عربي
Wednesday 24th of April 2024
0
نفر 0

شر الجبابرة والطغاة

شر الجبابرة والطغاة
لقد تضرع الامام الصادق عليه السلام ، أن يقيه من شر الجبابرة ، والطغاة ، وينجيه من شر القريب والبعيد ، ويسلمه من إعتداء الفساق ، الذين لا يرجون لله وقارا.

ادعيته في الوقاية من الخوف والهم :

أما الخوف والهم ، فإنهما من أسوأ الكوارث ، التي يمنى بها الانسان ، فيشيعان في نفسه القلق والاضطراب ، ويجعلانه يعيش في شقاء ، وقد أثرت عن الامام الصادق عليه‌السلام ، بعض الادعية للتخلص منهما ، وفيما يلي بعضها :
ألف ـ روى سعيد بن يسار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يدخلني الغم ، فقال : أكثر من قول :
« اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، فإذا خفت وسوسة ، أو حديث نفس ، فقل :
« اَلْلّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ، وَأبْنَ عَبْدِكَ ، وَابنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فيَّ حُكْمُكَ ، مَاضٍ في قَضَاؤُكَ ، اللُّهُمَ أِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمتَهُ أَحَدَاً من خَلْقِكَ ، أَوْ أسْتَأثَرْتُ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ نُوُرَ بَصَرِي ، وَرَبِيعَ قَلْبِي ، وَجَلاءَ حُزْني ، وَذَهَابَ هَمِّي ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً .. (١).
ب ـ وروى إسماعيل بن جابر ، عن الامام الصادق عليه‌السلام ، في إزالة الهم عن النفس ، قال : تغتسل ، وتصلي ركعتين ثم تقول :
« يا فَارِجَ الهَمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحِيمَهُمَا ، فَرِّجْ هَمِّي ، وَاكْشِفْ غَمِّي ، يا اللهُ اَلْوَاحِدُ ، اَلَأحَدُ ، اَلْصَمَدُ ، الذي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، إعْصِمْني ، وَطهِّرْنِي ، وأَذْهِبْ بِبَلِيِّتي ...
واقرأ آية الكرسي والمعوذتين (٢) .
ج ـ روى سماعة عن الامام الصادق عليه‌السلام أنه قال : إذا خفت أمرا فقل :
« اللُّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ ، مِنْ خَلْقِكَ ، فَاكْفِنِي ما أَهِمَّني ، ( وَتَذْكُرُ مَا أَهَمَّكَ ) ...
وفي رواية أخرى أنه قال : تقول :
« يا كَافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا يَكْفي مِنْكَ شَيْءٌ في السموَاتِ وَاَلْأرضِ إكْفِنِي ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .. » (3)
إن هذه الادعية الجليلة ، من الادعية الروحية ، التي أثبتت البحوث النفسية الحديثة أنها من أنجع الوسائل في علاج الامراض النفسية.

أدعيته في التحرز من المنصور :

لم يمر على العلويين دور أسوأ ، ولا أبشع ، من عهد المنصور الدوانيقي ، فقد جهد هذا الطاغية السفاك في ظلمهم ، والتنكيل بهم ، وقد صب جام غضبه ، على الصغير والكبير ، ولم تسلم من شره ، حتى السيدات ، من العلويات ، وقد حاول عدة مرات ، الفتك بالامام ، ولكن الله أنجاه من شره ، ببركة أدعية الامام عليه‌السلام ، وفي ما يلي تلك الادعية :
ألف ـ سافر المنصور الدوانيقي ، إلى بيت الله الحرام ، فلما انتهى إلى يثرب ، أمر حاجبه الربيع ، بإحضار الامام الصادق عليه‌السلام ، لاغتياله ، ولما مثل عنده عرف قصده ، وما بيته له من الشر ، فدعا الله تعالى ، بهذا الدعاء الجليل ، فأنجاه منه ، وهذا نصه :
« اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ يا مُدْرِكَ الهَارِبينَ ، ويا مَلْجَأَ الخَائِفِينَ ، وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخينَ ، ويا غِيَاثَ المُسْتَغِْيثِينَ ، وَيَا مُنْتَهَى غَايَةِ السَّائِلينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَقُ ، يا مُبِينُ ، يَا ذَا الكَيْد المَتينِ ، يا مُنْصِفَ المَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمينَ ، يا مُؤْمِنَ أَوْلِيَائِهِ مِنَ العَذَابِ المُهِينِ ، يا مَنْ يَعْلَمُ خَافِيَاتِ الَأعْيُنِ ، وَخَافِيَاتِ لَحْظِ الجُفُونِ ، وسَرَائِرَ القُلُوبِ ، وَمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، يا رَبِّ السَّموَاتِ وَالأرَضَينِ ، وَالَملآئِكَةِ المُقْرَّبِينَ ، وَاَلَأنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَرَبَّ الإنْسِ وَالجِنِّ أجْمَعينَ ، يا شَاهِداً لا يَغِيبُ ، يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ ، يا مَنْ هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ رَقيبٌ ، وَعلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبٌ ، وَمِنْ كُلِّ عَبْدٍ رَقِيبٌ ،ْ وَلِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجِيبٌ ، يا إلهَ المَاضِينَ ، وَالغَابِرِينَ ،ِ وَالجَاحِدِينَ ، وإلهَ الصَامِتِين ، وَالنَّاطِقِينَ ، ورَبَّ الَأخْيَارِ المُنِيبينَ.
يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا عَزِيزُ ، يا حَكِيمُ ، يا غَفُورُ ، يا رَحيمُ ، يا أَوَّلُ ، يا قَدِيمُ يَا شَكُورُ ، يَا قَاهِرُ ، يَا عَلِيمُ ، يا سَميعُ ، يا بَصِيرُ ، يا لَطِيفُ ، يا خَبِيرُ ، يا عَالِمُ ، يا قَدِيرُ ، يا قَهَّارُ ، يا غَفَّارُ ، يا جَبَّارُ ، يا خَالِقُ ، يا رَاَّزقُ ، يا فَاتِقُ ، يا وَاثِقُ ، يا صَادِقُ ، يا أَحَدُ ، يا مَاجِدُ ، يا صَمَدُ يا رَحْمنُ ، يا فرْدُ ، يا حنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا سُبُّوحُ ، يا قُدُّوسُ ، يا رَؤوُفُ ، يا مُهَيْمِنُ ، يا حَمِيدُ ، يا مَجيدُ ، يا مُبْدِىءُ يا مُعِيدُ ، ياوَليُّ ، يا عَلِيُّ ، يا غَنِيُّ ، ياقَوِيُّ ، يا بَارِىءُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مُقْتَدِرُ ، يا بَاعِثُ ، يا وَارِثُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا عَظِيمُ ، يا بَاسِطُ ، يا سَلَامُ ، يا مؤمِنُ ، ياوَتْرُ ، يا مُعْطي ، يا مَانِعُ ، يا ضَارُّ ، يا نَافِعُ ، يا مُفَرِّقُ يا جَامِعُ ، يا حَقُّ ، يا مُبِينُ ، يا حَيُّ ، يا قَيُّومُ ، يا وَدُودُ ، يا مُعيدُ ، يا طَالبُ ، يا غَالِبُ ، يا مُدْرِكُ ، يا جَلِيلُ ، يا مُفْضِلُ ، يا كَرِيمُ ، يا مُتَفَضِّلُ ، يا مُتَطَوِّلُ ، يا أوَّابُ ، ياسَمْحُ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغّمَ ، يا مُنْزِلَ الحَقَّ ، يا قَائِلَ الصِّدْقُ ، يا فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا عِمَادَ السَّموَاتِ وَالأرّضِ ، يا مُمْسِكَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا ذَا البَلَاءِ الجَمِيلِ ، وَالطَّوْلِ العَظِيمِ ، ياَ ذا السُّلْطَان الذي لا يُذَلُّ ، وَالعِزّ الذي لا يُضَامُ ، يا مَعْرُوفاً بِالإحْسَان ، يا مَوْصُوفاً بالإمْتِنَانِ ، يا ظَاهِراً بِلا مُشَافَهَةٍ ، يا باطِناً بِلا مُلامَسَةٍ ، يا سَابِقَ الأشْيَاءِ بِنَفْسِهِ ، يا أَوَّلاً بِلَا غَايَةٍ ، يا آخِراً بِلا نِهَايةٍ ، يا قَائِماً بِلا انْتِصَابٍ ، يا عَالِماً بِلا اكْتِسَابٍ ، يا ذَا الَأسْمَاءِ الحُسْنى ، والصِفَاتِ المُثلىَ ، والمَثَلِ الأعْلَى ، يا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الوَاصِفِينَ ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ أَفْكاَرُ المُتَفَكِّرِينَ ، وَعَلا وَتَكَبَّر عَنْ صِفَاتِ المُلْحِدِينَ ، وَجَلَّ وَعَزَّ عَنْ عَيْبِ العَائِبينَ ، وَتَبَارَكَ وَتَعَالىَ عَنْ كَذِبَ الكَاذِبينَ ، وَأَبَاطِيلِ المُبْطِليِنَ ، وَأَقَاَوِيلِ العَادلينَ ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَظَهَرَ فَقَدَرَ ، وَأَعْطَى فَشَكَرَ ، وَعَلَا فَقَهَرَ ، يا رَبَّ العَيْنِ وَالأثَرِ ، وَالجِنِّ وَالبَشَرِ ، وَالُأنْثى وَالذَّكَر ، وَالبَحْثِ وَالنَظَرِ ، وَالقَطَرِ وَالمَطَرِ ، وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، وَشَاهِدَ النَّجْوى ، وَكَاشِفَ الغَمِّ ، وَدَافِعَ البَلْوَى ، وَغَايَة كُلِّ شَكْوَىَ ، يانِعْمَ النَّصِيرِ ، وَالمَوْلَى ، يا مَنْ هُوْ على العَرْش ِاستَوَى ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وَمَا في الَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، يا مُنْعِمُ ، يا مُحْسِنُ ، يا مُجْمِلُ ، يا كَافِي يا شَاَفِي ، يا مُحْيي يا مُمِيتُ ، يا مَنْ يَرَى ، وَلا يُرىَ ، وَلا يَسْتَعِينُ بِسَناءِ الضِياءِ ، يا مُحْصِي عَدَدَ الَأشْيَاءِ ، يا عَاليَ الجَدِّ ، يا غَالبَ الجُنْدِ ، يا مَنْ لَهُ على كُلِّ شَيْءٍ يَدٌ ، وَفي كُلِّ شَيْءٍ كَيْدٌ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ صَغِيرٌ عَنْ كَبِيرٍ ، وَلا حَقِيرٌ عَنْ خَطِيرٍ ، وَلَا يَسِيرٌ عَنْ عَسِيرٍ ، يا فَاعِلُ بِغَيْر مُبَاشَرَةٍ ، يا عَالِمُ مِنْ غَيْرِ مُعَلِّمِ ، يا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ استِحقَاقِهَا ، وَالفَضِيلَةِ قَبْلَ اسْتيجَابِها ، يا مَنْ أَنْعَمَ على المُؤْمِنِ وَالكَافِرِ ، وَاسْتَصْلَحَ الفَاسِدِ وَالصَالِحَ عَلَيْهِ ، وَوَدَدَ المُعَانِدَ وَالشَّارِدَ عَنْهُ ، يا مَنْ أَهَلَكَ بَعْدَ البَيِّنَةِ ، وَأَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ المَعْذِرَةِ ، وَأَقَامَ الحُجَّةَ ، وَدَرَأَ عَنِ القُلُوبِ الشُبْهَةَ ، وَأَقَامَ الدَّلاَلَةَ ، وَقَادَ إلى مُعَايَنَةِ الآيَةِ ، يا بَارِىءَ الجَسَدِ ، وَمُوسِعَ البَلَدِ ، وَمُجْرِيَ القُوتِ ، وَمُنْشِرَ العِظَامِ بَعْدَ المَوْتِ ، وَمُنْزِلَ الغَيْثِ ، يا سَامِعَ الصَّوْتِ ، وَسَابِقَ الفَوْتِ ، يا رَبِّ اَلآيَاتِ ، وَالمُعْجِزَاتِ ، مِنْ مَطَرٍ وَنَبَاتٍ ، وَآبَاءٍ وَأُمَّهَاتٍ ، وَبَنِينَ وَبَنَاتٍ ، وَذَاهِبٍ وَآتٍ ، وَلَيْلٍ دَاجٍ ، وَسَماءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ ، وَسِرَاجٍ وَهَّاجٍ ، وَبَحرٍ عُجَاجٍ ، وَنُجُومٍ تًموُرُ ، وَمِيَاهٍ تَغُورُ ، وَمِهَادٍ مَوْضُوعٍ ، وَسِترٍ مَرْفوُعٍ ، وَرِيَاحٍ تَهُبُّ ، وَبَلَاءٍ مَدَفُوعٍ ، وَكَلامٍ مَسْمُوعٍ ، وَيَقَظَةٍ وَمَنَامٍ ، وَسِبَاعٍ وَأنَعْامٍ ، وَدَوَابٍّ وَهَوَامٍّ ، وَغَمَامٍ وَأَكْمَامٍ ، وَأُموُرٍ ذاتِ نِظَامٍ ، مِنْ شِتَاءٍ وَصَيْفٍ ، وَرَبِيعٍ وَخَرِيفٍ ، أَنْتَ يا رَبِّ خَلَقْتَ هَذَا ، فَأحْسَنْتَ ، وَقَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ ، وَسَوَّيْتَ فَأَحْكَمْتَ ، وَنَبهْتَ على الفِكْرَةِ ، فَأَنْعَمْتَ ، وَنَادَيْتَ الأحْيَاءَ فَأَفْهَمْتَ ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَيَّ إلَّا الشُكْرُ لَكَ ، وَالذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ ، وَالإنْقِيَادُ لِطَاعَتِكَ ، وَالإسْتِمَاعُ لْلداعِي إلَيْكَ ، فَإنْ عَصَيْتُكَ فَلَكَ الحُجَّةُ ، وَإنْ أَطَعْتُكَ فَلَكَ المِنَّةُ ، يا مَنْ يُمْهِلْ فَلا يُعْجِلْ وَيَعْلَمُ فلا يَجْهَلُ ، وَيُعْطِي فَلَا يَبْخَلُ ، يا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ ، وَحُمْدَ وَسُئِلَ ، وَرُجِيَ وَاعْتُمِدَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ ، مُطَهَّرٍ ، مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَكُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِيعٍ ، كَريمٍ رَضِيتَ بِهِ مِدَحَةً لَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرُبَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ نَبِيٍ أرْسَلْتَهُ إلى عِبَادِكَ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ فَضَّلْتَهُ وَفَصَّلْتَهُ ، وَبَيَّنْتَهُ وَأَحْكَمْتَهُ ، وَشَرَعْتَهُ ، وَنَسَخْتَهُ ، وَبِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَحْبَبْتَهُ ، وَعَمَلٍ رَفَعْتَهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ ، وَأعْلَيْتَ قَدْرَهُ ، وَشَرَّفْتَ بُنْيَانَهُ ، مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ ، وَعَرَّفْتَنَا أَمْرَهُ ، وَمِمَّنْ لَمْ تُعَّرِفْنَا مَقَامَهُ ، وَلَمْ تُظْهِرْ لَنَا شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَْتَهُ ، مِنْ أَوَّلَِ ما ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ ، وَمِمَّنْ تَخْلُقُهَ إلى انْقضَاءِ الدهْرِ ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْحِيدِكَ الذي فُطِرَتْ عَلَيْهِ العُقُولُ ، وَأُخِذَتْ بِهِ المَوَاثِيقُ ، وَأُرْسِلَتْ بِهِ الرُسُلُ وَأُنٍزِلَتْ عَلَيْهِ الكُتُبُ ، وَجَعَلْتَهُ أَوَّلَ فُرُوضِكَ ، وَنِهَايَة طَاعَتِكَ ، فَلََمْ تَقْبَلْ حَسَنةً إلَّا مَعَهَا ، وَلَمْ تَغْفِرْ سَيِّئَةً إلَّا بَعْدَها ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَعِزِّكَ وَجَلالِكَ ، وَعَفْوِكَ وَإمْنِتَانِكَ ، وَتَطَوُّلِكَ ، وَبِحَقِّكَ وَمَجْدِكَ الذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ ، يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ .. وَأَرْغَبُ إلَيْكَ خَاصِّاً وَعَاماً ، وأَوَّلاً وَآخِراً ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الَأمِينِ رَسُولِكَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَنَبِيِّكَ إمَامِ المُتّقِينَ ، وَبِالرِّسَالَةِ التي أدَّاهَاَ ، وَالعِبَادَةِ التي اجْتَهَدَ فِيهَا ، وَالمِحْنَةِ التي صَبَرَ عَلَيْهَا ، وَالمَغْفِرةِ التي دَعَا إلَيْهَا ، وَالدِّيَانَةِ التي حَضَّ عَلَيْهَا ، مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إياهُ إلى أَنْ تَوَفَيّتَهُ ، وَبِمَا بَيْنَ ذلِكَ مِنْ أقوَاَلِهِ الحَكِيمَةِ ، وَأَفْعَالِهِ الكَرِيمَةِ ، وَمَقَامَاتِهِ المَشْهُودَةِ ، وَسَاعَاتِهِ المَعْدُودَةِ أَنْ تُصَلّيَ عَلَيْهُ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَتَعْطِيَهُ أَفْْضَلَ ما أَمِلَ مِنْ ثَوابِكَ ، وَتُزْلِفْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وُتُعْلِي عِنْدَكَ دَرَجَتَهُ ، وَتَبْعَثَهُ المَقَامَ المَحْمُودَ ، وَتُورِدَهُ حَوْضَ الكَرَمَ وَالجُودِ ، وَتُبَارِكَ عَلَيْهِ بَرَكَةً عَامَّةً ، خَاصَّةً نَامِيَةً ، زَاكِيَةً عَالِيَةً دَائمةً ، لا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا ، وَلا نَِقيصَةً في كَمَالِهَا ، وَلا مَزِيدَ إلَّا في قُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَزِيد بَعْدَ ذلِكَ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، وَأقُدَرُ عََلْيِه ، وَأَوْسَعُ ُلَهُ ، وَتُؤْتِيَ ذلِكَ ، حَتى يَزْدَادَ في الإيِمان بِهِ بَصِيرَةً ، وَفي مَحَبتِهِ ثَبَاتاً وَحُجَّةٍ ، وَعلى آلِهِ الطَّيبينَ الَأخْيَارِ ، المُنْتَجَبِينَ الَأبْرَارِ ، وَعلى ِجْبَرائيلَ وَمِيكَائِيلَ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ ، وَعلى جَميعِ النَّبِيِيّنَ ، وَالصدِّيقِينَ ،وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَعَلَيْهِ وَعَلْيهِمُ السلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهِ.
اللّهُمَّ ، إنَّي أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ، ضُراً وَلا نَفْعاً ، وَلا مَوْتاً وَلا حَيَاةً ، وَلا نُشُوراً قَدْ دَنا مَصْرَعي ، وَانْقَطَعَ عُذْري ، وَذَهَبَتْ مَسْأَلَتي وَذُلَّ نَاصِريِ ، وَأسْلَمَني أَهْلِي ، وَوَلَدِي ، بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ َعَليَّ ، وَظُهُورِ بَرَاهِينَكَ عِنْدَي ، وَوُضُوحِ دَلَائِلَكَ لَدَيَّ.
اللّهُمَّ ، إنَّهُ قَدْ أَكَدَّ الطَلَبُ ، وَأَعْيَتِ الحِيَلُ إلا عِنْدَكَ ، وَانْغَلَقَتِ الطُرُقُ ، وَضَاقَتِ المَذَاهِبُ ، إلَّا إلَيْكَ ، وَدَرَسَتِ اَلآمَالُ ، وَانْقَطَعَ الرَجَّاءُ ، إلَّا مِنْكَ ، وَكَذَبَ الظَّنُ ، وَأَخْلَفَتَ العِدَاتُ إلَّا عدَّتُكّ اللّهُمَّ ، إنَّ مَنَاهِلَ الرَجَاءِ لِفَضْلِكَ مُتُرَعَةٌ ، وَأَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفْتَّحَةٌ ، وَالإسْتِغَاثَةَ لِمَنْ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ ، وَأَنْتَ لِدَاعِيكَ مَوْضِعُ إجَابَةٍ ، وَلِلْصَارِخِ إلَيْكَ وَلِيُّ الإغَاثَةِ ، وَالقَاصِدِ إلَيْكَ يا رَبُّ قَرِيبُ المَسَافَةِ ، وَأَنْتَ لا تََحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ ، إلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الَأعْمَالُ السَيِّئةُ دُونَكَ ، وَما أُبَرِّىءُ نَفْسِي مِنْهَا ، وَلا أَرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا ، إنِّي لِنَفْسي يا سَيدِي لَظَلُومُ ، وَبِقَدْرِي لَجَهُولُ ، إلَّا أَنْ تَرْحَمَني ، وَتَعوُدَ بِفَضْلِكَ عَليَّ ، وَتَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّي ، وَتَرْحَمَني ، وَتَلْحَظَني بِالعَيْنِ ، التي أَنْقَذْتَني بِهَا مِنْ حِيَرةِ الشَّكِّ ، وَرَفَعْتَني مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ ، وَأَنْعَشْتَني مِنْ مِيتَةِ الجَهَالَةِ ، وَهَدَيْتَنيِ بِهَا مِنْ الَأنْهَاجِ الجَائِرَةِ.
اللّهُمَّ ، وَقَد عَلَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إلَيْكَ عَزْمُ إرَادَةٍ ، وإخلاصُ نِيَّةٍ ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْم إرَادَتي ، وَإخْلاصِ طَوِيَّتي ، وَصَادِقِ نِيَّتي ، فَهَا أنَا ذَا مِسْكِينُكَ ، بَِائِسُكَ ، أَسِيرُكَ ، فَقِيرُكَ ، سَائِلُكَ ، مُنِيخٌ بِفِنَائِكَ ، قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ ، وَأَنْتَ أُنْسُ الآنِسِين لَأوْلِيَائِكَ ، وَأَحْرَى بِكفَايةِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَأَوْلَى بِنَصْرِ الوَاثِقِ بِكَ ، وَأَحَقُ بِرِعَاَيَةِ المُنْقَطِعِ إلَيْكَ ، سِرِّي إلَيْكَ مَكْشُوفٌ ، وَأَنَا إلَيْكَ مَلْهُوفٌ ، أَنَا عَاجِزٌ ، وَأَنْتَ قَدِيرُ ، وَأَنَا صَغِيرٌ وَأَنْتَ كَبِيرٌ ، وَأَنَا ضَعِيفٌ وَأَنْتَ قَوِيُّ ، وَأَنَا فَقِيرٌ وَأَنْتَ غَنِيُّ ، إذَا أَوْحَشَتْني الغُرْبَةُ ، أنْسي ذِكْرُكَ ، وإذَا صَعُبَتْ عَلَيَّ الُأمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وإذَا تَلَاحَقَتْ عَلَيَّ الشدَائِدُ أمَّلتُكَ ، وَأَيْن يُذْهَبُ بِي عَنْكَ ، وأَنْتَ أَقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي ، وَاحصَنُ مِنْ عَدِيدي وَاوُجَدُ في مَكَاني وَأَصحُّ في مَعْقُولِي ، وَأَزِمَّةُ اَلُأمُورِ كُلُّهَا بِيَدِكَ ، صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ ، مُذْعِنَةٌ بِالخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ ، فَقِيرَةٌ إلى عَفْوِكَ ، ذَاتُ فَاقَةٍ إلى قَارِب مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَقَدْ مَسَّنيَ الفَقْرُ وَنَالَنيَ الضُرُّ ، وَشَمَلَتْنيَ الخَصَاصَةُ ، وَأَغْرَّتني الحَاجَةُ ، وَتَوَسَّمْتُ بِالذِلَّةِ ، وَعَلَتْنيَ المَسْكَنَةُ ، وَحَقَّتْ عَلَيَّ الكَلِمَةُ ، وَأَحَاطَتْ بيَ الخَطِيئَةُ ، وَهَذَا الوَقْتُ الذي وَعَدْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ فِيهِ الإِجَابَةَ ، فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمينِكَ الشَّافِيَةِ ، وَانْظُرْ لي بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ ، وَأَدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ذي الجَلَالَ وَالإكْرَامِ ، فَإنَّكَ إذَا أَقْبَلْتَ على أَسِيرٍ فَكَكَتَهُ ، وَعلى ضَالٍ هَدَيْتَهُ ، وَعلى حَائِر آوَيْتَهُ ، وَعلى ضَعِيفٍ قَوَّيْتَهُ ، وعلى خَائِفٍ آمَنْتَهُ. اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْ ، وَابْتَلَيْتَني فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَلَمْ يُوجِبُ عَجْزِي عَنِ شُكْرِكَ مَنْعَ المُؤمَّل مِنْ فَضْلِكَ ، وَأَوْجَبَ عَجْزِي عَنِ الصَّبْرَ عَلىَ بِلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ ، وَأِنْزَالَ رََحْمَتِكَ ، فَيَا مَنْ قَُلَّ عِنْدَ بَلائِهِ صَبْري فَعَافَاني ، وَعِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِي فَأَعْطَاني ، أَسْأَلُكَ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ ، وَالإيِزَاعَ لِشُكْرِكَ ، وَاَلإعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ في أعْفى العَافِيَةِ ، وَأسبَغِ النِّعْمَةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، لا تُخْلِني مِنْ يَدِكَ ، وَلا تَتْرُكْني لَقَاءاً لِعَدُوِّكَ ، وَلا لِعَدُوِّي ، وَلا تَوُحِشْني مِنْ لَطَائِفِكَ الخَفِيَّةِ ، وَكِفَايَتِكَ الجَمِيِلَةِ ، وَإنْ شَرَدْتُ عَنْكَ فَارْدُدْنِي إلَيْكَ ، وَإنْ فَسَدْتُ عَلَيْكَ فَأَصْلِحْنيِ لَكَ ، فإنَّكَ تَرُدُّ الشَّارِدَ ، وَتُصْلِحُ الفَاسِدَ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ ، هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ ، اللّهُمَّ ، لُذْني بِعَفْوِكَ ، المُسْتَجِيرُ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَدْ رَأَى أعْلَامَ قُدْرَتِكَ ، فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ ، فَإنَّكَ تُبْدِىءُ الخَلقَ ثُمَّ تُعِيدُهُ ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، وَلَكَ المَثَلُ الأعلى في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
اللّهُمَّ ، فَتَوَلَّني وِلَايَةً تُغْنِيِني بِهَا ، عَنْ سِوَاهَا ، وَأَعْطِني عَطِيةً لا أَحْتَاجُ إلى غَيْرِكَ مَعَهَا ، فَأِنَّهَا ليْسَتْ بِبِدَعٍ مِنْ وِلَايَتِكَ ، وَلا بِنُكْرٍ مِنْ عَطيَّتِكَ ، وَلا بِأُوْلَى مِنْ كِفَايَتِكَ ، إدْفَعِ الصَّرْعَةَ ، وَأنْعْشِ السَّقْطَةَ ، وَتَجَاوَزْ عَنِ الزَلَّةِ ، وَأقْبَلِ التَّوْبَةَ ، وَارْحَم الهَفْوَةَ ، وَنَجِّ مِنَ الوَرْطَةِ ، وَأَقِلِ العَثْرَةَ ، يا مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ ، وَغِيَاثَ الكَرْبَةِ ، وَوَليَّ النِّعْمَةِ ، وصَاحِبي في الشِّدَّةِ ، وَرَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِِ ، أنْتَ الرَّحيمُ فإلى مَنْ تَكِلْني؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَمُني ، أَوْ عَدُوٍّ يَمْلِكُ أَمْري ، إنْ لَمْ تَكُ عَلَيَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالي ، غَيْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لا يَضِيْقُ عَني ، وَرِضَاكَ يَنْفَعُني ، وَكَنَفَكَ يَسَعُني ، وَيَدَكَ البَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَني ، فَخُذْ بِيَدِي مِنْ دَحْضِ المَزَلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ ، وَثَبِّتْني على الصِراطَ اُلْمُسْتَقِيمِ ، وَاهْدِنِي وَإلَّا غَوَيْتُ ، يا هَادِيَ الطَّرِيقِ ، يا فَارِجَ المَضِيقِ ، يا إلهي بالتحْقِيقِ ، يا جَاِري اللَّصِيقَ ، يا رُكْني الوَثِيقَ ، يا كَنْزِي العَتِيقَ ، أَحْلُلْ عَني المَضِيقَ وَاكْفِني شَرَّ ما أُطِيقُ ، وَمَا لا أُطِيقُ ، إنَّكَ حَقِيقٌ ، وَبِكُلِّ خَيْرٍ خَلّيقٌ ، يا أَهْلَ التقْوَى وَأَهْلَ المَغْفِرَةِ ، وَذَا العِزِّ وَالقُدْرَةِ ، وَالآلاءِ وَالعَظَمَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَخَيْرَ الغَافِرِينَ ، وَأَكْرَمَ اَلْأكْرَمِينَ ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَرَبَّ العَالَمِينَ ، لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي ، وَلا تُخَيبْ دُعَائي ، وَلا تُجْهِدْ بَلائي ، وَلا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَايَ ، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ مَثْوَايَ ، وَأعْطِني مِنَ الدُّنْيَا سُؤلي وَمُنَايَ ، وَبَلِّغْني مِنَ الآخِرَةِ أَمَلي وَرِضَايَ ، وَآتِنَا في الدًُّنْيَا حَسَنةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٌ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ، وَأَنْتَ حَسْبِيَ ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَالمُعِينُ .. » (4).
وأنت ، إذا وضعت يدك ، على أية فقرة من هذا الدعاء العظيم ، وجدت فيه قبل جمال الالفاظ ، روعة الايمان ، فهو يمثل تمثيلا صادقا ، انقطاع الامام إلى الله وتمسكه به ، وإلتجائه إليه في جميع أحواله وشؤونه ، بالاضافة إلى تعظيمه الله تعالى ، وتبجيله ، فلم يبق كلمة فيها تقديس لله إلا حفل بها هذا الدعاء الذي هو من ذخائر أدعية أهل البيت عليهم‌السلام.
وحكى هذا الدعاء ، مدى فزع الامام عليه‌السلام ، من المنصور الطاغية الجلاد ، فقد أستجار الامام ، من شره بهذا الدعاء ، وقد وقاه الله وأنجاه منه ، وصرف عنه كيده ، فلم يتعرض له بمكروه.
ب ـ ولم يكن المنصور طيب النفس ، وإنما غليظ النفس حقودا ، فقد أترعت نفسه الشريرة ، بالبغض والعداء للامام الصادق عليه‌السلام ، وقد عزم على قتله حينما رجع من الحج ، فقد أوعز إلى حاجبه الربيع باحضاره ، وهو يرعد ويبرق ، ويتهدد ويتوعد ولما مثل الامام عنده ، قابله بحفاوة وتكريم ، ثم انصرف عنه فبهر الربيع ، وقال للامام : بأبي أنت وأمي ، يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني لم أشك فيه ساعة دخولك عليه ، أن يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت؟ قال عليه‌السلام إني قلت :
« حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ مِنْ لَمْ يَزلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ الذي لَمْ يَزَلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكِيِلُ. اللّهُمَّ ، أُحْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَأكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَاحْفَظْني بِعِزِّكَ ، وَاكْفِنِي شَرهُ بِقُدْرَتِكَ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ ، وَإلَّا هَلَكْتُ وَأَنْتَ رَبِّي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَجَلُّ وَأَخْيَرُ مِما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحْرِهِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَأَسْتَكْفيكَ إياهُ ، يا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ ، وَمُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله الَأحْزَابَ ، الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ انَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ، فَزَادَهُمْ إيمَاناً. وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَأُولئِكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِم ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ ، لا جَرَمَ أَنهُمْ في الآخِرَةِ هُمُ اَلَأخَسَرُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدَّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ ، فَهُمْ لا يُبْصِروُنَ (5).
وصرف الله عنه ، كيد المنصور ببركة هذا الدعاء ، وقد روي أنه دعا بدعاء آخر أسماه : دعاء الجيب ، وهو يقي من حمله البلية والخوف وهذا نصه :
« اللّهُمَّ ، احْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاَكْنِفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَارْحَمْني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، أَنْتَ ثِقَتي وَرَجَائي ، رَبِّ ، كَمْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنيِ بِهَا ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ قَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْني ، وَيَا مَنْ رَآني ، على الخَطَايَا ، فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا ذَا المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي أَبَداً ، ويا ذا النّعَمِ التي لا تُحْصَى عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ على إبرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، إنَهُ عَبْدٌ مِنَ عِبَادِكَ ، أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ سُلطَاناً مِنْ سُلْطَانِكَ ، فَخُذْ سَمْعَهُ ، وَبَصَرَهُ ، وَقَلْبَهُ ، إلى ما فِيهِ صَلاحُ أَمْرِي ، وَبِكَ أَدْرَأُ في نَحْرِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ،
اللّهُمَ ، أَعِنِّي بِدِينِي على دُنْيَايَ ، وَعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيما غِبْتَ عَنْهُ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُهُ ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تَنْقُصُهُ المَغْفِرَةُ ، إغْفِرْ لي ما لا يَضُرُكَ ، وَأَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ ، يا إلهِي أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيَباً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، وَأَسْأَلُكَ العَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ على العَافِيَةِ ، وَدَوَامَ العَافِيَةِ ، وَأَسْأَسلُكَ الغِنَى عَنِ النَّاس ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. »
قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ، وقال طاش كسرى : وأنا الفقير الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ، فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح (6).
ج ـ وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما يراه ، ويسمعه ، من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام الصادق عليه‌السلام ، والاعتراف له بالفضل ، فأخذ يبغي له الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من يثرب ، أقام بالربذة ، التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبو ذر الغفاري ، وكان فيها الامام الصادق عليه‌السلام ، فأوعز المنصور إلى إبراهيم ابن جبلة. يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ، ودفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى قائلا :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كْلِّ كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُلّ شِدَّةِ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلَتُهُ بِكَ ، وَشَكْوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً فِيهِ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَنِيهِ ، فَأَنْتَ وَلِيًّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهىَ كُلِّ حَاجَةٍ ، فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. »
وحينما دخل على الطاغية السفاك دعا الله قائلا :
« يا إلهَ جِبْرَائِيلَ ، وَإسْرَافِيلَ ، وَإلهَ أبْرَاهِيمَ ، وَإسمَاعِيلَ ، وَإسحَاقَ ، وَيَعْقُوبَ ، وَمُحَمَدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تَوَلَّنِي في هذِهِ الغَدَاةِ ، وَعَافِني وَلا تسَلِّطْ عليَّ أَحَداً من خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لا طَاقَةَ لي بِهِ ... »
وصاح الطاغية بالامام ، متهما له بأنه ينازعه في سلطانه ، قائلا : « أما والله لأقتلنك .. ».
فقال له الامام برفق :
« ما فعلت؟ فَأَرْفِقْ فوالله لقلَّما أصحبك .. ».
وخلى المنصور سبيله ، إلا أنه أوجس في نفسه خيفة من قوله : « فوالله لقلما أصحبك » وخاف أنه قد عناه بذلك ، فأوعز إلى عيسى بن علي يسأله عن ذلك ، فأجابه : إنه عنى نفسه ، وأنه هو الذي ، يفارق الحياة عما قريب .. قال إبراهيم بن جبلة : فخرجت ، فوجدت الامام عليه‌السلام جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له من خدمات ، وكان يدعو الله بهذا الدعاء :
« الحَمْدُ للهِ الذي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُني ، وَإنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُوني ، وَالَحَمْدُ للهِ الذي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِيني ، وَإنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرضُني ، وَالحَمْدُ للهِ الذي أسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عليَّ بِفَضْلِهِ ، وَإنْ كُنْتُ قَليلاً شُكْرِيِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي وَكَلَني إلَيْهِ فَأَكْرَمَني ، وَلَمْ يَكِلْني إلى النَاسِ يُهينونَني ، فَرَضِيتُ بِلُطْفِكَ يا رَبُّ لُطْفاً ، وَبِكِفَايَتِكَ خُلْفاً ، اللّهُمَّ ، يا رَبُّ ما أَعْطَيْتَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لي فِيمَا تُحِبُ ، اللّهُمَّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قِوَاماً ، اللّهُمَّ ، إعْطِني ما أُحِبُّ ، وَاجْعَلْهُ خَيْراً لي ، اللّهُمَّ ، ما غَيَّبْتَ عَني مِنَ الُأمُورِ ، فَلا تُغَيِّبْني عَنْ حِفْظِكَ ، وَمَا فَقَدْتُ ، فَلا أفْقِدُ عَوْنَكَ ، وَمَا نَسِيتُ ، فَلا أنْسَى ذِكْرَكَ ، وَمَا مَلَلْتُ فَلا أَمَلُّ شُكْرَكَ ، عَلَيْكَ تُوَكَّلْتُ حَسْبِيَ اللهُ وَنعْمَ الوَكيلُ ... » (7).
د ـ وثقل الامام الصادق عليه‌السلام ، على المنصور ، وذلك لذيوع فضله ، وانتشار علومه ، فأوعز إلى إبراهيم بن جبلة بإشخاصه من يثرب إليه ، ومضى إبراهيم في مهمته ، يقطع البيداء ، حتى انتهى إلى الامام عليه‌السلام ، فعرفه بالامر ، فتسلح عليه‌السلام بالادعية ، والتضرع إلى الله ، أن يصرف عنه كيد المنصور ، وينجيه من شره ، وكان من أدعيته التي رواها إبراهيم ما يلي :
١ ـ روى إبراهيم بن جبلة قال : لما بلغته برسالة المنصور ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كُل كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُل شِدِّةٍ ، وَإتِكالي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ، عَلَيْكَ ثِقَتي ، وَبِكَ عُدَِّتي ، كمْ مِنْ كَرْبٍ تَضْعُفُ فِيهِ القُوَى ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيْلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ فِيهِ العَدُوُّ ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ، رَاغِباً فِيهِ إلَيْكَ ، عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ حَاجَةٍ ، لَكَ الحَمْدُ كَثيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً ... »
٢ ـ قال إبراهيم : ولما قدمت للامام راحلته ليركب ، سمعته يدعو بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، بِكَ أَسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَتَوَجَّهُ ، اللّهُمَّ ، أذْلِلْ لي حُزُونَتَهُ وَكُلِّ حُزُونَةٍ ، وَسَهِّلْ لي صُعُوبَتَهُ وَكُلِّ صُعُوبَةٍ ، وَارْزُقُني ، مِنَ الخَيْرِ فَوْقَ ما أَرْجُو ، وَاصْرِفْ عَني مِن الشَّرِ فَوُقَ ما أَحْذَرُ ، فَإنَّكَ تَمْحو ما تَشَاءُ ، وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أمُّ الكِتَابِ .. »
٣ ـ قال إبراهيم : ولما دخلنا الكوفة ، صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى السماء ، ودعا بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، رَبَّ السَّمواتِ ، وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الَأرَضينَ السَّبْعِ ، وَمَا أقَلَّتْ ، وَالرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ ، وَالشَّياطِينِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَالمَلائِكَةِ وَمَا عَمِلَتْ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تصَلِّي عَلى مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَني خَيْرَ هذِهِ البَلْدَةِ ، وَخْيرَ مَا فِيهَا ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَخَيرَ ما قَدِمْتُ لَهُ ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَني شَرَّهَا ، وَشَر ما فِيهَا ، وَشَرَّ أَهْلِهَا ، وَشَرَّ مَا قَدِمْتُ لَهُ .. » (8).
وَبِبَرَكَةِ هَذِهِ الأدْعِيَةِ ، وَشِدَّةِ الإِنْقِطَاعِ إلى اللهِ ، صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ، بِغَيِ الَمْنصورِ وَكَيْدَهُ ، فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ بِسوُءٍ ، بَعْدَ مَا كَانَ مُصَمِّماً عَلى قَتْلِهِ ،
ه‍ ـ وصمم المنصور ، على إغتيال الامام الصادق عليه‌السلام ، فأشخصه من يثرب إلى بغداد ، وأمر حاجبه الربيع ، أن يأتي به في غلس الليل على الحالة التي يجده فيها ، فأوعز الربيع ، إلى ولده وكان فظا غليظا بمداهمة الامام ، وحمله على ما هو عليه إلى المنصور ، وسارع في مهمته ، فوجد الامام ماثلا أمام الله يصلي ، وعليه قميص ، ومنديل قد أئتزر به ، فحمله إلى المنصور ، فلما رآه انتهره ، وقابله ، بأقسى القول ومره ، وانتضى سيفا كان معه أراد قتله ، والامام يعتذر منه ، وقد دعا الامام عليه‌السلام بهذا الدعاء :
« اللّهُمَّ ، احْرُسْني ، بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاكْنُفْني ، بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ ، وَاغْفِرْ لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، رَبِّ لا أَهْلَكُ ، وَأَنْتَ الرَّجَاُء ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ أَعَزُّ وَأَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، بِالله أَسْتَفْتِحُ ، وَباللهِ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَدٍ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أَتَوَجَّهُ ، يا كَافِيَ إبْرَاهِيمَ نَمْرُودَ ، وَمُوسى فِرْعَونَ ، إكْفِني ما أَنَا فِيهِ ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، حَسْبِيَ الرَبُّ مِنَ المرْبُوبينَ ، حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ المَانِعُ مِنَ المَمْنُوعِينَ ، حَبْسِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِيَ ، حَسْبِيَ اللهُ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. »
وافرج المنصور ، عن الامام عليه‌السلام ، وبهر الربيع مما رأى ، فتبع الامام عليه‌السلام ، وطلب منه أن يعلمه الدعاء الذي نجا به ، من شر المنصور فعلمه هذا الدعاء (9).
و ـ لما استشهد البطل العظيم ، ذو النفس الزكية ، سعى بعض المرتزقة ، من باعة الضمير إلى المنصور ، فأخبروه بأن الامام الصادق عليه‌السلام ، كان يبعث مولاه المعلى بن خنيس ، بجباية الاموال من شيعته ، وكان يمد بها ذا النفس الزكية ، ليواصل حربه للمنصور ، فتميز الطاغية غيظا ، وورم أنفه ، وكتب إلى عمه داوود بن علي ، عامله على يثرب ، بإشخاص الامام إليه ، ولا يتأخر في ذلك ، ولما انتهت إليه الرسالة ، استدعى الامام وعرفه بالحال ، فنهض الامام عليه‌السلام ، إلى مسجد جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصلى ركعات ودعا بهذا الدعاء :
« يا مَنْ لَيْسَ لَهُ إِبْتِداء ، وَلا إنْتِهاءٌ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ أَمَدٌ ، وَلا نِهَايَةُ ، ولا مِيقَاتُ ، ولا غَايَةٌ ، يا ذا العَرْشِ المجيدِ ، وَالبَطْشِ الشَّدِيدِ ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ، يا مَنْ لا تَخْفَىٍ عَلَيْهُ اللُّغَاتُ ، وَلا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الَأصْواتُ ، يا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الَأرْضُ والسَّمواتُ ، يا حَسَنَ الصُّحَبَةِ ، يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ ، يا كَرِيمَ العَفْوَ ، صَلِّ على مُحَمَدٍ وَآلِ مُحَمَدٍ ، وَاحْرُسني في سَفَري وَمَقَامي ، وَانتِقَالي بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاكْنِفْنيِ بِرُكْنِكَ الذي لا يُضَامُ.
اللّهُمَّ ، إني أَتَوَجَّهُ في سَفَري هَذَا ، بِلا ثِقَةٍ مِني لِغَيْرِكَ ، وَلا رَجَاءٍ يَأْوِي بي إلَّا إلَيْكَ ، ولا قُوَّةٍ لي أتَّكِلُ عَلَيْهَا ، ولا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إلَيْهَا ، إلَّا إبْتِغَاءَ فَضْلِكَ ، وَإلتِمَاسَ عَافِيَتِكَ ، وَطَلَبَ فَضْلِكَ ، وَإجْرَاءَكَ لي على أفْضَل عَوَائِدِكَ عِنْدي.
اللّهُمَّ ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لي ، في سَفَري ، هَذَا ، مِمَّا أُحِبُّ وَأكْرَهُ ، فَمَهْمَا أَوْقَعْتَ عَلَيْهِ قَدَرَكَ ، فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلَاؤكَ ، مُنْتَصَحُ فيهِ قَضَاؤكَ ، وَأَنْتَ تَمْحو ما تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ. اللُّهُمَّ ، فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بلاءٍ ، وَمَقْضِيَّ كُلِّ لأوَاءٍ ، وَابْسُطْ عليَّ كَنَفاً مِنَ رَحْمَتِكَ ، وَلُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ ، وَتَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ ، حَتى تَحْفَظَني فِيهِ ، بِأحَسَنِ ما حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ المُؤْمِنِينَ ، وَخَلصْتَهُ مِنْ سَتْرِ كُل عَوْرَةٍ ، وَكِفَايَةِ كُلِّ مَضَرَّةٍ ، وَصَرْفِ كُلِّ مَحْذُورٍ ، وَهَبْ لي فِيهِ ، أَمناً وَإيمَاناً ، وَعَافِيَةً ، وَيُسْراً ، وَصَبْراً وَشُكْراً ، وأَرْجِعْني فِيهِ سَالِماً إلى سَّالمِيِنَ بِرَحْمَتِكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. »
وتسلح الامام عليه‌السلام بهذا الدعاء ، وسافر إلى بغداد ، فالتقى بالطاغية المنصور ، وصرف عنه كيده ، وسلمه من شره (10).
ز ـ وأجمع رأي المنصور ، على قتل الامام عليه‌السلام ، وقد أعرب عن عزمه ، إلى صاحب سره محمد بن عبدالله الاسكندري ، فقد قال له : يا محمد هلك من أولاد فاطمة عليها‌السلام مقدار مائة أو يزيدون (11) وقد بقي سيدهم ، وإمامهم ، فقال له محمد :
« من ذلك؟ .. »
« جعفر بن محمد الصادق .. » فعدله محمد عن فكرته ، وقال له :
« يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة ... »
فنهره المنصور ، وقال له :
« علمت أنك تقول : بإمامته ، ولكن الملك عقيم ، وقد آليت على نفسي إن لا أمسي عشيتي هذه ، أو أفرغ منه .. ».
ودعا أحد جلاديه ، وأمره بقتل الامام عليه‌السلام إذا حضر عنده ، ثم أحضر الامام عليه‌السلام ، وقد احتجب ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، الذي هو من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، فصرف الله عنه كيده ، وأنجاه منه ، وهذا نصه :
« لا إلهَ إلَّا اللهُ أَبَداً حَقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ إيمَاناً وَصِدْقاً ، لا إلهَ إلا اللهُ تَلَطُفاً وَرِفْقاً ، لا إلهَ إلَّا اللهُ حَقّاً حَقّاً ، لا إله إلا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
أُعِيذُ نَفْسِي وَشَعْري ، وبشري ، وَدِيني ، وَأَهْلي وَمَالي وَوَلَدي ، وَذُرِيتي ، وَدُنْيَايَ ، وَجَميعَ مِنْ أَمْرُهُ يَعْنِينِي ، مِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ يُؤْذِيِني ، أعِيذُ نَفْسي ، وَجَميعَ ما رَزَقَني رَبِّي ، وَما أَغْلَقْتُ عَلَيْهِ أَبْوَابي ، وَأحَاطَت بِهِ جُدْرَاني ، وَجَميعَ ما أَتَقَلَّبُ فِيهِ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَإحْسَانِهِ ، وَجَميعَ أُخْوَاني ، وَأَخَوَاتي مِنَ المُؤْمِنيِن وَالمؤْمِنَاتِ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وَبِأَسَمَائِهِ التامَّةِ الكَامِلَةِ ، المُتَعَالِيَةِ ، المُنِيفَةِ الشَّرِيفَةِ ، الشَافِيَةِ الكَرِيمَةِ ، الطَيِّبَةِ الفَاضِلَةِ ، المُبَارَكَةِ الطَّاهِرَةِ ، المُطّهرَةِ ، العَظيمَةِ ، المَخْزُونَةِ ، المَكْنُونَةِ ، التي لا يُجَاوِزُهُن بِرٌ وَلا فَاجِرُ ، وَبِأُمِّ الكِتَابِ ، وَفَاتِحَتِهِ وَخَاتِمَتِهِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ سَوُرٍ شَرِيفَةٍ ، وَآيَاتِ مُحْكَمَاتٍ ، وَشِفَاءٍ وَرَحْمَةٍ ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ ، وَبِالتَوْرَاةِ ، وَالإنجيلِ ، وَالزَّبُورِ ، وَالقُرْآنِ العَظِيمِ ، وَبِصُحُفِ إبرَاهِيمَ وَموُسى ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَكُلِّ رَسَولٍ أرْسَلَهُ إلَيْهِ ، وَبِكُلِّ بُرْهَانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ ، وَبِألاءِ اللهِ وَعِزَّةِ اللهِ ، وَقُدْرَةِ اللهِ ، وَجَلالِ اللهِ ، وَقُوَّةِ اللهِ ، وَعَظَمَةِ الله ، وَسُلْطَانِ اللهِ ، وَمِنْعَةِ اللهِ ، وَمَنِّ الله ، وَحُلْمِ اللهِ ، وَعَفْوِ اللهِ ، وغُفْرَانِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَكُتُبِ اللهِ ، وَأَنْبيَاِء الله ، وَرُسُلِ اللهِ ، وَمُحَمَدٍ رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَعِقَابِهِ ، وَسُخْطِ اللهِ وَنَكَالِهِ ، وَمِنْ نِقْمَتِهِ ، وَإعْرَاضِهِ ، وَصُدُودِهِ ، وَخُذْلانِهِ ، وَمِنَ الكُفْرِ وَالنِفَاقِ ، والحَيْرَةِ وَالشِّرْكِ ، في دِينِ اللهِ ، وَمِنَ شَرِّ يَوْمِ الحَشْرِ وَالنُّشُورِ ، وَالمَوْقِفِ وِالحِسَابِ ، وَمنِ شَرِّ كُلِّ كِتَابٍ سَبَقَ ، وَمِنْ زَوَالِ النِّعْمَةِ ، وَحُلُولِ النِّقْمَةِ ، وَتَحَوُّلِ العَافِيَةِ ، وَمُوجِبَاتِ الهَلَكَةِ ، وَمَوَاقِفِ الخِزْيِ ، وَالفَضِيحَةِ ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ هَوَى مُرِدٍ ، وَقَرينِ سُوءٍ مُكْدٍ ، وَجَارٍ مُؤْذٍ ، وَغِنىً مُطْغٍ ، وَفَقْرٍ مُنْسٍ ، وَأَعُوذُ باللهِ العَظيمِ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَدُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ، وَعَيْنٍ لا تَدْمَعُ ، وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ ، وَمِنْ نَصَبٍ وَإجْتِهَادٍ يُوجِبَانِ العَذَابَ ، وَمِنَ مَرَدٍّ إلى النَّارِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ ، في النَفْسِ ، والأهْلِ ، وَالمَالِ ، وَالوَلَدِ ، وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ مَلَكِ المَوْتِ عليه‌السلام ، وَأعوذُ بِاللهِ العَظيمِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّّةٍ ، هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتها ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرِّ ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَالشَّيَاطِينِ ، وَمِنْ شَرِّ إبْليسَ ، وَجُنُودِهِ ، وَأشْيَاعِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ ، وَمِنْ شَرِّ السلاطِينِ وَأَتْبَاعِهِمْ ، وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ في الأرْضِ ، وَمَا يَخرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ كُلِّ سُقْمٍ وَآفَةٍ ، وَغَمٍّ وَفَاقَةٍ وَعَدَمٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا في البَرِّ وَالبَحْرِ ، وَمِن شَرِّ الفُسَّاقِ ، وَالفُجَّارِ ، وَالدُّعَّارِ ، وَالحُسادِ ، وَالَأشْرَارِ وَالسُرَّاقِ ، وَاللُّصُوصِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
اللّهُمَّ ، إنّي أحْتَجِزُ بِكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْتَهُ ، وَأَحْتَرِسُ بِكَ مِنْهُمْ. وَأَعُوذُ بِاللهِ العَظيمِ مِنْ الحَرَقِ ، وَالغَرَقِ وَالشَرَقِ ، وَالهَدْمِ ، وَالخَسْفِ ، وَالمَسْخِ وَالجُنُونِ ، وَالحِجَارَةِ ، وَالصَّيْحَةِ ، وَالزَلازِلِ ، وَالفِتَن ، وَالعَينِ ، وَالصَواعِقِ ، وَالجُذَامِ ، وَالبَرَصِ ، وَالآفَاتِ ، وَالعَاهَاتِ ، وَأكْلِ السَبُعِ وَمِيتَةِ السُوءِ ، وَجَميعِ أنْوَاعِ البَلايَا ، في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأعوُذُ باللهِ العَظيِمِ ، مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذَ مِنْهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُون وَالأنبيَاءُ المُرْسَلونَ ، وَخَاصَّةً مِمَّا إسْتَعَاذَ بِهِ رَسُولُكَ مُحَمَدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَسَلَّمَ ، أَسْأَلَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي ، مِنْ خَيْرِ ما سَأَلوا ، وَأنْ تُعِيذَني مِنْ شَرِّ ما اسْتَعَاذُوا ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْر كُلِّهِ ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، بِسْمِ الله ، وَبِاللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللهِ ، وَأَلجَأْتُ ظَهْري إلى اللهِ ، وَمَا تَوْفِيقي إلَّا باللهِ ، وَمَا شَاَءَ اللهُ ، وَأُفَوِّضَ أَمْرِي إلى اللهِ ، وَمَا النَّصْرُ إلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا صَبْري إلَّا بِاللهِ ، وَنِعْمَ القَادِرُ اللهُ ، وَنِعْمَ النَصِيُر اللهُ ، وَلا يَأتي بِالحَسَنَاتِ إلَّا اللهُ ، وَمَا يَصْرِفُ السيِّئَاتِ إلا اللهُ ، وَلا يَسُوقُ الخْيْرَ إلَّا اللهُ ، وَإنَّ الَأمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللهِ ، وَأسْتَكْفِي بِاللهِ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللهِ ، وَأَسْتَقِيلُ اللهَ ، وَأسْتَغِيثُ باللهَ ، وَصَلَّىَ اللهُ على مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعلى أَنْبِيَاءِ اللهِ ، وَعلى رُسُلِ اللهِ ، وَمَلائكَةِ اللهِ ، وَعلى الصَّالِحِينَ ، مِنْ عِبَادِ اللهِ ، إنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتوني مُسلِمينَ ، كَتَبَ اللهُ لَأغْلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي ، إنَّ اللهَ قَوِيُّ عَزِيزٌ ، لا يَضُرُكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ، إنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ لَدُنْكَ نَصيراً ، إذْ هَمَّ قُوْمٌ أنْ يَبْسُطوا إلَيْكَ أَيْدِيَهمْ فَكَفَّ أيْدِيَهمْ عَنْكُمْ ، وَاللهُ يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، إنَّ الله لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرينَ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلحَرْبِ أَطفَأَهَا اللهُ ، قُلْنَا يا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إبرَاهِيمَ ، وَزَادَكُمْ في الخَلْقِ بَسْطَةً ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أمْرِ اللهِ ، رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدقٍ ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدقٍ ، وَأجْعَلْ لي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نصيراً ، وَقَرَّبْنَاُه نَجِياً ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ، سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمنُ وُدّاً ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ، وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْني ، إذْ تَمْشي أُخْتُكَ فَتَقُولُ : هَلْ أَدُلُّكُمْ على مَنْ يِكْفَلُهُ ، فَرَجَعْناكَ إلى أُمِّكَ ، كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ، وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ ، وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ القَوْمِ الظَّالِمْينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ مِنَ الآمِنينَ ، لا تَخَفْ إنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى ، لا تَخَافْ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى ، لا تَخَافا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ، لا تَخَفْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ، إنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ، فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ ، وَلَقَّاهُمْ نَصْرَةً وَسُرُوراً ، وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْروراً ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ، يُحِبُونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ ، وَالذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُباً للهِ. رَبَّنَا أَفْرغْ عَلَيْنا صَبْراً ، وَثَبَّتْ أَقْدَامَنَا ، وَانْصُرْنا على القَومِ الكَافِرينَ ، الذينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ، إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشُوهُمْ ، فَزَادَهُمُ إيماناً ، وَقَالوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنَا ، وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا ، وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرينَ ، رَبَّناَ اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ، إنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمَقَاماً ، رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ، سُبْحَانَكَ ، فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَقُلْ الحَمْدُ للهِ الذي لمٍ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ولا وَلَداً ، وَلَمَ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرهْ تَكْبِيراً ، وَمَا لَنَا ألَّا نَتَوَكَّلُ على اللهِ ، وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنا ، وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا آذَيْتُمُونا ، وَعلى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ، إنَّمَا أَمْرُهُ ، إذَا أَرَادَ شَيْئاً ، أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَسُبْحَانَ الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ ، وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَو مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً ، يَمْشي بِهِ في النَّاسِ ، هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ ، وَبِالمُؤْمِنينَ ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، لَوْ أَنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً مَاَ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ ، إنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ. سَنَشُدَّ عَضُدَكَ بِأخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إلَيْكُمَا ، بآيَاتِنَا ، أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبونَ ، على اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا اْفَتْح بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ ، إنَّي تَوَكَّلْتُ على اللهِ ، رَبِّي وَرَبِّكُمْ ، ما مِنَ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ، وَأفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ ، إنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالعِبَادِ ، حَسْبِيَ اللهُ. لا إلهَ إلَّا هُوَ ، عَلَْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، رَبِّ مَسَّني الضُرُّ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ. لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ ، إني كُنْتُ مِنَ الظَالِمِينَ.
المصادر :
1- اصول الكافي ٢ / ٥٦١.
2- اصول الكافي ٢ / ٥٥٧.
3- اصول الكافي ٢ / ٥٥٧.
4- البلد الامين ( ص ٣٨٢ ـ ٣٨٧ ) منهج الدعوات ( ص ٢١٨ ـ ٢٢٦ ).
5- منهج الدعوات ( ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ) المخلاة ( ص ١٨١ ـ ١٨٢ ).
6- مفتاح السعادة ومصباح السيادة ٣ / ١٥٥.
7- منهج الدعوات ( ص ٢٣٠ ـ ٢٣١ ).
8- منهج الدعوات ( ص ٢٣٢ ـ ٢٣٣ ).
9- منهج الدعوات ( ٢٣٦ ـ ٢٤١ ).
10- منهج الدعوات ( ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ).
11- ان هذا العدد من السادة العلويين قد سفك دماءهم طاغية بني العباس المنصور الدوانيقي.

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما أوحي إلى آدم ع
السخرية.. بواعثها وآثارها
الصراع على السلطة بين الأصهب والأبقع
معنى النفاق لغةً واصطلاحاً
حادثة غريبه لعبيد الله ابن زياد
وهذا الحديث يدل أيضاً على وجوب الحج قبل سنة عشر
ماهية الصلاة البتراء والأحاديث الناهية عنها عند ...
أهداف نهضة عاشوراء
الاسرة تحت اوار الحرب المرأة العراقية والمحنة ...
حرف السين المهملة

 
user comment