عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته ق(6)

موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته ق(6)

موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته ق(6)

سماحة السيد كمال الحيدري

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

المُقدَم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته، القسم السادس) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَم: في البدء هل من إيجاز لما تقدم في الحلقة السابقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع أنه يتذكر المشاهد الكريم أننا قلنا أن هذه الأحاديث التي تحدثت عن أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، قلنا توجد في تفسير هذه النصوص والروايات الواردة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هناك اتجاهات متعددة، ومن أهمها اتجاهان:

الاتجاه الأول: الذي كان يعتقد أن المراد من الصورة هو الشكل والهيئة الخارجية، وأن الضمير في صورته يعود على الله سبحانه وتعالى يعني أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورة نفسه، هذا معناه أن الله سبحانه وتعالى أيضاً له صورة وشكل وهيئة خارجية وهذا ما بيناه مفصلاً فيما سبق وبينا الشواهد التي تؤيد هذا الاتجاه.

ولكن، ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من الوهابية لتأييد هذا الاحتمال أو هذا الاتجاه قالوا أن الذي يدل على أن الضمير في قوله (على صورته) يعود على الله سبحانه لا على آدم استندوا الى تلك الروايات التي قالت فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن، وعلى هذا الأساس قالوا بأن هذا خير شاهد، هذا النص الثاني خير شاهد على أن الضمير هناك يعود على الرحمن ويعود على الله سبحانه وتعالى، وجعلوا هذا خير دليل على إثبات هذا الاتجاه، ولذا جاء في كتاب (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعاً ودراسة) تأليف الدكتور سليمان بن محمد الدبيخي، في (ص126 و 127) قال: (حديث ابن عمر، قال قال النبي صلى الله عليه وآله: لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن، فقالوا هذا نص صحيح صريح غير قابل للتأويل) إذا كان هناك احتمال في قوله على صورته أن يعود على آدم هنا لا يوجد هذا الاحتمال من حيث اللغة العربية.

ولذا قال (ولأهمية هذا الحديث في هذا الباب وكونه فيصلاً وقاطعاً للنزاع في هذه المسألة) لأنه إذا صحت مثل هذه الرواية عند ذلك واضح أن الضمير يعود على الحق سبحانه وتعالى.

من هنا وجدنا أن الشيخ ابن تيمية أصر إصراراً على تصحيح هذه الروايات أو هذا الحديث حتى يجعله شاهداً لصحة الاتجاه الأول وهو إرجاع الضمير في قوله خلق الله آدم على صورته إرجاعه الى الله، وتابعه على ذلك أعلام الوهابية وعلمائهم المعاصرين أمثال الشيخ التويجري وأمثال الشيخ الدويش ومجموعة من هؤلاء ذهبوا الى هذا الاتجاه.

إذن خلاصة ما تقدم في الحلقة السابقة أنه انتهينا الى أن الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية يعتقدون بأن الضمير في قول رسول الله صلى الله عليه وآله أن الله خلق آدم على صورته، الضمير في صورته يعود على الله استناداً الى الحديث الذي قال فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن.

المُقدَم: ما هو موقف أعلام المسلمين من الحديث الذي ذكرتموه أن ابن آدم خلق على صورة الرحمن، كيف تعاملوا معه.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع حاول الشيخ ابن تيمية أن يوهم أو لا أقل أن يصور للقارئ أن المسألة مجمع عليها إلا شاذ وهو ابن خزيمة في كتاب التوحيد، هذه الطريقة التي يستعملها في الأعم الأغلب أن القضية كأنه متفق عليها ولكن خالف في ذلك شخص آخر، ولذا إذا يتذكر الأعزاء هذا المعنى بشكل واضح وصريح في كتاب (اللئالئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص19) الشارح هو صالح آل الشيخ، قال: (وأما حديث الصورة فقد شذ ابن خزيمة في تضعيفه والحديث صحيح) ومراده من حديث الصورة هنا ليس خلق الله آدم على صورته وإنما مراده فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن، لأن الذي خالف فيه ابن خزيمة ليس حديث خلق الله آدم على صورته، وإنما ضعف هذا الحديث، ولذا قال (صححه أحمد وابن المديني وجماعة كثيرون وتلقاه أهل المعرفة بالقبول وكان هذا الحديث) على الطريقة (وكان هذا الحديث هو الفيصل بين السني والجهمي) يعني أما أن تقبل رأي ابن تيمية فتكون مسلماً، طبعاً فتكون مسلماً من أتباع ابن تيمية، وإلا بعد ذلك سيتضح أن كثيراً منن علماء المسلمين لم يقبلوا صحة هذا الحديث وهم من أهل السنة والجماعة.

ولكن هذه هي الطريقة التي يحاول دائماً أن يوهم القارئ أن القضية تدور إما أن سني وإما أنت جهمي وإما أنت قرمطي وأما أنت معطل وأما أنت جاحد الى غير ذلك. ولذا نفس الطريقة الآن (وكان هذا الحديث هو الفيصل بين السني والجهمي وإنما أنكره ابن خزيمة وأجمع أهل السنة على ابن خزيمة زل في ذلك) التفت تعبير أجمع وتعبير شذ وتعبير أنه الفيصل بين السني وبين الجهمي، هذه الطريقة التي يحاول أن يوهم بها القارئ. الآن في هذه الليلة نريد أن يتضح بأن الحق معه في هذا، يعني هل يوجد إجماع أو أنه واقعاً من خرج عن هذا فهو جهمي وليس من أهل السنة والجماعة لابد أن يتضح لنا لأنه إذا كان هذا هو الفيصل فليزم أن كل من أنكر هذا الحديث أن يكون جهمياً وأن يكون خارجاً عن أهل السنة والجماعة، لنرى هذه الليلة من يقول من علماء أهل السنة والجماعة بضعف وعدم صحة هذا الحديث وضعف هذا الحديث.

إذا يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة بينا أصلاً وقاعدة مهمة جداً وهذه ا لقاعدة بودي أن الأعزاء يلتفتوا إليها وهي أنه لا يكفي أن يكون اسناد أو من يوجد في سند الرواية ثقات، هذا لا يكفي، يحتاج الى شرط آخر، وهو أن لا يكون في السند علة قادحة في صحة السند، إذن نحن لكي نحتج برواية ونقول عنها صحيحة نحتاج الى شرطين:

الشرط الأول: هو أن يكون جميع الذين في سند الرواية ثقات.

الشرط الثاني: أن لا تكون هناك علة قادحة، من قبيل أنه يكون سيء الحفظ، ومن قبيل أن يكون مدلساً، وسأبين معنى التدليس، فهو ثقة إلا أنه سيء الحفظ، فهو ثقة إلا أنه نقل حديثاً آخر بمضمون آخر أصح من هذا، هذه كلها علل تؤدي الى سقوط الحديث، ولذا تجدون أن جملة من الأعلام أسسوا لهذا الأصل، هذه ا لقاعدة تنفعنا كثيراً، لأن بعض أولئك الذين يخرجون على الفضائيات أو يكتبون في المواقع والكتب فقط يكتفون بأن رجلا السند ثقات، هذا لا يكفي أن نقول أن الرواية صحيحة السند، أصل في علم الجرح والتعديل أسس له جملة من علماء الجرح والتعديل أن وثاقة سند الرواية غير كاف لأن تكون الرواية صحيحة السند، وإنما نحتاج بالإضافة الى ذلك كما قال العلامة العثيمين في (مصطلح الحديث، ص13 و ص19) قال: (الصحيح ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل) هذا هو الشرط الأول (وسلم من الشذوذ والعلة القادحة) فإذا كان سنده صحيحاً ولكن كان شاذا من حيث المضمون يبطل، كان في السند علة قادحة كأن يكون سيء الحفظ أيضاً الرواية لا قيمة لها، ولذا في (ص19) من الكتاب يقول: (العلة القادحة أن يتبين بعد البحث في الحديث سبب يقدح في قبوله كأن يكون سيء الحفظ أو أن يكون مبتدع) مع أنه ثقة ولكن صاحب بدعة، هذا يكون علة قادحة في صحة الحديث، هذا تصريح.

وكذلك تصريح آخر قرأناه في الحلقة السابقة وهو ما ورد من علامة اليمن العلامة الوادعي في كتاب (أحاديث معللة ظاهرها الصحة، ص16) دار الآثار للنشر والتوزيع، قال: (قال ابن الصلاح في المقدمة فالحديث المعلل هو الحديث الذي أطلع فيه على علة تقدح في صحته مع ان ظاهره السلامة من العلة) ولذا يقول: (وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات) إذن من حيث السند لا توجد مشكلة ولكن هناك علة قادحة، ولذا نجد أن العلامة الألباني الذي هو من كبار هذا العلم في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة، ج3، في ذيل الحديث 1176) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، يقول: (لأن كون رجال الإسناد ثقات ليس هو كل ما هو يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحاً) ليس هذا كافياً حتى نقول أن الحديث صحيح، (بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام على الأحاديث) يشير الى قاعدة مهمة جداً (قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما رجال إسناده ثقات يدل على أن الإسناد غير صحيح) لأنه يقول عندما يقول رجال إسناده ثقات هذا معناه أن الحديث ليس صحيحاً وإلا لو كان صحيحا ًلقال صحيح، لم يقل صحيح، وإلا لو كان لا توجد هناك علة قادحة في الحديث كان يقول حديث صحيح مع أنه قال رجال إسناده ثقات، فقط صحح أن الرجال ثقات، وإنما صحح أن الرجل ثقة ولكن قد يكون سيء الحفظ، كما قرأنا في زيد من أرقم هو قال أنه كبر سني وقدم عهدي، صحيح هو ثقة عادل صحابي جليل ولكنه الآن هو يقول أنه الآن أنا ناسي.

ولذا يقول: (بل فيه علة) لو قال هكذا (بل فيه علة ولذلك لم يصححه وإنما صرح بأن رجاله ثقات فقط من غير أن يصحح).

إذا اتضحت هذه القاعدة المهمة وإذا واتضح هذا الأصل تعالوا معنا الى حديث (خلق ابن آدم على صورة الرحمن). كل من قال بأن هذا الحديث بأن الحديث صحيح نظر الى رجال السند وقال كلهم ثقة، إذن الحديث ثقة، مع أن الأمر ليس كذلك فأنه قد يكون رجال الإسناد ثقات ولكن يوجد في السند علة قادحة مانعة من صحة الحديث.

الآن تعالوا معنا الى هذا الحديث لنرى أنه توجد هناك علل قادحة أو علة قادحة أو لا توجد؟

في هذه الليلة أريد أن أقف عند علمين من الأعلام أحدهما من المتقدمين والآخر من المتأخرين والمعاصرين:

الأول هو الإمام وأشرنا الى ترجمته في الأسبوع الماضي، الإمام ابن خزيمة في كتاب (كتاب التوحيد، ج1، ص96) للإمام الحجة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة المتوفى 311هـ، تحقيق الزهيري، دار المغني للنشر والتوزيع، فهرست مكتبة الملك فهد، الطبعة الأولى سنة 1423هـ، ظهر البديعة شارع المدينة المنورة، بعد أن ينقل هذه الرواية (قال ابن عمر قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقبحوا الوجه فأن ابن آدم خلق على صورة الرحمن) إذن الكلام في هذا الحديث، يقول: (عن عطاء عن فلان عن فلان ... قال أبو بكر) المراد من أبي بكر هو ابن خزيمة (وقد افتتن بهذه اللفظة) يعبر أن هذه اللفظة فتنة، ولكن هذا هو منهج ابن تيمية، كل ما هو فتنة يحاول أن يضع عليه ويقنع المسلمين بأن هذا عليه إجماع من المسلمين، (وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء عالَم) لا عالِم، يعني جمع من الناس (ممن لم يتحرى العلم) وإلا لو كان من العلماء ومن أهل العلم لما وقف عند هذه الكلمة، (وتوهموا أن إضافة الصورة الى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات) يعني صورته يعني صورة الله سبحانه وتعالى (فغلطوا في هذا غلطاً بيناً) من الأمور الواضحة (وقالوا مقالة شنيعة) التفتوا أعزائي أحد كبار أئمة أهل السنة والجماعة يقول بأنه من قال بأن هذه الرواية خلق على صورة الرحمن ظاهرها، التفتوا ماذا يقول؟ يقول: (وقالوا مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة) من قال بأن ابن آدم خلق على صورة الرحمن فصار مشبهاً، (أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم، فالذي عندي) هذه الرواية التي نقلت صحيحة أو غير صحيحة (فالذي عندي في تأويل هذا الخبر إن صح من جهة النقل موصولاً) أولاً مرسل، وإذا قبلنا أنه موصول (فإن في الخبر علل ثلاث) لا علة واحدة، يعني علل ثلاث قادحة (إحداها) الآن لا أدخل في البحث الفني لهذه العلل وأهل العلم ممن يريد المراجعة يراجعها (إحداهن ... والثانية والثالثة ... قال أبو بكر) وفي (ص100) من الجزء الأول: (قال أبو بكر ومثل هذا الخبر لا يكاد يحتج به علمائنا من أهل الأثر) أصلاً علماء المسلمين لا يمكنهم أن يحتجوا بمثل هذا الخبر. الى أن يقول: (فإن صح) فلو سلمنا وتنزلنا بحسب الاصطلاح الفني يقول: (فإن صح هذا الخبر مسنداً فمعناه إضافة الصورة الى الرحمن من باب إضافة الخلق إليه) صورة الرحمن يعني هذا صورة مخلوقة من قبل الرحمن (هذا خلق الله) (هذه ناقة الله) يعني خلقها الله. ولذا يقول: ((هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه) فأضاف الله الخلق الى نفسه وكذلك قوله عز وجل (هذه ناقة الله لكم آية) فأضاف الله الناقة الى نفسه وهكذا) إذن هذه إضافة تشريفية لا إضافة صفة من صفات ا لذات التي يقولها الشيخ ابن تيمية.

إذن على هذا الأساس وبهذا البيان اتضح لنا بما لا مجال فيه للريب فيه أن الإمام ابن خزيمة إمام الأئمة يقول أساساً لا يوجد أحد من علمائنا يحتج بمثل هذا الأثر.

ولكنه الشيخ ابن تيمية ماذا حاول؟ الإمام ابن خزيمة يقول لا يحتج به علمائنا، ولكن تعبيره كما قرأنا قبل قليل يحاول أن يصور القضية (فقد شذ ابن خزيمة) يعني يريد أن يقول انفرد به ابن خزيمة فقط، مع أن ابن خزيمة يقول أساساً لم يحتج أحد من علمائنا بهذا الأثر.

ولذا نجد العلامة الألباني عندما وصل الى هذه القضية بشكل واضح وصريح رد على الشيخ ابن تيمية بشكل آخر.

كما قلت بأنه يحاول الشيخ ابن تيمية يقول (أما ابن خزيمة فقد شذ في تضعيفه) العلامة الألباني هو بصدد مناقشة الأنصاري في رسائل العقيدة، ولكن من الواضح أن نظره الى كلام ابن تيمية ولهذا في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) يرد بشكل غير مباشر على كلام الشيخ ابن تيمية وكل من تابعه في هذه القضية.

(سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ج3، ص319) قال: (تنبيه هام، بعد تحرير الكلام وقفت على مقال طويل لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري) المراد من المقال المقال الوارد في رسائل في العقيدة، ص169 الى ص180، يقول: عندما قرأت هذه المقالة وجدت الأمر هكذا، الأنصاري يفعل كما يفعل ابن تيمية (أوهم القراء أن ابن خزيمة تفرد من بين الأئمة في إنكاره لحديث على صورة الرحمن) هذا هو الإيهام الذي فعله ابن تيمية، ولهذا جاء هؤلاء المقلدة من بعده نقلوه من غير تحقيق، العلامة الألباني يقول هذا إيهام وتدليس على القارئ وإلا الإمام ابن خزيمة لم ينفرد في تضعيفه لهذا الحديث، (أوهم القراء أن ابن خزيمة تفرد من بين الأئمة بإنكاره لحديث على صورة الرحمن مع أن معه ابن قتيبة) صاحب مختلف الحديث (مع أن معه ابن قتيبة والمازري ومن تبع المازري، كما تقدم وإن كان ذكر ذلك ...).

إذن من هذا الكلام يتضح بأنه عندما قال شذ يريد أن يوهم بأنه انفرد، مع أنه تبين أنه لم ينفرد.

هذا من المتقدمين.

إذن الى هنا اتضح لنا أن ابن خزيمة ينكر هذا المعنى، وابن قتيبة وكذلك المازري ومن تبع المازري، إذن قوله بهذا الكلام وهو أنه شذ في تضعيفه هذا الكلام كلام باطل (وأما حديث الصورة فقد شذ ابن خزيمة) ثم اتهام الجميع بأنه هو الفيصل بين السني والجهمي يلزم أن يكون ابن خزيمة جهمي ويلزم أن يكون ابن قتيبة جهمي ويلزم أن يكون المازري جهمي، وكل من تبعه أيضاً. كل هؤلاء يلزم أن يكونوا من الجهمية بناء على نظرية، بل أكثر من ذلك يلزم أن ما أشار إليه الإمام ابن خزيمة في (ص100) قال: (ومثل هذا الخبر لا يكاد يحتج به علمائنا) أن كل هؤلاء العلماء على منطق ابن تيمية كلهم جهمية ومعطلة وقرامطة وخارجين عن التسنن، أنا لا أعلم إذا خرجوا عن التسنن أين نضعهم، ليسوا من الشيعة وليسوا من السنة إذن أين نذهب بهم؟ الى الهواء الطلق!! لا أعلم في أي فرقة نصنفهم، إذا لم يكونوا من السنة ببيان الشيخ ابن تيمية وهم يصرحون أننا لسنا من الروافض والشيعة إذن يقعون في الوسط. هذا من المتقدمين.

أما من المتأخرين والمعاصرين أريد أن أقف عند كلام الشيخ العلامة الألباني الذي يستدلون بكلماته، هم يستدلون بكلماته وهم من رؤوسه المعاصرين ومن السلفية، ابن تيمية في كتبه ماذا يقول، في كتبه عندما يأتي الى (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ق2) بعد أن ينقل يقول: (وأما حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن فهو منكر) لا فقط فيه علة بل هو منكر، شاذ المتن أصلاً، (كما بينته بتفصيل في الضعيفة ولم يوفق في تصحيحه مؤلف كتاب عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) يشير الى الرسالة التي كتبها التويجري عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن، الذي صححه ابن باز كما يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة.

(وقد كتبت عليه كثيراً من التعليقات وأخذت عليه بعض المؤاخذات). هذا هو المورد الأول.

المورد الثاني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج2، ص519) قال: (فائدة: يرجع الضمير في قوله: على صورته الى آدم) كما في الاتجاه الثاني (لأنه أقرب مذكور) والضمير يعود الى الأقرب (وأما حديث على صورة الرحمن فهو منكر كما حققته في الكتاب الآخر) يعني السلسلة الضعيفة (مع الرد على من صححه من المعاصرين كالشيخ التويجري) الذي قرأناه في هذه الرسالة عقيدة أهل الإيمان، هذا هو المورد الثاني.

والمورد الأساسي الذي وقف عنده العلامة الألباني هو في (سلسلة الأحاديث الضعيفة، ج3، الحديث 1176) قال: (لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل) يقول ضعيف (وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين) قد يقول قائل لم يطلع على الموازين إذا كان رجاله ثقات رجال الشيخين لماذا يقول ضعيف؟ الجواب يقول: لأنه في لا فقط ثلاث علل بل فيه أربع علل. إذن لا يقول قائل كيف أن العلامة الألباني من جهة يقول هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إذن لابد أن تكون الرواية صحيحة، ولكن هو يعبر عنها بأنه ضعيف، يقول: (ضعيف أخرجه الاجري) يقول: (ولكن له أربع علل، ذكر ابن خزيمة ثلاث منها فقال: إحداها ... والثانية ... والثالثة ... قلت: والعلة الرابعة: وقد نسب في آخر عمره) يعني جرير بن عبد الحميد (الى سوء الحفظ). إذن لا يكفي أن نقول أن جرير بن عبد الحميد وثقه الرجاليون هذا غير كاف، لابد أنه حافظ أو غير حافظ. هذا في (ص316 و 317) ثم يقول في (ص318) من المجلد الثالث قد يقول قائل بأن هذا الحديث وإن كان ضعيف السند ولكنه يوجد هناك حديث آخر مرفوع يكون شاهداً على صحة هذا الحديث فيقويه، يعني يذكر حديثاً آخر يكون شاهداً على صحة هذا الحديث. ما هو الحديث الآخر؟ يقول: (وقد يقال أن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعاً) بأي لفظ (إذا قاتل أحدكم فليجتنب فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن) أبو هريرة تجاوز في هذه المرة مسألة الصورة بل صارت صورة وجه. (فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن) ثم يخرج بعضهم لماذا أن المراهقين وشبابنا الآن بدءوا يستهزئون بمثل هذا التوحيد، من حقهم أن يستهزءوا، أي توحيد بائس ناقص، أصلاً هذا ليس توحيد بل هذا لعب للأطفال، واقعاً استخفاف بالعقول، هؤلاء كأنما يريدون العلم بقوله تعالى (استخف قومه فأطاعوه) هذا استخفاف لعقول الناس وإلا أي عقل سليم يستطيع أن يقبل بأن الله خلق ... فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن. يقول الألباني: (قلت) لو استدل أحد على تصحيح محل الكلام بهذه الرواية (قلت قد كان يمكن ذلك الاستدلال لولا أن الحديث بهذا اللفظ الذي نقله أبو هريرة لفظ منكر) أساساً هو لفظ شاذ منكر، (فلا يصح حينئذ أن يكون شاهداّ لهذا الحديث) أين قال هذا منكر؟ تعالوا معنا الى (ج3، ص315) قال: (إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإنما صورة الإنسان على صورة وجه الرحمن، قال: منكر ... قلت: وهذا سند رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة وهو ضعيف لسوء حفظه) إذن في الخبر توجد علة قادحة. التفتوا الى هذا النص (وقد صح الحديث من طرق بنحوه ... ولكن ليس فيه ذكر على صورة وجه الرحمن سبحانه وتعالى) يقول ابن لهيعة عنده روايات أخرى لا توجد فيه هذه الزيادة (فهي زيادة منكرة لمخالفتها لتلك الطرق).

فتحصل الى هنا، إذن لا يمكن أن نصحح الرواية بهذا الشاهد.

العلامة الألباني في (ص322) (وخلاصة التنبيه) مراده من الشيخ يعني العلامة الأنصاري في كتابه رسائل في العقيدة (أن الشيخ حكى قولين متعارضين في حديث على صورة الرحمن دون ترجيح وذكر له طريقين ضعيفين منكرين دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما بل أوهم) أولاً أوهم أن ابن خزيمة انفرد بالرأي، الآن تدليس آخر وإيهام آخر ولعب بعقول القراء بشكل آخر (بل أوهم أن له طرقاً كثيرة يتقوى بها وهي في الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف وتراجم ...).

الى هنا اتضح أن العلامة الألباني لا فقط يرد على المعاصرين له يعني التويجري وكذلك على العلامة الأنصاري وإنما بطرف خفي وبشكل غير مباشر يرد على ابن تيمية الذي صحح هذه الرواية واتهم ابن خزيمة بانه شذ في هذا المجال.

ولهذا تجدون أن أولئك الذين وجدوا أن الألباني لم يتفق مع الشيخ ابن تيمية في هذا المجال مباشرة اتهموه بأنه جهمي، يعني العلامة الألباني يقول لم تصح عندنا هذه الرواية، يقولون له إذن أنت جهمي. أقول واقعاً اتهم الألباني أنه جهمي وبهذه الصراحة.

هذا الكتاب الذي لم استطع الحصول على نسخة منه هو (مجموعة مؤلفات الشيخ عبد الله الدويش، دفاع أهل السنة والإيمان) مقصوده من أهل السنة اتضح يعني ابن تيمية والوهابية تبين هذا التدليس والإيهام العام كل ما يريدوا أن يثبتوه ينسبوه الى أهل السنة وهو كذب، لأنه واضح أن أهل السنة والجماعة أحد أئمتهم الكبار مثل ابن خزيمة وابن قتيبة والمازري لم يقولوا بذلك، (دفاع أهل السنة والإيمان) بعبارة أدق دفاع ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من الوهابية (دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن، ص5) تأليف العلامة المحدث الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش، المتوفى سنة 1408هـ، أشرف على طبعها وتصحيحها عبد العزيز بن أحمد المقيشع، دار العليان، الطبعة الأولى سنة 1411هـ، قال: (انتهى ما ذكره الشيخ الألباني) واقعاً ايها الأعزاء الكرام أيها المسلمون في جميع أنحاء العالم، أولئك الذين يتابعون برنامجنا سواء كانوا من عموم الناس أو كانوا من أهل العلم، انظروا الى هذا المنطق وأنا لا أعلق عليه كثيراً، ما هو المنطق انظروا إليه.

(انتهى ما ذكره الشيخ الألباني مع بعض الاختصار ولما تأملته وجدته عارياً عن التحقيق والبرهان بعيداً عن قول أهل السنة والجماعة موافقاً لقول أهل الضلال الجهمية) إذن الألباني هنا صار من أهل الضلال وصار جهمياً تبعاً للشيخ ابن تيمية هو خرج من أهل السنة لأنه قال الفيصل بين السني والجهمي أن يقبل بصحة هذا الحديث، والآن اتضح بأن العلامة الألباني لا يقبل هذا الحديث، إذن ليس بسني هو فيدخل في الجهمية (فنبهت عليه نصحاً للأمة وخوفاً من الاغترار به وجعلته فصولاً) إذن تبين أن العلامة الألباني إنسان ضال جهمي مضل على أمثال الدويش أن ينبهوا الأمة على ضلالات الألباني.

هذا هو المنطق الذي تجدونه عند ابن تيمية وأتباع ابن تيمية الوهابية. الآن انتم بشكل واضح استمعوا الى كلماتهم في الخطب وفي المواقع وفي الانترنت وفي غيرها تجد بمختلف أن تختلف معه فأنت جهمي وقرمطي ورافضي وخارج عن الدين، هذا بحسب الظاهر وإلا بحسب الباطن فأنت كافر تستحق القتل ولابد أن تقام عليك الحملات العسكرية والمفخخات والسيارات والتفجيرات والقتل بالجملة، ولذا أنتم وجدتم الآن في العالم الإسلامي ماذا يفعلون، هذا هو المنطق الذي يسير عليه هؤلاء.

فتلخص الى هنا أن الاتجاه الأول الذي يقوم على أساس أن الضمير في قوله صلى الله عليه وآله خلق الله آدم على صورته وأن الضمير يعود على الله بدليل قوله خلق ابن آدم على صورة الرحمن تبين أن هذا الأساس سقط عن الاعتبار لأن فيه علل أربع أشرنا إليها، وإذا سقط هذا الحديث عند ذلك لا يوجد عندكم دليل على أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، لا فيصل ولا قاطع ولا هو الذي يميز السني عن الجهمي والقرمطي والضال الى غير ذلك. فنبقى وحديث (أن الله خلق آدم على صورته) على من يعود الضمير؟ الاتجاه الأول ابن تيمية والوهابية قالوا يعود على الله. قلنا: أين دليلكم؟ قالوا: حديث خلق ابن آدم على صورة الرحمن، وتبين أن هذا الحديث ساقط عن الاعتبار لعلل أربع أشار إليها جملة من علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين.

المُقدَم: ذكرتم اتجاه ابن تيمية.

سماحة السيد كمال الحيدري: وتبين أن هذا الاتجاه لم نجد له إلا ابن تيمية وبعض من تابعه من الوهابية.

المُقدَم: أشرتم الى أن هناك اتجاه آخر، ما هو هذا الاتجاه.

سماحة السيد كمال الحيدري: بالرجوع الى الحلقات الماضية قلنا بأن هذه الأحاديث وردت في مجمل الصحاح الموجودة عند علماء المسلمين، ولم يختلف فيها أحد من علماء المسلمين أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله قال أن الله خلق آدم على صورته. أما ما هو صدر الحديث، وما هو ذيل الحديث، ما هي الزيادات الموجودة، ذاك بحث آخر المهم أن هذا المقطع وهذا الكلام وهذا القدر من النص صدر من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يوجد عندنا بحث في هذا.

إنما الكلام كل الكلام أنه ما هو تفسير هذا الحديث؟

الاتجاه الأول كان يقوم على عنصرين وتقدم الكلام فيه وتبين أنه لا دليل عليه، وما استندوا إليه كلام لا اساس له، بإقرار كبار علمائهم من أمثال ابن خزيمة وابن قتيبة والمازري والألباني وغيرهم.

أما الاتجاه الثاني: وهو يقوم على عنصرين:

العنصر الأول: كان يتفق مع العنصر الأول يقول أن المراد من الصورة يعني الشكل والهيئة.

ولكن العنصر الثاني في هذا الاتجاه الثاني يقول أن الضمير يعود على آدم ولا يعود على الله سبحانه وتعالى.

طبعاً هنا في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت بشكل واضح، الآن لا يقول لي قائل إذن ما معنى قوله (إن الله خلق آدم على صورة آدم) هذا اساساً لا فائدة منه يكون لغواً، المهم الآن أنا بصدد أن أقول أن الاتجاه الثاني يقول أن الضمير يعود على آدم، أما كيف نفسر الحديث فسيأتي بيانه بعد ذلك.

وهنا لابد أن أقول للمشاهد الكريم، تقريباً اتفقت، أنا لست من أولئك الذين يدعون الإجماعات كابن تيمية وأتباعه، أو يقول دفاع أهل السنة والجماعة كلام هو عارٍ عن الصحة والدقة والتحقيق.

تقريباً عموم علماء وأعلام وحفاظ وأئمة أهل السنة والجماعة ذهبوا الى أن الضمير يعود على آدم، هذا أولاً. وثانياً المحقق عند كبار علماء مدرسة أهل البيت أيضاً أن الضمير يعود على آدم لا على الله، إذن عندما ننظر نجد هذه الكفة فيها علماء المسلمين علماء أهل السنة والجماعة وعلماء مدرسة أهل البيت وفي الكفة الأخرى ابن تيمية وأتباعه، وهذا الذي قلته أنا في الحلقات السابقة تكراراً ومراراً أنه في كثير من الأحيان في الأعم الأغلب أن ابن تيمية مخالف لأهل السنة والجماعة، وليس موافقاً وليس ممثلاً لأهل السنة والجماعة، نعم هو يعتقد أنه هو أهل السنة والجماعة ومن خالفه كما قرأنا صار جهمياً وصار قرمطياً وصار رافضياً وصار جاحداً وضالاً ...

الى ماذا استند هؤلاء؟

أنا بودي قبل أن أقول على ماذا استند هؤلاء أن نقرأ الروايات الواردة في هذا المجال، وهي:

الرواية الأولى الواردة في هذا المجال وردت في (صحيح البخاري، ج4، ص443) الطبعة الأخيرة تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، في كتاب الاستأذان، باب بدو السلام، الرواية (عن أبي هريرة عن النبي قال: خلق الله آدم على صورته طوله ستين ذراعاً) طوله ستين ذراعاً يبين صورة الله أم صورة آدم؟ بلا إشكال يبين صورة آدم، إذن تبين خلق الله آدم على صورته، هذه أي صورة؟ صورة آدم، لأنه شرحها بعد ذلك، قال طولها ستون ذراعاً، وإلا لو كانت على صورة الرحمن يعني طوله ستين ذراعاً، هذا الذي يحتاج الى التدبر، هؤلاء واقعاً لا يعرفون التدبر في الروايات الواردة عندهم في صحيح البخاري واقعاً أنا عندي استعداد كامل أن أضع لهم دروس في التدبر كيف يتدبرون قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولكن ماذا نقول وقد قال القرآن عن البعض (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) هؤلاء قفلوا قلوبهم عن الحقائق والمعارف الإلهية.

قال: (خلق الله آدم على صورته) هذه الصورة لمن؟ إذا قلنا الله فطوله ستين ذراعاً لا معنى له لأن لابد أنه هذه الصورة (صورته) ما هي صورته؟ قال: (طوله ستون ذراعاً فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوساً فاستمع ما يحيونك فأنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله) التفتوا بدقة (فكل من يدخل الجنة على صورة آدم) إذن هناك على صورته وهنا أظهر الضمير. هناك قال لما ذكر آدم لا معنى لأن يقول خلق آدم على صورة آدم، العبارة تكون ركيكة، أما لما ابتعد الضمير المرجع آدم صار بعيداً قبل أربعة أسطر قال: على صورة آدم، فأظهره. واقعاً على القواعد، تجدونه قال: (فكل من يدخل الجنة على صورة آدم) يعني على صورته التي هي ستون ذراعاً، وأنا لا أعلم أن هذه الرواية صحيحة أم ليست بصحيحة ولكنها حجة عليهم لأنها وردت في البخاري، هذا إلزام لكم، لأنه يقول: فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن. تبين أبو البشر خلق طوله ستون ذراعاً يعني حدود عشرون ياردة، وعرضه لا أعلم ما يكون هل هو سبعة أذرع، ثم بدأ يقصر بتعبيرنا قليلاً قليلاً. يقول إذن الرواية صحيحة وصريحة أن الضمير على صورته يعود على آدم بقرينة أولاً طوله ستون ذراعاً وبقرينة أنه من يدخل الجنة على صورة آدم.

نص هذه الرواية أيضاً وردت في صحيح مسلم، الرواية (قال رسول الله خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ... فكل من يدخل الجنة على صورة آدم) إذن هذا النص وارد في الصحيحين فلا نحتاج الى دليل أوضح.

ونفس هذا الحديث ورد أيضاً في (مسند الإمام أحمد، ج13، ص504) بتحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، رقم الحديث 8171 قال: (خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعاً). ثم قال: (كل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله) هناك توجد زيادة في مسند أحمد (وطوله ستون ذراعاً) يعني يرجع الى الأصل، يعني في يوما القيامة كلنا نحشر على طول ستون ذراعاً وذاك بحث آخر لا أريد التعليق عليه. ولكن أريد أن أقول أن الرواية الواردة في الصحيحين عند علماء المسلمين أنه توجد في الرواية قرينتان واضحتان تبينان أن الضمير لا يمكن أن يعود على الله وإنما يعود على آدم.

ثم عندما ننتقل الى نوع آخر من الأحاديث ورد، أيضاً يؤيد هذا المعنى بشكل واضح وصريح، هذا الحديث ورد في (مسند الإمام أحمد، ج12، ص275) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، قال: (الرواية عن أبي هريرة عن النبي: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فأن الله خلق آدم على صورته) يقول العلامة الأرنؤوط في ذيل هذه الرواية (إسناد صحيح على شرط الشيخين). هذه الرواية لم ينقلها الشيخان. هذه قرينتها واضحة جداً يقول (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه) لماذا؟ فأن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب فلابد أن يكرم هذا الوجه احتراماً لآدم، هذه قرينة واضحة، فلا تحتاج، وهي ليست كتلك الرواية.

إذن نحن عندما نرجع الى الروايات نجدها واضحة تدل على هذا وهو أن الضمير يعود على آدم.

المُقدَم: ولكن سماحة السيد هل يمكن أن تذكروا كلمات أعلام أهل السنة والجماعة الذين اختاروا هذا الاتجاه الثالث وكيف تعاملوا مع هذه الروايات.

سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة أحاول أن أشير الى اثنين أو ثلاث وتتمة ذلك إن شاء الله الى الحلقة القادمة.

أنا واقعاً في هذه الليلة أريد أن أقف أولاً عند الإمام ابن خزيمة أنه ماذا يقول في هذا المجال. الإمام ابن خزيمة في كتابه الأساسي في هذا المجال (كتاب التوحيد، ج1، ص93) سأقرأ بعض العبارات وبودي أن تتأملوا معي، بعد أن ينقل هذه الروايات، ينقل أخبار رويت عن النبي، الروايات التي هي خلق الله آدم على صورته، بعد ذلك سيأتي، يقول: (لا يقولن أحدكم لأحد قبح الله وجهك ووجهاً أشبه وجهك فأن الله خلق آدم على صورته) هذا الذي أنت تقبحه آدم مخلوق شبيه لهذه الصورة فأنت تقبح صورة آدم، أتصور أن هذا الأمر واضح، ولكنه على طريقة ابن تيمية يحاول كأنه يقول أن الإجماع قائم أنه على صورة الرحمن، ولا يقف عند هذه الروايات. يقولك: (تأولها بعض من لم يتبحر في العلم على غير تأويلها) تأولها يعني فسرها وبينها للناس على غير ... يعني صرفها عن وجهها الظاهري (ففتن عالماً من أهل الجهل والغباء) هذه تعبيرات ابن خزيمة، هذا الكلام يوجه الى ابن تيمية وإلى الدويش وإلى ابن باز وإلى التويجري وإلى الغنيمان وإلى غيرهم، كل هؤلاء يعبر عنهم إمام الأئمة (ففتن عالماً من أهل الجهل والغباء حملهم الجهل بمعنى الخبر على القول بالتشبيه) يقول هؤلاء شاءوا أم أبوا يقعون في التشبيه (جل وعلا أن يكون وجه خلق من خلقه مثل وجهه سبحانه وتعالى). جل وعلا تعالى الله عما يقول الظالمون، تعالى الله عما يقول الجاهلون، تعالى الله عن هذه الكلمات التي واقعاً لا تنبأ إلا عن جهل وغباء كما يقول الإمام ابن خزيمة. يقول: (جل وعلا عن أن يكون وجه خلق من خلقه مثل وجهه الذي وصفه الله بالجلال والإكرام ونفى الهلاك عنه). وجه الآدميين هالك وأنه لا يتصف بالجلال والإكرام، هذا في (ص93).

وفي (ص94) من الكتاب ينقل مجموعة من الروايات التي قرأناها، إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، إذا ضرب أحدكم ... يقول: (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، قال أبو بكر) ابن خزيمة (توهم بعض من لم يتبحر العلم) لم يكن من أهل العلم متبحراً في العلم (توهم بعض من لم يتبحر العلم أن قوله على صورته يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر). ولذا تجدون يقول: (عز ربنا وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر).

سؤال أيها الإمام الكبير العالم: ما معنى هذا الخبر؟

قال: (بل معنى قوله خلق آدم على صورته الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم، أراد أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي اُمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب والذي قبح وجهه فزجر صلى الله عليه وآله أن يقول ووجه من أشبه وجهك لأنه وجه آدم شبيه وجوه بنيه). ثم يقول: (فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك كان مقبحاً وجه آدم صلوات الله عليه وسلامه الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم ... فتفهموا رحمكم الله). تدبروا، (فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر، لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال) فتضلوا غيركم. هذا فيما يرتبط بهذا الحديث الثاني.

وكذلك فيما يتعلق بالحديث الأول (فإن ابن آدم خلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم والدليل على صحة هذا البيان والتأويل أنه ورد عن أبي هريرة خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً) يقول هذه صورة آدم، قال أبو بكر (فصورة آدم هي ستون ذراعاً). خلقه على هذه الصورة (التي خبر النبي آدم عليه السلام خلق عليها) الله أخبر نبيه بأن آدم خلق على هذه الصورة صورة ستون ذراعاً (لا على ما توهم بعض من لم يتبحر العلم فظن أن قوله على صورته صورة الرحمن صفة من صفات ذاته جل وعلا عن أن يوصف بالذرعان والأشبار) أين توحيدكم ومعرفتكم تصفون الله بالذرعان كما يقول ابن تيمية (قد نزه الله نفسه وقدس عن صفات المخلوقين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).

المُقدَم: معنا الأخ إبراهيم من السعودية، تفضلوا.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: هذا البرنامج ما هو؟

المُقدَم: معنا الأخ البغدادي من الأمارات، تفضلوا.

الأخ البغدادي: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ البغدادي: ثلاث نقط سريعة إن شاء الله، كتب الأحاديث والتفاسير والصحاح ملأت بأحاديث أن الشيطان وإبليس يتلبس بصورة ابن آدم وللمشاهد أن يستنتج إذا كان الشيطان يتلبس بصورة ابن آدم. وهذا موجود في كتب ابن تيمية وكذلك في كتاب (الفتاوى الذهبية) لعبد الله بن جبرين.

النقطة الثانية: أن الله خلق آدم على صورته، يد لا كالأيدي ورجل لا كالأرجل، ونحن نعلم أن آدم بشر، فهل يستطيع ابن تيمية والوهابية أن يحددوا وجهاً وجسماً له.

النقطة الثالثة: أن هذا الحديث لا يقبل التأويل حسب ما قرأ السيد، هذه حتى على مبانيهم خلق الله آدم على صورة الرحمن وهم قالوا أن الرحمن على العرش استوى على الظرف المكاني يعني فوقية فخلق الله آدم على صورته يعني الله له صورة ومكان خلق آدم هو بالصورة.

المُقدَم: الأخ راشد من السودان، تفضلوا.

الأخ راشد: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ راشد: أولاً أحيي الإمام كمال الحيدري ومرحباً بهذا الحوار العلمي ولكن البحث العلمي يحتاج أن يتصف بصفة العدل والإنصاف فإذا كان السيد كمال الحيدري يريد منا أن نبين ونناقش معه عقيدة ابن تيمية التي ظهرت في كتبه نحتاج أن نحاوره وأنا أريد منه أن يعطينا وقت أكثر للحوار العلمي لرد ما يدعيه السيد كمال الحيدري على ابن تيمية.

المُقدَم: هذا ليس إدعاء.

الأخ راشد: إذا كان كمال الحيدري يؤمن بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا هو المنزل من عند الله أنا أناظره.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا يريد أن يناظر، أن لا يستمع شيئاً.

المُقدَم: كننت قد طلبت العدل وأدعيت أنه لم يكن عادلاً، وسماحة السيد لم يدعِ شيئاً من عنده بل يفتح الكتاب بالجزء والصفحة والطبعة يقول قال الشيخ وقال الألباني وقال ابن خزيمة، وأنت تختار، أين الادعاء، نحن لا ندعي من عندنا، نحن ننقل لك الحقائق ناصحة واضحة كما هي. ثم ما علاقة تحريف القرآن، هل نتحدث عن تحريف القرآن حتى تقولون نناظركم في القرآن.

سماحة السيد كمال الحيدري: كان بودنا أن نجد شخصاً من أهل العلم الذين يستطيعون أن يدافعوا عن الشيخ ابن تيمية، ولكن مما يؤسف له أننا الى الآن لم نجد أحداً من أهل العلم ممن يستطيع أن يدافع عن ابن تيمية، نعم هناك مدعيات من هنا وهناك وكل يدعي الوصل بليلى، يحاولون الدفاع عنه ولكن واقعاً لا يعرفون مباني الشيخ ابن تيمية أنا أريد شخصاً يجلس هنا، يعني يتصل ويبين وإذا ما أعطيناه وقت ربع ساعة أو عشرين دقيقة أو نصف ساعة، لا أنه جناب الدكتور يريد أن يباحثك حتى يسأل وأنت تتكلم باستمرار وبلا انقطاع، هذه ليست طريقة صحيحة في الحوار. وإلا فنحن نستمع الى البحث العلمي بكل رحابة صدر.

المُقدَم: الأخ عبد الرحيم من إسبانيا، تفضلوا.

الأخ عبد الرحيم: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الرحيم: أريد أن أتوجه بالشكر الخالص لسماحة السيد كمال الحيدري فقد فادنا ونورنا، أقول له بكل صدق أن أهل السنة أكثر حاجة من أهل الشيعة، ولا يغرنك الذين يراوغون وهم بمن يقول لأمه ... هؤلاء يراوغون عليهم أن يخرجوا ويبينوا في قنواتنا السنية بكل أمانة وصدق.

سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً على هذه المداخلة المؤدبة والعلمية وهو أنه أساساً هذه الجملة تسرني كثيراً وهو أنه يقول أن أهل السنة أحوج الى مثل هذه البرامج من أهل الشيعة وهو كذلك، لأنه حاولت الأجهزة الإعلامية والفكرية والمؤسسات الدينية للوهابية المعاصرة أتباع ابن تيمية أن يوهموا الناس والمسلمين في جميع أنحاء العالم أنهم يمثلون أهل السنة والجماعة وقد اتضح على مستوى التوحيد أنهم براء من أهل السنة وأهل السنة براء منهم، وهذا أحد كبار أئمة أهل السنة والجماعة وهو إمام الأئمة ابن خزيمة انظروا ماذا يقول عن هذا التوحيد الذي أسس له ابن تيمية وأتباع ابن تيمية.

المُقدَم: توحيد يقوم على أساس التشبيه. معنا الاخ أبو محمد من هولندا، تفضلوا.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: طيب الله نفسك على هذا البرنامج المشوق، وسلام خاص الى مولانا الجليل السيد كمال الحيدري، حقيقة هذا البرنامج أنار قلوبنا، وكل إنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب فهم كلامك، ولكن هذه الناس الذين أنت تنصحهم والله لا يفهمون الكلام وربما لا يجد الهدى قلوبهم ليهتدوا الى كلام الله الذي تبينه.

المُقدَم: نحن كلنا أمل وتفاءل أن يعرف الناس الحقيقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أمامك أتصل الأخ من إسبانيا وقال أنا سني وبحمد الله اتضحت لي الحقيقة. مع احترامي لعواطفك الكريمة. إن كنت تقصد أهل العناد فنعم، أما عموم المسلمين فكونوا على ثقة الاتصالات التي تأتي والرسائل التي تأتي المباشرة وغير المباشرة كلهم يقولون أنه اتضحت لنا حقائق التوحيد من عند أهل السنة والجماعة وهؤلاء كانوا قد دلسوا علينا لسنين كنا نتصور أن ما يقوله الوهابية هو ما يقوله أهل السنة والجماعة والآن اتضح بشكل واضح وصريح أن أهل السنة والجماعة في اتجاه وأن ابن تيمية وأتباعه من الوهابية في العقائد في اتجاه آخر.

المُقدَم: معنا الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: أنا عندي تعليق، أنتم قلتم قبل قليل أنك تعطينا دروس، ونحن بصراحة ننتظر هذه الدروس، نحن بأحوج ما نكون الى هذه الأمور يعني الشرح بهذه الطريقة السهلة الممتنعة، يمكن أن تنقصنا بعض الأمور والإنسان يتعلم. لقد عرفنا أموراً لم نكن نعرفها الله ينور وجهك.

المُقدَم: هل أنتم من أهل السنة أم على منهج الشيخ عبد الوهاب.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنتم من السنة أم من الشيعة.

الأخ محمد: أنا من أهل السنة.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الذي كنت ابتغيه من هذا البرنامج وهو أنه بيني وبين الله وسيتضح لك أخي العزيز أن كل علماء الشيعة يقولون نفس القول الذي نقلناه عن الإمام ابن خزيمة، وبهذا يتضح لك أنه في كثير من المسائل العقائدية تجد أن هناك وفاقاً بيننا ولكن حاولت الوهابية وحاول أتباع ابن تيمية أن يقولوا للعالم الإسلامي أن النزاع قائم وأن المعركة قائمة بين الشيعة والسنة، مع أن الأمر ليس كذلك، وأنا أقول من هنا بشكل واضح وصريح: أقسم بالله أن كثيراً من أتباع الوهابية حتى من أهل العلم عندهم فضلاً عن عموم الناس أيضاً لا يعرفون هذه الحقائق، ولو اتضحت لهم هذه الحقائق لعرفوا أن هذا التوحيد الذي يقوله ابن تيمية ويقوله محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد عبد الوهاب من ابن باز والعثيمين والتويجري والدويش وغيرهم هؤلاء توحيد بائس أسس له معاوية وأسس له بنو أمية، هذا توحيد بني أمية، هذا ليس توحيد القرآن وليس توحيد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وهذا ما سيتضح، انتظرني في الأسبوع القادم وسيتضح أنه أساساً كيف نقرأ الروايات الواردة في صحيح البخاري وصحيح مسلم.

المُقدَم: الأخ نايف من السعودية، تفضلوا.

الأخ نايف: السلام عليكم.

المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نايف: الشيخ كمال الحيدري يقول أن ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب شيء والسنة شيء وابن تيمية هو إمام السنة عند جميع الأئمة الأربعة، هذا واحد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أين صرحوا أن ابن تيمية هو إمام الأئمة الأربعة.

الأخ نايف: أنا أذكر لك أين صرحوا، في كتابك (علم الإمام) ذكرت أن الولاية للأنبياء ...

سماحة السيد كمال الحيدري: قلت لكم لعله ستبقى حسرة عندي أن يخرج أحد منكم واقعاً يعرف ألف باء العلم، الآن بيني وبين الله نحن حديثنا في علم الإمام وأني ماذا قلت في علم الإمام، إن شاء الله في الوقت المناسب سأبين علم الإمام من القرآن ومن النصوص حتى من نصوص علماء أهل السنة والجماعة. نعم، التي ينكر هذه النصوص ويحاول أن يقف أمامها سداً منيعاً هو ابن تيمية والوهابية، وإلا تجد الكثير من الروايات الواردة في بيان مقامات علي بن أبي طالب في علمه تجد أنها موجودة في كتب أهل السنة ولا توجد عندهم غضاضة ولكن ابن تيمية عندما يصل الى أي رواية مرتبطة بعلي تجده مباشرة يقول ضعيفة باطلة موضوعة ونحو ذلك.

المُقدَم: بل قالوا هذا في عمر يا سارية الجبل.

سماحة السيد كمال الحيدري: موضوعنا كان هذا فما هي علاقته بموضوع علم الإمام.

المُقدَم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً مشاهدينا الكرام الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علماء السنة يجيزون لعن يزيد بن معاوية
آية اليوم يئس الذين ومسألة الإمام
العقل والروح مسيرة إحيائية واحدة
اليوم الآخر في القرآن الكريم
الرعية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك ...
بغض بعض الصحابة لعلي(عليه السلام)
هل ان عيسی عليه السلام ابن الله جل وعلا
كيف يجزى الانسان بثار عمله في الدنيا
المعاد (1)
الامام علي (ع ) يرفض المبايعة على سيرة الشيخين :

 
user comment