عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

رسول الله(ص) في کلام أمير المؤمنين(ع)

رسول الله(ص) في کلام أمير المؤمنين(ع)

قال الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :

” … بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ ، وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ ، كَرِيماً مِيلَادُهُ ، وَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ ، وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ ، وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ ، أَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ ، فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ، ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) لِقَاءَهُ ، وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ ، وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا ، وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى ، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً ( صلى الله عليه وآله ) ، وَ خَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا ، إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلًا بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ ، وَ لَا عَلَمٍ قَائِمٍ ” ، [1].

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) في خطبة له يتحدث فيها عن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) :

” ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِي‌ءِ ، وَ الْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ ، وَ الْمِنْهَاجِ الْبَادِي ، وَ الْكِتَابِ الْهَادِي .

أُسْرَتُهُ خَيْرُ أُسْرَةٍ ، وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَةٍ ، أَغْصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ ، وَ ثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ .مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ ، وَ هِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ ، عَلَا بِهَا ذِكْرُهُ ، وَ امْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ .أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ، وَ مَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ ، وَ دَعْوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ ، أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ ، وَ قَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ ، وَ بَيَّنَ بِهِ الْأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ .فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دَيْناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ ، وَ تَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ ، وَ تَعْظُمْ كَبْوَتُهُ ، وَ يَكُنْ مَآبُهُ إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ ، وَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ الْإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبِيلَ الْمُۆَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِهِ الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ ” [2].

رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قَالَ :”إِنَّ يَهُودِيّاً كَانَ لَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) دَنَانِيرُ فَتَقَاضَاهُ .

فَقَالَ لَهُ ـ أي الرسول ـ : ” يَا يَهُودِيُّ مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ ” .

فَقَالَ : فَإِنِّي لَا أُفَارِقُكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى تَقْضِيَنِي .

فَقَالَ : ” إِذاً أَجْلِسُ مَعَكَ ” .

فَجَلَسَ مَعَهُ حَتَّى صَلَّى فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ وَ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ الْغَدَاةَ ، وَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَتَهَدَّدُونَهُ وَ يَتَوَاعَدُونَهُ .

فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) إِلَيْهِمْ فَقَالَ : ” مَا الَّذِي تَصْنَعُونَ بِهِ ” ؟!

فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَهُودِيٌّ يَحْبِسُكَ !

فَقَالَ ( صلى الله عليه و آله ) : ” لَمْ يَبْعَثْنِي رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ أَظْلِمَ مُعَاهِدَاً وَ لَا غَيْرَهُ ” .

فَلَمَّا عَلَا النَّهَارُ قَالَ الْيَهُودِيُّ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ شَطْرُ مَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَمَا وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ بِكَ الَّذِي فَعَلْتُ إِلَّا لِأَنْظُرَ إِلَى نَعْتِكَ فِي التَّوْرَاةِ ، فَإِنِّي قَرَأْتُ نَعْتَكَ فِي التَّوْرَاةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ ، وَ مُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ ، وَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَ لَا غَلِيظٍ ، وَ لَا سَخَّابٍ [3] ، وَ لَا مُتَزَيِّنٍ بِالْفُحْشِ [4] ، وَ لَا قَوْلِ الْخَنَاءِ [5] ، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ هَذَا مَالِي فَاحْكُمْ فِيهِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، ـ وَ كَانَ الْيَهُودِيُّ كَثِيرَ الْمَالِ ـ ، [6]
________________________
1- نهج البلاغة : 44 ، طبعة صبحي الصالح .
2- نهج البلاغة : 229 ، طبعة صبحي الصالح .
3- السخاب و الصخاب : الضجة و اضطراب الأصوات للخصام
4- أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام
5- الخناء : الفُحش
6- بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 16 / 217 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مۆسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علاج الامراض النفسیة بذکر الله
هدم قبور البقيع ..............القصة الكاملة
الحرب العالمية في عصر الظهور
الإمام الحسن العسكري (ع) والتمهيد لولادة وغيبة ...
إنّ الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة ...
الإمام موسى الكاظم عليه السلام والثورات العلوية
زيارة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
الصلاة من أهم العبادات
علة الإبطاء في الإجابة و النهي عن الفتور في ...
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام

 
user comment