عليه السلام، فهل يصحّ أن نصف السيّد المسيح بالإرهابيّ؟! لأنّ الكثير من المنتسبين إليه إرهابيّون، إنّنا ننزّه السيد المسيح (ع) عن ذلك رغم أنّ الكثير من أتباعه هم مرّوجوا الإرهاب ومصدر الإرهاب في كلّ بقاع الأرض.
هل تناسى هؤلاء الحرب العالميّة الأولى والثَّانية التي راح ضحيّتها الملايين من الناس بأيدي مَن سُفكت تلك الدّماء وأُزهقت تلك الأرواح؟ ألم يكونوا من النّصارى؟ ألم يكن الرّئيس والطّيار والجندي الذين قذفوا هوريشيما ونكازاكي بالقنابل الذرية مسيحيين؟ ألم يُقتل مليون شهيد في الجزائر بأيدي المسيحيين، وهل نسي النّاس ما فعله الصّرب في كوسوفو والبوسنة والهرسك؟ ألم تضجّ تلك البلاد بالمجازر والمقابر الجماعية؟ هل تناسى الغرب الأعراض التي انتهكت والأرواح التي أزهقت؟ ألم يكن ذلك بمرأى ومسمع منهم وبأيدي مَن يشتركون معهم في المعتقَد؟
نحن لا نحتاج أن نعود بالذّاكرة إلى ما حدث في الحروب الصليبية وإلى ما وقع في قرطبة وقرى الأندلس ومدنها من عظائم تقشعرّ منها الجلود، هل نسيت الكنيسةُ الكاثوليكية محاكم التّفتيش؟
نحن لا نحتاج إلى العودة بالذّاكرة إلى كلّ تلك المخازي، فمشهدٌ من مشاهد سجن أبو غريب كافٍ لتأكيد الوحشيّة التي يتسم بها هؤلاء.
هم زرعوا الكيان الغاصب في الشّرق الأوسط وأخرجوا النّاس من بيوتهم فقُتل الأطفال والنّساء والشيوخ وردموا البيوت وأحرقوا الحقول وعاثوا في الأرض فسادًا، وما زالت أيديهم تقطر دمًا ورغم ذلك تعفّفنا عن أن نصف دينهم بالإرهاب وقلنا أنّ ذلك سلوك لا يرتضيه السيد المسيح (ع).
إذن ليس هذا هو المنطلق الواقعي للإساءات المتواترة للمقام السامي للرسول الكريم (ص) بل أنَّ ثمَّة منطلقات أخرى تدفعهم لمثل هذه الإساءات:
المنطلق الأوّل: هو الحقد الدفين الذي يضمرونه للإسلام ورائده الأعظم (ص) فهذا هو ما يدفعهم للدجل والكذب والتضليل، يقول الله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}[7]، {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[8].
فليموتوا بغيضهم فكلَّما ازدادوا إساءة لرسولنا الكريم (ص) ازددنا تمسُّكًا به وإكبارًا له وإصرارًا على السير في هداه.
المنطلق الثاني: هو التضليل للرأي العام الغربي الذي لم يتعرَّف على واقع هذا الدين وقيَمِه ومبادئه فهم يسعون من أجل الحيلولة دون تعرّف الشعوب الغربيّة على الإسلام ورائده العظيم (ص) وذلك لإدراكهم حجم تأثيره وقدرته على الامتداد والانتشار.
فهم حينما عجزوا عن أن يقنعوا الناس بدينهم ومتبنياتهم عمدوا إلى أكثر الأديان قدرة على التوغّل والإقناع فسخَّروا كلَّ إمكانياتهم من أجل تشويه الإسلام.
تصوروا عندما تتوالى الإساءات والشائعات على رجل أو مبدأ مجهول المعالم وتتمظهر بالعقلانية والشفافية أيُّ أثر يكون لتلك الشائعات، إنَّها تَحول دون التفكير في البحث عن الحقيقة وتخلق حاجزًا نفسيًا يمنع من النظر للواقع ببصيرة وموضوعية، هذا ما يريده ساسة الغرب لشعوبهم تجاه الإسلام.
المنطلق الثالث: هو ابتزاز المسلمين حتى لا يطالبوا بحقوقهم ومن أجل أن يغضوا الطرف عن استئثار الغرب بخيراتهم وثرواتهم.
فإما أن تصبروا على الضيم وإلا فإنكم إرهابيون، فحتى لا نُوصف بالإرهابيين نقبل بالضيم وحتى نكون من أهل التعقُّل نعطي للآخرين أرضنا، وحتى لا يُوصف الإسلام بالإرهاب فعلينا أن نخذل المناضلين بل علينا أن نؤلب عليهم ونكشف ظهورهم.
هذا هو ما يرمي له ساسة الغرب من إساءاتهم للإسلام وللرسول الكريم (ص).
المنطلق الرابع: هو كسر هيبة الإسلام في نفوس المسلمين.
تصوروا أيها الأخوة الأعزاء لو أنَّ رجلاً محترمًا أخذت تقذفه الأطفال بالحجارة ويتفكَّه السَوَقةُ من الناس بشتمه والسخرية منه وتطاولت على مقامه النساء وقذفه الرجال بالبهتان والفاحشة، فهل يكون لمثل هذا الرجل من أثرٍ إذا وعظ وأرشد، وهل سيقوم معه من أحدٍ لو نهض من أجل إصلاح وهل سيؤازره من أحدٍ لو بغى عليه سلطان أو متنفذ.
هذا ما يرمي إليه ساسة الغرب فهم يُدركون ما لهذا الرجل العظيم من تأثيرٍ منقطعِ النظير، ولا سبيل للتقليل من تأثيره بالبرهان فليس سوى السخرية والدجل سبيلٌ لإضعاف أثره على ملايين الناس.

الحُريَّة المُطلقة مُساوِقة للظُّلم أو الفوضى

ختامًا: أود أن أقف قليلاً عند شعار حرية التعبير عن الرأي الذي تذرَّع به بعض ساسة الغرب وادعوا أن وظيفتهم هو حماية هذا الشعار، وذلك هو ما برَّر القبول بنشر الصور المسيئة لمقام الرسول (ص).
أقول: تصوَّروا لو أنَّ أحدًا تحت هذه الذّريعة أخذ يشتمُ من يلتقيه ويسخر منه ويسفِّه من عقله ويَنسبُ إليه ما ليس فيه ويتّهمه ببعض المساوئ، هل يقبل منهُ العقلاء ذلك؟ أو يقولون مِن حقّه أنْ يُعبِّر عن رأيه بما يشاء؟ وهل يصحِّحون للقانون أن يحميهُ ويدافعَ عنه؟ فإنْ كان كذلك فأين حقُّ مَن وقع عليهم الشَّتم والقذف والسُّخرية؟! فإمَّا أنْ يضيع وإمّا أن نقول له افعل كما فعل هو، وحينئذٍ يَسودُ الهَرج والمَرج إذا كانا مُتكافئَين في القوّة والنّفوذ وإلا ضاع حقّ الضَّعيف وهُدرت كرامته ولا مُنتصر له.
هذا هو نتاج المَنطق المذكور.
إنّ العُقلاء لا يُقرُّ أحدٌ منهم الحريّة المطلقة التي لا حدود لها وإلا كانت الحريّة مساوقةً للظّلم أو الفوضى، إذن لا بدّ أن يكون الحدُّ الذي تنتهي عنده الحريةُ هو حقوق النّاس.
وليس من حقٍّ أولى بالرّعاية من مشاعرِ النّاس وهويَّتهم ومُعتقداتهم، وما فعله هؤلاء خدشٌ لمشاعر ملايين النّاس وانتقاصٌ مِن هويَّتهم وطعنٌ في معتقداتهم، ذلك لأنّ الرّسول (ص) يمثّل لهم الهويّة والعقيدةَ ويعتبرونَ المساس بمقامه السّامي مساسًا بكرامتهم التي هي من الحقوق الواجب رعايتها على كلّ من يحترم نفسه.

والحمد لله ربّ العالمين

------------------------------------------------
[1] البقرة/111.
[2] الأعراف/157.
[3] النّحل/90.
[4] آل عمران/103.
[5] الحجرات/13.
[6] النحل/125.
[7] آل عمران/159.
[8] البقرة/120.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المکاره في الاسلام
أدلة وجود الإمام المهدي عليه السلام
حب علي (ع) و بغضه
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
مقتل الحسين عند رهبان اليهود والنصارى وفي كتبهم ...
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
زيارة أم البنين عليها السلام
ما حدث في مولد الرسول الأعظم (ص)
في خصائص صفاته واخلاقه وعباداته يوم عاشوراء
الإمام الصادق (عليه السلام) يشهر سيف العلم!

 
user comment