عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

المُناظرة الثامنة والثلاثون /مناظرة أبي الجارود مع بعضهم في أن الحسن والحسين عليهما السلام إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وكلام الإمام الباقر عليه السلام له في ذلك (1)

المُناظرة الثامنة والثلاثون 

مناظرة أبي الجارود مع بعضهم في أن الحسن والحسين عليهما السلام إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وكلام الإمام الباقر عليه السلام له في ذلك (1)
روي عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا الجارود ! ما يقولون في الحسن والحسين عليهما السلام ؟
قلت : ينكرون علينا أنّهما إبنا رسول
الله صلى الله عليه وآله .
قال : فبأي شيء احتججتم عليهم ؟
قال : قلت : بقول
الله في عيسى بن مريم عليهما السلام : ( وَمِنْ ذُرِّيّتِهِ داوُد وَسُليمانَ وَأيّوبَ ويُوسفَ وَمُوسى وَهَارونَ وَكذلك نَجزي المحسنين ، وزكريا وَيَحيى وَعيسى وَإلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ ) (2) فجعل عيسى من ذرية إبراهيم .
قال : فأي شيء قالوا لكم ؟
قلت : قالوا : قد يكون ولد الاِبنة من الولد ولا يكون من الصلب .
قال : فبأي شيء احتججتم عليهم ؟
قال : قلت : احتججنا عليهم بقوله تعالى : (
قُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أبَناءَنَا وَأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) (3).
ثمّ قال : فأي شيء قالوا ؟
قال : قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب إبني رجل من واحد ، فيقول أبناءنا وإنّما هما ابنُ واحدٍ .
قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : و
الله يا أبا الجارود ! لاَعطينكها من كتاب الله آية تسمّيهما أنّهما لصلب رسول الله صلى الله عليه وآله لا يردها إلاّ كافر .
قال : قلت : جعلت فداك وأين ؟
قال : قال : حيث قال
الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُم أمّهاتُكم وَبَنَاتكُم وأخَواتُكم ـإلى قوله ـ وَحلائلُ أبنائكُم الّذين من أصلابكُم ) (4) فسلهم يا أباالجارود هل يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله نكاح حليلتيهما ؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا والله ، وإن قالوا: لا ، فهما والله إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله لصلبه ، وما حرّمن عليه إلاّ للصلب. (5)


____________

 

 

 

المُناظرة التاسعة والثلاثون 

مناظرة الإمام الكاظم مع هارون الرشيد في أنهم ورثة النبي صلى الله عليه وآله وأولاده
قال الشيخ الطبرسي عليه الرحمة : وحدث أبو أحمد هاني بن محمد العبدي، قال : حدّثني أبو محمد ، رفعه إلى موسى بن جعفر عليهما السلام قال : لما أدخلت على الرشيد سلمت عليه فرد عليَّ السلام ثمّ قال : يا موسى بن جعفر ، خليفتان يُجبى إليهما الخراج ؟
فقلت : يا أمير المؤمنين ! أُعيذك ب
الله أن تبوء بإثمي وإثمك ، وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت بأنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما علم ذلك عندك ، فإن رأيت بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله أن تأذن لي أُحدثك بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقال : قد أذنت لك .
فقلت : أخبرني أبي عن آبائه عن جدّي رسول
الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : إنّ الرحم إذا مست الرحم تحركت واضطربت ، فناولني يدك جعلني الله فداك .
قال : ادن مني ! فدنوت منه ، فأخذ بيدي ثمّ جذبني إلى نفسه وعانقني طويلاً ثمّ تركني وقال : اجلس يا موسى ! فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فإذا به قد دمعت عيناه ، فرجعت إليَّ نفسي ، فقال : صدقت وصدق جدّك صلى
الله عليه وآله لقد تحرك دمي واضطربت عروقي حتى غلبت عليَّ الرقة وفاضت عيناي ، وأنا أريد أن اسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحداً ، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني عنك أنّك لم تكذب قطّ ، فأصدقني فيما أسألك ممّا في قلبي .
فقلت : ما كان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت أمنتني .
قال : لك الاَمان إن أصدقتني ، وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة.
فقلت : ليسأل أمير المؤمنين عمّا يشاء .
قال : أخبرني لِمَ فُضّلتم علينا ، ونحن وأنتم من شجرة واحدة ، وبنو عبد المطّلب ونحن وأنت واحد ، إنّا بنو عبّاس وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عمّا رسول
الله صلى الله عليه وآله وقرابتهما منه سواء ؟
فقلت : نحن أقرب .
قال : وكيف ذلك ؟
قلت : لاَنّ عبد
الله وأبا طالب لاَب واُمّ ، وأبوكم العباس ليس هو من اُم عبدالله ولا من اُمّ أبي طالب .
قال : فلم ادّعيتم أنّكم ورثتم النبي صلى
الله عليه وآله والعم يحجب ابن العم (1) وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد توفي أبو طالب قبله والعباس عمّه حي ؟
فقلت له : إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني عن هذه المسألة ، ويسألني عن كل باب سواه يريده .
فقال : لا ، أو تجيب .
فقلت : فآمني .
قال : قد آمنتك قبل الكلام .
فقلت : إنَّ في قول عليّ بن أبي طالب عليه السلام : إنّه ليس مع ولد الصلب ذكراً كان أو اُنثى لاَحد سهم إلاّ الاَبوين والزوج والزوجة ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث ، ولم ينطق به الكتاب العزيز والسنّة ، إلاّ أنّ تيماً وعدياً وبني اُميّة قالوا : العم والدٌ ، رأياً منهم بلا حقيقة ولا أثر عن رسول
الله صلى الله عليه وآله ، ومن قال بقول علي عليه السلام من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء ، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول علي عليه السلام ، وقد حكم به ، وقد ولاّه أمير المؤمنين فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله ، منهم : سفيان الثوري ، وإبراهيم المدني ، والفضيل بن عياض ، فشهدوا أنّه قول علي عليه السلام في هذه المسألة ، فقال لهم فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز : لم لا تفتون وقد قضى به نوح بن دراج ؟
فقالوا : جسر وجبنّا ، وقد أمضى أمير المؤمنين عليه السلام قضيته بقول قدماء العامة عن النبي صلى
الله عليه وآله أنّه قال : أقضاكم علي (2) وكذلك عمر بن الخطاب قال : عليّ أقضانا (3) وهو اسم جامع ، لاَنّ جميع ما مدح به النبي صلى الله عليه وآله أصحابه من القرابة والفرائض والعلم داخل في القضاء .
قال : زدني يا موسى !
قلت : المجالس بالاَمانات وخاصة مجلسك ؟
فقال : لا بأس به .
فقلت : إنَّ النبي صلى
الله عليه وآله لم يورث من لم يهاجر ، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر.
فقال : ما حجّتك فيه ؟
قلت : قول
الله تبارك وتعالى : ( وَالّذين آمنُوا وَلَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِنْ ولايَتِهِم مِن شيءٍ حتى يُهاجِرُوا ) (4) وإنّ عمّي العباس لم يهاجر .
فقال لي : إنّي أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحداً من أعدائنا ، أم أخبرت أحداً من الفقهاء في هذه المسألة بشيء ؟
فقلت : اللّهم لا ، وما سألني عنها إلاّ أمير المؤمنين .
ثمّ قال لي : لِمَ جوّزتم للعامّة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله ويقولوا لكم : يا بني رسول الله ! وأنتم بنو علي ، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنّما هي وعاء ، والنبي صلى الله عليه وآله جدّكم من قبل اُمّكم؟ (5)
فقلت : يا أمير المؤمنين ! لو أنَّ النبي صلى
الله عليه وآله نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟
فقال : سبحان
الله ! ولِمَ لا اُجيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك .
فقلت له : لكنّه لا يخطب إليَّ ولا أُزوجه .
فقال : ولِمَ ؟
فقلت : لاَنّه ولدني ولم يلدك . (6)
فقال : أحسنت يا موسى ! ثمّ قال : كيف قلتم إنّا ذرّية النبي صلى
الله عليه وآله والنبي لم يعقب ، وإنّما العقب للذكر لا للاُنثى ، وأنت ولد الابنة ولا يكون لها عقب له .
قلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه ، إلاّ أعفيتني عن هذه المسألة .
فقال : لا ، أو تخبرني بحجّتكم فيه يا ولد علي ! وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ، كذا اُنهي إليَّ ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب
الله ، وأنتم تدعون معشر ولد عليّ أنّه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلاّ تأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزّ وجلّ : ( ما فَرَّطنا في الكتاب مِن شيءٍ ) (7) واستغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم .
فقلت : تأذن لي في الجواب ؟
قال : هات .
فقلت : أعوذ ب
الله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمِن ذُريَّتهِ داوُد وسُليمان وأيُّوبَ وَموسى وَهارُون وَكذلِكَ نَجزِي المُحسنينَ وَزَكريا وَيحيى وَعيسى وإلياس كُلُّ مِنَ الصالحينَ ) (8) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟
فقال : ليس لعيسى أب .
فقلت : إنّما ألحقناه بذراري الاَنبياء : من طريق مريم عليها السلام ، وكذلك اُلحقنا بذراري النبي عليهم السلام من قبل اُمنا فاطمة عليها السلام ، أزيدك يا أمير المؤمنين ؟
قال : هات .
قلت : قول
الله عزّ وجلّ : ( فَمن حاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العلم فقُل تَعالُوا نَدعُ أبناءَنا وَأَبناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنفُسنا وأنفُسكُم ثُمَّ نَبتَهِلُ فَنجعل لَعنةَ اللهِ عَلى الكاذبين ) (9) ولم يدّع أحد أنّه أدخل النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، فأبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا عليّ بن أبي طالب: ، على أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ جبرئيل قال يوم أحد : يا محمد ! إنَّ هذه لهي المواساة من علي قال : لاَنّه مني وأنا منه .
فقال جبرئيل : «وأنا منكما يا رسول
الله» ثمّ قال :

لا سيف إلاّ ذو الفقار * ولا فتى إلاّ علي (10)

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تعيين الإمام
صفات رب العالمين واسماؤه
من مواقف القيامة المهولة الحساب
ما هو الموت وحقيقته
مظاهر قدرة الله في الطبيعة
حركة الإمام المهدي «عجل اللّه فرجه» والحتمية ...
جوانب من عذاب يوم القيامة
هل الموت نهایة ام بدایة؟
[الردّ على مزعمة الأناجيل أنّ المسيح يكذب على ...
خصائص نظرية المجسمة ق(1)

 
user comment