عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

السؤال : من هم أهل البيت المقصودين في حديث الثقلين ؟ وقد أتيتم بجواب عن حديث الكساء ، وأنّهم : النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، لكن كيف نثبت أنّ الذين في حديث الثقلين يشملهم الأئمّة (عليه السلام) دون غيرهم من ذرّية ا

يشمل بقية الأئمّة غير أهل الكساء :

السؤال : من هم أهل البيت المقصودين في حديث الثقلين ؟ وقد أتيتم بجواب عن حديث الكساء ، وأنّهم : النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ، لكن كيف نثبت أنّ الذين في حديث الثقلين يشملهم الأئمّة (عليه السلام) دون غيرهم من ذرّية النبيّ والإمام علي ، مثل زيد بن علي ، أو إسماعيل بن جعفر ، أو أيّ أحد آخر من ذرّية النبيّ (صلى الله عليه وآله) ؟

الجواب : إنّ اشتمال الحديث لباقي الأئمّة (عليهم السلام) يظهر من النصوص التي جاءت في التنصيص عليهم من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله) (1) ، وتصريح كلّ إمام على ما بعده من المعصومين (عليهم السلام) (2) .

فعلى ضوء ما ذكرنا لا تشمل الإمامة الإلهيّة ـ بحسب الأدلّة المذكورة ـ أمثال زيد بن علي ، أو إسماعيل بن جعفر ـ مع جلالة قدرهما ـ أو أيّ شخص آخر ، عدا ما صرّح بأسمائهم في الآثار والروايات الصحيحة والمعتبرة ، وكذلك ما ثبت في حديث ( الخلفاء من بعدي اثنا عشر ) الآنف الذكر .

( السيّد جلال . البحرين . 27 سنة . ماجستير )

رواته :            

السؤال : أرجو أن تردّوا على هذه الشبهة التي وردتني من وهابيّ ، وترسلوا

____________

1- ينابيع المودّة 3 / 249 و 284 و 399 ، مناقب آل أبي طالب 1 / 254 ، الهداية : 39 ، كفاية الأثر : 145 ، كشف الغمّة 3 / 316 .

2- الكافي 1 / 292 ، دعائم الإسلام 2 / 348 ، من لا يحضره الفقيه 4 / 189 ، تهذيب الأحكام 9 / 176 .


الصفحة 347


لي الردّ لأعطيه إيّاه .

في حوار لي مع وهابيّ ذكرت له : قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ) .

فردّ بقوله : الرواية ليست في صحيح مسلم ، الرواية لم يصحّحها سوى الألبانيّ ، وتصحيح المتساهل الألبانيّ لا يؤخذ ؛ يكفي أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية نسفها .

الجواب : لقد روي حديث الثقلين بألفاظ مختلفة ، وطرق كثيرة صحيحة ، بلغت حدّ الاستفاضة بل التواتر ، الذي يعني إفادة العلم والقطع بصدور هذا الحديث المبارك عن النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وفي ذلك يقول ابن حجر : ( ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين صحابياً ، ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أُخرى : أنّه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أُخرى : أنّه قال ذلك بغدير خمّ ، وفي أُخرى : أنّه قاله لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف ، كما مر ) (1) .

ثمّ قال ابن حجر : ( ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز ، والعترة الطاهرة ) .

فمن الرواة من الصحابة ـ الذين أشار إليهم ابن حجر في كلامه المتقدّم ـ نذكر : أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، زيد بن أرقم ، أبو سعيد الخدري ، حذيفة بن أسيّد ، خزيمة بن ثابت ، زيد بن ثابت ، سهل بن سعد ، ضميرة الأسلميّ ، عامر بن ليلى الغفاريّ ، عبد الرحمن بن عوف ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر ، عدي بن حاتم ، عقبة بن عامر ، أبو ذر الغفاريّ ، أبو رافع الأنصاريّ ، أبو شريح الخزاعيّ ، أبو قدامة

____________

1- الصواعق المحرقة 2 / 440 .


الصفحة 348


الأنصاريّ ، أبو هريرة ، أبو إلهيّثم بن التيهان ، أُمّ سلمة ، أُمّ هانئ بنت أبي طالب ، وهذا العدد هو فوق التواتر بكثير .

وأمّا رواته من التابعين نذكر منهم : أبو الطفيل عامر بن واثلة ، عطية بن سعيد العوفي ، حنش بن المعتمر ، الحارث الهمدانيّ ، حبيب بن أبي ثابت ، علي ابن ربيعة القاسم بن حسان ، حصين به سبره ، عمر بن مسلم ، أبو الضحى مسلم بن صبيح ، يحيى بن جعدة ، الأصبغ بن نباتة ، عبد الله بن أبي رافع ، المطلّب بن عبد الله بن حنطب ، عمر بن علي بن أبي طالب .

وقد تابع العلماء من الفريقين رواة الحديث على مرّ القرون ، من القرن الثاني وحتّى القرن الرابع عشر الهجريّ ، يمكن متابعة أسماء هؤلاء الرواة في كتاب ( حديث الثقلين تواتره ـ فقهه ) للسيّد علي الميلانيّ .

وقد روى هذا الحديث الشريف أيضاً ما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار أهل السنّة ، بألفاظ مختلفة ، وأسانيد متعدّدة ، وفيهم أرباب الصحاح والمسانيد ، وأئمّة الحديث والتفسير والتاريخ ، يمكن مراجعة نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ، التي ألفها السيّد حامد النقوي للوقوف على جملة من أسماء هؤلاء الأعلام (1) .

فقد روى هذا الحديث الشريف ـ بالإضافة إلى صحيح مسلم وسنن الترمذيّ ـ أحمد بن حنبل بثلاث طرق في مسنده ، وقد صرّح ابن تيمية في الكتاب الذي ألّفه في الردّ على البكري : ( إنّ القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان : منهم من لم يرو إلاّ عن ثقة عنده ، كمالك ، ... وأحمد بن حنبل ) (2) .

وأيضاً ممّن رواه ابن خزيمة في صحيحة ، وقد قال الحافظ السيوطيّ عن هذا الصحيح : ( صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبّان ، لشدّة

____________

1- خلاصة عبقات الأنوار 2 / 17 .

2- شفاء السقام : 76 .


الصفحة 349


تحرّيه ، حتّى أنّه يتوقّف في التصحيح لأدنى كلام في الإسناد ، فيقول : إن صحّ الخبر ، وإن ثبت كذا ، ونحو ذلك ) (1) .

وأيضاً أخرجه الحافظ أبو عوانة الاسفرائينيّ في صحيحه ، كما أورده عنه العلاّمة الشيخ محمود القادريّ في كتابه الصراط السويّ ، وقد نصّ القوم على صحّة كتابه ، وتلّقوه بالقبول ، حتّى وصفوه بالمسند الصحيح (2) .

وأيضاً أخرجه الحاكم النيسابوريّ في كتابه المستدرك على الصحيحين ، بأسانيد على شرطها ، وأخرجه أبو عبد الله الحميديّ في الجمع بين الصحيحين ، وكذلك رزين العبديّ في تجريد الصحاح ، وأيضاً قد أخرجه غير واحد من الحفّاظ في كتبهم ، التي التزموا فيها بالصحّة ، كالعلاّمة سراج الدين الفرغانيّ في كتابه نصاب الأخبار ، والذي وعد بجمعه مقتصراً على إيراد ألفّ حديث صحيح ، وكالحافظ ضياء الدين المقدسيّ في كتابه المختارة .

قال الحافظ السيوطيّ : ( جمع كتاباً سمّاه المختارة التزم فيه الصحّة ، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها ) (3) .

وقد أخرجه غير هؤلاء الكثير من أئمّة الحديث وأرباب السنن ، كالنسائيّ والطبرانيّ ، وابن أبي شيبة ، وابن سعد ، وابن أبي عاصم الشيبانيّ وغيرهم .

وممّن نصّ على صحّة هذا الحديث ، نذكر : محمّد بن جرير الطبريّ (4)، والحاكم النيسابوريّ في مستدركه (5) ، وتابعه الذهبيّ في تلخيص المستدرك ، والحافظ أبو بكر إلهيّثميّ في مجمع الزوائد (6) ، والحافظ ابن

____________

1- صحيح ابن حبّان 1 / 42 نقلاً عن تدريب الراوي 1 / 109 .

2- تذكرة الحفّاظ 3 / 779 ، وفيات الأعيان 5 / 337 ، طبقات الشافعيّة الكبرى 2 / 344 .

3- تدريب الراوي 1 / 144 .

4- كنز العمّال 1 / 380 .

5- المستدرك 3 / 109 و 148 .

6- مجمع الزوائد 9 / 163 .


الصفحة 350


كثير في تاريخه ، ونقل أيضاً تصحيح الذهبيّ (1) ، وفي تفسيره أيضاً (2) ، والحافظ جلال الدين السيوطيّ في الجامع الصغير (3) ، وتبعه شارحه العلاّمة المنّاويّ في فيض القدير (4) .

ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لابأس به ، والحافظ عبد العزيز بن الأخضر ، وزاد أنّه قال في حجّة الوداع ، ووهم من زعم وضعه كابن الجوزيّ ، قال السمهوديّ : ( وفي الباب : ما يزيد على عشرين من الصحابة ) .

والمتحصّل من ذلك كلّه : أنّ حديث الثقلين ـ الكتاب والعترة ـ صحيح متواتر لا يمكن ردّه ، أو الالتفاف عليه بأساليب مثل : ضعّفه فلان ، أو قال بوضعه فلان ، أو أنّ تصحيح فلان لا يؤخذ به ، وذلك لاختلاف طرق هذا الحديث وكثرتها ـ كما نصّ على ذلك أعلام أهل السنّة أنفسهم حسبما عرفته سابقاً ـ ممّا لا يمكن القبول معه بدعوى التضعيف أو الوضع ، بأيّ حال من الأحوال ، لكثرة الطرق وتضافرها .

أمّا دعوى أنّ الحديث لم يرد بلفظ التمسّك في صحيح مسلم ، لذا لا يكون اتباع أهل البيت (عليهم السلام) حجّة ، أو واجباً على الناس ، فهي دعوى واهية ومردودة من عدّة وجوه :

الوجه الأوّل : أنّ للحديث المذكور طرقاً صحيحة كثيرة ـ باعتبار أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) ذكره في مواطن متعدّدة ، كما نصّ على ذلك علماء الحديث عند أهل السنّة ـ وفيها من الدلالات الواضحات على الأخذ بهدي أهل البيت (عليهم السلام) ومتابعتهم ، بألفاظ دالّة على حجّية الأخذ والاتّباع كما سيأتي بيانه ، فلا وجه للاقتصار على صحيح مسلم فقط .

____________

1- البداية والنهاية 5 / 228 .

2- تفسير القرآن العظيم 4 / 122 .

3- الجامع الصغير 1 / 402 .

4- فيض القدير 3 / 19 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل يشترط اتّحاد الاُفق؟
السؤال : ما معنى : " علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ...
السؤال : يقول مخالفوا أهل البيت : بأنّ الشيعة ...
السؤال : سادتي الأفاضل كيف يمكننا الجمع بين ما ...
السؤال: ما الفرق بين الأُصول والعقيدة والشريعة
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
قال الله تعالى في محكم كتابه وإن منكم إلا واردها ...
العموم في الدعاء
السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
السؤال : تستدلّون على التوسّل بالنبيّ والأئمّة ...

 
user comment