عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

آثار القصص

آثار القصص

قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) " إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا " (1). وقال " سيكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم " (2)، وأول من أمر بالقص، عمر بن الخطاب، روى الإمام أحمد عن السائب بن يزيد قال: " إنه لم يكن يقص على عهد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) ولا أبي بكر. كان أول من قص تميم الداري. إستأذن عمر أن يقص على الناس قائما فأذن له " (3).
واستلم بني أمية أعلام القص بعد ذلك، روي أن عبد الملك بن مروان قال: إنا جمعنا الناس على أمرين. رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر " (4)، ولبس القص الزي الديني في عهد بني أمية، وذلك أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كان يبدأ بالصلاة في العيدين ثم يخطب بعد ذلك، ففعل بني أمية العكس. وبدؤوا بالخطبة لينشروا بذلك مذهبهم السياسي بين الناس، روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري.
أن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم). كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر. فيبدأ بالصلاة.
فإذا صلى صلاته وسلم. قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم. فإن كان له حاجة ببعث ذكره للناس. أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها (5).
أما التغيير ففي ما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري " أن مروان خطب قبل الصلاة. فقال له أبو سعيد: غيرتم والله. قال مروان: يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقال: ما أعلم والله خير مما لا أعلم، قال مروان: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة " وقد اختلف في أول من سن هذه السنة، قال في تحفة الأحوازي: اختلف في أول من غير ذلك، فرواية الإمام مسلم صريحة في أن مروان أول من بدأ الخطبة قبل الصلاة، وقيل. سبقه إلى ذلك عثمان بن عفان، روى ابن المنذر بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: أول من خطب قبل الصلاة عثمان، وروى أن مروان فعل ذلك تبعا لمعاوية، ومعاوية عندما قدم المدينة قدم الخطبة (6)..
وكان الإمام علي يتصدى للقصاصين وينهاهم عن القص، فعن أبي البحتري قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد، فإذا رجل يخوف، فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل يذكر الناس، فقال: ليس برجل يذكر الناس. ولكنه يقول أنا فلان بن فلان. اعرفوني، فأرسل إليه فقال:
أتعرف الناسخ من المنسوخ، قال: لا، فقال: أخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه (7).
وبالجملة: قال في الفتح الرباني: القص هو إخبار الناس بقص الماضين، وعمل ذلك مذموم شرعا، لأنه يصرف الناس عن الاشتغال بالعلوم الدينية، ولم يعهد ذلك في عصر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم). وقال ابن حبان. قال أبو حاتم: كان القصاصون يضعون الحديث في قصصهم، وكانوا إذا دخلوا بمساجد الجماعات ومحافل القبائل من العوام والرعاع أكثر جسارة على وضع الحديث (8)، كما وضعوا أحاديث تنافي عصمة الأنبياء. فجعلتهم يخطؤن، ونسبوا إلى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أنه كان يسب ويلعن ويجلد بغير سبب، ونسبوا إليه أنه كان يسهو في الصلاة وأنه كان ينسى آيات القرآن الكريم، وأرادوا من وراء تجريد النبي من العصمة أن يبرروا أخطاء الأمراء الذين جلدوا الشعوب وضيعوا الصلاة، وأن يعطوا للذين لعنهم الله على لسان رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم). جواز المرور لتولي المراكز القيادية.
ووضع القصاصون أحاديث تحمل بصمة أهل الكتاب، والصق بالتفسير روايات وقصص لا يتصورها عقل ولا يجوز أن يفسر بها كتاب الله، ووضعوا في هذه الأحاديث. أن الله يشغل حيزا من المكان، ويضحك وينتقل من مكان إلى آخر، وأنه يتألف من أعضاء، وهو عبارة عن هيكل مادي، وعين ويد وأصابع وساق وقدم.
وبالجملة: كان القص وراء تغييب العقل ووطئه بالأقدام، وتحت سقفه إختل منهج البحث ومنهج التفكير ومنهج الاستدلال، وعلى موائده لا تظهر القراءة النقدية المتفحصة التقيمية إلا بعد عناء شديد، وكان القص وراء إهمال الواجبات والتسامح في المحرمات والتهاون بالسنن والمستحبات، وكان البذرة الأولى لظهور المبادئ والمنظمات الباطلة التي وضعت القوانين على طبق أهوائهم وآرائهم، وعلى هذه المبادئ انقسمت الأمة إلى قوافل. وكل قافلة تتولى حزبا وتحبه. لأنها تميل إلى قوانينه وتحب القائمين عليه، وعلى رؤوس الجميع الحجة قائمة. والله تعالى ينظر إلى عباده كيف يعملون.

الخفوت والظهور:
وكان من آثار عدم الرواية. التعتيم على أهل البيت، وذلك لأن الأمر بحرق الكتب. أطاح بالعديد من الأحاديث التي تبين منزلة أهل البيت ومناقبهم، ويشهد ذلك ما رواه الخطيب البغدادي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: جاء علقمة بكتاب من مكة أو اليمن.
صحيفة فيها أحاديث في أهل بيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، فاستأذنا على عبد الله، فدخلنا عليه فدفعنا إليه الصحيفة، فدعا الجارية ثم دعا بطست فيها ماء، فقلنا له: يا أبا عبد الرحمن انظر فيها. فإن فيها أحاديث حسانا، فجعل يميثها في الماء، ويقول (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن) القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن. ولا تشغلوها بما سواه (9).
ويشهد بذلك أن عليا عندما تولى الخلافة لم يكن السواد الأعظم يعلم عن منزلته ومناقبه شيئا، حتى أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول " من كنت مولاه فعلي مولاه " أن يقوم. وكان قد جمعهم في الرحبة. ولم يعرف العوام مناقبه إلا من خلال ما رواه الصحابة بعد ذلك وكان العديد من الصحابة يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن مناقبه، ولكن هذا الحديث لم يكن يخرج إلى الساحات العامة، وفي مقابل هذا التعتيم، كان لعدم الرواية الأثر الكبير في ظهور الذين حذر منهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو يخبر بالغيب عن ربه، ويشهد بذلك ما روي عن حذيفة أنه قال: " والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلثمائة فصاعدا، إلا وقد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته " (20) ومعنى " أم تناسوا " أي أظهروا النسيان لمصلحة، ومعنى " باسمه واسم أبيه " يعني وصفا واضحا مفصلا لا مبهما، مجملا فالاستقصاء متصل.
وروي عن حذيفة أنه قال: إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون (11)، وقال: إنما كان النفاق على عهد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (12)، وحذيفة مات بعد مقتل عثمان بأقل من شهر، وكان مريضا، وعندما علم بأن الناس بايعوا علي بن أبي طالب، بايع وهو على فراش المرض، وحث الناس على الالتفاف حول علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر، وأمر ولداه بالقتال مع علي، فقاتلا تحت أعلام الإمام علي، حتى قتلا (13).
وبعد ظهور النفاق في ظل سياسة اللارواية، خاف الصحابة فلم يحدثوا بالأحاديث الكاشفة، ويشهد بذلك، ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: حفظت من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وعاءين. فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم، (14)، وعنه أنه قال: قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) " هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش " إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان (15) وعنه أنه قال: إني لأحدث أحاديث. لو تكلمت بها في زمان عمر، أو عند عمر، لشج رأسي (16).

ويشهد به أيضا، ما روي عن بجالة قال. قلت لعمران بن حصين:
حدثني عن أبغض الناس إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)، فقال: تكتم علي حتى أموت؟ قلت: نعم، قال: بنو أمية وثقيف وبنو حنيفة (17). ومن الثابت والمعروف أن بني أمية شقوا طريقهم نحو السلطة بعد وفاة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم).
بتأمير أبي بكر رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان على الشام (18). وبعد وفاة يزيد. قام عمر بتأمير معاوية (19). وروي أن عمر كان يقول للناس:
أتذكرون كسرى وعندكم معاوية (20)، وقال لهم عندما ذكروا معاوية: دعوا فتى قريش وابن سيدها. إنه لمن يضحك في الغضب. ولا ينال منه إلا على الرضا " (21).
وأحاديث النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) التي يحذر فيها من بني أمية، أحاديث كثيرة، منها: ما روي عن أبي ذر أنه قال. قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) " إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا، اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا " (22). ومعنى (مال الله دولا) أي يكون لقوم دون قوم (وعباد الله خولا) أي خدما وعبيدا (ودين الله دغلا) أي يدخلوا في الدين أمور لم ترد بها السنة.
والحديث روي عن أبي سعيد الخدري وابن عباس وأبي ذر، ورواه الإمام أحمد والحاكم وأبو يعلى والطبراني والبيهقي، وروي بلفظ " إذا بلغ بنو أبي العاص " وبلفظ " إذا بلغ بنو فلان "، وقال الحاكم بعد روايته للحديث: ليعلم طالب العلم، أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي، وأن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم، ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى. أن أخلي الكتاب من ذكرهم (23).
والخلاصة: كان لسياسة اللارواية والتدوين آثار جانبية، منها: اكتفاء الناس بتلاوة القرآن دون الوقوف على معانيه وأهدافه، وأدى ذلك إلى ظهور الذين يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وفي عهد الإمام علي ظهرت حقيقتهم أمام الناس، وحاربهم الإمام في موقعة النهروان، وما زالت بقيتهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء لأن منهجهم وثقافتهم لن تموت حتى يخرج الدجال، ومنها: ظهور الذين لعنهم الله على لسان نبيه بعد أن ضاع التحذير منهم في عالم اللارواية، ومنها التعتيم على الهداة. واقتصر ذكرهم في المجالس الخاصة، ومنها ظهور القص وعلى مائدته صنعت مناقب وتواريخ لقوافل لا تحمل من العلم إلا قشوره، وعلى القص ظهرت ثقافات التحمت مع ثقافة أهل الكتاب، وتشهد بذلك عقيدة الجبرية يقول الشيخ محمد أبو زهرة: أول من دعا إلى هذه النحلة من المسلمين " الجعد بن درهم "، وقد تلقى ذلك عن يهودي بالشام، لأن اليهود أول من فعل ذلك وعلموه بعض المسلمين وهؤلاء أخذوا ينشرونه (24)، ولقد استغل بنو أمية هذه العقيدة في إخضاع المسلمين، بحجة أن قيادتهم مفروضة عليهم بقضاء الله وقدره، وأن أي تمرد عليهم هو تمرد على قضاء الله، ولقد قامت هذه العقيدة على أحاديث وضعها القصاص، كان الهدف من ورائها تزييف النشاط الإنساني منذ بدء الخلق إلى قيام الساعة والتطوع بالوحي كله، وتحت أعلام عقيدة الجبر انطلقت جحافل بني أمية إلى ديار المسلمين،
بعد أن مهد القص والأحاديث الموضوعة طريقهم نحو اتخاذ دين الله دغلا، ليتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، من أمثال حجر بن عدي والحسين بن علي وغيرهما.
ولم تكن عقيدة المرجئة بعيدة عن نسيج القصاص. لأن الأحاديث الموضوعة هي التي غذتها، وعلى ذروة عقيدة المرجئة يجلس يوحنا الدمشقي، وهو آخر كبار علماء النصرانية على مذهب الكنيسة الإغريقية، وكان أبوه صاحب عبد الملك بن مروان، وصنف يوحنا كتاب في فضائل النصرانية على منهج محادثة بين مسلم ونصراني (25) وقال الشيخ أبو زهرة " كان يوحنا يبث بين علماء النصارى في البلاد الإسلامية طرق المناظرات التي تشكك المسلمين في دينهم، وظهرت آراء يوحنا بالشام "، بعد أن وجدت لها حصنا صنعه القص والأحاديث الموضوعة، ومن خلال هذا الالتقاء. تطرق البحث حول مرتكب الكبيرة، هل هو مؤمن أم غير مؤمن؟ وهل يضر مع الإيمان ذنب؟ وعلى مائدة البحث خرجت العقيدة التي تعتذر عن بني أمية فيما ارتكبوه من جرائم، بمعنى: لقد ضربوا بعقيدة الجبرية. واعتذروا بعقيدة المرجئة، التي تقول بأنه لا ينبغي المفاضلة بين المسلمين ولا الحكم على أحد بتقوى وغير تقوى، فالمسلم يكفي أن يكون مسلما، وبهذه العقيدة تم الافتراء على الله ورسوله بتغيير الأحكام الشرعية. وإظهار البدع والباطل، وقولهم أن الأمة مرحومة والله رفع العذاب عنها، وإنهم في أمن من عذاب الله وإن انهمكوا في كل إثم وخطيئة وهتكوا كل حجاب، والأمة مغفور لها محسنهم ومسيئهم. وإن لهم الكرامة في الدنيا. ولهم أن يفعلوا ما شاؤا بعد أن استظلوا بمظلة حجاب الأمن. ولهم في الآخرة مغفرة توجب فتح أبواب الجنة أمامهم. وبعقيدة المرجئة اشتد الساعد بعد أن ارتدى قفازا من حرير في الوقت الذي يحتفظ فيه بقبضته الحديدية. وملئت الأرض ظلما وجورا.
المصادر :
1- رواه الطبراني ورجاله موثقون وفيه الأجلح الكندي والأكثر على توثيقه (الزوائد 189 / 1).
2- رواه ابن فضالة في أماليه (كنز العمال 282 / 10).
3- الطبراني (الزوائد 190 / 1) والعسكري عن بشر بن عاصم (كنز 281 / 10) والمروزي عن أبي نضرة (كنز 281 / 10).
4- رواه أحمد والبزار وقال ابن حجر إسناده جيد (الفتح الرباني 194 / 1).
5- رواه مسلم (الصحيح 20 / 3).
6- تحفة الأحوازي 74 / 3.
7- رواه العسكري والمرزوي (كنز العمال 281 / 10) وانظر: كنز العمال 282 / 10.
8- المجروحين / ابن حبان ص، 88 / 1.
9- تقييد العلم / الخطيب ص 54.
10- رواه أبو داوود 4243.
11- رواه البخاري (الصحيح 230 / 4).
12- رواه البخاري (الصحيح 230 / 4).
13- معالم الفتن / سعيد أيوب.
14- البخاري (الصحيح 34 / 1).
15- البخاري (الصحيح 280 / 2).
16- رواه ابن عبد البر (جامع العلم 148 / 1) وابن كثير (البداية والنهاية 107 / 8).
17- نعيم بن حماد (كنز العمال 274 / 11).
18- تاريخ الأمم والملوك 28 / 4.
19- ابن سعد (كنز العمال 606 / 13) البداية والنهاية 118 / 8، تاريخ الأمم 69 / 5، الإستيعاب 596 / 3.
20- تاريخ الأمم 184 / 6، الإستيعاب 596 / 3.
21- الديلمي (كنز 587 / 13) البداية والنهاية 125 / 8، الإستيعاب 597 / 3.
22- الحاكم وصححه (المستدرك 479 / 3).
23- المستدرك 482 / 4.
24- تاريخ المذاهب الإسلامية / أبو زهرة 102 / 2.
25- تاريخ الأدب العربي / بروكلمان 256 / 1.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الرعية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك ...
بغض بعض الصحابة لعلي(عليه السلام)
هل ان عيسی عليه السلام ابن الله جل وعلا
كيف يجزى الانسان بثار عمله في الدنيا
المعاد (1)
الامام علي (ع ) يرفض المبايعة على سيرة الشيخين :
بعض مصادر حديث ( لا فتى إلا علي .... )
مسألة عدالة الصحابة باختصار
الآيات النافية لاِمكان الرؤية
إجتهاد عمر في آيات الخمر

 
user comment