قال الله تعالى لنبيه ع وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً و قال يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا و لم يكن الله تعالى ليدعو نبيه ص إلا إلى أمر جليل و فضل جزيل
فقد روي عن رسول الله ص أنه قال شرف المؤمن قيام الليل و عزه استغناؤه عن الناس
و قال ص إذا قام العبد من لذيذ مضجعه و النعاس في عينيه ليرضي ربه جل و عز لصلاة ليله باهى الله تعالى به ملائكته فقال أ ما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها عليه اشهدوا أني قد غفرت له
و قال ع إن البيوت التي يصلى فيها بالليل بتلاوة القرآن لتضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم أهل السماء لأهل الأرض
و قال في وصيته لأمير المؤمنين ص و عليك يا علي بصلاة الليل و كرر ذلك ثلاث دفعات
و سئل أبو جعفر الباقر ع عن وقت صلاة الليل فقال الوقت الذي جاء عن جدي رسول الله ص أنه قال فيه ينادي منادي الله عز و جل هل من داع فأجيبه هل من مستغفر فأغفر له قال السائل و ما هو قال الوقت الذي وعد يعقوب فيه بنيه بقوله أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي قال ما هو قال الوقت الذي قال الله فيه وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ إن صلاة الليل في آخره أفضل منها قبل
أعلام الدين ص : 263
ذلك و هو وقت الإجابة و هي هدية المؤمن إلى ربه فأحسنوا هداياكم إلى ربكم يحسن الله جوائزكم فإنه لا يواظب عليها إلا مؤمن أو صديق
و اعلم أيدك الله أنه ندب إلى صلاة الليل في آخره إذا لم يؤثر المصلي التطويل فإذا آثر الإطالة ففي أوله أفضل و أول وقتها زوال النصف الأول
و قال الصادق ع لا تعطوا العين حظها فإنها أقل شيء شكرا
و روي أن الرجل يكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم بذلك الرزق
و قال ع كذب من زعم أنه يصلي الليل و يجوع بالنهار
و من خاف فوات صلاة الليل فليقرأ عند نومه آخر سورة الكهف قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي إلى قوله تعالى فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً فمن قرأهما أيقظه الله لصلاة ليلته و ليسأل الله عقيبهما إيقاظه لعبادته
و جاء في الحديث عن الإمام الصادق عن أبيه الإمام الباقر ع أنه قال كان فيما أوحى الله إلى موسى بن عمران ع يا موسى كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني يا ابن عمران هذا بهذا يا ابن عمران لو رأيت الذين يصلون لي في الدياجي و قد مثلت نفسي بين أعينهم يخاطبوني و قد خليت عن المشاهدة و يكلموني و قد عززت عن الحضور يا ابن عمران هب لي من عينك الدموع و من قلبك الخشوع و من بدنك الخضوع ثم ادعني في ظلم الليل تجدني قريبا مجيبا
و روي أن الصادق ع قال يوما للمفضل بن صالح يا مفضل إن لله عبادا عاملوه بخالص من سره فقابلهم بخالص من بره فهم الذين تمر صحفهم يوم القيامة فرغا فإذا أوقفوا بين يديه ملأها من سر ما أسروا إليه فقلت يا مولاي و لم
أعلام الدين ص : 264
ذاك فقال أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه و بينهم
و ذكر أن رجلا صالحا قال لأن أبيت نائما و أصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما و أصبح معجبا. و قرب رجل من بني إسرائيل قربانا فلم يتقبل منه فرجع و هو يقول يا نفس من قبلك أتيت فنودي أن مقتك نفسك خير من عبادة مائة سنة
أعلام الدين ص : 265
من الأخبار في العظات و الآداب
جاء في الحديث أن رسول الله ص قال ما من امرئ مسلم غني و لا فقير إلا ود يوم القيامة أنه كان أوتي من الدنيا قوتا
و قال ع من آثر محامد الله على محامد الناس كفاه الله مئونة الناس
و قال ص المؤمن من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم و المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب و المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله
و قال ص من ألهم الصدق في كلامه و الإنصاف من نفسه و بر والديه و وصل رحمه أنسئ له في أجله و وسع عليه في رزقه و متع بعقله و لقن حجته وقت مساءلته
و عن حفص بن البختري قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول حدثني أبي عن آبائه أن أمير المؤمنين ص قال لكميل بن زياد النخعي تبذل و لا تشهر و وار شخصك لا تذكر و تعلم فاعمل و اسكت تسلم تسر الأبرار و تغيظ الفجار و لا عليك إذا عرفك الله دينه أن لا تعرف الناس و لا يعرفونك
و جاء في الحديث عن الإمام الصادق عن أبيه الإمام الباقر ع أنه قال إن الله تعالى أوحى إلى داود يا داود إن العبد من عبيدي ليأتيني بالحسنة فأحكمه بها في الجنة فقال داود يا رب و ما تلك الحسنة قال عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحب قضاءها قضيت له أم لم تقض
أعلام الدين ص : 266
