عربي
Thursday 25th of April 2024
0
نفر 0

إقامة المجالس لإحياء ذكر أهل البيت (ع)

إقامة المجالس لإحياء ذكر أهل البيت (ع)

 

من الأمور التى أكّد عليها أئمة أهل البيت (ع) هى إقامة مجالس الذكر لأهل البيت (ع) وفى طليعة هذه المجالس: المجالس الحسينية لإحياء ملحمة سيد الشهداء فى عاشوراء.

ومن هنا فإن الشيعة وبعد استشهاد الإمام الحسين وبتوجيه من أهل البيت (ع) اتجهوا إلى إقامة المجالس الدينية للتبليغ الثقافى والتوجيه الأخلاقى وهكذا ظهر المنبر الحسينى الذى يعد مدرسة ثقافية كبرى لتعليم القرآن الكريم والفقه والأخلاق وإباء الضيم ومواجهة الظالمين وهذه المجالس المباركة خرّجت آلاف العلماء والثائرين وأطاحت بعروش الحاكمين.

ولا يمكن فى هذه السطور أن نعدد الآثار التى تركها المجلس الحسينى فى التاريخ وأن الله وحده هو الذى يحيط بما فعله المنبر الحسينى فى التاريخ الإسلامى.

وأجمل ما فى هذه المجالس أن يتضامن عشّاق أهل البيت يداً بيد لإقامة مجالس الذكر على الحسين (ع) وأهل البيت (ع) فى أيام محرم وصفر والأيام الفاطمية كل عام.

وفى هذه المجالس المباركة يتلقى الناس خطاباً مفعماً بالقيم الأخلاقية والإنسانية إضافة إلى دوره فى تزكية النفس وصقل الروح.

وفى بعض المواسم الدينية يتوجه الملايين من الناس لأداء مراسم الزيارة فتزدهر الحياة الاقتصادية فى المدن التى يضم ترابها ضريح إمام من أئمة أهل البيت.

وما أكثر المجالس التى دفعت بعض المحسنين إلى تأسيس المدارس وإنشاء دور الأيتام وإقامة الجمعيات الخيرية.

إن الذين يعارضون إقامة هذه المجالس إنّما يعارضون الله ورسوله وهم أعداء الإنسان والإنسانية.

قال الإمام الصادق (ع) للفضيل بن يسار:

تجلسون وتتحدثون؟ فقال: نعم، فقال: إنّ تلك المجالس أحبُّها، فأحيوا أمرنا فرحم الله من أحيا أمرنا «1».

وقال الإمام الباقر (ع):

رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا، فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع أثنان على ذكرنا إلا باهى الله بهما الملائكة فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر؛ فإن فى اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا.

وقال الإمام الرضا (ع):

من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

وقد أصبحت مودة أهل البيت ركن فى الدين، يقول القرآن الكريم:

قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ‌.

وجاء فى مناسبة أخرى:

... فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌.

وأصبح حب أهل البيت أجر الرسالة:

... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ وَ مَنْ‌

 

يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ.

وقال النبى (ص): لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتى أحبّ إليه من عترته ويكون أهلى أحب إليه من أهله‌ «1».

 

اهل البيت (ع) ملائكه الارض للاستاذ العلامة حسین انصاریان ، ص: 447

 

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فضلِ السَّخاء و الجود
من هم الذين يحبهم الله؟
الحسد والسعایة
حجّ الإمام الكاظم(عليه السلام)
ذكرى إستشهاد حمزة سيد الشهداء
لماذا نبداء بـ : بسم الله الرحم الرحيم
الإمام الحسين (ع) مبادئ متجددة ونظام لفعل الخير
خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أمام نساء ...
آثار الذنوب علی الفرد
الحسين(ع) إماماً و مصباح الهداية

 
user comment