عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

دور الإمام الهادي عليه السلام

دور الإمام الهادي عليه السلام

إذا كانت أحداث السقيفة إيذانا بعزل أهل البيت (عليهم السلام) عن أداء دورهم الريادي والقيادي للأمة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وبداية لإقصاء الوصي الشرعي والخليفة الحقيقي للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن منصبه الإلهي، فإن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد ساهموا في أداء دورهم الرسالي الهادف إلى إقامة مبادئ الكتاب الكريم والسنة المطهرة، ومقاومة مظاهر البدع والانحراف، وتوجيه الأمة نحو الأصول الحقيقية للشريعة المقدسة، ولذلك فقد كانوا (عليهم السلام) وحتى في الظروف القاسية أعلاما للحق ومراجع للدين، يهرع إليهم الناس حيثما أشكلت مسألة وحيثما استجدت أخرى.
وفي هذا السياق تجد أمير المؤمنين (عليه السلام) باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأعلم الناس بالقضاء وفصل الخطاب، يلجأ إليه الناس لحل ما أشكل عليهم في مسائل القضاء ومعضلات الأمور، وفي طليعتهم الحاكمون، حيث قال عمر بن الخطاب، فيما جاء عنه من صحيح الخبر: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن وقال في أكثر من مناسبة: لولا علي لهلك عمر .
وقد مارس أئمة الهدى عترة المصطفى (صلى الله عليه وآله) نفس هذا الدور الرسالي في زمان الأمويين والعباسيين رغم شدة الظروف وقسوة الحكام، والأمثلة على ذلك كثيرة .
يقول السيد هاشم معروف الحسني: لقد انصرف الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السلام) عن السياسة والسياسيين كآبائه إلى خدمة الإسلام في طريق الدفاع عن أصوله ونشر فروعه، فناظر المشككين والملحدين، وأجاب عن أسئلتهم بالأسلوب الهادئ الرصين المدعوم بالحجة والمنطق، ولم يجتمع إليه أحد من أولئك المشككين إلا وخرج مقتنعا مؤمنا يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته . وفيما يعود إلى التشريع كان الرواة والعلماء يراجعونه فيما يشتبه عليهم عن طريق الكتابة، ولعل مرد ذلك إلى أن محدثي الشيعة الذين كانوا يتدارسون فقه الأئمة ومروياتهم قد انتشروا في طول البلاد وعرضها، وكان لمدينة قم النصيب الأكبر من أولئك الرواة ومن مؤلفات أصحاب الصادقين (عليهما السلام).
هذا بالإضافة إلى أن السلطات الحاكمة كانت تضيق على الأئمة (عليهم السلام) وتراقب جميع حركاتهم وسكناتهم، وقد فرضت عليهم الإقامة الجبرية في عواصم الحكام للحد من التجمعات حولهم، بل ومن الاتصال بهم، لذا فإن الرواة والعلماء كانوا يتصلون في الغالب بالأئمة الثلاثة: الجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) بالمراسلة، ويجد المتتبع لكل واحد منهم عشرات المرويات بهذا الطريق في مختلف الأبواب والمواضيع الفقهية...
ويقول السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة): إن الخيبري - أو الحميري - له كتاب مكاتبات الرجال عن العسكريين الهادي وولده الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) . وروى عن الإمام الهادي (عليه السلام) إسحاق بن عبد الله الأشعري كتاب (علل الصلاة) و(مسائل الرجال) كما جاء في فهرست أسماء المؤلفين للشيخ الطوسي (1). والتأليف في موضوع المكاتبات والمسائل يدل على سعة تلك المكاتبات وكثرتها، وفيما يلي نورد من روايات أصحاب الإمام الهادي عنه (عليه السلام) في مختلف مسائل الفقه وأبوابه، وهو دليل ناصع يعكس هذه الحقيقة بشكل جلي.
وفيما يلي نبذة مختارة من أحاديث الإمام الهادي (عليه السلام) في مختلف فروع الفقه: وهي بمجموعها تعكس وبشكل واضح الدور المشرق للإمام (عليه السلام) وأصحابه في التشريع، ومساهمتهم في الحفاظ على خط الإسلام الأصيل ومبادئه السمحة في أحلك الظروف وأقساها. وقد جمعنا هذه الأحاديث من الكتب الأربعة وكتاب الوسائل ومستدركه وغيرها، ورتبناها موضوعيا آملين أن نكون قد وفينا البحث حقه.

نبذة مختارة من أحاديث الإمام الهادي (عليه السلام) في مختلف فروع الفقه فيما يتعلق بالعبادات
الطهارة عدم وجوب المضمضة والاستنشاق قبل الوضوء: -
روى الشيخ الطوسي، بالإسناد عن الحسن بن راشد، قال: قال الفقيه العسكري (عليه السلام): ليس في الغسل ولا في الوضوء مضمضة ولا استنشاق (2). الوضوء للصلاة في غسل الجمعة: - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن إبراهيم بن محمد، قال: إن محمد بن عبد الرحمن الهمداني كتب إلى أبي الحسن الثالث يسأله عن الوضوء للصلاة في غسل الجمعة. فكتب (عليه السلام): لا وضوء للصلاة في غسل يوم الجمعة ولا غيره (3).
الصلاة وقت صلاة الليل: -
روى الشيخ الطوسي بإسناده عن سليمان بن حفص المروزي، عن الرجل العسكري (عليه السلام)، قال: إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد تضئ له الدنيا، فيكون ساعة ويذهب ثم يظلم، فإذا بقي ثلث الليل الأخير ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا، فيكون ساعة ثم يذهب وهو وقت صلاة الليل، ثم تظلم قبل الفجر، ثم يطلع الفجر الصادق من قبل المشرق. وقال: من أراد أن يصلي في نصف الليل فيطول ، فذلك له (4). ورواه الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن حفص المروزي، عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) (5). فضل صلاة الليل: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن المنصوري، عن عم أبيه، عن علي ابن محمد الهادي، عن آبائه، عن الصادق (عليه السلام)، في قول الله عز وجل: *(إن الحسنات يذهبن السيئات)*(6). قال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار (7).
لباس المصلي: -
روى محمد بن إدريس في آخر السرائر، نقلا من كتاب مسائل الرجال، رواية أحمد بن محمد بن عبد الله بن عياش الجوهري، ورواية عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد، عن محمد بن علي بن عيسى، قال: كتبت إلى الشيخ - يعني الهادي (عليه السلام) - أسأله عن الصلاة في الوبر، أي أصنافه أصلح؟ فأجاب: لا أحب الصلاة في شيء منه. قال: فرددت الجواب: إنا مع قوم في تقية، وبلادنا بلاد لا يمكن أحدا أن يسافر فيها بلا وبر ولا يأمن على نفسه إن هو نزع وبره، وليس يمكن للناس ما يمكن للأئمة، فما ترى أن نعمل به في هذا الباب؟ قال: فرجع الجواب إلي: تلبس الفنك والسمور.
- قال الشيخ الصدوق: روي عن داود الصرمي أنه قال: سأل رجلأبا الحسن الثالث (عليه السلام) عن الصلاة في الخز يغش بوبر الأرانب؟ فكتب: يجوز ذلك (8). - وقال: سأل علي بن الريان بن الصلت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) عن الرجل يأخذ من شعره وأظفاره ثم يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه؟ فقال: لا بأس (9). ورواه الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن الريان، وفي آخره: فوقع (عليه السلام): يجوز (10). - وقال الشيخ الصدوق: قد رويت رخصة في التوشح بالإزار فوق القميص عن العبد الصالح، وعن أبي الحسن الثالث، وعن أبي جعفر الثاني (عليهم السلام) (11). - روى الشيخ الكليني بالإسناد عن خيران الخادم، قال: كتبت إلى الرجل صلوات الله عليه أسأله عن الثوب يصيبه الخمر ولحم الخنزير، أيصلى فيه أم لا؟ فإن أصحابنا قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم: صل فيه، فإن الله إنما حرم شربها، وقال بعضهم: لا تصل فيه.
فكتب (عليه السلام): لا تصل فيه فإنه رجس (12). عدم بطلان الصلاة بمرور شيء قدام المصلي: - روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن أبي سليمان مولى أبي الحسن العسكري (عليه السلام)، قال: سأله بعض مواليه وأنا حاضر عن الصلاة، يقطعها شيء يمر بين يدي المصلي؟ فقال: لا، ليست الصلاة تذهب هكذا بحيال صاحبها، إنما تذهب مساويه لوجه صاحبها (13).
موضع السجود: -قال الشيخ الصدوق: سأل داود الصرمي أبا الحسن علي بن محمد (عليه السلام) فقال له: إني أخرج في هذا الوجه، وربما لم يكن موضع أصلي فيه من الثلج، فكيف أصنع؟ قال (عليه السلام): إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج فلا تسجد عليه، وإن لم يمكنك فسوه واسجد عليه (14). - وقال: سأل داود بن أبي زيد أبا الحسن الثالث (عليه السلام) عن القراطيس
والكواغذ المكتوب عليها، هل يجوز عليها السجود؟ فكتب: يجوز (15). - وروى الشيخ الكليني بالإسناد عن محمد بن الحسين، قال: إن بعض أصحابنا كتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الصلاة على الزجاج، قال: فلما نفذ كتابي إليه تفكرت وقلت: هو مما أنبتت الأرض، وما كان لي أن أسأل عنه. قال: فكتب إلي: لا تصل على الزجاج، وإن حدثتك نفسك أنه مما أنبتت الأرض، ولكنه من الملح والرمل، وهما ممسوخان (16). ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يحيى (17). ورواه علي بن عيسى الإربلي نقلا من كتاب الدلائل للحميري (18). ورواه الشيخ الصدوق بالإسناد عن السياري (19). ورواه المسعودي عن الحميري، وفيه: أن الذي سأله (عليه السلام) هو الحسن بن مصعب (20).
88ما يستحب أن يقرأ في نوافل المغرب: -
قال الشيخ الطوسي في (المصباح): روي أن أبا الحسن العسكري (عليه السلام) كان يقرأ في الركعة الثالثة الحمد وأول الحديد إلى قوله: *(إنه عليم بذات الصدور)*(21)، وفي الرابعة الحمد وآخر الحشر (22). فضل المحافظة على أوقات الصلاة: - روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن عبد العظيم الحسني، عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام)، قال: لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) قال موسى: إلهي ما جزاء من صلى الصلاة لوقتها. قال: أعطيه سؤله، وأبيحه جنتي (23).
كراهة النوم بين صلاة الليل والفجر: -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن سليمان بن حفص المروزي، قال: قال أبو الحسن الأخير (عليه السلام): إياك والنوم بين صلاة الليل والفجر، ولكن ضجعة بلا نوم، فإن صاحبه لا يحمد على ما قدم من صلاته (24).
القراءة في صلاة الفجر: -
روى الشيخ الكليني بالإسناد عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إنك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه أن أفضل ما يقرأ في الفرائض بإنا أنزلناه وقل هو الله أحد، وإن صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر. فقال (عليه السلام): لا يضيقن صدرك بهما، فإن الفضل والله فيهما (25). - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن عمر العطار، قال: دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الثلاثاء، فقال: لم أرك أمس؟ قلت: كرهت الخروج في يوم الاثنين، فقال: يا علي، من أحب أن يقيه الله شر يوم الاثنين، فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة *(هل أتى على الإنسان)* ثم قرأ أبو الحسن (عليه السلام)*(فوقاهم ربهم شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا)*(26).
التعقيبات: -روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن المنصوري، عن عم أبيه، عن علي ابن محمد الهادي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أدى لله مكتوبة، فله في أثرها دعوة مستجابة (27).
- روى الشيخ الكليني بالإسناد عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن (عليه السلام): إن رأيت أن تعلمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي، يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة؟ فكتب (عليه السلام): تقول أعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع عنها شيء من شر الدنيا والآخرة ومن شر الأوجاع كلها (28). - وروى السيد ابن طاووس، بالإسناد عن أبي محمد عبد الله بن محمد التميمي، عن أبي الحسن علي بن محمد صاحب العسكر، عن أبيه، عن آبائه، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: كان من دعائه عقيب صلاة الظهر: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل خير، والسلامة من كل إثم. اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا سقما إلا شفيته، ولا عيبا إلا سترته، ولا رزقا إلا بسطته، ولا خوفا إلا آمنته، ولا سوءا إلا صرفته، ولا حاجة هي لك رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين (29).
الصلوات المندوبة: -روى علي بن موسى بن طاووس بالإسناد عن عبد الله بن محمد القرشي، عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام)، قال: قرأت في كتاب آبائي (عليهم السلام): من صلى يوم السبت أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و*(قل هو الله أحد)* وآية الكرسي، كتبه الله في درجة النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (30). عدم وجوب قضاء ما فات من الصلاة بسبب الإغماء: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن محمد بن سليمان، قال: كتبت إلى الفقيه أبي الحسن العسكري (عليه السلام) أسأله عن المغمى عليه يوما أو أكثر، هل يقضي ما فاته من الصلاة أم لا؟ فكتب: لا يقضي الصوم، ولا يقضي الصلاة (31). ورواه الشيخ الصدوق بالإسناد عن أيوب بن نوح (32). - وروى الشيخ الصدوق بالإسناد عن علي بن مهزيار، وقد سأله عن هذه المسألة، فقال: لا يقضي الصوم ولا الصلاة وكل ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر .
صلاة المسافر: -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن سليمان بن حفص المروزي، قال: قال الفقيه العسكري (عليه السلام): يجب على المسافر أن يقول في دبر كل صلاة يقصر فيها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثلاثين مرة لتمام الصلاة. - روى الشيخ الكليني بالإسناد عن علي بن سليمان: قال: كتبت إلى الرجل (عليه السلام): ما تقول في صلاة التسبيح في المحمل؟ فكتب (عليه السلام): إذا كنت مسافرا فصل. - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن أحمد بن محمد السياري، عن بعض أهل العسكر، قال: خرج عن أبي الحسن (عليه السلام): أن صاحب الصيد يقصر ما دام على الجادة، فإذا عدل عن الجادة أتم، فإذا رجع إليها قصر. - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن جزك، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام): إن لي جمالا ولي قوام عليها ولست أخرج فيها إلا في طريق مكة لرغبتي في الحج أو في الندرة إلى بعض المواضع، فما يجب علي إذا أنا خرجت معهم أن أعمل، أيجب علي التقصير في الصلاة والصيام في السفر أو التمام؟ فوقع (عليه السلام): إذا كنت لا تلزمها ولا تخرج معها في كل سفر إلا إلى مكة فعليك تقصير وإفطار. ورواه بإسناد آخر ينتهي إلى محمد بن جزك. ورواه الشيخ الكليني بالإسناد إلى محمد بن جزك (33).
عدم جواز الائتمام بالمجسمة:
- روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن علي بن محمد ومحمد بن علي (عليهم السلام)، قالا: من قال بالجسم فلا تعطوه شيئا من الزكاة، ولا تصلوا خلفه. عدم جواز صلاة الجماعة في السفينة والوادي: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) في السفينة في دجلة فحضرت الصلاة، فقلت: جعلت فداك، نصلي في جماعة؟ قال: فقال: لا تصل في بطن واد جماعة (34).
صلاة الرجل بالبيداء: -
روى الشيخ الكليني بالإسناد عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الأخير (عليه السلام)، قال: قلت له: تحضر الصلاة والرجل بالبيداء؟ فقال (عليه السلام): يتنحى عن الجواد يمنة ويسرة ويصلي. - وقال الشيخ الصدوق: سأل علي بن مهزيار أبا الحسن الثالث عن الرجل يصير في البيداء فتدركه صلاة فريضة، فلا يخرج من البيداء حتى يخرج وقتها، كيف يصنع بالصلاة، وقد نهي أن يصلى بالبيداء؟ فقال (عليه السلام): يصلي فيها، ويتجنب قارعة الطريق. سجدة الشكر: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن حفص الجوهري، قال: صلى بنا أبو الحسن علي بن محمد (عليه السلام) صلاة المغرب، فسجد سجدة الشكر بعد السابعة، فقلت له: كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة؟ فقال: ما كان أحد من آبائي يسجد إلا بعد السابعة. - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان، قال: رأيت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) سجد سجدة الشكر، فافترش ذراعيه وألصق صدره وبطنه، فسألته عن ذلك، فقال: كذا يجب (35).
صلاة الحاجة: -
وفي (مصباح الشيخ الطوسي) عن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: إذا كانت لك حاجة مهمة، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل في يوم الجمعة في أول النهار، وتصدق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء وتصلي أربع ركعات، تقرأ في الأولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد وإذا وقعت الواقعة، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيده الملك، فإن لم تحسنها فاقرأ الحمد ونسبة الرب تعالى: قل هو الله أحد، فإذا فرغت بسطت راحتيك إلى السماء وتقول: اللهم لك الحمد حمدا يكون أحق الحمد بك، وأرضى الحمد لك، وأوجب الحمد لك، وأحب الحمد إليك، ولك الحمد كما أنت أهله، وكما رضيت لنفسك، وكما حمدك من رضيت حمده من جميع خلقك، ولك الحمد كما حمدك به جميع أنبيائك ورسلك وملائكتك، وكما ينبغي لعزك وكبريائك وعظمتك، ولك الحمد حمدا تكل الألسن عن صفته، ويقف القول عن منتهاه، ولك الحمد حمدا لا يقصر عن رضاك، ولا يفضله شيء من محامدك. اللهم لك الحمد في السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلاء والسنين والدهور، ولك الحمد على آلائك ونعمائك علي وعندي، وعلى ما أوليتني وأبليتني وعافيتني ورزقتني وأعطيتني وفضلتني وشرفتني وكرمتني وهديتني لدينك، حمدا لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه قول قائل. اللهم لك الحمد حمدا فيما أتيته إلي من إحسانك عندي، وإفضالك علي، وتفضيلك إياي على غيري، ولك الحمد على ما سويت من خلقي، وأدبتني فأحسنت أدبي، منا منك علي لا لسابقة كانت مني، فأي النعم يا رب لم تتخذ عندي، وأي الشكر لم تستوجب مني، رضيت بلطفك لطفا، وبكفايتك من جميع الخلق خلفا. يا رب أنت المنعم علي المحسن المتفضل المجمل ذو الجلال والإكرام والفواضل والنعم العظام، فلك الحمد على ذلك يا رب، لم تخذلني في شديدة، ولم تسلمني بجريرة، ولم تفضحني بسريرة، لم تزل نعماؤك علي عامة عند كل عسر ويسر، أنت حسن البلاء ولك عندي قديم العفو، أمتعني بسمعي وبصري وجوارحي وما أقلت الأرض مني. اللهم وإن أول ما أسألك من حاجتي، وأطلب إليك من رغبتي وأتوسل إليك به بين يدي مسألتي، وأتفرج به إليك بين يدي طلبتي، الصلاة على محمد وآل محمد، وأسألك أن تصلي عليه وعليهم كأفضل ما أمرت أن يصلى عليهم، كأفضل ما سألك أحد من خلقك، وكما أنت مسؤول له ولهم إلى يوم القيامة.
اللهم فصل عليهم بعدد من صلى عليهم، وبعدد من لم يصل عليهم، وبعدد من لا يصلي عليهم صلاة دائمة تصلها بالوسيلة والرفعة والفضيلة، وصل على جميع أنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين، وصل اللهم على محمد وآله وسلم عليهم تسليما كثيرا. اللهم ومن جودك وكرمك أنك لا تخيب من طلب إليك وسألك ورغب فيما عندك، وتبغض من لم يسألك وليس أحد كذلك غيرك، وطمعي يا رب في رحمتك ومغفرتك، وثقتي بإحسانك وفضلك، حداني على دعائك والرغبة إليك، وإنزال حاجتي بك، وقد قدمت أمام مسألتي التوجه بنبيك الذي جاء بالحق والصدق من عندك ونورك وصراطك المستقيم، الذي هديت به العباد، وأحييت بنوره البلاد، وخصصته بالكرامة، وأكرمته بالشهادة، وبعثته على حين فترة من الرسل (صلى الله عليه وآله)، اللهم إني مؤمن بسره وعلانيته، وسر أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وعلانيتهم. اللهم فصل على محمد وآله، ولا تقطع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة، واجعل عملي بهم متقبلا، اللهم دللت عبادك على نفسك، فقلت تباركت وتعاليت: *(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لأجل يا رب ونعم الرب أنت، ونعم المجيب، وقلت: *(قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)*(36)، وأنا أدعوك اللهم بأسمائك التي إذا دعيت بها أجبت، وإذا سئلت بها أعطيت، وأدعوك متضرعا إليك مسكينا، دعاء من أسلمته الغفلة، وأجهدته الحاجة، أدعوك دعاء من استكان واعترف بذنبه، ورجاك لعظيم مغفرتك وجزيل مثوبتك. اللهم إن كنت خصصت أحدا برحمتك طائعا لك فيما أمرته وعجل لك فيما له خلقته، فإنه لم يبلغ ذلك إلا بك وبتوفيقك، اللهم من أعد واستعد لوفادة مخلوق رجاء رفده وجوائزه، فإليك يا سيدي كان استعدادي رجاء رفدك وجوائزك، فأسألك أن تصلي على محمد وآله، وأن تعطيني مسألتي وحاجتي. ثم تسأل ما شئت من حوائجك، ثم تقول: يا أكرم المنعمين، وأفضل المحسنين، صل على محمد وآله، ومن أرادني بسوء من خلقك فأحرج صدره، وأفحم لسانه، واسدد بصره، واقمع رأسه، واجعل له شغلا في نفسه، واكفنيه بحولك وقوتك، ولا تجعل مجلسي هذا آخر العهد من المجالس التي أدعوك بها متضرعا إليك، فإن جعلته فاغفر لي ذنوبي كلها مغفرة لا تغادر لي بها ذنبا، واجعل دعائي في المستجاب، وعملي في المرفوع المتقبل عندك، وكلامي فيما يصعد إليك من العمل الطيب، واجعلني مع نبيك وصفيك والأئمة صلواتك عليهم أجمعين، فبهم، اللهم أتوسل وإليك بهم أرغب، فاستجب دعائي يا أرحم الراحمين، وأقلني من العثرات ومصارع العبرات. ثم تسأل حاجتك وتخر ساجدا وتقول:
لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أبلغ مدحتك ولا الثناء عليك، وأنت كما أثنيت على نفسك، اجعل حياتي زيادة لي من كل خير، واجعل وفاتي راحة من كل سوء، واجعل قرة عيني في طاعتك. ثم تقول: يا ثقتي ورجائي لا تحرق وجهي بالنار بعد سجودي لك، واكفني من غير من مني عليك، بل لك المن بذلك علي، فارحم ضعفي ورقة جلدي، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، وارزقني مرافقة النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام في الدرجات العلى من الجنة. ثم تقول: يا نور النور، يا مدبر الأمور، يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من هو هكذا ولا يكون هكذا سواه، يا من ليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى إله سواه، يا معز كل ذليل، ومذل كل عزيز، قد وعزتك وجلالك عيل صبري، فصل على محمد وآل محمد، وفرج عني كذا وكذا - وتسمي الحاجة وذلك الشيء بعينه - الساعة الساعة يا أرحم الراحمين. تقول ذلك وأنت ساجد ثلاث مرات، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض، وتقول الدعاء الأخير ثلاث مرات، ثم ترفع رأسك وتتخضع وتقول: وا غوثاه بالله وبرسول الله وبآله (صلى الله عليه وآله) - عشر مرات - ثم تضع خدك الأيسر على الأرض وتقول الدعاء الأخير، وتتضرع إلى الله تعالى في مسائلك فإنه أيسر للحاجة إن شاء الله وبه الثقة (37).
الصوم الصوم لرؤية الهلال: -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن أبي علي بن راشد، قال: كتب إلي أبو الحسن العسكري (عليه السلام) كتابا وأرخه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان، وذلك في سنة 232، وكان يوم الأربعاء يوم شك، وصام أهل بغداد يوم الخميس، وأخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس، ولم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل، قال: فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس، وأن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء. قال: فكتب إلي: زادك الله توفيقا، فقد صمت بصيامنا. قال: ثم لقيته بعد ذلك، فسألته عما كتبت به إليه، فقال لي: أو لم أكتب إليك؟ إنما صمت الخميس، ولا تصم إلا للرؤية.
عدم وجوب قضاء الصوم على المغمى عليه: -روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن المغمى عليه يوما أو أكثر، هل يقضي ما فاته أم لا؟ فكتب (عليه السلام): لا يقضي الصوم ولا يقضي الصلاة (38).
وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن علي بن محمد بن سليمان، قال: كتبت إلى الفقيه أبي الحسن العسكري (عليه السلام)، وذكر مثله. وبإسناده عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن مهزيار، قال: سألته، وذكر مثله. - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن محمد القاساني، قال: كتبت إليه (عليه السلام) وأنا بالمدينة، أسأله عن المغمى عليه يوما أو أكثر، هل يقضي ما فاته؟ فكتب (عليه السلام): لا يقضي الصوم. في الكفارات: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن الحسين بن عبيد، قال: كتبت إليه - يعني أبا الحسن الثالث (عليه السلام) -: يا سيدي، رجل نذر أن يصوم يوما لله، فوقع في ذلك اليوم على أهله، ما عليه من الكفارة؟ فأجابه (عليه السلام): يصوم يوما بدل يوم، وتحرير رقبة (39). - وروى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن مهزيار، قال: كتب بندارمولى إدريس إليه (عليه السلام): يا سيدي، نذرت أن أصوم كل يوم سبت، فإن أنا لم أصم ما يلزمني من الكفارة؟ فكتب (عليه السلام) وقرأته: لا تتركه إلا من علة، وليس عليك صومه في سفر ولا مرض إلا أن تكون نويت ذلك، وإن كنت أفطرت فيه من غير علة فتصدق بعدد كل يوم لسبعة مساكين، نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى . اختيار الإقامة في شهر رمضان على السفر للزيارة: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن الفضل البغدادي، قال: كتبت إلى أبي الحسن العسكري (عليه السلام): جعلت فداك، يدخل شهر رمضان على الرجل فيقع بقلبه زيارة الحسين وزيارة أبيك (عليهما السلام) ببغداد، فيقيم بمنزله حتى يخرج عنه شهر رمضان ثم يزورهم، أو يخرج في شهر رمضان ويفطر؟ فكتب (عليه السلام): لشهر رمضان من الفضل والأجر ما ليس لغيره من الشهور، فإذا دخل فهو المأثور (40).
صوم المسافر: -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل قدم من سفر في شهر رمضان ولم يطعم شيئا قبل الزوال؟ فقال: يصوم.
الأيام التي يستحب الصيام فيها: -روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن أبي إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي - في حديث - عن أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام)، قال: يا أبا إسحاق، جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن، وهي أربعة: أولهن يوم السابع والعشرين من رجب، يوم بعث الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى خلقه رحمة للعالمين، ويوم مولده (صلى الله عليه وآله) وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، فيه دحيت الأرض من تحت الكعبة [واستوت سفينة نوح على الجودي، فمن صام ذلك اليوم كان كفاية سبعين سنة]، ويوم الغدير، فيه أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) علما للناس، وإماما من بعده [فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ستين عاما] (41).
الحج والعمرة والزيارة استحباب المقام بمكة:
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن مهزيار، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام): المقام أفضل بمكة أو الخروج إلى بعض الأمصار؟ فكتب (عليه السلام): المقام عند بيت الله أفضل. الحج عن الميت: - روى الحصيبي في (الهداية)، بالإسناد عن علي بن عبيد الله الحسيني، عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام) - في حديث - أنه قال للمتوكل: فكان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) يحج عن أبيه وأمه، وعن أب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى مضى، ووصى الحسن والحسين (عليهما السلام) بمثل ذلك، وكل إمام منا يفعل ذلك إلى أن يظهر الله أمره. التمتع بالعمرة إلى الحج: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن سرو، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام): ما تقول في رجل متمتع بالعمرة إلى الحج وافى غداة عرفة وخرج الناس من منى إلى عرفات، أعمرته قائمة أو قد ذهبت منه؟ إلى أي وقت عمرته قائمة إذا كان متمتعا بالعمرة إلى الحج، فلم يواف يوم التروية ولا ليلة التروية، فكيف يصنع؟ فوقع (عليه السلام): ساعة يدخل مكة، إن شاء الله يطوف ويصلي ركعتين، ويسعى ويقصر، ويخرج بحجته ويمضي إلى الموقف، ويفيض مع الإمام. الأضحية: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن علي بن الريان بن الصلت، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: كتبت إليه أسأله عن الجاموس، عن كم يجزي في الضحية؟ فجاء في الجواب: إن كان ذكرا فعن واحد، وإن كان أنثى فعن سبعة (42).
استحباب التبرك ببقاع الأئمة (عليهم السلام): -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن سليمان - زرقان -، عن علي بن محمد العسكري (عليه السلام)، قال: قال لي: يا زرقان، إن تربتنا كانت واحدة، فلما كان أيام الطوفان افترقت التربة، فصارت قبورنا شتى، والتربة واحدة. زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن أورمة، عمن حدثه، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام): السلام عليك يا ولي الله، أنت أول مظلوم وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب، وجدد عليه العذاب، جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك ومن ظلمك، ألقى بذلك ربي إن شاء الله. يا ولي الله، إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي عند ربك، فإن لك عند الله مقاما محمودا، وإن لك عند الله جاها وشفاعة، وقد قال الله تعالى: *(ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)*(43).
زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): -
روى الشيخ الكليني بالإسناد عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وعن زيارة أبي الحسن وأبي جعفر (عليهما السلام). فكتب إلي: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم، وهذا أجمع وأعظم أجرا. - وروى ابن قولويه بالإسناد عن علي بن جعفر الهمداني، عن علي ابن محمد العسكري (عليه السلام)، قال: من خرج من بيته يريد زيارة الحسين بن علي (عليه السلام) فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتبه الله من المفلحين، فإذا سلم على أبي عبد الله (عليه السلام) كتب من الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك، فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرئك السلام ويقول لك: أما ذنوبك فقد غفرت لك، فاستأنف العمل. - وروى ابن قولويه بالإسناد عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام) - في حديث - قال: ليس هو هكذا، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحائر الحسين (عليه السلام) من تلك المواضع. - وعنه في حديث آخر، قال (عليه السلام): إن لله تعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها. - وروى الشيخ الكليني بالإسناد عن محمد بن أورمة، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام)، قال: تقول عند رأس الحسين (عليه السلام): السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن علي المرتضى، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك حيا وميتا.
عليك يا من بدا لله في شأنه، أتيتك عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك وادع الله وسل حاجتك، وتسلم بهذا على أبي جعفر (عليه السلام). زيارة الإمام الرضا (عليه السلام): - روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يقول: من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا (عليه السلام) بطوس وهو على غسل، وليصل عند رأسه ركعتين، وليسأل الله حاجته في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله من النار وأحله ثم تضع خدك الأيمن على القبر وقل: أشهد أنك على بينة من ربك، جئت مقرا بالذنوب، لتشفع لي عند ربك يا بن رسول الله. ثم اذكر الأئمة بأسمائهم واحدا واحدا وقل: أشهد أنكم حجة الله. ثم قل: اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا، إني أجدد الميثاق، فاشهد لي عند ربك، إنك أنت الشاهد. زيارة الكاظمين (عليهما السلام): - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: تقول ببغداد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام إلى دار القرار (44).

الدعوات المستجابة: -
روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري، عن عم أبيه عيسى بن أحمد بن عيسى، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال الصادق (عليه السلام): ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى: دعاء الوالد لولده إذا بره، ودعوته عليه إذا عقه، ودعاء المظلوم على ظالمه، ودعاؤه لمن انتصر له منه، ورجل مؤمن دعا لأخ له مؤمن واساه فينا، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه. الأوقات التي يستحب فيها الدعاء: - روى الشيخ الطوسي بالإسناد عن المنصوري، عن عم أبيه، عن علي ابن محمد الهادي، عن آبائه، عن الصادق (عليه السلام)، قال: ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله تعالى: في أثر المكتوبة، وعند نزول القطر، وظهور آية معجزة لله في أرضه (45).
لله بقاع يستجاب فيها الدعاء: -
وروى الشيخ الكليني بالإسناد عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: إن الله عز وجل جعل من أرضه بقاعا تسمى المرحومات أحب أن يدعى فيها فيجيب، وإن الله عز وجل جعل من أرضه بقاعا تسمى المنتقمات، فإذا كسب رجل مالا من غير حله سلط الله عليه بقعة منها فأنفقه فيها (46)
المصادر :
1- سيرة الأئمة الاثني عشر - القسم الثاني: 456 - 459.
2- التهذيب 1: 131 / 391، الإستبصار 1: 118 / 397، وسائل الشيعة 1: 431 / 7.
3- التهذيب 1: 141 / 397.
4- التهذيب 2: 118 / 445، وسائل الشيعة 4: 248 / 5.
5- الكافي 3: 283 / 6.
6- هود 11: 114. أمالي الطوسي 1: 300.
7- السرائر: 479، وسائل الشيعة 4: 351 / 3، والسمور والفنك: من الدواب التي يفترى جلدها، أي يلبس فروا.
8- الفقيه 1: 262 / 809.
9- الفقيه 1: 265 / 816.
10- التهذيب 2: 367 / 1526.
11- الفقيه 1: 168 / 795، وسائل الشيعة 4: 397 / 8.
12- الكافي 3: 405 / 5.
13- علل الشرائع: 349 / 1، وسائل الشيعة 5: 133 / 5.
14- الفقيه 1: 261 / 802.
15- الفقيه 1: 270 / 834.
16- الكافي 3: 332 / 14، وسائل الشيعة 5: 360 / 1.
17- التهذيب 2: 304 / 1231.
18- كشف الغمة 2: 384.
19- علل الشرائع: 342 / 5، الباب 42.
20- إثبات الوصية: 223.
21- الحديد 57: 1 - 6.
22- مصباح المتهجد: 87، وسائل الشيعة 6: 64 / 2.
23- أمالي الصدوق: 174 / 58، بحار الأنوار 82: 204 / 5.
24- التهذيب 2: 137 / 534، الإستبصار 1: 349 / 1319، وسائل الشيعة 6: 495 / 1.
25- الكافي 3: 315 / 19.
26- أمالي الطوسي 1: 228، وسائل الشيعة 11: 352 / 4، والآية من سورة الإنسان: 11.
27- أمالي الطوسي 1: 295، وسائل الشيعة 6: 431 / 10.
28- الكافي 3: 346 / 28.
29- فلاح السائل: 171، مستدرك الوسائل 5: 94 / 2.
30- وسائل الشيعة 8: 178 / 18.
31- التهذيب 3: 303 / 927، الإستبصار 1: 458 / 1774.
32- الفقيه 1: 363 / 1041.
33- الفقيه 1: 363 / 1042. التهذيب 3: 230 / 594، وسائل الشيعة 8: 523 / 1. الكافي 3: 466 / 4. الإستبصار 1: 237 / 846،1 الكافي 3: 438 / 11.
34- الإستبصار 1: 441 / 1698
35- الكافي 3: 389 / 9. الفقيه 1: 244 / 734. الإستبصار 1: 347 / 1308، التهذيب 2: 114.
36- الإسراء 17: 110.
37- مصباح المتهجد: 304، وسائل الشيعة 7: 374 / 16، بحار الأنوار 90: 48 / 12.
38- وسائل الشيعة 10: 281 / 1. التهذيب 4: 243 / 711، وسائل الشيعة 10: 226 / 1.
39- التهذيب 3: 303 / 927. التهذيب 4: 243 / 712، وسائل الشيعة 10: 226 / 2. التهذيب 4: 330 / 1029.
40- التهذيب 8: 305، مسند الإمام الهادي (عليه السلام): 279 / 2. 198، وسائل الشيعة 14: 573 / 1.
41- التهذيب 4: 305 / 922. مصباح المتهجد: 571.
42- التهذيب 5: 476، مسند الإمام الهادي: 245 / 4. الهداية: 65، مستدرك الوسائل 2: 115 / 12. الإستبصار 2: 247 / 865، وسائل الشيعة 11: 295 / 16. وسائل الشيعة 14: 112 / 1.
43- التهذيب 6: 109 / 194، وسائل الشيعة 14: 561 / 1. والآية من سورة الأنبياء: 28.
44- الكافي 4: 583 / 3، كامل الزيارات: 300، ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب 6: 91 / 172، وأورده الحر العاملي في الوسائل 14: 570 / 1. 185، وسائل الشيعة 14: 486 / 10. ، مسند الإمام الهادي (عليه السلام): 262 / 10التهذيب 6: 113، مسند الإمام الهادي (عليه السلام): 261 / 6. ، مسند الإمام الهادي (عليه السلام): 264 / 14.
45- أمالي الطوسي 1: 286، وسائل الشيعة 7: 130 / 6. أمالي الطوسي 1: 287، وسائل الشيعة 7: 66 / 9.
46- الكافي 6: 532 / 15، وسائل الشيعة 5: 316 / 3. الفقيه 4: 299 / 904.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه ...
نصوص في التوراة والإنجيل تبشّر بظهور قائم آل ...
ولادة الإمام المهدي المنتظر(عج)
الإيمان بالإمام المهدي (عج)
علل الغیبة وفلسفتها
غیبة أصحاب الکهف والإمام الحجّة(علیه السلام)
حديث المهدي من ولد علي عليه السلام
الإمام المهدي عليه السلام طموح الأحرار في العالم
دعاء العهد بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام

 
user comment