عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

اولیاء الله

قال ابو ذر رضوان الله عليه دخلت يوما على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و هو في المجلس جالس وحده فاغتنمت وحدته فقال يا أبا ذر إن للمسجد تحية فقلت و ما تحيته يا رسول الله فقال ركعتان فركعتهما ثم التفت إليه فقلت يا رسول الله
اولیاء الله

قال ابو ذر رضوان الله عليه دخلت يوما على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و هو في المجلس جالس وحده فاغتنمت وحدته فقال يا أبا ذر إن للمسجد تحية فقلت و ما تحيته يا رسول الله فقال ركعتان فركعتهما ثم التفت إليه فقلت يا رسول الله لو زدتني بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع فمن شاء أقل و من شاء أكثر فقلت يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى قال الإيمان بالله ثم الجهاد في سبيله قلت يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا قلت فأي المؤمنين أفضل قال من سلم المسلمون من يده و لسانه قلت فأي الهجرة أفضل قال من هجر السوء قلت فأي وقت من الليل أفضل قال جوف الليل الغابر قلت فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت قلت أي الصدقة أفضل قال جهد من مقل إلى فقير في سر قلت فما الصوم أفضل قال فرض مجزي
و عند الله أضعاف ذلك قلت فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها قلت فأي الجهاد أفضل قال عقر جواده و أهرق دمه قلت فأي آية أنزلها الله عليك أفضل و أعظم قال آية الكرسي قلت يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم (عليه السلام)قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المغرور المتسلط المبتلي إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض و لكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها و إن كانت من كافر أو فاجر ففجوره على نفسه و كان فيها مثال و على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه و ساعة يفكر في صنع الله تعالى و ساعة يحاسب في نفسه فيما قدم و أخر و ساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم و المشرب و على العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا في ثلاث تزود لمعاد أو سعى لمعاش أو لذة في غير ذات محرم
و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه و من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى (عليه السلام)قال كانت عبرا كلها عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح عجبا لمن أيقن بالنار كيف يضحك عجبا لمن أبصر الدنيا و تقلبها بأهلها حال بعد حال ثم هو يطمئن إليها عجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثم لم يعمل قلت يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في صحف إبراهيم و موسى مما أنزل الله إليك قال اقرأ يا أبا ذر( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى إِنَّ هذا - يعني ذكر هذه الآيات - لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى)
قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنه رأس أمرك كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن و ذكر الله فإنه ذكر لك في السماء و نور لك في الأرض قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطرد للشيطان عنك و عون لك على أمر دينك قلت يا رسول الله زدني قال إياك و كثرة الضحك فإنه يميت القلب و يذهب بنور الوجه قلت يا رسول الله زدني قال انظر إلى من هو تحتك و لا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك قلت يا رسول الله زدني قال صل قرابتك و إن قطعوك و أحب المساكين و أكثر مجالستهم
قلت يا رسول الله زدني قال لا تخف في الله لومة لائم قلت يا رسول الله زدني قال يا أبا ذر ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك و لا تجد عليهم فيما تأتي و كفى بالرجل عيبا أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه و يجد عليهم فيما يأتي قال ثم ضرب على صدري و قال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير و لا ورع كالكف و لا حسب كحسن الخلق و عن أبي عبد الله (عليه السلام)عن أبيه أنه قال في خطبة أبي ذر رضي الله عنه يا مبتغي العلم لا تشغلك الدنيا و لا أهل و لا مال عن نفسك أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره و ما بين البعث و الموت إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا جاهل تعلم العلم فإن قلبا ليس فيه علم كالبيت الخراب الذي لا عامر له .
و عن أبي ذر رضی الله عنه أنه قال يا باغي العلم قدم لمنامك بين يدي الله تعالى فإنك مرتهن بعملك كما تدين تدان يا باغي العلم صل قبل أن لا تقدر على ليل أو نهار تصلي فيه إنما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته فكذلك المرء المسلم بإذن الله عز و جل ما دام في الصلاة لم يزل الله تعالى ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته يا باغي العلم تصدق من قبل أن لا تقدر تعطي شيئا و لا تمنعه إنما مثل الصدقة لصاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم لا تقتلوني و اضربوا لي أجلا لأسعى في رضاكم كذلك المرء المسلم بإذن الله كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبة حتى يتوفى الله أقواما و هو عنهم راض و من رضي الله عز و جل عنه فقد أعتق من النار يا باغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر فاختم على فمك كما تختم على ذهبك و ورقك يا باغي العلم إن هذه الأمثال ضربها الله عز و جل للناس و قال ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ يا باغي العلم و كان شيء من الدنيا لم يكن إلا عمل ينفع خيره و يضر شره إلا ما رحم الله عز و جل يا باغي العلم لا يشغلك أهل و لا مال عن نفسك فإنهم لن يغنوا عنك شيئا .

ولاية الله تعالى

قال الله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و ولاية الله معرفته و معرفة نبيه و معرفة الأئمة من أهل بيته (عليه السلام)و موالاتهم و موالاة كافة أولياء الله و معاداة أعداء الله و أعداء رسوله و أعداء أهل بيته و التبري من كل من لم يدن الله بدين الإسلام و أعظم عرى الإيمان الموالاة في الله و المعاداة في الله و لا طريق إلى ذلك إلا بعد المعرفة لهم و إذا لم يعرف أولياء الله فيواليهم و أعداء الله فيعاديهم لا يأمن من أن يعادي لله وليا أو يوالي لله عدوا فيخرج بذلك عن طريق الولاية بل عن الإيمان و ما من شيء من ذلك إلا و عليه دلالة من كتاب الله عز و جل و سنة نبيه (صلی الله عليه وآله وسلم)
و شرح ذلك مذكور في كتب العلم و ينبغي على العاقل الالتزام بعرى الإيمان و التحلي بحلية أهل الولاية فمن أراد ذلك فليلزم لسانه الذكر و قلبه الفكر و يعتزل الدنيا و يجالس الصالحين من أهل العلم و يتبع آثار الصالحين و يقتدي بهداهم من الرفض للدنيا و يقنع من العيش بما حضر و يتقرب إلى الله بصالح المقربات من صلاة النوافل و البر للإخوان و قضاء حوائجهم و صلتهم و الإيثار على نفسه بما يقدر عليه و صيام الأوقات المندوب إليها و صيانة بطنه من الحرام و لسانه عن فضول الكلام و ليعلم أن الله يتولاه كما تولاه فإنه تعالى قال وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ فحينئذ لا يكله إلى نفسه بل يتولى عنايته و حوائجه
و قال سبحانه فليأذن بحرب مني من أذى عبدي المؤمن أو أخاف لي وليا و قال سبحانه ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي المؤذون لأوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال هؤلاء الذين آذوا المؤمنين و نصبوا لهم العداوة و عاندوهم و عنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم و قال (عليه السلام)من حقر مؤمنا لم يزل الله عز و جل حاقرا له حتى يرجع من محقرته إياه و قال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه و هو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه و مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الذي خان الله عز و جل و رسوله فيؤمر به إلى النار .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)من رد أخاه المؤمن عن حاجة و هو يقدر على قضائها سلط الله عليه ثعبانا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة و قال (عليه السلام)من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عز و جل يوم لا ظل إلا ظله و قال (عليه السلام)من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام حتى يسيل عرقه أودية و ينادي مناد من عند الله عز و جل هذا الظالم الذي حبس عن الله عز و جل حقه قال فيوبخ أربعين يوما و يؤمر به إلى النار و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه و لم يصبه فهو في النار و من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النار
و من أعان على مؤمن بخطر كلمة لقي الله عز و جل يوم القيامة مكتوب بين عينيه هذا آيس من رحمة الله عز و جل و قال (عليه السلام)من علامات شرك الشيطان الذي لا شك فيه أن يكون الرجل فحاشا لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه فإنه لعب به و بإسناده إلى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي بما قال و لا ما قيل فيه و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من شر عبيد الله من يكره مجالسته لفحشه
و قال الصادق (عليه السلام)من خاف الناس لسانه فهو في النار و بإسناده عن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قال أشر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم و ينبغي للمؤمن أن تكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور على البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء و يتحامل الأصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة و الولي كل الولي من توالت أقواله و أفعاله على موافقة الكتاب و السنة و من كان هكذا تولى الله سيئاته باللطف في كل أموره و حرسه في غيبته و حضوره و حفظه في أهله و ولده و ولد ولده و في جيرانه فإنه جاء في الحديث النبوي إن الله يحفظ الرجل في ولده و ولد ولده و دويرات حوله و جاء في تأويل قوله تعالى وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً إنه كان بينهما و بين أبيهما الصالح سبعة أجداد و قيل سبعين جدا و الولي ريحانة الله في الأرض يشمها المؤمنون و يشتاق إليها الصالحون
و علامة الولي ثلاثة أشياء شغله بالله و همه لله و فراره إلى الله و إذا أراد الله أن يوالي عبدا فتح على لسانه ذكره و على قلبه فكره فإذا تلذذ بالذكر فتح له باب القرب ثم فتح عليه باب الأنس به و الوحشة من خلقه فأجلسه على كرسي الولاية و عامله بأسباب العناية و أورثه دار الكرامة و كشف عن قلبه و بصره الغشاوة و العماية فأصبح ينظر و ربنا الله و رفع إليه حسن الرزق و خوف العدو و من حيث يحل التوكل في قلبه و الرضا بقسمه و لهذا قال الله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و أمن من أهوال يوم القيامة و نار جهنم .

من كلام أمير المؤمنين و الأئمة (عليه السلام)

قال أمير المؤمنين لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل و يؤخر التوبة بطول الأمل يقول في الدنيا بقول الزاهدين و يعمل فيها عمل الراغبين إن أعطي لم يشبع و إن منع لم يقنع يعجز عن شكر ما أوتي و يبتغي الزيادة فيما بنى ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي يحب الصالحين و لا يعمل عملهم و يبغض المذنبين و هو أحدهم يكره الموت لكثرة ذنوبه و يقيم على ما يكره الموت له إن سقم ظل نادما و إن صح أمن لاهيا يعجب بنفسه إذا عوفي و يقنط إذا ابتلي إن أصابه بلاء دعا مضطرا و إن ناله رخاء أعرض مغترا تغلبه نفسه على ما يظن و لا يغلبها على ما يستيقن يخاف على غيره بأدنى من ذنبه و يرجو لنفسه بأكثر من عمله إن استغنى بطر و فتن و إن افتقر قنط و وهن يقصر إذا عمل و يبالغ إذا سأل إن عرضت له شهوة أسلف المعصية و سوف التوبة
و إن عرته محنة الفرج عن شرائط الملة يصف البرة و لا يعتبر و يبالغ في الموعظة و لا يتعظ فهو بالقول مدل و من العمل مقل ينافس فيما يفني و يسامح فيما يبقى يرى المغنم مغرما و المغرم مغنما يخشى الموت و لا يبادر الفوت يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه و يستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره فهو على الناس طاعن و لنفسه مداهن اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء يحكم على غيره لنفسه و لا يحكم عليها لغيره يرشد غيره و يغوي نفسه فهو يطاع و يعصي و يستوفي و لا يوفي و يخشي الخلق من ربه و لا يخشى ربه في خلقه
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)يا نوف خلقنا من طينة و خلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا قال نوف قلت صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين فبكى لذكر شيعته ثم قال يا نوف شيعتي و الله الحلماء العلماء بالله و بدينه العاملون بطاعته و أمره المهتدون لحبه و أنصار عباده جلاس زهاده صفر الوجوه من التهجد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف الربانية في وجوههم و الرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة و رياحين كل قبيلة لا يشنئون من المسلمين سلفا و لا يقفون لهم خلفا سرورهم مكنونة و قلوبهم محزونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة و أنفسهم منهم في عناء و الناس منهم في راحة فهم الكاسة الأولياء و الخالصة النجباء و هم الراغبون الرواعون قرار بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا أولئك من شيعتي الأطيبون و إخواني الأكرمون الأتقياء ألا هاه شوقا إليهم
و عن علي (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أنا الشجرة و فاطمة فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرتها و شيعتنا أغصانها فما من عبد أحبنا أهل البيت و عمل بأعمالنا و حاسب نفسه قبل أن يحل رمسه إلا أدخله الله الجنة و عن علي (عليه السلام)إنه قال يا نبي الله بينه لي لأهتدي بهداك فقال لي يا علي من يهدي الله فما له من مضل و من يضلل الله فلا هادي له و إن الله عز و جل هاديك و معلمك و حق لك أن تعي و لقد أخذ الله ميثاقي و ميثاقك و ميثاق شيعتك و أهل مودتك إلى يوم القيامة فهم شيعتي و ذو مودتي و هم ذو الألباب يا علي حق على الله أن ينزلهم في جنانه و يسكنهم مساكن الملوك و حق لهم أن يطيبوا
و بالإسناد مرفوعا عن الصادق (عليه السلام)أنه سئل أي الأعمال أفضل بعد المعرفة قال ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة و لا بعد المعرفة و الصلاة شيء يعدل الزكاة و لا بعد الزكاة يعدل الحج و فاتحة ذلك كله و خاتمته معرفتنا و لا شيء بعد ذلك كبر الإخوان و المواساة يبذل الدينار و الدرهم فإنهما حجران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك و ما رأيت شيئا أسرع غناء و لا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت و صلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة و ألف عمرة مبرورات متقبلات ذو الحجة عند الله خير من بيت مملوء ذهبا لا بل خير من ملء الدنيا ذهبا و فضة ينفق في سبيل الله و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم و تنفيس كربته أفضل عند الله من حجة و طواف و عمرة حتى عد عشرة ثم رفع يده و قال اتقوا الله و لا تملوا من الخير و لا تكسلوا فإن الله عز و جل و رسوله غنيان عنكم و عن أعمالكم و أنتم الفقراء إلى الله و إنما أراد الله عز و جل بلطفه سببا يدخلكم الجنة به و روي عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال مصافحة المؤمن بألف حسنة
و عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إن لله عبادا من خلقه تفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله عز و جل و عنه (عليه السلام)عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال من أفضل الأعمال عند الله عز و جل إبراد الأفئدة الحارة و إشباع الأكباد الجائعة و الذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان و أخوه أو قال جاره المسلم جائع و عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال من كسا مؤمنا كساه الله ألف حلة و قضى له ألف حاجة و كتب الله له عبادة سنة و غفر له ذنوبه كلها و إن كانت أكثر من نجوم السماء و أعطاه الله يوم القيامة ثواب ألف شهيد و زوجه الله تعالى ألف حوراء و كتب الله له براءة من النار و جواز على الصراط
و عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم و التصافح و إذا تفارقتم تفرقوا بالاستغفار و عن أبي جعفر (عليه السلام)من مشى في حاجة أخيه المؤمن أظله الله عز و جل بخمسة و سبعين ملك و لم يرفع قدما إلا و كتب له بها حسنة و حط بها عنه سيئة و رفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته كتب الله بها بكل ما قضاه له أجر حاج و معتمر و عن أبي عبد الله (عليه السلام)من مشى في حاجة أخيه المؤمن كان أحب إلى الله من عتق ألف نسمة و حمل ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة و قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه و جيرانه و إخوانه و معارفه و قال من أعان أخاه المؤمن اللهفان عند جهده فنفس كربته و أعانه على نجاح حاجته كتب الله بذلك اثنتين و سبعين رحمة يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته و يدخر له إحدى و سبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة و أهواله .
و قال (عليه السلام)أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة و هو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا و الآخرة.
و قال (عليه السلام)من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة و من أشبع كافرا كان حقا على الله أن يملأ جوفه من الزقوم و لئن أشبع رجلا من المسلمين أحب إلى الله من أن أطعم أفقا من الناس قلت و ما الأفق قال مائة ألف أو يزيدون .
و عن أبي جعفر (عليه السلام)قال من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله عز و جل من ثلاث جنات في ملكوت السماوات الفردوس و جنة عدن و طوبى .
و قال علي (عليه السلام)ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما و يشبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة .
و عن علي بن الحسين (عليه السلام)قال من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من سقى مؤمنا من ظمإ سقاه الله من رحيق مختوم .
و عن الصادق (عليه السلام)من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا الله رب العالمين ثم قال من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان قال الله تعالى أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة يَتِيماً ذا مَقْرَبَة أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَة .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه الله عز و جل بكل شربة سبعين ألف حسنة و إن سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل .
و قال الصادق (عليه السلام)لإطعام مؤمن أحب إلى الله من عتق عشر رقاب و عشر حجج و من كساه ثوبا كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة و أن يهون عليه سكرات الموت و أن يوسع عليه في قبره و أن تتلقاه الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى كما قال الله تعالى تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ.
و قال (عليه السلام)من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عرى أو أعانه بشيء مما يقوته من معيشة وكل الله عز و جل به سبعة آلاف ملك من الملائكة يستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور .
و قال (عليه السلام)من كسا مؤمنا ثوبا من عرى كساه الله من إستبرق الجنة و من كساه ثوبا من غنى لم يزل في ستر الله عز و جل ما بقي من الثوب خرقة و قد ورد أن مشركا تلطف بمؤمن فلما مات أوحى الله إليه لو كان في جنتي مسكن لمشرك لأسكنتك فيها و لكنها محرمة على من مات بي مشركا و لكن يا نار حاذيه و لا تؤذيه قال و يؤتى برزقه طرفي النهار من حيث يشاء الله .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عز و جل له من ذلك السرور مثالا لا يزال معه في كل هول يبشره بالجنة .
المصدر :
ارشاد القلوب / الشیخ ابو محمد الحسن بن محمد الدیلمی ص140-


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

عبد المطلب جد النبي ( صلى الله عليه وآله )
مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) (1)
قبسات من أخلاق رسول الله (ص)
كرم الامام الحسين ( عليه السلام )
ليس في البكاء على الحسين(عليه السلام) بدعة
عقيل بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (1)
رأفة الإمام الرضا بزوار قبره
الشهيد الحسين بن علي بن الحسن المثلث من أحفاد ...
الارهاب في عهد الامام العسکري عليه السلام
أفضلية ارض كربلاء على الکعبة

 
user comment