عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

شيعة الري تحت ضغط الغزنويين في الري

شيعة الري تحت ضغط الغزنويين في الري .

لم يتيسر للبويهيين ان ينالوا رضا الحاكم العباسي , لا نهم ضعضعوا قاعدة الحكم العباسي من جهة , و عـرفوا بدعمهم المذهب الشيعي والعلويين على كره من العباسيين من جهة اخرى و كانت الحكومة الـعـبـاسية تخطط للضغط على البويهيين باي وسيلة ممكنة و من الوسائل التي مارستها هي تسخير الـحـكـومات القائمة في شرق ايران من اجل ذلك الغرض و عرفت تلك الحكومات بتعصبها للمذهب الـسـنـي , فـاثـارت مشاكل مختلفة في طريق البويهيين و كانت الحكومة السامانية , ثم الغزنوية من الحكومات المناوئة للمذهب الشيعي و اهم اجرا اتخذ ضد الري هو هجوم السلطان محمود الغزنوي عـلـى هـذه الـمـديـنـة سـنـة 420 ه و قام السلطان المذكور بهجومه رغبة منه في تقديم خدمة معينة للحاكم العباسي الذي كان مستا من البويهيين , والتشيع , و مذهب الاعتزال ـ الذي كانت له قدرة فـي الـري بـعد الصاحب بن عباد يضاف الى ذلك , ان الغزنويين كانوا يحصلون على غنائم من خلال احتلال منطقة جديدة .
و ذكر المؤرخون والسلطان نفسه ان الدافع الذي حركهم لمهاجمة الري هو قمع التشيع والاعتزال و كان الشيعة يذكرون في الاراجيف السنية يومذاك على ا نهم قرامطة و باطنية , و هذان العنوانان يرتبطان بالاسماعيلية اساسا و نقرا في الرسالة التي نقلهاالخواجه نظام الملك عن السلطان محمود ا نه لم يقدم لاحتلال العراق [عراق العجم ] بل قدم لاصلاح الاوضاع الفاسدة في تلك المنطقة و كتب في رسالته ـ ضمن اشارته الى التعارض القائم بين الاتراك الذين كانوا على المذهب السني , والديالمة الـذيـن كـانـوايـعـتـنـقـون الـمـذهب الشيعي ـ قائلا : (( آثرت هذه المهمة على غزو الهند و تـوجهت تلقاالعراق [عراق العجم ] و سلطت الجنود الاتراك , و كلهم من المسلمين الحنفية الاطهار, على الديالمة و الزنادقة والباطنية لاقطع دابرهم فمنهم من قتل بسيوفهم , و منهم من اسر و حبس , و مـنـهـم مـن شرد في ارجا الارض و فوضت الاعمال الى سادة خراسان و متنفذيها, و هم اما من الحنفية او الشافعية الاطهار, و كلاهما عدو الروافض والباطنية ,و صديق الاتراك
((813)) .
و فـي ضـؤ مـا نـقله ابن كثير فان السلطان الغزنوي اطلع الحاكم العباسي في رسالة بعثهااليه سنة 420 ه ا نه احل بطائفة من اهل الري كانوا من ((الباطنية )) و ((الروافض )) قتلا ذريعاو صلبا شنيعا, و ا نه انتهب اموال رئيسهم و كانت الف الف دينار
((814)) .
و بـنـاا عـلى ما افاده ابن الاثير فان السلطان صلب اصحاب مجدالدولة الباطنية الذين كانوا يقضون وقتهم في المطالعة , و اتلف كتب الفلسفة و نفى المعتزلة ايضا الى خراسان
((815)) .
و قال فرخي في شعر له و تعريبهما:.
اخـذت ملك الري من القرامطة , و اصبحت راغبا الان في ادا مناسك الحج و كل من عمل منهم بهواه , فان جزاه الصلب على اعواد المشانق
((816)) .
ان ما قام به السلطان الغزنوي المتعصب ذو الافق الضيق في اتلافه مكتبات الري جريمة من جرائمه الـثقافية التي تمثل ضربة للكتب الشيعية والفلسفية , و لعل بعض الكتب قد اتلفت تماما و ليس لها نسخ اخرى و من اهم مكتبات الري المكتبة الصاحبية التي تعود للصاحب بن عباد.
و قد احرق السلطان كتبها الكلامية والفلسفية
((817)) و كان الصاحب نفسه يقول : ان كتبها تحمل على اربعمائة بعير او اكثر ((818)) .
و راى ابوالحسن البيهقي فهرس الكتب الموجودة في هذه المكتبة في عشرة اجزا
((819)) .
يـقـول مؤلف كتاب فضائح الروافض ـ و هوالكتاب الذي انتقده عبدالجليل الرازي غيرمدافع ـ في تعامل السلطان محمود مع الشيعة : و ماذا حدث في عهد السلطان محمودالغزنوي من القتل والصلب , و تشويه سمعة علما الروافض , و تحطيم المنابر, و حظرالمجالس
((820)) ؟.
ان تـشدد السلطان الغزنوي على الشيعة لم يترك اثرا يذكر في الحد من تغلغلهم في الري , لا نهم ـ مـضـافـا الـى كثرتهم الملحوظة هناك ـ كانوا من اصحاب الوجوه الجذابة المعروفة على الصعيد الثقافي فلا يمكن القضا على هذا الكيان بهجوم عسكري مؤقت وهو ما اشار اليه عبدالجليل الرازي ايـضـا في جوابه عن كلام مؤلف الفضائح قال :(( و لما هلك محمود, عاد علما الشيعة الى ما كانوا عليه من اعمال بحضور شحنه و نوابه
((821)) )).
و لـم تـصمد الحكومة الغزنوية في الري فقد عاد علاالدولة بعد مدة و كان قد هرب من الري بعد هجوم الغزنويين , و استولى على الري و اصفهان بعد كر و فر, و قبول للسلطة العامة للغزنويين , و واصل الحكومة البويهية شبه الميتة عدد سنين .
و استطاعت حكومة جديدة ان تتسلم السلطة في الشرق ابان العقد الثالث والرابع من القرن الخامس و بسطت سيطرتها على ايران ردحا من الزمن و هذه الحكومة هي الحكومة السلجوقية فقد جا طغرل الـى الـري سـنـة 434 هـ , و اطاح ببقية البويهيين في بغداد سنة 447 ه و انهى حكومتهم التي امتدت مائة و بضع سنين
((822)) .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الأدلّة على إسلام أبي طالب؟
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...
ميثم التمار
نظرية عدالة الصحابة (7)
في رحاب نهج البلاغة (لماذا نهى أمير المؤمنين عن ...
مناظرة الشيخ المفيد ( ره ) مع بعض مشايخ العباسيين ...
عائشة ما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله (موقف ...
الشيعة في ألبانيا
إيمان أبي طالب (رضي الله عنه) حقيقة.. تدحض الشبهات
مقامات أهل البيت عليهم السلام في سوريه

 
user comment