عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

فقهيات الفتيات

فقهيات الفتيات

هذه أسئلةٌ كثير من الفتيات، حاولنا قدر استطاعتنا الإجابة عنها، ونرجو منكِ إن لم تجدي مطلوبكِ عندنا، وبين هذه الأسئلة أن تراسلينا بكل ما يخطر ببالكِ من تساؤلات، ونحن إن شاء الله نقدّم الإجابة عنها علی موقعنا ، وفي آخر المقال ترکنا المجال لطرح اي سؤال او اي اقتراح .
س / إذا لم يكن للأهل ولد ذكر فهل يجب على البنت الكبرى قضاء الصّلاة والصّوم عنهما؟
ج- لا يجب عليها قضاء الصلاة والصوم عنهما، ولكن بإمكانها أن تأتي بهما على نحو التبرّع، وهو أمر حسن.
س / هل يجوز في المسح أن تستثني الفتاة الإصبع المطليّ بالطلاء؟
ج- يكفي في مسح القدم في الوضوء مسمّى المسح عرضاً، ولذلك لو مسحت على غير الإصبع المطليّ صحّ الوضوء.
س / ما حكم صلاة المرأة المتزيّنة التي تضع الزينة على وجهها؟
ج- لا مانع من التزيّن أثناء الصّلاة، فالزينة ليست من موانع الصّلاة بل يستحبّ للمرأة أن تتزيّن في صلاتها. نعم لو كانت الزينة حائلاً يمنع من وصول الماء إلى البشرة فلا يصّح الوضوء إلّا بإزالتها، أمّا إذا توضّأت قبل وضع الزينة، ثمّ صلّت، فالزينة هنا لا تعتبر مبطلة للصّلاة، بل الصّلاة صحيحة، إذا أقيمت كما ينبغي، وإذا كانت الزينة مجرّد لون فلا تضرّ بالوضوء وبإمكان الفتاة أن تصلّي بشكل عاديّ، وصلاتها صحيحة.
س / لماذا يجب على المرأة الستر أثناء الصلاة؟ مع العلم أنّ الله تعالى يعلم سرائر النفوس؟
ج- الصّلاة عبادة تقرّب الإنسان من الله تعالى، والعبادة تكون بحسب مشيئة المعبود، والله تعالى يُعبد بما يحبّ ويرضى، وهو يحبّ الصلاة من المرأة التي تقوم بالتستّر أثناء الصّلاة.
والستر في الصلاة هو احترام لساحة الربوبيّة المقدّسة، وهو من الآداب التي ترمز إلى العفّة والطهارة، وبهذا الستر تكون المرأة في الّلباس المناسب للعبادة الأرقى. واللباس نعمة من الله يستر بها عورات بني آدم، وهو كرامة أكرم الله بها عباده، وخير اللباس ما لا يحمل على العجب والرياء والمفاخرة والخيلاء، ومع اللبس أطلبي من الله أن يستر عليك ذنوبك.
س / ما حكم شراكة النّساء في صلاة الجماعة؟
ج- لا مانع من مشاركة المرأة في صلاة الجماعة، والواجب أن تكون خلف صفّ الرجال، فلا تحاذيهم ولا تتقدّم عليهم.
س / ما هو تكليف المرأة إذا ظهر شيء من جسدها الواجب ستره أثناء الصّلاة، ولم تلتفت إلّا بعدها؟
ج- تبني على صحّة الصّلاة، ولا يجب عليها إعادتها.
س /هل يمكن للمرأة أن تصبح إمام جماعة؟
ج- يجوز للمرأة أن تكون إمام جماعة للنّساء فقط، على أن تقف في الصفّ الأوّل بين المأمومات. ولا يجوز لها أن تؤمّ الرجال.
س / لماذا يجب على المرأة قضاء ما فاتها أثناء الحيض من الصّوم ولا تقضي ما فاتها من الصّلاة؟
ج- لأنّ الصوم إنّما هو شهر في السنة، بينما الصلاة في كلّ نهار وليل. (والله العالم).
س / لماذا تسقط العبادة أيّام الحيض؟
ج- تسقط أثناء الحيض العبادات المشروطة بالطّهارة "كالصلاة والصوم"، وذلك لأنّ هذه العبادة مشروطة بالطّهارة. ويستحبّ للمرأة الحائض أن تقوم بالأذكار والدّعاء تقرّباً من الله تعالى. وفي مدّة الحيض يُعتبر صبر المرأة على آلام الحيض البدنيّة والنفسيّة عنصر عبادة يقرّب من المولى تبارك وتعالى.
س / ما حكم استعمال الحنّاء الهنديّ على اليدين والحاجبين؟ وما حكم ذلك أثناء الوضوء والغسل؟
ج- يجوز استعمال الحنّاء على اليدين والحاجبين، ولكن إذا عُدّ من الزينة عرفاً، فلا يجوز إظهاره أمام الأجانب. وإذا كان الحنّاء لوناً فلا يؤثّر في الوضوء، والمعروف أنّ الحنّاء لون. ولكن إذا كان بعض الحنّاء مانعاً من وصول الماء إلى البشرة وجبت إزالة الحاجب عن البشرة ليصحّ الوضوء.
س / إذا حصلت الفتاة على مقدار من المال أثناء التحصيل الدراسيّ، فهل يجب عليها تعيين رأس سنة لمالها وإخراج الخمس؟ وإذا ادّخرت من المال لجهازها كعروس، فهل يجب تخميس المال المدّخر لذلك؟
ج- إذا كان المال قد حصل نتيجة عمل من الفتاة فتجعل تاريخ تحصيل أوّل دفعة هو رأس سنتها، فتنتظر إلى نفس تاريخ هذا اليوم من العام القادم، فإن كان قد بقي من هذا المال مع ما حصّلته في مدّة العام فتخمّسه، وإن لم يبق شيء منه فلا يجب عليها الخمس، وإن كان المال من غير العمل (كما لو كان هدية أو جائزة أو ما شاكل) فلا يجب تخميسه. والمال المدّخر لشراء الجهاز يجب تخميسه إن كان من نتاج العمل، ولا يجب تخميسه إن كان هدية أو ما شاكل. نعم لو كانت قد اشترت بالمال شيئاً من الجهاز قبل مضيّ العام، وكانت بحاجة لشراء هذا الجهاز فلا يجب التخميس. إذاً إن كان الباقي إلى رأس السنة الخمسيّة هو عين المال وجب تخميسه، وإن كان الباقي هو من الجهاز فلا يجب تخميسه.
س / ما حكم تعليق صور الماجنات في غرف نوم الفتيات؟
ج- إذا كانت صوراً خلاعيّة فلا تجوز، وإن كانت غير خلاعيّة فإن كان فيها نشر ثقافة معادية لثقافة الإسلام فلا تجوز أيضاً، كما لا يجوز ذلك إذا ترتّب على وجودها أيّ مفسدة من المفاسد.
س / هل يتعلّق الخمس بحساب افتتحه والد لابنته؟
ج- إذا كان الوالد قد وهب أو أهدى ابنته هذا المال، وتمّ الإقباض لها فلا يجب عليها تخميسه، لأنّه هدية ولا يجب تخميس الهدية. وإن لم يكن هديّة أو هبة، بل كان لا يزال على ملك الوالد وقد وضعه شكليّاً- فقط- باسم ابنته وجب على الوالد تخميسه.
س / ما حكم قيادة السيّارات من قبل النساء؟
ج- قيادة المرأة للسيّارة جائز في نفسه، وذلك بشرط مراعاة الحجاب الشرعيّ الكامل، وبشرط أن لا يحصل من خلال قيادتها أيّ مفسدة. وإذا كانت بعض المجتمعات تحرّم على المرأة قيادة السيّارة، فإنّما يعود ذلك إلى العادات والتقاليد ولا ربط له بالدين.
س / هل يجوز للحائض قراءة زيارة عاشوراء ودعاءي كميل والتوسّل؟
ج- يجوز جميع ذلك على رأي الإمام الخامنئي- دام حفظه-.
س / هل يجوز للمرأة إطالة الأظافر؟
ج- يجوز تطويل الأظافر في نفسه. نعم لو كان تطويلها ملفتاً للرجل الأجنبيّ وجب ستر الأظافر أمامه. أمّا لو كان تطويل الأظافر يقصد منه التشبّه بمجتمعات وثقافات معادية لثقافة الإسلام فيحرم من هذه الجهة.
س / هل يجوز للمرأة وضع العطور والخروج من المنزل؟
ج- إذا كان زينة أي ممّا يلفت الرجل الأجنبيّ فيُحرَم.
س / ما هو حكم إنشاد المرأة بمفردها؟
ج- إذا كان الإنشاد بلحن الغناء المتعارف في مجالس اللهو فيكون حراماً، وإن لم يكن بلحن الغناء المتعارف، فيجوز.
س / ما هو حكم دخول الحائض إلى المسجد؟
ج- يحرم على الحائض التواجد والبقاء في المساجد، ويحرم عليها وضع شيء فيها، سواء كان من خارج المسجد أم في حال العبور.
ويجوز لها الدخول بنحو الاجتياز، بأن تدخل من باب وتخرج من آخر، كما يجوز لها أن تأخذ شيئاً من المسجد أثناء الاجتياز، إلا المسجد الحرام ومسجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فلا يجوز لها الدخول مطلقاً ولو بنحو الاجتياز.
س / ما هو حكم دخول الحائض إلى مراقد الأئمّة (عليهم السلام)؟
ج- حكم الدخول إلى مراقد الأئمّة عليهم السلام هو نفس حكم المساجد. وأمّا غير المعصومين من أبناء الأئمة عليهم السلام كمقام السيّدة زينب عليها السلام فيجوز لها الدخول والبقاء أيضاً.
س / ما هي كيفيّة غسل الحيض؟
ج- تبدأ بغسل تمام الرأس- ومعه العنق- ثمّ تمام الجانب الأيمن، ثمّ تمام الجانب الأيسر، وهذا ما يسمّى بالغسل الترتيبي. ويشترط فيه أن يكون بنية القربة إلى الله تعالى.
أمّا الغسل الارتماسي، فهو عبارة عن تغطية تمام البدن في الماء، دفعة واحدة، مع النيّة قربة إلى الله تعالى أيضاً.
س / هل غسل الحيض يغني عن الوضوء؟
ج- لا يغني غسل الحيض عن الوضوء- فيجب الوضوء معه- قبله أو بعده.
س / هل يجوز للحائض قراءة القرآن، أو مسّ كتابة القرآن واسم الله تعالى؟
ج- لا يجوز للحائض مسّ كتابة القرآن وأسماء الله الحسنى، ولا فرق بين آياته وكلماته والحروف والمدّ والتشديد وعلامات الإعراب ونحو ذلك.
أمّا قراءة القرآن فتكره لها ولو أقل من سبع آيات، كما يكره حمل المصحف ولو بغلافه، ولمس هامشه وبين سطوره.
نعم يحرم عليها قراءة آية السجدة من سور العزائم الأربعة التي يجب السجود لقراءتها، وهي:
أ- سورة ألم السجدة عند قوله تعالى: (ولا يستكبرون).
ب- سورة حم السجدة عند قوله تعالى: (تعبدون).
ت- وآخر سورة النجم.
ث- وآخر سورة العلق.
س / إذا كانت الأفلام غير الأخلاقيّة لا تترك فيّ أثراً فهل أستطيع مشاهدتها؟
ج- إنّ الشرع نهى عن مشاهدة الأفلام غير الأخلاقيّة والبرامج المشابهة، وذلك لما تترك مشاهدتها من تأثيرات سلبيّة في الإنسان، لا سيّما إذا كانت الفتاة في مقتبل العمر حيث يؤثّر ذلك في قناعاتها وأفكارها، وقد ينقلب ذلك إلى سلوكيّات قد توقع صاحبها في المفاسد والمحرّمات. ومهما بلغت درجة الحصانة عند شخص ما، حتّى مع عدم تركها أيّ أثر من الناحيتين السلوكيّة والنفسيّة، كما تشير صاحبة السؤال، فإنّ مشاهدة هذه الأفلام لا شكّ لها تأثيراتها الاجتماعيّة، حيث إنّ مجرّد معرفة الناس بمشاهدته مثل هذه الأفلام يشكّل له إحراجاً في المجتمع، ولذلك لا يجوز مشاهدتها.
س / هل النظر إلى الأفلام الخلاعيّة من دون تلذّذ جائز للرجال والنساء؟
ج- نظراً إلى أنّ مشاهدة الأفلام الخلاعيّة المثيرة للشهوة لا تنفكّ- غالباً- عن النظر بشهوة، ولذلك تكون مقدّمة لارتكاب الذّنب، فهي حرام.
س / ما حكم ركوب الدرّاجة الناريّة للمرأة؟
ج- ركوب الدرّاجة في نفسه جائز، فيجوز للمرأة أن تركب الدرّاجة الناريّة بعيداً عن الأعين. أمّا ركوبها أمام أعين الناس فيغلب عليه طابع التحريم في بلدنا. وضوابط التحليل أو التحريم تكون ضمن أمور:
الأوّل: أن لا يثير ذلك أمام الرجل الأجنبيّ أيّ شهوة أو لذّة أو ريبة (خوف الوقوع في الحرام)، ولا أيّ مفسدة أخرى، فمع حصول واحدة من هذه النّتائج يحرم الركوب أمام الأجانب.
الثاني: أن لا يسبّب ذلك أيّ هتك لحرمتها في المجتمع الذي تقود فيه الدرّاجة الناريّة، ففي المجتمعات التي لا يعتاد فيها ذلك تنتقص من قيمة المرأة وتهتك حرمتها، فإذا حصل الهتك حرمت القيادة.
الثالث: أن لا يؤدّي ذلك إلى عدم الالتزام بالحجاب الكامل، وإلّا فتحرم القيادة.
وأنصح الأخت العزيزة باجتناب هذه القيادة حرصاً على عفافها، وحفاظاً على كرامتها واحترامها.
س / ما هو حكم الاستفادة من العطور والمراهم، بالأخصّ تلك التي توضع على الشفاه عند الصيام؟
ج- ما لم تتعمّد الأخت ابتلاع هذه الأمور فصومها صحيح، فالعطر في نفسه وكذا المرهم على الشّفاه لا يُبطلان الصّوم، والمبطل هو تعمّد ابتلاع هذه الأمور، وما دامت الأخت تجتنب الابتلاع فالصوم صحيح.
س / ما حكم عرق المرأة الحائض؟
ج- هذا العرق طاهر، وليس نجساً، ولا ينجّس الثياب.
س / هل من الممكن للمرأة أن تغتسل غسل الجمعة أيّام الحيض؟
ج- نعم يمكن ذلك، وهو مستحبّ.
س / هناك العديد من النساء والفتيات ممّن يعتقدن بالحظّ، بالأخصّ عبر قراءة فنجان القهوة أو قراءة الكفّ والطالع، بحيث يحدّدن حياتهنّ على أساسه. فما حكم هذا العمل للنساء اللواتي يقمن به؟
ج- الحديث عن هذه المسألة يتمّ من ناحيتين:
الأوّلى: إنّ الحديث عن المستقبل بنحو التأكيد غير جائز شرعاً، إلّا إذا كان هناك قواعد سديدة ومقدّمات أكيدة توصل إلى اليقين. وما ذُكر في السؤال لا يوصل إلى اليقين. وكلّ تنبّؤ بالمستقبل على نحو التأكيد لا يجوز بدون دليل يقينيّ مؤكّد، وهذا رجم بالغيب، وهو قول بلا علم، وهو منهيّ عنه.
الثانية: إنّ من يمارس قراءة الحظّ يحتاج إلى من يعرّفه حظّه، فهؤلاء يحكمهم الجهل أو المصلحة أو النفاق أو الرياء أو ما شابه ذلك، فأين هم وأين القواعد السديدة؟ وأمّا السبب في متابعة هذه الأمور فهو ضعف الثقة بالنفس، وهو ناشئ عن ضعف الثقة بالله تعالى- فاعملي على بناء واقعك بالعمل بما يرضي الله تعالى، ولا تتركي حياتك لأهواء بعض (البصّارات والمتنبّئات)، بل ثقي بالله لتثقي بنفسك وبمستقبلك، واستعيني بالله تعالى.
س / ما هو حكم المنامات التي يشاهَد فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الأطهار عليهم السلام ؟
ج- يحتاج تأويل أو تفسير ما يُرى في أثناء النّوم إلى اختصاصيّ، حيث يقوم بتشخيص كلّ مشهد على حدة، ويمكن أن يعطي تفسيراً أو تأويلاً مع الاستعانة بالله تعالى. ولم تثبت حجّية النصّ الذي يتحدّث عن أنّ من رأى أحد سادة أهل البيت عليهم السلام فقد رآهم. وإذا طلب أحدهم من رائي الحلم شيئاً من أمور الحقّ فلا مانع من امتثاله برجاء المطلوبيّة. وعلى كلّ حال فالرجوع إلى أهل الاختصاص راجح. ولو فرض أنّ أحدهم أمر النائم بشيء فلا يجب الالتزام به.
س / هناك من الأشخاص من لا يرتدع عن أذيّتنا مع أنّنا نتصرّف بشكل لائق في الخارج. فما هو تكليفنا؟
ج- يوجد فاسقون لا يتورّعون عن الأذيّة، وبعضهم يحاول أذيّة المؤمنين والمؤمنات بشتّى الوسائل، قال تعالى: ﴿إنّ الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون﴾(1)، فمن يحاول أذيّة مؤمن أو مؤمنة فهو مجرم. وعليك أختي العزيزة الاقتداء برسول الله محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أوذي كثيراً، ومع ذلك صبر وتحمّل حتّى جزاه الله خير الجزاء. وحاولي أن تحدّثي بعض الفاعلين بما يحدث معك، لعلّهم يسعون مع هؤلاء الأشخاص لإقناعهم أو ردعهم بالحكمة والأسلوب المناسب.
س / هل يجب على الفتاة أن تنفق على والديها؟
ج- إذا كان الوالدان فقيرين، وكانت الفتاة تمتلك ما يفضل عن حاجتها، وجب عليها الإنفاق عليهما. وإن كان الوالدان غنيّين أو كانت الفتاة فقيرة فلا يجب عليها الإنفاق عليهما.

اقتراحات حلول لمشاكل

س / أصلّي لعدّة أيّام ثمّ أقطع الصلاة، وقد تكرّر ذلك مراراً، ماذا تقترحون لحلّ هذه المشكلة؟
ج- تعتبر الصلاة صلة الوصل بين المخلوق وخالقه، فإذا ما تهاون الإنسان في صلاته، فإنّ هذه الصلة تنقطع بالباري- عزّ وجلّ-. وبما أنّ الصلاة هي عمود الدين، وعليها يتوقّف قيامه، نجد أنّه- سبحانه- يحذّر الغافلين عن الصلاة ويتوعّدهم بالعذاب، يقول تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾(2)، الويل هو العذاب أو هو اسم من أسماء جهنّم، وقد أثبت المولى تبارك وتعالى الويل للغافلين الذين لا يهتمّون بالصلاة ولا يبالون بأن تفوتهم في بعض الأوقات.
لذلك ندعوك أختي العزيزة إلى تعميق إيمانك والمواظبة على الصّلاة، واستغفري ربّك على ما فاتك منها، والقيام بقضائها، والله هو المستعان.
وأقترح على الأخت الأمور التالية:
أوّلاً: أن تعرف أهميّة الصلاة فقد ورد أنّه ليس بين المؤمن والكافر إلّا ترك الصلاة.
ثانياً: المشاركة في بعض الأنشطة الثقافيّة الدينيّة.
ثالثاً: تذكّر الموت، فإنّ الموت خير واعظ، وتذكّر ما بعد الموت.
رابعاً: مطالعة كتب واستماع محاضرات عن أهل البيت عليهم السلام والصالحين.
خامساً: المداومة على قراءة القرآن والأدعية، إلخ.
س / برأيكم ما هو السبب في سوء الخلق عند بعض الفتيات؟
ج- أختي العزيزة: اغتنمي الفرصة ما دام هناك مجال، وما دام في العمر بقيّة، وما دامت قواك تحت تصرّفك، وشبابك موجوداً، فابحثي عن العلاج، واعثري على الدواء لإزالة تلك الأخلاق السيّئة، وتلمّسي سبيلاً لإطفاء نار الشهوة والغضب، وهما سبب سوء الخلق. وأفضل علاج لدفع هذه المفاسد الأخلاقيّة هو أن تأخذي كلّ واحدة من المفاسد القبيحة التي ترينها في نفسك لتعزمي على مخالفة النفس فيها، وأن تعملي عكس ما ترجوه وتطلبه منك تلك الصفة السيّئة. واطلبي التوفيق من الله تعالى لإعانتك.
ومن الأخلاق الذميمة السيّئة التي تسبّب هلاك الإنسان، وتوجب ضغطة القبر، وتعذّب الإنسان في الدنيا والآخرة سوء الخلق مع أهل الدار والجيران أو الزملاء أو أهل السوق والمحلّة. وسوء الخلق سببه الغضب والشهوة، فإذا اعترضك أمر غير مرغوب فيه، حيث تستعر نار الغضب لتحرق الباطن، وتدعوك إلى الخلق السيّئ، فعليك أن تعملي بخلاف النفس الأمّارة بالسوء، وأن تتذكّري سوء عاقبة هذا الخلق ونتيجته القبيحة، وأبْدِي المرونة، والعني الشيطان في الباطن، واستعيذي بالله تعالى منه. وكرّري ذلك عدّة مرّات، فإنّ الخُلُق السيّئ سيتغيّر كلّيّاً، ويحلّ الخُلُق الحسن.
ولكن إذا عملتِ وفق هوى النفس فمن الممكن أن يهلكك. ومن الممكن أن يتجرّأ الإنسان في حالة الغضب على الذات الإلهيّة، فانتبهي لنفسك وتذكّري ساعة موتك وحسابك.
س / يقوم والدي بمقايستي بالآخرين وهذا يؤذيني، فهل تعدّ هذه الطريقة في التعامل مناسبة؟
ج- مسؤوليّة الأب والأم أن يسعيا لإيصال ابنهما أو ابنتهما إلى النموّ الجسديّ السليم، والنموّ النفسيّ والعقليّ بشكل سويّ. كما عليهما أن يسعيا لإيصال الولد أو البنت إلى الكمال الروحيّ. ومن الواضح من خلال التجارب والملاحظات أنّ مقايسة ولد بآخر لا تنتج نفسيّة سليمة، ولا عقلاً متكاملاً راجحاً، بل يلاحظ أنّ هذه المسألة تنمّي الغيرة والحسد في قلوب بعض الأولاد، وينتج عن ذلك مشاكل جسديّة ونفسيّة وعقليّة وروحيّة، وهذا أمر غير مناسب على الإطلاق، فعلى الأهل الاجتناب عن ذلك.
وينبغي على الفتاة إذا أرادت السعي لاكتمال عقلها، والحفاظ على سلامة نفسها وكمال روحها، أن تتّجه نحو الله تعالى لتستمدّ منه الطاقة، وتحصّل منه الاطمئنان، فمهما كانت التربية قاسية فإنّ ولوج باب الله تعالى يزيل المشكلة، فحاولي أن تصبري على وضعك والسيطرة على تصرّفاتك، فالله تعالى لا تخفى عليه كبيرة ولا صغيرة، ولذلك حاولي أن تجعلي ثقتك بنفسك نابعة من ثقتك بالله تعالى، لا من خلال إطراءات النّاس لك ومدحهم، والله المستعان.
كما وينبغي الإشارة إلى ضرورة إلتفات الأخت إلى نفسها، وعدم إرتكابها بعض الأخطاء التي تؤدّي بوالدها إلى إستعمال مثل هذه الأساليب، وبالتالي عدم وضع والدها في مثل هذه المواقف.
س / أبي وأمي لا يثقان بي، فكيف الطريق إلى تحصيل ثقتهما؟
ج- أحياناً تشعر الفتاة بأنّ والديها لا يثقان بها، ويكون شعورها خاطئاً، فبعض الأهل لا يستطيعون أحياناً التعبير جيّداً عن مشاعرهم تجاه الفتاة. ومع افتراض أنّهما لا يثقان بالفتاة فلا مجال لطرح الحلّ للمشكلة إلّا من خلال معرفة السبب الذي أدّى بالوالدين إلى عدم الثقة بابنتهما، فقد يكون السبب موجوداً في الوالدين نفسيهما، من خلال بعض التعقيدات التي يعيشانها، وقد يكون السبب من بعض تصرّفات الفتاة التي تُسقط الشعور بالثقة بها لدى الأهل، فبعض الفتيات يتصرّفن بسفاهة (وطيش)، بحيث لا يستطيع الوالدان منحها ثقتهما، بل يمارسان نوعاً من التحفّظ حول تصرّفاتها، فتُمنع من الخروج في أوقات معيّنة، أو إلى مكان معيّن، أو تُمنع من الاختلاط ببعض الناس، ومن حضور بعض البرامج التلفزيونيّة وهكذا. وعلى الفتاة أن تسعى لمنح أهلها الثقة بها من خلال قيامها بأمورها بمسؤوليّة وواقعيّة، بلا (طيش) وسوء تصرّف، وأن تختار الأوقات المناسبة لخروجها، والرفيقات المناسبات، وأن تبتعد في السرّ والعلن عمّا يسيء لعفتّها واحترامها، وأن لا تقوم بأعمال منافية للاحتشام والأخلاق الحسنة. ومداراة الأهل ومسامحتهما على أخطائهما، والنظر إليهما بمودّة ورحمة، وعدم فعل ما يغضبهما يساهم في منحها الثقة لدى والديها. وليكن على رأس أمورك العفّة والاستقامة. ولا تنسي الدعاء.
س / ألاحظ أنّ حياة المحيطين بي فاشلة، ولذلك أشعر بأنّ حياتي ستكون فاشلة أيضاً، الرجاء إرشادي إلى طريقة أستطيع من خلالها استعادة الثقة بنفسي.
ج- إنّ رأيك بمن حولك قد لا يكون موضوعيّاً، فبعض الناس ولكثرة وجوده مع بعض أقاربه قد يتصوّر أنّهم فاشلون، وفي نفس الوقت يكون هؤلاء الأقارب أو بعضهم من الناجحين بنظر أشخاص آخرين، بل إنّ بعض العظماء كانوا يُعتبرون فاشلين بنظر بعض المحيطين بهم، لذلك فالمطلوب دراسة موضوعيّة لواقع من حولك.
ومع التسليم بأنّ من حولك فاشلون، فهذا لا يبرّر استسلامك للواقع، بل عليك السعي لتعديل ما أنت عليه، والإنسان يتميّز بقدرته على التعديل.
أختي العزيزة: أنظري حولك وتدبّري في الأمور من حولك، فستجدين أنّ شجرة مثمرة مفيدة تنبت بين الأشواك، وتجدين واحة خضراء في وسط الصحراء. وإذا تدبّرت حياة البشر فستجدين عائلة كافرة يخرج منها ولد مسلم، بل قد يكون من الأتقياء والعلماء الصالحين. ولا تنسي أنّه في وسط الظلام يبزغ الفجر لينير أبصار الناظرين المبصرين، فاسعي إلى النجاح مستعينة بالله تعالى الذي لا يعجزه شيء وهو على كلّ شيء قدير. أنظري إلى الأمام برفقة إيمانك وتفاؤلك وتوكلّك على الله، وشقّي لنفسك طريق الأشواك لتغرسي شجرة النجاح، وشقّي عتمة ليلك بضياء الفجر، والله المستعان.
ولا بأس بالإستعانة بأخت مؤمنة لديها الخبرة في الأمور الإسلامية وخاصّة الأحكام الشرعيّة، والصحبة مهمّة في حياة الإنسان.
س / كيف يمكن للفتاة أن تحفظ نفسها من الذّنوب في أوائل شبابها؟
ج- تحتاج الفتاة إلى مساعدة لتحصين نفسها، من هنا نعرف قيمة حضورها للمحاضرات والمواعظ والدروس الدينيّة، وهذا يعطيها مناعة قويّة وحصانة شديدة تدفعها عن الذنوب، وقد يصير لديها ملكة باعثة على ملازمة التقوى من فعل الواجبات وترك المحرّمات.
ويمكن الاستعانة بمطالعة كتب الأخلاق والمواعظ (وخصوصاً) ذكر الموت وما بعده، وتفسير الكتاب العزيز، والتركيز على سيرة النبيّ والأئمّة والصدّيقة الطاهرة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). والمطلوب القيام بمحاولة جادّة لترك الاختلاط الموجب لإثارة الشهوة واللذّة، وأن تتجنّب مواقع الشبهة مخافة الوقوع في الحرام، كما وينبغي ترك البرامج التي يحتمل أن تؤدّي إلى الوقوع في المفاسد وحبائل الشيطان. ولا بدّ من اجتناب المزاح "الفاقع" مع الجنس الآخر لما يترتّب عليه من نتائج سلبيّة.
وعلى الفتيات إشغال أوقاتهنّ بما يفيد وينفع، واختيار الصديقة الصالحة. وهذا الموضوع يحتاج إلى تفصيل لا يسعه هذا المختصر.
س / كيف نتمكّن من التحكّم بالغريزة الجنسيّة؟
ج- إنّ ما يساهم بتحريك الغريزة الجنسيّة ينتشر في مجتمعاتنا، لذا وجب التعرّف إلى هذه المثيرات حتّى يجتنبها المؤمن الذي يريد خلاص نفسه في الدّنيا والآخرة، ومن هذه الأمور:
الأوّل: الاختلاط بدون احتشام، وخصوصاً مع المزاح غير الهادىء. وهناك أنواع من الاختلاط، منها ما يساهم في تحريك الغرائز الجنسيّة بشكل سريع، ومنها ما يحرّكها بشكل بطيء بحيث لا ينتبه الشباب إلى أنّ غرائزهم استثيرت من هذه الجلسات.
الثاني: إمعان النظر في الجنس الآخر وخصوصاً إذا كان متأنّقاً ومتعطّراً، ويقوم بحركات ملفتة.
الثالث: حضور برامج تلفزيونيّة ونحوها تحتوي على مشاهد مثيرة، وصور خليعة ماجنة، وقصص حبّ وعاطفة، ومشاهد جميلة للجنس الآخر.
الرابع: قراءة كتب ومجلّات تشتمل على قصص وأخبار تساهم في إثارة الغرائز.
الخامس: قيام بعض الأهل أو الأخوة المتزوّجين بأفعال جنسيّة أمام الأولاد، ما قد يساهم في إثارة غرائزهم. وهكذا في اللباس حيث لا يبالي بعض أفراد العائلة بطريقة لبسهم وذلك يؤدّي إلى التأثير فيمن حوله أحياناً.
أختي العزيزة: إنّ الارتباط بالله تعالى وبالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام وبالكتاب العزيز وعدم الغفلة عن يوم الحساب يُساهم في ضبط هذه الغرائز، كما أنّ الزواج المبكر مع الوئام والتوافق يُساهم أيضاً في ذلك. وفي الختام الصبر مفتاح الفرج، واستعيني بالله تعالى لدرء الخطر عنك.
س / أحبّ أن أكون حرّة ووالدايْ يقيّدانني بأمور لا أحبّها. فما هو مفهوم الحرّية في الإسلام؟ وما هي حدودها؟ وهل يجوز لي أن أخالف كلّ ما يقوله لي أهلي، لأنّي أحبّ أن أكون حرّة؟
ج- إذا التزم الإنسان دين الإسلام، وآمن بالله تعالى ورسوله والأئمّة (عليهم الصلاة والسلام) والكتاب العزيز واليوم الآخر، فلا شكّ في أنّ هذا الإنسان يعيش عمليّاً حالة العبوديّة لله، فيصير ملزماً باتّباع تعاليم الشريعة. وهذا الأمر يمثّل العبودية لله تعالى. نعم على الإنسان أن يكون حراً أمام الشياطين من الإنس والجنّ، ولا يطيعهم ويقصر طاعته على الله عزّ وجلّ.
والمقصود بالحرّية في الإسلام أن يرسم الإنسان لنفسه هدفاً أو أهدافاً ويسير نحوها لتحقيقها، على أن تكون هذه الأهداف نابعة من الدين الإسلاميّ الحنيف.
وما يتعارف من استعمال لكلمة الحرّية كما نفهم من السؤال هو الفلتان والفساد والفوضى، وذلك بأن يخرج الإنسان من عبوديّته لله- تبارك- ويدخل تحت عبوديّة الهوى والباطل.
وإذا كان الأهل يضبطون تحرّك الفتاة ضمن الضوابط الشرعيّة فيكون عملهم نعم العمل، أمّا إذا كان مخالفاً للضوابط الشرعيّة فعلى الفتاة أن تسعى لمحاورة أهلها بالحكمة وبالتي هي أحسن. والمهمّ أن لا تخالف البنت أوامر الله تعالى ولا تعصيه.
س / ما هي فلسفة أن تعتدّ المرأة عند الطلاق؟
ج- ينبغي الالتفات عند التحدّث عن موضوع المرأة المطلّقة إلى ثلاث حالات:
الأولى: أن تكون قد بلغت سنّ اليأس، ففي هذه الحالة لا عدّة عليها من الطلاق.
الثانية: إذا لم تكن بالغة فلا عدّة عليها من الطلاق.
الثالثة: أن تكون المطلّقة بالغة غير يائسة، وفيها صورتان:
الأولى: أن لا تكون العلاقة الزوجيّة الكاملة قد جرت بينها وبين زوجها، وفي هذه الحالة لا عدّة عليها من الطلاق.
الثانية: أن تكون العلاقة الكاملة قد حصلت بينهما، وفيها صورتان أيضاً:
الأولى: أن لا تكون حاملاً. وعدّة طلاق الحامل تنتهي عند وضعها. وفلسفة هذه العدّة واضحة، فما دام الجنين موجوداً فالعلاقة مع الزوج المطلِّق لا تزال موجودة، وهذا سبب وجيه. وإن لم تكن حاملاً فعدّتها ثلاثة أطهار. وفلسفة هذه العدّة هي حصول اليقين بأنّ هذه المطلّقة لا تحمل جنيناً أو نطفة من مطلّقها. وهذا حكم عام نوعيّ، فلو أنّ امرأة علمت بأنّها ليست حاملاً وجب عليها هذا الاعتداد، لأنّ الحكم أمر نوعيّ لا بدّ من ممارسته بعد الطّلاق.
أمّا عدّة وفاة الزوج فهي أربعة أشهر وعشرة أيام لغير الحامل، وأبعد الأجلين من الوضع والمدّة للحامل. وفلسفة هذه العدّة إبراز مكانة الزوج في الإسلام، مع إبراز احترام المتوفّى. ويجب أن تقترن العدّة بالحداد من الأرملة. وعدّة الوفاة تجب على كلّ زوجة مات زوجها، سواء أكانت يائسة أو غير بالغة أو غير ذلك.
الثانية: أن تكون حاملاً. ومن علل عدّة الطلاق وجود المهلة لرغبة تحدث، أو لسكون غضب إن وجد، وحرقة المطلقة تسكن في ثلاثة أشهر، وحرقة المتوفّى عنها زوجها بأكثر من ذلك (أربعة أشهر وعشرة أيّام) والله تعالى العالم.
س / لماذا وُصفت المرأة في الروايات بأنّها ريحانة أو وردة؟
ج- المناسب للمرأة أن تمارس الدور الذي يقترحه الدين لها. وهذا الدور يتّسم بخصوصيّة غلبة الأحاسيس والعواطف على التعقّل، حتّى تستطيع القيام بأدوار الزوجة والحامل والأم والمرضعة ونحو ذلك. وهذا الدور يحقّق التكامل في المجتمع مع دور الرّجل. وذُكر في بعض الروايات كما عن الإمام علي عليه السلام أنّ المرأة ريحانة وليست قهرمانة، والقهرمانة الحاكمة، فالمرأة لما فيها من خصائص هي ريحانة وشأن الرياحين أنه يتعامل معها بلطف ورقة، وهذا ما نلحظه في تصرفات النّساء، فإنّ معظمهنّ يمارسن أعمالهنّ بغلبة الأحاسيس والعواطف حتّى لو وصلن إلى أعلى المراكز، فنرى المرأة تهتمّ بزينتها وملابسها ومشيتها وجلستها وطريقة كلامها، إلخ، فهي تقضي الكثير من سنوات عمرها في إبراز كونها ريحانة رقيقة ناعمة إلخ. أمّا الرجل ففيه من الشدة والصلابة وغلبة التعقّل ما يؤهلّه للدور التكامليّ الآخر.
س / ما هو مفهوم السعادة الواقعيّة؟
ج- السعادة الواقعيّة هي في تحقيق الهدف الذي من أجله خُلقَ الإنسان، وليست هي إشباع الغرائز والشهوات.
فالإنسان السعيد هو الذي يلتزم خطّ التوحيد عقائديّاً بكلّ ما للتوحيد من تفصيل، ويلتزم العمل بالجوارح بما يناسب خطّ التوحيد، وذلك بأن يوافق ظاهره باطنه. والسعادة الحقّة هي أن يموت الإنسان وهو على خطّ الاستقامة، وبذلك يحفظ آخرته التي هي الحياة الحقيقيّة، وهذا ما نلاحظه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي وعده الله تعالى بالجنّة (كما في سورة الإنسان)، ومع ذلك لم يعلن فوزه إلّا عندما استدعى الأمر التأكيد على التزامه التوحيد قلباً وعملاً إلى آخر حياته، فقد نُقل عنه عليه السلام أنّه حين ضربه ابن ملجم (لعنه الله)، قال: "فزت وربّ الكعبة"، فلم يعلن فوزه إلّا عند اقترابه من الاستشهاد وهو على دين التوحيد.
أمّا إشباع الغرائز في الدنيا فلا يحقّق السعادة الحقيقيّة، لأنّ الدنيا دار ممرّ وليست دار مقرّ، وكلّ من ارتبط بخطّ التوحيد كلّ حياته فسينال السعادة الحقّة، قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾(3)، هذه هي السعادة الحقيقيّة.
س / ما هي شروط الحضور السياسيّ والاجتماعيّ للنساء من وجهة نظر القرآن الكريم؟
ج- توجد شروط عديدة منها:
أ- الالتزام بالحجاب الشرعيّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وكان الله غفوراً رحيماً﴾(4)، فالمطلوب إظهار العفّة والصّلاح، ويكون ذلك بالحجاب، فإذا خرجت المرأة بالحجاب يعرفها الفاسقون بأنّها عفيفة فلا يتعرّضون لها بالأذيّة.
ب- ترك التبرّج، قال تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...﴾(5)
ج- عدم النظر المحرّم وعدم إبداء الزينة،... قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...﴾(6)، وهذا يعني عدم جذب أنظار الرجال الأجانب إليها.
د- عدم الترقيق في الصوت، قال تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾(7). وقد مرّ الحديث عن التفاصيل في الإجابات المتفرّقة.
كما ينبغي للمرأة التي تريد أن تمارس العمل السياسيّ أو أن تثبت حضوراً اجتماعيّاً أن تمتلك مؤهّلات وقدرات ومهارات تؤهّلها لإثبات حضورها كالتواضع والعفّة، والتسلّح بالوعي والحنكة والمرونة، وكلّ ما من شأنه أن يساهم في هذا الشأن، وهي من الأمور التي تشارك فيها الرجل.
س / هل يمكن للإنسان أن يرتكب بعض المحرّمات أيّام شبابه، ومن ثمّ يتوب عندما يكبر في السنّ؟
ج- لا يعلم الإنسان متى يموت، لذلك عليه الالتزام بالدّين في كلّ أيامه، فما يدريك أنّ هذا الإنسان قبل توبته سيموت أم لا؟ فهل يلعب هؤلاء بمصيرهم بحيث يراهنون على أمر غير مضمون؟ أبداً هذا لا ينفع. ويمكن أن ألخّص هذه الفكرة بهذا الكلام: تب إلى الله قبل أن تموت بيوم، وبما أنّك لا تعرف متى تموت فكن تائباً أبداً. هذا أوّلاً.
وثانياً: لو مارس الإنسان الذنوب فإنّ القلب قد يموت، وإذا مات القلب فكيف تتحقّق التوبة؟ ومن خلال نصوص كثيرة، نرى أن الذنوب تؤدّي إلى عواقب عديدة منها:
أ- الذنوب تسلب توفيق الدعاء، فبماذا يستعين ليتوب، وهو لا يوفّق للدعاء؟!
ب- الذنوب تُنسي ذكر الله، فبماذا يستعين ليتوب وهو قد نسي إلى من يتوب؟!
ج- عن الإمام الصادق عليه السلام في أصول الكافي: "إنّ الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإنّ العمل السيّئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم"، فبماذا يستعين ليتوب؟!
د- حتّى لو مارس المذنب الدعاء فقد لا يستجاب له، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾(8)
هـ- الذنوب تغيّر النعم وتبيد الأمم، قال تعالى: ﴿أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾(9) فكيف يتوب ؟!
و- الذنوب تهتك العصم، أي الحجب التي تستر الروح، فكيف يتوب؟!
ز- الذنوب تقطع الرجاء، وتنزل النقم.
ح- الذنوب تؤدّي إلى الكفر. قال تعالى:﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾(10)
ط- الذنوب تؤدّي إلى حبط الأعمال الحسنة.
ي- الذنوب تؤدّي إلى قسوة القلب، فكيف يعود إلى التوبة؟
هذا غيض من فيض، فاتقوا الله الذي إليه ترجعون. ولكن لو تاب توبةً نصوحاً فالله تعالى قابل التوبة، ولكن هل يصل إلى التوبة!.
س / ما هو تكليف المرأة عباديّاً أثناء الحيض؟
ج- المرأة الحائض يسقط عنها بعض العبادات "كالصّلاة والصّوم"، ولا تسقط كلّ العبادات. ويمكنها في هذه الحالة أن تقوم بالأذكار والأدعية والزّيارات عن بعد، وما شاكل ذلك. ويستحبّ لها في وقت الصّلاة أن تتوضّأ، وتقعد في مصلّاها ذاكرة الله تعالى ويجوز لها الدعاء وقراءة القرآن باستثناء سور العزائم.
المصادر :
1- المطفّفين:29
2- الماعون: 4- 5
3- الفجر27-30
4- الأحزاب: 59
5- الأحزاب: 33
6- النور: 33
7- الأحزاب: 32
8- غافر: 60
9- المؤمن: 21
10- الروم:10

source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تأملات في البعد الاجتماعي للعقيدة
مفاتيح الجنان(200_300)
حياة علــي الأكبــر (عليه السلام)
21 من شهر رمضان ذكرى استشهاد الإمام أمير المؤمنين ...
السيدة زينب في عهد والدها أمير المؤمنين(عليه ...
صلاة عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ
لبس السواد على أبي الثوار وسيد الاحرار أبي ...
أعمال أيام مطلق الشهر و لياليه و أدعيتهما
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الفرق بين علوم القرآن والتفسير

 
user comment