عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

تشخيص الموقف السياسي العام

4 ـ تشخيص الموقف السياسي العام

إنّ أهل البيت(عليهم السلام) أرادوا أن يكون الحجّ اجتماعاً سنوياً، يعقده المسلمون ليعرفوا فيه موقفهم السياسي العام والمواقف الهامة التي تهم المسلمين جميعاً. وقد أخذوا ذلك عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) والقرآن الكريم.

ففي السنة الأُولى التي حجّ فيها المسلمون بعد الفتح نزلت سورة براءة، ليعلن فيها القرآن الكريم والنبيّ(صلى الله عليه وآله) الموقف السياسي الهام وهو البراءة العامة من المشركين.

وفي حجّة الوداع نجد أنّ خطبة النبيّ(صلى الله عليه وآله) في منى تتضمن هذه المفاهيم السياسية والاجتماعية.

كما أنّه أعلن في نهاية الحجّ الولاية لعليّ(عليه السلام) على المسلمين في موقع غدير خمّ، وهذا ممّا رواه جميع المسلمين، حيث قال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل مَن خذله»([1]) .

كما أنّ النصوص السابقة التي ثبّتناها حول الأهداف تشير إلى هذا الموقف والخط العملي في عبادة الحجّ.

وهذا مما تفرضه طبيعة هذه العبادة الشريفة، وهذا الاجتماع العظيم السنوي الذي يأتي فيه النُخَب من أبناء الأُمّة الإسلامية وذوو القدرة والاستطاعة فيها.

 

5 ـ لقاء الإمام تجديد البيعة مع القيادة الإسلامية العُليا

إنّ الإهتمام بلقاء الإمام في الحجّ وزيارته في حياته إنّما هو لأجل التزوّد بنصائحه وإرشاداته، ومعرفة المواقف التفصيلية تجاه مختلف القضايا منه، وعرض الأعمال والنشاطات التي يقوم بها المؤمنون عليه وطرح مشاكلهم وقضاياهم الخاصّة والعامّة، وغير ذلك من الأُمور التي تقتضيها هذه العلاقة المباشرة المهمة في المجتمع الإسلامي وفي بناء الجماعة الصالحة، وهي علاقة الإمام بالمأموم مباشرة.

فقد روى الكليني والصدوق بسند معتبر عن الإمام أبي جعفرالباقر(عليه السلام)قال: «إنّما أُمر النّاس أن يأتوا هذه الأحجار ليطوفوا فيها، ثمّ يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم»([2]) .

وقد جاءت الإشارة إلى هذا الموضوع في عدة روايات أُخرى، الأمر الذي يؤكد أهمية هذا الخط والتوجه التنظيمي في الجماعة الصالحة من خلال هذا الموسم الشريف، واعتبار ذلك من العبادات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان المؤمن.

وهذا التوجه التنظيمي هو مبدأ إسلامي جسّده أهل البيت(عليهم السلام)في نظام الجماعة الصالحة، حيث إنّ إرتباط الأُمّة بالقيادة الإسلامية والالتزام بالمواثيق والعهود تجاهها، سواء على مستوى توجيهاتها وأوامرها، أو على مستوى النصرة لها في مواقفها، يمثل أصلاً من أُصول الإسلام دعى إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنـَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)([3]) .



([1]) انظر موسوعة الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلاّمة الأميني.

([2]) وسائل الشيعة: 10/252، ح1.

([3]) الأنفال: 24.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفرق بين علوم القرآن والتفسير
وتسلّط‌ ارباب‌ السوء
اليقين والقناعة والصبر والشکر
القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السلام)
أقوال أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
علي الأكبر شبيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
أوصاف جهنم في القرآن الكريم
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام

 
user comment