عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

اهمية الوفود النسائية

 

 اهمية الوفود النسائية
أنا أشعر باعتزاز عظيم بالأخوات الطيّبات الطاهرات والبنات الزاكيات ، أشعر بأ نّي أعيش معكم لحظات من المعنويّات ، من المُثل ، من القِيَم ، من التمسّك بالدين الحنيف ..
المشاعر التي أحسّ بها في قلبي تجاهكم يا بناتي وتجاه كلّ البنات من أمثالكم مشاعر لا حدّ لها .
إحساسي بمسؤوليّتكم في العصر الحاضر إحساسٌ كبيرٌ جدّاً يا بنات فاطمة الزهراء عليها السلام .
أنتم المثل الأعلى لمرأة اليوم ..
اليوم أنتم تقدّمون المثل الأعلى لمرأة العصر ، للمرأة التي تحمل بإحدى يديها إسلامها ودينها وقيمها ومُثلها وحجابها وإصرارها على شخصيّتها الأصيلة القويّة الشريفة النظيفة التي حفظها الإسلام لها
وتحمل بيدها الاُخرى العلم ، العلم والثقافة ، لكن لا هذه الثقافة التي أرادها المستعمرون لها .
منذ دخل المستعمرون عالمنا الإسلامي قبل ستّين سنة أرادوا أن يقنعوا شبابنا وشابّاتنا بأنّ الثقافة عبارة عن لون من المجون ، عبارة عن ألوان السفور والاختلاط .. عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات ، عبارة عن [ ... ] والتحلّل ، عبارة عن الابتعاد عن المسجد ، وعن الإسلام ، وعن المرجع ، وعن الصلاة ..
قالوا لشبابنا وشابّاتنا بأنّ الإنسان التقدّمي ، والإنسانة التقدّميّة المثقّفة هي من تقطع صلتها بهذه الاُمور ، ومن تنغمس إلى رأسها في الشهوات والملذّات ..
هكذا أراد المستعمرون منذ ستّين سنة أن [ يحقنوا ] في نفوس بناتنا الطاهرات ، وفي نفوس شبابنا الزاكين هذا المفهوم الخاطئ عن التقدّميّة والثقافة .
أنتم ، أنتم ! أنتنّ يا بنات الزهراء يقع عليكنّ مسؤوليّة أن تعرّفوا العالم أنّ الثقافة والعلم الحقيقي يحمل مع الإيمان ، يحمل مع الدين ، يحمل مع رسالة السماء كما حملتها فاطمة الزهراء اُمّكُنَّ العظيمة ..
فاطمة الزهراء كانت مثلاً أعلى في الإسلام ، في الجهاد من أجل الإسلام ..
في الصبر على محن الإسلام .. كانت مع أبيها في كلّ شدائده ، في كلّ محنه .. كانت تخرج معه في الحروب ، كانت تواسي جروحه ، كانت تلملم محنه ، كانت دائماً إلى جنبه ، كان يستمدّ منها سلوة في لحظات العسر ، كان يستمدّ منها طاقة في لحظات صعبة جدّاً ، كانت امرأة مسلمة مجاهدة بكلّ معنى .
هذا من جانب ، من جانب آخر : إنّ فاطمة الزهراء كانت المرأة العالمة ، كانت المثل الأعلى في العلم والثقافة
لكن لا هذه الثقافة التي أرادها المستعمرون لنا ، لا ثقافة المجون والسفور ، لا ثقافة الاختلاط والتميّع ، لا ثقافة التحلّل ، وإنّما الثقافة الحقيقيّة . اندلعت فاطمة الزهراء ، انطلقت إلى مسجد أبيها حينما اقتضى منها الواجب
أن تخرج إلى مسجد أبيها ، وخطبت تلك الخطبة العظيمة التي لا يقدر عليها إلّا كبار العلماء .. كانت البلاغة والفصاحة والحكمة تتدفّق من كلماتها كما يتدفّق السيل من البحر ، وكم كان عمرها ؟
كان عمرها الشريف أقلّ من عشرين سنة ، لكنّها علّمت العلماء
ولكنّها علّمت الحكماء ، ولكنّها ضربت المثل الأعلى الذي لم تصل إليه حتّى الآن المرأة الأوروبيّة .
هذه فاطمة الزهراء التي استطاعت أن تثبت في تاريخ الإسلام أنّ العلم يجتمع مع الدين ، وأنّ الثقافة الحقيقيّة توأم مع الإيمان باللَّه ، ومع التمسّك بالإسلام ، ومع التمسّك بالحجاب ، ومع التمسّك بشعائر الدين .
أنتنّ حملة رسالة فاطمة الزهراء ..
أنتنّ مَن سوف يعرفُ العالم عن طريقكنّ أنّ العلم يجب أن يكون إلى جانب الإيمان
وأ نّه ليس من العلم في شي‌ء السفورُ ، وليس من الثقافة في شي‌ء الاختلاط والتحلّل
وأنّ المرأة يمكن أن تصل إلى أعلى مدارج الكمال والتقى والرقيّ في كلّ الميادين ، من دون أن تتنازل عن قيمة من قيمها الإسلاميّة ، وعن شي‌ء من تراثها ، ومن رسالة ربّها ، ربّ العالمين .
الأوروبيّون حاولوا أن يفهّموكم خلاف ذلك ، وأنتم أفهموا العالم كلّه أ نّهم على خطأ ، وأ نّكم على حقّ .
ونسأل اللَّه أن يقبلكم جميعاً إن شاء اللَّه ويرعاكم بعينه .
المصدر :
كلمة ارتجاليّة ألقاها الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره بتاريخ 15 / رجب / 1399 هـ في الوفد النسائي الذي قدّم له البيعة بقيادة الشهيدة سلوى البحراني رحمها اللَّه ( من محفوظات أرشيف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر قدس سره )

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الصادق (عليه السلام) يشهر سيف العلم!
قرّاء القرآن و كيفية قراءته
منكروا المهدي من أهل السنة وعلة إنكارهم
مفاتيح الجنان(300_400)
حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :

 
user comment