عربي
Friday 19th of April 2024
0
نفر 0

آداب الصلاة

للقراءة في الصلاة مراتب نذكر اثنين منها: المرتبة الأولى: أن لا يشتغل القارىء إلا بتجويد القراءة وتحسين العبارة، ويكون همّه التلفّظ بهذه الكلمات فقط وتصحيح مخارج الحروف، دون التفكر بمعنى الكلمات وروحها، فهمّه أن يسقط الامر بالصلاة، فالصلاة عليهم كلفة ومشقة، وقلوبهم ضجرة.
آداب الصلاة

للقراءة في الصلاة مراتب نذكر اثنين منها:
المرتبة الأولى: أن لا يشتغل القارىء إلا بتجويد القراءة وتحسين العبارة، ويكون همّه التلفّظ بهذه الكلمات فقط وتصحيح مخارج الحروف، دون التفكر بمعنى الكلمات وروحها، فهمّه أن يسقط الامر بالصلاة، فالصلاة عليهم كلفة ومشقة، وقلوبهم ضجرة.
هؤلاء ألسنتهم مشغولة بذكر الله وقلوبهم غافلة، فلاحظ لهم من حقيقة العبادة وإفاضاتها وفوائدها، فما صلاتهم إلا لقلقة لسان وليس هناك حركة للجنان.
المرتبة الثانية: هم الذين لا يقتنعون بهذا الحد بل يرون الصلاة وسيلة لتذكر الله تعالى ويعدوّن القراءة تحميدا وثناءا على الحق جلا وعلا، ولهذه المرتبة مراتب أخرى.
ولعلّه أشير إلى هذه الطائفة (المرتبة) في الحديث القدسي"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي فإذا قال بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله ذكرني عبدي وإذا قال الحمد الله يقول حمدني عبدي وأثنى عليّ وهو معنى سمع الله لمن حمده، وإذا قال الرحمن الرحيم يقول الله عظمني عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين يقول الله مجدّني عبدي، وفي رواية فوّض إلي عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله هذا بيني وبين عبدي، وإذا قال أهدنا الصراط المستقيم يقول الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".

آداب العبودية في القراءة:
الحق تعالى أقام آداب العبودية في القراءة على أربعة أركان:
الركن الأول: التذكر: ولا بد أن يحصل في بسم الله الرحمن الرحيم، ويساعد على التذكر نظر الإنسان إلى بأنها فانية، وتعويد القلب أن يكون طالبا للحق ومحبا له، بالخلوة مع الحق والتفكر في الشؤون الإلهية.
وللتذكر اهتمام كبير في الإسلام، قال تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"(1).
وقال الله تعالى لموسى: "يا موسى أنا جليس من ذكرني".
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكثر ذكر الله أحبه الله".
وعن الصادق عليه السلام قال:قال الله عزّ وجلّ: "يا بن آدم أذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، يا بن آدم اذكرني في خلاء اذكرك في خلاء، يا بن آدم اذكرني في ملأ اذكرك في ملأ خير من ملئك".
وقال عليه السلام: "ما من عبد ذكر الله في ملأ من الناس إلا ذكره الله في ملأ من الملائكة".
الركن الثاني: التحميد وهو في قول المصلي الحمد الله رب العالمين، وهو أن يعترف قلبه أن جميع المحامد من مختصات الباري تعالى وليست لسائر الموجودات فيها شركة لأنه ليس كمال من عند أنفسها حتى يقع الحمد والثناء لها.
الركن الثالث: التعظيم، وهو يحصل في الرحمن الرحيم: فإن العبد عندما حصر المحمدة بالله تعالى وسلب الكمال عن غيره – في الركن الثاني -، يأتي في هذا الركن ليعترف لله بأنه هو الرحمن الذي بسط الوجود، وهو الرحيم الذي بسط كمال الوجود.
الركن الرابع: الذي هو مقام التقديس الذي هو حقيقة التمجيد، وبعبارة أخرى تفويض الأمر لله، وهو يحصل في إياك نعبد وإياك نستعين، وهي تعني حصر العبادة ثم حصر الاستعانة بالله تعالى فقط لا غيره.

آداب التكبير قبل الركوع:
عندما يكبّر العابد قبل الركوع، فليستحضر عظمة الله تعالى وجلاله وعزّته وسلطانه، ويجعل ضعف العبودية وعجزها وفقرها وذلّها نصب عينيه.
وليكبّر الله عن التوصيف، وليكن توصيف البعد لله وتسبيحه وتقديسه إطاعة لأمره تعالى، ولإذنه بذلك، وإلا فأنّى للبعد الضعيف أن يعرف حقيقة عظمة الخالق وجبروته.
وليكن حاله كما قال زين العابدين عليه السلام: "أفبلساني هذا الكال أشكرك" فماذا يتأتّى للبعوضة أن تفعل في مكان يعجز العقاب عن الطيران!
فإذا أراد العابد الدخول في الركوع فليلقي بيده توصيفه وتعظيمه وعبادته وراء ظهره، فهو عاجز عن تعظيم الله وعبادته وتوصيفه كما ينبغي، فليرفع يديه إلى حذاء الأذن ويقلب كفيه الخاليتين حذاء القبلة ويرد الركوع صفر اليدين وخالي الكفين ويقلب مملوء بالخوف والرجاء.
خوف التقصير والقصور عن القيام بمقام العبودية، والرجاء بالله تعالى حيث أذن له وشرّفه بالعبادة والركوع له.
أنّى لنا أن نستشعر عظمة الله ولو استشعرناها معشار ما عليها لصعقنا، يروى في صلاة المعراج لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خاطبه العظيم جلّ وعلا: "فانظر إلى عرشي" قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي عليّ فألهمت أن قلت سبحان ربي العظيم وبحمده لعظم ما رأيت، فلما قلت ذلك تجلّى الغشي عني حتى قلتها سبعا فرجعت إليّ نفسي كما كانت".

آداب الركوع:
روي عن الصادق عليه السلام: "لا يركع عبد الله ركوعا على الحقيقة إلا زيّنه بنور بهائه وأظلّه في ظلال كبريائه وكساه كسوة أصفيائه، والركوع أول والسجود ثان فمن أتى بمعنى الأول صلح الثاني، وفي الركوع أدب وفي السجود قرب ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب، فاركع ركوع خاضع لله بقلبه متذلل وجل تحت سلطانه خافض له جوارحه خفض خائف حزن على ما يفوته من فائدة الراكعين...واستوف ركوعك باستواء ظهرك وانحط عن همتك في القيام بخدمته إلا بعونه... فإن الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعم له ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع بقدر اطلاع عظمته على سرائرهم"(2).
اعلم أن الركوع مشتمل على تسبيح الرب جلّ وعلا (سبحان ربي) وتعظيمه (العظيم) وتحميده (وبحمده)، فالتسبيح تنزيه عن التوصيف وتقديس عن التعريف والمعرفة، والتعظيم يعني أنه لا شبيه له تعالى، والتحميد يعني حمده على آلائه ومواهبه ونعمه التي أفاضها وهو مطلع وعالم بها حيث أنعم بها.

الآداب القلبية للقنوت:
رغم أن الصلاة جميعها إظهار للعبودية وثناء على الله فإن الذات المقدسة للحق جلّ وعلا فتح باب اللمناجاة والدعاء للعبد بالخصوص في حال القنوت، وشرّفه بهذا التشريف،
فالأفضل في أدب العبودية أن يراعي الأدب مع الباري تعالى، فيراقب أدعيته لتكون مشتملة على تسبيح الحق تعالى وتنزيهه، وتتضمن ذكر الحق وتذكره، ويكون ما يسأله من الحق تعالى أمورا ومعارف إلهية، ويحترز عن سؤال الدنيا والأمور الخسيسة الحيوانية والشهوات النفسانية.
إن القنوت هو قطع اليد عن غير الحق والإقبال التام على عز الربوبية ومدّ يد السؤال خالية الكف إلى الغني المطلق، فالطلب من الله في هذه الحال لا ينبغي أن يكون طلبا دنيويا، بل الاحرى طلب معالي الأمور.
ومن الأدعية الشريفة التي لها فضل عظيم، وهو مشتمل على أدب مناجاة العبد للحق تعالى، ومشتمل على تعداد العطايا الكاملة الإلهية، الذي يناسب حال القنوت، دعاء: "يامن أظهر الجميل،وستر القبيح...".
ومن الأدعية المناسبة في حال القنوت اقتباسات من المناجاة الشعبانية لإمام المتقين علي عليه السلام وخصوصا قوله: "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك...".

من فقه الاسلام
س: هل هناك إشكال في تغيير إذكار الركوع والسجود الواحد مكان الآخر عمدا؟
ج: لو جاء بها بعنوان ذكر الله عز اسمه الطلق فلا إشكال فيه، وصح الركوع والسجود والصلاة كلها.
س: لو أتى شخص في السجود بذكر الركوع سهوا أو بالعكس أتى في الركوع بذكر السجود، وفي نفس الوقت تذكر ذلك وقام بإصلاحه، فهل صلاته باطلة؟
ج: ليس فيه إشكال وصلاته صحيحة.
س: إذا تذكّر المصلي بعد الفراغ من الصلاة، أو في أثنائها بأن الذكر في الركوع والسجود كان خطأ، فما هو الحكم في هذه المسألة؟
ج: إذا تجاوز محل الركوع والسجود فلا يجب عليه شيء.
س: هل يكفي الاتيان بالتسبيحات الأربع مرة و احدة في الركعة الثانية والرابعة من الصلاة؟
ج: يكفي، وإن كان الأحوط التكرار ثلاث مرات.
س: عدد التسبيحات الأربع في الصلاة ثلاث مرات، إلا أن شخصا أتى بها سهوا أربع مرات، فهل تقبل صلاته عند الله تعالى؟
ج: لا إشكال فيها.
س: ما هو حكم من لم يعلم أنه أتى بالتسبيحات الأربع ثلاث مرات أو أكثر أو أقل في الركعة الثالثة والرابعة من صلاته؟
ج: المرة الواحدة تكفي أيضا ولا شيء عليه، وما لم يركع فإنه يستطيع البناء على الأقل في التسبيحات ويكررها حتى يحصل له اليقين بأنه قالها ثلاث مرات.
س: ما المراد بالذكر؟ وهل يشمل الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم؟
ج: كل عبارة تتضمن ذكر الله عزّ اسمه تعد ذكرا، والصلاة على محمد وآل محمد (عليهم صلوات الله) من أفضل الأذكار.
س: في صلاة "الوتر" – وهي ركعة واحدة - عندما نرفع أيدينا في القنوت ونطلب حاجاتنا من الله تعالى، فهل يوجد إشكال لو ذكرنا حاجاتنا باللغة الفارسية؟
ج: لا إشكال في الدعاء في القنوت باللغة الفارسية،بل لا مانع من مطلق الدعاء في القنوت بغير اللغة العربية وبأي لغة كانت(3)

أثر السجود
يروي السيد ابن طاووس عن الزهري قال: "دخلت مع علي بن الحسين عليه السلام على عبد الملك من مروان قال: فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليه السلام فقال: يا أبا محمد لقد بان عليك الاجتهاد ولقد سبق لك من الله الحسنى فأنت بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريب النسب وكبير السبب وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك ولقد أتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤت أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك، وأقبل يثني عليه ويطريه.
فقال علي بن الحسين عليهما السلام: كل ما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه، فأين شكره على ما أنعم... كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقف في الصلاة حتى تتورّم قدماه ويظمأ في الصيام حتى يعصب فوه فقيل له يا رسول الله ألم يغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أكون عبدا شكورا، الحمد لله على ما أولى وله الحمد في الآخرة والأولى، والله لا يشغلني شيء عن شكره وذكره في ليل ولا نهار ولا سرّ ولا علانية ولولا أن لأهلي عليّ حقا ولسائر الناس من خاصّهم وعامّهم عليّ حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم، لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي إلى الله ثم لم أرددها حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين... وبكى عليه السلام وبكى عبد الملك".
المصادر :
1- القصص:14.
2- مصباح الشريعة، باب 40، في الركوع، ص89.
3- أجوبة الاستفتاءات،السید علي الخامنه أي حفظه الله / س488 ص 140


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اعتداء تخريبي على مركز إسلامي في أمريكا
قلة النوم سبب في السمنة
آداب المجلس
كيف تجلب المحبة الزوجية
الانهزام والتراجع
الشيخ علي سلمان يدعو الشعب البحريني الى استمرار ...
صيدلية كاملة اسمها.. الفلفل!!
في رحاب نهج البلاغة (التّاريخ في مجال السّياسة) – ...
الملح يتلف خلايا الجسم
الحر.. قد يؤذي القلب

 
user comment