عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

الدور المصيري للإمام علي (عليه السلام) في فتح خيبر



 الدور المصيري للإمام علي ( عليه السلام )

في فتح خيبر *

تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؛ ففيها هَزَمَ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) يهودَ خيبر ، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة ، فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة ، شمال غربيّ المدينة ، تبعد عنها حوالي (200) كيلومتر ، تُدعى : خيبر (1) .

وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون ، يضمرون حقداً للنبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) والمؤمنين والدولة الإسلاميّة ، منذ الأيّام الأُولى لاتّساع الرسالة ، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم ، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي . وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين ، يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) (2) .
وحين اطمأنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) من قريش بعد صلح الحديبيّة ، توجّه نحو خيبر ؛ لفتح حصونها والقضاء على وكر التآمر (3) . ووجودُ عشرة آلاف مقاتل ، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر ، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها ، وأضغان راسخة في قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن ؛ شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، شكَّلَ دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر . وكان للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها مظهر عجيب ، وله في فتحها العظيم دورٌ لا يضاهى ولا يبارى ، يتمثّل فيما يلي :

1 ـ كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي (عليه السلام) المقتدرة ، كما في غيرها من الحروب والغزوات (4) .

2 ـ لمّا فُتحت كلّ الحصون ، واستعصى حصن (الوطيح) و(السلالم)  ـ إذ كانا من أحكم الحصون ، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين : الأُولى بقيادة أبي بكر، والأخرى بقيادة عمر ، لكنّهما أخفقا في فتحهما ـ انتدب النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (عليه السلام) ، وكان مريضاً لا يقدر على القتال ، فدعا له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) فشُفي ، وفتح اللَّه على يديه ، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتْحهما لا يُصدّق ولا يخطر ببال أحد (5) .

3 ـ جندل الإمامُ (عليه السلام) الحارثَ  ـ المقاتل اليهوديّ المغرور ، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال  ـ بضربة قاصمة ، كما قدَّ مَرْحب  ـ الذي لم يجرأ أحد على مواجهته  ـ نصفين (6) .

4 ـ لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين ، وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب ، قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عبارته العظيمة الرائعة المشهورة : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ) (7) ، والأخرى : ( كرّاراً غير فرّار ) (8) ، يريد بذلك عليّاً (صلوات اللَّه عليه) ، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر .

5 ـ قلع الإمام (عليه السلام) باب قلعة قموص وحده ، وكان لا يحرِّكه إلاَّ أربعون رجلاً ! (9) .

[ وإليك بعض النصوص في هذا الشأن : ]

1 ـ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في يوم فتح خيبر : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، لا يرجع حتى يفتح اللَّه على يديه ) (10).

2 ـ الإمام عليّ (عليه السلام) في فتح خيبر : ( إنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) بعث أبا بكر ، فسار بالناس ، فانهزم حتى رجع إليه . وبعث عمر ، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه . فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : لأُعطينَّ  الراية رجلاً يُحبّ اللَّهَ ورسوله ، ويحبّه اللَّهُ ورسوله ، يفتح اللَّه له ، ليس بفرّار . فأرسل إليّ فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً ، فتفل في عيني وقال : اللَّهُمَّ اكفِه الحرّ والبرد ) ، قال : ( فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد ) (11) .

3 ـ مجمع الزوائد عن ابن عبّاس : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) إلى خيبر  ـ أحسبه قال : أبا بكر  ـ فرجع منهزماً ومَن معه . فلمّا كان من الغد ، بعث عمر ، فرجع منهزماً يجبّن أصحابَه ويجبّنه أصحابُه . فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ، ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ، لا يرجع حتى يفتح اللَّه عليه ) فثار الناس ، فقال : ( أين عليّ ؟ ) فإذا هو يشتكي عينيه ، فتفل في عينيه ، ثمّ دفع إليه الراية ، فهزّها ، ففتح اللَّه عليه (12) .

4 ـ مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدريّ : إنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أخذ الراية فهزّها ، ثمّ قال : ( مَن يأخذها بحقّها ؟ ) ، فجاء فلان فقال : أنا ، قال : ( أمِط ) ، ثمّ جاء رجل ، فقال : ( أمِط ) ، ثمّ قال النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( والذي كرّم وجه محمّد ، لأُعطينّها رجلاً لا يفرّ ، هاك يا عليّ ) ، فانطلق حتى فتح اللَّه عليه خيبر وفدك ، وجاء بعَجْوتهما (13) وقَديدهما (14) (15) .

4 ـ الطبقات الكبرى : سَريّة عليّ بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك (16) ، في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم)  .

قالوا : بلغ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يَمُدّوا يهود خيبر ، فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب في مئة رجل ، فسار الليل وكَمَن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ـ وهو ماء بين خيبر وفدك ، وبين فدك والمدينة ستّ ليالٍ ـ فوجدوا به رجلاً ، فسألوه عن القوم ، فقال : أُخبركم على أنّكم تؤمِّنوني ، فآمنوه فدلّهم ، فأغاروا عليهم ، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة ، وهربت بنو سعد بالظُّعُن (17) ورأسهم وَبَر بن عُليم .
فعزل عليّ صفيّ النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) لَقوحاً (18) تُدعى الحفذة ، ثمّ عزل الخُمس ، وقسّم سائر الغنائم على أصحابه ، وقَدِم المدينة ولم يلقَ كيداً (19) .

5 ـ المغازي عن يعقوب بن عتبة : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (عليه السلام) في مئة رجل إلى حيّ سعد بفدك ، وبلغ رسولَ اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يَمُدّوا يهودَ خيبر ، فسار الليل وكَمَن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ، فأصاب عيناً ، فقال : ( ما أنت ؟ هل لك علم بما وراءك من جَمع بني سعد ؟ ) قال : لا علم لي به . فشدّوا عليه ، فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم ، على أن يجعلوا لهم من تمْرِهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم ، فقالوا له : فأين القوم ؟ قال : تركتهم وقد تجمّع منهم مئتا رجل ، ورأسهم وَبَر بن عُليم . قالوا : فسِر بنا حتى تدلّنا . قال : على أن تؤمِّنوني . قالوا : إن دللتنا عليهم وعلى سَرْحهم (20) أمَّنّاك ، وإلاَّ فلا أمان لك . قال : فذاك . فخرج بهم دليلاً لهم حتى ساءَ ظنُّهم به ، وأوفى بهم على فَدافِد وآكام (21) ، ثمّ أفضى بهم إلى سهولةٍ ، فإذا نَعَمٌ كثيرٌ وشاءٌ ، فقال : هذا نَعَمهم وشاؤهم . فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ . قال : أرسلوني . قالوا : لا ، حتى نأمن الطلب .
ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ (22) الغنم والشاء ، فهربوا إلى جَمعهم فحذَّروهم ، فتفرّقوا وهربوا ، فقال الدليل : عَلامَ تحبسني ؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء . قال عليٌّ (عليه السلام) : ( لم نبلغ معسكرهم ) ، فانتهى بهم إليه فلم يَرَ أحداً ، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء : النَّعَم خمسمائة بعير ، وألفا شاة (23) .

6 ـ المستدرك على الصحيح ، ين عن جابر بن عبد اللَّه : لمّا كان يوم خيبر ، بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) رجلاً فجبن ، فجاء محمّد بن مسلمة فقال : يا رسول اللَّه ، لم أرَ كاليوم قطّ ... !

ثمّ قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّانِه ، لا يولّي الدُّبُر ، يفتح اللَّه على يديه ) فتشرّف لها الناس ، وعليّ (رضي اللّه عنه) يومئذٍ أرمد ، فقال له رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( سِر ) . فقال : ( يا رسول اللَّه ، ما أُبصر موضعاً ) فتفل في عينيه ، وعقد له ، ودفع إليه الراية (24) .

7  ـ السيرة النبويّة لابن هشام : عن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن سلمة بن عمرو بن الأكوع : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أبا بكر الصدِّيق برايته  ـ وكانت بيضاء ، فيما قال ابن هشام  ـ إلى بعض حصون خَيْبر ، فقاتل ، فرجع ولم يكُ فَتْحٌ ، وقد جَهَدَ ؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب ، فقاتل ، ثمّ رجع ولم يكُ فتحٌ ، وقد جَهَد ؛ فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه على يديه ، ليس بفَرّار ) .

قال : يقول سلمة : فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (رضوان اللَّه عليه) ، وهو أرمد ، فتفل في عينه ، ثمّ قال : ( خذ هذه الراية ، فامضِ بها حتى يفتَح اللَّه عليك ) .

قال : يقول سلمة : فخرج واللَّه بها يأنِح (25) ، يُهروِل هَرولة ، وإنّا لخلفه نتْبع أثره ، حتى ركَز رايته في رَضْم (26) من حجارة تحت الحِصْن ، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن ، فقال : من أنت ؟ قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) . قال : يقول اليهودي : عَلَوتم وما أُنزل على موسى ، أو كما قال . قال : فما رجع حتى فتح اللَّه على يَدَيه (27) .

8  ـ الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي : كان رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ربّما أخذته الشقيقة (28) ، فيلبث اليوم اليومين لا يخرج . فلمّا نزل خيبر ، أخذته فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر الراية من رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً ، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل ، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) .

فقال : ( أما واللَّه ، لأُعطينَّها غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ، يأخذها عَنْوَة ) (29) . وليس ثَمَّ عليٌّ ؛ كان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه . فلمّا قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) مقالته هذه ، تطاولت لها قريش ، فأصبح فجاء عليّ على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، وهو أرمد قد عصب عينيه .

فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ما لك ؟ ) ، قال : ( رمدتُ بعدك ) ، فقال له : ( ادنُ منّي ) . فدنا منه ، فتفل في عينيه ، فما شكا وجعاً حتى مضى لسبيله .

ثمّ أعطاه الراية ، فنهض بها وعليه حلّة حمراء ، فأتى خيبر ، فأشرف عليه رجل من يهود ، فقال : مَن أنت ؟ قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) ، فقال اليهوديّ : غُلبتم يا معشر يهود !!
وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر (30) يمانيّ ، قد نقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يقول :

قد علمَت خيبرُ أنّي مَرحَبُ    =   شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مجرَّبُ

فقال عليّ :

أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه    =   أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَّندَرَه (31)

 لَيْثٌ بغاباتٍ شديد قَسوَرَه

فاختلفا ضربتين ، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة (32) والمِغْفَر ورأسه حتى وقع في الأرض ، وأخذ المدينة (33) .

9 ـ صحيح البخاري عن سهل بن سعد : أنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه ، يحبّ اللَّهَ ورسولَه ، ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ) .

قال : فبات الناس يدوكون (34) ليلتهم أيّهم يُعطاها . فلمّا أصبح الناس ، غدوا على رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) كلّهم يرجو أن يُعطاها ، فقال : ( أين عليّ بن أبي طالب ؟ ) ، فقيل : هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه ، قال : ( فأرسِلوا إليه ) ، فاُتي به ، فبصق رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال عليّ : ( يا رسول اللَّه ، أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ ) ، فقال : ( انفذ على رسلْك حتى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه ، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم ) (35) .

10  ـ صحيح مسلم عن أبي هريرة : أنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ  هذه الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه على يديه ) . قال عمر بن الخطّاب : ما أحببت الإمارة إلاَّ يومئذٍ . قال : فتساورت لها (36) رجاء أن أُدعى لها . قال : فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها ، وقال : ( امشِ ولا تلتفت حتى يفتح اللَّه عليك ) . قال : فسار عليٌّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت ، فصرخ : ( يا رسول اللَّه ! على ماذا أُقاتل الناس ؟ ) ، قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ اللَّه ، وأنّ محمّداً رسول اللَّه . فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاَّ بحقّها ، وحسابهم على اللَّه (37) .

11  ـ صحيح البخاري عن سلمة : كان عليّ بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) تخلّف عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في خيبر ، وكان رمداً ، فقال : ( أنا أتخلّف عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؟! ) ، فلحق به . فلمّا بتنا الليلة التي فُتحتْ ، قال : ( لأُعطينَّ  الراية غداً  ـ أو : ليأخذنّ الراية غداً  ـ رجل يحبّه اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه عليه ) . فنحن نرجوها ، فقيل : هذا عليّ ، فأعطاه ، ففُتح عليه (38) .

12  ـ صحيح مسلم عن سلمة : أرسلني [النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ] إلى عليّ وهو أرمد ، فقال : ( لأُعطينَّ  الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، أو يحبّه اللَّه ورسوله ) (39) .

قال : فأتيت عليّاً فجئت به أقوده وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول اللَّه (صلى اللّه عليه وآله سلم) ، فبسق (40) في عينيه فبرأ ، وأعطاه الراية . وخرج مرحب فقال :

قد علمَت خيبرُ أنّي مَرحَبُ    =   شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مجرَّبُ

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ

فقال عليّ :


أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه    =    كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
أُوفيهم بالصاع كيل السَّنْدَره

قال : فضرب رأسَ مرحب فقتله ، ثمّ كان الفتح على يديه (41) .

13  ـ الاستيعاب : روى سعد بن أبي وقّاص ، وسهل بن سعد ، وأبو هريرة ، وبريدة الأسلمي ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن عمر ، وعمران بن الحصين ، وسلمة بن الأكوع ، كلّهم بمعنى واحد ، عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّه قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، ليس بفرّار ، يفتح اللَّه على يديه ) ، ثمّ دعا بعليّ وهو أرمد ، فتفل في عينيه وأعطاه الراية ، ففتح اللَّه عليه . وهذه كلّها آثار ثابتة (42) .

14  ـ الإرشاد : عن عبد الملك بن هشام ومحمّد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب الآثار : حاصر رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) خيبر بضعاً وعشرين ليلة ، وكانت الراية يومئذٍ لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب ، وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها . فلمّا كان ذات يوم ، فتحوا الباب ، وقد كانوا خندقوا على أنفسهم ، وخرج مرحب برجله يتعرّض للحرب .

فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها  ـ في جمع من المهاجرين  ـ فاجتهد ولم يغنِ شيئاً ، فعاد يؤنّب القوم الذين اتّبعوه ويؤنّبونه! . فلمّا كان من الغد ، تعرّض لها عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثمّ رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه !

فقال النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ليست هذه الراية لمَن حملها ، جيئوني بعليّ بن أبي طالب ) . فقيل له : إنّه أرمد . قال : ( أرونيه تُروني رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، يأخذها بحقّها ليس بفرّار ) .

فجاءوا بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقودونه إليه ، فقال له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ما تشتكي يا عليّ ؟ ) قال: ( رمدٌ ما أبصر معه ، وصُداع برأسي ) . فقال له : ( اجلس وضَعْ رأسك على فخِذي ) . ففعل عليّ(عليه السلام) ذلك ، فدعا له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه ، فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع . وقال في دعائه له : ( اللهمّ قِهِ الحرّ والبرد ) . وأعطاه الراية  ـ وكانت راية بيضاء  ـ وقال له : ( خذ الراية وامضِ بها ، فجبرئيل معك ، والنصر أمامك ، والرعب مبثوث في صدور القوم . واعلم  ـ يا عليّ  ـ أنّهم يجدون في كتابهم : أنّ الذي يُدمّر عليهم اسمه آلِيا ، فإذا لقيتهم فقل : أنا عليّ ، فإنّهم يخذلون إن شاء اللَّه .. ) .
وجاء في الحديث : أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لمّا قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) ، قال حبر من أحبار القوم : ( غُلبتم وما اُنزل على موسى ) . فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به (43) .

15  ـ المغازي : كان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته (44) ، فانكشف المسلمون وثبت عليّ (عليه السلام) ، فاضطربا ضربات ، فقتله عليّ (عليه السلام) ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن ، فدخلوه وأغلقوا عليهم ، فرجع المسلمون إلى موضعهم (45) .

16  ـ المغازي : برز عامر ـ وكان رجلاً طويلاً جسيماً ـ فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) حين طلع عامر : ( أترونه ؟ خمسة أذرع ! ) ، وهو يدعو إلى البراز ، يخطر بسيفه وعليه درعان ، يقنّع في الحديد يصيح : مَن يبارز ؟ فأحجم الناس عنه ، فبرز إليه عليّ(عليه السلام) فضربه ضربات ، كلّ ذلك لا يَصْنَعُ شيئاً ، حتى ضرب ساقيه فبرك ، ثمّ ذفّف عليه فأخذ سلاحه (46) .

17  ـ الإرشاد : لمّا قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) مرحباً ، رجع مَن كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه ، فصار أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه فعالجه حتى فتحه ، وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه ، فأخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم . فلمّا انصرفوا من الحصون ، أخذه أمير المؤمنين بيُمناه فدحا به أذرعاً من الأرض ، وكان الباب يُغلقه عشرون رجلاً منهم (47) .

18  ـ المصنّف عن جابر بن عبد اللَّه : إنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها ، وأنّه جُرّب فلم يحمله إلاَّ أربعون رجلاً (48) .

19  ـ مسند ابن حنبل عن أبي رافع مولى رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم)  ـ في معركة خيبر : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) برايته ، فلمّا دنا من الحصن ، خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده ، فتناول عليّ باباً كان عند الحصن فترّس به نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللَّه عليه ، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه ! (49) .

20 ـ الأمالي للصدوق عن عبد الله بن عمرو بن العاص : إنّه لمّا دنا من القَمُوص (50) أقبل أعداء اللَّه من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة ، فحمل عليهم عليّ (عليه السلام) حتى دنا من الباب ، فثنى رجله ثمّ نزل مغضباً إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ، ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً !
قال ابن عمرو : وما عجبنا من فتح اللَّهِ خيبَر على يدي عليّ (عليه السلام) ، ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً ، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه ! فأُخبر النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) بذلك ، فقال : ( والذي نفسي بيده ، لقد أعانه عليه أربعون مَلَكاً ) (51) .

21  ـ الإرشاد عن أبي عبد اللَّه الجدلي : سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( لمّا عالجت باب خيبر ، جعلته مِجَنّاً (52) لي وقاتلت القوم . فلمّا أخزاهم اللَّه ، وضعت الباب على حصنهم طريقاً ، ثمّ رميتُ به في خندقهم ) ، فقال له رجل : لقد حملت منه ثقلاً ! ، فقال: ( ما كان إلاَّ مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام ) (53) .

22  ـ الإمام عليّ(عليه السلام) : ( واللَّه ، ما قلعت باب خيبر ودكدكت حصن يهود بقوةٍ جسمانيّة ، بل بقوّةٍ إلهيّة ) (54) .

23  ـ عنه (عليه السلام)  ـ في رسالته إلى سهل بن حنيف  ـ : ( واللَّه ، ما قلعتُ باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّةٍ جسديّة ، ولا حركةٍ غذائيّة ، لكنّي أُيِّدت بقوّةٍ ملكوتيّة ، ونفسٍ بنور ربّها مُضيّة ) (55) .

24  ـ مشارق أنوار اليقين : في ذلك اليوم لمّا سأله عمر ، فقال: يا أبا الحسن ، لقد اقتلعت منيعاً ولك ثلاثة أيّام خميصاً (56) ، فهل قلعتها بقوّةٍ بشريّة ؟ فقال : ( ما قلعتها بقوّةٍ بشريّة ، ولكن قلعتها بقوّةٍ إلهيّة ، ونفسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة ) (57) .

25  ـ تفسير الفخر الرازي : إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقلّ ضعفاً ؛ ولهذا قال عليّ بن أبي طالب (كرّم اللَّه وجهه) : ( واللَّه ، ما قلعت باب خيبر بقوّةٍ جسدانيّة ، ولكنّ بقوّة ربّانيّة ) ؛ ذلك لأنّ عليّاً (كرّم اللَّه وجهه) في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد ، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء ، فتقوّى روحه ، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم (58) حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره .
وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات ، بلغ إلى المقام الذي يقول اللَّه : ( كنتُ له سمعاً وبصراً ) . فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب (59) .

26  ـ الإرشاد : لمّا فتح أمير المؤمنين (عليه السلام) الحصن وقتل مرحباً ، وأغنم اللَّه المسلمين أموالهم ، استأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أن يقول شعراً : فقال له : ( قل ) .

فأنشأ يقول :

وكان عليّ أرمد العين يبتغي = دواء فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول اللَّه منه بتَفلةٍ = فبُورك مَرقيّاً وبورك راقيا

وقال سأُعطي الراية اليوم صارماً = كميّاً (60) محباً للرسول مُواليا

يحبّ إلهي والإله يحبُّهُ  =  به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا (61)

فأصفى بها دون البريّة كلّها = عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا (62)

27  ـ تذكرة الخواصّ : ذكر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم وقائلاً يقول :

لا سيف إلاَّ ذو الفقا = رِ ولا فتى إلاَّ عليّ

فاستأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أن ينشد شعراً فأذن له، فقال :

جبريل نادى معلناً = والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا = حول النبيّ المرسلِ

لا سيف إلاَّ ذو الفقا = رِ ولا فتى إلاَّ عليّ

فإن قيل : قد ضعّفوا لفظة ( لا سيف إلاَّ ذو الفقار ) ، قلنا : الذي ذكروه أنّ الواقعة كانت في يوم أُحد ، ونحن نقول : إنّها كانت في يوم خيبر .

وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا كلام في يوم أُحد ؛ فإنّ ابن عبّاس قال : لمّا قتل عليّ (عليه السلام) طلحةَ بن أبي طلحة حامل لواء المشركين ، صاح صائح من السماء : ( لا سيف إلاَّ ذو الفقار ) .

قالوا : في إسناد هذه الرواية عيسى بن مهران ، تكلّم فيه ، وقالوا : كان شيعيّاً .

أمّا يوم خيبر ، فلم يطعن فيه أحد من العلماء . وقيل : إنّ ذلك كان يوم بدر . والأوّل أصحّ (63) .

ــــــــــــــــــــــــــ

* اقتباس وتنسيق قسم المقالات في " شبكة الإمامين الحسنين ( عليهما السلام ) للتراث والفكر الإسلامي " ، عن : الريشهري ، محمد ، ( بمساعدة : الطباطبائي ، السيد محمد كاظم ، والطباطبائي ، السيد محمود ) ، " موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الكتاب و السُّـنَّة و التاريخ " ، تحقيق : مركز بحوث دار الحديث ، دار الحديث للطباعة والنشر ـ قم ، ج 1 ، ط 2 ، 1425 هـ ، ص 226 ـ 244 .

(1) معجم البلدان: 2/409 ، الطبقات الكبرى: 2/106 .
(2) تاريخ الطبري: 2/565، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/284، المغازي: 2/441 .
(3) المغازي: 2/637.
(4) الطبقات الكبرى: 2/106، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/342، المغازي: 2/649 وص 655؛ الإرشاد: 1/126.
(5) المستدرك على الصحيحين: 3/41 ـ39، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي : 56/14، تاريخ الطبري: 3/13 ـ11، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412 ـ410، الكامل في التاريخ: 1/596، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/93، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/210.
(6) مسند ابن حنبل: 9/28/23093، السنن الكبرى: 9/222/18346، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/604/1034، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 59/15، تاريخ الطبري: 3/13، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/596 و 597، المغازي: 2/654، الطبقات الكبرى: 2/112.
(7) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 60/16، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، تاريخ بغداد: 8/5/4036، الطبقات الكبرى: 2/111، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/408 وص 410؛ الخصال: 311/87، علل الشرائع: 162/1، الأمالي للطوسي: 171/287.
(8) الكافي: 8/351/548، الإرشاد: 1/64، تحف العقول: 459، الأمالي للمفيد: 56/1، تاريخ اليعقوبي: 2/56، الخرائج والجرائح: 1/159/249؛ المناقب للخوارزمي: 170/203، كنز العمّال: 13/123/36393.
(9) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/507/76، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ بغداد: 11/324/6142، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ الأمالي للصدوق: 604/839.
(10) الكافي: 8/351/548 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار، الإرشاد: 1/64، الإفصاح: 34 وص 132، الأمالي للطوسي: 380/817 عن أبي هريرة، الاحتجاج: 2/25/150 عن الإمام الحسن(عليه السلام) عنه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، شرح الأخبار: 1/148/86 عن بريدة وفيه : ( يفتح خيبر عنوة ) بدل : ( لا يرجع ... ) ، عوالي اللآلي : 4/88/111، إعلام الورى: 1/207 عن الواقدي، الفضائل لابن شاذان: 128؛ المناقب للخوارزمي: 170/203 كلاهما عن عمر.
(11) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، مسند البزّار: 2/136/496، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 54/13 ، كلّها عن أبي ليلى، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، البداية والنهاية: 7/337 وج 4/186، تاريخ دمشق: 42/89 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأكوع ، المناقب لابن المغازلي: 181/217 عن أبي هريرة ، والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه (عليه السلام) ؛ الخصال: 555/31 عن عامر بن واثلة، الأمالي للطوسي: 546/168 عن أبي ذرّ، شرح الأخبار: 1/302/283 والثمانية الأخيرة نحوه، إعلام الورى: 1/364 عن أبي ليلى وراجع مسند ابن حنبل: 9/19/23054.
(12) مجمع الزوائد: 9/165/14717 . وراجع : الإفصاح: 86 ، والمناقب للكوفي: 2/498/1001 ، والخرائج والجرائح: 1/159/249.
(13) العَجْوة : ضرب من أجود التمر بالمدينة (لسان العرب : 15 / 31).
(14) القديد : اللحم المملوح المجفّف في الشمس (النهاية:4/22).
(15) مسند ابن حنبل: 4/34/11122، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/583/987 ، وليس فيه : ( وفدك ) ، مسند أبي يعلى: 2/117/1341، تاريخ دمشق: 42/104/8461، البداية والنهاية: 7/339؛ شرح الأخبار: 1/321/286، المناقب للكوفي: 2/495/995 ، وفيهما : ( فجاء الزبير ) بدل : ( فجاء فلان ) وكلاهما نحوه .
(16) قرية من قرى اليهود ، بينها وبين المدينة يومان ، وكانت لرسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؛ لأنَّه فتحها هو وأمير المؤمنين (عليه السلام) فزال عنها حكم الفيء ولزمها اسم الأنفال ، فلمّا نزل ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) أي أعطِ فاطمة (عليها السلام) فدكاً ، أعطاها رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) إيّاها ، وكانت في يد فاطمة(عليها السلام) إلى أن توفّي رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) فأخذت من فاطمة بالقهر والغلبة (مجمع البحرين:3 / 1370).
(17) الظُّعُن: النساء ، وأصل الظَّعِينة : الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها (النهاية: 3/157).
(18) ناقة لَقُوح : إذا كانت غزيرة اللبن (النهاية: 4/262).
(19) الطبقات الكبرى: 2/89 وراجع تاريخ الطبري: 2/642 والكامل في التاريخ: 1/589 وتاريخ الإسلام للذهبي: 2/355 وتاريخ اليعقوبي: 2/73.
(20) السرح : الماشية (النهاية: 2/358) .
(21) فَدافِد : جمع فَدْفَد ؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع . وآكام جمع : أكَم ؛ وهي جمع : إكام ؛ وهي جمع : أكَمة ؛ وهي : الرابية (النهاية: 3/420 وج 1/59).
(22) الرِّعاءُ : جمع راعي الغنم (النهاية: 2/235).
(23) المغازي: 2/562.
(24) المستدرك على الصحيحين: 3/40/4342، المعجم الصغير: 2/10.
(25) مِن الأُنوح ؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية: 1/74).
(26) الرَّضْم : هي دون الهضاب ، وقيل : صخور بعضُها على بعض (النهاية: 2/231).
(27) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/90/8434، دلائل النبوّة للبيهقي: 2094؛ شرح الأخبار: 1/302/283 وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 56/14.
(28) الشَّقيقةُ : نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه (النهاية: 2/492).
(29) العَنْوَة : القهر ، وأُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال (لسان العرب: 15/101).
(30) زَرَد [أي : حَلِق ] ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (لسان العرب: 5/26).
(31) السَّنْدرة : ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع ، يقول: أُقاتلكم بالعَجَلة ، وأُبادركم قبل الفِرار (تاج العروس: 6/ 547).
(32) الحَجَفة : التُرْس (النهاية: 1/ 345) . وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره.
(33) الكامل في التاريخ: 1/596، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/410، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/211 كلّها نحوه ، وفيها : (الأضراس) بدل : (الأرض) . وراجع : خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 58/15.
(34) أي يخوضون ويموجون فيمَن يدفعها إليه . يقال: وقع الناس في دَوْكة : أي في خوض واختلاط (النهاية: 2/140).
(35) صحيح البخاري: 4/1542/3973، صحيح مسلم: 4/1872/2406، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 60/16، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/406، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/205.
(36) تساورتُ لها : أي رفعتُ لها شخصي (النهاية: 2/420).
(37) صحيح مسلم: 4/1871/33، مسند ابن حنبل: 3/331/9000، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 64/19، الطبقات الكبرى: 2/110 وزاد فيه : (ويحبّه اللَّه ورسوله ) ، تاريخ الإسلام للذهبي: 4072، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/206، تاريخ دمشق: 42/82/8423.
(38) صحيح البخاري:4/1542/3972 وج 3/1086/2812، صحيح مسلم: 4/1872/35، دلائل النبوّة للبيهقي 4/206.
(39) كذا في المصدر، والمناسب: ( ويحبه ) كما ورد في السنن الكبرى ، والطبقات والمناقب.
(40) لغة في بَزَق وبَصَق (النهاية: 1/128).
(41) صحيح مسلم : 3 / 1441 / 132 ، مسند ابن حنبل : 5 / 557 / 16538 ، السنن الكبرى : 9 / 222 / 18346 ، المصنّف لابن أبي شيبة: 8/520/2، الطبقات الكبرى: 2/111، المستدرك على الصحيحين: 3/41/4343 نحوه؛ المناقب للكوفي: 2/500/1002 وفيه : ( أكيلكم بالسيف ) بدل ( أُوفيهم بالصاع ) .
(42) الاستيعاب: 3/203/1875.
(43) الإرشاد: 1/125 وراجع تاريخ دمشق: 42/107.
(44) العادِية : الخيل تعدو ، وقد تكون العادية الرجال يعدون (النهاية: 3/194).
(45) المغازي: 2/654.
(46) المغازي: 2/657.
(47) الإرشاد: 1/127، كشف اليقين: 170/177، كشف الغمّة: 1/215.
(48) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/507/76، تاريخ بغداد: 11/324/6142، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، البداية والنهاية: 7/225 وج 4/190، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ مجمع البيان: 9/183 وليس فيه : ( إلاَّ ) ، وكلّها عن ليث بن أبي سليم ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، عنه ، روضة الواعظين: 142، المناقب لابن شهرآشوب: 2/294 ، وراجع : الإرشاد: 1/129 وص 333.
(49) مسند ابن حنبل: 9/228/23919، تاريخ الطبري: 3/13، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/110، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/597، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، المغازي: 2/655 وليس فيه ، ( ثمّ ألقاه من يده ... ) ، البداية والنهاية: 1894، المناقب للخوارزمي: 172/206؛ مجمع البيان: 9/182 عن رافع، شرح الأخبار: 1/302/283.
(50) القَمُوص: وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحُقَيق اليهوديّ (معجم البلدان: 4/398).
(51) الأمالي للصدوق: 604/839، روضة الواعظين: 142، الدعوات: 64/160 نحوه ، كلاهما عن عبد اللَّه بن عمر.
(52) المِجَنّ: التُرس ، والميم زائدة ؛ لأنّه من الجُنّة : السُّترة (النهاية: 4/301).
(53) الإرشاد: 1/128، الثاقب في المناقب: 258/224.
(54) شرح نهج البلاغة: 20/316/626 وج 5/7؛ الطرائف: 519 وليس فيهما : ( دكدكت حصن يهود ) .
(55) الأمالي للصدوق: 604/840 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) ، بشارة المصطفى: 191، عيون المعجزات: 16 عن إبراهيم ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه ، عنه (عليهم السلام) ، وفيه : ( غريزيّة بشريّة ) بدل ( غذائيّة ) ، روضة الواعظين: 142، الخرائج والجرائح: 2/542/2، المناقب لابن شهرآشوب: 2/239 وليس في الثلاثة الأخيرة من : ( ورميت ) إلى (ذراعاً ) ، بحار الأنوار : 40/318/2.
(56) يقال : رجل خميص : إذا كان ضامر البطن (النهاية: 2/80).
(57) مشارق أنوار اليقين: 110، بحار الأنوار: 21/40/37.
(58) لا جرم : أي لا بدّ ، ولا محالة ، وقيل معناه : حقّاً (لسان العرب:12/93).
(59) تفسير الفخر الرازي: 21/92.
(60) الكَمي : اللابسُ السلاح ، وقيل : هو الشجاع المُقدِمُ الجريء (لسان العرب:15/232).
(61) من الإباء ؛ وهو أشدّ الامتناع (لسان العرب: 14/4).
(62) الإرشاد: 1/128، روضة الواعظين: 146 وفيه : ( والرسول يحبّه ) بدل : ( والإله يحبّه ) ، المناقب للكوفي: 2/499/1001 وفيه ( النبيّ ) بدل ( إلهي ) ، المناقب لابن شهرآشوب: 3/130 عن خزيمة بن ثابت ؛ المناقب لابن المغازلي: 185/220 وفي كلّها الأبيات فقط .
(63) تذكرة الخواصّ: 26؛ الصراط المستقيم: 1/258 نحوه .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أحداث ليلة ضرب الرأس الشريف لأمير المؤمنين
أهل البيت القدوة الصالحة والنموذج الأمثل
القدسية والعظمة
فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
ذِكر عليٍّ عبادة
الإمام الحسين عليه‌السلام والسلفية
أهل البيت^ الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق
السیده رقیه بنت الحسین علیها السلام
شروط الإمام
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة

 
user comment