عربي
Thursday 18th of April 2024
0
نفر 0

دعاء التلاوة

السنن والأذكار التي تقال قبيل التلاوة، وأثناءها وبعدها، وما يذكر بعد ختم القرآن وسنتعرض لهذه الأمور عنوانا عنواناً إن شاء الله تعالى.
1- الإستعاذة
يقول الله تعالى في محكم آياته: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم )(1)
الإستعاذة أن يقول القارئ قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومعنى الإستعاذة طلب البعد للشيطان، فقد ورد في تفسير الأمثل في مقام شرح هذه الآية:
" ولا يقصد من الإستعاذة الاكتفاء بذكر، بل ينبغي لها أن تكون مقدمة لتحقيق وإيجاد الحالة الروحيَّة المطلوبة، حالة: التوجه إلى الله عزَّ وجلَّ، الانفصال عن هوى النفس والعناد المانع للفهم والدرك الصحيح للإنسان، البعد عن التعصُّبات والغرور وحبِّ الذات ومحوريَّة الذات التي تضغط على الإنسان ليسخِّر كلِّ شيء (حتى كلام الله) في تحقيق رغباته المنحرفة. وإنْ لم تتحقق للإنسان هذه الحالة فسيتعذر عليه إدراك الحقائق القرآنيَّة، وربما سيجعل القرآن وسيلة لتبرير آرائه ورغباته الملوَّثة بالشرك بواسطة " تفسير بالرأي" (2).
2- الدعاء عند أخذ القرآن
جاء في الرواية أنَّ الإمام الصادق عليه السلام إذا قراء القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف:
" اللهمَّ إنِّي أشهد أنَّ هذا كتابُك المنزل، من عندك على رسولك محمد بن عبد الله، وكلامُك الناطق على لسان نبيِّك، جعلتَهُ هادياً منك إلى خلقك، وحبلاً متصلاً فيما بينك وبين عبادك، اللهمَّ إنِّي نشرت عهدك وكتابك، اللهمََّّ فاجعل نظري فيه عبادة، وقراءتي فيه فكراً، وفكري فيه اعتباراً واجعلني ممن اتعظَّ ببيانِ مواعظك فيه، واجتنب معاصيك، ولا تطبع عند قراءتي عليَّ سمعي، ولا تجعل على بصري غشاوةً، ولا تجعل قراءتي قراءةً لا تدبّر فيها، بل اجعلني أتدبَّر آياته وأحكامه، آخذاً بشرايع دينك، ولا تجعل نظري فيه غفلةً ولا قراءتي هذراً إنك أنت الرؤوف الرحيم" (3).
3- الدعاء عند الانتهاء من التلاوة
وكذلك فإنَّه بعد الانتهاء من التلاوة يستحب أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء الَّذي ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:َّ "اللهم إني قرأت ما قضيت لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك فلك الحمد ربنا، ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت، اللهمَّ اجعلني ممن يحلَّ حلالك، ويحرِّم حرامك، ويجتنب معاصيك، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، واجعله لي شفاءً ورحمةً،وحرزاً وذخراً، اللهمَّ اجعله لي أنساً في قبري، وأنساً في حشري، وأنساً في نشري، واجعله لي بركةً بكلِّ آيةٍ قرأتها، وارفع لي بكلِّ حرفٍ درجةً في
أعلى علِّيِّين، آمين يا ربَّ العالمين، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ نبيِّك وصفيِّك ونجيِّك ودليلك، والداعي إلى سبيلك، وعلى أمير المؤمنين وليِّك وخليفتك من بعد رسولك، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك المستودعين حقِّك، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته"(4).
4- الدعاء بعد ختم القرآن الكريم
كما يستحبُّ الدعاء قبل التلاوة وبعدها فإنَّه يستحبُّ الدعاء بعد ختم القرآن الكريم كاملاً، وقد ورد العديد من هذه الأدعية، منها ما ورد عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: " قال حبيبي رسول الله(صلی الله عليه وآله وسلم): أمرني أن أدعو بهنَّ عند ختم القرآن:
اللهمَّ إنِّي أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كلِّ برّ والسلامة من كلِّ إثم، ووجوب رحمتك، وعزايم مغفرتك، والفوز بالجنَّة والنجاة من النَّار."
والدعاء الثاني ما ورد عن الإمام زين العابدين وسيِّد الساجدين عليه السلام ، وهو من أدعية الصحيفة السجاديَّة والدعاء هو:
" أَللَّهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ نُوراً وَجَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَاب أَنْزَلْتَهُ،وَفَضَّلْتَهُ عَلَى كُلِّ حَدِيث قَصَصْتَهُ، وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَحَرَامِكَ، وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ، وَكِتَاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبَادِكَ تَفْصِيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزِيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدِي مِنْ ظُلَمِ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَـالَةِ بِـاتِّبَاعِـهِ، وَشِفَـاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْم التَّصْدِيقِ إلَى اسْتِمَاعِهِ، وَمِيزَانَ قِسْط لاَ يَحِيْفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ، وَنُورَ هُدىً لاَ يُطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ، وَعَلَمَ نَجَاة لاَ يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ وَلاَ تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ، أَللَّهُمَّ فَإذْ أَفَدْتَنَا الْمعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِهِ،وَسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِهِ، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيْمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إلى الإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ وَمُوضَحَاتِ بَيِّناتِهِ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجَائِبِهِ مُكَمَّلاً، وَوَرَّثْتَنَا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.
أللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد الْخَطِيْبِ بِهِ، وَعَلَى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنـَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ وَلاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَـأْوِي مِنَ الْمُتَشَـابِهَاتِ إلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ فِي ظِـلِّ جَنَاحِهِ، وَيَهْتَدِي بِضَوْءِ صَاحِبِهِ، وَيَقْتَدِي بِتَبَلُّج إسْفَارِهِ، وَيَسْتَصْبحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ ألْهُدَى فِي غَيْرِهِ. أللَّهُمَّ وَكَمَا نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضَا إلَيْكَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلِ القُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إلَى أَشْرَفِ مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فِيهِ إلَى مَحَلِّ السَّلامَةِ، وَسَبَباً نُجْزَى بِهِ النَّجاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وَذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيْمِ دَارِ الْمُقَامَةِ.
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاحْطُطْ بالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الأوْزَارِ، وَهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الأَبْرَارِ وَاقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَس بِتَطْهِيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَـآءُوْا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ الْعَمَـل فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ واجْعَلِ القُرْآنَ لنا فِي ظُلَمِ اللَّيالِي مُونِساً وَمِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وَخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، وَلأقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إلَى الْمَعَاصِيْ حَابِساً، وَلأِلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الباطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآثامِ زَاجِراً، وَلِمَا طَوَتِ الغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاعْتِبَارِ نَاشِراً حَتَّى تُوصِلَ إلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ وَزَوَاجِرَ أَمْثَـالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَدِمْ بِالْقُرْانِ صَلاَحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنَا وَعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وَأَرْوِ بِهِ فِي مَـوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأ هَوَاجِرِنَا، وَاكْسُنَا بِهِ حُلَلَ الأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ فِي نشُورِنَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإمْلاَقِ، وَسُقْ إلَيْنَا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الأرْزَاقِ، وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدَانِيَ الأخْلاَقِ، وَاعْصِمْنَا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ وَدَوَاعِـي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُوْنَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إلَى رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ قَائِداً وَلَنَا فِي الدُّنْيا عَنْ سَخَطِكَ وَتَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائِداً، وَلِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِهِ وَتَحْرِيم حَرَامِهِ شَاهِداً.
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وَجَهْدَ الأنِينِ، وَتَرادُفَ الْحَشَارِجِ إذَا بَلَغَتِ ألنُّفُوسُ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاق وَتَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، وَرَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ، وَدَافَ لَهَا مِنْ دُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ، وَدَنا مِنَّا إلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلاَقٌ، وَصَارَتِ الأعْمَالُ قَلاَئِـدَ فِي الأَعْنَاقِ، وَكَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأوَى إلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ البِلَى وَطُولِ الْمُقَامَـةِ بَيْنَ أَطْبَـاقِ الثَّـرى، وَاجْعَلِ القبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا، وَافْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلاَحِدِنَا، وَلا تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثامِنَا، وَارْحَمْ بِالْقُرْانِ فِيْ مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجَازِ عَلَيْهَـا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورنا، وَنَجِّنَا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً، وَلاَ تَجْعَلِ الْحَيَاة عَلَيْنَا نَكَداً.
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ. أللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ النِّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهَاً. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ، وَخُذْ بِنَـا مِنْهَاجَـهُ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنَا بِكَأسِهِ. أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَامَتِكَ إنَّكَ ذُوْ رَحْمَة وَاسِعَة وَفَضْل كَرِيم. أللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ وَأَدَّى مِنْ آيَاتِكَ وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ.
وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ" .
وممَّا ورد أيضا ما كان يدعو به أمير المؤمنين عليه السلام عند ختمه للقرآن الكريم وهو:
" اللهمَّ اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونوِّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنِّي عليه ما أبقيتني، فإنَّه لا حول ولا قوة إلابك" (5)
5- ما يقال بعد بعض الآيات والسور
ورد لدينا بعض الأذكار التي تقرأ بعد آيات معيَّنة وسورٍ معيَّنة، وقد أشارت لها روايةٌ جامعةٌ عن الإمام الرضا عليه السلام ، فقد ورد في عيون أخبار الرضا عليه السلام : " كان الإمام الرضا عليه السلام في طريق خراسان يكثُر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرَّ بآية فيها ذكر جنَّة أو نار بكى، وسأل الله الجنَّة، وتعوَّذَ به من النَّار، وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار.
وكان إذا قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "(6)
قال سراً: الله أحد.
فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا " ثلاثاً" .
وكان إذا قرأ سورة الجُحُد قال في نفسه سراً: (يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )(7)
فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام " ثلاثاً" .
وكان إذا قرأ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ )(8)
قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. وكان إذا قرأ ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) (9)
قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهمَّ وبلى.
وكان يقرأ في سورة الجمعة (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (10)
وكان إذا فرغ من الفاتحة قال:( الحمد لله ربَّ العالمين ) .
وإذا قرأ ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) (11)
قال سراً: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ (يَا أيُّهَا الذِيْنَ آمَنُو )، قالَ: لبَّيْكَ اللهُم لبَّيْك سراً" (12).
6- الدعاء لعدم نسيان ما حفظ من القرآن الكريم
ومن السنن التي لها علاقة بالقرآن الكريم ما ورد من الدعاء لكي يثبت ما حفظ الإنسان من القرآن، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال له: " أعلِّمك دعاءً لا تنسى القرآن، قل:
اللهمَّ ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارحمني من تكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك، وأَلزِمْ قلبي حفظَ كتابك كمَا علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الَّذي يرضيك عنِّي، اللهمََّّ نوِّر بكتابك بَصَرِي، واشْرَحْ بِهِ صدري، وأطلِقْ بِهِ لِسَاني، واستعمِل به بَدَنِي، وقَوِّنِي به على ذلك، وأعنِّي عليه، إنَّه لا يُعينُ عليه إلا أنت، لا إله إلا أنت" (13).
المصادر :
1- النحل: 98
2- ناصر مكارم الشيرازي-الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل-ج 8 ص 322
3- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 207
4- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 207-208
5- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 209
6- الإخلاص: 1
7- الكافرون: 1
8- التين: 1
9- القيامة: 1
10- الجمعة: 11
11- الأعلى: 1
12- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 217-219
13- -المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة-ج 89-ص 208-209

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العقل بين بصائر الوحي والتصورات البشرية
ترتيب أحداث ووقائع ظهور الإمام المهدي المنتظر
التميميّون من أصحاب الحسين (عليه السّلام)
مذاهب اليهود
صيانة القرآن من التحريف‏
الشفاعة و من یخرج من النار
أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة
حق المسلم على المسلم
حال المجتمع فى عصر الإمام المهدى (عج)
الاعلام الرسالي في الثورة الحسينية

 
user comment