عربي
Saturday 20th of April 2024
0
نفر 0

سورة قريش و الماعون

سورة قريش و الماعون


سميت ب «لإيلاف» أيضا، لاشتمالها على اللفظتين، و هي كسائر السور المكية بصدد معالجة قضية العقيدة، و لما ذكر سبحانه دفعه الأعداء عنهم، ألحق بذلك لطفه عليهم بإطعامهم و تهيئة أسباب العيش لهم.
 [1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ابتداء باسم الإله الأول قبل كل شي‌ء، ليكون شعارا للمسلم المعترف بذلك، الرحمن الرحيم، الذي يتفضل بالرحمة المتكررة في الدنيا و الآخرة على عباده.                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 738
 [سورة قريش (106): الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
 [2] لِإِيلافِ قُرَيْشٍ من «آلف» نقيض «أوحش» يعني من أجل أن جعل اللّه الحرم و طرقه آمنا حتى ألف قريش أن يذهب إلى الشام و إلى اليمن، في أمن و دعة، بلا استيحاش و خوف.
 [3] إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ أي رواحهم في الشتاء إلى اليمين لأجل التجارة وَ الصَّيْفِ أي رواحهم في الصيف إلى الشام لأجل التجارة، و هذا توضيح لقوله «لإيلاف قريش».
 [4]لْيَعْبُدُوا
 هذا متعلق «لإيلاف» أي ليعبد قريش‌بَّ هذَا الْبَيْتِ‌
 إله الحرم لأجل ما صنع لهم من الألفة و الأمن، حتى ألفوا السفر في كل سنة بلا خوف و لا وحشة، فقوله «لإيلاف» متعلق بقوله «فليعبدوا».
 [5] ثم بين بعض أوصافه سبحانه مما تخصهم بقوله: الرب الَّذِي أَطْعَمَهُمْ أي طعم مِنْ جُوعٍ بما سبب لهم من الأرزاق في رحلتي الشتاء و الصيف وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ بما هيأ لهم حرما آمنا، لا يلقون فيه إلا الأمن حيث يختطف الناس من حولهم، و معنى «من»: بعد، أي أطعمهم بعد الجوع، و آمنهم بعد الخوف، أو بمعنى «من حيث» أي من هاتين الناحيتين- و هذا أقرب بالنسبة إلى الموضوع- قال القمي: نزلت في قريش، لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن و رحلة في الصيف إلى الشام، و كانوا يحملون من مكة الأدم و اللب و ما يقع من ناحية البحر من الفلفل                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 739
 و غيره، فيشترون من الشام الثياب و الدرمك «و هو دقيق الحبوب» و الحبوب، و كانوا يتألفون في طريقهم و يثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش، و كان معاشهم من ذلك، فلما بعث اللّه نبيه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم استغنوا عن ذلك، لأن الناس وفدوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حجوا إلى البيت «1».
__________________________________________________
 (1) تفسير القمي: ج 2 ص 444.
                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 740
107 سورة الماعون مكيّة أو مدنيّة/ آياتها (8)
سميت السورة بهذا الاسم، لاشتمالها على لفظة «الماعون»، و في كونها مكية أو مدنية خلاف، و على كل فهي بصدد بيان العقيدة و ما إليها، و إذ تقدم في السورة السابقة نعمة اللّه على قريش، جاءت هذه السور لتردعهم عن الكفر و العصيان. بعد إسباغ تلك النعم الجليلة عليهم.
 [1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ نستعين باسم «اللّه» ليكون سبحانه عونا لنا في مهام الحياة، و في ما بعد الممات، ذي الرحمة الشاملة التي وسعت كل شي‌ء، فتعم الأشياء عامة، و المؤمنين خاصة.                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 741
 [سورة الماعون (107): الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌
أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَ لا يَحُضُّ عَلى‌ طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5)
 [2] أَ رَأَيْتَ يا رسول اللّه، أو أيها الرائي الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ أي بيوم القيامة. فإن «الدين» بمعنى الجزاء، أو المراد بدين الإسلام و هذا استفهام تعجبي. يعني كيف أنه يكذب مع كثرة الآيات الدالة على صحة الدين و وقوعه.
 [3] فَذلِكَ الإنسان المكذب بالدين، هو الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ «الدع» هو الدفع بشدة، أي يدفع اليتيم فلا يحسن إليه، فإن التكذيب بالدين يلازم الأعمال البشعة القاسية.
 [4] وَ لا يَحُضُّ عَلى‌ طَعامِ الْمِسْكِينِ أي لا يحث الناس على إطعام الفقراء الذين أسكنهم الفقر عن الحركة و العمل، و «الحض» و إن لم يكن واجبا- في غير مورد الأمر بالمعروف و ما أشبه- إلا أن ذلك دليل القساوة و نضوب معين الفضيلة من القلب، مما لا يكون إلا من ملازمات الكفر، و قد ورد إن بعض كفار قريش كان كذلك إذا جاءه يتيم يطلب رفده طرده بقساوة، و هكذا كان بالنسبة إلى المساكين.
 [5] و إذا كان «دعّ اليتيم» و «عدم الحض على طعام المساكين» موجبا للذم و التوبيخ، فمن يعمل باسم الإسلام و هو بعيد عنه كان أولى بالذم و التوبيخ، إذ المنافق أسوأ حالا من الكافر فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ.
 [6] الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ أي غافلون غير مبالين بها إذ عدم المبالاة يلازم السهو.                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 742
 [سورة الماعون (107): الآيات 6 الى 7]
الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7)
 [7] الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ فإذا صلوها صلوا للرياء لا للّه سبحانه. و قال بعض: إن المعنى أنهم إن لم يكن أحد لم يصلوا، و إن كان أحد صلوها ليراؤوه.
 [8] وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ و هو كل ما فيه منفعة للناس، أي يمنعون خيرهم و رفدهم- و ذلك مما يلازم عدم الإيمان الراسخ في القلب.
                        تقريب القرآن إلى الأذهان، ج‌5، ص: 743


source : دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

جنة آدم عليه السلام
الإقتباسات القرآنية في أشعار المواكب الحسينية (1)
ما هي ليلة الجهني، و لماذا سُمِّيت بالجهني؟
من أذكار الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
الشعائر الحسينية‌ العامة‌
الارتباط بالمعصومين(ع) و أقسامها
النتائج الأخروية للارتباط بالمعصومین(ع)ـ القسم ...
آيات بحق أهل البيت عليهم السلام
علماء أهل السنة يكتشفون أن المهدي المنتظر من أهل ...

 
user comment