عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

رجل من أهل الجنّة

رجل من أهل الجنّة

عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار قال: حدثنى رجل من أصحابنا، عن الحكم بن عتيبة قال: بينا أنا مع أبى جعفر (ع) والبيت غاصٌّ بأهله، إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة له، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمَّ سكت فقال أبو جعفر (ع): وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثمَّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم،


                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 423
ثمَّ سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام، ثمَّ أقبل بوجهه على أبى جعفر (ع) ثمَّ قال: يا ابن رسول الله أدننى منك جعلنى الله فداك، فوالله إنى لأحبكم وأحبُّ من يحبكم، ووالله ما أحبكم وأحبُّ من يحبكم لطمع فى دنيا، وإنى لأبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوترٍ كان بينى وبينه، والله إنى لأحلُّ حلالكم وأُحرّم حرامكم، وانتظر أمركم، فهل ترجو لى جعلنى الله فداك؟ فقال أبو جعفر (ع) إلىَّ إلىَّ؛ حتى أقعده إلى جنبه.
ثمَّ قال: أيها الشيخ إنَّ علىَّ بن الحسين (ع) أتاه رجل فسأله عن مثل الذى سألتنى عنه فقال له أبى (ع): إن تمت ترد على رسول الله (ص) وعلى علىّ والحسن والحسين، وعلى علىٍّ بن الحسين، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك وتقرُّ عينك وتستقبل بالرّوح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك ههنا وأهوى بيده إلى حلقه وإن تعش ترى ما يقرُّ الله به عينك، وتكون معنا فى السنام الأعلى، قال الشيخ: كيف يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا متُّ أرد على رسول الله (ص) وعلى علىّ والحسن والحسين وعلىّ بن الحسين، وتقرُّ عينى؟ ويثلج قلبى، ويبرد فؤادى، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسى ههنا، وإن أعش أرى ما يقرُّ الله به عينى، فأكون معكم فى السنام الأعلى؟ ثمَّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج هاهاها حتّى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون، لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر (ع) يمسح بإصبعه الدّموع من حماليق عينيه وينفضها.
ثمَّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبى جعفر (ع): يا ابن رسول الله ناولنى يدك جعلنى الله فداك، فناوله يده فقبَّلها ووضعها على عينيه وخدّه، ثمَّ حسر عن بطنه وصدره، فوضع يده على بطنه وصدره، ثمَّ قام، فقال: السلام عليكم، وأقبل أبو جعفر (ع)، ينظر فى قفاه وهو

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 424
مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحبَّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا، فقال الحكم بن عتيبة: لم أر مأتماً قط يشبه ذلك المجلس «1».
وجاء عن الإمام الصادق (ع): أن رسول الله (ص) كان فى سفر فنزل عن دابته وسجد لله خمس سجدات فقيل: يا رسول الله قد فعلت شيئاً ما رأيناك قبل ذلك قد فعلته؟!
قال (ص): إن جبرائيل أخبرنى بأن علياً من أهل الجنة فسجدت لله شكراً فلما رفعت رأسى قال لى: وأن الحسن والحسين من أهل الجنة فسجدت لله سجدتين شكراً لله فلما رفعت رأسى قال: وأن محبيهم وشيعتهم من أهل الجنة فسجدت لله شكراً «2».
وجاء فى الروايات أن زين العابدين مرض فعاده جماعة من أصحابه فسأله أحد أصحابه: كيف أصبحت فقال: أصحبت والله محباً لكم.
فقال (ع): من أحبنا أسكنه الله فى ظلٍّ ظليل يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلا ظلّه «3».


13 الحب سبب فى الحياة الخالدة


قال يونس للإمام الصادق (ع): لولاكى لكم وما عرفنى الله من حقكم أحب إلىَّ من الدنيا بحذافيرها.
فقال (ع): يا يونس! قستنا بغير قياس ما الدنيا وما فيها؟ هل هى إلّا سدّ فورة؟ أو ستر عورة؟! وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة «4».
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار: 46/ 363 361 ح 3.
 (2) الأمالى للمفيد: 21 المجلس: 3 ح 2.
 (3) ينابيع المودة: 2/ 375 باب 58 ح 62.
 (4) تحف العقول: 379؛ بحار الأنوار: 75/ 265 باب 23.


                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 425

أجل أن حب آل البيت (ع) هو الطريق إلى حياة أبدية خالدة فى ظلال من الجنة الوارفة حياة تبدأ بعد الموت وهى دار الحيوان.
من هنا فإن الموت سيكون أوحش ما يكون لأولئك الذين يناصبون آل البيت (ع) العداء فيما هو لمحبيهم بوابة خضراء لعالم خالد ملى‌ء بالنعيم الأبدى.
ألا ومن مات على حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنة، ثم مُنكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يُزفُّ إلى الجنة كما تزفُّ العروس إلى بيت زوجها «1».

 

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض،للعلامة انصاريان  ص: 425


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الحسد والسعایة
حجّ الإمام الكاظم(عليه السلام)
ذكرى إستشهاد حمزة سيد الشهداء
لماذا نبداء بـ : بسم الله الرحم الرحيم
الإمام الحسين (ع) مبادئ متجددة ونظام لفعل الخير
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أمام نساء ...
آثار الذنوب علی الفرد
الحسين(ع) إماماً و مصباح الهداية
عاشوراء مِرآة للتاريخ
الارتباط بالمطلق مشكلة ذات حدين

 
user comment