عربي
Friday 29th of March 2024
0
نفر 0

أعلام تفسير القرن الکريم

في حين استفحل أمر الفرق الإسلامية ، وتشتّت المذاهب الكلامية فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد خصوصاً في أسمائه وصفاته ، وهم : بين مشبّه لله سبحانه بمخلوقه « يثبت له يداً ورجلاً ووجهاً وحركةً » وانتقالاً كالإنسان ، ويكفر من ينكر ذلك ، ويباهي بعقيدته ، ويرفع عقيرته : بأنّا نثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه في الكتاب والسنّة ، وكأنّهم لم يسمعوا قوله سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) أو قوله عزّ من قائل : ( مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ).
أعلام تفسير القرن الکريم

في حين استفحل أمر الفرق الإسلامية ، وتشتّت المذاهب الكلامية فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد خصوصاً في أسمائه وصفاته ، وهم :
بين مشبّه لله سبحانه بمخلوقه « يثبت له يداً ورجلاً ووجهاً وحركةً » وانتقالاً كالإنسان ، ويكفر من ينكر ذلك ، ويباهي بعقيدته ، ويرفع عقيرته : بأنّا نثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه في الكتاب والسنّة ، وكأنّهم لم يسمعوا قوله سبحانه : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) أو قوله عزّ من قائل : ( مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ).
وبين معطّل في فهم الأسماء والصفات فيفوض معانيها إلى الله سبحانه ، ويرتدع عن تفسيرها على ضوء الكتاب والسنّة والعقل ، وكأنّ القرآن لم ينزل إلاّ للقراءة والكتابة ، لا للفهم والدراية ، وكأنّ الوحي لم ينقر أسماعهم ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ).
وبين مؤوّل للآيات حسب عقيدته وفكرته يُخضعون كلام الله لآرائهم ، وكأنّ النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يحذّرهم عن تفسير القرآن بالرأي ولم يقل : « من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ».

أعلام التفسير في القرن الخامس

ففي هذه الظروف القاسية قام علماء الشيعة بتفسير القرآن تفسيراً علمياً غير مائلين لا إلى اليمين ولا إلى الشمال ، غير عاضدين لهذه الفرق ، مقتفين أثر الكتاب العزيز ، مستلهمين من أثر الرسول ، ومتدبّرين في الآيات ، فألّفوا في هذا المجال موسوعات تفسيريّة لم تزل تشعّ منذ تكوّنها إلى يومنا هذا ، وإليك أسماءهم :

أبو الحسن الشريف الرضي :

نقيب العلويّين ، محمّد بن الحسين بنموسى المعروف بالسيد الرضي ، ولد عام ( 359 ه‍ ) وتوفّي عام ( 406 ه‍ ) ، وهو صاحب الأثر الخالد : نهج البلاغة ، الذي قام فيه بجمع خطب الإمام ورسائله وكلمه من هنا وهناك ، وله « حقائق التأويل في متشابه التنزيل » وهو تفسيره الكبير التي يعبّر عنه تارة « بحقائق التأويل » ، وأُخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن ، وعبّر عنه النجاشي بحقائق التنزيل ، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن. ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ، وقال : يتعذّر وجود مثله. وقال النسابة العمري في المجدي : شاهدت له جزءاً مجلداً من تفسير منسوب إليه في القرآن ، مليح حسن ، يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر.وقال ابن خلّكان : « يتعذّر وجود مثله ، دلّ على توسّعه في علم النحو ، واللغة ، وصنّف كتاباً في مجازات القرآن فجاء نادراً في بابه » ، وقد طبع منه الجزء الخامس ، أوّله تفسير قوله : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ... ).ونقل الخطيب في تاريخ بغداد عن شيخه أحمد بن محمد ( المتوفّى 445 ه‍ ) أنّ الرضي صنّف حول معاني القرآن ما يتعذّر وجود مثله ، فيذكر الآيات المشكلة أو المتشابهة ، فيزيل إشكالها وغموضها ، وكتابه هذا غير مجازات القرآن المنتشرة. (1)

محمد بن محمد بن النعمان المفيد ( 336 ـ 413 ه‍ ).

يقول النجاشي : شيخنا وأُستاذنا ـ رضي الله عنه ـ. فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.
يقول الشيخ الطوسي ـ تلميذه الآخر ـ : « يكنّى أبا عبد الله المعروف بابن المعلم ، من جملة متكلّمي الإماميّة انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته ، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدّماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، توفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان ، سنة ( 413 ه‍ ) ، وكان يوم وفاته يوماً عظيماً لم ير أعظم منه ، من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق ».
وقال ابن كثير : « توفّي في سنة ( 413 ه‍ ) ، عالم الشيعة ، وإمام الرافضة ، صاحب التصانيف الكثيرة المعروف بالمفيد ، وبابن المعلم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة بالجلالة والعظمة في الدولة البهية البويهيّة ، وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، وكان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد ، وكان شيخاً ربعاً نحيفاً أسمر ، عاش ( 76 سنة ) ، وله أكثر من مائتي مصنّف ، وكان يوم وفاته مشهوداً وشيّعه ثمانون ألفاً من الرافضة والمعتزلة » ، وقد سرد تلميذه النجاشي أسماء كتبه وفيها ما يمسّ بالموضوع. كلام في دلائل القرآن ،. البيان في تأليف القرآن ، (2). النصرة
في فضل القرآن ،. الكلام في حدوث القرآن ،. البيان عن غلط قطرب في القرآن ،. الردّ على الجبائي في التفسير ، ولأجل هذه الكتب الكثيرة حول القرآن فهو من أكبر المهتمين بالقرآن ، وكيف لا يكون ذلك وقد تربّى في مدرسته العلمان الكبيران المفسران : المرتضى والطوسي بل والشريف الرضي.

السيد المرتضى علم الهدى ، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى.

يصفه النجاشي بقوله : حاز من العلوم ما لم يحزه أحد في زمانه ، وسمع من الحديث فأكثر ، كان متكلّماً شاعراً أديباً عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا ، وهو من المكثرين في التأليف حول القرآن ، أهمّها « الدرر والغرر » ، المطبوع عدّة مرّات.ووصفه الشيخ في فهرسته بقوله : المرتضى متوحّد في علوم كثيرة ، مجمع على فضله ، مقدّم في العلوم ، مثل علم الكلام والفقه وأُصول الفقه ، والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر ، واللغة ، وغير ذلك ، له من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير مشتمل على ذلك فهرسه المعروف.
وقال في رجاله : انّه أكثر أهل زمانه أدباً وفضلاً ، متكلّم ، فقيه ، جامع العلوم كلّها ، مدّ الله في عمره. إلى غير ذلك من كلمات الثناء من مشايخ العامة والخاصّة التي يضيق بنا المجال لنقل معشارها ، وقد ترجمه كثير من أصحاب المعاجم. راجع لفهرسها كتاب الغدير. يقول الذهبي : « كتاب غرر الفوائد ودرر القلائد »
كتاب يشتمل على محاضرات أو أمالي أملاها الشريف المرتضى في ثمانين مجلساً ، تشتمل على بحوث في التفسير والحديث ، والأدب ، وهو كتاب ممتع ، يدل على فضل كثير ، وتوسّع في الاطّلاع على العلوم ، وهو لا يحيط بتفسير القرآن كلّه ، بل ببعض من آياته التي يدور أغلبها حول العقيدة.
إنّ من الجناية على العلم وأهله رمي السيد المرتضى بأنّه يسعى في كتابه هذا للتوفيق بين آرائه الاعتزالية وآيات القرآن التي تتصادم معها ». وهذا ما يقوله الذهبي ، وهو شنشنة أعرفها من كلّ من لم يفرق بين مبادئ التشيّع والاعتزال ، فزعم أنّ اشتراكهما في بعض المبادئ كامتناع رؤية الله سبحانه ، وحريّة الإنسان في حياته ، وسعادته وشقائه ، بمعنى اتحادهما في جميع الأُصول والمبادئ ، ولم يقف على أنّ المعتزلة في بعض آرائهم وعقائدهم عيال على خطب الإمام أمير المؤمنين وكلماته ، هذا والكتاب قد طبع مرّات محقّقة. (3)

محمد بن الحسن الطوسي ، أبو جعفر ، جليل من أصحابنا.

قال النجاشي : ثقة ، عين من تلامذة شيخنا أبي عبد الله.وقال العلاّمة في الخلاصة : شيخ الإمامية ورئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنتسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المهذِّب للعقائد في الأُصول والفروع ، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد ، ولد ـ قدّس الله روحه ـ في شهر رمضان سنة ( 385 ه‍ ) ، وقدم العراق في شهور سنة ( 408 ه‍ ) ، وتوفّى ـ رضي الله عنه ـ ليلة الاثنين ، الثاني والعشرين من المحرّم سنة ( 460 ه‍ ) بالمشهد المقدّس الغروي ، ودفن بداره.وقد ترجمه أصحاب المعاجم من العامّة والخاصّة ، وكفانا عن مؤونة البحث ، ما ألّفه حول حياته شيخ الباحثين شيخنا المجيز الطهراني الذي طبع في مقدمة كتاب التبيان ، وأمّا كتاب «التبيان » ، فيكفي فيه قول الطبرسي :
« إنّه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحقّ ، ويلوح عليه رواء الصدق ، قد تضمن من المعاني ، الأسرار البديعة ، واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها ، ولا بتنميقها دون تحقيقها ، وهو القدوة أستضيء بأنواره وأطأ مواقع آثاره ».
وأمّا منهجه في التفسير فيظهر من قوله في مقدمته. يقول « سمعت جماعة من أصحابنا قديماً وحديثاً يرغبون في كتاب مقتصد ، يجتمع على جميع فنون علم القرآن من القراءة ... والجواب عن مطاعن الملحدين فيه ، وأنواع المبطلين كالمجبّرة والمشبّهة والمجسّمة وغيرهم ، وذكر ما يختصّ أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحّة مذاهبهم في أُصول الديانات وفروعها ».
ثمّ إنّ كتاب التبيان تداولته العلماء ، وأخذوا في تحقيقه ، فمنهم من اختصره كابن إدريس الحلي ( المتوفّى عام 598 ه‍ ) ، وأبي عبد الله محمد بن هارون ( المتوفّى عام 597 ه‍ ) ، كما أرّخه الجزري في طبقات القرّاء ، وسيوافيك أسماؤهما في القرن السادس فانتظر.

أبو سعيد ، إسماعيل بن علي بن الحسين السمان ،

المعاصر للسيد المرتضى والشيخ الطوسي ، حيث يروي عنه من يروي عنهما كإسماعيل وإسحاق ابني محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي. وذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته ، وقال : ثقة وأيّ ثقة ، حافظ ، له « البستان في تفسير القرآن » في عشر مجلّدات.

أعلام التفسير في القرن السادس

محمّد بن علي الفتّال ،

قال الشيخ منتجب الدين : الشيخ محمد بن علي الفتّال النيسابوري صاحب التفسير ، ثقة وأيّ ثقة. أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره. ويظهر منه أنّه غير الفتّال المعروف مؤلّف روضة الواعظين ، حيث عنونه أيضاً وقال : ... الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنّف « روضة الواعظين » (4) ،
ولم يذكر له التفسير ، واحتمل المصحّح وحدتهما وأشار في التعليقة أنّه تقدّم ، ولكنّه خلاف الظاهر ، إذ لا وجه لعنوان شخص واحد مرّتين.

محمد بن الحسن الفتّال النيسابوري :

له كتاب « التنوير في معاني التفسير » ، « روضة الواعظين وبصيرة المتعظين » 2 ويأتي هناك ما ذكرناه سابقاً من احتمال الوحدة ، وانّ هناك فتّالاً واحداً باسم محمد بن الحسن بن علي بن أحمد ، وقد أضافه ابن شهر آشوب إلى أبيه ، وقال : محمد بن الحسن ، وأضافه منتجب الدين إلى جدّه ، وقال « محمد بن علي » ، كما يحتمل تعدّدهما ، وعلى كلّ حال فقد قتل شيخنا الفتّال عبد الرزاق رئيس نيسابور ابن أخي الخواجة نظام الملك الطوسي. (5)

فضل بن الحسن بن الفضل المعروف بالطبرسي

والمقام يضيق عن نقل معشار ما ذكروا في حقّه ، وهو من أكابر علماء الإماميّة في القرن السادس ، وتفسيره المسمّى ب‍ « مجمع البيان» يقع في عشرة أجزاء طبع في إيران وبيروت ومصر ، ولد عام ( 471 ه‍ ) ، وتوفّي عام ( 548 ه‍ ) ، وقد ترجمه أصحاب المعاجم بأبلغ الألفاظ ، يقول الدكتور محمد موسى في مقالة حول « مجمع اليبان » :
ـ بعد نقل كلام الطبرسي في وصف كتابه ـ القارئ لهذا الكتاب ، والباحث الذي يلجأ إليه فيما يعاني من تفسير كتاب الله العظيم ومعضلاته ، والمتتبع لتطوّرعلم التفسير وما كتب فيه على مرّ القرون. كلّ من أُولئك يتبيّن كيف وفِّق المؤلّف رضوان الله عليه للوفاء بكلّ ما قال في المقدّمة من علوم القرآن المتعدّدة ، وإلى أيّ مدى عال مرموق بلغ من ذلك كلّه ، وبأيّ أُسلوب بليغ عالي المنزلة عالج النواحي التي عالجها ، وبأيّ أمانة وصدر رحب نقل ما نقل من آراء مخالفيه في الرأي أو المذهب ، على ندرة هذه الخطة الأخيرة بين غير قليل من العلماء الذين يتصدون للتأليف في العلوم والفنون التي يكثر فيها الاختلاف ، ويشتدّ ، كما ترى بوضوح في كثير من المؤلّفات في علم الكلام ، وعلم الفقه.
يقول الطبرسي في مقدمة مجمع البيان : ابتدأت بتأليف كتاب هو في غاية التلخيص والتهذيب وحسن النظم والترتيب ، يجمع أنواع هذا العلم وفنونه ، ويحوي فصوصه وعيونه ، من علم قراءاته وإعرابه ، ولغاته وغوامضه ومشكلاته ، ومعانيه وجهاته ، ونزوله وأخباره ، وقصصه وآثاره ، وحدوده وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، والكلام على مطاعن المبطلين ، وذكر ما ينفرد به أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه على صحّة ما يعتقدونه من الأُصول والفروع والمعقول والمسموع على وجه الاعتدال والاختصار ، فوق الإيجاز ودون الإكثار ـ إلى أن يقول : ـ إنّي قد جمعت في عربيته كلّ غرّة لائحة ، وفي إعرابه كلّ حجّة واضحة ، وفي معانيه كلّ قول متين ، وفي مشكلاته كلّ برهان مبين ، وهو بحمد الله للأديب عمدة ، وللنحوي عدّة ، وللمقرئ بصيرة ، وللناسك ذخيرة ، وللمتكلّم حجّة ، وللمحدّث محجّة ، وللفقيه دلالة ، وللواعظ آلة ... .
والشيخ الذهبي مؤلّف « التفسير والمفسّرون » مع عناده ولجاجه لعلماء الشيعة لم يستطع أن ينكر ما للطبرسي في كتابه « مجمع البيان» من مقدرة كبيرة في مجال التفسير. يقول : « والحقّ أنّ تفسير الطبرسي ـ بصرف النظر عمّا فيه من نزعات تشيّعيّة ، وآراء اعتزالية ـ ، كتاب عظيم في بابه ، يدلّ على تبحّر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة ، والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه في تناسق تام وترتيب جميل ، وهو يجيد في كلّ ناحية من النواحي التي يتكلّم عنها ، فإذا تكلّم عن القراءات ووجوهها أجاد ، وإذا تكلّم عن المعاني اللغوية للمفردات أجاد ، وإذا تكلّم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وأفاض ، وإذا تكلّم عن الأحكام تعرّض لمذاهب الفقهاء وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء ، وإذا ربط بين الآيات آخى بين الجمل ، وأوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم ، وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب الإشكال وأراح البال ، وهو ينقل أقوال من تقدّمه من المفسّرين معزوّة لأصحابها ، ويرجّح ويوجّه ما يختار منها ـ إلى أن قال ـ : والحقّ أن يقال : إنّه ليس مغالياً في تشيّعه ولا متطرّفاً في عقيدته ». (6)
ثمّ إنّ الذهبي يقول :
« وإذا كان لنا بعض المآخذ عليه ، هو تشيّعه لمذهبه وانتصاره له ، وحمله لكتاب الله على ما يتّفق وعقيدته ، وتنزيله لآيات الأحكام على ما يتناسب مع الاجتهادات ... ».
يلاحظ عليه : أنّه لو صحّت تلك الموآخذه فلا تختصّ بالطبرسي ومجمعه ، بل يعمّ كلّ من ورد في مجال التفسير وكتب تفسيراً علمياً ، فانّ كلّ مفسّر يتشيّع لمذهبه وينتصر له ، فالحنابلة والسلفيّون الذين يصرّون على إمكان رؤية الله سبحانه يوم القيامة ويسعون لأن يثبتوا له سبحانه أعضاء كأعضاء الإنسان ، متدرّعين بلفظ « بلا كيف » ، ينتصرون لمذهبهم ويتشيّعون له ، ولكنّهم في نظر الذهبي موضوعيون واقعيّون ! وأمّا من حاول تنزيه الله سبحانه عن الرؤية والأعضاء البشرية فهو عنده طائفي متعصّب لمذهبه ! وممّا جعله الذهبي دليلاً لتعصّبه ، أنّه يصرّ على عدم رؤية الله تبارك وتعالى ، ويستدلّ على مذهبه بما يدلّ عليه. ولو كان ذلك دليلاً على تعصّبه لمذهبه ، فليكن ذلك دليلاً على تعصّب مفسّري أهل السنّة من أهل الحديث والأشاعرة كالرازي والآلوسي ، حيث يصرّون على إمكان رؤيته ، ويستدلّون بما ظاهره إمكان رؤيته. فلماذا ، « باؤك » تجرّ و « بائي » لا تجرّ ؟!
ثمّ إنّ لشيخنا الطبرسي تفاسير أُخرى منها « جوامع الجامع » الذي لخّص فيه كتاب الكشّاف وضمّن فيه نكات كتابه « مجمع البيان » ، وهو تفسير بديع في بابه ، طبع عدّة مرّات.إنّ الشيخ الطبرسي بعد أن ألّف « مجمع البيان » ، اطّلع على الكشاف ، فأراد أن يجمع بين فوائد الكتابين على وجه الاختصار ، فألّف ذلك الكتاب المعروف ب‍ « جوامع الجامع » ، وقد ذكروا في ترجمته تفسيراً آخر له باسم الوسيط في أربعة مجلّدات ، والظاهر أنّه هو ذلك الكتاب ، وله تفسير آخر باسم الوجيز ، فكأنّه ألّف تفاسير بألوان ثلاثة على وجه التبسيط وهو مجمع البيان ، وعلى وجه الإيجاز والاختصار وهو « الوجيز » ، وعلى نمط بين التبسيط والإيجاز وهو « جوامع الجامع» ، وقد فرغ من الكتاب « مجمع البيان » عام ( 536 ه‍ ) ، وفرغ من الجزء الأوّل من عشرة أجزاء عام ( 530 ه‍ ) ، وكأنّه استغرق تأليف مجمع البيان سبع سنوات ، وقد قام بهذا الجهد البليغ ، وقد ذرف على الستين.

ضياء الدين ، أبو الرضا فضل الله بن علي الراوندي الحسني ،

وهو مؤلّف الكافي في التفسير ، صرّح به العلاّمة في إجازته لبني زهرة والمؤلّف شيخ منتجب الدين الرازي ، ( المتوفّى سنة 600 ه‍ ) ، وشيخ ابن شهر آشوب ، ( المتوفّى عام 588 ه‍ ) ، وكان المؤلّف ( حيّاً عام 548 ه‍ ).
قال الرازي : « علاّمة زمانه ، جمع مع علو النسب كمال الفضل والحسب ، وكان أُستاذ أئمّة عصره » ، ثمّ ذكر تصانيفه ، منها التفسير ، قال : شاهدته وقرأت بعضها عليه.(7)

جمال الدين ، أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي ، النيسابوري ، الرازي.

شيخ منتجب الدين ، وابن شهر آشوب ، وقد تعرّفت على سنة وفاتهما ، والمدفون في جوار سيدنا عبد العظيم الحسني ، له تفسيران أحدهما : عربي أشار إليه في مفتتح تفسيره الفارسي ، والآخر : فارسي في عشرة أجزاء كبار ، وهو المتداول الموسوم ب‍ « روض الجنان » ، طبع مرّتين مرّة عام ( 1323 ه‍ ) ، وثانياً عام ( 1370 ه‍ ) بتصحيح العارف الشيخ مهدي الإلهي القمشئي ، في عشرة أجزاء ، وقد طبعت ترجمة المؤلّف في الطبعة الأُولى بقلم الكاتب الأديب محمد القزويني ، والتفسير مشحون بالأبحاث الأدبية ، وما يرجع إلى القراءة وحجّتها ، وأسباب النزول ، والاحتجاج على المذهب المختار ، ولعلّ المؤلّف توفّي عام ( 550 ه‍ ) ، وربّمايقال : إنّ الرازي وضع تفسيره على منوال هذا التفسير 1 والمؤلّفان رازيّان غير أنّ الفخر متأخّر عنه قليلاً.

رشيد الدين ، أبو علي محمد بن علي بن شهر آشوب السروي ،

( المتوفّى عام 588 ه‍ ) عن مائة سنة إلاّ أربعة أشهر ، له كتاب في التفسير عبّر عنه في كتابه « معالم العلماء » ب‍ « متشابه القرآن » ، وهو كتاب نفيس منبئ عن طول باعه. يقول في مقدمة الكتاب : سألتم ـ وفّقكم الله للخيرات ـ املأ كتاب في بيان المشكلات من الآيات المتشابهات ، وما اختلف العلماء فيه من حكم الآيات ، ولعمري أنّ لهذا التحقيق بحراً عميقاً فأسأل الله المعونة على إتمامه ، وأن يوفّقني لإتمام ما شرعت فيه من كتاب أسباب نزول القرآن ، فانّ بانضمامهما يحصل جلّ علوم التفسير.
وقد طبع الكتاب في طهران سنة ( 1370 ه‍ ) ، وأمّا الكتاب الآخر الذي أشار إليه ، فلم نقف على نسخته ، وقد ترجم المؤلّف لفيف من أعلام الطائفة وغيرهم من أهل السنّة.

قطب الدين ، سعيد بن هبة الله بن حسن الراوندي ،

( المتوفّى سنة 573 ) ، المدفون بقم ، في صحن السيدة معصومة سلام الله عليها ، له « فقه القرآن في بيان آيات الأحكام » ، وربما يسمّى بأُمّ القرآن ، والكتاب مرتّب على ترتيب كتب الفقه ، ابتدأ فيه بكتاب الطهارة ، ثمّ الصلاة ، وهكذا إلى كتاب الديات ، فرغ منه سنة ( 563 ه‍ ) ، وله أسباب النزول ، وهو من مصادر كتاب « بحار الأنوار » ، صرّح به العلاّمة المجلسي وينقل عنه فيه. (8)

أبو عبد الله محمد بن هارون ،

المعروف والده بالكال أو الكيّال ، ولد عام ( 515 ه‍ ) ، وتوفّي عام ( 597 ه‍ ) ، ترجمه الجزري ( المتوفّى سنة 833 ه‍ ) ، في
طبقات القرّاء ، وترجمه ابن العماد في « شذرات الذهب » ، كما ترجمه الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل. ومن تصانيفه « مختصر التبيان في تفسير القرآن » ، وكتاب « متشابه القرآن ». (9)

الشيخ أبو جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي :

مؤلّف السرائر في الفقه ، الطائر الصيت ، ( المتوفّى عام 598 ه‍ ) له مختصر التبيان ، طبع في جزءين ، وقد فرغ منه عام ( 582 ه‍ ) ، ونسخه متوفرة. عسى أن يبعث الله بعض ذوي الهمم العالية لنشره.

برهان الدين محمد بن أبي الخير ، علي بن أبي سليمان ، ظفر الحمداني ،

مؤلّف « مفتاح التفسير » و « دلائل القرآن » ، ترجمه منتجب الدين في فهرسته ، وقال : عالم مفسّر ، صالح واعظ ، كما ترجم ولده محمد بن برهان الدين أيضاً ، ولكن بقي ولده إلى المائة السابعة ، فانّه كتب بخطه نسخة فهرست الشيخ منتجب الدين في ( 613 ه‍ ) ، كما ذكره الشيخ الشهيد الأوّل في آخر نسخته التي استنسخها عن تلك النسخة.
هذه عشرة كاملة من أعيان القرن السادس اكتفينا بهم وطوينا الكلام عن غيرهم ، وما هذا إلاّ لأنّ الغاية هي إراءة نماذج من مشاهير المفسّرين من الشيعة في كلّ قرن.

أعلام التفسير في القرن السابع والثامن

كانت نهاية القرن السادس ومجموع القرن السابع والثامن عصر البؤس والدمار وبالتالي شرّ القرون وأسوأها بالنسبة إلى المسلمين ، فقد حلّت فيها بالمسلمين فجائع ونكبات لم يسجّل التاريخ لواحد من الأُمم مثلها ، فبينما كانت الحروب الصليبية لا تزال طاحنة ومشتعلة في أواخر القرن السادس ينتصر فيها المسلمون على العدو الصليبي في فترة بعد فترة ، إذ بدأت الحملات الأُخرى من جانب الشرق على يد التتار والمغول ، فكان مختتم الحروب الصليبية مبدأ للحروب الوثنية على يد عبدة الشمس والكواكب ، وكان هذا يعكس اتّفاق الصليب والصنم وبالتالي الصليبين والوثنيين على تدمير الحضارة الإسلامية.
وفي سنة ( 616 ه‍ ) قصد چنگيزخان البلاد الإسلامية ودمّرها هو وأولاده وأحفاده ، عصراً بعد عصر ، وقد هجم هولاكو على مركز الخلافة العباسي ، بغداد عام ( 656 ه‍ ) ، ففتحوا البلد ، وقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والصبيان والمشايخ والكهول والشبّان ، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحوش وقنى الوسخ ، فبلغ عدد القتلى في نفس بغداد فضلاً عن ضواحيها 000 ، 800 قتيل.
وقد ارتكب مثل ذلك في خراسان والري وهمدان وبلد الجبل ثمّ آذربيجان إلى كثير من الأقطار والأصقاع ، ولم يتوقّف هجومهم على فتح بغداد حتى وصل جيش العدو إلى عين جالوت وغزة في فلسطين ، وكانت الأُمنية الكبرى للعدو هو الاستيلاء على الشامات ثمّ مصر ، والزحف وإن توقّف بتدبير الملك الظاهر بيبرس ، ولكنّ العدو بقى يهاجم الشام بين الحين والآخر ، وهذا هو اليافعي يقول في تاريخه في حوادث سنة ( 702 ه‍ ) :
« طرق غازان بالشام ولكن انهزم عند سور دمشق وتفرّقت جيوشه ، ثمّ جهّز غازان جيوشه فساروا إلى مرج دمشق وتأخّر المسلمون وبات أهل دمشق في بكاء واستغاثة بالله وخطب شديد وقدم السلطان وانضمت إليه جيوشه ». (10)
وقد امتدّ الدمار إلى أواخر القرن الثامن ، وقد أدّى ذلك إلى مجزرة للمسلمين عامّة والعلماء من بينهم خاصة ، فأُحرقت مكتباتهم ، ودمّرت آثارهم في ذينك القرنين ، حيث ابتدأت الحروب التترية عام ( 616 ه‍ ) ، وانتهت عام ( 807 ه‍ ) بموت تيمور لنگ الذي تظاهر هو بالإسلام وبعض من قبله ، ولكن لم تزل القلوب مضطربة باستيلاء هؤلاء على المناطق الإسلامية.
وعلى ضوء هذا التحليل الإجمالي للوضع المأساوي في ذينك القرنين لا عجب من قلّة العثور على أعلام التفسير فيهما أو قلّة العناية به جرّاء القلاقل ، حيث إنّ التأليف والتصنيف يتوقّف على توفّر الأمن والهدوء ، فلا عتب علينا إذا لم نقف إلاّ على فئة قليلة من أعلام التفسير في هذين القرنين ، ولعلّ الداثر أكثر من الباقي.
هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى لما استقرت السلطة التترية في المناطق المحتلّة وضربت بجرانها في البلاد الإسلامية أخذت تحرّك دفّة العلم باتجاه العلوم الطبيعية والرياضية وأخيراً العقلية ، فصار الغور في هذه الموضوعات ، الشغل الشاغل لأكثر العلماء المتواجدين في المناطق الشرقية من العالم الإسلامي ، ولأجل ذلك أنجبت المدارس العلمية في ذينك القرنين ( السابع والثامن ) ، بل والقرن الذي يليهما مئات الكتب حول النجوم والفلكيّات والرياضيات ، وصارت المسائل الكلاميّة مدار التفكير ، فمن مختصرات إلى مطوّلات ، ومن متون إلى شروح ، نرى أعيانها في المكتبات والمتاحف أو نقرأ أسماءها في مختلف المعاجم ، وصار ذلك هو السبب الثاني لقلّة التأليف حول التفسير إلى أواخر القرن العاشر ، ومع ذلك فنأتي بأسماء أعلام التفسير في هذه القرون :

رضي الدين علي بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي ،

المولود بالحلّة في (15) محرم من سنة ( 589 ه‍ ). أقام ببغداد زمن العباسيين خمسة عشر سنة ، ثمّ رجع إلى الحلّة ، ثمّ جاور النجف ، ثمّ رجع إلى بغداد في أوّل عصر المغول ، وتولّى النقابة من قبل نصير الدين الطوسي عن هولاكو ثلاث سنين وأحد عشر شهراً.
قال ابن الفوطي في « الحوادث الجامعة » أنَّه وليّ النقابة للطالبيين بالعراق سنة ( 661 ه‍ ) وتوفّي سنة ( 664 ه‍ ).
له مشايخ وتلاميذ كثيرون ، كما أنّ له تآليف قيّمة ، ومنها « سعد السعود في تاريخ القرآن ». (11)

السيد جمال الدين ، أحمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلي ،

من مشايخ العلاّمة الحلّي وتقي الدين الحسن بن داود صاحب الرجال ، له مؤلّفات كثيرة ، ذكرها تلميذه ابن داود في رجاله ، تبلغ إلى اثنين وثمانين مجلداً ، له خطوات مشكورة في تحقيق الرجال والدراية والتفسير ، وله شواهد القرآن ، توفي عام ( 673 ه‍ ) ، بعد أخيه رضي الدين بتسع سنين. (12)

بهاء الدين يوسف بن أبي الحسن بن أبي القاسم الديلمي الجيلاني ،

المعاصر لمحمد بن صالح بن مرتضى التيهاني الذي توفّي عام ( 675 ه‍ ) ، له تفسير ذكره القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال اليمني ( المتوفّى بصنعاء عام 1092 ه‍ ) في كتابه « مطلع البدور » ، وحكاه شيخنا المجيز في « الذريعة » ، وهو جد أبي الفضل الديلمي صاحب التفسير الذي هو من علماء القرن الثامن كما سيوافيك. (13)

مؤلّف نهج البيان عن كشف معاني القرآن ،

والمؤلّف من أعيان القرن السابع ، ألّفه لخزانة المستنصر العباسي سنة ( 640 ه‍ ) ، وذكر شيخنا المجيز مستهلّ الكتاب وهو الحمد لله ذي العزّة والجلال والقدرة والحكمة ... ، ثمّ ذكر الصلوات على خاتم الأنبياء وعلى ابن عمّه أمير المؤمنين وولديه السيدين الإمامين الحسن والحسين ، وينقل فيه عن الشيخ المفيد وعن « تبيان » الشيخ الطوسي ، ويوجد نسخ منه في العراق.

عبد الرشيد بن الحسين بن محمد الاسترآبادي

مؤلّف تأويل الآيات ، التي يتعلّق بها أهل الضلال ، ينقل عنه السيد رضي الدين علي بن طاووس ، المتوفّى سنة ( 664 ه‍ ) ، في كتابه : « سعد السعود » في تفسير لفظ « يس » ولعلّ المؤلّف من أعيان أوائل القرن السابع. (14)

عبد الرزاق بن أحمد الكاشي ،

العارف ، الحكيم ، المعاصر للعلاّمة الحلّي ، له « السراج الوهّاج في تفسير القرآن » و « تأويلات القرآن » ، وقد سرد تآليفه شيخنا في طبقات أعلام الشيعة.

العلاّمة الحلّي ،

جمال الدين حسن بن يوسف بن مطهر ، المولود عام ( 648 ه‍ ) ، والمتوفّى عام ( 726 ه‍ ) ، وهو آية من آيات الله الكبرى المشتهر بالعلاّمة على الإطلاق ، وهو أظهر من أن يعرف وأشهر من أن يذكر ، وله جهود كبرى وخطوات واضحة في العلوم الإسلامية ، وله في مجال التفسير تأليفات ثلاثة :
1. « السر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز » ، كما ذكره في فهرس كتبه في كتابه « خلاصة الأقوال في علم الرجال ».
2. « نهج الإيمان في تفسير القرآن » لخّص فيه « الكشّاف » و « التبيان » و « مجمع البيان ».
3. « تلخيص الكشاف » حكى شيخنا المجيز في الذريعة أنّه رآه بعض المطّلعين عند بعض علماء العامّة ببغداد ، ولكن يحتمل اتحاد الثالث مع الثاني. (15)

قطب الدين ، محمد بن محمد الرازي البويهي

( المتوفّى سنة 766 ه‍ ) ، تلميذ العلاّمة الحلّي ، وأُستاذ الشهيد الأوّل ( المتوفّى عام 786 ) ، له تفسيران :
1. « تحفة الأشراف » ، وهو تفسير كبير أبسط من تفسيره الآخر ، يوجد مجلّدان منه في المكتبة الخديوية بمصر من أوّله إلى آخر سورة طه ، وهو كالحاشية على الكشّاف.
2. « بحر الأصداف » ، يوجد منه نسخة في العراق في مكتبة الجوادين بالكاظمية ، فرغ منه المؤلّف سنة ( 733 ه‍ ).

ركن الدين حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآملي

له المحيط الأعظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم ، فرغ من إتمامه سنة ( 777 ه‍ ) ، وهي موجودة في الخزانة الغروية ، قد ذكر شيخنا المجيز الطهراني ثلاثة تفاسير أُخرى له وهي : « التأويلات » و « جامع الأسرار » و « منتخب التأويل ».

جمال الدين أحمد بن متوّج البحراني ،

مؤلّف « منهاج الهداية في تفسير آيات الأحكام الخمسمائة » يقول الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي في رسالته في أحوال علماء البحرين : انّ الشيخ جمال الدين كان شيخ الإمامية في وقته ، وكان من أعظم تلاميذ فخر المحقّقين ، ( المتوفّى عام 771 ه‍ ) ، واتّفق اجتماعه مع الشهيد الأوّل بمكّة ، فلمّا تناظرا غلب عليه الشهيد ، وقد توفّي الشهيد عام ( 786 ه‍ ) ، فالرجل من أعيان القرن الثامن وإن أدرك قليلاً من أوائل القرن التاسع ، وينقل عنه الفاضل المقداد ، ( المتوفّى عام 828 ه‍ ) في كنز العرفان ، والنسخة موجودة في العراق ، كما حكاه شيخنا المجيز في الذريعة. (16)

الشيخ فخر الدين أحمد بن متوّج ،

مؤلّف « النهاية في تفسير الخمسمائة آية » ، وهو أيضاً تلميذ فخر المحقّقين الذي توفّي عام ( 771 ه‍ ) ، وشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلّي ، ( المتوفّى عام 841 ه‍ ) ، وهو أيضاً من المكثرين ، له تفسيران : كبير مطوّل وصغير مختصر ، وله أيضاً كتاب الناسخ والمنسوخ وهو أيضاً من أعيان القرن الثامن وإن أدرك أوائل القرن التاسع ، ولأجل ذلك ذكرناه في مشاهير المفسرين في القرن الثامن.

أبو الفضل ، نجل الفقيه العالم بهاء الدين يوسف بن أبي الحسن الديلمي الجيلاني

الذي مرّ عند ذكر مشاهير المفسّرين في القرن السابع ، وقد ذكره القاضي أحمد بن صالح اليمني ، المتوفّى بصنعاء عام (1092) في حرف الفاء من كتابه « مطلع البدور » بعنوان المشهورين بأبي الفضل من علماء العراق ، وذكر من تصانيفه تفسير القرآن ودلائل التوحيد في الكلام ، وذكر شيخنا المجيز أنّ تفسيره كبير في مجلدين ضخمين على كيفية خاصّة ، ثمّ ذكر كيفيته ، ونسخته موجودة في النجف الأشرف ، ويكثر النقل عن احتجاج الطبرسي وتفسير الشيخ الطبرسي والكشّاف وغيرها.

فضل الله بن عماد الدولة ، أبو الخير ،

هو الوزير العالم ، مربي العلماء رشيد الدين فضل الله الهمداني الشهيد في ربيع الأوّل عام ( 718 ه‍ ). كان عالماً مهر في العلوم الطبيعية والفلسفة والرياضيات ، تلمّذ في العلوم على رضي الدين الطوسي مع زميله ابن الفوطي ، ترجم له ابن كثير في البداية والنهاية ، وتعصّب عليه كما هو ديدنه ضدّ الشيعة ، وقال : إنّه فسّر القرآن على طريقة الفلاسفة ، فنسب إلى الإلحاد ، ومن تآليفه مفتاح التفاسير ، وقيل : إنّه قرّظه مائة رجل من العلماء وله « جامع التواريخ » في ثلاثة أجزاء ، ومن آثاره « الربع الرشيدي » بتبريز.

كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن العتايقي الحلّيّ

صاحب التصانيف ، الموجود بعضها بخطّه في الخزانة الغروية منها « صفوة الصفوة » ، الذي فرغ منه سنة ( 787 ه‍ ). له « الناسخ والمنسوخ » ونسخه متوفّرة في النجف ويعبّر عن العلاّمة الحلّي في كتابه « الإيضاح » ب‍ « شيخنا المصنّف » ، فالرجل من أعيان أواخر القرن الثامن ، بسط شيخنا المجيز الكلام في ترجمته.

أعلام التفسير في القرن التاسع

أبو عبد الله مقداد بن جلال الدين عبد الله السيوري الحلّي ،

تلميذ الشهيد الأوّل وشارح الباب الحادي عشر ، ( المتوفّى عام 826 ه‍ ) ، رتّبه على مقدمة وكتب بترتيب كتب الفقه ، وخاتمة ، وقد طبع عدّة مرّات ، منها ما طبع مستقلاً سنة ( 1313 ه‍ ) ، وله تفسير « مغمضات القرآن » ، وقد رآه شيخنا المجيز في كربلاء المقدسة.

طيفور بن سراج الدين جنيد ،

المفسّر الجليل له تفسير القرآن بالحديث والرواية ، حكى شيخنا المجيز أنّه رآى تفسيره الكبير ، وقد فرغ منه يوم الغدير سنة

. كمال الدين الحسن بن محمد بن الحسن الاسترآبادي النجفي

شارح الفصول النصيريّة ، له آيات الأحكام المستخرج من كتاب عيون التفاسير الذي فرغ من مجلّده الأوّل ، سنة ( 891 ه‍ ) ، وأسماه
« معارج السؤول ومدارج المأمول » في تفسير آيات الأحكام ، واشتهر بكتاب اللباب وهو أبسط من كنز العرفان للفاضل المقداد.
يقول في أوّله : إنّه لمّا منّ الله عليه بتأليف عيون التفاسير ، استخرج منه تفسير آيات الأحكام على نهج ما ألّفه شيخه المقداد ، فهو ذو تأليفين في التفسير أحدهما : يعم جميع القرآن ، والآخر : يختصّ بآيات الأحكام ، وهو من تلاميذ الفاضل المقداد ، ومن الكتاب نسخة في المكتبة الرضوية وغيرها.

أعلام التفسير في القرن العاشر

حسين بن علي الواعظ الكاشفي

مؤلّف « جواهر التفسير لتحفة الأمير » ألّفه باسم الوزير الأمير نظام الدين علي شير ، قدّم فيه أربعة أُصول فيها اثنان وعشرون عنواناً من الفنون المتعلّقة بتفسير القرآن وفضله وأنواعه ، ثمّ شرع التفسير من سورة الفاتحة ، وله تفسير آخر أسماه ب‍ « المواهب العليّة » ، وقد توفّي عام ( 910 ه‍ ).

كمال الدين الحسين بن شرف الدين ،

عبد الحقّ الأردبيلي ، المعروف بالإلهي ، توفّي عام ( 950 ه‍ ) ، وعبّر في كشف الظنون عنه بتفسير الأردبيلي ، وفي رياض العلماء أنّ هذا التفسير كبير لتمام القرآن الشريف ، وهو في مجلدين. 3

عبد العلي ابن نظام الدين محمد بن الحسين البيرجندي

، ( المتوفّى عام 922 ه‍ ) ، له شرح تحرير المجسطي وجاء في خطبته : مسلماً على الأئمّة المنتجبين المكرمين المتشرقين بتشريف ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) و ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ) له « شرح الدر النظيم في خواص القرآن العظيم » ألّفه سنة ( 901 ه‍ ) ، وقد أتمّ بعض كتبه سنة ( 932 ه‍ ).

علم النجفي ابن سيف بن منصور الحلّي

صاحب كنز الفوائد المنتخب من كتاب « تأويل الآيات الباهرة » انتخبه منه سنة ( 937 ه‍ ) في المشهد الغروي.
- محمّد خواجه كي ، شيخ ابن أحمد الشيرازي ، مؤلّف شرح باب حادي عشر ، ألّفه سنة ( 952 ه‍ ) ، له مختصر مجمع البيان. 3
- أبو المحاسن ، الحسين بن الحسن ، يعرّفه عبد الله الأفندي بقوله : فاضل عالم متكلّم محدث مفسّر. كان من مشاهير الإمامية ، ومن مؤلّفاته كتاب « جلاء الأذهان في تفسير القرآن » وهو تفسير حسن كثير الفوائد.
أقول : قد طبع الكتاب في عشرة أجزاء بتصحيح وتعليق المحقّق السيد جلال الدين الحسيني الارموي قدس‌سره ، والكتاب من حسنات الدهر ، والمؤلّف من علماء القرن العاشر ، كما حقّقه المصحح في المقدمة ، فمن أراد فليرجع إليه ، وفيه فوائد أُخرى لا غنى للباحث عنها.
عبد الجليل القارئ ، ابن أحمد الحسيني ،
له شرح القصيدة الجزرية في التجويد ، سمّاه في آخره « الفوائد » ، وفرغ منه أوائل رجب عام ( 972 ه‍ ) ، وله شرح الناسخ والمنسوخ تأليف ابن المتوج البحراني.

المحقّق الأردبيلي ، أحمد بن محمّد ،

المتوفّى في صفر ( 993 ه‍ ) ، أُستاذ الفقهاء والمجتهدين ، صاحب التصانيف الكثيرة ، مثل « مجمع الفائدة » وهي دورة فقهية تشتمل على جميع أبواب الفقه إلاّ النكاح و « زبدة البيان في تفسير آيات أحكام القرآن » تفسير مشحون بالتحقيق.

فتح الله بن شكر الله الكاشاني ،

( المتوفّى عام 988 ه‍ ) وقيل : ( 997 ه‍ ) ، له « منهج الصادقين في تفسير القرآن المبين » ، طبع مرّة في ثلاث مجلدات كبار ، وأُخرى في عشرة أجزاء ، وله « خلاصة المنهج » ، فرغ من بعض أجزائه أعني سورة الأنفال سنة ( 984 ه‍ ). وله شرح « نهج البلاغة » مطبوع.
-غياث الدين ، المفسّر الزواري ، المعاصر للمحقّق الكركي ، أُستاذ أبي الحسن علي بن الحسن الزواري ، المفسّر المشهور وينسب إليه « تفسير الگازر » المعروف.
- الأمير أبو الفتح بن الأمير مخدوم بن الأمير شمس الدين محمد بن الأمير السيد الشريف الحسيني الجرجاني ، ( المتوفّى سنة 986 ه‍ ) ، مؤلّف « تفسير شاهي » تفسير لآيات الأحكام ، ألّفه باسم الملك طهماسب الصفوي ، توجد منه نسخة خطّية في الخزانة الرضويّة ، وقد طبع أخيراً في عدّة أجزاء في تبريز(17)

أعلام التفسير في القرن الحادي عشر

إنّ السابر في التفاسير المؤلّفة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر يرى ـ بوضوح ـ أنّه قد سادت على الأوساط الشيعيّة في هذه الظروف نزعتان مختلفتا المنحى ومتضادتا المنهج لا تجد لهما مثيلاً في العصور السابقة ، وهاتان النزعتان هما :
1. النزعة العقليّة البحتة التي تدفع المفسّر إلى الاهتمام بالآيات الواردة في المبدأ والمعاد والأسماء والصفات وما يمت إليهما بصلة ، ويضرب ـ في ظلّها ـ عمّا سواها صفحاً ، ولا ينظر إليه إلا نظرة خاطفة كأنّ القرآن كتاب عقلي فلسفي لا يهتم إلاّ بالمسائل العقليّة ، ولا شأن له بمسائل المجتمع وما تدور عليه رحى الحياة.
2. النزعة الأخبارية التي لا تهتم إلاّ بنقل الروايات وجمعها من مختلف الكتب من دون تحقيق في اسنادها ومتونها حتى ألّف في هذه الظروف أكبر المجاميع الروائية حول التفسير التي لا يشذ منها من أحاديث التفسير إلاّ النزر اليسير.
وقد كان لهاتين النزعتين تأثير خاصّ في تطوّر التفسير في تلك العصور ، ولما قضى الأُستاذ الأكبر المحقّق البهبهاني ( المتوفّى 1206 ه‍ ) على النزعة الاخبارية التي تتسم بالقشرية والسطحية في أواخر القرن الثاني عشر ومستهلّ القرن الثالث عشر عزت العناية بالتفسير الروائي وتوفرت الدوافع نحو التفسير العلمي الذي يهتم بأكثر المسائل التي يتوقّف عليها فهم الآيات ، فراج منهج الشيخ الطوسي في تبيانه ، والطبرسي في مجمعه ، خصوصاً في أواخر القرن الثالث عشر ومستهلّ الرابع عشر.
نعم حدثت رجّة عنيفة في أواسط القرن الرابع عشر ودفعت الضرورات الاجتماعية إلى تطوير المنهج التفسيري كما سيوافيك بيانه ، وإليك اعلام التفسير في القرن الحادي عشر :
- محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي ،
المجاور لبيت الله الحرام ، والمتوفّى فيه سنة ( 1026 ه‍ ) ، صاحب الكتب الرجالية الثلاثة ، له شرح آيات الأحكام.
-. بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ،
الطائر الصيت ( المتوفّى 1030 ه‍ ) له تفاسير ثلاثة :. العروة الوثقى طبع مع مشرق الشمسين في طهران ( 1321 ه‍ ) ، وقد صرّح في أوائله بحاشيته على تفسير البيضاوي ، فيظهر أنّه كتبه بعده ،. عين الحياة ، وهو تفسير مزجيّ نظير تفسير الصافي ،. ما قد عرفت من حاشيته على تفسير البيضاوي ، وقد كثرت التحشية من أصحابنا على ذلك التفسير.
-. الشيخ جواد بن سعد الله الكاظمي ، تلميذ شيخنا البهائي له « مسالك الأفهام في آيات الأحكام » ، طبع في جزءين ، صنّفه عام ( 1043 ه‍ ) ، وللشيخ عبد القاهر الحويزي المعاصر للشيخ المحدّث الحر العاملي تعلقيات على ذلك الكتاب.
- صدر المتألهين محمد بن إبراهيم الشيرازي ( المتوفّى 1050 ه‍ ) ، فله من التفاسير تفسير « الاستعاذة » والفاتحة وسورة البقرة إلى قوله : ( كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) ، ثمّ تفسير آية الكرسي ، ثمّ آية النور ، ثمّ سورة الم السجدة وياسين والواقعة والحديد والجمعة والطارق والأعلى والزلزال ، ثمّ آية ( وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ، و ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) وهو مقدّمة لتفسيره ، طبع من تفاسيره عدّة أجزاء في قم المشرّفة. (18)
-. محمد الرضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي ،
مؤلّف كشف الآيات الذي فرغ منه في ( 1067 ه‍ ) ، وله تفسير كبير أسماه ب‍ « تفسير الأئمّة لهداية الأُمّة » ، حكى شيخنا المجيز عن بعض المطّلعين أنّه في ثلاثين مجلداً ، وقال : رأيت مجلّدين منها الأوّل : مجلد كبير ضخم بدأ فيه بمقدمات التفسير فيما يقرب من عشرين فصلاً فيما يتعلّق بالقرآن ، ثمّ شرع في تفسير الفاتحة الخ ، والمجلد الثاني : مجلد ضخم كبير من أوّل سورة التوبة إلى آخر سورة هود. ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الذريعة.
- الحكيم العارف علي قلي ، المولود عام ( 1020 ه‍ ) ، المعاصر للفيض الكاشاني ، له تفسير « خزائن جواهر القرآن » ، ذكر في أوّله أنّه تضرّع إلى الله في أن يوفّقه لجمع جميع ما في القرآن من آيات التوحيد والإيمان والأحكام والقصص والمواعظ والحكم وخلق السماوات والأرض وأحوال الرجعة والبرزخ والحشر والنشر والجنة والنار وايراد تفاسيرها المرويّة وتحقيق كلمات الروايات المفسّرة جملة جملة ، فوفّقه الله وشرع في التأليف في رمضان ( 1083 ه‍ ) ، توجد نسخة خط المؤلّف في قم.
- عبد الوحيد بن نعمة الله الاسترآبادي ، العارف المتكلّم تلميذ شيخنا البهائي ، له أسرار القرآن في تفسير كلام الله العزيز ، ذكره صاحب الرياض مع سائر تصانيفه البالغة إلى ما يقرب من الستين.
-. فخر الدين بن محمد الطريحي النجفي ، ( المتوفّى عام 1085 ه‍ ) ، له« كشف غوامض القرآن » ، وتقدّم له غريب القرآن.
-. تاج الدين الحسن بن محمد الاصفهاني ، ( المتوفّى سنة 1085 ه‍ ) ، والد الفاضل الهندي صاحب « كشف اللثام » ، المتوفّى سنة ( 1135 ه‍ ) ، له « البحر المواج » في تفسير القرآن ، كثير الفوائد.
-. المحدّث الفيض الكاشاني ، محمد بن مرتضى ( المتوفّى 1091 ه‍ ) ، له تفاسير ثلاثة : الصافي ، الأصفى ، والمصفّى ، والثاني ملخّص الأوّل والثالث ملخّص الثاني ، وقد طبع الأوّل والثاني ولكنّ الثالث بعد مخطوط.
-. عبد علي الحويزي ، استاد المحدّث الجزائري ، الذي توفّي سنة ( 1112 ه‍ ) ، له تفسير نورالثقلين ، فسّر القرآن على هدى الروايات عن أئمّة أهل البيت ، وهو من المجامع الكبيرة للتفسير بالأثر ، فرغ من الجزء الأوّل الذي ينتهي إلى آخر الأعراف في النجف سنة ( 1065 ه‍ ) ، ومن الجزء الثاني في ( 1066 ه‍ ) ، والثالث أيضاً في تلك السنة ، ومن الرابع في ( 1072 ه‍ ) ، وتوفّي في حياة الشيخ الحرّ العاملي ، كما يظهر من « أمل الآمل » للشيخ الحرّ العاملي ، المؤلّف سنة ( 1091 ه‍ ) ، وطبع الكتاب أخيراً في خمسة أجزاء ضخام.ونكتفي من أعلام التفسير في هذا القرن بهذه العشر الكاملة.

أعلام التفسير في القرن الثاني عشر

-. السيد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني ،
( المتوفّى سنة 1107 ه‍ ) أو ( 1109 ه‍ ) ، مؤلّف « البرهان في تفسير القرآن » ، طبع عام ( 1302 ه‍ ) في جزءين كبيرين ، وطبع أخيراً في أربعة أجزاء ، جمع فيه شطراً وافراً من الأحاديث المأثورة عن أئمّة أهل البيت في تفسير الآيات القرآنية ، وله تفسيران آخران تفسير الهادي ، وتفسير نور الأنوار والهداية القرآنية ، والكلّ على نمط واحد. قال صاحب الرياض : إنّ له ما يساوي خمساً وسبعين مؤلّفاً بين صغير وكبير ووسيط أكثرها في العلوم الدينيّة ، ويقال له : « العلاّمة البحريني ».
-. محمد بن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي المشهدي ،
( المتوفّى عام 1113 ه‍ ) ، صاحب « التحفة الحسينية في عمل السنة » ، له « كنز الحقائق وبحر الدقائق » في تفسير القرآن ، وقد قرّظه جمال المحقّقين الخوانساري والعلاّمة المجلسي ، وإليك نصّ الأخير : « لله در المولى ، الأولى ، الفاضل ، الكامل ، المحقّق ، المدقّق ، البدل ، النحرير ، كشّاف دقائق المعاني بفكره الثاقب ، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب » ، وقد طبع الكتاب محقّقاً بتقديم زميلنا العلاّمة محمّد هادي معرفة يقول ـ في تقديمه في حقّ الكتاب ـ : إنّ تفسيره هذا مقتبس من تفسير البيضاوي والطبرسي والزمخشري وحواشي العلاّمة البهائي ، وقد جمع فيه من لباب البيان وعباب التعبير ما وجده في التآليف السابقة ، وقد قامت بنشر خمسة أجزاء منه مؤسّسة النشر الإسلامي شكر الله مساعيها الجميلة.
-. السيد نعمة الله بن عبد الله التستري ( الجزائري )
( المتوفّى 1112 ه‍ ) ، له « العقود والمرجان في تفسير القرآن » في ثلاث مجلّدات. قال في رياض العلماء : إنّه يبلغ سبعين ألف بيت ، فرغ منه عام ( 1102 ه‍ ).
-. محمد إسماعيل بن الأمير محمد باقر الاصفهاني
المولود (1031) ، والمتوفّى ( 1116 ه‍ ) ، كان مدرّساً بالجامع العباسي باصفهان ، له التفسير الكبير في أربعة عشر مجلّداً ترجمه الجَزّي في « تذكرة القبور ».
- الشيخ علي بن حسين العاملي ،
له « الوجيز في تفسير القرآن العزيز » وهو مختصر نافع كاف في معرفة ما يتوقّف عليه فهم المعنى من وجوه الإعراب واختلاف القراءات ، فرغ منه مؤلّفه في ( 1118 ه‍ ) ، وفي بعض النسخ فرغ منه سنة ( 1120 ه‍ ) توجد نسخ منه في النجف الأشرف.
- أحمد بن الحسن بن علي الحر العاملي ، أخو الشيخ الحرّ العاملي
المعروف ، ذكر تفسيره أخوه في كتابه « أمل الآمل » ، وكان حيّاً إلى سنة ( 1120 ه‍ ).
- أبو الحسن بن شيخ محمد طاهر الفتوني النباطي العاملي الغروي
له كتاب « مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار » ، وقد طبع الجزء الأوّل منه وحده في إيران ونسخه متوفرة في العراق ، وقد طبع الجزء الأوّل باسم « عبداللطيف الكازروني » وهو من هفوات الناشر.
-. بهاء الدين محمد بن تاج الدين الحسن بن محمد الاصفهاني ، المولود ( 1062 ه‍ ) ، والمتوفّى بها ( 1135 ه‍ ) ، وصفه في الروضات بأنّه كبير مبسوط.
-. عبد الله الأفندي بن عيسى التبريزي ، ثمّ الاصفهاني ، له « الأمان من النيران » في تفسير القرآن والمؤلّف حجة التاريخ وبحّاثة عصره ، له أثره الخالد « رياض العلماء » الذي بدأ بتأليفه سنة ( 1106 ه‍ ) ، وتوفي حدود ( 1130 ه‍ ) ويصف السيد عبد الله التستري في إجازته الكبيرة هذا التفسير بقوله :
مشتمل على أكثر الأخبار المرويّة عن أهل البيت عليهم‌السلام في تفسير القرآن وآياته.
-. محمد بن علي النجار التستري ، ( المتوفّى 1140 ه‍ ) ، له « التفسير الكبير » وهو من تلاميذ المحدّث الجزائري ويسمّى ب‍ « مجمع التفاسير ».
تلك عشرة كاملة في هذا القرن نكتفي بها ونحيل تسجيل أسماء الباقين إلى عهدة المعاجم.

أعلام التفسير في القرن الثالث عشر

دخل القرن الثالث عشر وقد ارتج الغرب بنهضة علمية عظيمة بهرت العيون وأدهشت العقول واتسم بتسليط الضوء على عالم الطبيعة وطرح المسائل الحيوية في مجال العلوم الإنسانية ، ولكن ـ يا للأسف ـ كان السبات والذهول عمّا يجري في ذاك الجانب من العالم سائداً على الشرق وعلمائه ، ولأجل ذلك نرى أنّ ما أُلّف في هذا العصر من التفاسير كان استمراراً للخطوط السابقة ، فالتفسير في هذا القرن إمّا تفسيرٌ بالأثر المحض ، أو تفسير علمي مقتصرٌ على موضوعات خاصّة ، مع أنّهم كانوا أمام بحر موّاج بالحقائق العلمية ، لا يدرك غوره ولا يمكن الوصول إلى أعماقه ولا ينتهي ما فيه من الأسرار والعجائب ، وإليك أسماء أعلام التفسير في ذلك القرن على وجه الإيجاز.
-. الشيخ عبد النبي الطسوجي ، وطسوج من مضافات « خوي » ، وهو تلميذ المقدّس رفيع الدين الجيلاني المشهدي ، ( المتوفّى عام 1160 ه‍ ) ، وأُستاذ علاّمة عصره الشيخ حسن الزنوزي ، له تفسير كبير وفيه نكات بديعة ، أكثر النقل عنه الشيخ الزنوزي في موسوعته « رياض الجنة » ، توفّي عام ( 1203 ه‍ ).
-. السيد عبد الله بن محمد رضا العلوي الحسيني الشهير بالشبّر
، المولود بالنجف سنة ( 1188 ه‍ ) ، والمتوفّى عام ( 1242 ه‍ ) ، كان فقيهاً محدّثاً مفسّراً ، آية في الأخلاق عكف مدّة حياته العلمية على التأليف والتصنيف ، له « صفوة التفاسير » و « الجوهر الثمين في تفسير القرآن المبين » و « التفسير الوجيز » ، وهذا الأخير هو المعروف الموجود في أيدي الناس ، وقد طبع مراراً
-. محمد جعفر الاسترآبادي ، المعروف ب‍ « شريعتمدار » ،
المتوفّى عام ( 1263 ه‍ ). حكى شيخنا المجيز أنّه رآى بعض أجزائه وهو من أوّل سورة الكهف إلى آخر سورة الأحزاب ، وتاريخ كتابة النسخة ( 1261 ه‍ ) ، وله تفسير آخر على وجه الاختصار أسماه « مظاهر الأسرار ».
-. السيد محمد تقي بن مير مؤمن القزويني
المتوفّى عام ( 1270 ه‍ ) ، له خلاصة التفاسير وهو موجود في مدينة قزوين عند أحفاده.
-. السيد محمد مهدي بن محمد جعفر الموسوي التنكابني ، له « خلاصة التفاسير » ، كما أنّ له خلاصة الأخبار ، وقد طبع الثاني ، عام ( 1275 ه‍ ).
-. الشيخ صالح بن محمد البرغاني القزويني ، المتوفّى بالحائر عام ( 1275 ه‍ ) ، له تفاسير ثلاثة : الكبير وأسماه « بحر العرفان » في سبعة عشر مجلّداً ، و« الوسيط » في تسعة أجزاء و« الصغير » في مجلّد واحد1 ، وقد طبع منه مجلّد واحد في النجف الأشرف.
-. السيد حسين بن السيد رضا الحسيني البروجردي ، صاحب « نخبة المقال » المشهور الذي شرحه المولى علي العلياري ، توفّي عام ( 1276 ه‍ ) ، وله تفسير خرج منه مجلّد كبير في مقدّمات التفسير وتفسير سورة الفاتحة وقسم من سورة البقرة.

أعلام التفسير في القرن الرابع عشر و ...

حلّ القرن الرابع عشر وقد خطا الغرب خطوات واسعة في الصناعة والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية وفي مجالات مختلفة لاتمتّ إلى الدين بصلة وأبدىٰ فيه نظريات إلحادية ، ورفع كثير من الغربيّين عقيرتهم بنفي العوالم الغيبية والانتصار لأصالة المادّة.
ولقد وصلت أمواج هذه الهزاهز إلى الشرق الذي استيقظ بعد سبات طويل ، فواجه العلماء وفي مقدّمتهم المفسّرون آراء ونظريات في بدء الخليقة ، وتكوّن العالم بما لا يوافق ظواهر القرآن فضلاً عن نصوصه ، كما واجهوا أفكاراً جديدة ونظريات مادّية بحتة في تحليل النبوّة واتصال الإنسان المثالي بعالم الغيب والوحي النازل عليه والشريعة المأمور بتبليغها.
إنّ وفود هذا النوع من التفكير المزيج بسوء الظنّ بالغيب والمعارف الإلهية ، بعث المفسّرين الإسلاميين من سنّيهم وشيعيّهم إلى التطوير في المنهج التفسيري ، وإيداع مسائل جديدة في كتبهم باحثين عنها ومخضعين إياها للمشراط العلمي ، وهم في ذلك بين مُفرط ومفرّط ومقتصد ، فأفرط بعض في تأويل الآيات حسب الأُسس الطبيعية والنواميس الكونية المكتشفة ، غافلاً عن أنّ هذه الآراء والمكتشفات فرضيات متزلزلة ، سوف تتبدّل إلى آراء غيرها ، كما فرّط بعضهم فتمسّك بالأُصول الموروثة عن الأغارقة حول السماء والعالم ، وهناك طبقة وسطى مشوا بين الخطّين ، فلم يمنعهم التعبّد بالقرآن عن التنسيق بين الوحي القرآني والنظريات القطعية الحديثة التي ثبتت بوضوح ، وأيّده الحسّ والتجربة.
لقد أثّرت الحضارة الغربية على المناهج التفسيرية ، فأدخلت في التفسير جملة من المسائل الفلسفية والطبيعية والاجتماعية والنفسية والمسائل العائلية إلى غير ذلك ممّا تقوم عليه الحياة في هذه الأعصار ، فصار ذلك سبباً لبروز لون خاصّ من التفسير لم يكن معهوداً في القرون السابقة ، كما أنّ ذلك صار سبباً لرجوع المسلمين إلى القرآن من جديد كيما يتخلّصوا بفضله من التيّارات الالحاديّة ، فأُلّفت في ذلك القرن تفاسير لا يحيط بها الباحث إلاّ بشدّ الرحال إلى البلاد وتسجيل أسمائها في رسالة مفردة ، ولإيقاف القارئ على نزر يسير من الجهود العلميّة التي نهض بها علماء الشيعة في هذا القرن ، نأتي بأسماء أعلام التفسير فيه ونخصّ بالذكر المؤلّفين باللغة العربية. والّتي طبعت وانتشرت في البلاد ، ونترك المخطوط والمؤلّف بغير اللغة العربية لضيق المجال.
-. الشيخ محمد حسين بن الشيخ باقر البروجردي ، له « أسرار التنزيل » اختاره من تفسيره الكبير ، وتوفّي في نيف وثلاثمائة بعدالألف.
-. العلاّمة السيد نور الدين العراقي ( المتوفّى عام 1341 ه‍ ) ، له « القرآن والعقل » ، طبع في ثلاثة أجزاء ، وهو تأليف منيف مبتكر في بابه.
-. المجاهد الكبير ، الشيخ محمد جواد البلاغي ، ( المتوفّى عام 1352 ه‍ ) ، وقد أفنى عمره في الذبِّ عن المذهب ، وكافح الآراء المادية ، كما ناضل المسيحية بكتبه القيّمة ك‍ « الرحلة المدرسية » ، و « الهدى إلى دين المصطفى » وله « آلاء الرحمن في تفسير القرآن ». خرج منه جزءان.
-. السيد علي بن الحسين الحائري ( 1270 ـ 1353 ه‍ ) من تلاميذ المجدّد الشيرازي ، مؤلف « مقتنيات الدرر وملتقطات الثمر » ،طبع في اثني عشر مجلّداً في سنة 1377 ـ 1381 ه‍.
-. العلاّمة السيد محمد مولانا ، ( المتوفّى عام 1363 ه‍ ) ، له « التفسير الوجيز » وهو على غرار تفسير الجلالين ، طبع وانتشر في تبريز.
-. العلاّمة الحجّة المفسّر الكبير ، السيد محمد حسين الطباطبائي ( المتوفّى عام 1402 ه‍ ) له « الميزان في تفسير القرآن » وهو في عشرين جزءاً ، يرى القارئ فيه تطويراً في التفسير وآفاقاً مفتوحة أمامه ، وقد قرّظه مشايخ الأزهر وأعلام الأُمّة ، طبع بعض التقاريظ في أوائل الجزء الخامس من الميزان.
-. العلاّمة الحجّة ، الشيخ محمد جواد مغنيه ( المتوفّى محرم 1400 ه‍ ) ، ذلك الكاتب الكبير ، في مجالات مختلفة ، له « الكاشف في تفسير القرآن » ، صدر في سبعة أجزاء وطبع في بيروت ، وله تفسير آخر وجيز كتبه للشباب ، وطبع في بيروت.
-. المحقّق الكبير السيد أبو القاسم الخوئي النجفي ( المتوفّى سنة 1413 ه‍ ) ، المرجع الأعلى للشيعة ، له « البيان في تفسير القرآن » صدر منه جزء واحد.
. العلاّمة الحجّة الشيخ محمد باقر الناصري ، أحد علماء العراق المجاهدين المناضلين للبدع والاضطهاد. له تلخيص مجمع البيان في ثلاثة أجزاء ، مطبوع.
-. العلاّمة الحجّة الشيخ حسن المصطفوي ، أحد الباحثين المعاصرين ، له « التحقيق في كلمات القرآن » خرجت منه تسعة أجزاء ، وهو كتاب لطيف يهتم بتبيين لغات القرآن على وجه بديع.
-. العلاّمة الحجّة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، له التفسير الأمثل في عشرين جزءاً ، طبع وانتشر في بيروت.
-. المحقّق الشيخ محمد هادي معرفة ، أحد المولعين بعلوم القرآن ، له « التمهيد في علوم القرآن » صدرت منه سبعة أجزاء.
-. العلاّمة الحجّة السيد عبد الأعلى السبزواري النجفي ، أحد المدرسين الكبار في حوزة النجف الأشرف ، له « مواهب الرحمن في تفسير القرآن » ، خرجت منه عدّة أجزاء.. العلاّمة الحجّة السيد محمد حسين فضل الله ، من أكابر علماء لبنان ، له « من وحي القرآن » خرج في عشرين جزءاً.
-. العلاّمة الحجّة السيد محمد باقر الأبطحي ، له « المدخل إلى التفسير الموضوعي » وقد صدر منه ثلاثة أجزاء.
-. العلاّمة المفضال الشيخ محمد السبزواري ، له « الجديد في تفسير القرآن المجيد » في سبعة أجزاء. وهو تفسير ، حديث في أُسلوبه ، جميل في عباراته.
-. كاتب هذه السطور جعفر السبحاني ، له « مفاهيم القرآن » ، خرجت منه عشرة أجزاء وهو تفسير موضوعي.
هؤلاء أعلام التفسير وقد اكتفينا بهم مع أنّ عدد أعلام التفسير فضلاً عن غيرهم يتجاوز عن ذلك ، غير أنَّ المجال لا يسع أكثر من ذلك.
المصادر :
1- رجال النجاشي : 2 / 326؛ الذريعة : 7 / 32 برقم 260؛ وفيّات الأعيان : 4 / 416 ، ؛ الغدير : 4 / 198
2- رجال النجاشي : 2 / 327 برقم 1068؛ فهرست الطوسي : برقم 710؛ البداية والنهاية : 12 / 15 ؛ تاريخ بغداد : 3 / 231 برقم 1299.
3- رجال النجاشي : 2 / 102 برقم 706 ؛ فهرست الطوسي : 99 ؛ الخلاصة : 46 ؛ التفسير والمفسّرون : 404. .
4- فهرست منتجب الدين : 166 برقم 395 ، وص 191 برقم 511.
5- شهداء الفضيلة : 38.
6- التفسير والمفسّرون : 2 / 104.
7- البحار : 104 / 135 ، ويروي عنه بواسطة أبيه عن السيد صفي الدين ، عنه ؛ فهرست منتجب الدين : 144.
8- روضات الجنات : 4 / 6 ؛ بحار الأنوار : 1 / 12.
9- شذرات الذهب : 4 / 333 ؛ أمل الآمل : 2 / 311 برقم 947. لاحظ الذريعة : 4 / 245
10- مرآة الجنان : 4 / 264 ـ 235.
11- الحوادث الجامعة : 107 ؛ الأنوار الساطعة : 117.
12- فهرست منتجب الدين : 161 ؛ الذريعة : 8 / 252 برقم 1038 و 21 / 323 برقم 5287.
13- مطلع البدور كما في الذريعة : 4 / 322.
14- الذريعة : 24 / 414.. الذريعة : 4 / 303 برقم 1128.
15- خلاصة الأقوال : 46 ، ط النجف ؛ الذريعة : 12 / 170 برقم 1138 و 24 / 412 برقم 217 و 4 / 425 برقم 1873.
16- الذريعة : 23 / 108 برقم 8558 و 4 / 246 برقم 1192 ولاحظ : طبقات أعلام الشيعة في المائة الثامنة : 8.
17- . روضات الجنات : 1 / 79 ، وغيره.. إحياء الداثر : 43 ، الذريعة : 4 / 309. 3. الذريعة : 4 / 277 برقم 1278.
18- . الذريعة : 15 / 252 برقم 1626 ، و 12 / 227 برقم 1484.


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

صلاة ألف ركعة
العلاقة بين المصحف العلوي والقرآن المتداول اليوم
في رحاب نهج البلاغة – الأول
حد الفقر الذی یجوز معه اخذ الزکاة
ومن وصيّة له لولده الحسن (عليهما السلام): [يذكر ...
شبهات حول المهدي
الدفن في البقيع
ليلة القدر خصائصها وأسرارها
آداب الزوجین
مفاتيح الجنان(600_700)

 
user comment