عربي
Tuesday 23rd of April 2024
0
نفر 0

تعليم المواضيع عن طريق القرآن

تعليم المواضيع عن طريق القرآن

ولكن الطريق الذي سار فيه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و الانبياء المرسلون عليهم السلام ، ليس طريقاً يتمكن الآخرون من معرفته و الذهاب فيه ، بل يدلون الآخرين على ذلك المقدار الذي يستطيعونه ، حتى يتعرفوا عليه و يقطعوه ، لذا فتعليم الأنبياء غير تعليم الآخرين .

أنواع التعاليم القرآنية :

ان تقسيم التعليم يكون بلحاظ تقسيم العلم ، و لأن العلم على ثلاثة أقسام ، فالتعليم كذلك .  و جميع هذه الأنواع الثلاثة موجودة في القرآن ، ولكن مع تفاوت في جميع هذه الأنواع الثلاثة .

- القسم الأول : هو العلم الحسي ، الذي يذكر بصفة العلوم التجريبية ، و تسمى الشعب المتنوعة للعلوم التجريبية بالعلم الحسي ، سواء ما يدرك بالحس المسلح ، أو بالحس غير المسلح مثل الطبيعيات و الطب .

- القسم الثاني : هو العلم العقلي ، و هي مجموعة المعارف التي لاتدرك بالحس ـ لاالحس المسلح و لاغير المسلح ـ ولكن سندها هو الحس ، لذا يأتي دور العلم العقلي بعد العلم الحسي .

- القسم الثالث : هو العلم القلبي و الشهودي ، و هو أعلى من العلم الحسي و العلم العقلي .

 
أسلوب تعليم معلمي العلوم الثلاثة :

 

لكل علم من هذه الأنواع الثلاثة سالكون ، و علماء متخصصون ، و كل مجموعة في أي فرع تعمل ، تشرح مسيرها للآخرين ، و تبيّن الطريق الذي انتهجته للأجيال اللاحقة ، بل ان سند المعلمين أساساً هو سوابقهم الدراسية .

ان الشخص الذي يتولى تبيين العلم الحسي و التجريبي ، يتكلم استناداً على تجاربه الماضية ، و إرشاداته تقوم أيضاً على أساس الطريق التي سلكها ، و الشخص الذي يتولى تبيين الحكمة و الفلسفة ، يقدم الطرق العقلية التي قطعها للسائرين في هذا الطريق ، و سند كلامه هي البراهين العقلية التي تعلمها ، و إذا أصبح شخص صاحب بصر في العلم الشهودي و الحضوري ، فانه يعمل نفس العمل الذي يعمله صاحب النظر .

أصحاب النظر يرتبون أنظارهم و أنظار الآخرين ، و يصبحون أصحاب رأي ، و يستفيدون من أنظارهم و أنظار الآخرين في مقام التعليم . و العرفاء الشاهدون أصحاب البصر يستفيدون من بصيراتهم ، و بصيرات الآخرين في مقام التعليم ، و يقدمون ذلك الطريق إلى السائرين في طريق الشهود و الحضور . غاية ما في الأمر ان الشاهد العارفي إذا جلس على كرسي التدريس ، يستفيد غالباً من طريق ( النظر ) ، أي يجعل المسائل البرهانية أرضية بصفتها ( عرفان نظري ) ، حتى يصل بعض الناس من ( النظر ) إلى ( البصر ) ؛ لأن ما هو قابل للنقل و الانتقال هي ( المعاني و المفاهيم ) ، و ليس الشهودات العينية ، حيث ان التحقق الخارجي هو عين ذاتها .

أحياناً قد يستطيع أولياء الله إيصال فيض للآخرين ، لكن ذلك قليل جداً ، إن الحكمة و الفلسفة تمثل بالنسبة للعرفان نفس دور المنطق للفلسفة ، أي أن المعيار هو العمل ، هذه هي علوم بشرية ، و يقوم معلموا البشر في هذه الكراسي الثلاثة بتدريسها . و رأسمال تدريس و تعليم هذه العلوم الثلاثة ، هو الذي تقدم بيانه .

اية الله جوادي آملي

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

كرامة النفس في القرآن والحديث
الشيخ حسين قلي الهمداني
مبادئ بناء المجتمع في الاسلام
العلاقة المثالية.. بين الرجل والمرأة
كتائب الحسين تصل إلى عدن ومفاجئات في الساحة ...
جريمة انفجار مسجد الامام الصادق (ع) لطخت جبین ...
ما سر عداء الرجل الشرقي للرومانسية؟!
قائد الثورة: شعوب اليمن والبحرين وفلسطين مظلومة ...
اختیار الزوجین
أصول الدين عند الشيعة

 
user comment