عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

الشریف المرتضى

الشریف المرتضى


هو السید الشریف أبو القاسم علی بن طاهر ذی المناقب أبی أحمد الحسین بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهیم بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علی زین العابدین بن الحسین بن علی بن أبی طالب . لقب بالمرتضى ذی المجدین علم الهدى. أما والدته فهی فاطمة بنت الحسن الملقب بالناصر الصغیر نقیب العلویین فی بغداد وعالمهم وزاهدهم وشاعرهم. وقد ورد فی کتاب بحر العلوم حول نسب الشریف المرتضى ما یلی: "أما النسب فهو أقصر الشرفاء نسبا، وأعلاهم حسبا، وأکرمهم أما وأبا، وبینه وبین أمیر المؤمنین عشر وسائط من جهة الأم والأب معا، وبینه وبین الإمام موسى بن جعفر خمسة آباء کرام

ولادته ووفاته
ولد السید الشریف المرتضى فی رجب سنة 355 هـ - 966م فی بغداد، وتوفی بها فی الخامس والعشرین من ربیع الأول من سنة 436 هـ- 1044م، وسنه یومئذ ثمانون سنة وثمانیة أشهر، ودفن فی داره أولا ثم نقل إلى جوار جده الحسین ، حیث دفن فی مشهده المقدس مع أبیه وأخیه وقبورهم ظاهرة مشهورة.

سماته الخلقیة وصفاته الخلقیة
کان الشریف المرتضى ربع القامة نحیف الجسم أبیض اللون حسن الصورة. اشتهر بالبذل والسخاء والاغضاء عن الحساد والأعداء، بالرغم مما وصمه به هؤلاء من البخل وقلة الإنفاق. وخیر دلیل على سخائه وبذله ما تعهد به مدرسته العلمیة وتلامذته من إنفاق وبذل. کان میالا إلى الزهد فی الدنیا راغبا عنها ذاما لها، داعیا إلى الاعتبار فیها، سالکا سبیل أجداده الکرام، والصحابة العظام، من جعلها مجازا للآخرة، ومزادا لدار القرار. إلا أنه مع زهده فی الدنیا وتقشفه فیها کان ذا مقام سیاسی فی الدولة خطیر، وذلک بفضل ما أوتی من أصالة الرأی ووقارة العلم والمال، مع عز العشیرة وکثرة الرجال. کان مشغوفا بالعلم منصرفا إلیه بین دراسة وتدریس، محبا لتلامذته وملازمیه وقد اتخذ من داره الواسعة مدرسة عظیمة تضم طلاب الفقه والکلام والتفسیر واللغة والشعر والعلوم کالفلک والحساب وغیره، حتى سمیت دار العلم، وکان له فیها مجلس للمناظرات.
الملفت للنظر حسب ما روى المحققون أن مدرسته کانت جامعة إنسانیة، اجتمع فیها کثیر من طلاب العلم من مختلف المذاهب والملل دون تفریق بین ملة وملة ومذهب ومذهب. وهذا یدل على رحابة صدره وسعة أفقه وعمق نظرته الإنسانیة وترفعه عن العصبیة والطائفیة والمذهبیة التی کان یعتبرها نابعة من الجهل وضیق الأفق. کما أنه - شغف بجمع الکتب وولع باقتنائها، ویکفی ما ذکر أن خزانته ضمت ثمانین ألف مجلد من مصنفاته ومحفوظاته ومقروءاته على ما حصره وأحصاه صدیقه وتلمیذه أبو القاسم التنوخی.

عصره ومعاصروه وأصحابه
عاش الشریف المرتضى فی أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الهجریین وهی فترة انکماش الدولة العباسیة وضعفها ووهنها أیام سیطرة أمراء الإقلیم على حکم أقالیمهم وتولی بنی بویه شؤون السلطة فی بغداد.
وکان له بفضل ما أوتی من شرف العلم والنسب وما تحلى به من غزارة العلم وقوة الشخصیة وعزة النفس ووفارة المال وجمیل الخصال وسمو الرتبة وجلیل المکانة أصدقاء کثر جلهم من أهل العلم والأدب والفضل والشرف، ویکفی أن نذکر بعض أساتذته وتلامذته ممن کانت لهم المراکز والرتب العلمیة والدینیة والدنیویة، إضافة إلى صلاته الوثیقة بالخلفاء والملوک والوزراء والأمراء والقادة، لنتبین المکانة العالیة التی کان یتمتع بها.

أساتذته ومشایخه
الشیخ المفید العالم المتکلم المشهور، اشتهر بکثرة علمه. وهو محمد بن محمد بن عبد السلام العکبری البغدادی المکنى بأبی عبد الله وابن المعلم.
ابن نباتة: الشاعر المشهور وهو أبو نصر عبد العزیز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة السعدی.
المرزبانی: وهو أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبید الله المعروف بالمرزبانی. کان راویة للأخبار والآداب والشعر.
ابن جنیقا: وهو أبو القاسم بن عبد الله بن عثمان بن یحیى الدقاق المعروف بابن جنیقا. کان قاضیا محدثا ثقة مأمونا حسن الخلق.
أبو عبد الله القمی: وهو الحسین بن علی بن الحسین بن بابویه، أخو الشیخ الصدوق، کان جلیل القدر عظیم الشأن فی الحدیث. وقد وثقه أصحاب التراجم، وأخباره مشهورة فی کتبهم.
ومن شیوخه فی النحو: أبو علی الفارسی؛ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمّد بن سلیمان بن أبان الفارسیّ، المولود فی "فسا" عام288هـ، وتوفی عام377هـ، ودفن بالشونیزی.

تلامذته
الطوسی: وهو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علی الطوسی، الفقیه الأصولی والمحدث الشهیر.
أبو یعلى الدیلمی "سالار": وهو محمد بن حمزة أو ابن عبد العزیز الطبرستانی. وکان ینوب عن أستاذه المرتضى فی التدریس، وهو فقیه متکلم.
أبو الصلاح الحلبی: وهو الشیخ تقی الدین بن النجم الحلبی خلیفة المرتضى فی البلاد الحلبیة ومن کبار علماء الإمامیة.
ابن البراج: وهو أبو القاسم القاضی السعید عبد العزیز بن نحریر بن عبد العزیز بن البراج.
أبو الفتح الکراجکی: وهو الشیخ الإمام العلامة أبو الفتح محمد بن علی بن عثمان الکراجکی، عالم، فاضل، متکلم، فقیه، محدث، ثقة جلیل القدر.
عماد الدین ذو الفقار: وهو السید الإمام عماد الدین ذو الفقار محمد بن معبد بن الحسن بن أبی جعفر الملقب بحمیدان، أمیر الیمامة بن إسماعیل بن یوسف بن محمد بن یوسف بن الأخیضر بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علی بن أبی طالب . کان فقیها عالما متکلما ورعا.
الدوریستی: هو أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباسی الرازی الدوریستی. من أکابر علماء الإمامیة اشتهر فی جمیع الفنون.

قیل فی الشریف المرتضى
فی مرآة الجنان : " إمام أئمة العراق بین الاختلاف والافتراق، إلیه فزع علماؤنا، وأخذ عنه عظماؤنا، صاحب مدارسها وجامع شاردها وآنسها ،ممن سارت أخباره وعرفت بها أشعاره، وحمدت فی ذات الله مآثره وآثاره، وتوالیفه فی أصول الدین، وتصانیفه فی أحکام المسلمین مما یشهد أنه فرع تلک الأصول، ومن أهل ذلک البیت الجلیل "
فی جامع الأصول قال ابن الأثیر: " إن مروج المائة الرابعة بقول فقهاء الشافعیة هو أبو حامد أحمد بن طاهر الاسفراینی، وبقول علماء الحنفیة أبو بکر محمد بن موسى الخوارزمی، وباعتقاد المالکیة أبو محمد عبد الوهاب بن نصر، وبروایة الحنبلیة هو أبو عبد الله الحسین ابن علی بن حامد، وبروایة علماء الإمامیة هو الشریف المرتضى الموسوی ".
فی تتمة یتیمة الدهر قال الثعالبی: "قد انتهت الرئاسة الیوم ببغداد إلى المرتضى فی المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والکرم، وله شعر فی نهایة الحسن ".
تصانیفه
 بلغت تصانیفه ورسائله ومؤلفاته مئة وسبعة عشر مصنفا کما ورد فی کتابه (رسائل الشریف المرتضى - المجموعة الأولى) المطبوعة فی قم سنة 1405 ه‍ـ.
المصادر :
الذهبی، شمس الدین محمّد بن أحمد (ت748) فی سیر إعلام النبلاء، ج16 ص380.الخطیب البغدادیّ، أحمد بن علی (ت463هـ): تاریخ بغداد، ج7 ص286. الصفدی، صلاح الدین: الوافی بالوفیات، ج11 ص291والسیوطی، جلال الدین: بغیة الوعاة، ص404، والقمی، عباس (ت1359هـ): الکنى والألقاب، ج3 ص6ــ7، والأمین، محسن (ت1371هـ): أعیان الشیعة، ج5 ص7ــ8..


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الشيعة الإمامية
إبليس هل کان من الملائکه؟
آيات ومعجزات خاصة بالمهدي المنتظر
اُسلوب التعامل مع المنافقين
شعر الإمام الحسين
معرفة الله تعالى أساس إنساني
لهفي عليك.. يا أبا عبدالله
القرآن و القواعد
التعامل مع القرآن بين الواقع والمفروض
علاج الامراض النفسیة بذکر الله

 
user comment