عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

حركة عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر و ايران .

حركة عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر و ايران .

تـحـرك عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر بن ابي طالب في الفترة الواقعة بين ثورة يحيى بن زيد و مجي العباسيين الى الحكم و قد اشرنا اليه سابقا, بيد ا ننا نتحدث هناعن تحركه بالنسبة الى ايران .
خـرج عـبداللّه في سنة 127 ه
((578)) , و انضم اليه عدد كبير من العباسيين بما فيهم السفاح , والـمـنـصور ((579)) و كان اول خروجه في الكوفة ثم سيطر بعد مدة على مدن مختلفة منها : فـارس , حـلوان , قومس , اصبهان , الري , همدان , قم , و اصطخر ((580)) و كان مقر حكومته في اصـفهان , ثم انتقل بعد هزيمته الى سجستان ((581)) , و منها فر باتجاه خراسان والعجيب ا نه قتل ((582)) طبيعيا, ا نه ليس اول من قتل على يد دعاة العباسيين قبل الحكم العباسي و بعده , بل سبقه عبيداللّه بن الحسين بن علي بن الحسين اذ استشهد على يد ابي مسلم ايضا ((583)) .
استطاعت حركة عبداللّه بن معاوية ان تساعد على انتشار الافكار الشيعية في ايران الى حد بعيد و مـا قـدومـه الـيـهـا بـعـد ان اشـار عـلـيـه بـعض الناس في الكوفة بالذهاب الى فارس ونواحي المشرق
((584)) الا دليل على توفر المناخ المناسب لنشر مثل هذه الافكارو نقل ايضا ان الموالي دعموا حركته ((585)) .
و ذكـرت مـعـلومات متضاربة حول عقائده
((586)) , و لا ننوي هنا دراستها و نقدها اذعرضنا سـابـقـا نـبـذة يسيرة عنها بيد ان الثابت هو ان اتباعه الاول كانوا من عرب المدائن التي تمثل احد المقرات الرئيسة للشيعة يومئذ.

استمرار التشيع في خراسان و سائر المدن الفارسية خلال القرن الثاني .

عـندما استولى العباسيون على الحكم و احكموا قبضتهم على الامور, ادرك بعض الناس الذين كانوا يتوددون الى العلويين من قبل ا نهم ارتكبوا خطا فادحا فعزموا على رفع لوا المعارضة ضد الحكومة العباسية ((587)) و قاموا بعدد من الانتفاضات التي حدثت احداها في بخارى سنة 133 ه و تولى قيادتها شريك بن شيخ المهري ((588)) .

و قال في خطبة له : لقد اذلنا بنو مروان و اعاننا اللّه عليهم اذ استاصل شافتهم و ما اتبعنابني العباس , فـنـظـل نشهد القتل و اراقة الدما ((589)) و يقول النرشخي في شريك : رجل عربي , رحل الى بخارى و كان شيعيا موصوفا بالكفاح والنضال , دعا الناس الى خلافة اميرالمؤمنين علي رضي اللّه عنه وكان يقول : تخلصنا من عذاب المروانيين , فلا ينبغي لنا ان نعاني من عذاب آل العباس ولابد ان يكون ابنا النبي خلفاه ليس غيرهم و التف حوله اناس كثيرون ((590)) و بعدذلك اشخص اليهم ابو مسلم زياد بن صالح و قضى عليهم و اتبعه ـ على ما قال الطبري ـزها ثلاثين الفا ((591)) و انضم اليه حكام العرب الذين كانوا في بخارى و خوارزم كـمـاالـتـحـق بـه اكـثـر سكان بخارى ((592)) و قال البلاذري ايضا: قال شريك لابي مسلم : ((انـابـايـعـنـاكـم عـلـى الـعـدل و لم نبايعكم على سفك الدما والعمل بغير الحق فاتبعه اكثر من ثلاثين الفا ((593)) )).
و قـال الـنـرشـخـي فـي تـاريـخ بـخـارا: اكـثـر هـؤلا امـا قـتـل بـالـسـيـف , او صلب على بوابات بخارى
((594)) .
و نـلـحظ هنا ان اقل ما في هذه الحادثة هو ان الفكر الشيعي ـ في مجال تصدي رجل من اهل البيت ـ عـليهم السلام ـ كان موجودا بين الناس , على الرغم من ان انصاره قد لايكونون ذوي اخلاص ديني يذكر في مناصرتهم اياه الا ان الموقف السياسي كان يقترن به .
و نـقرا بعد ذلك ان حاكما عربيا اعدم في بخارى بتهمة قيامه بنشاطات شيعية , و كان ذلك قد حدث ايام حكومة شخص يدعى بنيات بين سنة 139 و 165 ه.
و كـان تـشـدد الـمـنصور ضد العلويين , بخاصة الحسنيين
((595)) منهم , باعثا على تمردهم و تذمرهم و بدات التحركات ضد العباسيين منذ العقد الثاني لحكومتهم و كان اول من تحرك هو محمد بن عبداللّه الذي كان له انصار في ايران مضافا الى انصاره في الحجاز, والعراق .
و عندما صمم على الثورة سنة 145 هـ, كان المنصور قد بذل جهودا كبيرة لالقاالقبض عليه بيد ا نـه كلما تحرى عنه , لم يهتد الى ذلك و دعا غلامه ليتقصى له مخباه ,و امره ان يذهب الى خراسان , و يـدخل قرية فيها شيعة محمد بن عبداللّه الذين يرسلون اليه الاموال , و يتصل بهم , و يحصل على معلومات منهم عنه
((596)) .
والطريف ان محمد بن عبداللّه عندما قتل , بعث المنصور راس احد المقتولين الى خراسان ليعلم اهلها ان هذا هو راس محمد بن عبداللّه
((597)) فيستيقنوا قتله .
و تـدل هـذه الاخبار بوضوح على وجود التشيع السياسي او الزيدي ـ على حد تعبيرالبعض ـ في خـراسان آنذاك علما ان المنصور لم يذكر اسم القرية بل اكتفى بقوله : قرية ,على نحو غامض و مـن الواضح ان هذا التيار الشيعي كان موجودا في مناطق اخرى ايضا وكان محمد بن عبداللّه نفسه يعقد الامل الكبير على خراسان , و قال مرة :((ان اهل خراسان على بيعتي
((598)) )) و يدل على هذا الموضوع ـ نوعا ما ـ ارسال الراس المذكور الى خراسان على ا نه راسه و كان المنصور نفسه يقول : ان محبة آل ابي طالب في قلوب اهل خراسان ممتزجة بمحبتنا ((599)) .
و مـن الـثـورات الزيدية الاخرى
((600)) , ثورة ابراهيم بن عبداللّه اخ محمد المتقدم ذكره , و مـركـزهـا البصرة والمناطق القريبة من ايران و كان هذان الاخوان قد قررا ان يثوراحدهما في المدينة , والاخر في البصرة و لم تكن نزعة شيعية كبيرة في هاتين المدينتين ,الا ان ارضية التشيع فـيـهـما كانت ممهدة بحجم ضئيل و لذلك كان المنصور يقول لاحدالعلويين : ((ان الحجاز والعراق مفسدة لكم ((601)) )).
و عـنـدما سيطر ابراهيم على البصرة , بعث ممثلين عنه الى مختلف المدن الواقعة في جنوب غرب ايران و كان احد دعاته المغيرة بن مفرغ توجه الى الاهواز, و بعد ان استولى على المدينة اصطدم بمبعوث المنصور حازم بن خزيمة و تغلب عليه , بيد ا نه انهزم بعدمدة , فعاد الى البصرة
((602)) و مـن دعـاتـه رجـل يـعرف بعمرو بن شداد, انفذه الى فارس ,فسيطر عليها ايضا, لكنه رجع الى البصرة بعد مقتل ابراهيم ((603)) .
و كانت حركة ابراهيم حركة علوية والاجوا مهياة في بلاد فارس لانتصار مثل هذه الحركات و ان كنا قد اشرنا مرارا الى ان تشيع هؤلا تغلب عليه الصبغة السياسية ,و رصيده حب الناس العلويين من مـنـطلق ا نهم ابنا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله لكننانستطيع ان نعتبر هاتين الحركتين اجمالا تـشـيـعـا عقيديا بنحو ضمني اذ ان نزعتهما لاتنسجم مع التسنن الحقيقي و عندما ثار ابراهيم في البصرة , اتاه جماعة كانوا راغبين في تقديم مساعدة مالية له , و اخبروه ا نهم ليسوا عربا بيد ا نه لم يـقـبـل و قـال لـهـم : من كان عنده مال , فليعن به اخاه ثم قال : هل هي الا سيرة علي بن ابي طالب ـ عـلـيه السلام ـاو النار
((604)) فدعم هؤلا غير العرب ـ الذين كانوا اما من الموالي الفرس , او الفرس غيرالموالي ـ يدل على تغلغل مثل هذا التشيع في صفوفهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ملامح عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )
ابتکار نظرية الصحابة
غزوة بدر الكبرى أسبابها وأهميتها
مناظرة أمير المؤمنين(ع) مع رجل من أهل الشام في ...
احتجاج الإمام علي(ع) بحديث الغدير
الاسرة والحقوق الزوجية
الملهوف على قَتلى الطفوف
نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
بعث الإسلام مجدداً وتعميم نوره على العالم:
خروج الحسين: سؤال الحرية؟

 
user comment