عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

من هم أهل البيت

من هم أهل البيت
في الاحاديث الاتية يتبيّن لنا أنّ أزواجه لسنَ من أهل بيته الّذين طهّرهم الله من جميع الارجاس والادناس والذين بالتمسك بهم تكون النجاة من الضلالة ، وأنّ المراد بعترته وأهل بيته أفرادٌ مخصوصون.
قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً ) (1).
قال السيوطي : أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة أنّها قالت : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه مرط مرجَّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً ).
وأخرجه ابن عساكر والبغوي والكنجي والحسكاني أيضاً.
وفي رواية : قالت : فذهبت لاُدْخِل رأسي ، فدفعني ، فقلت : يا رسول الله! أو لستُ من أهلك؟ قال : « إنّك على خير ، إنك على خير ».
وفي رواية أنّ عائشة قالت : فقلت : يا رسول الله ، أنا من أهلك؟ قال : « تَنَحّيْ فانَّك إلى خير » ، وفي رواية أخرى : « إنّك على خير » ولم يدخلني معهم.
وقال الحاكم،وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي (2).
قال السيوطي : أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحَسَّنه ، وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يمرّ بباب فاطمة عليها‌السلام إذا خرج إلى صلاة الفجر ، فيقول : « الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً ) ».
قال الترمذي : وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة.
وأخرجه ابن عساكر وابن عدي والحسكاني ، وأخرج ابن عساكر والموفّق بن أحمد والكنجي في ذلك عن أبي سعيد الخدري أيضاً (3).
قال السيوطي : أخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أمّ سلمة أنّها قالت : في بيتي نزلت هذه الاية ، وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فجلَّلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكساء كان عليه ثم قال : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهِبْ عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ».
وفي رواية : قالت أمّ سلمة : يا رسول الله ، ما أنا من أهل البيت؟ قال : « إنّك أهل خير وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحقّ ».
قال الحاكم بعد ذكر الحديث بهذا اللفظ : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وصححه الذهبي على شرط مسلم.
وفي رواية عنها أنها قالت : فرفعتُ الكساء لادخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : « إنّك على خير ».
وفي رواية : قالت : فقلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت؟ قال : « إنّك إلى خير ، إنك من أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
قال الترمذي : وفي الباب عن أنس بن مالك وعمر بن أبي سلمة وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة.
وأخرجه كلُّ من أحمد وابن جرير وأبي يعلى والدولابي والحسكاني عن أمّ سلمة من عدّة طرق ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه وابن أبي حاتم في تفسيره ، ونسي البخاري فأخرجه في تاريخه (4).
أخرج الترمذي وابن جرير عن عمر بن أبي سلمة ـ ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قال : لمّا نزلت هذه الاية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في بيت أمّ سلمة ، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجلّلهم بكساء وعليٌّ خلْف ظهره فجلّله بكساء ، ثم قال : « اللهمّ هؤلاء هم أهل بيتي ، فأذهبْ عنهم الرجسَ وطهِّرهم تطهيراً » ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله؟ قال : « أنت على مكانك وأنت على خير » (5).
وذكر السيوطي في ذلك من حديث أمّ سلمة عند ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني ، ومن حديث أبي سعيد الخدري عند ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب ، ومن حديث سعد عند ابن جرير والحاكم وابن مردويه ، ومن حديث واثلة بن الاسقع عند ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في سننه ، ومن حديث ابن عباس عند ابن مردويه ، ومن حديث أبي الحمراء عند ابن جرير وابن مردويه والطبراني ، فراجع تفسيره حول الاية الثالثة والثلاثين من سورة الاحزاب.
وقد وردت الاثار حول نزول الاية في هؤلاء الخمسة صلوات الله وسلامه عليهم عن جماعة من الصحابة ، وهم :
1 ـ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.
2 ـ والحسن عليه‌السلام.
3 ـ وابن عباس.
4 ـ وسعد بن أبي وقّاص.
5 ـ وأبو سعيد الخدري.
6 ـ وجابر بن عبد الله.
7 ـ وجعفر بن أبي طالب.
8 ـ وواثلة بن الاسقع.
9 ـ والبراء بن عازب.
10 ـ وأبو الحمراء.
11 ـ وأبو ليلى.
12 ـ ومعقل بن يسار.
13 ـ وأنس بن مالك.
14 ـ وعمر بن أبي سلمة.
15 ـ وأمّ سلمة.
16 ـ وعائشة.
وأخرجه الحاكم الحسكاني عن جماعة منهم بطرق كثيرة واستقصى حول المسألة بشكل جيد في شواهده ، وأخرجه أحمد وابن عساكر وابن أبي شيبة وابن جرير والنسائي والحاكم والطبراني والبيهقي وابن المغازلي كلّ منهم عن بعض هؤلاء الصحابة ، وعن الزينبي في أماليه والدولابي في الكنى ، وأورده الذهبي في سيره والسيوطي وابن كثير في تفسيريهما والعسقلاني في مطالبه والهيثمي في زوائده والهندي في كنزه والطبري في ذخائره والقندوزي في ينابيعه ، وغيرهم (6).
فهذه الاخبار بعضها صريح وبعضها الاخر ظاهر في أنّ أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكنّ من أهل بيته ، ولم يأذن لهنّ أن يدخلْنَ معه تحت الكساء المخصوص بأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم ، حتى لام سلمة التي نزل القرآن في حقّها بأنها خير من عائشة ; جذب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكساء من يدها ولم يرخّص لها في الدخول.
قال الله تبارك وتعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَكَ مِنَ الْعِلمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَاْ وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (7).
قال السيوطي : أخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الاية : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللهمّ هؤلاء أهلي ».
وأخرجه جماعة آخرون غير من ذكرهم السيوطي ، وقد تقدّم الحديث ، وهو الحديث الذي رواه عامر بن سعد عن أبيه أنّه روى ذلك حين أمره معاوية بسبّ عليّ عليه‌السلام.
ونقل السيوطي في ذلك عن الحاكم وابن مردويه وأبي نعيم من حديث جابر ، وعن أبي نعيم من حديث ابن عباس ، وعن ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبي نعيم عن الشعبي ، وعن ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري ، وذكره الزمخشري وابن كثير في تفسيريهما (8).
قال الله تعالى : ( قُلْ لاَ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيْهَا حُسْنَاً إنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (9).
قال ابن حجر : أخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عبّاس أنَّ هذه الاية لمّا نزلت ، قالوا : يا رسول الله! من قرابتك هؤلاء الّذين وجبتْ علينا مودتهم؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « عليّ وفاطمة وابناهما ».
وأخرجه ابن المنذر وابن مردويه ، كما قال السيوطي في التفسير والاحياء ، وأخرجه الحسكاني (10).
فهذه الاحاديث ظاهرة في أنّ أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منحصر في هؤلاء الخمسة في ذلك الوقت ، فلو كان أزواجه من أهل بيته لتفوّه به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو مرّة ، وقد لاحظت في النصوص السابقة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصل أزواجَه من أهل بيته.
المصادر:
1- سورة الاحزاب : 33.
2- صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل أهل البيت : 15 / 203 ـ 204 ح : 2424 ، المصنف لابن أبي شيبة : 6 / 373 ح : 32093 ، شواهد التنزيل : 2 / 56 ـ 63 ح : 676 ـ 685 .
3- الدر المنثور : 6 / 605 حول آية : 33 من سورة الاحزاب ، مسند أحمد : 3 / 259 ، 285 ،
4- الدر المنثور : 6 / 604 ، جامع البيان : 12 / 6 ـ 8 ، مسند أحمد : 6 / 292 و 296 و 298 و 304 ـ 305 ، جواهر العقدين / 194 ، شرح السنة : 8 / 88 ح : 3911 .
5- سنن الترمذي كتاب التفسير باب ومن سورة الاحزاب : 5 / 141 ح : 3216 ، جامع البيان : 12 / 8 ، ذخائر العقبى / 55 ، 61 ب : 6.
6- جامع البيان : 12 / 6 ـ 8 ، الدر المنثور : 6 / 603 ـ 607 ، مسند أحمد : 1 / 330 ـ 331 و 4 / 107 و 6 / 298 و 323 ، تفسير القرآن العظيم : 3 / 492 ـ 493 .
7- سورة آل عمران : 61.
8- صحيح مسلم : 15 / 184 ح : 32 من باب : 4 من كتاب فضائل الصحابة م : 2404 ، مسند أحمد : 1 / 185 ، شواهد التنزيل : 1 / 124 ح : 172 .
9- سورة الشورى : 23.
10- الصواعق المحرقة المقصد الاول من باب : 11 / 170 .

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحجّ في نصوص أهل البيت(عليهم السلام)
وصول الامام الحسین(ع) الى کربلاء
دعاء الامام الصادق عليه السلام
الصلوات الكبيرة المروية مفصلا
الشفاعة فعل الله
أخلاق أمير المؤمنين
اللّيلة الاُولى
قال الإمام الحسين (عليه السلام): (اللهم إني لا ...
دروس من مواقف أبي ذر (رضوان الله علیه)
الإمام الصادق (ع)

 
user comment