عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

تشكيل الحكومة الاسماعيلية في ايران .-2

و عـنـدما مات الحسن بن الصباح سنة 519 ه , حل محله نائبه بزرك اميدكيا و كان من زملائه , و احتل قلعة لمسر و حكم فيها عشرين سنة و كان يراعي ظواهر الشرع كصاحبه يقول الجويني :.
((عـنـدمـا جـلـس بزرك اميد على العرش مع رفاقه الاخرين , فانه سار بسيرة الحسن بن الصباح عشرين سنة ((1527)) )).
و يقول الجويني ايضا في ابنه الذي كان نائبه :.
((و اقـتدى محمد بن بزرك اميد بالحسن بن الصباح و بابيه في اقامة الشعائر الاسلامية و الالتزام بالشؤون الشرعية ((1528)) )).
و يـعـد نـائب مـحـمد, و هو نجله الحسن بن محمد اول حاكم اسماعيلي خرج على النظام المالوف المتمثل برعاية ظواهر الشرع من خلال تمسكه بقاعدة التاويل و اسس نوعا من الحكومة التاويلية القائمة على اساس الباطنية و الموافقة لهواه يقول الجويني :.
((انـما قام في اول توليه شؤون الحكم بعد ابيه بابطال الشعائر الشرعية و القواعدالاسلامية التي كانوا يلتزمون بها منذ عهد الحسن بن الصباح ((1529)) )).
و اعـلن الحسن بن محمد هذا عن ((شعائر القيامة )) و قال : ((الان حان يوم القيامة و اليوم حساب لا عـمـل لـذا مـن عمل بحكم الشريعة في يوم القيامة , و واظب على العبادات والشعائر, استوجب النكال و القتل و الرجم و التعذيب ((1530)) )).
و جـا بـعـده نجله محمد المعروف بـ((على ذكره السلام )) فكان اكثر غلوا من ابيه و حكم ستا و اربعين سنة .
امـا جـلال الـدين بن محمد المذكور, فكان عكس ابيه اذ راعى ظواهر الشرع , و اقام علاقات مع حـكـام بغداد و لذلك عرف بـ((جلال الدين نو مسلمان )) ((1531)) و خلفه نجله علاالدين الذي انـتهج الالحاد مذهبا ((1532)) و لكن جا بعده ركن الدين خورشاه ـ الذي استسلم لهولاكو, و هو آخر حاكم اسماعيلي ـ فاقام شعائرالاسلام ((1533)) .
و كـنـا قـد ذكـرنـا سابقا ان الباطنية لا تتنافى مع توجه يتسم بالغلو و عندما تتبدل رعاية ظواهر الـشـرع الـى اعمال مضادة للشرع بلا مسوغ شرعي و لا تواجه مشكلة من الوجهة العقيدية , فانها تغذي مثل هذا التوجه في باطنها طبيعيا.
و نقول في حقل العقائد التي كان يتمسك بها الالموتيون : انهم اشتهروا بقولهم : ان معرفة اللّه تتحقق عـن طـريـق الـمعلم فحسب , لا عن طريق العقل و النظر و لهذا السبب اصبح اسم (التعليمية ) من اسمائهم .
و شرح الشهرستاني (479 ـ 548) الادلة على هذا الموضوع من نص فارسي نقله الى العربية و هـو الـذي عاصر الحكومة الاسماعيلية , و اتهم بالميل اليهم و الدعوة الى عقائدهم ((1534)) و كـان يـنـوي ـ حـسـب رايه ـ اثبات هذا الموضوع المتمثل في امكان معرفة اللّه عن طريق المعلم الـصـادق فحسب من خلال قوله : ان كل من اثبت اللّه بالعقل والنظر, فانه يقف في مقابل من ينفي اللّه بالعقل والنظر ايضا ((1535)) و هذاالاستدلال مماثل لاستدلال (كانت ) في عرض القضايا الغيبية (الـقـضايا المعلقة بما وراالطبيعة ) بوصفها قضايا جدلية الطرفين بيد ان كانت نفى قصور العقل , و هو يرى ان وجوداللّه يثبت عن طريق العقل العملي بينما يرى الحسن بن الصباح ان ذلك متيسر عن طريق المعلم الصادق و نقل الجويني عنه في هذا المجال قائلا:.
((انه اوصد باب التعليم والتعلم تماما و قال : ان معرفة اللّه لا تتحقق بالعقل والنظر, بل بتعليم الامام اذ ان اكـثـر الناس عقلا و لكل امرئ نظر في الدين و لو كان العقل كافيا في معرفة اللّه , لما احتج احد على غيره في اصل الدين , و لتساوى الناس كلهم اجمعون في ذلك ((1536)) )).
و نتحدث فيما ياتي عن المجرى التاريخي لهذه الحكومة من خلال نظرة توضيحية كلية موجزة :.
بـدات الـحـكـومـة الاسماعيلية اعمالها الرسمية سنة 483 ه اي : عندما بسط الحسن بن الصباح سيطرته على الموت و استولى الاسماعيلييون في عهده على قلاع اخرى كثيرة في اطراف الموت و قـهـسـتـان , و كذلك في شيراز و اصفهان و كانت سلطتهم قوية الى درجة انهم قاوموا هجمات السلاجقة مرات كثيرة , مع ان هلاك بعض السلاطين السلاجقة او وزرائهم كان يساعد في تخفيف الـضـغـط عـلـى الاسـمـاعـيليين و عندما قتل الخواجه نظام الملك سنة 485 ه , ازدادت قدرة الاسـمـاعـيـليين يقول فضل اللّه :((تضعضعت شؤون الدولة و اختلت منذ وفاة الخواجه و ظهرت الـفـوضـى و الاضـطـرابـات فـيـها و في تلك الاثنا, قوي سيدنا و كل من كان فزعا خائفا, التجا الـيـه ((1537)) و عـندماوصل خبر موت السلطان بعد مضي عدة ايام , رجع القائدان العسكريان الـسـلـجوقيان اللذان كانا يحاربان الاسماعيليين , و هما قزل سارغ في قهستان , و ارسلانتاش في الموت وكانت هذه افضل فرصة لتنامي حكومتهم و اتساعها ((1538)) )).
و وقعت قلعة لمسر بايديهم سنة 495 ه , و هي من قلاعهم المشهورة و كانت قوى متفرقة اخرى تساعد الاسماعيليين ايضا و من هؤلا الامير مظفرالذي كان صاحب الخراج في اصفهان ايام السلطان مـلكشاه , فانه رحب بعبدالملك عطاش مبعوثا من قبل حكومة الموت , بيد ا نه لما كان عرضة للاتهام بـالاسـمـاعيلية , خرج من اصفهان فاصبح ذانفوذ كبير و قويت شوكة الحسن بن الصباح و دعوته بـمظاهرته و معاضدته اذ كان سدامنيعا, و شخصا رفيعا ((1539)) و هو الذي اخذ (كردكوه ), و ظل فيها اربعين سنة من قبل الحسن بن الصباح ((1540)) .
و عـنـدما مات السلطان ملكشاه , نشب الصراع بين ولديه : السلطان محمد, و السلطان بركياروق و عـاش الاثنان صراعات طويلة و في غضون تلك الصراعات تمكن احمد بن عبدالملك بن عطاش ان يـسـيطر على قلعة (شاه دز) بذخائرها, و خزائنها, و اسلحتها,و امتعتها ((1541)) بيد ان هذه القلعة ابيدت من قبل السلطان محمد بعد ان حكمهااحمد بن عبدالملك اثنتي عشرة سنة .
و استطاع الباطنيون ان يوسعوا نفوذهم في كثير من المناطق خلال تلك الفترة و ضموااليهم بعض الاشـخـاص الـمـتـنفذين حتى ان وزير السلطان محمد ـ على سبيل المثال ـ و هوسعد الملك ابو الـمـحـاسن قد صلب في اصفهان بتهمة الالحاد و موالاته ((1542)) علمابان هذه التهمة و امثالها كانت تلصق بهم احيانا من اجل ضبط اموالهم و وقعت بايدي الاسماعيلية قلاع مختلفة في اطراف الموت و احتل كيابزرك اميدقلعة لمسر التي كـانـت فـي رودبـار سـنـة 495 هـ و ظـل فـيـهـا عشرين سنة ثم جا الى الموت بعد وفاة ابن الصباح ((1543)) .
و قام السلاجقة بهجمات عنيفة ضد الاسماعيليين مع مستهل القرن السادس لكنهم تمزقوا و تفرقوا بـعـد مـوت الـسـلـطـان مـحـمـد سنة 511 ه , و هم الذين وجهوا للاسماعيليين ضربات ماحقة جدا ((1544)) .
و تـعـرضـت الـمنطقة الاسماعيلية الاخرى قهستان الى ضربات السلاجقة السنجريين ايضا سنة 498 هـ فـقـد هـاجـمهم برغش قائد الجيش في عهد السلطان سنجر و لم يكن معه افراد جيشه فـحـسب , بل كان معه كثير من المتطوعين المناوئين للاسماعيليين و قام هؤلاباحتلال طبس التي كـانـت خـاضـعة للاسماعيليين و تدميرها بيد ا نهم استعدوا للصلح بعدمدة على شرط ان لا يجهز الاسـمـاعـيـلـيـون انـفـسـهـم عسكريا, و لا يدعوا احدا الى مذهبهم فعز ذلك على المتطوعين للقتال ((1545)) و جات هذه الدعوة الى الصلح نتيجة لتهديد تلقاه السلطان سنجر منهم و راى ذات فاستعد للصلح , الا ان الفقها لم يستحسنوا ذلك منه و اتهموه بممالاتهم ((1547)) .
و عندما لوحظ هذا الموقف من السلطان سنجر, فان عمل الاسماعيليين قداصاعد ((1548)) و تم الاعتراف بهم كقوة لها شانها و اهميتها.
يقول رشيدالدين : ((و زادت قوة النزاريين و الاسماعيليين بعد ذلك و انقادت لهم الحواضر و اهلها و اسـتـولـوا عـلـى عـراق العجم و آذربايجان , و خراسان , و مازندران ,و ساوه , و جورجيا, و جيلان ((1549)) )).
و توفي الحاكم الاسماعيلي الاول الحسن بن الصباح سنة 519 ه بعد حكم دام ثماني و ثلاثين سنة في الموت فتسلم كيابزرك اميد مقاليد الامور.
و جـرت بـيـنـه و بين الحكام السلاجقة اشتباكات كثيرة لم يفقد الاسماعيليون فيهاقلاعهم يقول رشيدالدين : عندما جلس كيابزرك اميد على العرش مع رفاقه الاخرين , فانه سار بسيرة الحسن بن الصباح عشرين سنة ((1550)) )).
و اسـتـطـاع هـؤلا فـي تلك الفترة ان يغتالوا اثنين من الحكام العباسيين بواسطة فدائييهم و هذان الـحـاكمان هما المسترشد, و نجله الراشد و ادى هذا العمل الى (( احتجاب الحكام العباسيين عن الناس خوفا من البرهان القاطع للنزاريين ((1551)) )).
و اغـتـالـوا ايـضـا عـددا كبيرا من الرؤسا, و حتى القضاة و علما السنة ((1552)) هذاما عدا الهجمات المتكررة التي كانوا يقومون بها ضد المناطق المجاورة على شكل عصابات و كانوا يغنمون من ورائها ((1553)) .
لقي كيابزرك اميد حتفه سنة 532 ه , فجا بعده محمد الذي سار بسيرته ثم مات محمد سنة 557 هـ , فـتـولـى شـؤون الـحكم كيا حسن بن محمد بن بزرك اميد الذي اتخذاجرااته بنسخ القواعد الـشرعية التي كان يتمسك بها الناس منذ عهد الحسن بن الصباح ((1554)) حتى انه قطع نسبه من بـزرك امـيـد و لصق نفسه بنزار, ليكون اماماحقيقياو في هذه الفترة ذاتها اصبح لقب الملاحدة من الـقـابهم الحقيقية يقول رشيدالدين :((سموا : الملاحدة لا نهم اهملوا شؤون الدين و تركوا العمل باركان الشريعة ((1555)) )).
و حـكـم بـعـده مـحمد بن الحسن الذي يمثل امتدادا لخطه و دام حكمه ستا و اربعين سنة ثم تلاه الـحسن بن محمد الذي لفت انظار الاسماعيليين الى الشريعة مرة اخرى و ((آذى شيعته و وبخهم عـلـى تركهم العمل بالشريعة , و احيا الصلاة والصيام ((1556)) ))و هو الذي لقب جلال الدين و حـاول فـي ايـام حكومته ان يرد الاعتبار للاسماعيليين ويزيل عنهم اسم الالحاد من خلال اظهار التمسك بالاسلام بيد ان نجله علا الدين اعادنهج الالحاد بعده ((1557)) اما ركن الدين فقد اعلن شعائر الاسلام ((1558)) وحكم ركن الدين خورشاه بن الحسن مدة , الى ان هجم عليهم المغول و احـتـلوا قلعتهم وعاش خورشاه الى جوار هولاكو فترة ثم طلب منه ان يرسله الى اخيه منكوقاآن فـي بـلادمـاوراالـنـهـر فـارسـلـه الـى هـناك , و قتله منكوقاآن و هكذا الوى الدهر بالحكومة الاسماعيلية في ايران .
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
اهـلها و استولوا على عراق العجم و آذربايجان , و خراسان , و مازندران , و ساوه , وجورجيا, و جيلان )).
و توفي لاحاكم الاسماعيلي الاول الحسن بن الصباح سنة 519 ه بعد حكم دام ثماني و ثلاثين سنة في الموت فتسلم كيابزرك اميد مقاليد الامور.
و جـرت بـيـنـه و بين الحكام السلاجقة اشتباكات كثيرة لم يفقد الاسماعيليون فيهاقلاعهم يقول رشيدالدين : عندما جلس كيابزرك اميد على العرش مع رفاقه الاخرين , فانه سار بسيرة الحسن بن الصباح عشرين سنة )).
و اسـتـطـاع هـؤلا فـي تلك الفترة ان يغتالوا اثنين من الحكام العباسيين بواسطة فدائييهم و هذان الـحـاكمان هما المسترشد , و نجله الراشد و ادى هذا العمل الى ((احتجاب الحكام العباسيين عن الناس خوفا من البرهان القاطع للنزاريين )).
و اغـتـالوا ايضا عددا كبيرا من الرؤسا , و حتى القضاة و علما السنة هذا ما عداالهجماتالمتكررة التي كانوا يقومون بها ضد المناطق المجاورة على شكل عصابات و كانوايغنمون من ورائها.
لقي كيابزرك اميد حتفه سنة 532 ه , فجا بعده محمد الذي سار بسيرته ثم مات محمد سنة 557 هـ , فـتـولـى شـؤون الـحكم كياحسن بن محمد بن بزرك اميد الذي اتخذاجرااته بنسخ القواعد الـشرعية التي كان يتمسك بها الناس منذ عهدالحسن بن الصباح حتى انه قطع نسبه من بزرك اميد و لـصـق نفسه بنزار ليكون اماما حقيقيا و في هذه الفترة ذاتها اصبح لقب الملاحدة من القابهم الحقيقية يقول رشيدالدين : ((سموا :الملاحدة لا نهم اهملوا شؤون الدين و تركوا العمل باركان الشريعة )).
و حـكـم بـعـده مـحمد بن الحسن الذي يمثل امتدادا لخطه و دام حكمه ستا و اربعين سنة ثم تلاه الـحـسـن بـن مـحمد الذي لفت انظار الاسماعيليين الى الشريعة مرة اخرى و((آذى شيعته و و وبـخهم على تركهم العمل بالشريعة , و احيا الصلاة والصيام )) و هو الذي لقب جلال الدين و حاول فـي ايام حكومته ان يرد الاعتبار للاسماعيليين و يزيل عنهم اسم الالحاد من خلال اظهار التمسك بالاسلام بيد ان نجله علا الدين اعاد نهج الالحادبعده اما ركن الدين فقد اعلن شعائر الاسلام و حكم ركن الدين خورشاه بن الحسن مدة ,الى ان هجم عليهم المغول و احتلوا قلعتهم و عاش خورشاه الى جـوار هـولاكـو فـترة ثم طلب منه ان يرسله الى اخيه منكوقاآن في بلاد ماوراالنهر فارسله الى هناك , و قتله منكوقاآن و هكذا الوى الدهر بالحكومة الاسماعيلية في ايران .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الخميني من الولادة حتى الهجرة إلى مدينة ...
واقعة الحَرّة
ما المراد بکلمة یتیهون فی الآیة المبارکة؟ و هل ...
الإمامة عند أهل السنة
الأدلّة على إسلام أبي طالب؟
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...
ميثم التمار
نظرية عدالة الصحابة (7)
في رحاب نهج البلاغة (لماذا نهى أمير المؤمنين عن ...
مناظرة الشيخ المفيد ( ره ) مع بعض مشايخ العباسيين ...

 
user comment