عربي
Thursday 28th of March 2024
0
نفر 0

السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة أوليائه ؛ وهو نور يقذفه الله في قلوب عباده المؤمنين الصادقين المخلصين العارفين به ، وذلك لا يكون إلاّ لمن بلغ ذروة من الكمال ، والترويض النفسي ، فقد قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم : { اللهُ نُورُ السَّمَ

السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة أوليائه ؛ وهو نور يقذفه الله في قلوب عباده المؤمنين الصادقين المخلصين العارفين به ، وذلك لا يكون إلاّ لمن بلغ ذروة من الكمال ، والترويض النفسي ، فقد قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم : { اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم } (1) كيف يصل المؤمن إلى معرفة الاسم الأعظم ؟ وهل هو موجود في البسملة كما قيل ؟

وهل أن اسم الله الأعظم موجود في ( ألم ) الموجودة في سورة آل عمران ؟ ولماذا ؟

وما هو معنى كلمة الله ، فيقال إنّها ليست عربية الأصل ؛ مستشهدين بآية قرآنية إن وجدت ؟

الجواب : إنّ الاسم الأعظم أودع الله تعالى معرفته عند خاصّة أوليائه ، العارفين به ، المخلصين له ، وهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، وهو اسم من ثلاث وسبعين حرف ، أودع الله تعالى عندهم (عليهم السلام) اثنين وسبعين حرفاً ، واختصّ بواحدٍ لنفسه .

فما قصدت بالمؤمنين في النصّ الذي ذكرته هم أئمّة آل البيت (عليهم السلام) بقرينة الصادقين المخلصين العارفين فأيّ أحد منّا عرف الله كما عرفه أهل البيت (عليهم السلام) ؟!

إذ المعرفة والصدق والإخلاص قيود احترازية عن دخول أيّ أحد في حدّ من عرف الاسم الأعظم ، فلا يشمل إذاً غيرهم ولا يتعدّى ذلك إلى سواهم .

ثانياً : البسملة لها شرفها ومنزلتها عند الله تعالى ، وهل هي الاسم الأعظم أم لا ؟

إنّ الاسم الأعظم كما قلنا هو سرّ الله تعالى الذي لا يطّلع عليه أحد إلاّ أوليائه المعصومين (عليهم السلام) ، فلا أحد يستطيع المجازفة في الخوض بذلك .

____________

1- النور : 35 .


الصفحة 530


نعم منزلة بسم الله الرحمن الرحيم كمنزلة الاسم الأعظم في سره وفي عظمته ، فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : " إنّ بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها " (1) .

فهذه المنزلة للبسملة وكونها كالاسم الأعظم يكشف لنا عظمتها عند الله تعالى ، واستخدامها كالاسم الأعظم يشترط فيه الإيمان والتصديق بأنّها كالاسم الأعظم ، ولذا فهذه الرواية ستقرّب لنا هذا المعنى ، وكون استخدام أيّ شيء مشروط بالإيمان به والتصديق والتسليم .

وجاء في " مناقب آل أبي طالب " : " وأبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفّين ، فأخذ علي (عليه السلام) يده ، وقرأ شيئاً وألصقها ، فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : " فاتحة الكتاب " ، كأنّه استقلّها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليٌّ ومضى " (2) .

وهذا يعني أنّ استخدام أيّ شيء مهما بلغ مشروط بالتسليم والتصديق به ، فكذلك هي البسملة وأمثالها من الأسماء ، والآيات والأدعية .

ثالثاً : إذا قلنا إنّ " ألم " وأمثالها من الاسم الأعظم ، فهذا لا يعني إمكانيتنا استخدام هذه الحروف كالاسم الأعظم ، فالاسم الأعظم كما قلنا أسراره مودعة عند أهل البيت (عليهم السلام) ، وللاسم الأعظم تأليف وترتيب يختصّ به من يحمله من النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) ، فمعرفة كونه من الاسم الأعظم لا ينفع وحده دون معرفة تأليفه وترتيبه .

فقد ورد مثلاً : " ح م س ق " هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع ، يؤلّفه الرسول أو الإمام (عليهما السلام) ، فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله تعالى به أجاب.

____________

1- تفسير العيّاشي 1 / 21 .

2- مناقب آل أبي طالب 2 / 161 .


الصفحة 531


فتأليف الاسم الأعظم من الحروف المقطّعة هو سرّ مودع لدى خاصّة أوليائه وأصفيائه ، وهم أئمّتنا (عليهم السلام) .

رابعاً : إنّ لفظ " الله " هو اسم علم للذات المقدّسة الجامعة لجميع الصفات العليا والأسماء الحسنى .

قيل : هو غير مشتقّ من شيء بل هو علم ، وقيل عن سيبويه : هو مشتقّ وأصله " إله " دخلت عليه الألف واللام فبقي " الإله " ، ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت فبقي " الله " ، فأسكنت اللام الأُولى وأُدغمت وفخّم تعظيماً ، لكنّه يترقّق مع كسرة ما قبله ، كما في قوله تعالى : { يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } فهنا لفظ الله خفّف لسبقه بمجرور .

فأصله عربي كما علمت ، مشتقّ من " إله " أي معبود ، فقد ورد " كان إلهاً إذ لا مألوه " أي كان معبوداً قبل أن يعبد ، سبحان الله وتعالى عن كُلّ وصفٍ ومثل .

( حسين علي . الجزائر . 26 سنة . ليسانس فلسفة )

الأدلّة النقلية لحدوث العالم :

السؤال: أُريد معرفة رأي أهل البيت في قضية حدوث العالم أو قدمه ؟ مع العلم أنّ الشيخ الرئيس ابن سينا يقول بقدمه .

الجواب : إنّ حدوث العالم أمر متسالم عليه عند كُلّ أرباب الأديان والمذاهب السماوية ، ومنها الإسلام ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، ويؤيّده العقل السليم ، والقواعد الأساسية من علم الكلام ، وما خالف هذا الرأي مردود ، أو مؤوّل إن كان صاحبه يعتنق الإسلام .

ومن الأدلّة النقلية في المقام ورود الآيات الكريمة في خلق العالم والسماوات والأرضيين وغيرها ، فهي بصراحتها تدلّ على حدوثها ؛ وأيضاً الأحاديث والروايات الكثيرة في هذا الباب لا تعطي مجالاً للتفكير في قدم الخلق ، فمنها:


الصفحة 532


1-قال الإمام علي (عليه السلام) : " الدالّ على قدمه بحدوث خلقه ... مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته ... " (1) .

2-قال الإمام علي (عليه السلام) : " لم يزل ربّنا قبل الدنيا هو مدبّر الدنيا وعالم بالآخرة ... " (2) .

3-قال الإمام الصادق (عليه السلام) : " الحمد لله الذي كان قبل أن يكون كان ، لم يوجد لوصفه كان ... ، كان إذ لم يكن شيء ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان ... " (3) .

4-قال الإمام الصادق (عليه السلام) : " لأنّ الذي يزول ويحوّل يجوز أن يوجد ويبطل ، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث ... وفي جواز التغيّر عليه خروجه من القدم كما بان في تغييره دخوله في الحدث ... " (4) .

5-قال الإمام الرضا (عليه السلام) : " إنّ الله تبارك وتعالى قديم ، والقدم صفة دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله ، ولا شيء معه في ديموميّته ، فقد بان لنا بإقرار العامّة مع معجزة الصفة لا شيء قبل الله ، ولا شيء مع الله في بقائه .

وبطل قول من زعم أنّه كان قبله ، أو كان معه شيء ، وذلك أنّه لو كان معه شيء فبقائه لم يجز أن يكون خالقاً له ، لأنّه لم يزل معه ، فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه ؟ ولو كان قبله شيء كان الأوّل ذلك الشيء لا هذا ... " (5) .

وغيرها من الروايات الصريحة بهذا المعنى .

____________

1- شرح نهج البلاغة 13 / 44 ، الاحتجاج 1 / 305 .

2- التوحيد : 316 .

3- المصدر السابق : 60 .

4- المصدر السابق : 297 ، الكافي 1 / 77 .

5- المصدر السابق : 187 .


الصفحة 533


( محمّد باقر . البحرين ... )

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السؤال : ما الفرق بين الشيعة والسنّة ؟
السؤال: اسم الله الأعظم اسم يستودعه عند خاصّة ...
هل ورد هذا الحديث بما معناه ( أن الله تعالى ينزل ...
السؤال: كيف يمكن إقناع أحد المادّيين بوجود الله ...
السؤال : لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين ...
السؤال : هل توجد رواية في كتب أهل السنّة تبيّن ...
السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم ...
امرأة تحكمت بتجارة مكة وكانت مكة تتحكم بتجارة ...
السؤال : سؤالي متعلّق بالحديث الوارد عن الإمام ...
السؤال : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في ...

 
user comment