عربي
Thursday 25th of April 2024
1
نفر 0

هجرة السادة العلويين الى ايران و اتساع قاعدة التشيع .

هجرة السادة العلويين الى ايران و اتساع قاعدة التشيع .

ان مـن الـبواعث الرئيسة على تغلغل التشيع في ايران هجرة السادة العلويين اليها و كان هؤلا شيعة غـالبا و قد يشاهد بينهم عدد من النواصب ((636)) طبيعيا, ان هؤلا لم يكونواشيعة اثني عشرية كـلـهـم , بـل كان كثير منهم شيعة زيدية و من كان منهم محورا للانتفاضات المضادة للعباسيين فانه يـحـسـب مـن الـشـيـعـة الـزيـدية عادة و سبب ذلك ا نهم لم يعتقدوابالتقية و كانوا يرون القيام بالسيف ((637)) معلما على امامة زيد.
ثـمـة دوافـع حفزت هؤلا السادة على الهجرة و هذه الدوافع هي : اولا: الامن الذي كان سائدا في المناطق الفارسية و هذا اهم دافع على الهجرة فقد كانت ايران بعيدة عن عاصمة الحكومة التي كان مـقـرهـا اما في الشام او في العراق فهاجر السادة اليها بسبب الضغوط التي مارسها العباسيون , و من قـبـلـهم الامويون بحقهم و كان بين العلويين من اشترك في الانتفاضات التي حدثت ضد الحكومات , كانتفاضة زيد, و محمد بن عبداللّه ,و ابراهيم بن عبداللّه , و الحسين بن علي شهيد فخ , فهؤلا كانوا يشعرون بخطر اكبرو منهم من هاجر و اختفى في افريقيا مثل ادريس بن عبداللّه , و منهم من اتجه شرقا, اي : الى ايران , مثل يحيى بن زيد, و يحيى بن عبداللّه .
ثـانيا: الرفاه الذي كانت تعيشه تلك المناطق , وهو الذي شجع سائر العرب على الهجرة ايضا و كان هـذا الـرفـاه لافتا لنظر عدد منهم يضاف الى ذلك , ا نهم كانوا يرون انفسهم محبوبين عند اهلها, و اهلها كانوا يحترمونهم ايضا لانهم ابنا رسول اللّه و هذا ما كان يجتذبهم الى تلك الديار
((638)) و فـي غـضـون ذلـك , كانت المدن الشيعية ذات اهمية اكبر ـكما قلنا في قم سابقا و اهل السنة ايضا يحترمون العلويين احتراما خاصا ((639)) .
بدات هذه الهجرة اكثر منذ القرن الثاني فما تلاه لذلك قلما نجد شخصا منهم فر الى ايران خوفا من الـحـجاج بيد ان البعض ذهب الى ان اول مجموعة من السادة العلويين المهاجرين هم الذين اووا الى ايران هربا من ظلم الامويين و بخاصة من بطش الحجاج
((640)) و تمهد طريق الهجرة بعد مجي يـحـيـى بن زيد الى ايران لذلك فالاشخاص الذين كانوا ملاحقين من قبل المنصور العباسي لدعمهم محمد بن عبداللّه , واخاه ابراهيم , يمموا ايران باسرع ما يمكن ثم اتسع نطاق الهجرة بعد ذلك .
ثـالـثا: التفكير بكسب الطاقات من اجل الثورة و ياتي هذا الدافع بعد الحادثة المشاراليها فان الفرس الـذين اعربوا عن رغبتهم في تغيير السيادة العربية عند مجي العباسيين الى الحكم , ابلوا بلا حسنا ايضا في موقفهم من الانتفاضات , و كان بمقدورهم ان يفعلواذلك مرة اخرى و هذا التصور هو الذي كان يستقطب العلويين الى تلك المناطق و بينماكان الوعي العام للفرس ضعيفا حيال العلويين , و كذلك كـان نشاط العلويون في تحريض الناس , نجد ان نشاط العباسيين قد اثمر بعد ثلاثين سنة فحسب و كان العلويون يعتزمون القيام بمثل هذا العمل الكبير من خلال تحرك قليل
((641)) .
و كان يحيى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن ـ عليه السلام ـ
((642)) من الذين شاركوافي ثورة الـحـسـين بن علي شهيد فخ و توجه الى ايران بعد فشل الثورة , و استقر في الديلم شمال ايران مع عـدد مـن الـكـوفـيين و كان هارون العباسي قلقا من تصاعد هذه التحركات ,فامر الفضل بن يحيى البرمكي بالقبض على يحيى المذكور باي شكل كان ((643)) .
و يـبـدو ان ثـورة يحيى اول ثورة شيعية في الديلم و كانت منطقة الديلم احدى المناطق التي قاومت الـمـسـلمين بشدة و احتفظ الاسفهبدان بسلطتهم فيها و كانوا حكاما عليها من قبل و في تلك الفترة , كانت علاقاتهم بالسلاطين تتراوح بين الصلح حينا, والاصطدام حيناآخر.
و يـمـكـن ان يكون ذهاب هؤلا الاشخاص الى تلك المنطقة عاملا مساعدا على استثمار الخلافات الـمذكورة لمصلحتهم و في ضؤ ما جا في كتاب الفخري فان عدداكبيرا من اهل الامصار اجتمعوا الى يحيى
((644)) .
و نـقـل الـطـبـري ايـضـا عـن ابـي حـفـص الـكرماني ((ا نه ظهربالديلم و اشتدت شوكته و قـوي امره
((645)) )) و يواصل كلامه بان كثيرا من اهل الامصار التفوا حوله ((646)) و بلغ عددانصاره درجة ان الفضل بن يحيى تحرك نحوه بخمسين الف مقاتل ((647)) بيد ان اصطداما لم يـقع بين الطرفين , اذ افلح هارون باجباره على قبول الصلح من خلال كتاب الامان الذي بعثه اليه من جـهـة اخـرى , وعد الفضل صاحب الديلم بمال كثير ليسهل خروجه من المنطقة ((648)) و بعد قدومه الى بغداد, تعاملوا معه معاملة طيبة الى حين , ثم قتلوه شهيدا ((649)) .
و كان بمقدور الديلم ان تحتضن انتفاضة شيعية من الوجهة الجغرافية والسياسية , كمانلحظ ان اول حـكـومـة شـيعية كانت قد ظهرت فيها آنذاك و اصبحت حركة يحيى بن عبداللّه فاتحة لحركات اخـرى تـلتها, مع ان الارضية كانت مساعدة فيها من قبل , و ان كانت يسيرة و عندما سئل يحيى عن سبب اختيار الديلم , قال : ((ان للديلم معنا خرجة فطمعت ان تكون معي
((650)) )) و هذا معلم على وجود مثل هذه الارضية و لعل قصده سماع خبر غيبي حول مستقبل المنطقة .
و توجهت مجموعات من السادة الى ايران بعد هذه الحادثة , و بعد قدوم الامام الرضا ـعليه السلام ـ الـيـها و لعل تساهل المامون مع السادة في مقابل تشدد ابيه هارون عليهم كان له تاثيره الملحوظ في تناميهم و رفعتهم و على الرغم من ا نه تعامل مع ثوراتهم بعنف ايضا, الا انه كان يحترمهم كثيرا في الـظروف الاعتيادية , لايمانه بافضلية علي على سائرالخلفا و مع هذا كله , فان سياسته حيال هؤلا الذين كانوا يشكلون خطرا على الحكومة العباسية تغيرت تماما في نهاية المطاف .
و كـان مجي فاطمة بنت الامام موسى الكاظم ـ عليهماالسلام ـ الى ايران معلما من معالم الهجرة اليها اذ كانت له علاقة بمجي اخيها الرضا ـ عليه السلام ـ
((651)) .
يـقول المرعشي : و توجه السادة الى ايران بعد ولاية العهد التي فوضها المامون الى الامام و كان له مـن الاخوة واحد و عشرون , فرحلوا مع بني اعمامهم من السادة الحسنيين والحسينيين الى الري , والعراق
((652)) و يقول عن رد فعل السادة ـ بعد تطرقه الى تغييرسياسة المامون من خلال قتل الامـام الـرضا ـ عليه السلام : لما سمع السادة غدر المامون بالامام الرضا, التجاوا الى جبال الديلم و طـبـرسـتـان و استشهد بعضهم هناك , و لهم مراقدمشهورة و معروفة في تلك المناطق و لما كان اسفهبدان مازندران ـ الذين اعتنقوا الاسلام مبكرا ـ شيعة , و كان اعتقادهم حسنا باولاد الرسول ـ عليهم السلام ـ لذلك سهلوا للسادة المقام في تلك المنطقة ((653)) .
و سنرى فيما بعد ان الهجرة كانت في تزايد بعد ظهور الانتفاضات الشيعية في مازندران , و جيلان .
و كـان الـعراق غير آمن آنذاك , على الرغم من كثرة الشيعة فيه و لم يستعد العلويون للثورة هناك بـسبب سوابقه المتمثلة بخذلان اهله في الظروف الحساسة يقول فيه احدالعلويين , و هو موسى بن عبداللّه بن الحسن :.
لا تتركيني بالعراق فانها ـــــ بلاد بها اس الخيانة والغدر
((654)) .
و كانت ايران افضل مكان للثورة بعد العراق .
و يـمـكن الاستهدا بالاماكن التي سكنها العلويون المهاجرون للتعرف على الوضع النسبي للتشيع في ايران علما ان تحديد هذه الاماكن بوصفها مناطق شيعية لا يتيسربنحو قاطع ذلك ان اصفهان ـ على سبيل المثال ـ كانت سنية متعصبة للغاية , حتى ا نها كانت ترفع معاوية الى درجة النبوة
((655)) , و كـان اهـلـهـا يـصطدمون بالقميين كرارا لا نهم شيعة ((656)) , لكنها كانت ماوى للسادة ايضا اذ هـاجـروا الـيها فوطدت هجرتهم بنية التشيع فيها تدريجا, حتى نقرا ان المقدسي عندما زارها في الـقـرن الـرابـع وجدها تعيش صراعابين الشيعة و السنة ((657)) و هذا معلم على اتساع نطاق التشيع هناك اذ كانت هجرة السادة العلويين اليها احد ممهداته و هكذا الامر في سائر المدن .
و قـيـل فـي ((تفرش )) : يستشف من وجود قبور ابنا الائمة العديدة في تفرش , و قربهامن قم و الري ان اهلها كانوا يدينون بالمذهب الشيعي منذ عصر صدر الاسلام
((658)) .
و قـال كاتب آخر: وجد المذهب الشيعي الحق طريقه الى الري , ثم قصران خارج منذالقرن الاول الهجري و يبدو ان السادة هم الذين نشروا مذهب التشيع في الري , و قصران عند ما هاجروا اليهما هربا من جحيم الامويين
((659)) و قال في موضع آخر: ان وجود قبرحمزة بن موسى بن جعفر في مدينة الري معلم على وجود التشيع فيها ((660)) .
و كانت هجرة السادة الى بيهق نموذجا من نماذج الهجرة الى المناطق الفارسية
((661)) اذن يتسنى لنا نوعا ما ان نحدد خطوط اتساع التشيع في ايران من خلال مراقد السادة وابنا الائمة بيد ان القيام بـهـذا الـعـمل ـ كما هو واضح ـ يتطلب دراسة مستقلة و يستلزم جهدا كبيرا, وهو ما يتعذر علينا الاضطلاع به في هذه العجالة .
يـقول الرازي في بعض الاماكن التي تضم مراقد ابنا الائمة الاطهار ـ عليهم السلام :((يزور اهل الـري قبر السيد عبدالعظيم الحسني , و ابي عبداللّه الابيض , و حمزة الموسوي و يزور القميون قـبر السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر ـ عليهاالسلام كما يزوره الملوك والامرا الحنفيون والشافعيون تقربا الى اللّه ـ تعالى .
و يزور الكاشانيون مرقد علي بن الامام الباقر ـ عليه السلام ـ الموجود في ياركرسب ,والذي ظهر هناك من خلال عدد من الحجج والبراهين .
و يزور اهل آوه مرقدي الفضل و سليمان ابني الامام موسى بن جعفر الكاظم ـعليه السلام و كذلك يـذهـبـون الـى اوجان حيث مرقد عبداللّه بن موسى ـعليه السلام و يتقرب اهالي قزوين سنتهم و شيعتهم الى اللّه بزيارة قبر ابي عبداللّه الحسين بن الامام الرضا ـ عليه السلام
((662)) )).
و يـمـكن تحديد نقاط اخرى استهدا بكتاب منتقلة الطالبية الذي يحوم حول هجرة بعض العلويين و مناطق سكناهم و يتطلب البحث الطويل دراسة لكل واحد من هؤلاالاشخاص المعروفين و سلسلة نـسـبـه الى الائمة ـ عليهم السلام فاذا كان احد السادة يصل نسبه الى الامام السجاد ـ عليه السلام ـ
((663)) عـبـر خـمسة اجداد, و فرضنا ان كل واحد من هؤلا الاجداد عاش 35 سنة , فالحد الفاصل بين هذا السيد و الامام السجاد 175 سنة اي : زها قرنين و هناك قرن واحد تقريبا يمتد من بداية الهجرة الى استشهاد الامام السجاد ـعليه السلام لذلك نحتمل ان يكون استشهاد ذلك السيد او وفاته قد وقع في اواسط القرن الثالث او اوائل القرن الرابع و حينئذ نستطيع ان نقف الى حد ما على تغلغل التشيع , اوتمهيد الارضية له بواسطة هذا السيد من اولاد الائمة ـ عليهم السلام .
و مـن الـجـدير ذكره ان هؤلا الاشخاص الذين شيدت لهم مقابر كانوا من كبارشخصيات العلويين لـذلـك بلغت مكانتهم حدا ان الناس كانوا يبجلونهم مثل هذا التبجيل منذ عصر استشهادهم , فلا تبقى قبورهم خافية عن الانظار و كان لهؤلا تاثيرهم الديني والسياسي على الناس طبيعيا و لما كان هؤلا مـن الـشـيعة عموما, فمن المحتمل احتمالاقويا جدا ا نهم نقلوا اليهم افكارهم و عقائدهم و عندما اشتهرت مقبرة محمد بن جعفرالصادق ـ عليه السلام ـ في سرخس
((664)) , كان هذا معلما على تغلغل مذهب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ منذ العصور الاسلامية الاولى .
تـم تـاليف كتاب منتقلة الطالبية في القرن الخامس الهجري فالنتائج التي سننقلها قريباتتعلق بالقرون الاولى حتى حدود هذا القرن بعبارة اخرى , ان المدن الفارسية التي كانت موطنا للعلويين المهاجرين ـ و نـحن نريد ان نتابع تغلغل العقائد الشيعية فيها ـ استمرت حتى القرن الخامس و فيما يلي فهرس باسما تلك المدن مع عدد السادة العلويين الذين سكنوا فيها و يتعذر علينا فعلا ان ناتي باستنتاج اكبر.
بروجرد 4 تستر 2 تفرش 2 جنديسابور 2 جيرفت 2 جيلان 4 جرجان 32 خراسان15 الديلم 6 رامهرمز 3 راوند 3 الري 66 رويان 2 سابور 3 سيرجان 2 سجستان 3سمرقند 15 شيراز 23 جـالـوس 14 طبرستان 76 الطالقان 2 طبس 2 طوس 6 فارس 6فسا 5 قزوين 27 قم 23 كازرون 2 كرمان 7 مرو 8 نيسابور 21 ورامين 3 همدان 11يزد 2 آذربايجان 3 ابهر 5 اردبيل 2 الاهواز 35 ارجان 8 اصفهان 33.
هذا العدد ـ كما قلناـ يمكن ان يكشف لنا النسبة المئوية لاتساع نطاق التشيع و نلحظان عددهم في طبرستان 76 , و في الري 66, و في قم 23 (طبيعيا, بالنسبة الى عددالسكان ) مما يرشدنا الى ما نحن فيه ـ اي : التعريف بالمساحة الواسعة للتشيع .
و ينبغي ان نلتفت الى ان مؤلف كتاب منتقلة الطالبية ذكر في كتابه اسما عدد من العلويين فحسب , و لم يستقص النقاط المعنية .
و قويت شوكة السادة في القرن الرابع و الخامس على تواتر الايام و كانت كثافة الطالبيين في بغداد تـتـطلب تعيين نقبا لهم من قبل الحكام العباسيين و نقرا ان الشريف الرضي و اباه تسلما منصب النقابة ردحـا مـن الزمن في القرن الرابع الهجري , و هما من الشيعة الامامية و كانت للسادة في الحواضر الـفارسية منزلة تفوق التصور, و احتفظوا بهذه المنزلة حتى في الحواضر التي كانت تعتبر ((دار الـسـنـة )) و لدينا معلومات دقيقة عن وجودكبار السادة في شتى الحواضر الفارسية خلال القرن الـخـامـس و قـد ذكـرهـا عبدالجليل الرازي ومن هذه الحواضر : اصفهان , و قزوين , والري , و نيسابور, و حواضر اخرى غيرها.
والـطـريـف ان الـشـخص المشار اليه يصر على ان السادة كانوا شيعة بعامة و يقول :((والعلوي الحقيقي لم يكن الا شيعيا اماميا, و لا يمكن ان يكون غير ذلك , و الا فلا و نقل ان زيديا كان ـ على ما حـكـي ـ علويا سنيا, فاستاذن يوما للدخول على السلطان سعيدمسعود, و كان معه علوي شيعي فقال السلطان : ائذنوا لاحدهما بالدخول , و لا تجد علوياسنيا الا منافقا لـلـعـلـوي الخالص و تحقق المقصود لتعلم ان العلوي لا يكون الا شيعيا قحا, اذ ان التبري من الاب عقوق , و بيع المذهب ينم عن نفاق كثير
((665)) )).

1
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ملامح عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )
ابتکار نظرية الصحابة
غزوة بدر الكبرى أسبابها وأهميتها
مناظرة أمير المؤمنين(ع) مع رجل من أهل الشام في ...
احتجاج الإمام علي(ع) بحديث الغدير
الاسرة والحقوق الزوجية
الملهوف على قَتلى الطفوف
نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
بعث الإسلام مجدداً وتعميم نوره على العالم:
خروج الحسين: سؤال الحرية؟

 
user comment

شادي علوش
شكرا لهذه المعلومات القيمة . أنا من سوريا
پاسخ
0     0
9 اسفند 1390 ساعت 8:23 بعد از ظهر