عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

السؤال : الإخوة الأعزاء في هذا المنتدى ، أُودّ أن تزوّدونا بالمصادر التي تثبت أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ولد في الكعبة ، وما حكم من ينكر هذه المنقبة له (عليه السلام) من الشيعة ؟ وهل يعتبر ضالاً أم ماذا ؟

مصادر تثبت ولادته في الكعبة :

السؤال : الإخوة الأعزاء في هذا المنتدى ، أُودّ أن تزوّدونا بالمصادر التي تثبت أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ولد في الكعبة ، وما حكم من ينكر هذه المنقبة له (عليه السلام) من الشيعة ؟ وهل يعتبر ضالاً أم ماذا ؟ وما رأي المراجع حفظهم الله في ذلك ؟ ولكم الأجر الكثير .

الجواب : إنّ قضية ولادة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من القضايا التي تطابق على إثباتها الرواة ، وتضافر النقل لها ، وتواتر الأسانيد إليها ، ونقلتها مصادر الفريقين .

فمن مصادر أهل السنّة :

____________

1- جواهر المطالب 1 / 88 .

2- الرياض النضرة 3 / 118 ، ينابيع المودّة 2 / 404 و 3 / 230 .


الصفحة 71


1ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوريّ ، حيث قال : " فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولِِِدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة " (1) .

2ـ قال السيّد محمود الآلوسي ـ صاحب التفسير ـ في شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية لعبد الباقي أفندي العمري عند قوله :

 

أنت العلي الذي فوق العلى رفعاً

ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

 

فقال : " وكون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة … " (2) .

وللمزيد حول ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة راجع : إزالة الخفاء (3) ، الفصول المهمّة (4)، مطالب السؤول (5)، نور الأبصار (6)، نظم درر السمطين (7)، مناقب الإمام علي (8) ، وغيرها من المصادر (9) .

وأمّا من مصادر الشيعة فراجع : الأمالي للشيخ الصدوق ، والأمالي للشيخ الطوسيّ ، والإرشاد ، وغيرها من المصادر (10) .

____________

1- المستدرك 3 / 483 .

2- الغدير 6 / 22 .

3- إزالة الخفاء 4 / 406 .

4- الفصول المهمّة : 30 .

5- مطالب السؤول 1 / 51 .

6- نور الأبصار : 116 .

7- نظم درر السمطين : 80 .

8- مناقب الإمام علي : 58 .

9- أُنظر : كفاية الطالب : 407 ، تذكرة الخواص : 20 .

10- منتهى المطلب 2 / 889 ، تحرير الأحكام 1 / 131 و 2 / 120 ، خصائص الأئمّة : 39 ، روضة الواعظين : 76 و 81 ، مناقب آل أبي طالب 2 / 22 و 45 و 3 / 38 و 48 و 59 و 91 ، المزار الكبير : 207 ، الفضائل : 56 ، إقبال الأعمال 3 / 131 ، المزار للشهيد الأوّل : 91 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 195 ، معاني الأخبار : 62 ، الأمالي للشيخ الطوسيّ : 707 ، كشف الغمّة 1 / 61 ، كشف اليقين : 18 ، المقنعة : 461 ، السرائر 3 / 566 ، تهذيب الأحكام 6 / 19 ، الإرشاد 1 / 5 ،العمدة : 8 ، إعلام الورى 1 / 306 .


الصفحة 72


وقد أجاد العلاّمة الأوردبادي حيث أفرد لهذا الموضوع كتاباً مستقلاً ، سمّاه " علي وليد الكعبة " ، أثبت فيه هذا الموضوع بالأدلّة النقليّة المتواترة .

وأمّا بالنسبة إلى حكم من أنكر هذه المنقبة فنقول : المنكر لمثل هذه المنقبة إن كان جاهلاً ، أو كان إنكاره عن شبهة ، فعلينا أن نرشده ونزيل الشبهة منه ، وإن كان من أهل العلم ، فإنّ إنكاره لمثل هذه المنقبة التي يعترف بها حتّى المخالف ، إنّما يكون لمرض في قلبه ، نسأل الله تعالى السلامة والعافية .

( ... . ... . ... )

ولايته شرط لقبول الأعمال :

السؤال : أُريد منكم توضيح معنى كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) : " أنا الذي لا تقبل الأعمال إلاّ بولايتي " .

الجواب : لم نجد مصدراً لهذه الرواية بهذا اللفظ ، وإن كان معناه صحيحاً ، وفيه وردت روايات كثيرة ، وتوضيحه كالتالي :

إنّ الولاية تعني اتباع الإمام وطاعته ، ومعلوم أنّ التكاليف والأحكام عموماً لا تعرف إلاّ عن طريق الإمام ، فاتباعه بمعنى اتباع ما أوضحه من أحكام ، وما بيّنه من تكاليف ، فإذا شذّ الإنسان عن اتباع الإمام وطاعته ، فسوف يسلك سبيلاً آخر يأخذ من خلاله أحكاماً لا تنسب إلى الله تعالى ، إذ الإمام منصوب من قبل الله تعالى بواسطة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فكلّ ما يفرضه الإمام مفروض من قبل الله تعالى ؛ حاكياً عن الواقع الذي لا التباس فيه ، واتباع غير الإمام لا يعني إلاّ اتباع وليجةٍ من دون الله ، وطريقاً غير الواقع ، قال تعالى : { وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } (1) .

____________

1- التوبة : 16 .


الصفحة 73


قال الإمام الباقر (عليه السلام) في صحيحة أبي الصباح الكنانيّ : " إيّاكم والولائج ، فإنّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت " (1) ، ومعلوم أنّ معنى الوليجة هي الدخيلة أو الجهة ، فاتخاذ أيّة جهة دونهم لا يعني إلاّ الانحراف عن الصراط واتباع الطاغوت .

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيّام خلافة عثمان : " فأنشدكم الله عزّ وجلّ أتعلمون حيث نزلت : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } (2) ، وحيث نزلت : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (3) ، وحيث نزلت : { وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } (4) ؟ قال الناس : يا رسول الله : أهذه خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم ؟

فأمر الله عزّ وجلّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم ، وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم ، وصومهم وحجّهم ، فنصبني للناس بغدير خم " (5) .

عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) قال : " نزل جبرائيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال : يا محمّد ، السلام يقرئك السلام ، ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن ، والأرضين السبع وما عليهنّ ، وما خلقت خلقاً أعظم من الركن والمقام ، ولو أنّ عبداً دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ، ثمّ لقيني جاحداً لولاية

____________

1- تفسير العيّاشي 2 / 83 ، تفسير نور الثقلين 2 / 191 .

2- النساء : 59 .

3- المائدة : 55 .

4- التوبة : 16 .

5- كمال الدين وتمام النعمة : 276 ، تفسير نور الثقلين 1 / 505 و 644 و 2 / 192 و 500 ، ينابيع المودّة 1 / 346 .


الصفحة 74


علي لأكببته في سقر " (1) .

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) كذلك قال : " إنّ أوّل ما يسأل العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات المفروضات ، وعن الزكاة المفروضة ، وعن الصيام المفروض ، وعن الحجّ المفروض ، وعن ولايتنا أهل البيت ، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه ، وإن لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله ، لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله " (2).

وبذلك تبيّن : أنّ ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته من بعده تأطّر أعمال الشخص ، دون أن تزيغ أو تنحرف عن الواقع ، وعن حكم الله تعالى ، وبهذا يمكن تفسير قول أمير المؤمنين (عليه السلام) .

جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولايته ، والسائرين على نهجه .

( هادي الفقيه . أمريكا . 21 سنة . هندسة الحاسبات )

نوره ونور النبيّ واحد :

السؤال : أُريد أن أعرف حول حديث النور ، ما جاء فيه وكلّ شيء حوله ؟ فأرجو الإجابة .

الجواب : هو حديث طويل ، ذكر فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) كلاماً شريفاً حول النورانية ، وكيف أنّ الله تعالى قد خلقه (عليه السلام) ، وخلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نور واحد .

روى العلاّمة المجلسيّ (قدس سره) : أنّ سلماناً وجندباً سألا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن

____________

1- المحاسن 1 / 90 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 573 ، ثواب الأعمال : 210 ، روضة الواعظين : 126 .

2- الأمالي للشيخ الصدوق : 328 ، روضة الواعظين : 318 .


الصفحة 75


النورانية فقال : " كنت أنا ومحمّد نوراً واحداً من نور الله عزّ وجلّ ، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشقّ ، فقال للنصف : كن محمّداً ، وقال للنصف : كن علياً ، فمنها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : علي منّي وأنا من علي ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي ، وقد وجّه أبا بكر ببراءة إلى مكّة ، فنزل جبرائيل (عليه السلام) ، فقال : يا محمّد ، قال : لبيك ، قال : إنّ الله يأمرك أن تؤدّيها أنت أو رجل عنك ، فوجّهني في استرداد أبي بكر ، فرددته فوجد في نفسه ، وقال : يا رسول الله ، أنزل فيّ القرآن ؟ قال : لا ، ولكن لا يؤدّي إلاّ أنا وعلي " .

" يا سلمان ويا جندب " ، قالا : لبيك يا أخا رسول الله ، قال (عليه السلام) : " من لا يصلح لحمل صحيفة يؤدّيها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف يصلح للإمامة ؟

يا سلمان ويا جندب ، فأنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) كنّا نوراً واحداً ، صار رسول الله محمّد المصطفى ، وصرت أنا وصيّه المرتضى ، وصار محمّد الناطق ، وصرت أنا الصامت ، وإنّه لابدّ في كلّ عصر من الإعصار أن يكون فيه ناطق وصامت .

يا سلمان صار محمّد المنذر ، وصرت أنا الهادي ، وذلك قوله عزّ وجلّ : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (1) ، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر ، وأنا الهادي " (2) .

ثمّ إنّ الشيعة لم يتفرّدوا في هذه المرويات ، بل روى ذلك جمع من علماء السنّة ، منهم : الكنجيّ الشافعيّ في كفاية الطالب (3) ، ابن المغازليّ في مناقب علي بن أبي طالب (4) ، سبط بن الجوزيّ في تذكرة الخواص (5) ،

____________

1- الرعد : 7 .

2- بحار الأنوار 26 / 3 .

3- كفاية الطالب : 314 .

4- مناقب الإمام علي : 120 .

5- تذكرة الخواص : 51 .


الصفحة 76


ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1) ، الطبري في الرياض النضرة (2) ، القندوزيّ الشافعيّ في ينابيع المودّة (3) ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (4) ، وابن الدمشقيّ في جواهر المطالب (5) .

هذه بعض مصادر علماء السنّة نقلناها ، وعليك بمتابعة الباقي فضلاً عن مصادرنا الشيعيّة .

( الهادي . ... . ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
السؤال : تستدلّون على التوسّل بالنبيّ والأئمّة ...
السؤال : ما هو المقصود بالتشيّع ؟ ومن هم الشيعة ؟
السؤال : هل كانت الشيعة في زمن الرسول ؟ وما رأي ...
السؤال: ما معنى الإرادة التكوينية ؟ والإرادة ...
ظهور اهل التسنن
هل نزل القرآن على سبعة أحرف؟!!
السؤال : قوله (صلى الله عليه وآله) : ( علي مع الحقّ ، ...
من هو شيخ الأنبياء ومن هو سيد البطحاء وشيخ ...
السؤال: ما هو حكم الخيرة أو الاستخارة ؟ فنرى ...

 
user comment