عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

لا تتقدموا عليهم ولا تتأخروا

لا تتقدموا عليهم ولا تتأخروا

ومن أجل اطلاعهم (ع) على الحقائق الكبرى وامتلاكهم الرؤية الواضحة وسيرهم على الصراط المستقيم فقد أمرنا رسول الله (ص) أن نواكبهم ونتبعهم ونخطوا على خطاهم ونسير فى طريقهم لأن التأخر عنهم هلاك والتقدم عليهم ضلال، قال (ص):
فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فأنهم أعلم منكم «1».


وقال الإمام الباقر (ع) لرجلين من أصحابه: شرّقا وغرّبا فلن تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت (ع) «2».
وقال سيد الشهداء الحسين بن على (ع): ما ندرى ما ينقم الناس منّا؟! إنّا لبيت الرحمة وشجرة النبوّة ومعدن العلم «3».
وعن الإمام الصادق (ع): إن زين العابدين (ع) إذا زالت الشمس صلّى ثم دعا ثم يصلّى على النبى فيقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبوّة موضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحى «4».
__________________________________________________
 (1) المناقب: 4/ 362؛ بحار الأنوار: 49/ 99 باب 7 ح 16.
 (2) الكافى: 1/ 399 ح 3؛ وسائل الشيعة: 27/ 66، باب 7 ح 33224؛ بحار الأنوار: 46/ 235 باب 8 ح 21.
 (3) الكافى: 1/ 192 ح 3؛ بحار الأنوار: 25/ 298، باب 1 ح 62.
 (4) نزهة الناظر: 85.


                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 381
                        أهل البيت والقرآن الكريم‌

أهل البيت أساتذة القرآن الكريم‌


لا ريب أن فهم القرآن الكريم لا يمكن أن يكون مرهوناً بمعرفة معانى المفردات العربية أو من خلال الإحاطة بالأدب العربى فقط؛ ولو كان الأمر يتطلب إتقان اللغة العربية وقواعد هذه اللغة لم يكن من الضرورى أن يقرن الله سبحانه وتعالى تفسير القرآن وتأويله بأهل الذكر ولقد تضافرت الروايات لدى الفريقين بأن أهل البيت (ع) هم من يمكنه تعليم القرآن وهم فقط من يستطيع تفسيره التفسير الحقيقى المطابق للحق وللحقيقة.


ومن أجل ذلك أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة ونوّه إلى وجود الذى يعلم القرآن فالقرآن الكريم ليس كتاباً آدمياً بشرياً وإنّما كتاب إلهى سماوى وهو كما أشار الإمام على (ع): ينطوى على الحلال والحرام والفرائض والفضائل، والناسخ والمنسوخ، والرخص والعزائم والخاصّ والعام، والمقيد والمطلق والمحكم والمتشابه» «1».
ومن هنا يتعين على جميع شرائح المجتمع من حوزويين وجامعيين علماء وعامّة الناس، حكماء وعرفاء فقهاء وفلاسفة أن يراجعوا أحاديث أهل البيت (ع) الصحيحة من أجل فهم القرآن الكريم والغوص إلى دقائقه وسبر معانيه العميقة، وأن محاولات فهم القرآن الكريم من دون الاستعانة بعلوم أهل البيت (ع) وما صح من‌
__________________________________________________
 

(1) انظر نهج البلاغة: الخطبة 1؛ بحار الأنوار: 89/ 32 باب 1 ح 36.

                        اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 382

أخبارهم ورواياتهم هو مخاطرة فى التورط بإفهام خاطئة وتصورات بعيدة عن الحقيقة وسيؤدى ذلك إلى خسائر لا يمكن التعويض عنها: يقول (ص) فى القرآن الكريم:
ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه «1».


ولهذا فإن فهم القرآن الكريم ومحاولات تفسيره تتطلب التوفر على أعلى درجات التخصص فى الاطلاع على أحاديث أهل البيت وآرائهم وسبر مكنونات علومهم والتضلع بفنون وعلوم اللغة العربية، فهناك تصريح قرآنى يشير بوضوح أنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الراسخون فى العلم وهم النبى (ص) وآل بيته الأطهار (ع).
فالمتشابه فى القرآن لا يمكن فهمه إلا بالاستعانة بأهل البيت (ع) فهم الراسخون فى العلم وهم وحدهم من اطلع على مكنونات القرآن وخزائنه وكنوزه.
وهكذا بالنسبة للناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد والعام والخاص لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال أهل البيت فهم أقرب الناس إلى رسول الله الذى نزل عليه الوحى.
ولقد ظهرت تفاسير عديدة كان بعضها يعكس إفهاماً بشرية ناقصة خاضعة لتصورات ناقصة ومشوهة وقد تأثر بعضها بأهواء مادية وتأثيرات وقتية فهى مرفوضة من أهل البيت (ع).


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مفاتيح الجنان(200_300)
حياة علــي الأكبــر (عليه السلام)
21 من شهر رمضان ذكرى استشهاد الإمام أمير المؤمنين ...
السيدة زينب في عهد والدها أمير المؤمنين(عليه ...
صلاة عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ
لبس السواد على أبي الثوار وسيد الاحرار أبي ...
أعمال أيام مطلق الشهر و لياليه و أدعيتهما
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الفرق بين علوم القرآن والتفسير
وتسلّط‌ ارباب‌ السوء

 
user comment