عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام

الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام

 الأهداف:

1- أن يتعرّف إلى شخصيّة عليّ بن الحسين عليه السلام.
2- أن يستوضح تحرّكات الإمام من كربلاء إلى المدينة.
3- أن يستذكر الدور الرساليّ للإمام.
4- أن يتعرّف إلى الأساليب التي اتّبعها الإمام للتعريف بأهل البيت عليهم السلام.
5- أن يتعرّف إلى منزلة عليّ بن الحسين عليه السلام عند المسلمين.
6- أن يشرح كيفيّة استشهاد الإمام.
   
بطاقة الهوية:

الاسم                               علي عليه السلام

اللّقب                               زين العابدين

الكنية                               ابو الحسن (ابو محمد)

اسم الأب                           الحسين بن علي عليه السلام

اسم الأمّ                            "شهربانو"

الولادة                             5 شعبان 38 هـ

الشهادة                            25 محرم 95 هـ

مدّة الإمامة                        35 سنة

مكان الدفن                         المدينة المنورة/ البقيع

من الولادة حتـّى كربلاء

قدّر الله لهذا الإمام أن يعيش مع جدّه أمير المؤمنين عليه السلام لسنتين، فشهد فاجعة استشهاد جدّه، ثمَّ عايش عمّه الإمام الحسن لمدّة 12 عاماً، وهو يحيط بما يخطّط له بنو أميّة من هدم للدِّين، وهكذا عاش مع أبيه الحسين الشهيد 23 سنة، إلى أن حدثت واقعة كربلاء المفجعة التي عاشها الإمام بكلّ تفاصيلها، ولكنَّ الله عزّ وجلّ قدّر لهذا الإمام البقاء حيّاً، فقد مرض في كربلاء مرضاً منعه من المشاركة في القتال...

عاصر الامام عليه السلام جده وعمه واباه, فعاش كل المرارات والظلم الذي لحق بهم.

 
تحرّكات الإمام السجـّاد ومتابعة المسيرة

بعد استشهاد الإمام الحسين أصبحت الإمامة في الإمام زين العابدين عليه السلام، فكان عليه أن يُتابع مسيرة أبيه وجدّه، وهذا ما قام به الإمام عليه السلام في فترة الأسر والسبي ورحلة المعاناة من كربلاء إلى المدينة مروراً بالكوفة.

أ- في الكوفة: لقد دخل الإمام إلى الكوفة، وهو يعلم الدور الذي قام به أهل الكوفة في خذلان أبيه وتخلّيهم عنه، فخطب بهم خطاباً يهزّ ضميرهم ووجدانهم، فقال: "أنا ابنُ مَنِ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهُ، وَسُلِبَتْ نِعْمَتُهُ، وانْتُهِبَ مالُهُ، وَسُبِيَ عِيالُهُ، أَنا ابْنُ الْمَذْبوحِ بِشَطِّ الفُراتِ، مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَلا تراثٍ، أَنا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً، وَكَفى بِذَلِكَ فَخْراً"1.

ب ـ في الشام: لقد كان الهدف الرئيسيّ للإمام خلال مسيرة السبي وفي الشام، أن يُزيل التضليل الإعلاميّ الذي مارسه بنو أميَّة في حقِّ أهل
    

البيت عليهم السلام، وفي حقِّ ثورة الإمام الحسين عليه السلام، ولذا اعتمد في أسلوبه خِطابَين: الخِطاب الفرديّ والخِطاب العامّ.

1- الخطاب الفرديّ: كان كلّما لقي أحداً ووجد أنّ بمقدوره أن يسمع له بيّن له فضل أهل البيت عليهم السلام وشرح له مظلوميّتهم.

- اعتمد الامام اسلوب الخطاب في المحافل التي حضرها في مرحلة السبي لبيان مظلومية اهل البيت وحقهم.

2- الخطاب العامّ: كان متى يجد أنّ الفرصة تسنح له أن يقوم خطيباً بين الناس، بيّن لهم ذلك أيضاً.

ففي الشام وفي مجلس"يزيد" عندما اجتمع الناس وهم يظهرون الفرح والسرور بمجيء السبايا وهم لا يعرفون من هم السبايا، قام الإمام خطيباً ليذكّرهم بمكانة أهل البيت وارتباطهم بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "أيّها الناسُ، أنا ابنُ مَكّةَ وَمنى، أنا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفا، أَنا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرافِ الرِّدا، أَنا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلائِكَةِ السَّما، أَنا ابْنُ مَنْ أَوْحى إِلَيْهِ الجَليلُ ما أَوْحَى، أَنا ابْنُ فَاطِمَةَ الزّهْراءِ، أَنا ابْنُ خّديجَةَ الكُبْرى، أَنا ابْنُ الْمُرَمّلِ بِالدِّما، أَنا ابْنُ ذَبيحِ كَرْبَلاءِ"2.

لقد استطاع الإمام بهذا الأسلوب أن يهزّ المشاعر، ويكشف الحقيقة، ما جعل يزيداً يخضع لمطالب الإمام في الرجوع إلى المدينة وإنهاء عمليّة السبي.

 
إستنتاج

لقد تمكَّن الإمام عليه السلام من بيان مكانة أهل البيت عليهم السلام، وبيان مظلوميّتهم، فأحال رحلة السبي إلى رحلة دعوة إلى الحقّ وإلى مرجعيَّة الإسلام الصحيحة.

 
الدور الرسالي للإمام عليه السلام

لقد أمضى الإمام زين العابدين عليه السلام مدّة إمامته مقيماً في مدينة جدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، متابعاً لمسيرة الأئمّة السابقين عليه السلام، فاعتمد أساليب هادئة في التربية، لينفُذَ من خلالها إلى قلوب الناس. وتمثّل ذلك في المجالات التالية

1- التذكير المستمـّر بمظلوميـّة أهل البيت عليهم السلام: فقد اشتهر الإمام عليه السلام بكثرة البكاء على أبيه3.

2- بثّ المفاهيم الإسلاميـّة الصحيحة: اعتمد الإمام أسلوب الدعاء الذي يحمل مضامين تعليميّة تربويّة متعدّدة الأبعاد، وقد جُمعت تلك الأدعية في كتاب عُرف فيما بعد بالصحيفة السجّاديّة. كما كان
    

يعقد الحلقات الدينيّة والفكريّة في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتّى أصبحت مجالسه محجّة للعلماء والفقهاء، وتخرّج من هذه المدرسة قيادات علميّة وفكريّة، حملت العلم والمعرفة والإرشاد إلى كافّة البلاد الإسلاميّة.

3- الاهتمام بشؤون الناس: لم يترك الإمام عليه السلام بحكم كونه إماماً الجانبَ الإنسانيَّ والاجتماعيَّ، وهذا ما أكَّدته الروايات الواردة، من أنَّه كان يخرج في الليالي الظلماء يحمل الجراب على ظهره فيقرع الأبواب ويُناول أهلها من دون أن يُعرف، كما كان يشتري في كلّ عام مئات العبيد ليحرّرهم في عيدي الفطر والأضحى بعد أن يربّيهم على مفاهيم التربية الإسلاميّة.

إنّ الأساليب التي اتّبعها الإمام عليه السلام أعطت ثمارها في حياته وبعد شهادته، ورسّخت مكانة أهل البيت العلميّة والدينيّة فصارت أمراً معروفاً ومشهوراً بين الناس، وإن لم تكن السلطة السياسيّة بيدهم، فاحتلّوا مكانة في صدور الناس تفوق مكانة من بيده السلطة والحكم.

ويُروى أنّ هشام بن عبد الملك كان في الحجّ، وعندما حاول ملامسة الحجر الأسود لم يستطع من شدّة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالإمام عليه السلام مقبلٌ يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتّى لمس الحجر وقبّله، ومضى، فعاد الناس إلى ما كانوا عليه، وانزعج هشام من هذه المظاهر، وعندما سأله أحد أصحابه من هذا، فأنكر أنّه يعرفه، فسمع الفرزدق هذه المقالة فأجابه: هذا عليّ بن الحسين بن عليّ، ثمّ أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأتَه             والبيتُ يعرِفُه والحلّ والحرمُ
هذا ابن خيرِ عبادِ اللهِ كلِّهِمِ           هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ

     
شهادة الإمام عليه السلام

هذه المسيرة الإصلاحيّة الهادفة لم تخفَ عن عيون عبد الملك بن مروان التي بثّها في المدينة لتراقب تحرّكات الإمام عليه السلام فاعتقله وأحضره إلى دمشق مقيّداً، لكن قوّة شخصيَّة الإمام عليه السلام ومهابته أثارتا الاحترام في نفس عبد الملك فأمر بإطلاقه وإعادته سالماً إلى المدينة. وأخيراً، قرّر الوليد بن عبد الملك تصفية الإمام عليه السلام فأوعز إلى أخيه سليمان فدسّ السمّ له.

 
إستنتاج

تمثّل الدور الرساليّ للإمام عليه السلام بالتذكير المستمرّ بمظلوميّة أهل البيت باتّباعه أسلوب البكاء، وبثِّ المفاهيم الإسلاميّة الصحيحة بأسلوب الدّعاء، والاهتمام بشؤون الناس: كتحرير العبيد ومساعدة الفقراء.
   
    
للمطالعة
هذا زين العابدين عليه السلام

يقول أحد الرواة: وقف على عليّ بن الحسين عليه السلام رجلٌ من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلّمه، فلمّا انصرف قال لجلسائه:"لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا منّي ردّي عليه". فقالوا له: نفعل، ولقد كنّا نحبّ أن يقول له ونقول. فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، فعلمنا أنّه لا يقول له شيئاً. فخرج حتّى أتى منزل الرجل.. فقال: "قولوا له: هذا عليّ بن الحسين". فخرج إلينا متوثّباً للشرّ، وهو لا يشكّ أنّه إنّما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه، فقال له عليّ بن الحسين عليه السلام: "يا أخي إنّك كنت قد وقفت عليَّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما فيَّ فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيَّ فغفر الله لك". فقبَّل الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحقّ به4.
 

هوامش
1- اللهوف، ابن طاووس، ص92.
2- بحار الأنوار، المجلسي، ج45، 138.
3- وهذا ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام:"البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد، وعليّ بن الحسين عليه السلام،... بكى عليّ بن الحسين عليه السلام عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتّى قال له مولاً له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال:"إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون" إنّي ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة" (الخصال – الشيخ الصدوق، ص272).
4- الارشاد,المفيد,ج2,ص

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أحداث ليلة ضرب الرأس الشريف لأمير المؤمنين
أهل البيت القدوة الصالحة والنموذج الأمثل
القدسية والعظمة
فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
ذِكر عليٍّ عبادة
الإمام الحسين عليه‌السلام والسلفية
أهل البيت^ الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق
السیده رقیه بنت الحسین علیها السلام
شروط الإمام
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة

 
user comment