عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

بعض ما جمعه الوهابية

خامسًا: بعض ما جمعه الوهابية

هناك بحث آخر يشبه البحث السابق، وقد نشر في الإنترنت، نقلاً عن "مجلة الجامعة الإسلامية" في المدينة المنورة في عددها الثالث من سنتها الأولى، ملخصاً لمحاضرة بعنوان: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، للشيخ عبد المحسن العباد. ونظراً لأهميته نورد منه ما يلي:

"... أخبر الرسول صلى الله عليه وآله أمته عن الأمم الماضية بأخبار لا بدَّ من التصديق بها، وأنَّها وقعت وفق خبره صلى الله عليه آله، كما أخبر عن أمور مستقبلة لابد من التصديق بها، والاعتقاد أنها ستقع على وفق ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وما من شيء يقرّب إلى الله إلاّ وقد دلّ الأمَّة عليه، ورغّبها فيه، وما من شر إلاّ حذّرها منه.

إنّ من بين الأمور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان، عند نزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) من السماء، هو خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه آله، ويقال له المهدي، يتولى إمرة المسلمين، ويصلِّي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، وذلك لدلالة الأحاديث المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، التي تلقَّتها الأمة بالقبول، واعتقدت موجبها إلاّ من شذ.

 

 


وسيكون الكلام حول هذا الموضوع لأمرين:

الأول: أنَّ الأحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل، بل جاءت مجملة، وقد وردت في غيرهما مفسرة لما فيهما، فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنهما [شأنها]، وذلك خطأ واضح، فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند أهل الحديث.

الثاني: أنَّ بعض الكتّاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الأحاديث الواردة في المهدي بغير علم، بل جهلاً أو تقليداً لأحد لم يكن من أهل العناية بالحديث، وقد اطلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الأحوذي، الذي طبع أخيراً في مصر، قال في الجزء السادس في باب ما جاء في الخلفاء في تعليقه: "يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي إنما هو موضع شك، وأنها لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله، بل إنها من وضع الشيعة"، وقال معلقاً بشأن المهدي في باب ما جاء في تقارب الزمن وقصر الأمل في الجزء المذكور: "ويرى الكثيرون من العلماء الثقاة الأثبات أن ما ورد في أحاديث خاصة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية والشيعة واضرابهم، وأنها لا تصح نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وآله"، بل لقد تجرأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك، فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوى للسيوطي، يقول في آخر جزء العرف الوردي أخبار المهدي (ص 166)

 

   


من الجزء الثاني: "يرى بعض الباحثين أنَّ كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الإسرائيليات"، لهذين الأمرين، ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردَّد في تصديق الرسول صلى الله عليه وآله فيما يخبر به، رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر كما قلت، تحت عنوان عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر، ولكي نكون على علم مقدماً بعناصر الموضوع، أسوقها لكم فيما يلي:

الأول: ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

الثاني: ذكر أسماء الأئمة الذين أخرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم.

الثالث: ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء.

الرابع: ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي، وحكاية كلامهم في ذلك.

الخامس: ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي.

السادس: ذكر بعض الأحاديث في شـأن المهدي الواردة في غيـر الصحيحين، مع الكلام عن أسانيد بعضها.

السابع: ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، واعتقدوا موجبها، وحكاية كلامهم في ذلك.

 

 


الثامن: ذكر من وقفت عليه ممن حُكي عنه إنكار أحاديث المهدي، أو التردد فيها، مع مناقشة كلامه باختصار.

التاسع: ذكر بعض ما يظن تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي، والجواب عن ذلك.

العاشر: كلمة ختامية.

الأول: أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أحاديث المهدي

جملة ما وقفت عليه من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ستة وعشرون، وهم:

1 ـ عثمان بن عفان.

2 ـ علي بن أبي طالب.

3 ـ طلحة بن عبيد الله.

4 ـ عبد الرحمن بن عوف.

5 ـ الحسين بن علي.

6 ـ أم سلمة.

7 ـ أم حبيبة.

8 ـ عبد الله بن عباس.

 

 


9 ـ عبد الله بن مسعود.

10 ـ عبد الله بن عمر.

11 ـ عبد الله بن عمرو.

12 ـ أبو سعيد الخدري.

13 ـ جابر بن عبد الله.

14 ـ أبو هريرة.

15 ـ أنس بن مالك.

16 ـ عمار بن ياسر.

17 ـ عوف بن مالك.

18 ـ ثوبان مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

19 ـ قرة بن إياس.

20 ـ علي الهلالي.

21 ـ حذيفة بن اليمان.

22 ـ عبد الله بن الحارث بن جزء.

23 ـ عوف بن مالك.

24 ـ عمران بن حصين.

25 ـ أبو الطفيل.

26 ـ جابر الصدفي.

 

الثاني: أسماء الأئمة الذين خرّجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي في كتبهم

وأحاديث المهدي خرّجها جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها، وقد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم، واطلعت على ذكر تخريجهم لها، ثمانية وثلاثين، وهم:

1 ـ أبو داود في سننه.

2 ـ الترمذي في جامعه.

3 ـ ابن ماجة في سننه.

4 ـ النسائي، ذكره السفاريني في لوامع الأنوار البهية، والمناوي في فيض القدير، وما رأيته في الصغرى، ولعله في الكبرى.

5 ـ أحمد في مسنده.

6 ـ ابن حبان في صحيحه.

7 ـ الحاكم في المستدرك.

8 ـ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف.

9 ـ نعيم بن حماد في كتاب الفتن.

10 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي، وفي الحلية.

11 ـ الطبراني في الكبير والأوسط والصغير.

 

 


12 ـ الدارقطني في الأفراد.

13 ـ البارودي في معرفة الصحابة.

14 ـ أبو يعلي الموصلي في مسنده.

15 ـ البزار في مسنده.

16 ـ الحارث بن أبي أسامة في مسنده.

17 ـ الخطيب في تلخيص المتشابه، وفي المتفق والمتفرق.

18 ـ ابن عساكر في تاريخه.

19 ـ ابن مندة في تاريخ أصبهان.

20 ـ أبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات.

21 ـ تمام الرازي في فوائده.

22 ـ ابن جرير في تهذيب الآثار.

23 ـ أبو بكر بن المقري في معجمه.

24 ـ أبو عمرو الداني في سننه.

25 ـ أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن.

26 ـ الديلمي في مسند الفردوس.

27 ـ أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار.

28 ـ أبو حسين بن المناوي في كتاب الملاحم.

29 ـ البيهقي في دلائل النبوة.

 

 


30 ـ أبو عمرو المقري في سننه.

31 ـ ابن الجوزي في تاريخه.

32 ـ يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده.

33 ـ الروياني في مسنده.

34 ـ ابن سعد في الطبقات.

35 ـ ابن خزيمة.

36 ـ عمرو بن شبر.

37 ـ الحسن بن سفيان.

38 ـ أبو عوانه.

وهؤلاء الأربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممن خرج أحاديث المهدي، دون عزو التخريج إلى كتاب معين.

الثالث: ذكر لبعض الذين ألفوا كتباً في شأن المهدي

وكما اعتنى علماء هذه الأمة بجمع الأحاديث الواردة عن نبيهم صلى الله عليه وآله تأليفاً وشرحاً، كان للأحاديث المتعلقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلفات العامة كما في السنن والمسانيد وغيرها، ومنهم من أفردها بالتأليف، وكل ذلك حصل

 

 


منهم حماية لهذا الدين، وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين، فمن الذين أفردوها بالتأليف:

1 ـ أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب. قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه: "ولقد توغَّل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي".

2 ـ الحافظ أبو نعيم، ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وذكره في العرف الوردي، بل قد لخص السيوطي الأحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي، وجعلها ضمن كتابه العرف الوردي، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جداً.

3 ـ السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سمَّاه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه.

قال في أوله: "الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي، لخصت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم، وزدت عليه ما فات، ورمزت عليه صورة (ك)".

والأحاديث والآثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المئتين، وفيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كل من الذين خرّجوه، فيقول مثلاً في أحدها: "أخرج

 

    


أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة".

4 ـ الحافظ عماد الدين بن كثير قال في كتابه الفتن والملاحم: "وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة، وللّه الحمد والمنة".

5 ـ الفقيه ابن حجر المكي، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، ذكر ذلك البرزنجي في الإشـاعة، ونقل منه، وكذلك السفاريني في لوامع الأنوار البهية، وغيرهما.

6 ـ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي، في المرقاة شرح المشكاة.

7 ـ ملا علي القاري، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي ذكره في الإشاعة، ونقل جملة كبيرة منه.

8 ـ مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف، وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر ذكره السفاريني في لوامع الأنوار البهية، وذكره الشيخ صديق حسن القنوجي في كتابه الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، وغيرها.

9 ـ ومن الذين ألفوا في شأن المهدي، بالإضافة إلى مسألتي نزول عيسى (عليه السلام) وخروج المسيح والدجال، القاضي محمد بن علي الشوكاني،

 

 


وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح، ذكر ذلك صديق حسن في الإذاعة، ونقل جملة منه، والشوكاني ممن ألف بشأنه، وحكى تواتر الأحاديث الواردة فيه.

10 ـ الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام، المتوفَّى سنة 1182هـ.

قال صديق حسن في الإذاعة: "وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير، محمد بن إسماعيل الأمير اليماني، الأحاديث القاضية بخروج المهدي، وأنه من آل محمد صلى الله عليه وآله، وأنه يظهر في آخر الزمان"، ثم قال: "ولم يأت تعيين زمنه إلاّ أنه يخرج قبل خروج الدجال".

الرابع: ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ونقل كلامهم في ذلك

1 ـ الحافظ أبوالحسن محمد بن الحسين الآبري السجزي صاحب كتاب مناقب الشافعي، المتوفى سنة ثلاث وستين وثلاثمئة من الهجرة. قال محمد بن خالد الجندي راوي حديث: "لا مهدي إلا عيسى بن مريم": "محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل، وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وآله بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض

 

 


عدلاً، وأن عيسى (عليه السلام) يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤمُّ هذه الأمَّة ويصلي عيسى خلفه".

نقل ذلك عنه ابن القيم في كتابه المنار، وسكت عليه، ونقله عنه أيضاً الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة محمد بن خالد الجندي، وسكت عليه، ونقل عنه ذلك وسكت عليه أيضاً فتح الباري، في باب نزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، ونقل عنه ذلك أيضاً السيوطي في آخر جزء العرف الوردي في أخبار المهدي، وسكت عليه، ونقل ذلك عنه مرعي بن يوسف في كتابه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر كما ذكر ذلك صديق حسن في كتابه الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة.

2 ـ محمد البرزنجي المتوفى سنة ثلاث بعد المئة والألف في كتابه الإشاعة لأشراط الساعة. قال: "الباب الثالث في الاشراط العظام والأمارات القريبة التي تعقبها الساعة، وهي أيضاً كثيرة، فمنها المهدي، وهو أولها. واعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر" إلى أن قال: "ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنه من ولد فاطمة" إلى أن قال: "قد علمت أن أحاديث وجود المهدي(1) وخروجه آخر الزمان، وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من ولد فاطمة، بلغت حد التواتر المعنوي، فلا معنى لإنكارها".

____________

(1) يُفهم من هذه الجملة إيمان صاحبها بالغيبة, والله أعلم.

 

 


وقال في ختام كتابه المذكور، بعد الإشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان: "وغاية ما ثبت الأخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة، التي بلغت التواتر المعنوي، وجود الآيات العظام التي فيها بل أولها خروج المهدي وأنه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً".

3 ـ الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المئة والألف، في كتابه لوامع الأنوار البهية. قال: "وقد كثرت بخروجه [يعني المهدي] الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي"، وأورد الأحاديث في خروج المهدي، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها، ثم قال: "وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة".

4 ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمسين بعد المئتين والألف، وهو صاحب التفسير المشهور، ومؤلف نيل الأوطار. قال في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح: "فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسـون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة

 

 


في الأصول، وأمَّا الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي، فهي كثيرة جداً، لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك".

وقال في مسألة نزول المسيح (عليه السلام): "فتقرر أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والأحاديث الواردة في الدجال متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى (عليه السلام) متواترة".

5 ـ الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمئة والألف. قال في كتـابه "الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي السـاعة": "والأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً، تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد" إلى أن قال: "لاشك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام، لما تواتر من الأخبار في الباب، واتفق عليه جمهور الأمَّة خلفاً عن سلف، إلاّ من لا يعتد بخلافه" إلى أن قال: "فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر، المدلول عليه بالأدلة، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة إلى حد التواتر".

6 ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس وأربعين بعد الثلاثمئة والألف. قال في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر: "وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى (عليه السلام) ثابت بالكتاب والسنة والإجماع" ثم

 

 


قال: "والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم (عليه السلام)".

الخامس: ذكر بعض ما وردفي الصحيحين من الأحاديث مما له تعلق بشأن المهدي

1 ـ روى البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟ ".

2 ـ وروى مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري، ورواه أيضاً عن أبي هريرة بلفظ: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم منكم؟"، وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله: "وأمكم منكم"، بقوله: "فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وآله".

3 ـ وروى مسلم في صحيحه عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة".

فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين، وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي، تدل على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك الوقت

 

 


وقد جاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، ودالة على أن ذلك الرجل الصالح اسمه محمد، ويقال له المهدي، والسنة يفسر بعضها بعضاً، ولما كان المقام لا يتسع لإيراد الكثيـر من الأحاديث الواردة في غير الصحيحين، في شـأن المهدي، والكلام عليها، رأيت الاقتصار هنا على إيراد بعضها، مع الكلام على بعض أسانيدها.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الظلم ممارسةً وتَحَمُّلاً ودولةً لها أركان
القضية الفلسطينية في كلمات الإمام الخميني ( قدس ...
لا توفيق مع الغشّ
تحرير المدينة المنورة والحجاز
من شهد واقعة الطف
آداب المعلّم والمتعلّم في درسهما
الألفاظ الدخيلة والمولَّدة
الحجّ في نهج البلاغة -4
مكانة الشهيد
المجالس والبعد السياسي

 
user comment