عربي
Tuesday 16th of April 2024
0
نفر 0

أبيات مختارة من قصيدة ابن عرندس

أبيات مختارة من قصيدة ابن عرندس

 أيُقْتَلُ ظَمْآناً حُسَيْنٌ بِکَرْبَلا *** وَفي کُلِّ عُضْو مِنْ أنامِلِهِ بَحْرُ؟
وَوالِدُهُ السّاقي عَلَى الْحَوْضِ في غَد *** وَفاطِمَةُ ماءُ الْفُراتِ لَها مَهْرُ
فَوالَهْفَ نَفْسي لِلْحُسَيْنِ وَما جَنى *** عَلَيْهِ غَداةَ الطَّفِّ في حَرْبِهِ الشِّمْرُ
تَجَمَّعَ فيها مِنْ طُغاةِ اُمَيَّة *** عِصابَةُ غَدْر لا يَقُومُ لَها عُذْرُ
فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعانِ في أرْضِ کَرْبَلا *** تَباعَدَ فِعْلُ الْخَيْرِ وَاقْتَرَبَ الشَّرُّ
فَحاطُوا بِهِ في عَشْرِ شَهْرِ مُحَرَّم *** وَبيضُ الْمَواضِي في الاَْکُفِّ لَها شَمْرُ
zفَقامَ الْفَتى لَمـّا تَشاجَرَتِ الْقَنا *** وَصالَ، وَقَدْ أَوْدى بِمُهْجَتِهِ الْحَرُّ
وَجالَ بِطَرْف فِي المَجالِ کَأَنَّهُ *** دُجَى اللَّيْلِ في لاَْلآءَ غُرَّتُهُ الْفَجْرُ
لَهُ اَرْبَعٌ لِلرِّيحِ فِيهِنَّ أَرْبَعٌ *** لَقَدْ زانَهُ کَرٌّ وَما شَأْنُهُ الْفَرُّ
فَفَرَّقَ جَمْعَ الْقَوْمِ حَتّى کَأَنَّهُمْ *** طُيُورُ بُغاث شَتَّ شَمْلَهُمُ الصَّقْرُ
فَأذْکَرَهُمْ لَيْلَ الْهَريرِ فَأَجْمَعَ الْکِلا *** بُ عَلَى اللَّيْثِ الْهُزَبْرِ وَقَدْ هَرُّوا
هُناکَ فَدَاْهُ الصّالِحُونَ بِأَنْفُس *** يُضاعَفُ في يَوْمِ الْحِسابِ لَهَا الاَْجْرُ
وَحادُوا عَنِ الْکُفّارِ طَوْعاً لِنَصْرِهِ *** وَجادَلَهُ بِالنَّفْسِ مِنْ سَعْدِهِ الْحُرُّ
وَمَدُّوا إِلَيْهِ ذُبَّلا سَمْهَرِيَّةً *** لِطُولِ حَياةِ السِّبْطِ في مَدِّها جَزْرُ
فَغادَرَهُ في مارِقِ الْحَرْبِ مارِقٌ *** بِسَهْم لِنَحْرِ السِّبْطِ مِنْ وَقْعِهِ نَحْرُ
فَمالَ عَنِ الطَّرْفِ الْجَوادِ أَخُو النَّدَى *** الْجَوادَ قَتيلا حَوْلَهُ يَصْهَلُ الْمُهْرُ
سَنانُ سِنان خارِقٌ مِنْهُ فِي الْحَشا *** وَصارِمُ شِمْر فِي الْوَرِيدِ لَهُ شَمْرُ
تَجُرُّ عَلَيْهِ الْعاصِفاتُ ذُيُولَها *** وَمِنْ نَسْجِ أيْدِي الصّافِناتِ لَهْ طَمْرٌ
فَرَجَّتْ لَهُ السَّبْعُ الطِّباقُ، وَزَلْزَلَتْ *** رَواسِي جِبالِ الاَْرْضِ، وَالْتَطَمَ الْبَحْرُ
فَيا لَکَ مَقْتُولا بَکَتْهُ السَّماءُ دَماً *** فَمُغْبَرُّ وَجْهِ الاَْرْضِ بِالدَّمِ مُحْمَرُّ
مَلابِسُهُ فِي الْحَرْبِ حُمْرٌ مِنَ الدِّما *** وَهُنَّ غَداةَ الْحَشْرِ مِنْ سُنْدُس خُضْرُ
وَلَهْفي لِزَيْنِ الْعابِدينَ، وَقَدْ سَرى *** أسيراً عَليلا لا يُفَکُّ لَهُ أسْرُ
وَآلُ رَسُولِ اللهِ تُسْبى نِساؤُهُمْ *** وَمِنْ حَوْلِهِنَّ السَّتْرُ يُهْتَکُ وَالْخَدْرُ
سَبايا بِأَکْوارِ الْمَطايا حَواسِراً *** يُلاحِظُهُنَّ الْعَبْدُ فِي النّاسِ وَالْحُرُّ
فَوَيْلُ يَزِيدَ مِنْ عَذابِ جَهَنَّمَ *** إِذا أقْبَلَتْ فِي الْحَشْرِ فاطِمَةُ الطُّهْرُ
مَلابِسُها ثَوْبٌ مِنَ السُّمِّ أسْوَدٌ *** وَآخَرُ قان مِنْ دَمِ السِّبْطِ مُحْمَرُّ
تُنادي وَأبْصارُ الاَْنامِ شَواخِصٌ *** وَفِي کُلِّ قَلْب مِنْ مَهابَتِها ذُعْرُ
وَتَشْکُو إِلَى اللهِ الْعَليِّ، وَصَوْتُها *** عَلِيٌّ وَمَوْلانا عَلِىٌّ لَها ظَهْرُ(2)
________________________________________
1 . الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن عرندس الحلي المعروف بابن عرندس من أعلام الشيعة وله مؤلفات في الفقه والأصول والشعر في الأئمة الأطهار(عليهم السلام). توفي سنة 860 ودفن في الحلّة. ومن أشهر قصائده هذه القصيدة الرائية. قيل لا تقرأ هذه القصيدة في مجلس إلاّ حضره الإمام المهدي(عليه السلام) (الغدير، ج 7، ص 14).
2 . الغدير، ج 7، ص 15-17.

أبيات مختارة من قصيدة ابن عرندس
وَفَجَّعَتْ قَلْبي بِالتَّفَرُّقِ مِثْلَما *** فَجَّعَتْ اُمَيَّةُ بِالْحُسَيْنِ مُحَمَّدا
سِبْطِ النَّبِىِّ الْمُصْطَفَى الْهادِي الَّذي *** أهْدَى الاَْنامَ مِنَ الضَّلالِ وَأرْشَدا
وَهُوَ ابْنُ مَوْلانا عَلِىِّ الْمُرْتَضى *** بَحْرِ النَّدى، مُرْوِى الصَّدا، مُرْدِي الْعَدى
أَسْمَا الْوَرى نَسَباً وَأَشْرَفُهُمْ أباً *** وَأَجَلُّهُمْ حَسَباً وَأَکْرَمُ مُحْتَدا
بَحْرٌ طَما، لَيْثٌ حَمى، غَيْثٌ هَمى *** صُبْحٌ أضا، نَجْمٌ هَدى، بَدْرٌ بَدا
ألسَّيِّدُ السَّنَدُ الْحُسَيْنُ أَعَمُّ أهْـ *** لِ الْخافِقَيْنِ نَدىً وَأسْمَحُهُمْ يَدا
لَمْ أنْسَهُ في کَرْبَلا مُتَلَظّياً *** فِي الْکَرْبِ لا يَلْقى لِماء مَوْرِدا
وَالْمِقْنَبُ الاْمَوَيُّ حَوْلَ خِبائَةِ *** النَّبَويِّ، قَدْ مَلاََ الْفَدافِدَ، فُدْفَدا
وَالْخَيْلُ عابِسَةُ الْوُجُوهِ کَأَنَّهَا *** الْعِقْيانُ تَخْتَرِقُ الْعَجاجَ الاَْرْبَدا
حَتّى إِذا لَمَعَتْ بُرُوقُ صِفاحِها *** وَغَدَا الْجَبانُ مِنَ الرَّواعِدِ مُرْعِدا
صالَ الْحُسَيْنُ عَلَى الطُّغاةِ بِعَزْمِهِ *** لاَ يَخْتَشي مِنْ شِرْبِ کاساتِ الرَّدا
فَکَأَنَّما فَتَکاتُهُ في جَيْشِهِمْ *** فَتَکاتُ «حَيْدَرَ» يَوْمَ اُحْد فِي الْعِدى
جَيْشٌ يُريدُ رِضى يَزيدَ، عِصابَةٌ *** غَصَبَتْ فَأَغْضَبَتِ الْعَليَّ وَأحْمَدا
جَحَدُوا الْعَليَّ مَعَ النَّبِىِّ وَخالَفُوا *** الْهادِي الْوَصِىَّ وَلَمْ يَخافُوا الْمَوْعِدا
وَمِنَ الْعَجائِبِ اَنَّ عَذْبَ فُراتِها *** تَسْرِي مُسَلْسَلَةً وَلَنْ تَتَقَيَّدا
طام وَقَلْبُ السِّبْطِ ظام نَحْوَهُ *** وَأبُوهُ يُسْقِي النّاسَ سَلْسَلَهُ غَدا
شَمْسٌ عَلى فَلَک وَطَوْعُ يَمينِهِ *** قَمَرٌ يُقابِلُ فِي الظَّلامِ الْفَرْقَدا
وَالسيِّدُ الْعَبّاسُ قَدْ سَلَبَ الْعِدى *** عَنْهُ اللِّباسَ وَصَيَّرُوهُ مُجَرَّدا
وَابْنُ الْحُسَيْنِ السِّبْطِ ظَمْآنَ الْحَشا *** وَالْماءُ تَنْهَلُهُ الذِّئابُ مُبَرَّدا
کَالْبَدْرِ مَقْطُوعُ الْوَريدِ لَهُ دَمٌ *** أمْسىْ عَلى تُرْبِ الصَّعيدِ مُبَدَّدا
وَالسّادَةُ الشُّهَداءُ صَرْعى فِي الْفَلا *** کُلٌّ لاَِحْقافِ الرِّمالِ تَوَسّدا
فَأُولِئکَ الْقَوْمُ الَّذينَ عَلى هُدىً *** مِنْ رَبِّهِمْ فَمَنِ اقْتَدى بِهِمُ اهْتَدى
وَالسِّبْطُ حَرّانُ الْحَشا لِمُصابِهِمْ *** حَيْرانُ لا يَلقى نَصيراً مُسْعِدا
حَتّى إِذَا اقْتَرَبَتْ أَباعيدُ الرَّدى *** وَحَياتُهُ مِنْهَا الْقَريبُ تَبَعَّدا
دارَتْ عَلَيْهِ عُلُوجُ آلِ اُمَيَّة *** مِنْ کُلِّ ذِي نَقْص يَزيدُ تَمَرُّدا
فَرَمَوْهُ عَنْ صُفْرِ القَسيِّ بِأَسْهُم *** مِنْ غَيْرِ ما جُرْم جَناهُ وَلاَ اعْتَدى
فَهَوَى الْجَوادُ عَنِ الْجَوادِ فَرَجَّتِ *** السَّبْعُ الشِّدادُ وَکانَ يَوْماً أنْکَدا
وَاحْتَزَّ مِنْهُ الشِّمْرُ رَأساً طالَما *** أمْسى لَهُ حِجْرُ النُّبُوَّةِ مَرْقَدا
فَبَکَتْهُ أَمْلاکُ السَّماواتِ الْعُلى *** وَالدَّهْرُ باتَ عَلَيْهِ مَشْقُوقَ الرِّدا
وَالْوَحْشُ صاحَ لِما عَراهُ مِنَ الاْسى *** وَالطَّيْرُ ناحَ عَلى عَزاهُ وَعَدَّدا
وَسَرْوا بِزَيْنِ الْعابِدينَ السّاجِدِ *** الْباکِي الْحَزينِ، مُقَيَّداً وَمُصَفَّدا
وَسُکَيْنَةٌ سَکَنَ الاْسى فِي قَلْبِها *** فَغَدا بِضامِرِها مُقيماً مُقْعَدا
وَأسالَ قَتْلُ الطَّفِّ مَدْمَعَ زَيْنَب *** فَجَرى، وَوَسْطُ الْخَدِّ مِنْها خُدِّدا
فَلاَلْعَنَنَّ بَني اُمَيَّةَ ما حَدا *** حاد، وَما غارَ الْحَجيجُ وَأنْجَدا
وَلاَلْعَنَنَّ يَزيدَها وَزِيادَها *** وَيَزيدُها رَبِّي عَذاباً سَرْمَدا
وَلاََبْکِيَنَّ عَلَيْکَ يَاابْنَ مُحَمَّد *** حَتّى اُوَسَّدَ فِي التُّرابِ مُلَحَّدا(1)
________________________________________
1 . الغدير، ج 7، ص 20-22 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

وقف الزمان على ضريحك سائلا
مولد النور
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
إلى أبي تراب
لم انسه اذ قام فيهم مخاطبا
شعر الإمام الحسين عليه السلام
قصيدة تلقى قبل اذان الصبح في حضرة الامام الحسين ...
زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) في الشعر العربي
مَن بعدَكم آلَ النبيّ ؟!
حرم الحجاج

 
user comment