عربي
Friday 26th of April 2024
0
نفر 0

في تقدم الشيعة في علم الصرف ، وفيه صحائف -2

قال أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه أدام اللّه عزه عن محمد بن سلام الجمحي أن أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فرمى إليه رقعة فيها بسم اللّه الرحمن الرحيم، الكلام كله ثلاثة أشياء،

[ 158 ]

اسم وفعل وحرف جاء لمعنى: فالإسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، فقال أبو الأسود يا أمير المؤمنين هذا كلام حسن فما تأمرني أن أصنع به فإنني زدت بإيقافي عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إني سمعت في بلدكم هذا لحناً كثيراً فاحشاً، فأحببت أن أرسم كتاباً من نظر فيه ميز بين كلام العرب وكلام هؤلاء، فابن عليه ذلك.
فقال أبو الأسود وفقنا اللّه بك يا أمير المؤمنين للصواب، أنتهى.
قال رشيد الدين قال بن سلام الجمحي بعد نقل الرقعة وكتب عليه السلام كتبه علي بن أبوطالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبوطالب اسمه كنيته وقالوا هذا تركيب مثل دراحنا وحضرموت.
وقال الزمخشري في «الفائق» ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع لانه أشهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يتغير.
وقال أبو القاسم الزجاج في أماليه عن ابي جعفر الطبري عن أبي حاتم السجستاني عن يعقوب بن اسحق الحضرمي عن سعيد بن مسلم الباهلي عن أبيه عن جده عن أبي الأسود الدؤلي أنه قال:
دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فرأيته مطرقا مفكراً فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحناً فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية، فقلنا إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة.
ثم أتيته بعد ثلاث فألقي إلي صحيفة فيها بسم اللّه الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالإسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.

[ 159 ]

ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر.
قال أبو الأسود فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت فيها أن وإن وليت ولعل وكأن، ولم أذكر لكن، فقال لي لم تركتها ؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها، فزدتها فيها، انتهى ما في أمالي الزجاج.
قلت وبعد حمل المجمل من هذه الوجوه على مبينها ومطلقها على مقيدها يكون الحاصل منها أن سماع اللحن ممن فسد لسانه بمخالطة العجم سبب وضع أمير المؤمنين له وأمر أبي الأسود باتباعه نحو، وكل هذ الوجوه ترد مقالة ابن فارس أيضاَ كم قدمنا.
وأما روايات للسبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو فأيضاً لا تنافي بينها، فقد حكى أبو سعيد أنه مر بأبي الأسود سعد وكان رجلا فارسياً من أهل زندخان كان قدم البصرة مع جماعة أهله، فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا أنهم أسلموا على يديه وأنهم بذلك من مواليه، فمر سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه، فقال: مالك يا سعد: لم لا تركب ؟ قال إن فرسي ضالعاً أراد ضالع، قال فضحك به بعض من حضره، فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا إخوة، فلو عملنا لهم الكلام فوضع باب الفاعل والمفعول، وأن امراة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت: أبوي مات وترك مالا، فاستقبح معاوية ذلك، فبلغ الخبر علياً فرسم لأبي الأسود فوضع أبو الأسود أولا باب الياء والإضافة، ثم سمع رجلا يقرأ إن اللّه بريء من المشركين ورسوله بالجر فصنف بابي العطف والنعت.

[ 160 ]

ثم قالت ابنته يوماً: يا أبت ما أحسن السماء بالضم على لفظ الاستفهام: فقال لها: نجومها ؟ قالت: إنما أتعجب من صنعتها فقال لها: قولي ما أحسن السماء وافتحي فاك، فصنف بابي التعجب والاستفهام.
وأنت خبير أن لا تنافي في هذه الروايات، فإن كلا سبب لتصنيف باب من أبواب النحو.
وأما ما ذكره ابن النديم في الفهرست والشيخ أبو الحسن سلامة بن عيان بن أحمد الشامي النحوي في أول كتاب المصباح في النحو، ولفظ الأول قد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئأً أخذه عن علي كرم اللّه وجهه إلى أحد حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئاً يكون للناس إماما ويعرف به كتاب اللّه فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ إن اللّه بريء من المشركين ورسوله بالكسر، فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: إفعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتباً لقناً يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر.
قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فأنقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي الأسود انتهى.
قلت: هذا لا ربط له في موضوع الكلام، فإن الكلام في سبب رسم علم النحو لا رسم المصحف، والعجب من هذين الفاضلين حيث ذكراه في سبب رسم النحو فتأمل.

[ 161 ]

خاتمة: في معنى النحو والعربية لغة قوله (عليه السلام) إنح نحوه، أي اسلك طريقه.
قال البيهقي: النحو الاستقامة وكان النحو المذهب الذي يقوم لغة العرب.
وقال قوم: النحو الناحية، قال أبو عثمان المازني: النحو ناحية من الكلام، والنحو المثال، كقولك هذا على نحوه أي مثاله.
وقال الخليل: النحو القصد، وذلك لأن علياً عليه السلام قال - حين سمع قول رجل يلحن في كلامه - لأبي الأسود الدؤلي: ضع ميزاناً لكلام العرب فلقد كثرت الأنباط والمتعربة، فلما وضع أبو الأسود هذا الميزان قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن النحو الذي أحدثت فيه - أي الناحية والطريق.
ثم قال (عليه السلام) للمتعربة: انحوا نحوه أي أقصدوا قصده واسلكوا طريقه.
قلت: النحو ما يقصد له، تقول نحا نحوه أي قصد نحوه وإنما أراد (عليه السلام) وأقصد نحو الإعراب والعربية أسم اللغة يقال هي اللغة العربية يراد بها الجيدة الفصيحة البينة، وقيل للعربي عربي لأنه عرب الألفاظ أي بينها.
وقال الأصمعي: قال رجل لبنيه يا بني أصلحوا ألسنتكم فإن الرجل تنوبه النائبة يجب أن يتجمل فيها فيستعير من أخيه وأبيه أثوابه ولا يجد من يعيره لسانه.

[ 162 ]

الصحيفة الرابعة
في أول من أخذ النحو من أبي الأسود
فاعلم أن أول من تعلم منه أبنه عطاء بن أبي الأسود ثم يحيى بن يعمر العدواني كما نص عليه ابو حاتم السجستاني وابو الطيب اللغوي في مراتب النحويين وكانا إمامين في النحو بعد أبي الأسود
قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: فولد أبو الأسود الدؤلي عطاء وابا حرب، وكان عطاء ويحيى بن يعمر العدواني بعجا العربية بعد أبي الاسود ولا عقب لعطاء، وأما أبو حرب ابن أبي الاسود فكان عاقلا شاعراً.
انتهى ما في المعارف وفي كون عطاء وأبي حرب اثنين تأمل بل في فهرست مصنفي الشيعة لابي العباس النجاشي وهو علامة النسب أبو حرب عطاء بن أبي الاسود الدؤلي وكان أستاذ الأصمعي وابي عبيدة، وقال ابن حجر في التقريب: أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري ثقة، قيل اسمه محجن وقيل عطاء من الثالثة، مات سنة ثمان ومائة وقال ركن الدين علي بن أبي بكر في كتابه الركني في النحو وأخذ النحو عن أبي الاسود خمسة وهم أبناء عطاء وأبو الحارث.
الصحيفة الخامسة
في أول من بسط النحو ومد أطنابه وسبب علله وفتق معانيه وأوضح الحجاج فيه في المصرين البصرة والكوفة
أما في البصرة فهو الحبر العلامة حجة الادب وترجمان لسان العرب

[ 163 ]

أبو الصفا الخليل بن أحمد، فإنه الذي نقحه حتى بلغ أقصى حدوده وانتهى إلى أبعد غاياته وأوحى إلى سيبويه من دقائق نظره ونتائج فكره ولطائف حكمته ما جمعه سيبويه في كتابه الذي أعجز قبله، كما امتنع على من تأخر بعده ويظهر من بعض العبائر أن الخليل لم يصنف فيه، لكن ابن خلكان وغيره عد له كتاب العوامل، والسيوطي عد له الجمل والشواهد وذكروا أن سيبويه يروي عن الخليل ألف ورقة من علم الخليل في النحو كما نص عليه السيوطي في ترجمة سيبويه في الطبقات.
وأما في الكوفة فهو الشيخ العلامة المتبحر أبوالجعفر الرواسي شيخ الكوفيين محمد بن الحسن ابن أبي سارة الكوفي النحوي قال جلال الدين السيوطي في ترجمته في الطبقات وهو أول من وضع من الكوفيين كتاباً في النحو وهو أستاذ الكسائي والفرا.
بعث إليه الخليل يطلب كتابه فبعثه إليه فقرأه فكل ما في كتاب سيبويه، وقال الكوفي كذا فإنما عنى الرواسي.
هذا وكتابه يقال له الفيصل كما نص عليه في المزهر أيضاً وهو من شيوخ الشيعة له في فهرست مصنفي الإمامية ترجمة ومصنفات، كان من أصحاب ابي جعفر الباقر وأبي عبد اللّه الصادق وهو من أهل بيت فضل وأدب له في الاصل ترجمة مفصلة.
الصحيفة السادسة
في مشاهير أئمة علم النحو الشيعة
منهم عطاء بن أبي الاسود وقد تقدم ذكره في الصحيفة الرابعة ومنهم

[ 164 ]

يحيى بن يعمر العدواني الوسقي المضري البصري من عدنان بن قيس بن غيلان بن مضر وكان عداده في بني ليث بن كنانة كان أحد قراء البصرة وعنه أخذ عبد اللّه بن إسحق القراءة.
قال ابن خلكان: وكان عالماً بالقرآن الكريم والنحو واللغات وأخذ النحو عن أبي الاسود الدؤلي، وكان شيعياً من الشيعة الاولى القائلين بتفضيل أهل البيت عليهم السلام من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم.
قلت: ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور وأثنى عليه ثناء عظيماً ذكرت بعضه في الاصل وذكرت ما في الروض الزاهر من مناظراته مع الحجاج وإثباته أن الحسن والحسين إبنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) من آية «ووهبنا له إسحاق ويعقوب، إلى قوله وعيسى وإلياس.
قال يحيى بن يعمر للحجاج فمن كان أبا عيسى وقد ألحقه اللّه بذرية إبراهيم وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال الحجاج ما أراك إلا قد خرجت وأتيت بها مبينة واضحة الحديث
قال في بغية الوعاة توفى سنة تسع وعشرين ومائة.
وقال في التقريب مات قبل المائة وقيل بعدها.
ومنهم محمد بن الحسن ابن أبي سارة أبو جعفر مولى الانصار يعرف بالرواسي الكوفي شيخ الكوفيين في العربية وأول من صنف فيهم في النحو كما تقدم في الصحيفة الخامسة مات بعد المائة ذكرت ترجمتة ومصنفاته في الاصل.
ومنهم الفراء النحوي المشهور يحيى بن زياد الاقطع الكوفي، قطعت

[ 165 ]

يد أبيه زياد بن عبد اللّه في وقعة فخ كان مع الحسين بن علي بن الحسن المثلث ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط.
قال في رياض العلماء وما قال السيوطي من ميل الفراء إلى الاعتزال لعله مبني على الخلط بين اصول الشيعة والمعتزلة، وإلا فهو شيعي إمامي كما سبق آنفا انتهى.
حكى عن أبي العباس تغلب أنه لولا الفراء لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها، قال: لولا الفراء لسقطت العربية لانها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائهم فنذهب.
قلت: وذكرت له ترجمة تليق به في الاصل مع تعداد مصنفاته وأنه توفى سنة سبع ومائتين في طريق مكة عن ثلاث وستين سنة.
ومنهم أبو عثمان بكر بن محمد بن حبيب بن بقية المازني من بني مازن من شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بكر بن وائل سيد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة وتقدمه مشهور بذلك من علماء الإمامية تقدم ذكره في علم الصرف مات سنة 248 على الاصح.
ومنهم الإمام ابن حمدون الكاتب النديم النحوي المشهور وهو أحمد ابن ابراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون قال ياقوت ذكره أبو جعفر العلوي في مصنفي الإمامية وقال هو شيخ أهل اللغة ووجههم وأستاذ أبي العباس تغلب، قرأ عليه قبل ابن الإعرابي وتخرج من يده. قلت: هو في فهرست مصنفي الشيعة للشيخ أبي جعفر الطوسي وفهرست أسماء المصنفين من الإمامية للنجاشي كما نقل ياقوت مع زيادات ذكرتها في الاصل.

[ 166 ]

ومنهم أبو العباس المبرد محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير الثمالي الأزدي البصري اللغوي النحوي المشهور كان إمام العربية في زمانه أخذ علوم العربية عن الإمام أبي عثمان المازني وتخرج عليه، تقدم النص على تشيعه وتواريخه.
ومنهم ثعلبة بن ميمون أبو إسحق مولى بني أسد ثم مولى بني سلمة كان إمام العربية بالكوفة وكان حسن العمل كثير العبادة والزهد كما في فهرست أسماء المصنفين للنجاشي وذكر له حكاية لما دخل الرشيد العباسي هارون ابن محمد الكوفة وأنه روى عن أبي عبد اللّه الصادق والكاظم عليهما السلام وصنف في الحديث أيضاً ذكرت كل ما ذكره في الأصل.
ومنهم أبو القاسم الجرجي الكوفي النحوي المشهور سعيد بن محمد بن سعيد الجرجي قال السمعاني في الأنساب كان أحد أئمة علم النحو وكان من أهل الصدق كان غالياً في التشيع.
ومنهم يعقوب بن سفيان أحد أركان الأدب فاضل في كل فنون الإسلام خصوصاً العلوم العربية قال ابن الأثير في الكامل كان من علماء الشيعة وفضلائها توفى سنة 277.
ومنهم قتيبة النحوي الجعفي الكوفي من أئمة علم النحو واللغة ووصفه النجاشي في كتاب فهرست أسماء مصنفي الشيعة بالأعشى المؤدب وكناه بأبي محمد المقري مولى الأزد وذكره السيوطي في الطبقات وحكى عن الزبيدي ذكره في أئمة نحاة الكوفيين وأنه قال وقع كاتب المهدي قرى عربية فنون قرى فأنكره شبيب بن شيبة فسأل قتيبة هذا فقال إن أريد قرى الحجاز فلا تنون لأنها تنصرف أو قرى السودان نونت لأنها تنصرف.

[ 167 ]

ومنهم السياري أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد اللّه الكاتب النحوي اللغوي الشاعر الأديب البصري قال النجاشي كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد العسكري عليه السلام له كتب ذكرتها في الأصل.
ومنهم أبو بكر الصولي أخذ النحو عن المبرد تقدم ذكره في الكتاب.
ومنهم ابو جعفر محمد بن سلمه بن نبيل اليشكري النحوي جليل من أصحابنا الكوفيين عظيم القدر فقيه قار لغوي نحوي خرج إلى البادية ولقى العرب وأخذ عنهم وأخذ عنه يعقوب ابن السكيت ومحمد بن عبده النائب قال النجاشي وبيت اليشكري بالكوفة بيت فيهم فضل وتمييز ومنهم قوم كتاب إلى وقتنا هذا ثم عدد مصنفاته وقد ذكرتها في الأصل.
ومنهم أبو جعفر النحوي المعروف بأبي عصيدة وأسمه أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر مولى بني هاشم الكوفي الديلمي الأصل كان من أئمة العربية وأدب المعتز ابن المتوكل، أخذ عن الأصمعي ومن في طبقته، وحدث عن الواقدي وعنه القاسم الأنباري وجماعة، روى في مناقب أهل البيت عن الواقدي وغيره وله مع المعتز يوم أراد قتل المتوكل حكاية ذكرها نور اللّه المرعشي في طبقات الشيعي في ترجمة أبي عصيدة.
ومنهم شيخ الأدب أبو علي الفارسي اسمه الحسن بن علي بن أحمد ابن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفسوي إمام وقته في علم النحو حتى قيل بدأ النحو بفارس وختم بفارس يعني بدأ بسيبويه وختم بأبي علي الفارسي قدم على سيف الدولة بحلب سنة 331 وأقام عنده مدة ثم ارتحل إلى عضد الدولة بن بويه بفارس فأكرمه وتقدم عنده وهو من الشيعة الإمامية كما في

[ 168 ]

رياض العلماء وغيره وقد وهم من نسبه إلى الاعتزال، وله في الأصل ترجمة مفصلة مع تفصيل مصنفاته كان تولده سنة 288 وتوفى يوم الأحد 27 ربيع الثاني سنة 377 هـ
ومنهم الأرجاني فارس بن سليمان أبو شجاع الأرجاني قال النجاشي شيخ من أصاحبنا كثير الادب والحديث صحب يحيى بن زكريا الترماشيري ومحمد بن بحر الرهبي وأخذ عنهما له كتاب مسند أبي نواس وحجر وأشعب وبهلول وجعفران.
ومنهم ابن الكوفي علي بن محمد بن عبيد بن الزبير الاسدي الإمامي من مشاهير أصحاب تغلب إمام في العربية بالكوفة ذكره النجاشي في كتابه أسماء مصنفي الشيعة وأثنى عليه وكذلك السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية وترجمه ياقوت والسيوطي في المعجم والطبقات ذكرت كلامه في الاصل صنف الفرائد والقلائد في اللغة وكتاب معاني الشعر وكتاب الهمز وكان ولد سنة 254 وتوفى في ذي القعدة سنة 348 هـ.
ومنهم الاخفش الاول المتوفى قبل الخمسين ومائتين واسمه أحمد بن عمران ابن سلامة الإلهاني يكنى أبا عبد اللّه النحوي قال ياقوت بعد ترجمته وله أشعار كثيرة في أهل البيت منها:
إن بني فاطمة الميمونة *** الطيبين الاكرمين الطينة
ربيعنا في السنة الملعونة *** كلهم كالروضة المهتونة
وذكره السيد بحر العلوم الطباطبائي في كتاب الرجال وذكر أنه من شعراء أهل البيت عليهم السلام خالص الود لآل البيت أصله من الشام وهاجر

[ 169 ]

للعلم بالعراق، ثم رحل الى مصر ثم إلى طبريه صحب اسحق بن عبدوس وكان يؤدب ولده بطبريه.
ومنهم مرزكه بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاء وتشديد الكاف أسمه زيد من الموصل أحد أئمة النحو من الشيعة وذكره السيوطي في طبقات النحاة وقال الصفدي كان نحوياً شاعراً أديباً رافضياً وذكره ابن النديم في شعراء الشيعة ومتكلميهم.
ومنهم ابن أبي الأزهري النحوي المشهور من أعلام علماء الشيعة له في كتب فهرست مصنفي الشيعة ترجمة ومصنفات وذكره علماء التراجم والخطيب في تاريخ بغداد وغيره مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة عن نيف وتسعين سنة.
ومنهم أبوعبد اللّه محمد بن عبد اللّه الكاتب البصري النحوي الشاعر المعروف بالمفجع المتقدم ذكره قال ياقوت كان من كبارالنحاة شاعراً مفلقاً شيعياً، وقال النجاشي جليل من وجوه أهل اللغة والأدب والحديث قلت له ترجمة طويلة في الأصل وفيها فهرست مصنفاته وأنه مات سنة عشرين وثلاثمائة.
ومنهم ابن خالوية إمام اللغة والعربية وغيرهما من العلوم الأدبية تقدم ذكره وله في الأصل ترجمة مضبوطة مع فهرست مصنفاته وانه مات بحلب سنة سبعين وثلاثمائة.
ومنهم الخالع النحوي واسمه حسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين الرافعي، قال الصفدي كان من كبار النحاة أخذ عن الفارسي والسيرافي

[ 170 ]

وذكره النجاشي في مصنفي الشيعة وذكر له كتاب صنعة الشعر كتاب الدرجات وكتاب أمثال العامة وله تخيلات العرب، كتاب شرح شعر أبي تمام، كتاب الأودية والجبال والرمال، وكان موجودا في عشر الثمانين والثلاثمائة.
ومنهم المرزباني محمد بن عمران الكاتب البغدادي المتقدم ذكره إمام علوم الأدب أخذ عن ابن دريد وابن الأنباري وعنه أبو عبد اللّه الصيمري وأبوالقاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم وقد أخرجت تمام فهرست مصنفاته في الأصل.
ومنهم أبو الفتح محمد بن جعفر بن محمد الهمذاني المراغي النحوي، قال ياقوت كان حافظاً نحويا بليغا وقال التوحيدي كان قدوة في النحو والأدب مع حداثة سنه ولم أر مثله وقال النجاشي في كتاب مصنفي الشيعة عند ذكره كان وجهاً في النحو واللغة ببغداد حسن الحفظ صحيح الرواية فيما ينقله وكان يتعاطى الكلام وكانت وفاته سنة 271 ذكرت مصنفاته في الأصل.
ومنهم الحسين بن محمد بن علي الأزدي أبو عبد اللّه النحوي الكوفي، قال النجاشي: ثقة من أصحابنا كان الغالب عليه علم السير والأدب والشعر وله كتاب الوفود على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، كتاب أخبار ابن أبي عقب وشعره مات في آخر المائة الثالثة.
ومنهم أحمد بن اسماعيل بن عبد اللّه أبو علي البجلي اللغوي المعروف بسمكة القمي أستاذ ابن العميد من أئمة علم الادب والنحو تأدب على أحمد ابن أبي عبد اللّه البرقي وغيره قال النجاشي: وله عدة كتب لم يصنف مثلها وذكرها وذكرتها في الأصل.

[ 171 ]

ومنهم أبو الحسن السمساطي كان واحد عصره في كل فنون الأدب والعربية مصنفاً في الكل عددت مصنفاته في الأصل قال النجاشي كان شيخا في الجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ثم ذكر مصنفاته، قلت: له رسائل إلى سيف الدولة فهو من طبقة الكليني.
ومنهم الشيخ ابن عبدون المعروف في عصره بابن الحاشر واسمه أحمد ابن عبد الواحد بن أحمد البزاز يكنى أبا عبد اللّه كان إمام أهل الأدب والفقه والحديث كثير السماع والرواية قال النجاشي شيخنا المعروف بابن عبدون كان قوياً في الأدب قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير وكان علوا في الوقت، له كتب منها أخبار السيد بن محمد، كتاب التاريخ، كتاب تفسير خطبة فاطمة عليها السلام معربة، كتاب الجمعة، كتاب التاريخ، كتاب الحديثين المختلفين، قلت: وله كتاب آداب الخلفاء مات سنة 323 سمع منه الشيخ أبو جعفر الطوسي وأجازه جميع ما رواه.
ومنهم ابن النجار النحوي الكوفي محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فوقة أبو الحسين التميمي صاحب المختصر في النحو وكتاب الملح والنوادر قال ياقوت ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة وقبل سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وقدم بغداد وحدث عن ابن دريد ونفطويه وكان ثقة من مجودي القرآن قلت وهو أحد شيوخ النجاشي صاحب الفهرست في مصنفي الشيعة ذكره وأثنى عليه وذكر مصنفاته وعد منها تاريخ الكوفة ثم لا يخفى أن أبن النجار يطلق على من ذكرنا وعلى محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار صاحب التحصيل والتذييل على تاريخ الخطيب من علماء السنة والجماعة وهذا من الاماميه توفى سنة عشرين وأربعمائة وقيل سنة ستين وأربعمائة.

[ 172 ]

ومنهم أبو الفرج القناني النحوي الكوفي الوراق ذكره النجاشي في فهرست أسماء المصنفين الشيعة وذكر كتبه وهو أحد مشايخه ذكرته في الأصل في علماء المائة الرابعة.
ومنهم أبو الفرج محمد ابن ابي عمران موسى بن علي بن عبد ربه القزويني الكاتب النحوي الكوفي ذكره النجاشي أيضاً وهو من معاصريه ولم يتفق له السماع منه وهو من علماء المائة الرابعة.
ومنهم أبو الحسن الربعي النحوي علي بن عيسى بن الفرج بن صالح الربعي قال ابن كثير الشامي في تاريخه قرا في ابتداء أمره على السيرافي علوم العربية ثم على أبي علي الفارسي ولازمه ملازمه تامة عشرين سنة حتى برع في العلم وحاز قصب السبق قال وكان يتمشى على شاطئ دجلة ذات يوم والشريفان المرتضى والرضي في زورق في دجلة ومعهما عثمان ابن جني أبو الفتح فقال علي بن عيسى لهما: من أعجب الأعاجيب أن عثمان معكما وعلي بعيد عنكما يسير في شاطئ دجلة الحديث، مات سنة عشرين وأربعمائة.
ومنهم أبو اسحق الرفاعي ابراهيم بن سعد بن الطيب الرفاعي النحوي قال أبو غالب محمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي ما رأيت قط أعلم من أبي إسحاق الرفاعي كان ضريراً أخذ عن السيرافي وقرأ عليه شرحه على الكتاب وسمع منه كتب اللغة والدواوين وخرج من بغداد إلى واسط وكان قبل قدومه إلى بغداد قدم واسط وتلقى القرآن فيها من عبد الغفار الحصني فجلس بالجامع صدراً يقرأ الناس قاله ياقوت ثم قال ثم نزل الزيدية وهناك تكون الرافضة والعلوية فنسب إلى مذهبهم ومقت وجفاه الناس ومات سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

[ 173 ]

ومنهم عبد السلام بن الحسين أبو أحمد البصري النحوي ذكره النجاشي ووصفه بشيخ الأدب بالبصرة وهو أحد مشايخه بالكوفة.
ومنهم الشريف يحيى بن محمد بن طباطبا العلوي النحوي يكنى أبا المعز وأبا محمد أخذ عن الربعي والشماس وعنه ابن الشجري قال ياقوت وكان يفتخر به ابن الشجري وقال ابن النديم في الفهرست يحيى العلوي أبو محمد النيسابوري المتكلم له كتب لقيت جماعة ممن لقوه وقرأوا عليه وذكره السيوطي في طبقات النحاة وحكى أنه كان شيعياً قلت ذكره شيخ الشيعة العلامة ابن المطهر في الخلاصة قال كان فقيها عالما متكلما يسكن نيسابور وكذلك قال النجاشي والشيخ ابن داود وغيرهم وقد أخرجت عبائرهم في الأصل.
ومنهم ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب أبو الحسن الحلبي النحوي قال السيوطي في الطبقات قال الذهبي كان من كبار النحاة شيعيا صنف كتابا في تعليل قراءة عاصم وتولى خزانة الكتب بحلب لسيف الدولة فقالت الاسماعيلية هذا يفسد الدعوة لأنه صنف كتابا في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم فحمل الى مصر فصلب في حدود سنة ستين وأربعمائة.
ومنهم أبو القاسم التنوخي علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الجهم قال في نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر كان فاضلا شاعراً أديباً كأبيه وجده وأخذ اللغة عن أبي العلاء المعري وروى شعراً كثيراً وولي القضاء بعدة بلاد ثم عدها قلت وقد أخذ عن السيد المرتضى قال محمد بن شاكر في فوات الوفيات وكان شيعياً معتزليا وهذا وهم منه إنما كان شيعيا إمامياً تولد يوم الثلاثاء منتصف شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وتوفى في شهور

[ 174 ]

سنة 447 ونص على تشيعه وتشيع أبيه المحسن وجده القاضي التنوخي القاضي المرعشي في طبقات الشيعة.
ومنهم علي بن أحمد الفنجكري بفتح الفاء وسكون النون ثم الجيم ثم الكاف ثم الراء المهملة ثم الياء النسبية وهي نسبة إلى فنج كرد قرية من قرى نيسابور الأديب له تاج الاشعار وسلوة الشيعة وهي أشعار أمير المؤمنين ألف الميداني كتاب السامي في الأسامي في اللغة بالفارسية باسماء ووصفه فيه ومدحه بالفضل والعلم والادب.
قال القاضي المرعشي في طبقات الشيعة كان أديبا فاضلا لبيبا مؤمنا كاملا وله في أهل البيت الاشعار الرائقة وذكر قطعة منها.
وقال السيوطي: قال في السياق الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة قرأ اللغة على يعقوب بن أحمد الأديب وأحكامها.
قال في الوشاح عند ذكره هو الملقب بشيخ الأفاضل أعجوبة زمانه وآية أقرانه مات سنة 512 عن ثمانين سنة وعن السياق أنه مات في 13 شهر رمضان سنة 503 وقد أخرجت في الأصل جملة من أشعاره وكان معاصرا للزمخشري وله معه حكايات.
ومنهم ملك النحاة وهو الحسن بن صافي بن نزار بن ابي الحسن ويظهر من كشف الظنون أنه يكنى أبا نزار قال في باب حرف العين عمدة في النحو لأبي نزار ملك الرافضة والنحاة حسن بن صافي بردون التركي المتوفى سنة 798 ووهم في تاريخ الوفاة كما وهم السيوطي في تاريخ تولده ووفاته حيث قال مات بدمشق يوم الثلاثاء تاسع شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة ومولده

[ 175 ]

سنة تسع وثمانين وأربعمائة فإنه رضي اللّه عنه توفي سنه 463 كما في الحلل السندسية وصححه ابن خلكان.
وكان ملك النحاة قرأ النحو على الفصيحي الامامي حتى برع فيه وصنف فيه الحاوي والعمدة والمقصد في التصريف وكتاب العروض وكتاب التذكرة السنجرية والمقامات والمسائل العشر المعميات وديوان الشعر، كان تولده ببغداد وسافر إلى ايران خراسان وكرامان وغزنه وفي آخر الامر قدم الشام وسكنها ومات بها نقلت في الأصل أبياتا من شعره.
ومنهم علي بن محمد بن علي بن أبي زيد الفصيحي لتكراره على كتاب الفصيح كان من أهل استرباد من بلاد جرجان قرأ على عبد القادر الجرجاني وقرأ عليه ملك النحاة
وكان إماما في كل علوم العربية ودرس النحو بالمدرسة النظامية ببغداد بعد الخطيب التبريزي ثم علموا تشيعه فقيل له ذلك فقال: لا أجحد أنا متشيع من القرن الى القدم فاخرج ورتب مكانه ابو منصور الجواليقي مات ببغداد يوم الاربعاء ثالث عشر ذي الحجة الحرام سنة 516 ست عشر وخمسمائة.
ومنهم ابن الشجري أستاذ ابن الانباري كان أوحد أهل زمانه وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وايامها واحوالها متضلعا من الادب كامل الفضل.
قاله السيوطي ونحوه ابن خكان وياقوت وابن الانباري وذكره من أصحابنا الشيخ منتجب الدين في كتابه فهرس أسماء علماء الشيعة المتأخرين

[ 176 ]

عن الشيخ الطوسي، وذكره السيد علي بن صدر الدين المدني في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
وقد وهم السيوطي في سرد نسبه الشريف كما وهم ياقوت في تفسير الشجري فإنه هبة اللّه بن علي بن محمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن الشجري (قرية من أعمال المدينة) ابن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن السبط ابن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام توفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وذكرت مصنفاته في الاصل.
ومنهم يحيى بن أبي طيء احمد بن ظاهر الطائي الكلبي الحلبي ابو الفضل النحوي.
قال ياقوت: أحد من يتأدب ويتفقه على مذهب الامامية وصاحب التصانيف في اقسام العلوم وكان في حدود الستمائة.
قلت: قال في كشف الظنون أخبار الشعراء السبعة لابن ابي طيء يحيى ابن حميدة الحلبي المتوفى سنة 335 خمس وثلاثون وثلاثمائة رتب على الحروف انتهى وأظنه وهم والصحيح ان تولده في شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
ومنهم احمد بن علي بن معقل ابو العباس المقري الاديب الازدي المهلبي الحمصي أحد افراد الدهر في الادب والعربية.
قال السيوطي: قال الذهبي ولد سنة سبع وستين وخمسمائة ورحل إلى العراق وأخذ الرفض عن جماعة بالحلة والنحو ببغداد عن أبي البقاء العكبري

[ 177 ]

والوجيه الواسطي وبدمشق من ابي اليمن الكندي وبرع في العربية والعروض وصنف فيهما.
وقال الشعر الرائق ونظم الايضاح والتكملة للفارسي فأجاد واتصل بالملك الامجد فحظى عنده وعاش به رافضة تلك الناحيه وكان وافر العقل قالياً في التشيع دينا متزهدا مات في الخامس والعشرين من ربيع الاول سنة 644 اربع واربعين وستمائة.
ومنهم أحمد بن محمد ابو العباس الاشبيلي الازدي المعروف بابن الحاج من ائمة النحو واللغة تخرج على الشلوبين وامثاله حتى صار محققا بالعربية وحافظا للغات إماما في العروض قال في البدر السافر برع في لسان العرب حتى لم يبق فيه من يفوقه أو يدانيه وقال مجد الدين في البلغة كان يقول إذا مت يفعل ابن عصفور في كتاب سيبويه ما شاء وله على كتاب سيبويه إملاء وصنف في الإمامة كتاباً حسناً أثبت فيه إمامة الإثني عشر كما في معالم العلماء وصنّف في علم القرآن.
وله مختصر خصائص ابن جنى ومصنّف في حكم السماع ومختصر المستصفى للغزالي في أصول الفقه وله حواشي في مشكلاته وعلى سر الصناعة وعلى الإيضاح.
وله كتاب النقود على الصحاح والإيرادات على المغرب مات سنة 647 وقال ابن عبد الملك مات سنة 651 والأول أصح.
ومنهم نجم الأئمة الرضي الأستربادي قال السيوطي: الرضى الإمام المشهور صاحب شرح الكافية لابن الحاجب الذي لم يؤلف عليها بل ولا في

[ 178 ]

غالب كتب النحو مثله جمعاً وتحقيقاً وحسن تعليل وقد أكبّ الناس عليه وتداولوه واعتمده شيوخ العصر ولقبه نجم الأئمة ولم أقف على إسمه ولا على شيء من ترجمته انتهى ما في طبقات السيوطي.
وقال الفاضل البغدادي في مقدمة خزانة الأدب في شرح شواهد شرح الرضي وقد رأيت في آخر نسخة قديمة من هذه الشروح ما نصه:
هو المولى الإمام العالم العلامة ملك العلماء صدر الفضلاء مفتي الطوائف الفقيه المعظم نجم الملة والدين محمد بن الحسن الاستربادي وقد أملا هذا الشرح بالحضرة الشريفة الغروية في ربيع الآخر من سنة ثمان وثمانين وستمائة.
قلت: وقد رأيت خط الفاضل الأصفهاني الشهير بالفاضل الهندي على ظهر شرح الرضي على الشافية في الصرف ما نصه شرح الشافية للشيخ الرضي المرضي نجم الملة والحق والحقيقة والدين الاستربادي الذي درر كلامه أسنى من نجوم السماء وتعاطيها السهل من تعاطى لآلىء الماء إذا فاء بشيء اهتزت له الطباع إذا حدث بحديث قرط الأسماع بالاستماع هو الذي بين الأئمة ملك مطاع للمؤلف والمخالف في جميع الأراضي والبقاع.
قلت: وقد أرخ هو في آخر شرحه على الكافية قبل أحكام هاء السكت قال هذا آخر شرح المقدمة والحمد للّه على أنعامه وأفضاله بتوفيق إكماله وصلواته على محمد وكرم آله وقد تم تمامه وختم اختتامه في الحضرة المقدسة الغروية على مشرفها أفضل تحية ربّ العزة وسلامه في شوال سنة ست وثمانين وستمائة.

[ 179 ]

ومنهم السيد ركن الدين صاحب المتوسط شرح مقدمة ابن الحاجب بثلاث شروح اشتهر منها المتوسط، قال السيوطي قال ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد قدم مراغة واشتغل على مولانا نصير الدين الطوسي وكان يتوقد ذكاء وفطنة فقدمه النصر وصار رئيس الأصحاب بمراغة وكان مجيد درس الحكمة وكتب الحواشي على التجريد وغيره وكتب لولد النصير شرحا على قواعد العقائد للنصير.
ولما توجه النصير إلى بغداد سنة 672 لازمه فلما مات النصير في هذه السنة صعد إلى الموصل واستوطنها ودرس بالمدرسة النورية وفوّض إليه النظر في أوقافها وشرح مقدمة ابن الحاجب بثلاث شروح أشهرها المتوسط وتكلم في أصول الفقه وأخذ على السيف الآمدي ثم فوّض إليه درس الشافعية بالسلطانية.
وقال الصفدي كان شديد التواضع يقوم لكل أحد حتى السقاء شديد الحلم وافر الجلالة عند التتار شرح مختصر ابن الحاجب الأصلي والشافية في التصريف وعاش بضعاً وسبعين سنة وقال صاحب رياض العلماء السيد بن شرفشاه وهو السيد ركن الدين الاستربادي أعني أبا محمد الحسن بن محمد بن شرفشاه الحسيني له كتاب منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة ألفه باسم السلطان اويس بهادرخان.
وعندنا من مؤلفاته شرحه على قواعد العقائد لخواجه نصير الدين أستاذه انتهى، وقال صاحب الروضات كان من أعلام الشيعة نص على تشيّعه جماعة من العلماء وذكر مصنفاته وعد منها منهج الشيعة ومات سنة 718 وقيل في 14 صفر سنة 715.

[ 180 ]

تم بحمد اللّه على يد مؤلفه العبد الراجي فضل ربه ذي المنن أبي محمد الحسن المشتهر بالسيد حسن صدر الدين ابن السيد العلامة السيد الهادي الكاظمي يوم السبت خامس عشر جمادي الآخرة من شهور سنة الثلاثين والثلاثمائة بعد الألف من الهجرة

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من ...
من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ...
المدن الشيعيّة في شبه القارّة الهنديّة
قبسات من الكلام الفاطمي
التضحية وصناعة التاريخ .. ثورة الإمام الحسين ...
في تقدم الشيعة في علم الكلام ، وفيه صحائف
الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام
أهل الذمة في عصر الأمويين
أسرة آل بُوَيه في الريّ
من هم قتلة عثمان

 
user comment